إعلام العربي والغربي بأن ملك الأردن سني ومحاربٌ للفكر التكفيري الخارجي!

[فادي أبوسعده النابلسي]

بسم الله الرحمن الرحيم

تفريغ نصي للكلمة التي ألقاها جلالة سيدنا الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم - حفظه الله وجمله بتقاه - في زيارته للبادية الجنوبية في -المملكة الأردنية الهاشمية- بتاريخ 17 /12 /2014

وهي مثال من أمثلة، وجهد من جهود جلالة الملك؛ في محاربة الإرهاب، والتطرف، على المستوى المحلي، والإقليمي، والعالمي..

تفريغ المواطن السلفي المسالم!
فادي أبو سعدة النابلسي
جامعة آل البيت - كلية الشريعة - قسم أصول الدين

قال حفظه الله وسدده:

أنا كثير فخور أكون بين إخواني النشامى؛ إخواني بدو الجنوب، وكنت حابب صحيح أزوركم قبل رحلتي إلى الولايات المتحدة؛ لكن.. ظروف الطقس أجلَت الزيارة..

لكن.. (الحمد لله) إنني بين إخواني اليوم..

بعرف إنه في تحديات كثير أمامكم.. اليوم بدي أتحدث (قليلاً) عن -الوضع الإقتصادي داخل البلد-، وأنا بعرف إنه من كل الأولويات التي أمام بلدنا -الوضع الإقتصادي- أصعب شيء؛ (الفقر والبطالة)..

وسنتحدث على الوضع السياسي بالإقليم؛ لأجل أن أضعكم بالصورة على التحديات، بالنسبة للأردن، والعرب المسلمين..

. . . و إن شاء الله عندنا كم ساعة اليوم أسمع من الجميع؛ لنرى كيف بدنا نخفف عليكم التحديات التي بين إخواني وأخواتي..

. . . التركيز على المشاريع للجنوب؛ حتى نحارب (الفقر والبطالة) بنفس الوقت، نريد أن نمشي بالتجنيد؛ بالقوات المسلحة، والأجهزة الأمنية..

. . . في تجنيد للبادية بالقوات المسلحة والأجهزة الأمنية؛ في برنامج جديد..

بالنسبة للشمال؛ من أكم سنة كان في خطة أنه (نحن) نحمي الأردن من اللي يحدث في (سوريا)..
نحن مع حل سياسي -لدمشق- و(الآن) نشتغل مع الغرب؛ حتى نلاقي حل سياسي..

. . . كان هدفنا الصحيح إنه نعمل حزام على حدودنا الشمالية حتى نحمي حدودنا..

عندنا ( 1.2 مليون = 1.5 مليون ) لآجئ (سوري) من الشمال للجنوب، أكيد أنتم تشاهدون بمناظركم..

. . (داعش) بعيد عنّا، موجودين بـ(تدمر)، موجودين بـ(دير الزور)، ومش قريبين عنّا، لما دخلوا على (العراق) أقرب نقطة -الرتبة- ممكن الموجودة (120-130 كيلو).. !

هنالك -أيضاً- في مشكلة بالنسبة للأردن؛ إحنا بدنا نحمي العشائر بالمنطقة الغربية؛ بالعراق وهؤلاء سنة لازم نقوم بالواجب، نحميهم ونحمي إخواننا العشائر بالمنطقة الشرقية، بسوريا لكن.. نحميهم بدعم..

بدنا ندعم العشائر؛ حتى هم يمسكوا الأرض، وهم يدافعوا، وهم بالمستقبل يقوموا بالقتال ضد (داعش).. لكن.. علينا واجب أننا نحميهم..

. . . مثل ما حكيت بـ(البرلمان) مش بالصدفة إنه على الشعار الذي على البيريه، أو على البدلة (الجيش العربي)، مش (الجيش الأردني).. (1)

فأظني عندنا واجب نحمي جيراننا والعرب، وهذا واجب تاريخي، وفخر لنا، و(الحمد لله)..

. . . لكن بنفس الوقت أنا أعتقد إنه هذا يعطي دور إيجابي للأردن؛ فأريد أطمئن -الإخوان- إنه ما نخاف من (داعش)، وهم بعيدون..

ونحن عندنا علاقة قوية مع العشائر بسورية، بالعراق، لكن.. لازم نحاول نوقف معهم..
دعونا نرجع لـ(الوضع الداخلي)..

(التطرف) مشكلة؛ خاصة إذا في فقر وبطالة، وأنتم أكيد شايفين أنه إذا أولادكم قاعدين دون عمل مشكلة.. فلا نقدر نظل نقول: المشكلة بسوريا، والمشكلة بالعراق، وما عندنا مشاكل داخل البلد.. !!

فالتركيز من زمان عندي؛ وأنا قعدت معكم أكثر من مرة، التركيز باستمرار على الوضع الإقتصادي، والوضع الداخلي..

