يا طالب الحق انتقد شيخك لكن لا تنسي الادب في النقد (2)

[محمد سرايا المطوعي]

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وبعد


يا طالب الحق انتقد شيخك لكن لا تنسى الأدب في النقد (2)


قال تعالى: ( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ) آل عمران 19

قال رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ

وبيان فضل العلم والعلماء باب كبير جدا والمقام مقام اختصار .

وكما قيل:
فالتمس العلم وأجمل في الطلب، والعلم لا يحسن إلا بالأدب

وروي أنه كان في مجلس الإمام أحمد ما يقارب الخمسة آلاف ، خمسمائة يكتبون والباقي يتعلم الأدب وحسن الخلق .

وعندنا في مصر بوابة التعليم هي (وزارة التربية والتعليم) فالأدب مقدم على العلم .

فما نراه الآن من قلة أدب مع المشايخ وسوء الألفاظ معهم من طويلبي العلم !

أو متعالم ، بل منا من يحسب نفسه إمام الأئمة ووالله إنه لداء عُضال نتوب إلى الله منه .
فترى شابا طويلبا للعلم يقدح في فحول من أهل العلم ، بل يجرح بأشنع الألفاظ .

وقد أحزننى ما أسمعة الآن من إخواننا السلفيين(المتشددين المجتهدين) في بعض المشايخ الأئمة من نقد جائر مصاحب للفظ السيء، وقد يكون هذا الطالب لم يبلغ معشار ما بلغه ذاك العالم !
والكل يعلم
فلا أرضى أن يُسب الشيخ ربيع ولا الشيخ الحلبي ولا مشايخ السنة من صغارٍ أمثالنا.
الربيع والحلبي والحجورى ورسلان وبازمول والجابري ووو هم أولا وأخيرا بإذن الله من أهل السنة في هذا العصر ، فلا يجب أن نتجرأ نحن الصغار عليهم ، فهم فحول ، ونحن ذيول .
فلا ضير أن تخالف شيخك لكن بأدب الخلاف
ويجب علينا أن نعلم قدر أحجامنا حتى لا نغتر ، فوالله نحن مثل النمل في جسد الثور .

ورحم الله الشيخ ابن جبرين عندما قال : الآن بعضنا إذا حفظ متناً أو قرأ كتاباً أو كتابين ، قد يعتريه من العجب ما يعتريه ،
فاللهم ألف بين قلوب أهل السنة
كتبه
أبو عبد الله
محمد بن سرايا المطاوعي
10ذي الحجة 1433