أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
28798 151323

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام > مقالات مشرفي كل السلفيين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-08-2012, 12:10 AM
مشرفو منتدى (كل السلفيين) مشرفو منتدى (كل السلفيين) غير متواجد حالياً
.
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 33
افتراضي (9) الوجه الآخر لموقف الشيخ ربيع المدخلي من أهل الأهواء والبدع : اضطراب أم تلاعب ؟!!!

(9) الوجه الآخر لموقف الشيخ ربيع المدخلي من أهل الأهواء والبدع : اضطراب أم تلاعب ؟!!!

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ...
أما بعد:
فإن الله تعالى قد جعل المسلم أخا لكل مسلم ؛ فقال سبحانه [إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ] , وأوجب على المسلمين حقوقا مشتركة فيما بينهم بناء على حق الإخوة هذا , كما في حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال [المسلم أخو المسلم , لا يظلمه , ولا يخذله , ولا يحقره] .
ومن حديثه –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال : [خمس من حق المسلم على المسلم : رد التحية , وإجابة الدعوة , وشهود الجنازة , وعيادة المريض , وتشميت العاطس إذا حمد الله عزوجل] .
ورغب –عليه الصلاة والسلام- بتمتين آصرة الأخوة بين أهل الإيمان فقال من حديث أبي موسى الأشعري [المؤمن للمؤمن كالبنيان , يشد بعضه بعضا , ثم شبك بين أصابعه] .
وما كان هذا الحرص على جانب الإخوة الإيمانية وحقوقها إلا ليكون خادما لحفظ الدين , ولهذا فقد وجه النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى إهدار بعض حقوق المسلم المخالف لأحكام الدين وشرائع رب العالمين ؛ فحق الدين مقدم على حق أشخاص المسلمين , ومن هنا قال السلف بهجر أهل البدع والأهواء وعقوبتهم وإذلالهم –إن كانت المصلحة فيه- كما دلت عليه الآثار الكثيرة المتضافرة ، والفهوم الفقهية الناضرة .
ولكنه ليس هجرا عاما مطلقا –كما هي مقالة الخوارج- , بل هو هجر منضبط برجحان المصلحة منه , متفاوت تبعا لما في المبتدع من خير وشر , وتبعا لنوع الشر إلى غير ذلك مما قرره شيخ الإسلام في قاعدة جامعة هامة في مجموع الفتاوى (28\205-210) , وكان مما قاله فيها –باختصار وتصرف يسير- :

1- "إن التعزير بالهجر لمن كان داعيا إلى البدع المخالفة للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة التي ظهر أنها بدع , وهو حقيقة قول من قال من السلف والأئمة بالهجر .

2- إن الهجر يختلف باختلاف الهاجرين في قوتهم وضعفهم وقلتهم وكثرتهم فإن المقصود به زجر المهجور وتأديبه ورجوع العامة عن مثل حاله . فإن كانت المصلحة في ذلك راجحة بحيث يفضي هجره إلى ضعف الشر وخفيته كان مشروعا . وإن كان لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك بل يزيد الشر والهاجر ضعيف بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته لم يشرع الهجر .

3- لا يكون هجر المخالفين من المبتدعة ونحوهم هو الصالح دائما , بل قد يكون ضده من التأليف هو الأنفع ؛ فالتأليف لبعض الناس قد يكون أنفع من الهجر , والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف ؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألف قوما ويهجر آخرين ؛ كما أن الثلاثة الذين خلفوا كانوا خيرا من أكثر المؤلفة قلوبهم لما كان أولئك كانوا سادة مطاعين في عشائرهم فكانت المصلحة الدينية في تأليف قلوبهم وهؤلاء كانوا مؤمنين والمؤمنون سواهم كثير فكان في هجرهم عز الدين وتطهيرهم من ذنوبهم , وجواب الأئمة كأحمد وغيره في هذا الباب مبني على هذا الأصل ولهذا كان يفرق بين الأماكن التي كثرت فيها البدع كما كثر القدر في البصرة والتنجيم بخراسان والتشيع بالكوفة وبين ما ليس كذلك ويفرق بين الأئمة المطاعين وغيرهم وإذا عرف مقصود الشريعة سلك في حصوله أوصل الطرق إليه .

4- الهجر لِحظّ الدين هو الهجر الشرعي وهو من الأعمال التي أمر الله بها ورسوله . فالطاعة لا بد أن تكون خالصة لله وأن تكون موافقة لأمره فتكون خالصة لله صوابا ؛ فمن هجر لهوى نفسه أو هجر هجرا غير مأمور به : كان خارجا عن هذا .

5- إن الهجر لِحظّ الدين لا يقطع الموالاة الإيمانية , لأن الهجر من باب العقوبات الشرعية فهو من جنس الجهاد في سبيل الله . وهذا يفعل لأن تكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله . والمؤمن عليه أن يعادي في الله ويوالي في الله فإن كان هناك مؤمن فعليه أن يواليه وإن ظلمه ؛ فإن الظلم لا يقطع الموالاة الإيمانية قال تعالى : [وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ , إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ] ؛ فجعلهم إخوة مع وجود القتال والبغي والأمر بالإصلاح بينهم .
فليتدبر المؤمن الفرق بين هذين النوعين ؛ فما أكثر ما يلتبس أحدهما بالآخر وليعلم أن المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك والكافر تجب معاداته وإن أعطاك وأحسن إليك .

6- إذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر وفجور وطاعة ومعصية وسنة وبدعة : استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير واستحق من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة فيجتمع له من هذا وهذا كاللص الفقير تقطع يده لسرقته ويعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته .
هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنة والجماعة وخالفهم الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم عليه فلم يجعلوا الناس لا مستحقا للثواب فقط ولا مستحقا للعقاب فقط" .


موقف الشيخ ربيع المدخلي من أهل الأهواء والبدع

وبعد هذه اللمحة السريعة حول (منهج سلف الأمة في الموقف من أهل الأهواء والبدع) –من خلال تقرير شيخ الإسلام ابن تيمية له- ؛ ننتقل لعرض موقف الشيخ ربيع المدخلي –المشهور عنه- من أهل الأهواء والبدع , مصدرين إياه بإيضاح حقيقة موقف الشيخ ربيع المدخلي مما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية –آنفا- !!
فالشيخ ربيع قد صرح في مواطن عدة من كتبه وأجوبته بمخالفته لما قرره شيخ الإسلام من أصول وضوابط في باب الموقف من هجر أهل البدع والأهواء , بما يدلل على التباين والاختلاف -في هذه المسألة الهامة التي تميز منهج الشيخ ربيع- بين الشيخ ربيع –من جهة- وشيخ الإسلام ابن تيمية –من جهة أخرى- , ومن ذلك :

أولا- تقريره : أن هجر أهل البدع هو عام مطلق غير مقيد بالمصلحة والمفسدة , وبالتالي رفض ما قرره شيخ الإسلام من التفصيل في هجر المبتدع , وتقييده بالمصلحة والمفسدة , كما جاء في أجوبته المنشورة تحت عنوان (رد شبهات المائعين والذب عن السلفيين) , جوابا على السؤال التالي:
"(س\7) : هل هجر أهل البدع والتضييق عليهم وعدم مخالطتهم بإطلاق كما نقل السلف ودوّن الأئمة في كتبهم ؟ أم هو على التفصيل وينظر كل شخص إلى المصلحة والمفسدة وكل يرجع إلى عقله مما يؤدي إلى التمييع؟
قال الشيخ : لقد قال شيخ الإسلام -رحمه الله- ينظر إلى المصلحة فيها ، والسلف ما قالوا هذا وشيخ الإسلام جزاه الله خيرا قال هذا وهو اجتهاد منه فإذا أخذنا بقوله ، فمن هو الذي يميز المصالح من المفاسد ؟
فهل الشباب وصلوا إلى هذا المستوى ؟... .
(س\8) : بارك الله فيك يا شيخ إذا الواجب علينا أن نعمل بقول السلف وليس بقول شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله- خاصة في زماننا هذا الذي صار فيه الجلوس لأهل البدع شعارا للعلم والله المستعان ؟
الشيخ : الذي يقوله السلف هو الأحوط بالتجربة والواقع ، والمصلحة والمفسدة إذا أدركها العالم فليستخدمها، أما الصغير ما يستطيع , إذا أدركها العالم المحصن , لا بعض العلماء قد يكون ضعيف الشخصية فتخطفه البدع كما حصل لعدد كثير من الأكابر خطفتهم البدع بسهولة ...
"!!

ثانيا- تقريره : أن المبتدع لا يحب على قدر طاعاته , ويبغض على قدر بدعته ومعاصيه ؛ بل ليس له إلا البغض والهجران والمقاطعة , وبالتالي صرح بمخالفته لشيخ الإسلام ابن تيمية في تقريره لأن المبتدع قد يجتمع في حقه حب وبغض , وانتصر للقول : أن أهل البدع ليس لهم إلا البغض المطلق ؛ فلا يجتمع في حقهم حب على ما فيهم من السنة وبغض على ما فيهم من البدعة ؛ بل ليس لهم إلا البغض , وقول الشيخ ربيع هو من جنس أقوال الخوارج والمعتزلة –كما تقدم حكايته عن شيخ الإسلام ابن تيمية- .
وتقرير الشيخ ربيع –هذا- ورده على شيخ الإسلام ابن تيمية –في هذه المسألة- قد جاء في كتابه عون الباري (2\978-981) –مختصرا- جوابا على السؤال : "س\هل يجتمع في الرجل المبتدع حب وبغض؟
الجواب ... : إذا تأملنا كلام السلف ، واستقرأنا عموم كتب السنة ، فلا نجد هذا التوزيع، توزيع القلب في قضية أهل البدع ، إلى حب من جهة ، وبُُغض من جهة ، لا نجد ذلك ، و لا نجد من السلف إلا الحث على بُغضهم وهجرانهم، بل قد حكى عدد من الأئمة الإجماع على بُغضهم وهجرهم ومقاطعتهم ... ، حكوا الإجماع على بُغض أهل البدع ، وهجرانهم ، ومقاطعتهم ، هذا الإجماع من الصحابة ومن بعدهم.
وأظن أنه ما يستطيع إنسان أن يجمع بين الحب والبُغض ، ويوزعهما ويقسمهما قسمين، البغض على قدر ما ارتكب من البدعة ، والحب على ما بقي عليه من السنة ، فهذا تكليف بما لا يُطاق، وكل ّ يؤخذ من قوله ويردّ .... .
فالقول بأن نُحبَّه على قدر ما عنده من سنة، ونُبغضه على قدر ما عنده من البدع ، هذا الكلام لا يوجد عند السلف .
وقد ناقشنا هذه الفكرة في بعض الكتابات . الرد على أهل الموازنات ، ومن يتعلق بالموازنات ، ويتستر بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية الذي يرى أن الانسان يُحَبُّ على قدر ما عنده من السنة ، ويُبغض على قدر ما عنده من البدع.
ورددنا على هذه الأشياء بكلام السلف ، ومواقفهم ، بل بإجماعهم
"!!

ثالثا- تقريره : أن المبتدع لا يوالى على قدر طاعته وإيمانه , بل ليس له إلا الهجران والمقاطعة , وهذا ما دفعه إلى التقول على مقصد شيخ الإسلام في تقريره : أن المبتدع يوالى على قدر طاعته وإيمانه ؛ كما جاء في مجموع الكتب والرسائل (14\155-157) جوابا على سؤال: "هل يعامل المبتدع معاملة الفاسق في الولاء والبراء أي يُوالى على ما فيه من إيمان ,ويُعادى على ما فيه من بدع ؟
الجواب : الذي قرّره أهل السنة وحكوا عليه الإجماع أن المبتدع أشدّ من الفاسق ؛الفاسق له صفة فاسقة ؛الفاسق غالبا يحترم أهل العلم وأهل الفضل وأهل الاستقامة ويتمنى أن يلحق بهم ,لكن المبتدع يُخاصمهم ويؤذيهم ويعاديهم ويحتقرهم وينتقصهم ... .
فالسلف قرروا هجرانهم وبغضهم ومقاطعتهم ,وهذا الذي يسأل لا أدري إن كان سلفيا أو هو مخدوع بمنهج الموازنات ,يعني يحبه على ما فيه من إسلام ,ويبغضه على ما عنده من بدع ؛هذا منهج الموازنات ويُنسب هذا الكلام إلى ابن تيمية لكن لا يقصد شيخ الإسلام هذا الذي يقصده هؤلاء
" !!

رابعا- يرى الشيخ ربيع المدخلي : أن من بدعه العلماء بحجة فلا يجوز الدفاع عنه , وعلى كل الناس المحتكين به أن يأخذوا بهذا القول , كما قال في مجموع الكتب والرسائل (1\490) : "إن كان مع العلماء حجة على تبديع هذا الرجل ؛ فعلى طلابه وعلى كل الناس الذين يحتكون به أن يأخذوا بهذا الحق , ولا يجوز لهم أن يدافعوا عنه"!!
نقول : وغالب صنيع الشيخ يدل على غضّ النظر عن كون هذه الحجة معتبرة ، أم لا !

خامسا- ويرى الشيخ ربيع المدخلي : أن إحسان الظن بأهل البدع مخالفٌ لمنهج الله تبارك وتعالى ؛ كما هو نص كلامه في شريطه (الموقف الصحيح من أهل البدع) : "فإحسان الظن بأهل الانحرافات، وأهل البدع والضلالات، مخالفٌ لمنهج الله تبارك وتعالى، فلا بد من الحذر منهم"!
نقول : هكذا ... دون تمييز منه -غفر الله له-بي مبتدع ومبتدع !
وبغضّ النظر عن قدْر بدعة هذا ، أو بدعة ذاك !
ودون تمييز بين الملاحظ التي ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية -فيما يتعلق بقوة أهل السنة ، أو ضعفهم، وقوة أهل البدع وضعفهم- !

سادسا- ويرى الشيخ ربيع المدخلي : أن السلفيين لا يستطيعون التعايش مع أهل البدع ؛ كما في كتابه"أهل الحديث هم الطائفة المنصورة"-والذي كان قد طلب من شيخنا الحلبي- قبل نحو عشرين سنة!- تقريظه - أيامَ كان معدوداً -عنده-من أهل العلم ! ومعتبرا من تلاميذ الشيخ الألباني!-:
"والمجاهدون السلفيون يجاهدون في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، فإذا طهروا بلداً من أدناس الشرك والإلحاد؛ أقاموا فيه حاكمية الله قبل أن يستعيدوا أنفاسهم؛ لأن حاكمية الله وبغض الطواغيت تجري في دمائهم لا كلاماً يلاك على الألسن .
وأما موالاة أعداء الله؛ فحدِّث ولا حرج عن غيرهم، أما هم؛ فالحمد لله هم أنظف الناس وأنزههم منها، بل حتى لا يستطيعون التعايش مع أهل البدع؛ فكيف بالكفار الصرحاء؟!
".

