أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
88858 103191

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-17-2012, 10:01 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي مقياس ونبراس للتعامل بين الزوجين - الشيخ عبد الكريم الخضير -

مقياس ونبراس للتعامل بين الزوجين
الشيخ:عبد الكريم الخضير

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر)) [رواه مسلم].
هذا الحديث فيه مقياس ونبراس للتعامل بين الزوجين، فالمؤمن لا يستعجل في أموره؛ لأنه قد يرى من أخلاق زوجته ما يسوءه فيقلاها ويبغضها بسبب هذا ثم يتركها، تكون النهاية الترك، وهذا مع الأسف الشديد واقع كثير من الزواجات في العصور المتأخرة، ونسب الطلاق مرتفعة جداً في الأيام الأولى من الزواج، والسبب أن هذا الزوج متوقع شيء في هذه الزوجة ولديه أحلام، يتوقع أن هذه الزوجة تفي بجميع ما يريد، ثم يفاجئ من أول يوم أن لديها خلق لا يرضاه! التوجيه النبوي لا يترك، لا يتعجَّل، وإذا وقف منها على خلق ذميم؛ فلينظر إلى الأخلاق الأخرى، ((إن كره منها خلقاً رضي آخر))، وهل يتصور أن المرأة مبرئة من كل عين ونقص؟ مشتملة على كل فضل؟ ما هو بصحيح، لو كان في نساء الدنيا من هذه صفته ما صار للجنة مزية، ونساء الجنة مزيَّة؛ بل لا بد من العيب والنقص، وليس هذا خاص بالنساء، أيضاً الرجال كذلك، امرأة أقدمت على قبول زوج لما تسمع عنه، تسمع عنه أنه صاحب علم، صاحب فضل، صاحب خلق، صاحب كرم صاحب كذا ثم تقدم وتفاجئ من أول يوم أنَّ المسألة أقل مما توقعت! فتنشز، أيضاً هي مُطالبة بأن لا تستعجل، إن كرهت منه خلق ترضى منه الآخر؛ لكن يخاطب الأزواج بمثل هذا؛ لأن الأمر بأيديهم، هم أهل القرار في مثل هذا الأمر، وإلا فالمرأة أيضاً مطالبة ومخاطبة بهذا، لا تستعجل، نعم هناك أخلاق لا يمكن الصبر عليها، هناك أمور ومعايب يرتكبها بعض الرجال ليس للمرأة أن تصبر عليه، وهناك أيضاً معايب في بعض النساء لا يمكن للرجال الصبر عليها؛ لكن هناك أمور مُحتملة، تمشي بالتدريج مثل هذه هي التي جاء التوجيه بالصبر عليها، وغض البصر عنها، غض الطرف عنها، والنظر إلى الصفات الحميدة في هذه المرأة وفي هذا الرجل، كم من امرأة أقدمت على شخص بسبب انتشار سمعته، لكن هي ما تعرف إلا الظاهر تسمع السمعة ولا تدري عن شيء من معاملته في بيته قد يكون من أسوأ الناس خلقاً؛ لكن الناس يتعاملون معه على الظاهر، فالإقدام لا بد أن يكون على بيِّنة، ولذا لا بد من التحقق والتأكد من الطرفين في شأن الآخر، ولذا أُمر الرجل في أن ينظر إلى المرأة، أُذن له أن ينظر ((اذهب فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)) لئلا يُفاجئ بما لا يتوقعه ثم يحصل النتيجة الفراق، فإذا حصل النظر وركن إليها وركنت إليه، فإنه في الغالب لا يحصل بينهم شيء، إلا عاد في الأخلاق الخفية، والإذن برؤية المخطوبة دليل على أنَّ الأصل هو المنع، يعني في حديث جابر لما أذن له أن ينظر إليها ((فكان يتخبأُ لينظر إليها)) هل معنى هذا أنها كانت تخرج إلى الأسواق سافرة كاشفة عن وجهها؟! أو كانت تتغطى وتتحجب؟ يعني لو كانت تخرج إلى الأسواق كاشفة عن وجهها ما احتاج إلى أن يتخبأ إليها ولا احتاج إلى أن يقال له انظر إليها، هو ينظر إليها باستمرار، هذا من أدلة الحجاب عند أهل العلم، والأدلة كثيرة متضافرة متظاهرة متظاهرة وفي حديث قصة الإفك تقول: ((كان يعرفني قبل الحجاب)) لو رآها ما احتاجت إلى مثل هذا الكلام، وفي حديث عائشة أيضاً في الحج: ((فإذا دنى الرجال سَدَلت إحدانا جلبابها)) المقصود أن الأدلة كثيرة جداً متضافرة ولا يطالب بنزع الحجاب إلا من أُتْبِعَ بآية الأمر بالحجاب في آخر سورة الأحزاب {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [(59) سورة الأحزاب] الذي أُتْبِعَ بها، شف العلاقة وثيقة بين الآيتين {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ} [(60) سورة الأحزاب]؛ فليحذر الذين يُطالبون بنزع الحجاب، نعم قد يوجد أهل علم وأهل فضل بحثوا المسائل وترجح عندهم شيء، هذا شيء آخر؛ لكن يبقى أن كثيراً ممن يُنبِّش في مثل هذه المسائل في قلبه شيء فليحذر المنافقون، والذين في قلوبهم مرض، والمرجفون في المدينة، مثل هؤلاء يحذرون، إذا كان الناس على خير على فضل وستر، فكيف يأتي من يطالب بنزع حجاب الوجه مثلا؟ في بلدٍ الفتوى على هذا، والأمة توارثت هذا وتواطأت عليه وفيه نصوص شرعية صحيحة وصريحة، ثم يأتي من ينادي بنزع هذا الحجاب؟! هذا على خطر عظيم، ومن أوائل المعاصي التي زاولها إبليس سَوَّل لآدم وأملى له أن يأكل من الشجرة، لماذا؟ {لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا} [(20) سورة الأعراف]، فهذه وظيفة إبليس وأتباعه -نسأل الله السلامة والعافية-.
على كل حال المؤمن هل يدخل في هذا الوصف ((لا يفرك مؤمن مؤمنة)) الخطاب لمن؟ للمؤمنين، وجد منها خلق لا يحتمله، تساهل في عِرْض مثلاً، نقول: هذه من الأصل ما دخل؛ لأن الوصف بالإيمان له شأنه، وكذلك لو وقفت منه على أمر رديء، دياثة ونحوها مثل هذا لا قرار معه، ولا صبر معه ((إن كره منها خلقاً رضي منها آخر)) لا بد أن تشتمل على آداب ومحاسن وأمور وأخلاق قد يظهر بعضها في الأيام الأولى وقد لا تتكشف كثيرٌ منها إلا بعد حين.

__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:26 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.