أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
97255 107599

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-04-2015, 02:34 PM
محمد عياد محمد عياد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: عمان - الأردن
المشاركات: 354
افتراضي محاضرة علمية بعنوان: أثر التكفير والتفجير على أمن المجتمعات



محاضرة شيخنا أبي أنس محمد موسى آل نصر

محاضرة علمية بعنوان: أثر التكفير والتفجير على أمن المجتمعات

أيها الأحبة تأتي هذه الأمسية المباركة الطيبة في وقت إشتدت الحاجة لها بسبب الظروف الراهنة التي تحياها بلاد المسلمين حيث تموج الفتن فيها موجا قتل تفجير تدمير تصدر لروبيضات جهلة يقررون مصائر أبرياء أشلاء دماء وكل ذلك يبرء منه الإسلام.

ولهذا كان عنوان هذه المحاضرة "أثر التكفير والتفجير على أمن المجتمعات" كل المجتمعات الإنسانية تنشد الأمن فالأمن مطلب رئيس مطلب لابد منه لبقاء الحضارات ولبقاء الأمم والشعوب فلا تقوم لأمة قائمة إذا تزعزع أمنها وإذا ضربها الخوف والجوع.

ولهذا مما إمتن الله عز وجل على العرب في الجاهلية أن قال لهم: "فاليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف".

وقال في مقام الإمتنان أيضا: "أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء".

والله عز وجل بين علاقة الأمن بالإيمان و‘نهما أمران متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر فقال جل من قائل: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أؤلئك لهم الأمن وهم مهتدون".

فبين ربنا جل في علاه أن توفر الإيمان في المجتمعات الإنسانية يأتي بالهداية ويأتي بالأمن.

وأن الأمن مهما إجتهدت الدول والشعوب والحكومات في تحصيله بعيدا عن الإيمان فإنها لن تجني شيئا كمن يركض خلف سراب.

ولهذا ربنا سنحانه وتعالى جعل سننا في هذا الكون فأبى الله عز وجل إلا أن يذل من عصاه والله عز وجل يأمرنا بطاعته وبتقواه.

ويبين ربنا سبحانه وتعالى في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم: أن المعاصي والذنوب سبب في هلاك الأمم والشعوب.

سبب في خوفها سبب في نقص الثمرات سبب في الهلع والروع سبب في التفرق والإختلاف فما عند الله لا ينال إلا بطاعته.

"الذين آمنوا ولم يلبسوا" أي لم يخلطوا "إيمانهم بظلم"، الصحابة رضي الله عنهم لما سمعوا هذه الآية من النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله: وأينا لم يلبس إمانه بظلم، فقال صلى الله عليه وسلم: إنه ليس كما تظنون ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح لإبنه: يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم.

فالمجتمع الذي يقارف الشرك ويخالف التوحيد ويخالف العقيدة يفقد الأمن كليا لأنه قد فقد الإيمان كليا والأمن والإيمان لفظ مشترك.

لهذا لفظة "أمن" همزة وميم ونون، فيه الجزء الأكبر من لفظ إيمان، بل قالوا ثلثي كلمة "إيمان" يدخل فيها الأمن.

ولهذا بعض الدول تحرص على تثبيت أمنها والحفاظ على أمنها بزيادة المراقبة وأجهزة الإنذار المبكر وتكثيف الشرطة والحراسة والعنف وملئ السجون بالمخالفين.

وبعض الدول تتجه إتجاه آخر نحو التسامح والديموقراطية والعفو عن المجرمين تحسب أن هذا يحفظ أمنها.

والحق أن الأمن إنما يحفظ بطاعة الله وبتحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى كما في هذه الآية التي بدئنا حديثنا حولها: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أؤلئك لهم الأمن".

هذا وعد من الله لهم الأمن ولهم الهداية، ومن آتاه الله الأمن والهداية فهو السعيد وهو الموفق وهو الذي يحيى بسعادة وهنائة.

وإذا أخذنا قول النبي صلى الله عليه وسلم - في الحديث الحسن، الذي حسنه شيخنا رحمه الله في الصحيحة وغيرها - :"من أصبح منكم آمنا في سربه - يعني في مسكنه -، معافى في بدنه، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها":

1. أمن إجتماعي:
2. أمن صحي:
3. أمن غذائي:

وهذه هي السعادة هذه مقومات السعادة

"من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا"

ومن أجل ذلك يها الإخوة جاء شرع ديننا ينهى أشد النهي وينكر أشد النكير على العابثين في الأمن المزعزعين لأمن البلاد والعباد على الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة على الذين لا يتحاشون فيسفكون الدم الحرام والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه".

وإذا كان من أشار إلى أخيه بحديده فهو ملعون.
ومن لعن مسلما كقتله.
ومن قال لمسلم ياكافر ولم يكن أهلا لها فإنها ترجع إليه.

فكيف بمن قتل مسلما مستحلا لدمه لأنه بدأ بتكفيره، والتكفير uياذا بالله يسبق التفجير، التفجير والتدمير ثمرة التكفير.