سابعا- ويرى الشيخ ربيع المدخلي : (التحذير المطلق) من مخالطة أهل البدع ومجالستهم , كما قال في مقال (أئمة الحديث ومن سار على نهجهم هم أعلم الناس بأهل الأهواء والبدع) : "وكان الأئمة من التابعين ومن بعدهم يحذرون من مجالسة أهل الأهواء".
وقال في مجموع المؤلفات (14\348): "إياكم ومجالسة أهل الأهواء؛ فإن لهم شُبها , وربما أحدهم يستدرجك ويقول لك : ادخل معهم وأصلح من الداخل وهم لا يصلحون إلا ما شاء الله نادر جدا , أو لتعرف ما عندهم , هذه الطريقة ليست من الإسلام , الإسلام يرفضها".
وفي مقال (علماء الجرح والتعديل هم حماة الدين) يقرر أن : "علماء السنة وأئمة الجرح والتعديل فهم والله العلماء حقاً وهم الذين يقومون على أهل البدع ويقمعونهم في كل زمان ومكان , وكتب الجرح والتعديل وكتب الجرح الخاص مليئة ببيان حال أهل البدع ... . وما اكتفوا بهذا بل قاموا بتأليف الكتب في بيان عقائد أهل السنة والذب عنها وعن أهلها وعلى رأسهم الصحابة وبيان البدع وأهلها والطعن فيهم والتحذير منهم ومن بدعهم ومن كتبهم , والتحذير المطلق من دعاتهم وغلاتهم فلا يُجالَسون ولا يؤخذ منهم الحديث".

ثامنا – ويرى الشيخ المدخلي : أن أهل البدع لا يستفاد منهم شيئ من علوم القرآن والسنة , ومن ذلك قوله في مجموع الكتب (15\28) : "أنت في بلد ما تجد من طلبة العلم إلا أهل البدع والضلال , ولا تجد من أهل السنة أحدا , فأنا أفضل لك الجهل مع سلامة الفطرة على أخذ العلم من أهل البدع , اللهم إلا إذا كان هذا الشخص لا يدعو إلى بدعته إطلاقا ؛ فيمكن أن تأخذ منه النحو أو بعض العلوم , أما العقيدة , بل القرآن والحديث , لا تأخذ منه , لأن الحديث قد دُوِّن , والقرآن محفوظ –والحمد لله- وتفسيره موجود ومحفوظ –والحمد لله- ".
وقال في مجموع الكتب والرسائل (15\52-53) -ناصحا بعدم الانتفاع من أشرطة الحزبيين- : "لا تستمع لأشرطة الحزبيين ؛ فضررها أكبر من نفعها ... , فالحذر الحذر من السماع لاهل البدع , ومن السماع لأهل الأحزاب المنحرفة عن منهج الحق... .
فعلى من يريد أن يحافظ على عقيدته ودينه ومنهجه أن يبتعد عن أسباب الفتن , فيبتعد عنها سواء كانت أشرطة أو كتب أو مجلات
".
وقال في نفس المصدر (15\58) –نافيا وجود ردود نافعة للحزبيين على المبتدعة من الأشاعرة ونحوهم- : "لم نر لهم ردودا ينتفع بها , بل رأيناهم ينقلون كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ثم يأتون بمنهج الموازنات ليميعوا هذه الردود".
ولم تسلم تحقيقات الحزبيين لكتب التراث من نقد الشيخ ربيع حيث قال في مجموع الكتب والرسائل (15\177) : "رأينا الكتب التي تناولها الحزبيون : أنهم أساءوا إلى تحقيق هذه الكتب , ونهجوا فيها نهج التمييع؛ فيكون مقصود المؤلف أمرا معينا وقضية معينة يعالجها ويريد أن يقنع المسلمين في ضوء الكتاب والسنة ومنهج السلف , ويأتي هذا المتحزب فيؤوّل كلام المؤلف ويميعه ويبعد النُّجعة عن قصد المؤلف... .
فيجب على أهل السنة أن يشمروا عن ساعد الجد لخدمة التراث السلفي حتى لو سبق هؤلاء إلى خدمته , وعبثوا به , فعلى هؤلاء أن يصححوا , أن يتناولوا المخطوطات من جديد ويصححوها ويحققوها تحقيقا صحيحا , ويبينوا مضامينها في ضوء منهج السلف
".

تاسعا- ويرى الشيخ المدخلي عدم مشروعية النظر في كتب أهل البدع سواء ألفوها حال بدعتهم , أو قبل وقوعهم في البدعة , وسواء كانت مشتملة على البدع أو غير مشتملة عليها , كما جاء هذا واضحا وصريحا في جوابه على السؤال الآتي الذي نقله أحمد بازمول في "صيانته" (ص\692): "السؤال : هل ينتفع بكتب أهل البدع إذا كانت قد ألفت قبل انحرافهم أو بعده إذا كانت خالية من الانحراف وجيدة في الباب؟
فأجاب : إن في كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفي تراث سلفنا الصالح الطاهر النظيف من البدع ما يغني عن الرجوع إلى كتب أهل البدع سواء ألفوها قبل أن يقع في البدع أو ألفوها بعد ذالك لأن من مصلحة المسلمين إخماد وإخمال ذكر أهل البدع فتعلق بكتبهم بقصد الاستفادة يرفع من شأنهم ويعلي منازلهم في قلوب كثير من الناس ومن مصلحة المسلمين والإسلام إخماد وإخمال ذكر رءوس البدع والضلالة وما يخلو كتاب من الحق حتى كتب اليهود والنصارى وطوائف الضلال...فالأولى بالمسلم أن يركّز على ما ذكرناه سلفا فإنه آمن للمسلم وأضمن له وأبعد له من أن يكرم من أهانه الله .
هذا ما أقول عن إجابة هذا السؤال وقد لمح بعض الأئمة وذهب إلى أنه لا ينبغي الأخذ عن أهل البدع حتى لو يعني كان حقا وإذا أمكن أخذ الحديث من غير طريق المبتدع فالأولى الابتعاد عنه ولو كان عنده هذا الحديث الأولى الابتعاد عنه إخمادا لذكره كما أسلفنا
".
بل ومنع من الاستشهاد بكلام أهل البدع –ولو كان حقا- ومحققا لمصلحة دون جلب مفسدة في الحال أو في المآل , كما قال في مجموع الكتب والرسائل (13\266) متعقبا الشيخ أبي الحسن بقوله : "(وأرى جواز الاستشهاد بكلام المخالف إن كان حقاً وفي مصلحة دون جلب مفسدة في الحال أو في المآل).
فقال : "هذا منه معارضة منه لمن يحذر من القراءة في كتب أهل الأهواء، مثل سيد قطب وكتَّاب الإخوان المسلمين وهذه هي حيلة الحزبيين في جر كثير من الشباب السلفي إلى الانحراف عن النهج السلفي والارتماء في هوة الضلال، فكم ضاع من أناس بهذه الحيلة ثم أصبحوا خصوماً للمنهج السلفي وأهله".

عاشرا- يرى الشيخ ربيع المدخلي : عدم مشروعية التعاون مع أهل البدع والأهواء ولو كان وفق الضوابط العلمية في المنهج السلفي , كما جاء في رسالة (نصيحة الشيخ ربيع لأهل العراق) –كما هو في قوله - : "قلتم - سدد الله خطاكم وثبتنا وإياكم على منهج السلف الصالح -: قلتم: (أن يتعاون مع كافة المسلمين وفقا للضوابط العلمية في المنهج السلفي، وهذا هو اختيار الشيخ ابن باز، وابن عثيمين، والألباني , ومن أخذ بفتوى الشيخ ربيع فلا يعاب عليه؛ لأن ما هذا الاختلاف في الأخذ، إنما هو من باب الأولى).
أقول –والكلام لا يزال للشيخ المدخلي-: .... سامحكم الله لماذا تجعلونني وحدي في مقابلة الأئمة. فهل أنا وحدي الذي لا يرى التعاون مع أهل البدع والأهواء؟! ؛ فآلاف السلفيين -وعلى رأسهم الأئمة الكبار- وعشرات من المعاصرين يقولون ما نسبتموه إلى ربيع وحده. ومئات النصوص من كلام أئمة السلف فيها التحذير من أهل الأهواء وهجرانهم، بل هناك أئمة نقلوا إجماع أهل السنة على هجران أهل البدع، والتحذير منهم، ومن مجالستهم فضلا عن التعاون معهم
" .
وقال في مجموع الكتب والرسائل (13\270) : "يجب أن نفهم جيدا أن من الصعب أو من المستحيل أن يحصل هذا التعاون في باب الدعوة إلى الله، وذلك أن مفهوم البر والتقوى يختلف فيما بيننا وبين أهل الأهواء والتحزب، فقد يكون ما هو بر وتقوى عند أهل السنة إثم وعدوان عند أهل الأهواء والضلال، فأصول التبليغ الضالة هي بر وتقوى عندهم، وللإخوان المسلمين وغيرهم بدع وضلالات يرونها برا وتقوى ونقدها عندهم ضلال وفتن وأهل الباطل وإن دعوا إلى التعاون فلا يريدون بذلك التعاون على نشر الحق والتوحيد والسنة ومحاربة الضلال والبدع، وإنما يريدون التعاون معهم على نشر باطلهم وبدعهم، ومن هنا نرى أنه يستحيل التعاون معهم... .
ولو كان التعاون معهم ينفع الإسلام والمسلمين لرأيت الإمام أحمد ومن قبله ومن بعده من أهل السنة من أشد الناس استباقا إليه ودعوة متحمسة له دون فرق بين الجهمية والمعتزلة والخوارج والمرجئة
".


نماذج لمواقف الشيخ ربيع المدخلي من أهل الأهواء والبدع

كنّا قد ذكرنا في مقالنا (طعونات الشيخ ربيع المدخلي –وكبار أعوانه- بالسلفيين –علماء ودعاة-) طائفة من أهل السنة والجماعة ممن رماهم الشيخ ربيع المدخلي بالبدعة , وأخرجهم من السلفية بسببها , ومن ثم أجرى فيهم أحكام أهل البدع .
ولكن هذه الأحكام ليست عامة –عند الشيخ المدخلي- فيمن يبدعهم , وإنما هي تكاد تكون مختصة بمن يخاصمهم ممن يبدعهم , وأما من كان يراهم مبتدعة من غير أن تكون بينه وبينهم خصومة شخصية ؛ فإن لهؤلاء-عنده- أحكاما أخرى ومواقف أخرى تعارض تأصيلاته –أعلاه- , وتخالف سلوكياته مع أهل السنة السلفيين الذين قام بتبديعهم وأمر بهجرهم .
وليس معنى هذا أننا نخالف الشيخ ربيع في مواقفه التي سوف نعرضها –أدناه- أو نوافقه عليها , ولا أننا نخالفه في تأصيلاته –أعلاه- أو نوافقه عليها , وإنما مقصودنا من هذا المقال المضي في سلسلتنا الإلزامية للشيخ ربيع المدخلي , ولأتباعه -كشفا لتناقضهم!-: بأن يجروا في الشيخ ربيع ما يجروه في غيره من أحكام بسبب وحدة العلة التي هي مناط الحكم , جاعلينها في أقسام ؛ فنقول وبالله التوفيق :

القسم الأول : التأصيلات .
أولا : يرى الشيخ ربيع المدخلي أن تبديع الأعيان ليس ملزما , وإنما الملزم هو بيان البدع والتحذير منها , كما قال الشيخ ربيع المدخلي في مجموع الكتب والرسائل (15\220): "يسألك: هل ابن حجر مبتدع أو ليس مبتدع؟ تقول: ما أستطيع أن أقول مبتدع، أقول: أشعري عنده أشعرية بينت.
يقول: لا، قل مبتدع.
ما يلزمني شرعا أن أقول هذا , السلف كثيرا ما يترجمون لبعض المبتدعة ولا يقول أحدهم مبتدع ولا يقول قدري ولا يقول رافضي، يترجم له ويمشي، فلا يلزمني أن أقول فلان مبتدع فلان مبتدع، يلزمني أن أبين بدعه وأحذر منها
".
نقول : فإن كان الشيخ المدخلي يرى أنه لا يلزم من الحكم على المعين من الرافضة والقدرية بالتبديع ؛ فما بال الشيخ المدخلي وأتباعه يلزمون بتبديع من لا نسبة بينهم وبين القدرية والروافض ؟!

ثانيا : يرى الشيخ ربيع المدخلي أنه لا يجب اتباع العلماء في تبديعهم من لم تقم الحجة على تبديعه , كما قاله الشيخ ربيع المدخلي في مجموع المؤلفات (9\40-41): "قولك: (أما العلماء إذا تكلموا في مبتدع فيجب اتباعهم) ... .
[أقول:] بناءً على قاعدتك في باب التبديع يلزمك تبديع الإمام البخاري لأن الإمام محمد بن يحيى الذهلي وأصحابه قد بدعوا الإمام البخاري وآذوه ولكن العلماء وعلى رأسهم مسلم إلى يومنا هذا خالفوا الإمام محمد بن يحيى؛ فهل تبدعهم لأنهم لم يتبعوا محمد بن يحيى، وتقول لماذا خالفوه ؛ فأقول: لأنه ليس معه ولا مع أصحابه حجة.
والإمام أحمد نفسه خالف الناس في شريك بن عبد الله النخعي وأبي نعيم لأنه لم تقدم له الحجة على تبديعهما ولو قدموها له لقبلها والتزمها كما عهدنا ذلك منه ومن أمثاله رحمهم الله.
فمدار القبول والرد هو الحجة وعدمها لا الهوى كما قررت أنت هنا في قضايا الاختلاف أي اختلاف أئمة الجرح والتعديل ولا يبعد أن تقررها في كل القضايا كما يفعل أهل الأهواء الذين قلدتهم
".
نقول : إن محمد بن يحيى الذهلي –الثقة- وأصحابه قد بدعوا الإمام البخاري , وجرحوه بسبب مبين مفسر -عندهم-, وهو: ادعاؤهم عليه أنه يقول بخلق القرآن , ومع ذلك ردّه الإمام مسلم لعدم ثبوته عنده .
فأين قول الشيخ ربيع المدخلي –هنا- من إيجابه قبول الجرح المفسر –مطلقا- , لا بل وإيجابه قبول حكم الثقة -باعتباره خبرا واجب القبول- ؟!
بل ما قول الشيخ ربيع المدخلي فيمن رفض موافقته على تبديعه للأبرياء , لأنه نظر في أقواله فلم ير فيها حجة تُثبت التبديع ؟!