فأنا أريد أسمع منكم التحديات التي أمامكم وبنحاول نخفف عليكم.. لكن.. مرات بدها قليل وقت..

. . . إذا خلال (ستة أشهر) بنقدر نخفف عليكم من التجنيد، بدنا نحاول، المشاريع -إن شاء الله- تبدأ بـ(2015) -أيضاً- تساعد، وبنركز على المناطق الجنوبية؛ فلهذا السبب أنا أحضرت (الضبّاط) معي اليوم..

. . بالنسبة لـ(التطرف)؛ أنا أرى أنه يوجد تحديات داخل العالم العربي والإسلامي، ونحن لازم كعرب ومسلمين نأخذ قرار؛ يا هكذا.. يا هكذا..

لأنه اليوم الحرب ضد (التطرف) حربنا مش حرب الغرب..

صحيح في تحالف غربي ضد (داعش) لكن.. (داعش) مشكلتنا مش مشكلتهم، والمشكلة بالنسبة للطرفين..

هم اليوم فرحون؛ لأنهم داخل مجتمعنا إذا بتسمي واحد (متطرف)، ممكن يكون سعيد.. !!

صحيح أنا متطرف.. أنت معتدل.. أنت مع الغرب.. هذا غلط.. !!

اليوم لازب نحارب التطرف في البيت.. في المدرسة.. وفي الشارع..

. . . بالنسبة لـ(التطرف)؛ مثل ما حكيت أنا في (البرلمان) اللي شجاع؛ لازم يحكي بصوت عالي، في المساجد، في المدارس، في المؤسسات، ليس بيوم وليلة..

. . لكن.. إذا أنا جاهز أحكي بصوت عالي، بدنا الجميع يوقفوا، إنه في شيء صحيح، وفي شيء غلط..
. . يعني بتفكروا (داعش) بدهم يوقفوا بسوريا، وبالعراق.. ؟؟؟!!!

بدهم يحتلوا كل (الدول العربية والإسلامية)..

والمناظر التي تشاهدونها بكردستان، وبالمنطقة الغربية، بدهم يعملوها بكل الدول العربية والإسلامية. . . أ.هـ.

وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

------------------------------------

(1). خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة السابع عشر
عمان، الأردن 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2014

وجاء فيه -من أبرزه-:

. . . لقد عانت هذه المنطقة من بعض التنظيمات التي تتبنى الفكر التكفيري والتطرف، وتقتل المسلمين والأبرياء من النساء والأطفال باسم الإسلام، والإسلام منهم بريء. فالإسلام هو دين السلام والتسامح والاعتدال وقبول الآخر واحترام حق الإنسان في الحياة والعيش بأمن وكرامة، بغض النظر عن لونه أو جنسه أو دينه أو معتقداته. وهذه التنظيمات تشن حربها على الإسلام والمسلمين قبل غيرهم.

إن من واجبنا الديني والإنساني أن نتصدى بكل حزم وقوة لكل من يحاول إشعال الحروب الطائفية أو المذهبية وتشويه صورة الإسلام والمسلمين، ولذلك، فالحرب على هذه التنظيمات الإرهابية وعلى هذا الفكر المتطرف هي حربنا، فنحن مستهدفون، ولابد لنا من الدفاع عن أنفسنا وعن الإسلام وقيم التسامح والاعتدال ومحاربة التطرف والإرهاب، وإن كل من يؤيد هذا الفكر التكفيري المتطرف أو يحاول تبريره هو عدو للإسلام وعدوٌ للوطن وكل القيم الإنسانية النبيلة. وبالمقابل، فإن على المجتمع الدولي التصدي للتطرف في المذاهب والأديان الأخرى.

كما أن المناخ الـمتقدم من الحريات والمشاركة السياسية والمجتمعية التي يمتاز بها الأردن رغم وجوده في إقليم ملتهب، هي حصيلة مكتسبات الأمن والاستقرار الذي ضحّى في سبيله رفاق السلاح في قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية. فلهم منّا تحية الفخر والإعتزاز والتقدير.

وهنا أقول للنشامى في الجيش العربي:

إن الشعار الذي على جباهكم مكتوبٌ عليه "الجيش العربي"، وهذا الاسم لم يكن صدفة أو مجرد شعار، وإنما هو تأكيد على التزام هذا الجيش بالدفاع عن قضايا الأمة العربية، وترابها وأمنها من أي خطرٍ يهددها. فأمن الأردن جزء من أمن أشقائه العرب، وسيظل هذا الجيش العربي المصطفوي، ورفاقه في الأجهزة الأمنية كما كان على الدوام مستعداً للتصدي لكل ما يمكن أن يهدد أمننا الوطني، أو أمن أشقائنا في الجوار. فالأمن العربي كل لا يتجزأ.