كيف لا وكلنا يعلم أن أول فرقة خرجت في الإسلام هي الخوارج، الذين كفروا المسلمين بالذنوب والمعاصي، وخرجوا على ولي أمر المسلمين، وكانوا سببا في قتل عثمان وعلي رضي الله عنهما، وأحدثوا في الإسلام فتنة عظيمة، وفرقة عظيمة.

ولهذا الخوارج جائت فيهم أحاديث كثيرة، في ذمهم والتحذير منهم، ولما نقول خوارج لأنهم أول فرقة ظهرت في الإسلام، تتبنى التكفير بالجملة، والتكفير بلا بينات.

والتكفير حكم شرعي، ليس لأحد من الخلق، إنما هو لله، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم:

لا يكون التكفير إلا:

1. بتوفر شروط.
2. وإنتفاء موانع.
3. وإن يتولى ذلك الراسخون في العلم - من الأئمة والعلماء الكبار -، فالمسائل الكبار تحتاج إلى علماء كبار.

أما أن يهجم على التكفير أغرار وحدثاء الأسنان، كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا وصف الخوارج في كل زمان وحين، "حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية".

وكما قال ابن عمر رضي الله عنهما قال: أتوا على آيات نزلت في الكفار، فأنزلوها على المسلمين، هؤلاء أول فرقة خرجت في الإسلام، ناظرهم الصحابه.

علي رضي الله عنه أرسل ابن عمه عبد الله بن عباس فناظرهم، وكانوا ثمانية آلاف، فرد جلهم إلى الإسلام، وبقي منهم جزء نحو ألفين قاتلهم علي رضي الله عنه، وإستأصل شأفتهم، فبدئهم بالمنظره، بعد ذلك بعد أن أقام عليهم الحجة، حاربهم بالسيف "وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد".

والتكفير والتكفيريون من المسائل الخطيرة، التي لا ينبغي السكوت عنها، ولا ينبغي التساهل فيها، لأن مرتقاها خطير، والخوض فيها شره مستطير.

من أجل ذلك منهج أهل السنة والجماعة أن لا يخوضوا في هذه المسائل وإنما يدعوها للعلماء، وإن لا يعملوا على تهييج العامة على ولاة أمور المسلمين.

فولي أمر المسلمين ما دام لم يظهر كفرا بواحا، فيجب طاعته في طاعة الله، في المنشط والمكره، فإذا قام أحد للتهييج، على أولياء أمور المسلمين، فهو من دعاة الفتنة، ومن رؤوس الضلال، وهو خارجي شاء أم أبى.

ولهذا السلطان ولي الأمر يدعى له، بدل أن يدعى عليه، وإن كان هناك نصيحة فينصح بين العالم وبينه، من كان عنده نصيحة لولي الأمر، فاليأخذ بيده والينصحه، فإن قبل منه وإلا فقد أدى الذي عليه.

وقد قالوا لأسامة بن زيد مالك: لا تنصح للأمير - وكان يومها عثمان رضي الله عنه وهو خير خلق الله يوم إذن - قال: أوكلما نصحته أخبرتكم، إني لا أريد أن أثور أمرا بين العامة، إني أنصحه فيما بيني وبينه.

أما إنتطاء المنابر للتهييج، والتثوير والدعوة إلى المظاهرات وإلى الإعتصامات، والتكفير بالجملة، فهذا منهج يبرأ منه الإسلام.

إذن أيها الإخوة أيها الأحبة ..

التكفير هو حكم الله، هو لله ولرسوله، وليس لكل أحد، وقد تهيب كبار الصحابة كبار العلماء، تهيبوا عن الخوض في التكفير أو التكلم في التكفير.

لأن هذا لأ ن يخطأ الإنسان في إثبات إسلام مسلم، أولى من أن يخطأ في إخراج مسلم من الإسلام.

واليوم يشهد العالم الإسلامي جماعات غالية متطرفة تنحى وتنهج نهج الخوارج في التكفير وفي الإقصاء وفي التضليل، وهذه الفرق والجماعات تدعي وصلا بليلى، تدعي أنها على الجادة، وتدعي أنها على الحق، والدعاوى إن لم يقيموا بينات أبناؤها أدعياء.

والنبي صلى الله عليه وسلم يبين لنا فيقول إنه من يعش منكم بعدي فسيرى إختلافا كثيرا.

ما هو المخرج؟

بين النبي صلى الله عليه وسلم، قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجد، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

وقال صلى الله عليه وسلم - محذرا مبينا صارفا الدواء بعد تشخيص الداء - : قال/ "إفترقت اليهود والنصارى على ثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: هم الذين على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي".

هذا هو المعيار، ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابة، في الإعتقاد في الإيمان في المنهج في السلوك في العلم في العمل.

ولهذا لا نجد أحدا من الصحابة، كان ينتحل رأي الخوارج أو رأي المعتزلة، أو التشيع أو غير ذلك من هذه الفرق الغالية المبتدعة الضالة المضلة، التي كلها تتجه نحو التكفير، عياذا بالله.