ثالثا : رفضه لقاعدة (من لم يبدّع المبتدع فهو مبتدع) واعتباره إياها قاعدة حدادية , كما قال في مجموع الكتب والرسائل (9\508-509): "لماذا لم تذكر منهج الحداد الذي تعرفه حق المعرفة، ألا وهو: الحرب على علماء المنهج السلفي المعاصرين، والعداوة والبغضاء لهم دون استثناء أحد، والحط على شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وابن أبي العز، وكتابه: (شرح الطحاوية).
وقيام هذا المنهج على الغلو في التبديع، وأن من لم يبدع من يبدعه الحداديون فهو مبتدع , وعلى هذا الأساس ناقشني عبد اللطيف ـ بحضور الحداد ـ في تبديع أشخاص معينين، يتقاعس عن تبديعهم العلماء
".
وقوله في مجموع الكتب والرسائل (9\401) -مبينا معالم"منهج الحدادية-:
1 - بغضهم لعلماء المنهج السلفي المعاصرين وتحقيرهم وتجهيلهم وتضليلهم والافتراء عليهم ولا سيما أهل المدينة، ثم تجاوزوا ذلك إلى ابن تيمية وابن القيم وابن أبي العز شارح الطحاوية، يدندنون حولهم لإسقاط منزلتهم ورد أقوالهم.
2 - قولهم بتبديع كل من وقع في بدعة، وابن حجر عندهم أشد وأخطر من سيد قطب.
3 - تبديع من لا يبدع من وقع في بدعة وعداوته وحربه، ولا يكفي عندهم أن تقول: عند فلان أشعرية مثلا أو أشعري، بل لابد أن تقول: مبتدع وإلا فالحرب والهجران والتبديع
".

القسم الثاني : موقفه من أهل الأهواء والبدع .

رابعا : مدحه وثناؤه على أهل الأهواء والبدع , وقد تقدم أمثلة ذلك في مقالنا السابق (ثناء الشيخ ربيع المدخلي على أصحاب بدع الاعتقادات(!) وإثبات تناقضه في الموازنات!) .

خامسا : موازنته في معرض نقده لبعض أهل البدع والأهواء , كما تقدم أمثلة ذلك في مقالنا السابق (ثناء الشيخ ربيع المدخلي على أصحاب بدع الاعتقادات(!) وإثبات تناقضه في الموازنات!) .

سادسا : توقيره لبعض أهل الأهواء والبدع , ومن أمثلة ذلك :
1- وصفه لـ(عصام البرقاوي) –التكفيري الخارجي- الشهير بـ(أبي محمد المقدسي التكفيري الخارجي) بـ(الأخ) و (أخي) في مواضع عدة من مجموع الكتب والرسائل ومن ذلك : (1\249) –موضعين- , (1\251) .
2- وفي رد الشيخ ربيع المدخلي على سلمان العودة المسمى (أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية) والمطبوع ضمن مجموع الكتب والرسائل (10\527-711) وصف (سلمان العودة) بـ(الشيخ) أكثر من خمس وعشرين مرة .
3- ومثل ذلك صنع مع سفر الحوالي حيث وصفه بالشيخ –في معرض رده عليه- في أكثر من عشرين موضعا , وفي مقدمتها عنوان رده وهو (مآخذ منهجية على الشيخ سفر الحوالي) .
وقال في مقدمة رسالته –هذه- (11\232) –ضمن مجموع الكتب والرسائل- :"أرسلت هذه المناقشة إلى الشيخ سفر إكراماً له وستراً عليه".

سابعا : ثناؤه على أهل البدع و(حمده لهم) في معرض انتقادهم لغيرهم من أهل البدع , كما قال في مجموع الكتب والرسائل (7\225) : " لو كان انتقاد سيد قطب لمن يسميهم (رجال الدين ) !! منصبّاً على أهل البدع وبدعهم من تعطيل صفات الله تبارك وتعالى وما عندهم من تصوف وغيره ، ومنصبّاً على بدع من يسميهم بالدراويش ، لتعلقهم بالقبور، وتقديمهم الذبائح والنذور لها، واعتقادهم في أهلها أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون . . . ولو كان نقده نصحا لهم وبيانا لضلالهم بالحجة والبرهان لا تهكما وسخرية ، لحمده الله وأهل الحق على ذلك" .

ثامنا : شكر أهل البدع على ما عندهم من الحق , ومن ذلك :
1- شكره للإخوان المسلمين , كما في مجموع الكتب والرسائل (1\329) : "جماعة اهتمت بجوانب من الإسلام سياسيَّة واقتصاديَّة واجتماعيَّة وقدمت الكثير، ويُعرف ما قدّموه بما هو في المكتبات والمنابر والجامعات، وهم يشكرون على هذا الجهد الذي قدّموه".
2- شكره للصوفي -كما هو وصف الشيخ المدخلي له- عبد العزيز قاري , كما في مجموع الكتب والرسائل (11\484) -بقوله-: "من هم أئمة الهدى الذين يشملهم كلامي ؟ سمهم لنا ودع الإجمال في الكلام , فإذا ذكرت أسماءهم فإن كانوا أئمة هدى حقا كالإمام أحمد وإسحاق ومالك والشافعي والبخاري وأمثال هؤلاء تكون قد أسديت إلي معروفا تشكر عليه".
3- شكره لسفر الحوالي , كما في مجموع الكتب والرسائل (11\251) : "نشكر الشيخ سفرا في الجملة على غيرته هذه".
وقال في نفس الصفحة : "نشكر سفرا على غضبه على أبي رية الذي طعن في الصحابيين الجليلين : أبي هريرة ومعاوية –رضي الله عنهما-".
وقوله في مجموع الكتب والرسائل (11\253) : "نشكر الشيخ سفرا على هذه الغيرة وهذا البيان والنصح للإسلام والمسلمين".
4- شكره لعبد الرحمن عبد الحالق , كما قال مجموع الكتب والرسائل (10\245) : " ونحن نشكره في الجملة على هذا الحماس للتوحيد".
وقال في نفس المصدر (10\248) : "إن السلفيين حقا يوافقون الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ويشكرونه على هذه الغيرة وهذا الموقف من المظاهر الشركية وأنها من الشرك الأكبر".
وقال كذلك في نفس المصدر (10\270) : "ونحن نشكره على هذه الغيرة".
5- شكره لسلمان العودة بقوله في مجموع الكتب والرسائل (10\556) : "وهذه ومضة سلفية يشكر عليها، ولكنه سيناقضها فيما بعد !".

تاسعا : الاعتذار إلى أهل البدع -عنده- في نقده لبعض رموزهم , كما صنع الشيخ ربيع مع جمعية إحياء التراث , حيث قال في مجموع الكتب والرسائل (10\14) : "كانت بيني وبين عبد الرحمن بن عبد الخالق زمالة ومحبة ومودة قائمة من قبلي على الحب في الله عز وجل لما كنت أعتقده فيه من الخير، ولما أبرزه من رسائل تخدم الدعوة السلفية وتسير على المنهج السلفي في الجملة .
وما كنت أعنى كثيرا بقراءة رسائله وليس عندي من أشرطته فيما مضى شيء يذكر.
ثم منذ سنوات صدرت لجمعية إحياء التراث مجلة الفرقان فاطلعت على بعض أعدادها فرأيتها تسير في طريق سياسي طغى على الدعوة، من مقالات سياسية وصور ومقابلات مع النساء وإلغاء بسم الله الرحمن الرحيم منها .
وعلق الشيخ ربيع على هذا الموضع بالقول : (القصد من سوق هذا الكلام بيان ما جرى بيني وبين عبد الرحمن عبد الخالق فقط ، فنرجو من جمعية إحياء التراث :
أولا : عدم التأثر من هذا الكلام وقد عرفت قصدي .
وثانيا : نرجو منها أن تحاول جادة السير في هذه المجلة وغيرها على منهج السلف مع اتساع صدرها للملاحظات النافعة التي لا تريد لها إلا الخير وبذلك تتميز عن غيرها من الجمعيات التي لا تريد نقدا ولا توجيها)
".

عاشرا- مدحه لمن يعامل المبتدعة معاملة حسنة!!من ذلك :
1- مدحه لولاة أمره على معاملتهم الحسنة للرافضة!!
كما جاء في مجموع الكتب والرسائل (12\465) –مخاطبا ابن عطية الرافضي- : "كان ينبغي أن تتذكر المعاملة الحسنة والعناية الطيبة التي تقوم بها قيادة هذه البلاد نحو الشيعة في هذا البلد, وأن تنقل هذه الصورة إلى القيادات الشيعية في إيران والعراق لتعامل أهل السنة بمثلها أو بقريب منها".
2- وكذلك مدحه للشيخين القرعاوي والحكمي –رحمهما الله- , بأنهما كانا لا يهجران أحدا من الفساق والمبتدعة , كما قرره في مجموع الكتب والرسائل (9\161-162) –قائلا- : "وكان من أقوم الدعاة إلى الله بهذه الصفات الشيخ بن باز -رحمه الله- وهو مشهور بذلك , والشيخ عبد الله القرعاوي - رحمه الله- فلقد كان حكيماً رفيقاً لا يواجه الناس بسوء ولا فحش ولقد انتشرت دعوته بهذه الحكمة من اليمن إلى مكة ونجران في زمن قصير وقضى بعد عون الله بدعوته الحكيمة على كثير من مظاهر الجهل والشرك والبدع ، وكان من أبعد الناس عن الشدة والتنفير وكان يشبهه في أخلاقه : الحلم والحكمة والأناة والرفق تلميذه النجيب الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي -رحمه الله- فقد ساعد في نشر الدعوة السلفية شيخه القرعاوي -رحمه الله- بهذه الأخلاق وبالعلم الذي بثه وكانا لا يسبان بل ولا يهجران أحداً حسب علمي ويأتيهم الجاهل والفاسق والزيدي والصوفي فيتعاملان معهم بالعلم والحلم والرفق والحكمة الأمور التي تجعل هذه الأصناف تقبل الحق وتعتنق الدعوة السلفية الخالصة".
نقول : هنا الشيخ ربيع يمدح الشيخين القرعاوي والحكمي بأنهما لا يهجران أحدا مع أنه يذم في العادة من لم يهجر أهل البدع لا سيما من يبدعهم هو !!

أحد عشر : قبوله لتوبة أهل البدع , واستعداده للتراجع عن نقد من كانت توبته واضحة وصريحة , ومن ذلك قوله في مجموع الكتب والرسائل (7\38) " بذلت جهدا كبيرا في الوقوف على التوبة الواضحة النصوح من سيد قطب عن أفكاره وعقائده فلم أجد شيئا من ذلك، فإن وجدت ذلك واضحا تراجعت عن نقدي له".
نقول : وكم من رجل انتقده الشيخ ربيع بعد ثبوت تراجعه الواضح الصريح لكن الشيخ رفض قبول هذا التراجع , معللا رفضه , بأن توبته سياسية !!

القسم الثالث : الموقف من تبديع الأعلام لبعض الأعيان .
اثنا عشر : دفاعه عمّن رماه الأعلام بالبدعة ونسبوه إليها , كما في دفاعه عن أبي إسحاق الجوزجاني الناصبي الذي حكم الأئمة بانحرافه , ومنهم :
- ابن حبان كما في كتاب الثقات (8\81082) حيث قال : "إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الجوزجاني كنيته أبو إسحاق السعدي سكن دمشق يروى عن يزيد بن هارون والعراقيين روى عنه أهل العراق والشام وكان حريزي المذهب ولم يكن بداعية إليه وكان صلبا في السنة حافظا للحديث إلا أنه من صلابته ربما كان يتعدى طوره".
ومعنى قوله "حريزي المذهب" أي ناصبي , كما أوضح هذا المعنى الحافظ ابن حجر بقوله في تهذيب التهذيب (1\159) : "ورأيت في نسخة من كتاب ابن حبان حريزي المذهب -وهو بفتح الحاء المهملة وكسر الراء وبعد الياء زاي-: نسبة إلى حريز بن عثمان المعروف بالنصب وكلام بن عدي يؤيد هذا" .
- ومنهم ابن عدي في الكامل (1\310) , حيث قال : "إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني كان مقيما بدمشق يحدث على المنبر ويكاتبه احمد بن حنبل فيتقوى بكتابه ويقرؤه على المنبر وكان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في التحامل على علي" .
- ومنهم -أيضا- الحافظ الذهبي , حيث قال في سير أعلام النبلاء (1\76) : "قال ابن عدى ... : الجوزجانى كان مقيما بدمشق، يحدث على المنبر , وكان أحمد يكاتبه فيتقوى بكتابه، ويقرؤه على المنبر، وكان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في التحامل على علي رضي الله عنه ؛ فقوله في إسماعيل: مائل عن الحق يريد به ما عليه الكوفيون من التشيع.
قلت: قد كان النصب مذهبا لأهل دمشق في وقت ، كما كان الرفض مذهبا لهم في وقت، وهو في دولة بنى عبيد ثم عدم - ولله الحمد - النصب، وبقي الرفض خفيفا خاملا" .
- ومنهم -كذلك- الحافظ ابن حجر العسقلاني كما في هدي الساري (ص\406) : "والجوزجاني غال في النصب" , وقال في نفس المصدر (ص\446) : "وأما الجوزجاني فقد قلنا غير مرة إن جرحه لا يقبل في أهل الكوفة لشدة انحرافه ونصبه" .
وقال في لسان الميزان (2\16) : " وممن ينبغي أن يتوقف في قبول قوله في الجرح من كان بينه وبين من جرحه عداوة سببها الاختلاف في الاعتقاد فان الحاذق إذا تأمل ثلب أبي إسحاق الجوزجاني لأهل الكوفة رأى العجب وذلك لشدة انحرافه في النصب وشهرة أهلها بالتشيع فتراه لا يتوقف في جرح من ذكره منهم بلسان ذلقة وعبارة طلقة حتى انه أخذ يلين مثل الأعمش وأبي نعيم وعبيد الله بن موسى وأساطين الحديث وأركان الرواية" .
فالحافظ ابن حجر يرى أن من القرائن القوية التي تدلل على نصب الجوزجاني هو شدة تحامله على أهل الكوفة بسبب تشيعهم , وقال في تهذيب التهذيب (1\159) :"وكتابه في الضعفاء يوضح مقالته" .
بل حكم عليه الحافظ ابن حجر بأنه مبتدع فقال في هدي الساري (ص\556): "الجوزجاني كان ناصبيا منحرفا عن علي ؛ فهو ضد الشيعي المنحرف عن عثمان ؛ والصواب موالاتهما جميعا , ولا ينبغي أن يسمع قول مبتدع في مبتدع" .
ومنهم العلامة المعلمي اليماني حيث قال في التنكيل (1\232) : "وأول من نسب إليه هذا القول إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني وكان هو نفسه : مبتدعاً , منحرفاً عن أمير المؤمنين علي , متشدداً في الطعن على المتشيعين".
لكن الشيخ ربيعا دافع في مجموع الكتب والرسائل عن الجوزجاني , ورفض قبول كلام الأئمة الأعلام فيه ؛ فقال (10\512) : "أبو إسحاق الجوزجاني لم يثبت عنه ما رمي به من النصب -وأنا أعلم هذا والحمد لله- ولكتابه (الشجرة في أحوال الرواة) عندي نسختان وقد نفى محققاهما هذه التهمة بالأدلة الواضحة :.... " .
ثم ساقها الشيخ-غفر الله له- .
نقول : فأين ذهب تأصيل الشيخ ربيع المدخلي أن أقوال الأئمة في باب الجرح والتعديل من قبيل الأخبار الواجب قبولها ؟!
وأين ذهب تقريره –أعلاه- : أن من بدعه العلماء بحجة فلا يجوز الدفاع عنه ؟
وكيف سوّغ الشيخ ربيع لنفسه أن يرد أحكامهم = أخبارهم –عنده- بدعوى عدم ثبوت اتهامهم للجوزجاني عنده , مع أن أقوالهم في القدح بالجوزجاني ثابتة في كتبهم !!
ثم سلّمنا لك –أيها الشيخ- رفضك الأخذ بأقوال الأئمة الأعلام في الجوزجاني ؛ فأخبرنا :
ما الذي يسوغ لك أن ترد أقوال الأئمة الأعلام وهي عندك (أخبار) يجب قبولها ويحرم ردها , وتشنع على من رد أقوالك وهي عنده (أحكام) اجتهادية يسوغ مخالفتها ؟!!
ونحن لو كنّا نتبنى كل ما يقوله الشيخ المدخلي ؛ لقلنا : إن من أصول الشيخ المدخلي ردّ الحق بدعوى (لا يقنعني) !! –كما يشنع هو على مخالفيه- !

