أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
9268 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الأئمة و الخطباء > خطب نصية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-29-2011, 11:27 AM
أحمد جمال أبوسيف أحمد جمال أبوسيف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,209
افتراضي الخشوع في الصلاة خطبة جمعة في مسجد إبراهيم الخليل عليه السلام 14/محرم/1433

الخشوع في الصلاة
مسجد إبراهيم الخليل
14/1/1433هـ
عباد الله : يقول الله جل وعلا :"وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر "
أخوة الإسلام هذه آية محكمة من آي الذكر الحكيم ومع ذلك يا عباد الله نرى من المسلمين من يصلي فيقع في الفواحش والمنكرات ويفعل المحرمات ويرتكب السيئات فلماذا يا عباد الله لم تنههم صلاتهم عن الفحشاء والمنكر ؟ لأن هذه الصلاة يا عباد الله فقدت لبها وفارقت روحها وأضاعت أساسها.
فأساس الصلاة ولبها وروحها هو الخشوع فإذا فقدت الصلاة الخشوع فقد فقدت تأثيرها على النفوس .
عباد الله : لقد مدح الله المؤمنين في كتابه وأثنى عليهم وذكر أسباب فلاحهم وفوزهم وسعادتهم فكان أول ما ذكر من ذلك قوله جل ذكره :" قد افلح المؤمنون ، الذين في صلاتهم خاشعون "
ولقد وصف الله جل ثناؤه رسله الكرام فقال :"إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين " ومدح أهل العلم فقال :"إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان سجدا يبكون ويزيدهم خشوعا"
واصل الخشوع يا عباد الله هو لين القلب ورقته وسكونه وانكساره وحرقته فإذا خشع القلب يتبعه خشوع جميع الجوارح لأنها تابعة له وهو معنى يلتئم من التعظيم والمحبة والذل والانكسار والاستسلام وهو قيام القلب بين يدي الرب جل جلاله وتقدست أسماؤه ، وارتبط الخشوع يا عباد الله بالصلاة فلا يذكر إلا وتذكر الصلاة معه لان أعمالها تتضمن الذكر والدعاء وقراءة القرآن والركوع والسجود وهي مواطن الخشوع والتذلل والخشية والإخبات .
عباد الله : إن الصلاة في الإسلام هي الركن الثاني بعد الشهادتين هي علامة الإيمان والفارق بين أهل الإسلام وأهل الكفران هي قرة العين ومستراح العابدين كل ذلك لمن خشع فيها
بالصلاة يا عباد الله يتصل العبد بربه فتزكو نفسه وينير قلبه ويستشعر عظمة من يعبد
في الصلاة الخاشعة ينقطع العبد عن الدنيا يتجه ببدنه إلى الكعبة المشرفة ويتجه بقلبه وكليته إلى ربه داعيا وراغبا وخاضعا و منيبا
في الصلاة الخاشعة يتذكر العبد ربه وعظمته يقف بين يدي ربه ليس بينه وبين ربه واسطة يشعر بالقرب منه ويستشعر عظمة الله شرفه ربه فأذن له بالتقرب منه بالصلاة.
في الصلاة الخاشعة أيها المؤمنون يشعر العبد بالأمان والطمأنينة والراحة والسكينة لأنه بين يدي الله العظيم القادر القاهر
في الصلاة الخاشعة تقف يا عبد الله بين يدي خالقك ومولاك واضعا يمينك على يسارك على صدرك علامة للذل بين يدي عزيز كما يقول الإمام أحمد رحمه الله مستشعرا فقرك بين يدي الكريم مستشعرا ذلك بين يدي العزيز مستشعرا ضعفك بين يدي القوي ثم تقرأ القرآن متدبرا متأملا متفكرا تقرأ كلام ربك تناجيه بكلامه تخاطبه بكلامه فيا له من شرف يا عباد الله ثم تركع خاشعا خاضعا متذللا موقف ذلة للعزيز الجبار ثم تسجد متذللا لله تضع أشرف أعضائك وجهك وجبهتك على الأرض ذلا لله وخضوعا له واستسلاما لأمره وأنت في هذه الحالة من الذلة راكعا وساجدا ماذا تقول ؟ تقول سبحان ربي العظيم ، سبحان ربي الأعلى كأنك يا أيها العبد تقول : يا رب وصفي الذلة ووصفك العظمة يا رب حالي الخشوع والخضوع والذلة وحالك العلو والقهر والعزة .
يا عباد الله كل هذه المعاني لا يستشعرها إلا من خشع بالصلاة إلا من سكن قلبه فخضعت جوارحه فهذه المعاني جميعها محلها القلب فلنحرص على قلوبنا ولننقها ولنعلمها الخشوع وصلى الله وسلم وبارك على نبينا الكريم الذي كان من دعائه لربه " اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها "
يا عباد الله : إن المتأمل في أسرار الصلاة ليسهل عليه التلذذ بها والخشوع فيها وأن يذوق حلاوة عبادته ولذة طاعته مما سيجعله مقبلا عليها مرتاحا فيها ستكون الصلاة قرة عينه ومستراح قلبه لأنه ذاق حلاوتها لما خشع فيها.
الخاشع يا عباد الله مقبل على الله باك من خشيته معظم لشعائر الله ينتظر الصلاة بعد الصلاة ينتهي من صلاته ليفكر بالأخرى انتهى من مناجاة وقلبه معلق بالوقت الآخر ليقبل على ربه ويناجيه ويخاطبه ويستمد منه الأمن والراحة والطمانينه والسكينة فهل من هذه حالة سيحرص على ارتكاب الآثام والفواحش والمنكرات ؟ لا والله بل سيكون أبعد الناس عنها ، نسال الله عز وجل أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته






الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد يا عباد الله
مدح الله المؤمنين فقال :" قد افلح المؤمنون ، الذين هم في صلاتهم خاشعون " ويقول عليه الصلاة والسلام :" ما من امريء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوئها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله "
مع هذه المنزلة العظيمة للخشوع يا عباد الله لا بد لنا أن نعرف أسباب الخشوع وكيف نتحصل عليه .
عباد الله : إن وسائل الخشوع بشكل إجمالي تندرج تحت أصلين عظيمين الأول : جلب ما يوجب الخشوع ويقويه والثاني : دفع ما يزيل الخشوع ويضعفه فينبغي على العبد أن يحرص على استجلاب الخشوع وتقويته وأن يحذر من كل ما يكون سببا لضعف الخشوع أو زواله .
ومما ينبغي التذكير به من أسباب ووسائل الخشوع أشياء
أولا : الاستعداد للصلاة ويكون ذلك بالوضوء وإسباغه والترديد مع المؤذن والدعاء بين الأذان والإقامة واستعمال السواك مع التزين للصلاة باللباس الحسن النظيف واستحضار عظمة من تصلي له وأهم ذلك الصلاة مع الجماعة في المسجد .
ثانيا : أن تعلم أنك تناجي ربك وأنك في لقاء معه سبحانه فإنه ( إذا كان أحدكم في الصلاة فإنه يناجي ربه ) كما يقول عليه الصلاة والسلام ومناجاة العبد لربه جل جلاله أرفع درجات العبودية ، وأنت لما تقبل على صلاتك إنما تقبل على ربك ( فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت )
ثالثا : تذكر الموت في الصلاة يقول النبي صلى الله عليه وسلم :" اذكر الموت في صلاتك فان الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحري أن يحسن صلاته" وأوصى أبا أيوب فقال :" إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع "
رابعا : أن تصلي إلى سترة وأن تدنو منها وأن تنظر في صلاتك إلى موضع سجودك وكان النبي عليه الصلاة والسلام إذا صلى رمى ببصره نحو الأرض وأن تبتعد عن كل ما يلهي عن الصلاة من صورة وتماثيل أو تلفاز فلا يكون في قبلة المصلي شيء من ذلك .
خامسا : تفريغ القلب عن مشاغله وهمومه الدنيوية وربط القلب بالله عز وجل فاذا صليت فاجعل شغلك في صلاتك انقطع عن الدنيا وأقبل على الآخرة انقطع عن العباد وأقبل على ربك جل جلاله .
سادسا : ألا تصلي وعندك ما يشغلك كالصلاة بحضرة الطعام أو مع مدافعة الأخبثين البول والغائط وما كان في معنى ذلك .
سابعا : نوع في القراءة وفي الأذكار فإنه أدعى لاستجلاب الخشوع .
ثامنا : مدافعة وساوس الشيطان والاستعاذة بالله منه .
تاسعا : الإكثار من النافلة والرواتب واختر لصلاة النافلة المكان المناسب في البيت البعيد عن الضجيج والملهيات والصوارف والشواغل وصل السنن القبلية ليتهيأ قلبك لصلاة الفريضة .
هذه بعض الوسائل المعينة على الخشوع نسأل الله جل وعلا أن نكون ممن يستمع القول فيتبع أحسنه .


أحمد جمال أبوسيف 14/محرم 1433هـ .

__________________
{من خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع}
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:19 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.