فالتكفير لم ينفرد به الخوارج فقط، فالرافضة يكفرون أهل السنة عن آخرهم، ويكفرون ساداتهم وعلى رأسهم أبي بكر وعمر، ويستحلون دماء أهل السنة، على الإسم والهوية عياذا بالله، وما يجري من محنة لأهل السنة في سوريا وفي العراق وفي اليمن وغيرها أكبر شاهد وأكبر دليل على على أن هؤلاء أهل البدع كلهميلتقون على عداوة أهل السنة وعلى تكفيرهم وعلى موالات أعدائهم فعلى مر التاريخ يوالون أعداء أهل السنة ويكونون عيوناً لهم وأعوانا لهم وحرابا في نحر أهل السنة.

ثم الإرهاب لا ينبغي أن يلصق بالإسلام فالإسلام بريء إن الإسلام يبرئ من هذه الأفعال من يوم ما خرجت الخوارج والإسلام يبرئ منها.

كيف والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: "الخوارج كلاب النار إذا مرضوا فلا تعودوهم وإذا ماتوا فلا تمشوا في جنائزهم".

و"لإن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد وثمود" كيف الرسول صلى الله عليه وسلم يقول عنهم: "إنهم شر الخلق والخليقة" "طوبى لمن قتلهم أو قتلوه".

فالإسلام من أول يوم ظهر التكفير وظهر الخوارج وظهر أهل البدع والفرق وهو يبرئ منهم.

ولا زال علماء الإسلام يحذرون من مناهج التكفيرالتي تؤدي إلى التدمير والتفجيروزعزعة أمن المجتمعات والخروج على الحاكم المسلم وإن جار وتشويه صورة العلماء والخروج عليهم والتقليل من شأنهم وإسقاطهم في أعين العامة بأنهم علماء حيض ونفاس وبأنهم عملاء وليسوا علماء وبأنهم أتباع بغلة السلطان من هذه الألقاب التي ما أنزل الله بها من سلطان، والتي يريدون منها صرف وجوه الناس إليهم وصد العامة عن العلماء الربانيين الذين بالحق قاموا وبه يعدلون.

العلماء الذين هم ورئة الأنبياء كما قال عليه الصلاة والسلام العلماء الذين إذا ذهبوا أو غابوا أصاب الدين ثلمة والناس تخبطوا وأصبحوا كالأنعام كما قال الحسن البصري رحمه الله لولا العلماء لكان الناس كالأنعام الأ إن العلما هم ورئة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر وقوله عليه الصلاة والسلام: "إن الله لا ينتزع العلم إنتزاعا من صدور العلماء ولكن ينتزع العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقي عالما إتخذ الناس رؤسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ".

* تصدر الجهلة .. سبب من أسباب التكفير.

* الطعن في العلماء الربانيين والعمل على إسقاطهم وتشويه صورتهم .. سبب من أسباب التكفير.
ا
* لخورج على ولي الأمر وتكفيره الخروج على السلطان المسلم وإن جار وإن ظلم إسمع وأطع وإن جلد ظهرك وإن أخذ مالك فإسمع وأطع هذا منهج الإسلاموهذا منهج سيد الأنام.

* التكفير أسبابه كثيرة الغلوا في الدين والخروج عن الإعتدال والوسطية قال الحسن البصري رحمه الله دينكم بين الغالي فيه والجافي عنه.

* حداثة السن سبب من أسباب التكفير، لأنه جاء في وصف الخوارج أنهم حدثاء الأسنان.

كيف بالصبيان إذا تصدروا ؟!
الصبي إذا تصدر: هل يصلح للفتيا ؟!
هل يصلح للنوازل ؟!
هل يصلح أن يتكلم في الدماء ؟!
هل يصلح أن يقرر مصير أمم وشعوب ؟!

كيف إذا زاحم العلماء ؟!
وأراد أن يصرف وجوه الناس إليه ؟! وكأنه يقول إسمعوا مني ؟! ولا تسمعوا من العالم الفلاني ؟! أو العالم الذي أفنى عمره في العلم ؟! وفي الدعوة وفي التربية ؟! فهؤلاء ما خاضوا تجربة ولا زاحموا العلماء بالركب ؟! فأنا لهم أن يتصدروا وأنا لهم أن يصدروا أحكاماً أحكاما عادله ؟! وأنا لهم أن يصدروا أحكاما صحيحه ؟!

* البدع وإنتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة من أسباب التكفير: لأنه قد يستدل الإنسان بحديث بحديث ضعيف أو موضوع على ما يذهب إليه وهو لا يميز الصحيح من السقيم.

* الواقع الذي تعيشه الأمة قد يصيب بعض الشباب بالإحباط وخصوصا في غياب التوجيه وفي غياب الإعلام الرشيد فيتجه هؤلاء الشباب نحو العنف.

فثلا: إرهاب الدولة الذي يمارسه اليهود ضد المسجد الأقصى وضد الشعب الفلسطيني هذا ممايجعل هناك جنوح إلى الغلوا والتطرف والإرهاب عند الشباب لكن هذا ليس مبررا هذا ليس مبررا لكن كما أن الدول تحارب الإرهاب عند الأفراد والجماعات ينبغي أن تحارب وتمنع إرهاب الدول وهناك دول تبيد الأخضر واليابس.قتلت مئات الآلاف من شعوبها هذا أن ينكر وينبغي على هذه الدول أن تقف في وجه ويكون عندها عدالة وإنصاف في محاربة التكفير والإرهاب والتفجير والتدمير.