ثلاثة عشر : تشنيعه على الملزم له بتبديع من قد بدعه الأئمة الأعلام , معللا بثبوت براءته من البدعة -عنده- ؛ كما صنع في رده على صاحب المعيار في مجموع المؤلفات والرسائل (10\513-514) : " قال صاحب المعيار : (ومما بدّع به ربيع سيد قطب : تنقصه لعثمان -رضي الله عنه- وطعنه فيه، فما له أحجم عن تبديع الجوزجاني مع تحقق علة التبديع وقد ذكرنا نصوص الأئمة في بيان بدعته ؟ بل ما باله يستشهد بكلامه ـ وهو كما بينا ـ في تقرير منهج أهل السنة والجماعة ؟! نترك الإجابة لربيع ومريديه).
أقول ... : من ظلم أهل التحزب تفضيل أهل البدع على أهل السنة وطعنهم في أهل السنة ودفاعهم عن أئمة البدع والضلال وعلى الأقل مساواتهم بين أئمة السنة وأئمة البدع .
فانظر إليه كيف يشغب عليَّ بسيد قطب الذي جمع من البدع الكبرى ما لم يجتمع في غيره .
أيطالبني بتبديع إمام ثبتت براءته عندي لأني ناقشت سيد قطب في ضلالاته الكبرى الكثيرة التي نقلتها بالحرف من كتب ألفها بيده ، وكان يشرف على طبعها ونشرها في حياته إلى أن مات، فكيف يُسوّى بين هذا وبين إمام وجهت له تهمة لم تثبت على محك النقد
" .
نقول : إن كنت -أيها الشيخ- تشنع على من يلزمك بتبديع من بدعه الأئمة الأعلام بجرح مفسر , وأنت ترى مشروعية الإلزام بالجرح المفسر ؛ فعلام تشنع على من يرفض إلزامك له بان يأخذ بتجريحاتك لأنه يراها غير موجبة للجرح , أو مدفوعة بما هو أقوى منها ؟!!
ونحن لو كنّا نتبنى كل ما يقوله الشيخ المدخلي ؛ لقلنا : إن من أصول الشيخ المدخلي ردّ الحق بدعوى (لا يلزمني) !! –كما يشنع هو على مخالفيه- !

القسم الرابع : الموقف من كتب أهل الأهواء والبدع .
أربعة عشر : ثناؤه على بعض كتب أهل البدع , ومن أمثلة ذلك :
1- ثناؤه على مؤلفات ابن عقيل الحنبلي الذي قال فيه ابنُ رجب في «ذيل طبقاتِ الحنابلة» (1/322) عند ترجمته له: «وذلك أن أصحابَنا كانوا ينقمون على ابن عقيل تردُّدَه إلى ابن الوليد وابن التبان -شيخي المعتزلة-، وكان يقرأ عليهما في السِّر علمَ الكلام ويظهر منه في بعض الأحيان نوع انحراف عن السُّنَّة وتأول لبعض الصِّفات، ولَم يزل فيه بعض ذلك إلى أن مات -رحمه الله-».
نقول :
ومع ذلك فقد أثنى الشَّيخ ربيع على مؤلَّفاته في تعليقه على «النُّكت» (1/352) على ابن عقيل فقال: «هو شيخ الحنابلة في وقته ببغداد علي بن عقيل بن محمد أبو الوفاء صاحب «الفُنون» وغيرها من التصانيف المفيدة».
2- وأثنى –كذلك- على السيوطي الأشعري المتصوف , ومدح سائر مصنفاته على ما اشتملت عليه من البدع والانحرافات ؛ فقال في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (3/283) في ترجمته: «هو عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن عمر بن خليل بن نصر بن الخضر بن الهمام الجلال السيوطي الحافظ الكبير صاحب التصانيف...، وأجاز له أكابر علماء عصره من سائر الأمصار، وبرز في جميع الفنون، وفاق الأقران، واشتهر ذكره، وبعُد صِيتُه، وصنف التَّصانيف المفيدة، كالجامِعَين في الحديث، و«الدُّر المنثور في التفسير»، و«الإتقان في علوم القرآن»، وتصانيفه في كل فن من الفنون مقبولة، وقد سارت في الأقطار مسير النهار».
3- مبالغته في الثناء على كتاب عبد الجبار المعتزلي "تثبيت دلائل النبوة" ، كما جاء في مجموع المؤلفات والكتب (6\152) –قائلا- : "وألف في ذلك القاضي عبد الجبار أحد رؤوس المعتزلة كتابا سماه "تثبيت دلائل النبوة"، أتى فيه بالعجب العجاب في تقرير نبوة رسول الله، حتى إن كثيرا منه لا يدرك أنه من دلائل النبوة إلا بعد تقريره وبيانه".

خمسة عشر : ثناؤه على بعض الكتب التي تقرر البدع , ومن أمثلة ذلك :
1- ثناؤه على كتاب ابن حزم "الفصل في الملل والأهواء والنحل" , على ما فيه من تقرير للعديد من البدع والمخالفات العقدية كما قال في مجموع الكتب والرسائل (6\152) : "وهذه كتب السلف مبثوثة منتشرة بين الناس : كأصول السنة للإمام أحمد , ولابن أبي حاتم والسنة للخلال والشريعة للآجري والإبانة لابن بطة وأصول اعتقاد أهل السنة للالكائي والحجة للأصفهاني وكتب مقالات الفرق ومنها مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري والفصل في الملل والنحل لابن حزم وغير ما ذكرنا كثير , وكلها تنطلق من النصح للأمة ولحمايتهم من غوائل أهل البدع" .
2- وفي النقل السابق ثناؤه –أيضا- على كتاب مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري , والذي يقول فيه شيخ الإسلام ابن تيمية في النبوات (ص\631) : "وتأمّلت ما وجدته في الصفات من المقالات؛ مثل كتاب (الملل والنحل) للشهرستاني، وكتاب (مقالات الإسلاميين) للأشعري؛ وهو أجمع كتابٍ رأيته في هذا الفن، وقد ذكر فيه ما ذكر أنّه مقالة أهل السنة والحديث، وأنّه يختارها، وهي أقرب ما ذكره من المقالات إلى السنّة والحديث، لكنْ فيه أمور لم يقلها أحدٌ من أهل السنة والحديث. ونفس مقالة أهل السنة والحديث لم يكن يعرفها، ولا هو خبيرٌ بها؛ فالكتب المصنّفة في مقالات الطوائف التي صنفها هؤلاء، ليس فيها ما جاء به الرسول، وما دلّ عليه القرآن؛ لا في المقالات المجرّدة، ولا في المقالات التي يذكر فيها الأدلة؛ فإنّ جميع هؤلاء دخلوا في الكلام المذموم الذي عابه السلف وذموه".
نقول : شنع الشيخ ربيع المدخلي وأتباعه على شيخنا الحلبي ثناءه المجمل على (رسالة عمان) , ووصل الأمر بهم إلى أن نسبوه إلى القول بـ(وحدة الأديان) !!!
فهل يصح لنا–إلزاما للشيخ ربيع بصنيعه- أن ننسب إليه القول بما في هذين الكتابين من بدع اعتقادية إليه , لأنه يقرر أنهما من كتب السلف , ويحميان الأمة من غوائل أهل البدع ؛ فهو ينسب للسلف ما فيهما , ويفارق بين البدع وبين ما تضمناه!!

ستة عشر : نقله من كتب أهل البدع –مقرا لها , ومستشهدا بها- في العديد من المواضع , بل ومدحه لنفسه بأمانته في نقله عنهم ؛ فقال في مجموع المؤلفات (10\447) : " إنني والحمد لله لا أستفيد من شخص نصا أو كلمة إلا أنسب ذلك إلى قائله مهما انحط شأنه ببدعة أو غيرها".
ومن أمثلة هذا النقل :
1- نقل في تعليقه على النكت (1\255) عن السبكي الصوفي الأشعري .
2- نقل عن بدر الدين العيني الأشعري , كما في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (11/405) قائلا: «وقال العلامة بدر الدِّين العيني في «عمدة القاري شرح صحيح البخاري»... ».
3- نقل عن الأُبِّي المالكي الأشعري , ووصفه بـ(العلامة)، كما في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (11/405) : «وقال العلامة أبو عبد الله محمد بن خليفة الوشناني الأُبِّي المالكي....».
4- ونقل في مجموع الكتب والرسائل (10\601) عن كتاب (الحسبة في الإسلام) لمحمد رشيد رضا ، ونقل عنه –أيضا- في مجموع المؤلفات (4\395) -ويبدعه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي ، ويرفض ذلك الشيخ الألباني-.
5- ونقل –ضمن كلام محمد رشيد رضا- في مجموع الكتب والرسائل (10\602) عن (محمد عبده) ؛ مقرا إياه بقوله : "ومحمد عبده عليه مؤاخذات، منها مخالفته لما عليه أهل السنة والحديث، لكن كلامه هنا يتفق مع منهج السلف وتفسيرهم لهذه الآية".
6- ونقل في مجموع المؤلفات (7\267-) عن كتاب (تجديد الدين) لأبي الأعلى المودودي.
كما ونقل –أيضا- في مجموع الكتب والرسائل (11\329-330) عن كتاب المودودي (الإسلام في مواجهة التحديات) .
7- وأما سيد قطب ؛ فقد أجاز نقل ما كان صوابا من كلامه ؛ كما قال في مجموع الكتب والرسائل (11\55-56) : "فلو اقتصرت على الاستشهاد ببعض كلامه الذي ترى أنه صواب، ثم وقفت عند هذا الحد لاحتمل أهل السنة ذلك".
وليس هذا فحسب , بل نقل الشيخ ربيع –نفسه- عن تفسير سيد قطب (في ظلال القرآن) في أكثر من موضع من مجموع الكتب والرسائل ؛ كما في : (7\10) , (11\330) .
ونقل في مجموع المؤلفات (1\364) عن كتاب سيد قطب : (لماذا أعدموني) .
8- ونقل –كذلك- في مجموع الكتب والرسائل (1\366) عن كتاب عمر التلمساني : (الموهوب أستاذ الجيل) .
9- ونقل عن محمد حسن هيتو الصوفي الأشعري , كما في تعليقه على النكت (2\500) .

سبعة عشر : إحالته إلى كتب أهل البدع , المشتملة على مخالفات عقدية , ومن ذلك :
1- إحالته في تعليقه على النكت (1\218) إلى كلام الرازي في التفسير .
2- وإحالته في تعليقه على النكت (1\218) إلى كلام الغزالي في (المقصد الأسنى في شرح الأسماء الحسنى) .
نقول : فهذه شواهد متواترة دالة على تناقض موقف الشيخ ربيع المدخلي في موقفه من كتب أهل الأهواء والبدع ؛ فهو من جهة يقرر عدم مشروعية النظر في كتب أهل البدع سواء ألفوها حال بدعتهم , أو قبل وقوعهم في البدعة , وسواء كانت مشتملة على البدع أو غير مشتملة عليها .
ومن جهة أخرى : نجده يمدح كتب أهل البدع , لا بل ويمدح بعض الكتب التي تقرر البدع , ويستشهد بالنقل من كتب أهل البدع , ويحيل عليها .
فأي تناقض واضطراب أشد من هذا ؟!
وإن شئت فقل : وأي تلاعب بعقول الشباب أشد من هذا ؟!

القسم الخامس : مشاركة أهل الأهواء والبدع في مجالسهم ومنابرهم .
ثمانية عشر : تجويزه حضور محافل أهل البدع والدعوة إلى الله من على منابرهم , كما قال في مجموع المؤلفات (14\231-232) جوابا على السؤال التالي: "السؤال: هل يجوز الدعوة إلى الله وإلى منهج السلف على منابر بعض المخالفين؟ يعني في أماكنهم وتجمعاتهم ومراكزهم؟
الجواب: إذا سمحوا لك أن تبين الحق , وما أظنهم يسمحون فبين , شرط ألا تداري ولا تجاري , إذا قال: تعال إلى هذا المنبر واخطب في مسجدنا , نحن جماعة تبليغ أو نحن إخوان نخصص لك منبرنا , وقل كلمة الحق , اذهب واصدع بالحق يا أخي , لكن لا تجاملهم , بين الحق وامش , لا تعاشرهم بعدها وتؤاكلهم وتشاربهم وتضاحكهم وتسافر معهم وإلخ , لا , بيّن الحق بحكمة وبحجة وبرهان , إذا فعلت ذلك فقد قمت بالواجب عليك وأديت رسالتك وواجبك إن شاء الله
".
والشيخ ربيع –نفسه- حضر مثل هذه المحافل , ودعا فيها إلى الله ؛ كما قال في مجموع المؤلفات (1\477-478): "ثم رأت رؤوس الصوفية الشياطين، رأوا خطورة هذا السلوك وهذا المنهج في الدعوة، فاجتمعوا وتآمروا ونسّقوا لأنفسهم كلاما يردون به عليّ، وأعلنوا لي عن محاضرة في ميدان كبير ؛ فاجتمعنا في هذا الميدان وتكلمت... ".

تسعة عشر : إجازته الكتابة في الصحف التي لا تخلو من منكرات , بل وتلقّي الأجر من المسئولين على هذه الصحف .
يرى الشيخ ربيع المدخلي مشروعية الكتابة في الجرائد التي لا تخلو من منكرات , كما في مجموع الكتب والرسائل (15\408) جوابا على السؤال : "ما رأي فضيلتكم في الكتابة في الجرائد , وتلقّي أجرا على ذلك , مع العلم أن الجرائد لا تخلو من منكرات , وأسلوب الكتابة فيها في غير الصفحات الدينية لا يتأسى بالأسلوب العلمي الشرعي المحض ؟
فكان من ضمن جواب الشيخ : "على المسلم أن يقول الحق في أي ميدان من الميادين , وعليه أن يتحرى الصدق , ويبتعد عن الكذب , والأخبار المثيرة ... مثل هذه الشروط ؛ فله أن يكتب إذا استوفت هذه الشروط.. .
وإذا كان ذلك فله أن يأخذ أجرا فيما يبدو لي من المسئولين عن هذه الوسيلة
".
وليس هذا فحسب , بل قد نشر الشيخ ربيع المدخلي بعض مقالاته في مثل هذه المجلات , ومن ذلك :
قوله في مجموع المؤلفات (11\ 527): "فقد اطلعت على مقال الهادي المختار الذي نشر في الرسالة عدد الجمعة الموافق 12ربيع الآخر عام 1426هـ والذي تضمن ردا على مقالي الذي نشر في الرسالة في يوم الجمعة 5ربيع الآخر 1426هـ ".
وقوله في مجموع المؤلفات (14\ 165): "أنا قد أجبت على مثل هذا السؤال في مقال طويل نشر في جريدة المسلمون".

عشرون : إعانته للإخوانيِّ المعروف (عبد المجيد الزنداني) في كتابة بعض فصول كتابه (التوحيد) , كما قاله الشيخ ربيع في مجموع الكتب والرسائل (15\190) جوابا على السؤال التالي : "سؤال : ما رأيكم في كتاب (التوحيد ) للزنداني وهل تنصحون بقراءته ؟
الجواب : هذا الرجل أعطاني هذا الكتاب هنا في مكة وأنا أدرس آنذاك وقال : ما رأيك في هذا الكتاب ؟ فقلت له : هذا الكتاب أثبتَّ فيه توحيد الربوبية ,أين توحيد العبادة ؟ أين توحيد الأسماء والصفات ؟ فسكت ,ثم سافرت إلى اليمن أنا وبعض الأصدقاء و قابلناه هناك وأثرت معه القضية فقلت له: أنت اقتصرت في كتاب التوحيد على توحيد الربوبية فقط والرسل جميعا ما بعثوا إلاّ بتوحيد الإلهية لأن الناس كلّهم في كلّ زمان و مكان مسلّمون بتوحيد الربوبية وإن كان يتظاهر الشيوعيون بإنكار توحيد الربوبية لكنّهم كذّابون والأحداث تبيّن كذبهم ,فما رأيك أن تضيف إلى هذا الكتاب الكلام على توحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات فقال : اكتبوا موجزا وكتابي الآن تحت الطبع في مصر وأنا سأرسل بهذا الملحق ليتمّ طبعه مع الكتاب ,فكتبت أنا فصلا في توحيد الألوهية وفصلا في توحيد الأسماء والصفات موجزا جيّدا فأعطيناه وهو يذكر أنّه أرسله ثم جاء الكتاب ورأيته وقد جعلوا الكلام (كلامي) أشلاء في الكتاب هذا ,يمكن حذفوا منه ما حذفوا وإذا وضعوا قطعة هنا وقطعة هناك ضاع وأصبح لا جدوى في ذلك
" .


القسم السادس : مخالطة أهل الأهواء والبدع ومجالستهم والتعامل معهم .

واحد وعشرون : زيارته لأماكن الشرك والبدع من غير إنكار , بل وصلاته في أحدها !!!!
قال الشيخ ربيع في مجموع الكتب والرسائل (1\154) : "زرت (بنقلاديش) فجاءني أحد خريجي الجامعة الإسلامية وقال: لأطوفن بك الليلة على اثني عشر قبرا ترى فيها مشاهد فظيعة ما رأت عيناك مثلها؛ فذهبنا وكان المشوار طويلا فجئنا إلى مسجد فيه قبر عليه مقصورة من أفخر أنواع الخشب ، و العشرات من الناس مجندلين صرعى حول القبور باكين خاشعين، وهذا راكع وهذا ساجد، و السوق حول هذا المسجد قائم لشراء الزهور والنذور والخرافات ...!.
ورأيت منظرا آخر مفظعا ـ مع الأسف الشديد- ؛ فقلت –والله- : لو رأى أبو جهل هذه المناظر لخجل منها! ما كانت قريش تفعل هذا؛ ما كانوا يصلون إلى هذا المنحدر السخيف السحيق، هذا يفعله أناس يقولون: إنهم مسلمون
".
وقال في مجموع الكتب والرسائل (8\688) : "ولقد رأيت بعيني ما يفعله القبوريون عند قبور الصالحين أو غيرهم ما يندى له الجبين.
وزرت الهند أنا والشيخ عبد الرزاق العباد وعبد الرب نواب أحد المدرسين بالجامعة الإسلامية في حدود 1410هـ ؛ فذهب بنا بعض طلاب العلم السلفيين إلى مسجد نظام الدين بدهلي ؛ فرأينا فيه خمس قباب أكبرها قبة نظام الدين ورأينا من الزائرين من الغلو والخشوع والتذلل ما لا تراه عند بيت الله العتيق وجاء رجل لابسا إزارا ورداء مصبوغين بالأحمر أو الأصفر مكشوف الرأس في هيئة المحرم وخر ساجدا أمام قبة نظام الدين ثم قام يمشي القهقرى ثم سجد سجدة أخرى عند عتبة القبة ونحن واقفون مشدوهون من هذه الأعمال الشركية الفظيعة ولا نستطيع الكلام
".
وأما الصلاة في مثل هذه الأماكن ؛ فيحكيه الشيخ عن نفسه في مجموع الكتب والرسائل (2\289-290) قائلا : "وقد صليت التراويح في المسجد الأموي في دمشق , يعني سبحان الله عجب من العجائب ! ما أدري ! خمسة أو ستة مؤذنين عندهم مكبرات يرفعون أصواتهم عاليا ليدوي في أنحاء دمشق ! والإمام يركع , يقرأ الفاتحة بسرعة , ويقرأ آية –والله أحيانا يقرأ الشرط ولا يذكر الجواب- : الله أكبر , سمع الله لمن حمده , الله أكب !! صليت معهم الركعتين الأوليين وانسحبت".
نقول : والمسجد الأموي في دمشق يحوي -على ما يقول أهلُه- أضرحة تعبد من دون الله -يؤمها السنة والرافضة والنصارى –كذلك- !!!

اثنان وعشرون : دخول الشيخ ربيع المدخلي في صفوف أهل البدع من الإخوان المسلمين , ومكثه بينهم سنوات طويلة , كما تقدم تقريره –مفصلا- في مقال : (العبرة بنهاية الشيخ ربيع المدخلي (السلفية) ! لا بنقص بدايته (الإخوانية)=(البدعية) !!!) .

والشيخ ربيع –كان ولا يزال- يرى أن دخوله –هذا- في صفوف الإخوان ليس موجبا للذم!! بل هو يستشهد له بصنيع الشيخ الألباني –زعم- , حيث قال في هامش كتاب «انقضاض الشهب السلفية» ضمن مجموع الكتب والرسائل (11\69) : "ربيع لم يكن إخوانيًّا قط (!)، وإنما مشى معهم(!) مدة بشرط أن يخرجوا أهل البدع من صفوفهم (!)، وبشرط أن يربوا شبابهم على المنهج السلفي!! وكان (يمشي مع من ينتسبون إلى المنهج السلفي)، لا مع أهل البدع منهم ، وقد فعل مثل هذا بعض السلفيين ، ومنهم الشيخ الألباني (!)، فهل تقول يا عدنان: إن الألباني كان إخوانيًّا أو في الإخوان؟! وهل تطالبه بالتراجع؟! "!!
نقول : فكيف التوفيق بين زعم الشيخ ربيع هذا , وبين ما قرره -هو نفسُه- من أن الدخول في صفوف المبتدعة لإصلاحهم من الداخل ليس من الإسلام في شيء !!
وكيف التوفيق بين هذا وبين دعواه أنه أن السلفيين لا يستطيعون التعايش مع أهل البدع ؛ إلا بإبطال دعوى الشيخ المدخلي , أو بتقرير أن الشيخ المدخلي لم يكن حينها سلفيا , وهو الحق الذي قررناه في مقال (العبرة بنهاية الشيخ ربيع المدخلي (السلفية) ! لا بنقص بدايته (الإخوانية)=(البدعية) !!!) .

ثلاثة وعشرون : مجالسته لأهل الأهواء والبدع ومخالطته لهم على مدى أكثر من ثلاثين عاما , كما قال في مجموع الكتب والرسائل (14\350) : "إذا كان الرسول –عليه الصلاة والسلام- يحذر الصحابة , والسلف كانوا أئمة أمثال الجبال يسدون آذانهم , ولا يريدون أن يسمعوا لأهل البدع .
أما أنك تذهب وتزوره وتحضر المحاضرات يصيبك من شرره ومن دخانه ومن نفثه .
نحن جربنا كثيرا , جربنا الكثير , أكثر من ثلاثين سنة نحن مجربون , هؤلاء المغرورون ضاعوا وتاهوا , نهايتهم محتومة , يضيعون نسأل الله العافية , مهما بلغوا من الذكاء فإن الله يعاقبه , نقول له : ذكاؤك لا ينفعك
".
نقول : وخلال الثلاثين عاما هذه خالط الشيخ ربيع المدخلي أصنافا من أهل البدع , ومنهم :
1- خالط الإخوان بمختلف كوادرهم وقياداتهم .
2- وخالط السروريين كأمثال سفر الحوالي وشاركهم في مؤتمراتهم وندواتهم .
3- وجالس قيادات الجهاد الإفغاني من المبتدعة كما قال في مجموع الكتب والرسائل (14\500) : "والإخوان المسلمون : سياف وحكمتيار والبرهاني ويونس خالص وإلى آخره , من عام 1402 أو 1403 زرنا بيشاور واجتمعوا عندنا وقالوا : الآن بأيدينا من أفغانستان ثمانين بالمائة".
نقول : وهذه المجالسة لأهل البدع طوال الثلاثين سنة تؤكد أن الشيخ المدخلي لم يكن منهجه في تلك المرحلة مطابقا لمنهجه في هذه المرحلة , مع أن الشيخ المدخلي يرفض أن يقال أنه له منهجا قديما وآخر جديدا , كما قال في مجموع الكتب والرسائل (10\517) : "من أفرى الفرى أن ينسب إلي منهج قديم أو جديد".
وبعد : فهل ترك الشيخ المدخلي –بعد أن صار إلى منهجه الجديد- مجالسة أهل البدع ؟!
هذا ما سنعرفه في التالي :

أربعة وعشرون : نصح الشيخ ربيع للسلفيين في العام (2001) بأن يكونوا مع جماعة طالبان الصوفية الديوبندية البدعية , ويناصروهم في معاركهم وحروبهم ضد الفصائل الأفغانية المعارضة لهم , كما قال في مجموع الكتب والرسائل (15\380-381) يقول : "نحن رأينا في طالبان من سنوات أنهم أحسن الموجودين في أفغانستان بعد السلفيين , وأنهم خير من الإخوان المسلمين , فلو قابلنا بين الإخوان المسلمين وبين هؤلاء لوجدنا أن هؤلاء خير منهم , لهذا منذ قام الطالبان و بدأ الصراع بينهم وبين التحالف الشمالي المكون من الإخوان المسلمين و الشيوعيين و الروافض و الباطنية والمدعوم من قبل روسيا ومن الحكومة الهندية ومن الروافض الإيرانيين كنا ننصح السلفيين من الأفغان أن يكونوا مع طالبان" .
نقول : أين هذه الدعوة من تقرير الشيخ ربيع عدم مشروعية إعانة أهل البدع مطلقا ؟! بل وأين مدحه لهم هنا من إنكاره الثناء على أهل البدع ؟!
وتقريره عدم مشروعية الدخول في صفوف أهل البدع , وأن أهل البدع ليس لهم إلا الهجر المطلق ؟!!
فكيف به –هنا- يدعو السلفيين لأن يعينوا الطالبان ويناصروهم في حروب الفتنة التي خاضوها ضد إخوانهم المسلمين !!!

خمسة وعشرون : مشاركته لأهل الأهواء والبدع ومجالسته إياهم في مؤتمرات (الوحدة الوطنية) التي أقيمت في العام (2003) , كما جاء تقريره –مفصلا- في مقال الأخ (أبي العباس) : (وقفات مع مجالسة الشيخ ربيع المدخلي للمبتدعة والباطنية في (لقاءات الوحدة الوطنية)!!) .
نقول : ولم يكتف الشيخ ربيع بمشاركة المبتدعة في مجلسهم وهذا وإقراره لمقرراتهم , بل ومدح المشاركين في حوارات (الوحدة الوطنية) كما قاله في مجموع الكتب والرسائل (12\461) : "إن القاري لهذا الكلام يجد رغبة قوية من قائله في تحقيق الوحدة الإسلامية وثناء عاطرا على قيادة هذه البلاد الحكيمة وعلى العلماء الذي فتحوا صدورهم للحوار فينبغي شكرهم والتعامل معهم بكل صراحة ووضوح ولا يشك أحد في رغبة القيادة والعلماء الصادقة في إزالة أسباب الفرقة والاختلاف والفتن وهذا أمر يشاركهم فيه كل مسلم ناصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ولا سيما علماء هذا البلد"!
ويقول في المصدر (12\464) : "يجب احترام القيادة الحكيمة لهذه البلاد وشكرها بعد الله على حرصها على وحدة الأمة وبذلها كل ما تستطيعه لتحقيق هذه الغاية من عهد الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله- الذي وحّد الله أهل الجزيرة على يديه بعد شتات وتمزق وتناحر وتلاه أنجاله الكرام في الحفاظ على هذه الوحدة وتوسيع دائرتها لتحقيق الوحدة الشاملة للأمة الإسلامية وعقد المؤتمرات لتحقيق هذه الغاية النبيلة"!.
وقال -أيضا- في المصدر نفسه (12\457) : "جاء في هذا المقال : ثناء على خادم الحرمين -حفظه الله- الذي تبنى الحوار الوطني ويشجعه لحرصه على جمع كلمة الأمة وحرصه على ما يصلحها ويدفع عنها الفتن , وأثنى على علماء السنة الذين يدعون إلى الحوار بين السنة والشيعة.
ونحن نؤيد الدعوة إلى الحوار النزيه , وأطلب من أطراف الحوار أن يضعوا الأصول الصحيحة التي يقوم عليها الحوار والتي توصلنا إلى النتائج المحمودة التي ينشدها كل مصلح مخلص , مع رجائي أن يتوفر الصدق والإخلاص والحرص على الوصول إلى الحق والأخذ به
" .
نقول : فأين ذهبت كل تقريرات الشيخ ربيع في التحذير من مجالسة أهل الأهواء والبدع , أم أنها شعارات للاستهلاك الداخلي –لا أكثر- ؟!