فمن أجل ذلك كان ينبغي أن يتصدر العلماء وطلاب العلم والأمراء والحكام وكل ذي مسؤولية وكل صاحب مسؤلية أن يتصدى لهذا الفكر الخطير وما ينتج عنه من تدكير وما ينتج عنه من تفجير وما ينتج عنه من هلاك الحرث والنسل وحرق الأخضر واليابس وما ينتج عنه من فرقةوما بنتج عنه من زعزة أمن البلاد.

لولا الأمن الذي نتمتع به في هذا البلد الطيب المبارك.

هل نستطيع هذه الجلسة وهذا الإجتماع بلدنا هذا ولله الحمد ملاذ الخائفين بلدنا ملاذ الخائفين.

إذا كان هناك أناس يفخرون بأن عندهم ارصدة وذهب وبترول وكذا

فالحمد لله نحن نفخر بأننا بلد الأمن والأمان.

ويجب وقلت هذا مرارا: يجب أن نحافظ على أمن بلدنا وأمن بلدان المسلمين كما نحافظ على حبات عيوننا، وكما نحافظ على أبنائنا، وكما نحافظ على أقدس شيء
وكما نحافظ على أعراضنا وأقدس شيء في حياتنا.

لأنه إذا تزعزع أمن بلدنا فنصبح مثل البلدان الأخرى التي تفتقر إلى الأمن لا تستمع بطعام ولا بشراب ولا نوم ولا تستمع براحة.

هناك شعوب للأسف في العراء تلتحف السماء وتفترش الغبراء شردها العنف وشردها القتل والتفجير والتدمير فنحن أيها الإخوة في خير عظيم ولهذا من بقاء الأمن أن نشكر نعمة الأمن أن نشكر نعمة الأمن.

الأمن نعمة عظيمة سيدنا إبراهيم عليه السلام لما بدأ ببناء البيت دعا الله عز وجل وبدأ بالأمن: "رب إجعل هذا بلدا آمنا .. وإرزق أهله من الثمرات .. من آنت منهم بالله واليةم الآخر": فبدأ بالأمن لأن الإنسان إذا فقد الأمن فقد الرزق، وفقد كل شيء، ولنسمع قول الله: "أولو نمكن لهم حرما آمنا" وقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما تقدم: "من أصبح آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا".

فنعمة الأمن نعمة عظيمة تحتاج إلى شكر وبالشكر تدوم النعم.

قال الله تعالى: "لأن شكرتم لأزيدنكم .. ولإن كفرتم إن عذابي لشديد"

كذلك حتى نحافظ على نعمة الأمن ونحافظ على بقاء الأمن يجب طاعة ولي الأمر في طاعة الله:

وكل حاكم مسلم يشهد أن لا إله إلا الله ويشهد أن محمدا رسول الله ولم يظهر كفرا بواحا ينص عليه العلماء والعلماء هم الذي يقررون ذلك.

ولو ظهر كفرا بواحا وليس هناك قدرة على الخروج، فلا ينبغي ذلك لأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.

يا عائشة لولا أن قومك حديثوا عهد بجاهلية لهدمت الكعبة ولجعلتها على قواعد إبراهيم

فالنصح للحاكم:

"الدين النصيحة قيل لمن يار سول الله قال لله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم"

النصح للحاكم: النصح برفق ولين وليس بالتشهير وليس بالتهييح وبعض الناس وصلوا إلى مركزا في المجالس النيابية من خلال المنابر والشتم والطعن والعن وهذا ليس منهج إسلامي صحيح.

فطاعة ولي الأمر في طاعة الله ولي الأمر على قسمين العلماء والأمراء.

ولا تستقيم دنيا الناس إلا بطاعة هاذين.

طاعة العلماء يستقيم أمرهم الديني.
وطاعة الأمراء يستقيم أمرهم الدنيوي.

"وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" .

فمتى ما أطاع الناس العلماء والأمراء سلمت لهم دنياهم وآخراهم.

ومتى ما أفسدوا ما بينهم وبين العلماء والأمراء أفسد الله عليهم دينهم ودنياهم.

وهذا الواقع الذي تشهده اليوم أمتنا للأسف.

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "فعليكم بسنتي وسةن الخلفاء الراشدي المهديين من بعدي"

والإمام مالك يقول - رحمه الله -: "ولم يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها".

...

__________________

قال تعالى:"وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ " فصلت 34

مذكرا نفسي بما رواه الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" ( 1 / 7 ) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (67 / 113) عن أبي عمرو بن العلاء - شيخ القراء والعربية - : "مَا نَحْنُ فيمن مَضَى إلاّ كبَقْلٍ في أُصولِ نَخْلٍ طُوالٍ".
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-05-2015, 04:26 PM
فادي أبوسعده النابلسي فادي أبوسعده النابلسي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: الأردن
المشاركات: 61
افتراضي

بوركتم أيها المفضال..
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-06-2015, 12:43 PM
محمد عياد محمد عياد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: عمان - الأردن
المشاركات: 354
افتراضي الله يحييك .. ويبارك فيك ..