القسم الثامن : الموقف من الجمعيات الحزبية .
ستة وعشرون : يرى الشيخ ربيع جواز أخذ المحتاج للمال من الجمعيات الحزبية –إن كانت مساعدة غير مشروطة- ؛ كما في مجموع الكتب والرسائل (14\377) جوابا على السؤال التالي :
"السؤال : هل يجوز للسلفيين أن يأخذوا من المساعدات التي أعطيت من عند الحزبيين ؛ علما بأن الحزبيين لا يعطون هذا إلا وهم يريدون أن يكسبوا السلفيين؟
الجواب : إذا كان العطاء من باب البيع والشراء والمساومات على العقيدة فلا يجوز أن يأخذ , إذا كان بهذا الشكل فلا يجوز أن يأخذ .
هم يأخذون أموال المسلمين للمسلمين ؛ فإذا أعطوه بدون شرط –وهو محتاج- يأخذ , لكن بشرط أن لا يبيع دينه .
ولكن الغالب على هؤلاء الناس إذا قبل منهم المال فسد ؛ فإذا أراد المسلم أن يحمي دينه وعقيدته فليزهد بما عندهم , ويبتعد عنهم , وليصبر على شظف الحياة حتى يفتح الله عليه
".

سبعة وعشرون : إجازته لكبار أتباعه بإجابة دعوة الجمعيات الحزبية لهم , كما :
1- إجاز لـ(عبد الله البخاري) بإجابة دعوة (جمعية الفرقان) التي استضافت قبله (الشيخ محمد حسان) و(الدكتور زغلول النجار)" , وقد نشر (عبد الله البخاري) إعلانا عن هذه الزيارة جاء فيه : "وقد استشير فيها جمع من أهل العلم , وعلى رأسهم فضيلة الشيخ العلامة الوالد ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله- فأيدها , وكانت استشارته يوم الثلاثاء الموافق 19 رجب من عام 1432هـ بعد صلاة المغرب".
2- وإجازته وإقراره لما جاء في تفاصيل زيارة أسامة عطايا إلى الجزائر , والتي تضمنت إلقاء محاضرات بالتنسيق مع (جمعية النجاح الثقافية) التي لا يمكن أن تصنف على أصول الغلاة إلا بأنها جمعية حزبية ؛ ومع ذلك فالشيخ ربيع بارك له هذه الزيارة بالقول له : (رحلة الشيخ عبد الله البخاري , ورحلتك نفع الله بها) , كما نقله أسامة عطايا في خاتمة مقاله (سياق رحلتي إلى البلاد الجزائرية) .
نقول : ولا يخفى أن الشيخ المدخلي يرى أن الجمعيات كلها (حزبية) , ومع ذلك أجاز لكبار أتباعه إجابة الدعوات التي وجهتها هذه الجمعيات لهم!!

ثمانية وعشرون- زيارته للحزبيين من أصحاب الجمعيات في مقراتهم وتجوله فيها , وحفاوته بهم وحفاوتهم به , ومعانقته لبعض رموزهم .
كما قاله الشيخ سالم الطويل في مقال : (وعليكم !!!) , ونص كلامه : "أخي القارئ العزيز اليك هذا الموقف الذي والله لن أنساه إلى أن يشاء الله تعالى، 
في عام 1416هـ/ 1996م تقريبا كتب الدكتور الشيخ المحدّث ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى كتابا سماه (جماعة واحدة ﻻ جماعات وصراط واحد ﻻ عشرات في الرد على عبد الرحمن عبد الخالق) , ثم قام الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق بالرد على الشيخ ربيع برسالة صغيرة وشريط مسجل يحمل المادة نفسها تقريبا , وأيضا كتب أحد طلاب الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق رسالة أخرى تهجم فيها على الشيخ ربيع هجوما شديدا عنيفا كما أخرج شريطا مسجلا أساء فيه إلى الشيخ ربيع إساءة بليغة .
ثمّ في العام نفسه تقريبا زار الشيخ ربيع الكويت وحاضر في مخيم ربيعي بعض المحاضرات، وانتقد في محاضرته ما عند الجماعات والجمعيات من أخطاء ومخالفات، 
وفي أثناء المحاضرة حضر بعض الشباب ووزعوا رسالة بعنوان «البديع في منهج الدكتور ربيع» تضمنت تلك الرسالة إساءات متعددة فيها قسوة شديدة في حق الشيخ ربيع -حفظه الله تعالى- , وفي تلك الزيارة جاء بعض أفراد جمعية الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ودعوا الشيخ ربيع للمناقشة والمناصحة فوافق الشيخ ربيع -جزاه الله خيرا- بكل ثبات وشجاعة للمواجهة , وليقول ما عنده من الملاحظات.
وفعلا انطلق الشيخ ربيع , وكان معه الشيخ فلاح بن إسماعيل مندكار -حفظه الله تعالى- , وكنت بصحبتهما في سيارة الشيخ فلاح، وكان موعد اللقاء في الجمعية ,
وكنت انتظر لحظة لقاء الشيخ ربيع الشيخ عبد الرحمن وأسأل نفسي : هل سيسلم الشيخ ربيع على الشيخ عبد الرحمن؟ أو سيُعرض عنه بسبب الخلاف الشديد الذي نشب بينهما ﻻ سيما أن الخلاف في حرارته وقد بلغ ذروته؟!
المفاجأة الكبرى : أننا لما وصلنا , ودخلنا الجمعية سلم الشيخ ربيع على جميع الأخوة ورحب بهم ورحبوا به، فلما رأى الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق سلم عليه بسلام شديد , وترحيب أكيد , وعانقه , وأخذ يضرب بيده على ظهره، ويقول: زميلي , زميلي ؛ وكأن ليس بينهما خلاف!!
سبحان الله , لقد كان الشيخ ربيع كبيرا في عيني وأصبح بعد هذا الموقف عملاقا، ثم دخل الشيخ ربيع -حفظه الله- وأخذ جولة في الجمعية للاستطلاع , ثم جلس معهم جلسة للمناصحة لمدة أربع ساعات ، قال ما عنده عليهم من ملاحظات من غير مجاملة وﻻ تحفظ ؛ لكن لم يحضر الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق في تلك الجلسة , ثم ودّعوا الشيخ ربيع بمثل الحفاوة التي استقبلوه بها".
نقول : إن موقف الشيخ المدخلي من عبد الرحمن عبد الخالق معلوم مشهور , ومع ذلك نراه –بعد أن بلغ الخلاف بينهم ذروته- يلتقيه , ويعانقه , ويفتخر بزمالته له !!
فكيف لو فعل غير الشيخ المدخلي مثل فعله , فماذا سيكون حكمه عند الشيخ ربيع ؟!!

*************************************

تلخيص وتنصيص :

أولا : إن ما يقرره غلاة التجريح من أن (هجر أهل البدع هو الصالح دائما) مردود بما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية من أنه : " لا يكون هجر المخالفين من المبتدعة ونحوهم هو الصالح دائما , بل قد يكون ضده من التأليف هو الأنفع ؛ فالتأليف لبعض الناس قد يكون أنفع من الهجر , والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف ؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألف قوما ويهجر آخرين ؛ كما أن الثلاثة الذين خلفوا كانوا خيرا من أكثر المؤلفة قلوبهم لما كان أولئك كانوا سادة مطاعين في عشائرهم فكانت المصلحة الدينية في تأليف قلوبهم وهؤلاء كانوا مؤمنين والمؤمنون سواهم كثير فكان في هجرهم عز الدين وتطهيرهم من ذنوبهم , وجواب الأئمة كأحمد وغيره في هذا الباب مبني على هذا الأصل ولهذا كان يفرق بين الأماكن التي كثرت فيها البدع كما كثر القدر في البصرة والتنجيم بخراسان والتشيع بالكوفة وبين ما ليس كذلك ويفرق بين الأئمة المطاعين وغيرهم وإذا عرف مقصود الشريعة سلك في حصوله أوصل الطرق إليه" .
نقول : وهذا من أوجه التفريق الهامة بين المنهج السلفي القائم على العلم بالشرع والرحمة للخلق , وبين منهج (جماعة التجريح والهجر) القائم على الجهل بالحق , والتشديد على الخلق .

ثانيا : إنّ رد الشيخ ربيع المدخلي لتقريرات شيخ الإسلام ابن تيمية السلفية في ضوابط هجر أهل البدع والاأهواء : لهو من أظهر الأدلة على الفرق الشاسع بين المنهجية السلفية لشيخ الإسلام ابن تيمية ومنهجية الشيخ المدخلي , وإن أكثر الشيخ المدخلي من تكرار زعمه أنه على طريقة شيخ الإسلام سائر !
ففرق بين الادعاء والتطبيق !!
وكيف يكون الشيخ المدخلي سائرا على طريقة شيخ الإسلام في باب الموقف من أهل الأهواء , وهو ينقض تأصيلاته ويعارضها !!
فكيف بالتباين بين مواقف شيخ الإسلام –رحمه الله- من خصومه ومخالفيه من مواقف الشيخ المدخلي من خصومه ؛ فالناظر في مواقف شيخ الإسلام من مخالفيه من أهل البدع والأهواء -مع مقارنتها بمواقف الشيخ المدخلي من مخالفيه من أهل السنة والجماعة- :يقطع بأن الشيخ المدخلي يقف على طرف نقيض من كثير من مواقف شيخ الإسلام مع المخالفين من أهل البدع والأهواء .
وليست هذه المخالفة مقتصرة على اختيارات شيخ الإسلام ومواقفه-المذكورة- , بل هي متعدية لتشمل مخالفة الشيخ ربيع المدخلي لأعلام الدعوة السلفية من المعاصرين وعلى جهة الخصوص : أركان الدعوة الثلاثة : (ابن باز , والألباني , وابن عثيمين) ؛ فالمشايخ الثلاثة –رحمهم الله- يعلقون الهجر بالمصالح والمفاسد –كما هو معلوم مشهور عنهم- .
بل والشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- يرى : أن الأصل في الهجر التحريم , كما قال –رحمه الله- في الشرح الممتع (12\324) : " والقول الراجح أن الهجر لا يجب، ولا يسن، ولا يباح إلا حيث تحققت المصلحة، فإذا كان هناك مصلحة هجرنا وإلا فلا؛ لأن الهجر إما دواء وإما تعزير، فإن كان من أجل معصية مستمرة فهو دواء، وإن كان من أجل معصية مضت وانتهت فهو تعزير، فيحرم أن يهجر أخاه المؤمن ما لم يصل إلى الكفر، والدليل على ذلك عمومات الأدلة الدالة على حقوق المسلم على المسلم، والمؤمن لا يخرج من الإيمان بمجرد الفسوق والعصيان عند أهل السنة والجماعة، ولذلك الأصل تحريم هجر المؤمنين، ولو فعلوا المعصية وتجاهروا بها؛ لأنهم مؤمنون، وقد قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «وحق المسلم على المسلم ست، ومنها: إذا لقيته فسلم عليه» , فقال: حق المسلم، ولم يقل: حق المؤمن؛ لأن الإسلام أوسع من الإيمان، لـكن إذا كان في الهجر مصلحة فإنه إما أن يسن، وإما أن يجب، حسب ما تقتضيه المصلحة، وحسب عظم الذنب".
- وأما الشيخ الألباني فيرى أن زماننا هذا ليس زمان هجر –مع قوله بمشروعيته وضبطه له- , كما في الهدى والنور (ش\666) : " الذي أراه والله أعلم أن كلام السلف يَرِِدُ في الجو السلفي يعني الجو العامر بالإيمان القوي والاتباع الصحيح للنبي –صلى الله عليه وسلم- والصحابة ، هو تماما كالمقاطعة، مقاطعة المسلم لمسلم تربيةً وتأديبا له هذه سنة معروفة، لكن في اعتقادي وكثيرا ما سئلت فأقول:
زماننا لا يصلح للمقاطعة، زماننا إذن لا يصلح لمقاطعة المبتدعة لأن معنى ذلك أن تعيش على رأس الجبل، أن تنزوي عن الناس وأن تعتزلهم ذلك أنك حينما تقاطع الناس إما لفسقهم أو لبدعتهم لا يكون ذلك الأثر الذي كان يكون له يوم كان أولئك الذين تكلموا بتلك الكلمات وحضوا الناس على مجانبة أهل البدعة".

ثالثا : إن مأخذ الشيخ المدخلي في موقفه المنحرف عن طريقة أعلام الدعوة السلفية من أهل البدع والأهواء هو قاعدته الفاسدة في (عدم حمل مطلق كلام غير المعصوم على مقيده , وعامه على خاصه , ومجمله على مفصله) فأبقى أقوالهم المطلقة على إطلاقاتها , ورفض تقييدها بما هو مناسب من قيود وضوابط –كما هي طريقة أهل العلم- .
لا بل هو ينكر على من ضبط باب الهجر ولو أكثر من الضوابط ؛ كما في إنكاره على الشيخ الرحيلي , حيث قال في رسالته (بيان ما في نصيحة إبراهيم الرحيلي من الخلل والإخلال) , (ص\8) : "وتصدى لعلاج هذه الفتنة الكبيرة الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي في رسالته التي سماها (النصيحة فيما يجب مراعاته عند الاختلاف وضوابط هجر المخالف والرد عليه) ؛ فلم تكن نصيحته واضحة ؛ فلم يفرق فيها بين الظالم والمظلوم , ولم يبين الغث من السمين , مع كثرة ضوابطه التي لا يستفيد منها إلا الظالم المخالف المسعر لهذه الفتنة".
وقال (ص\45) : "وهذا الإكثار من الضوابط والشروط مما يفرح به أهل الأهواء , ويثبط كثيرا من أهل السنة".
نقول : إن هذا المأخذ هو نفسه مأخذ أهل الأهواء والبدع في تشبثهم بالنصوص المطلقة من غير التفات إلى ما يقيدها ويضبطها , كما قرر هذا أهل العلم ومنهم ابن القيم –رحمه الله- حيث قال في نونيته :
وعـلـيك بالتفصيل والتبيين *** فالـ إجمال والإطلاق دون بيان
قد أفسدا هذا الوجود وخبـطا الـ *** أذهان والآراء كل زمـان.
والعجيب أن الشيخ ربيعا –نفسه- يقول في مجموع الكتب والرسائل (13\39) : "والإجمال والإطلاق هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم، والبيان والتفصيل والتصريح هو سبيل أهل السنة والحق", ثم ساق كلام ابن القيم وهو ظاهر جدا في مخاطبته به لغير المعصوم !! بما معناه : أن إجمال كلام غير المعصوم وإطلاقاته من غير تفصيل ولا تقييد مفسدة للذهن والرأي .