الله يحييك .. ويبارك فيك .. ويطعمك دجاجة وديك .. محشية بالفريك .. ليس لك فيها شريك .. (إبتسامة)

__________________

قال تعالى:"وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ " فصلت 34

مذكرا نفسي بما رواه الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" ( 1 / 7 ) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (67 / 113) عن أبي عمرو بن العلاء - شيخ القراء والعربية - : "مَا نَحْنُ فيمن مَضَى إلاّ كبَقْلٍ في أُصولِ نَخْلٍ طُوالٍ".
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-06-2015, 07:27 PM
مروان السلفي الجزائري مروان السلفي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الدولة: سيدي بلعباس -الجزائر -
المشاركات: 1,790
افتراضي

محاضرة شيخنا أبي أنس محمد موسى آل نصر

محاضرة علمية بعنوان: أثر التكفير والتفجير على أمن المجتمعات

أيها الأحبة تأتي هذه الأمسية المباركة الطيبة في وقت إشتدت الحاجة لها بسبب الظروف الراهنة التي تحياها بلاد المسلمين حيث تموج الفتن فيها موجا قتل تفجير تدمير تصدر لروبيضات جهلة يقررون مصائر أبرياء أشلاء دماء وكل ذلك يبرء منه الإسلام.

ولهذا كان عنوان هذه المحاضرة "أثر التكفير والتفجير على أمن المجتمعات" كل المجتمعات الإنسانية تنشد الأمن فالأمن مطلب رئيس مطلب لابد منه لبقاء الحضارات ولبقاء الأمم والشعوب فلا تقوم لأمة قائمة إذا تزعزع أمنها وإذا ضربها الخوف والجوع.

ولهذا مما إمتن الله عز وجل على العرب في الجاهلية أن قال لهم: "فاليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف".

وقال في مقام الإمتنان أيضا: "أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء".

والله عز وجل بين علاقة الأمن بالإيمان و‘نهما أمران متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر فقال جل من قائل: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أؤلئك لهم الأمن وهم مهتدون".

فبين ربنا جل في علاه أن توفر الإيمان في المجتمعات الإنسانية يأتي بالهداية ويأتي بالأمن.

وأن الأمن مهما إجتهدت الدول والشعوب والحكومات في تحصيله بعيدا عن الإيمان فإنها لن تجني شيئا كمن يركض خلف سراب.

ولهذا ربنا سنحانه وتعالى جعل سننا في هذا الكون فأبى الله عز وجل إلا أن يذل من عصاه والله عز وجل يأمرنا بطاعته وبتقواه.

ويبين ربنا سبحانه وتعالى في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم: أن المعاصي والذنوب سبب في هلاك الأمم والشعوب.

سبب في خوفها سبب في نقص الثمرات سبب في الهلع والروع سبب في التفرق والإختلاف فما عند الله لا ينال إلا بطاعته.

"الذين آمنوا ولم يلبسوا" أي لم يخلطوا "إيمانهم بظلم"، الصحابة رضي الله عنهم لما سمعوا هذه الآية من النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله: وأينا لم يلبس إمانه بظلم، فقال صلى الله عليه وسلم: إنه ليس كما تظنون ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح لإبنه: يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم.

فالمجتمع الذي يقارف الشرك ويخالف التوحيد ويخالف العقيدة يفقد الأمن كليا لأنه قد فقد الإيمان كليا والأمن والإيمان لفظ مشترك.

لهذا لفظة "أمن" همزة وميم ونون، فيه الجزء الأكبر من لفظ إيمان، بل قالوا ثلثي كلمة "إيمان" يدخل فيها الأمن.

ولهذا بعض الدول تحرص على تثبيت أمنها والحفاظ على أمنها بزيادة المراقبة وأجهزة الإنذار المبكر وتكثيف الشرطة والحراسة والعنف وملئ السجون بالمخالفين.

وبعض الدول تتجه إتجاه آخر نحو التسامح والديموقراطية والعفو عن المجرمين تحسب أن هذا يحفظ أمنها.

والحق أن الأمن إنما يحفظ بطاعة الله وبتحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى كما في هذه الآية التي بدئنا حديثنا حولها: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أؤلئك لهم الأمن".

هذا وعد من الله لهم الأمن ولهم الهداية، ومن آتاه الله الأمن والهداية فهو السعيد وهو الموفق وهو الذي يحيى بسعادة وهنائة.

وإذا أخذنا قول النبي صلى الله عليه وسلم - في الحديث الحسن، الذي حسنه شيخنا رحمه الله في الصحيحة وغيرها - :"من أصبح منكم آمنا في سربه - يعني في مسكنه -، معافى في بدنه، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها":

1. أمن إجتماعي:
2. أمن صحي:
3. أمن غذائي:

وهذه هي السعادة هذه مقومات السعادة

"من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا"

ومن أجل ذلك يها الإخوة جاء شرع ديننا ينهى أشد النهي وينكر أشد النكير على العابثين في الأمن المزعزعين لأمن البلاد والعباد على الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة على الذين لا يتحاشون فيسفكون الدم الحرام والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه".

وإذا كان من أشار إلى أخيه بحديده فهو ملعون.
ومن لعن مسلما كقتله.
ومن قال لمسلم ياكافر ولم يكن أهلا لها فإنها ترجع إليه.

فكيف بمن قتل مسلما مستحلا لدمه لأنه بدأ بتكفيره، والتكفير uياذا بالله يسبق التفجير، التفجير والتدمير ثمرة التكفير.

كيف لا وكلنا يعلم أن أول فرقة خرجت في الإسلام هي الخوارج، الذين كفروا المسلمين بالذنوب والمعاصي، وخرجوا على ولي أمر المسلمين، وكانوا سببا في قتل عثمان وعلي رضي الله عنهما، وأحدثوا في الإسلام فتنة عظيمة، وفرقة عظيمة.

ولهذا الخوارج جائت فيهم أحاديث كثيرة، في ذمهم والتحذير منهم، ولما نقول خوارج لأنهم أول فرقة ظهرت في الإسلام، تتبنى التكفير بالجملة، والتكفير بلا بينات.

والتكفير حكم شرعي، ليس لأحد من الخلق، إنما هو لله، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم:

لا يكون التكفير إلا:

1. بتوفر شروط.
2. وإنتفاء موانع.
3. وإن يتولى ذلك الراسخون في العلم - من الأئمة والعلماء الكبار -، فالمسائل الكبار تحتاج إلى علماء كبار.

أما أن يهجم على التكفير أغرار وحدثاء الأسنان، كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا وصف الخوارج في كل زمان وحين، "حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية".

وكما قال ابن عمر رضي الله عنهما قال: أتوا على آيات نزلت في الكفار، فأنزلوها على المسلمين، هؤلاء أول فرقة خرجت في الإسلام، ناظرهم الصحابه.

علي رضي الله عنه أرسل ابن عمه عبد الله بن عباس فناظرهم، وكانوا ثمانية آلاف، فرد جلهم إلى الإسلام، وبقي منهم جزء نحو ألفين قاتلهم علي رضي الله عنه، وإستأصل شأفتهم، فبدئهم بالمنظره، بعد ذلك بعد أن أقام عليهم الحجة، حاربهم بالسيف "وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد".

والتكفير والتكفيريون من المسائل الخطيرة، التي لا ينبغي السكوت عنها، ولا ينبغي التساهل فيها، لأن مرتقاها خطير، والخوض فيها شره مستطير.

من أجل ذلك منهج أهل السنة والجماعة أن لا يخوضوا في هذه المسائل وإنما يدعوها للعلماء، وإن لا يعملوا على تهييج العامة على ولاة أمور المسلمين.

فولي أمر المسلمين ما دام لم يظهر كفرا بواحا، فيجب طاعته في طاعة الله، في المنشط والمكره، فإذا قام أحد للتهييج، على أولياء أمور المسلمين، فهو من دعاة الفتنة، ومن رؤوس الضلال، وهو خارجي شاء أم أبى.

ولهذا السلطان ولي الأمر يدعى له، بدل أن يدعى عليه، وإن كان هناك نصيحة فينصح بين العالم وبينه، من كان عنده نصيحة لولي الأمر، فاليأخذ بيده والينصحه، فإن قبل منه وإلا فقد أدى الذي عليه.

وقد قالوا لأسامة بن زيد مالك: لا تنصح للأمير - وكان يومها عثمان رضي الله عنه وهو خير خلق الله يوم إذن - قال: أوكلما نصحته أخبرتكم، إني لا أريد أن أثور أمرا بين العامة، إني أنصحه فيما بيني وبينه.

أما إنتطاء المنابر للتهييج، والتثوير والدعوة إلى المظاهرات وإلى الإعتصامات، والتكفير بالجملة، فهذا منهج يبرأ منه الإسلام.

إذن أيها الإخوة أيها الأحبة ..

التكفير هو حكم الله، هو لله ولرسوله، وليس لكل أحد، وقد تهيب كبار الصحابة كبار العلماء، تهيبوا عن الخوض في التكفير أو التكلم في التكفير.

لأن هذا لأ ن يخطأ الإنسان في إثبات إسلام مسلم، أولى من أن يخطأ في إخراج مسلم من الإسلام.

واليوم يشهد العالم الإسلامي جماعات غالية متطرفة تنحى وتنهج نهج الخوارج في التكفير وفي الإقصاء وفي التضليل، وهذه الفرق والجماعات تدعي وصلا بليلى، تدعي أنها على الجادة، وتدعي أنها على الحق، والدعاوى إن لم يقيموا بينات أبناؤها أدعياء.

والنبي صلى الله عليه وسلم يبين لنا فيقول إنه من يعش منكم بعدي فسيرى إختلافا كثيرا.

ما هو المخرج؟

بين النبي صلى الله عليه وسلم، قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجد، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

وقال صلى الله عليه وسلم - محذرا مبينا صارفا الدواء بعد تشخيص الداء - : قال/ "إفترقت اليهود والنصارى على ثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: هم الذين على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي".