رابعا : بسبب موافقة الشيخ المدخلي لأهل الأهواء في طريقتهم في الاستدلال بالمجملات والمطلقات ؛ فقد أوقعه هذا في مشابهتهم في المقالات والتقريرات في باب هجر أهل البدع والاهواء , حيث انتصر الشيخ المدخلي للقول بأن المبتدع لا يجتمع في حقه حب وبغض , ولا ولاء وبراء , بل ليس له إلا البغض المطلق , والهجر المطلق , والبراء المطلق , وهذا هو حقيقة قول الخوارج والمعتزلة , كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله –أعلاه- : " إذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر وفجور وطاعة ومعصية وسنة وبدعة : استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير واستحق من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة فيجتمع له من هذا وهذا كاللص الفقير تقطع يده لسرقته ويعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته . هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنة والجماعة وخالفهم الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم عليه فلم يجعلوا الناس لا مستحقا للثواب فقط ولا مستحقا للعقاب فقط".

خامسا : إن المتأمل في مواقف الشيخ المدخلي من مخالفيه من أهل السنة والجماعة ممن عدّهم –هو- من أهل الأهواء البدع , ويقارنها بمواقفه منهم قبل خصومته معهم , وكذلك مع غير خصومه الواقعين بجنس مآخذه على خصومه , وكذلك مع مواقفه –أعلاه- مع أهل الأهواء والبدع –ممن ليس له معهم خصومة وخلاف- , ليخرج بنتيجة مفادها : أن الخلاف الشخصي بين الشيخ المدخلي وخصومه من أهل السنة والجماعة هو دافعه الأساس لاتخاذه لمواقفه وأحكامه المعروفة من هؤلاء المخالفين -كما امتدح مواقف سفر الحوالي وسلمان العودة بأنهما لم يردّا عليه-وبالتالي: لم يتابع -هو-في الرد عليهم-بل لم يبدّعهم-!!
وهذا يتنافى مع التقرير –أعلاه- لشيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- : " إن الهجر لحظ الدين لا يقطع الموالاة الإيمانية , لأن الهجر من باب العقوبات الشرعية فهو من جنس الجهاد في سبيل الله . وهذا يفعل لأن تكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله . والمؤمن عليه أن يعادي في الله ويوالي في الله فإن كان هناك مؤمن فعليه أن يواليه وإن ظلمه ؛ فإن الظلم لا يقطع الموالاة الإيمانية قال تعالى : [وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ , إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ] ؛ فجعلهم إخوة مع وجود القتال والبغي والأمر بالإصلاح بينهم . فليتدبر المؤمن الفرق بين هذين النوعين فما أكثر ما يلتبس أحدهما بالآخر وليعلم أن المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك والكافر تجب معاداته وإن أعطاك وأحسن إليك" .

سادسا : إن الاضطراب البين الواضح , والتناقض الصريح الفاضح بين تقريرات الشيخ ربيع المدخلي لا ينكره إلا مكابر ؛ فهو :

1- من جهة يلزم غيره بتبديع من اجتهد هو بتبديعه معللا هذا الإلزام بأن القول في الرجال من قبيل أخبار الثقات الواجب قبولها , وينكر أشد الإنكار على من يدافع عمن بدعه –هو- , ومن جهة يرفض تبديع الأعلام لبعض الأعيان , ويرى أن تبديع الأعيان ليس ملزما , وأنه لا يجب اتباع العلماء في تبديعهم ما لم تقم الحجة (المقنعة) على تبديعه , بل ويدافع بشدة عمّن رماه الأئمة الأعلام بالبدعة , ويشنع على من يلزمه بتبديع من قد بدعه الأعلام !!

2- ونراه يلحق أحكام التبديع بمن رفض موافقته على تبديع بعض الأعيان , ومن جهة أخرى يرى أن هذا الإلحاق هو من طرق الحدادية –المبتدعة-عنده- !!.

3- ونراه ينكر أشد الإنكار على من يمدح بعض من يبدعهم –هو- , ولو كان في معرض ترجمته لهم أو نقده لهم –من غير إيجاب لهذا المدح- , ونراه من جهة أخرى يتوسع في الثناء على العشرات من أهل البدع المعروفين بالبدعة , بل ويوزان –على مفهومه- في كلامه على آخرين منهم , ويوقر آخرين منهم !!.

4- ونراه يوجب أخذ أقوال العلماء إذا بدعوا واحدا , ومن جهة أخرى ينكر على من يقول بنفس هذا القول , وبل ويرفض تبديع من يراهم -هو- علماء لأناس يراهم -هو- سلفيين , مع أن تبديعهم كان مبنيا على حجة , كما في رفضه تبديع الجابري للحجوري , والعكس , ورفضه كذلك تبديع الحجوري لفركوس !!

5- ونراه يرى أن أهل البدع ليس لهم إلا الهجر والبغض , ومن جهة أخرى نراه يشكرهم , ويعتذر إليهم , ويمدح من يعاملهم المعاملة الحسنة , بل ويمدح من لم يكن يهجرهم كالشيخين القرعاوي والحكمي !!.

6- ونراه يحذر أشد التحذير من كتب أهل البدع , ولو ألفوها حال استقامتهم , ويوجه إلى عدم الانتقاع منها بشيء , ولو على سبيل الاستشهاد , بينما نراه من جهة أخرى يثني على بعض كتب أهل البدع , بل ويثني على بعض الكتب التي تقرر البدع , بل وينقل من كتب أهل البدع , ويحيل إليها!! .

7- ونراه يحذر من مجالسة أهل البدع أشد تحذير , ونراه من جهة أخرى , يحضر محافلهم وأماكنهم , ويجالسهم ويدعو إلى الله من على منابرهم , ويكتب في صحفهم ومجلاتهم , بل ويشاركهم في بعض مؤتمراتهم !!.

8- ونراه يمنع من إعانة أهل البدع مطلقا , بينما نراه من وجه آخر يدخل في صفوفهم لإعانتهم على العودة إلى الحق –بزعمه- , وينصح السلفيين بان يكونوا معهم في حربهم لغيرهم من المسلمين !!.

9- ومع شدة نكير الشيخ المدخلي على الجمعيات –بعامة- إلا أننا نراه من وجه آخر : يجيز أخذ المال منهم للمحتاج , ويجيز لاتباعه إجابة دعواتهم , بل ويجيب هو بنفسه دعوة جمعية إحياء التراث , فيزورهم في مقرهم ويتجول فيه , ويحتفي بهم , ويحتفون به , ويعانق بعض رموزهم !!

10 وييى أن السلفيين لا يستطيعون التعايش مع أهل البدع , وهو مع ذلك جرب مخالطتهم لأكثر من ثلاثين عاما , ويصر بعد ذلك على أنه كان على نهج السلف منذ نعومة أظفاره , وأنه ليس له منهجان , وأنه لم يكن إخوانيا !!

نقول : إن لم تكن هذه أمثلة واضحة صارخة في دلالتها على قمة التناقض أو التلاعب ؛ فلا ندري –بعد ذللاك- بم يصح التمثيل !!

سابعا : إن ما تقدم معنا -أعلاه- لا يتنافى -فحسب- مع تقريرات الشيخ ربيع –نفسه- التي يخبر بها عن المنهج السلفي –وفق فهمه- , وإنما يتنافى –قبل ذلك- مع إخبار الشيخ ربيع المدخلي عن نفسه ؛ فهو كان قد قال في مجموع الكتب والرسائل (9\226) مادحاً نفسه وجهوده في الدعوة إلى الله : "إنني من شبابي وأول حياتي العلمية :
أدعو الناس إلى التمسك بأصول الدين وفروعه وواجباته ومستحباته .
وأحذّر من محرماته ومكروهاته ، وأنكر البدع صغيرها وكبيرها نصيحة لله ولكتابه ولرسوله وللمؤمنين وعامتهم .
وأوالي على ذلك وأعادي فيه
".
نقول : إن كان الشيخ المدخلي يرى نفسه-منذ شبابه وأول حياته العلمية- ينكر البدع صغيرها وكبيرها ويوالي ويعادي على ذلك؛ كيف يتصور أن يبدر منه ما تقدم من تقريرات وسلوكيات تتنافى مع منهجه الذي يزعم أنه كان ولا يزال واحدا لم يتغير , بل ويقول في مجموع الكتب والرسائل (10\517) : "من أفرى الفرى أن ينسب إليّ منهج قديم أو جديد" .
ونقول : وليست هذه هي المرة الأولى التي يخبر الشيخ المدخلي عن نفسه بخلاف حقيقتها ؛ فهو قد سبق له وأن نفى أن يكون إخوانيا , مع أن عشرات النقولات عنه وعن غيره من الشهود تثبت أنه كان إخوانيا , بما يؤكد –قطعا- أنه كان له –على الأقل- منهجان : قديم وجديد .
وهنا نؤكد على مسألة هامة وهي : أن رجلا لا يتقن (الإخبار) عن حال نفسه ؛ كيف يؤتمن (إخباره) عن منهج السلف , لا سيما مع ثبوت تناقضه واضطرابه ؟!!

ويوضحه:

ثامنا : إن اضطراب الشيخ ربيع المدخلي الواضح في باب الموقف من أهل الأهواء والبدع بين التأصيل من جهة والتطبيق من جهة أخرى , بل واضطرابه –قبل- في باب التأصيل –كما تقدم أعلاه- إنما يدلل بجلاء على تهاوي المنهج الذي يسير عليه الشيخ المدخلي ؛ فهو –مثلا- : عندما يرد على خصومه ممن يصفهم –هو- بالحدادية نراه يعتمد التقريرات السلفية في هذا الباب وغيره .
وعندما ينتقد خصومه ممن يصفهم –هو- بالمميعة , تراه يعتمد في رده عليهم على نفس التقريرات الغالية لمن سبق له ووصفهم بالحدادية!!
وهذا إنما يؤكد أن اختيارات الشيخ المدخلي العلمية –في خلافاته- إنما تكون تابعة لخصوماته , لا أن اختياراته –في هذه المسائل- محكومة بالعلم وتريجات أهله وفق قواعد العلم وأصوله وضوابطه , وهذا –أيضا- هو المبرر الظاهر للتأصيلات المحدثة التي يضطر الشيخ المدخلي إلى تقريرها ؛ خروجا من إلزام خصومه له بمقتضى العلم .
نقول : وإن هذا التناقض الفاضح إنما يدلل على تلاعب واضح -وللأسف الشديد- من الشيخ المدخلي بالتقريرات الشرعية انسياقا –منه- خلف مخاصماته الشخصية , وهو ما يتنافى مع أمانة العلم في نصح الأمة بالبيان المستقيم .

تاسعا : يشنع كثير من مقلدي الشيخ المدخلي على خصومه بأنهم حضروا محافل لأهل البدع –كالروافض- ولو كانوا قد تكلموا فيها بحق- كما في تشنيعهم –مثلا- على شيخنا الحلبي أنه خرج على قناة المنار الرافضية ؛ رغم أن شيخنا الحلبي ما خرج على هذه القناة إلا مدافعا عن إخوانه السلفيين الذين وُجهت إليهم حراب الروافض في العراق , ومبرّئاً لهم مما نُسب إليهم مما هم بريئون منه من أعمال القتل وسفك الدماء وغيرها من مظاهر الفساد .
وصنيع شيخنا الحلبي يتوافق مع ما تقدم من تقريرات الشيخ ربيع المدخلي وسلوكياته , ويضاف إلى ما تقدم : موافقته لحضور الشيخ ربيع المدخلي إلى مسجد التيجانية لإيضاح الحق ونصح الخلق ورد الباطل , كما أخبر الشيخ المدخلي عن نفسه في مجموع الكتب والرسائل (1\479) : "ثم ذهبنا إلى (الغظارف) ، وهي مدينة صغيرة –هناك- , ودرنا على المساجد التي فيها جميعا ، قالوا : لم يبق في هذه المدينة إلا مسجد واحد للتيجانية لا نستطع أن نصل إليه.
قلت :كيف ؟ قالوا هم متعصبون تعصبا شديدا .
قلت : نذهب إليهم ونستأذنهم، إن أذنوا لنا بالكلام بلَّغنا ، وإن منعونا فعذرنا عند الله ، نحن ما نجيهم , ولا ينبغي أن نواجههم بالإرغام والقوة –بارك الله فيكم- .
فجئنا وصلى بنا الإمام , وبعد ما فرغ جئت , سلمت عليه ، وقلت له : أتسمح لي ألقي أن ألقي كلمة في الأخوان هؤلاء ؟ قال تفضل ؛ فتكلمت : أدعو إلى الله , وإلى التوحيد , وإلى السنة , وإلى أشياء أخرى من أمور العلم , وأنتقد بعض الأخطاء الموجودة
".
نقول : فموقف شيخنا الحلبي –وغيره ممن انتقدهم غلاة التجريح-بهذا- هو كموقف الشيخ المدخلي –مع الفارق أن شيخنا –مثلا- لم يذهب إلى موطنهم وإنما هم من جاءوه-بخلاف الشيخ المدخلي- , ولكن يبقى كلا الموقفين مما يوجب مدح صاحبه لا ذمه والطعن فيه .

عاشرا –وأخيرا- : تقدم معنا –أعلاه- أن الشيخ ربيعا المدخلي :
1- يرى أن تبديع الأعيان ليس ملزما , وإنما الملزم هو بيان البدع والتحذير منها .
2- ويرى أنه لا يجب اتباع العلماء في تبديعهم من لم تقم الحجة (المقنعة) على تبديعه .
3- رفضه لقاعدة (من لم يبدع المبتدع فهو مبتدع) واعتباره إياها قاعدة حدادية .
4- مدحه وثناؤه على أهل الأهواء والبدع .
5- موازنته في معرض نقده لبعض أهل البدع والأهواء .
6- توقيره لبعض أهل الأهواء والبدع .
7- ثناؤه على أهل البدع و(حمده لهم) في معرض انتقادهم لغيرهم من أهل البدع .
8- شكر أهل البدع على ما عندهم من الحق .
9- الاعتذار إلى أهل البدع في نقده لبعض رموزهم .
10- مدحه لمن يعامل المبتدعة معاملة حسنة !!.
11- قبوله لتوبة أهل البدع , واستعداده للتراجع عن نقد من كانت توبته واضحة وصريحة .
12- دفاعه عمّن رماه الأعلام بالبدعة ونسبوه إليها .
13- تشنيعه على الملزم له بتبديع من قد بدعه الأئمة الأعلام , معللا بثبوت براءته من البدعة -عنده- .
14- ثناؤه على بعض كتب أهل البدع .
15- ثناؤه على بعض الكتب التي تقرر البدع .
16- نقله من كتب أهل البدع –مقرا لها , ومستشهدا بها- في العديد من المواضع , بل ومدحه لنفسه بأمانته في نقله عنهم .
17- إحالته إلى كتب أهل البدع , المشتملة على مخالفات عقدية .
18- تجويزه حضور محافل أهل البدع والدعوة إلى الله من على منابرهم .
19- إجازته الكتابة في الصحف التي لا تخلو من منكرات , بل وتلقي الأجر من المسئولين على هذه الصحف .
20- إعانته للإخواني المعروف (عبد المجيد الزنداني) في كتابة بعض فصول كتابه (التوحيد).
21- زيارته لأماكن الشرك والبدع من غير إنكار , بل وصلاته في أحدها !!!!.
22- دخول الشيخ ربيع المدخلي في صفوف أهل البدع من الإخوان المسلمين , ومكثه بينهم سنوات طويلة .
23- مجالسته لأهل الأهواء والبدع ومخالطته لهم على مدى أكثر من ثلاثين عاما .
24- نصح الشيخ ربيع للسلفيين في العام (2001) بأن يكونوا مع جماعة طالبان الصوفية الديوبندية البدعية , ويناصروهم في معاركهم وحروبهم ضد الفصائل الأفغانية المعارضة لهم .
25- مشاركته لأهل الأهواء والبدع ومجالسته إياهم في مؤتمرات (الوحدة الوطنية) التي أقيمت في العام (2003) .
26- يرى الشيخ ربيع جواز أخذ المحتاج للمال من الجمعيات الحزبية –إن كانت مساعدة غير مشروطة- .
27- إجازته لكبار أتباعه بإجابة دعوة الجمعيات الحزبية لهم .
28- زيارته للحزبيين من أصحاب الجمعيات في مقرهم وتجوله فيها , وحفاوته بهم وحفاوتهم به , ومعانقته لبعض رموزهم .
نقول : لقد بدع الشيخ المدخلي وأتباعه من (غلاة التجريح) الكثير من المشايخ السلفيين ببعض ما تقدم ؛ فكيف بها وقد اجتمعت –كلها- في الشيخ ربيع المدخلي ؟!
فهل سنسمع –قريبا- صوت من يحترم عقله -وعقول إخوانه- , وفيه بقية إنصاف مع نفسه –قبل الآخرين- ؛ ليقول للقوم :

كفى ؛ فإما أن تبدعوا الشيخ المدخلي كما بدعتم الآخرين , أو أن تعذروهم كما تعتذرون للشيخ المدخلي !!