هذا هو المعيار، ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابة، في الإعتقاد في الإيمان في المنهج في السلوك في العلم في العمل.

ولهذا لا نجد أحدا من الصحابة، كان ينتحل رأي الخوارج أو رأي المعتزلة، أو التشيع أو غير ذلك من هذه الفرق الغالية المبتدعة الضالة المضلة، التي كلها تتجه نحو التكفير، عياذا بالله.

فالتكفير لم ينفرد به الخوارج فقط، فالرافضة يكفرون أهل السنة عن آخرهم، ويكفرون ساداتهم وعلى رأسهم أبي بكر وعمر، ويستحلون دماء أهل السنة، على الإسم والهوية عياذا بالله، وما يجري من محنة لأهل السنة في سوريا وفي العراق وفي اليمن وغيرها أكبر شاهد وأكبر دليل على على أن هؤلاء أهل البدع كلهميلتقون على عداوة أهل السنة وعلى تكفيرهم وعلى موالات أعدائهم فعلى مر التاريخ يوالون أعداء أهل السنة ويكونون عيوناً لهم وأعوانا لهم وحرابا في نحر أهل السنة.

ثم الإرهاب لا ينبغي أن يلصق بالإسلام فالإسلام بريء إن الإسلام يبرئ من هذه الأفعال من يوم ما خرجت الخوارج والإسلام يبرئ منها.

كيف والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: "الخوارج كلاب النار إذا مرضوا فلا تعودوهم وإذا ماتوا فلا تمشوا في جنائزهم".

و"لإن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد وثمود" كيف الرسول صلى الله عليه وسلم يقول عنهم: "إنهم شر الخلق والخليقة" "طوبى لمن قتلهم أو قتلوه".

فالإسلام من أول يوم ظهر التكفير وظهر الخوارج وظهر أهل البدع والفرق وهو يبرئ منهم.

ولا زال علماء الإسلام يحذرون من مناهج التكفيرالتي تؤدي إلى التدمير والتفجيروزعزعة أمن المجتمعات والخروج على الحاكم المسلم وإن جار وتشويه صورة العلماء والخروج عليهم والتقليل من شأنهم وإسقاطهم في أعين العامة بأنهم علماء حيض ونفاس وبأنهم عملاء وليسوا علماء وبأنهم أتباع بغلة السلطان من هذه الألقاب التي ما أنزل الله بها من سلطان، والتي يريدون منها صرف وجوه الناس إليهم وصد العامة عن العلماء الربانيين الذين بالحق قاموا وبه يعدلون.

العلماء الذين هم ورئة الأنبياء كما قال عليه الصلاة والسلام العلماء الذين إذا ذهبوا أو غابوا أصاب الدين ثلمة والناس تخبطوا وأصبحوا كالأنعام كما قال الحسن البصري رحمه الله لولا العلماء لكان الناس كالأنعام الأ إن العلما هم ورئة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر وقوله عليه الصلاة والسلام: "إن الله لا ينتزع العلم إنتزاعا من صدور العلماء ولكن ينتزع العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقي عالما إتخذ الناس رؤسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ".

* تصدر الجهلة .. سبب من أسباب التكفير.

* الطعن في العلماء الربانيين والعمل على إسقاطهم وتشويه صورتهم .. سبب من أسباب التكفير.
ا
* لخورج على ولي الأمر وتكفيره الخروج على السلطان المسلم وإن جار وإن ظلم إسمع وأطع وإن جلد ظهرك وإن أخذ مالك فإسمع وأطع هذا منهج الإسلاموهذا منهج سيد الأنام.

* التكفير أسبابه كثيرة الغلوا في الدين والخروج عن الإعتدال والوسطية قال الحسن البصري رحمه الله دينكم بين الغالي فيه والجافي عنه.

* حداثة السن سبب من أسباب التكفير، لأنه جاء في وصف الخوارج أنهم حدثاء الأسنان.

كيف بالصبيان إذا تصدروا ؟!
الصبي إذا تصدر: هل يصلح للفتيا ؟!
هل يصلح للنوازل ؟!
هل يصلح أن يتكلم في الدماء ؟!
هل يصلح أن يقرر مصير أمم وشعوب ؟!

كيف إذا زاحم العلماء ؟!
وأراد أن يصرف وجوه الناس إليه ؟! وكأنه يقول إسمعوا مني ؟! ولا تسمعوا من العالم الفلاني ؟! أو العالم الذي أفنى عمره في العلم ؟! وفي الدعوة وفي التربية ؟! فهؤلاء ما خاضوا تجربة ولا زاحموا العلماء بالركب ؟! فأنا لهم أن يتصدروا وأنا لهم أن يصدروا أحكاماً أحكاما عادله ؟! وأنا لهم أن يصدروا أحكاما صحيحه ؟!

* البدع وإنتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة من أسباب التكفير: لأنه قد يستدل الإنسان بحديث بحديث ضعيف أو موضوع على ما يذهب إليه وهو لا يميز الصحيح من السقيم.

* الواقع الذي تعيشه الأمة قد يصيب بعض الشباب بالإحباط وخصوصا في غياب التوجيه وفي غياب الإعلام الرشيد فيتجه هؤلاء الشباب نحو العنف.

فثلا: إرهاب الدولة الذي يمارسه اليهود ضد المسجد الأقصى وضد الشعب الفلسطيني هذا ممايجعل هناك جنوح إلى الغلوا والتطرف والإرهاب عند الشباب لكن هذا ليس مبررا هذا ليس مبررا لكن كما أن الدول تحارب الإرهاب عند الأفراد والجماعات ينبغي أن تحارب وتمنع إرهاب الدول وهناك دول تبيد الأخضر واليابس.قتلت مئات الآلاف من شعوبها هذا أن ينكر وينبغي على هذه الدول أن تقف في وجه ويكون عندها عدالة وإنصاف في محاربة التكفير والإرهاب والتفجير والتدمير.

فمن أجل ذلك كان ينبغي أن يتصدر العلماء وطلاب العلم والأمراء والحكام وكل ذي مسؤولية وكل صاحب مسؤلية أن يتصدى لهذا الفكر الخطير وما ينتج عنه من تدكير وما ينتج عنه من تفجير وما ينتج عنه من هلاك الحرث والنسل وحرق الأخضر واليابس وما ينتج عنه من فرقةوما بنتج عنه من زعزة أمن البلاد.

لولا الأمن الذي نتمتع به في هذا البلد الطيب المبارك.

هل نستطيع هذه الجلسة وهذا الإجتماع بلدنا هذا ولله الحمد ملاذ الخائفين بلدنا ملاذ الخائفين.

إذا كان هناك أناس يفخرون بأن عندهم ارصدة وذهب وبترول وكذا

فالحمد لله نحن نفخر بأننا بلد الأمن والأمان.

ويجب وقلت هذا مرارا: يجب أن نحافظ على أمن بلدنا وأمن بلدان المسلمين كما نحافظ على حبات عيوننا، وكما نحافظ على أبنائنا، وكما نحافظ على أقدس شيء
وكما نحافظ على أعراضنا وأقدس شيء في حياتنا.

لأنه إذا تزعزع أمن بلدنا فنصبح مثل البلدان الأخرى التي تفتقر إلى الأمن لا تستمع بطعام ولا بشراب ولا نوم ولا تستمع براحة.

هناك شعوب للأسف في العراء تلتحف السماء وتفترش الغبراء شردها العنف وشردها القتل والتفجير والتدمير فنحن أيها الإخوة في خير عظيم ولهذا من بقاء الأمن أن نشكر نعمة الأمن أن نشكر نعمة الأمن.

الأمن نعمة عظيمة سيدنا إبراهيم عليه السلام لما بدأ ببناء البيت دعا الله عز وجل وبدأ بالأمن: "رب إجعل هذا بلدا آمنا .. وإرزق أهله من الثمرات .. من آنت منهم بالله واليةم الآخر": فبدأ بالأمن لأن الإنسان إذا فقد الأمن فقد الرزق، وفقد كل شيء، ولنسمع قول الله: "أولو نمكن لهم حرما آمنا" وقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما تقدم: "من أصبح آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا".

فنعمة الأمن نعمة عظيمة تحتاج إلى شكر وبالشكر تدوم النعم.

قال الله تعالى: "لأن شكرتم لأزيدنكم .. ولإن كفرتم إن عذابي لشديد"

كذلك حتى نحافظ على نعمة الأمن ونحافظ على بقاء الأمن يجب طاعة ولي الأمر في طاعة الله:

وكل حاكم مسلم يشهد أن لا إله إلا الله ويشهد أن محمدا رسول الله ولم يظهر كفرا بواحا ينص عليه العلماء والعلماء هم الذي يقررون ذلك.

ولو ظهر كفرا بواحا وليس هناك قدرة على الخروج، فلا ينبغي ذلك لأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.

يا عائشة لولا أن قومك حديثوا عهد بجاهلية لهدمت الكعبة ولجعلتها على قواعد إبراهيم

فالنصح للحاكم:

"الدين النصيحة قيل لمن يار سول الله قال لله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم"

النصح للحاكم: النصح برفق ولين وليس بالتشهير وليس بالتهييح وبعض الناس وصلوا إلى مركزا في المجالس النيابية من خلال المنابر والشتم والطعن والعن وهذا ليس منهج إسلامي صحيح.

فطاعة ولي الأمر في طاعة الله ولي الأمر على قسمين العلماء والأمراء.

ولا تستقيم دنيا الناس إلا بطاعة هاذين.

طاعة العلماء يستقيم أمرهم الديني.
وطاعة الأمراء يستقيم أمرهم الدنيوي.

"وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" .

فمتى ما أطاع الناس العلماء والأمراء سلمت لهم دنياهم وآخراهم.

ومتى ما أفسدوا ما بينهم وبين العلماء والأمراء أفسد الله عليهم دينهم ودنياهم.

وهذا الواقع الذي تشهده اليوم أمتنا للأسف.

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "فعليكم بسنتي وسةن الخلفاء الراشدي المهديين من بعدي"

والإمام مالك يقول - رحمه الله -: "ولم يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها".


...
حفظك الله و رعاك أخي الكريم
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:44 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.