ولا ثالث لهذين: إلا التلاعب بالعقول-في الكيل بمكيالين!والوزن بميزانين-!!


__________________
المواضيع المنشورة تحت هذا المعرف تعبر عّما اتفق عليه (طلبة العلم) -هيئة الإشراف في (منتدى كل السلفيين)-.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-08-2012, 01:00 AM
محمد محمود الأثري محمد محمود الأثري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
المشاركات: 8
افتراضي

[size="5"]اظن بعد هذا الموضوع الذي يمثل جهدا مميزا في الرد على تناقضات الشيخ ربيع المدخلي -هداه الله- نستطيع ان نقول : يكفي ردود ! فقد كفى هذا الرد ووفى و هو كاف لطالب الحق ! فمن اراد معرفة الحق من المتعصبين اتباع الشيخ ربيع فليقرأ هذا الرد فهو يكفيه و ليتذكر كلمة سفيان بن عيينة "العاقل من انتفع بقليل الموعظة و من لم ينتفع بقليل الموعظة لم يزده كثير الموعظة الا بعدا "
فلنلتفت للعلم الشرعي اخواننا بارك الله فيكم و لنترك الشيخ ربيع و اتباعه يواجهون مصيرهم الذي هو مصير كل من طعن بالعلماء فابتلي بقسوة القلب ...........و ليبقى هذا الموضوع في رأس الصفحة فهو كاف في بيان تناقضات القوم وقاطع لحججهم و لجاجهم .
[/s
ize]
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-08-2012, 02:42 AM
أبو عبيدة يوسف أبو عبيدة يوسف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 1,345
افتراضي

كفى ؛ فإما أن تبدعوا الشيخ المدخلي كما بدعتم الآخرين , أو أن تعذروهم كما تعتذرون للشيخ المدخلي !!

ولا ثالث لهذين: إلا التلاعب بالعقول-في الكيل بمكيالين!والوزن بميزانين-!!



كفى............... كفى ............ كفى
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-08-2012, 09:39 AM
سليمان ابو يحي سليمان ابو يحي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
الدولة: أوغندا
المشاركات: 350
افتراضي

أيها المشرفون الأكارم

جزاكم الله خيرا على هذا البيان .

يا حبذا لو جمعتم هذه المقالات فى كتاب أو فى مجلد لتوزيعه عند السلفيين .

فإننى أرى أن مثل هذا المقال إذا لم يقنع الإنسان أو العاقل فماذا يقنعه يا ترى ؟!!
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-08-2012, 11:19 AM
خالد بن إبراهيم آل كاملة خالد بن إبراهيم آل كاملة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 5,683
افتراضي

اقتباس:
عاشرا –وأخيرا- : تقدم معنا –أعلاه- أن الشيخ ربيعا المدخلي :
اقتباس:

1- يرى أن تبديع الأعيان ليس ملزما , وإنما الملزم هو بيان البدع والتحذير منها .
2- ويرى أنه لا يجب اتباع العلماء في تبديعهم من لم تقم الحجة (المقنعة) على تبديعه .
3- رفضه لقاعدة (من لم يبدع المبتدع فهو مبتدع) واعتباره إياها قاعدة حدادية .
4- مدحه وثناؤه على أهل الأهواء والبدع .
5- موازنته في معرض نقده لبعض أهل البدع والأهواء .
6- توقيره لبعض أهل الأهواء والبدع .
7- ثناؤه على أهل البدع و(حمده لهم) في معرض انتقادهم لغيرهم من أهل البدع .
8- شكر أهل البدع على ما عندهم من الحق .
9- الاعتذار إلى أهل البدع في نقده لبعض رموزهم .
10- مدحه لمن يعامل المبتدعة معاملة حسنة !!.
11- قبوله لتوبة أهل البدع , واستعداده للتراجع عن نقد من كانت توبته واضحة وصريحة .
12- دفاعه عمّن رماه الأعلام بالبدعة ونسبوه إليها .
13- تشنيعه على الملزم له بتبديع من قد بدعه الأئمة الأعلام , معللا بثبوت براءته من البدعة -عنده- .
14- ثناؤه على بعض كتب أهل البدع .
15- ثناؤه على بعض الكتب التي تقرر البدع .
16- نقله من كتب أهل البدع –مقرا لها , ومستشهدا بها- في العديد من المواضع , بل ومدحه لنفسه بأمانته في نقله عنهم .
17- إحالته إلى كتب أهل البدع , المشتملة على مخالفات عقدية .
18- تجويزه حضور محافل أهل البدع والدعوة إلى الله من على منابرهم .
19- إجازته الكتابة في الصحف التي لا تخلو من منكرات , بل وتلقي الأجر من المسئولين على هذه الصحف .
20- إعانته للإخواني المعروف (عبد المجيد الزنداني) في كتابة بعض فصول كتابه (التوحيد).
21- زيارته لأماكن الشرك والبدع من غير إنكار , بل وصلاته في أحدها !!!!.
22- دخول الشيخ ربيع المدخلي في صفوف أهل البدع من الإخوان المسلمين , ومكثه بينهم سنوات طويلة .
23- مجالسته لأهل الأهواء والبدع ومخالطته لهم على مدى أكثر من ثلاثين عاما .
24- نصح الشيخ ربيع للسلفيين في العام (2001) بأن يكونوا مع جماعة طالبان الصوفية الديوبندية البدعية , ويناصروهم في معاركهم وحروبهم ضد الفصائل الأفغانية المعارضة لهم .
25- مشاركته لأهل الأهواء والبدع ومجالسته إياهم في مؤتمرات (الوحدة الوطنية) التي أقيمت في العام (2003) .
26- يرى الشيخ ربيع جواز أخذ المحتاج للمال من الجمعيات الحزبية –إن كانت مساعدة غير مشروطة- .
27- إجازته لكبار أتباعه بإجابة دعوة الجمعيات الحزبية لهم .
28- زيارته للحزبيين من أصحاب الجمعيات في مقرهم وتجوله فيها , وحفاوته بهم وحفاوتهم به , ومعانقته لبعض رموزهم .


جمعت كل هذه (الرزايا والبلايا) يا دكتور ربيع
؟!


__________________

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.


To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09-08-2012, 11:34 AM
رأفت صالح رأفت صالح غير متواجد حالياً
توفي-رحمه الله-.
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 1,378
افتراضي

اقتباس:

عاشرا –وأخيرا- : تقدم معنا –أعلاه- أن الشيخ ربيعا المدخلي :
1- يرى أن تبديع الأعيان ليس ملزما , وإنما الملزم هو بيان البدع والتحذير منها .
2- ويرى أنه لا يجب اتباع العلماء في تبديعهم من لم تقم الحجة (المقنعة) على تبديعه .
3- رفضه لقاعدة (من لم يبدع المبتدع فهو مبتدع) واعتباره إياها قاعدة حدادية .
4- مدحه وثناؤه على أهل الأهواء والبدع .
5- موازنته في معرض نقده لبعض أهل البدع والأهواء .
6- توقيره لبعض أهل الأهواء والبدع .
7- ثناؤه على أهل البدع و(حمده لهم) في معرض انتقادهم لغيرهم من أهل البدع .
8- شكر أهل البدع على ما عندهم من الحق .
9- الاعتذار إلى أهل البدع في نقده لبعض رموزهم .
10- مدحه لمن يعامل المبتدعة معاملة حسنة !!.
11- قبوله لتوبة أهل البدع , واستعداده للتراجع عن نقد من كانت توبته واضحة وصريحة .
12- دفاعه عمّن رماه الأعلام بالبدعة ونسبوه إليها .
13- تشنيعه على الملزم له بتبديع من قد بدعه الأئمة الأعلام , معللا بثبوت براءته من البدعة -عنده- .
14- ثناؤه على بعض كتب أهل البدع .
15- ثناؤه على بعض الكتب التي تقرر البدع .
16- نقله من كتب أهل البدع –مقرا لها , ومستشهدا بها- في العديد من المواضع , بل ومدحه لنفسه بأمانته في نقله عنهم .
17- إحالته إلى كتب أهل البدع , المشتملة على مخالفات عقدية .
18- تجويزه حضور محافل أهل البدع والدعوة إلى الله من على منابرهم .
19- إجازته الكتابة في الصحف التي لا تخلو من منكرات , بل وتلقي الأجر من المسئولين على هذه الصحف .
20- إعانته للإخواني المعروف (عبد المجيد الزنداني) في كتابة بعض فصول كتابه (التوحيد).
21- زيارته لأماكن الشرك والبدع من غير إنكار , بل وصلاته في أحدها !!!!.
22- دخول الشيخ ربيع المدخلي في صفوف أهل البدع من الإخوان المسلمين , ومكثه بينهم سنوات طويلة .
23- مجالسته لأهل الأهواء والبدع ومخالطته لهم على مدى أكثر من ثلاثين عاما .
24- نصح الشيخ ربيع للسلفيين في العام (2001) بأن يكونوا مع جماعة طالبان الصوفية الديوبندية البدعية , ويناصروهم في معاركهم وحروبهم ضد الفصائل الأفغانية المعارضة لهم .
25- مشاركته لأهل الأهواء والبدع ومجالسته إياهم في مؤتمرات (الوحدة الوطنية) التي أقيمت في العام (2003) .
26- يرى الشيخ ربيع جواز أخذ المحتاج للمال من الجمعيات الحزبية –إن كانت مساعدة غير مشروطة- .
27- إجازته لكبار أتباعه بإجابة دعوة الجمعيات الحزبية لهم .


28- زيارته للحزبيين من أصحاب الجمعيات في مقرهم وتجوله فيها , وحفاوته بهم وحفاوتهم به , ومعانقته لبعض رموزهم .
أف....أف....أف....!!


كل هذا عند حامل اللواء!!
وهو يُبدِّع أهل السنة يميناً وشمالاً!!
والله صدق الشاعر
لاتنه عن خلق وتأتي مثله **عار عليك إذا فعلت عظيم
وصدق المثل


باب الن
جار امخَلَّع
__________________
قال ابن القيم: ( وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ودينه يُترك وسنة رسول الله صلّى الله عليه وسلم يُرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان! شيطان أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق، وهل بَليّة الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين! وخيارهم المتحزن المتلمظ، ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه ,أو ماله بذل وتبذل وجد واجتهد، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه. وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله، ومقت الله لهم قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون، وهو موت القلوب، فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل. وقد ذكر الإمام أحمد رحمه الله وغيره أثرا: أن الله سبحانه أوحى إلى ملك من الملائكة أن اخسف بقرية كذا وكذا، فقال: يارب كيف وفيهم فلان العابد! فقال: به فابدأ فإنه لم يتمعر وجهه في يوما قط) (إعلام الموقعين 2\157).
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09-08-2012, 12:14 PM
محمد عميرة محمد عميرة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 126
افتراضي

بارك الله فيكم...
فهذه منكم جهود عظيمة - مباركة بإذن الله -
فيها النصرة للمنهج الحق والبيان الواضح لمن خالف تحت أي مسمى .. وتضع الأمور في نصابها الصحيح ... { ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة} .
ولكن من منهم سيستفيد ؟
نرجو لهم الهداية ونرجوا منهم
الجواب : إما أن تبدعوا الشيخ المدخلي كما بدعتم الآخرين , أو أن تعذروهم كما تعتذرون للشيخ المدخلي !!

ولا ثالث لهذين: إلا التلاعب بالعقول-في الكيل بمكيالين!والوزن بميزانين-!!
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 09-08-2012, 03:10 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,046
افتراضي


أبعد هذا البيان تزيدون؟
تناقضات تصرخ ...!!
وستسمعون الصراخ يتعالى ....!!!!
وأصحابه في تناحر وتنافر .....
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09-08-2012, 07:19 PM
عماد عبد القادر عماد عبد القادر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المملكة الأردنية الهاشمية
المشاركات: 3,334
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمربن محمدالبومرداسي مشاهدة المشاركة
أبعد هذا البيان تزيدون؟
تناقضات تصرخ ...!!
وستسمعون الصراخ يتعالى ....!!!!
وأصحابه في تناحر وتنافر .....

أحسنت بارك الله فيك

هو ذا ...


بارك الله في جهودكم

فقد أبنتم لنا حقائق ووقائع لا تسنح في خيال ولا تخطر على بال ....
__________________


كما أننا أبرياء من التكفير المنفلت وكذلك أبرياء من التبديع المنفلت
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09-08-2012, 08:07 PM
لؤي عبد العزيز كرم الله لؤي عبد العزيز كرم الله غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: السودان
المشاركات: 2,417
افتراضي

يا ليت شعري من حكيتم عنه ذا ‏.......‏ هل واحد متفرد لا اثنان ‏؟

لو لم أكن أدري بمن قد قاله ....... لجزمت جزما أنهم شخصان
__________________
‏(إن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد ، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب : لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم ، فقد قال الله عز وجل لنبيه صلي الله عليه وسلم : (ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال تعالي : (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)
الفتاوي ج4 ص (186-187)
بوساطة غلاف(التنبيهات..) لشيخنا الحلبي
رد مع اقتباس
إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:57 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.