التشويق إلى ذكر الله - خطبة جمعة مسجد الشهيد ، عمان - نفع الله بها

[أحمد جمال أبوسيف]

التشويق إلى ذكر الله-- خطبة جمعة-- مسجد الشهيد
22-4-2011
بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمدَ للهِ نحمَدُه، ونَستَعينُه، ونَستَغفِرُه، ونَعوذُ بِالله مِن شُرورِ أنفُسِنا، ومِن سيِّئاتِ أعمالِنا، مَن يَهدِهِ اللهُ فَلا مُضلَّ له، ومَن يُضلِلْ فَلا هادِي لهُ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحدهُ لا شَريكَ لهُ وَأشهدُ أنَّ مُحمَّدًا عبدُه ورسولُه.
(يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون).

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).

(يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَولاً سَديدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزًا عَظيمًا).

أما بعدُ:
فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمَّد -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، وشرَّ الأُمورِ مُحدَثاتُها، وكُلَّ مُحدَثَةٍ بِدعةٌ، وكُلَّ بِدعةٍ ضَلالةٌ، وكلَّ ضَلالةٍ في النَّار أما بعد:


لقد حث ديننا الحنيف على أن يتصل العبد بربه ومولاه سبحانه وتعالى ليحمي قلبه وتزكو وتطهر روحه ويستمد من ربه سبحانه وتعالى العون والتوفيق وأعظم ما اتصل العبد بربه سبحانه وتعالى هو ذكره جل وعلا ، قال سبحانه: { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا ، وسبحوه بكرة وأصيلا } ويقول سبحانه :{ والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد لهم مغفرة وأجرا عظيما } ويقول الله تعالى : { ولذكر الله أكبر } .

عباد الله : ذكر الله سبحانه وتعالى شفاء للصدور وطمأنينة للقلوب { ألا بذكر الله تطمئن القلوب } بذكر الله ترتاح القلوب
وتنزاح المتاعب والكروب
وتنزل رحمة الغفار غيثا
به تمحى المعاصي والذنوب .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( الذكر للقلب كالماء للسمك ، فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء ؟ )
عباد الله : ذكر الله تعالى من أيسر الأعمال وأعظمها أجرا ، روى أبو الدرداء عن الحبيب المصطفى أنه قال : ( ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والورِق ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم يضربوا أعناقكم ؟ قالوا بلى قال : ذكر الله ) فيا من عجز عن عموم الطاعات فلا تعجز عن ذكر الله سبحانه وتعالى ، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عجز عن الليل أن يكابده ، وبخل بالمال أن ينفقه ، وجبن عن العدو أن يجاهده ن فليكثر من ذكر الله ) .

عباد الله : ذِكر الله منجاة من وسواس الشيطان إخوة الإسلام : إن الله أمر يحيى بن زكريا أن يأمر قومه بخمس كلمات منها : وآمركم أن تذكروا الله كثيرا وقال فإنه أحصن ما يكون العبد من الشيطان إذا ذكر الله .

قال الإمام ابن القيم : فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة لكان حقيقا بالعبد أن لا يفتر لسانه من ذكر الله تعالى ، وأن لا يزال لهجا بذكره .

عباد الله : الذاكرون ربهم أحياء والغافلون عن ذكره أموات ولكن لا يشعرون ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت )
عباد الله : الذاكرون ربهم هم السابقون إلى جنات النعيم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سبق المفردون ، قال وما المفردون يا رسول الله ؟ قال : الذاكرون الله كثيرا والذاكرات ) يقول أبو الدرداء رضي الله عنه : ( من داوم على ذكر الله دخل الجنة وهو يضحك )
عباد الله : أفضل الناس يوم القيامة هم أهل الذكر ، كما قال عليه الصلاة والسلام : ( أفضل العباد يوم القيامة الحمّادون ) أهل الذكر من أقرب الناس مجلسا من الله في دار الجزاء عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين ، رجال ليسوا بالأنبياء ولا شهداء يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين ، يغبطهم الأنبياء والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله عز وجل ، من هم يا عباد الله ؟ هم الذاكرون الله كثيرا والذاكرات .

عباد الله : مجالس الذكر سبب لنزول السكينة وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة بالذاكرين . قال عليه الصلاة والسلام : (لا يقعد قوم في مجلس يذكرون الله فيه إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده ) بالمقابل عباد الله من جلس مجلسا لم يذكر الله فيه كان ذلك المجلس حسرة عليه يوم القيامة . قال عليه الصلاة والسلام : ( ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة جمار ، وكان عليهم حسرة يوم القيامة ) .

عباد الله : ذكر الله تعالى من العبد في الأرض ذكر له في السماء ، كما قال سبحانه وتعالى: { فاذكروني أذكركم } وكما قال سبحانه : { أنا مع عبدي إذا ذكرني ، فإذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملأه } .

عباد الله : ذكر الله سبحانه وتعالى أمانٌ من النفاق ، فقد أخبر الله في كتابه عن وصف المنافقين أنهم { ولا يذكرون الله إلا قليلا } وقال كعب : ( من أكثر ذكر الله برئ من النفاق ) .

عباد الله : الذاكرون الله كثيرا لا يرد دعائهم ، قال صلى الله عليه وسلم ( ثلاثة لا يرد دعائهم : الذاكرون الله كثيرا ودعوة المظلوم والإمام المقسط ) .

عباد الله : ذكر الله تعالى هو دأب نبيكم ووصية الأنبياء من قبله ، فلقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحواله ، وكان يحب الذكر وأهله ، فها هو عليه الصلاة والسلام يقول : ( لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ) وإبراهيم عليه السلام يقول لنبينا صلى الله عليه وسلم : ( يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ) .

عباد الله :
فكن ذاكرا لله على كل حال
فليس لذكر الله وقت مقيد
فذكر إله العرش سرا ومعلنا
يزيل الشقاء والهمّ عنك يطرد
ولو لم يكن في ذكره غير أنه
طريق إلى حب الإله المرشد
وينهى الفتى عن غيبة ونميمة
وعن كل قول للديانة مفسد
لكان لنا حظ عظيم ورغبة
بكثرة ذكر الله نعم الموحد

الخطبة الثانية :
الحمد لله على إنعامه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله العظيم تعظيما لشأنه والصلاة والسلام على محمد الداعي إلى رضوانه وبعد :
عباد الله : يقول الله جل وعلا : { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين } عباد الله دعونا نتدبر فذ هذه الآية الكريمة من سورة الأعراف والتي اشتملت على الأمر بالذكر والتحذير من الغفلة عنه ، ولقد استنبط أهل العلم من هذه الآية بعض آداب الذكر فمن هذه الآداب : أن يكون الذكر في نفسك لأن إخفاء الذكر أكمل في الإخلاص وأقرب إلى إجابة الدعاء وأبعد عن الرياء ، ومن الآداب أيضا : أن يكون ذكرك الله جل وعلا على سبيل التضرع له سبحانه والتذلل بين يديه وانكسار القلب له سبحانه وتعالى ولعظمته وربوبيته ، وأن يكون ذكرك لله تعالى مع الخوف ، الخوف أن تآخذ على التقصير في العمل ن الخوف من أن يرد ولا يقبل دعائك وعملك ، كما قال تعالى : { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ، أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون } ومن آداب الذكر الواردة في هذه الآية : أن يكون الذكر دون الجهر من القول لأنه أقرب إلى التفكر ، فلا يكون دعائك وذكرك نداءً وجهرا بليغا .

ومن الآداب : أن يكون الذكر باللسان والقلب لا بالقلب وحده يقول الإمام ابن القيم رحمه الله : وأفضل الذكر وأنفعه ما واطىء القلب اللسان ، وكان من الأذكار النبوية وشهد الذاكر معانيه ومقاصده .

ومن الآداب : أن يكون هذا الذكر في طرفي النهار بالغدو والآصال بكرة وعشيا ، وقد ورد أن عمل العبد يرفع ويصعد في أول النهار وآخره ، فيذكر الله في هذين الوقتين فيكون ذكر الله افتتاح عمله ويكون كذلك اختتام عمله .
وآخر هذه الآداب : النهي عن الغفلة عن ذكره { ولا تكن من الغافلين } .
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا عل ذكره وشكره وحسن عبادته .

[عماد عبد القادر]

بارك الله فيك
وقرت عينك بأولادك ..

[أحمد جمال أبوسيف]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد عبد القادر

بارك الله فيك
وقرت عينك بأولادك ..

وفيك بارك ربي أخي الحبيب والكبير عماد

[فتح الرحمن احمد]

عباد الله : ذِكر الله منجاة من وسواس الشيطان إخوة الإسلام : إن الله أمر يحيى بن زكريا أن يأمر قومه بخمس كلمات منها : وآمركم أن تذكروا الله كثيرا وقال فإنه أحصن ما يكون العبد من الشيطان إذا ذكر الله .

قال الإمام ابن القيم : فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة لكان حقيقا بالعبد أن لا يفتر لسانه من ذكر الله تعالى ، وأن لا يزال لهجا بذكره

بارك الله فيك اخي احمد جمال ونفع الله بكم

[أحمد جمال أبوسيف]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الرحمن احمد

بارك الله فيك اخي احمد جمال ونفع الله بكم

وفيكم بارك ربي وحفظكم الله
جزاك الله خيرا على المرور

[أحمد جمال أبوسيف]

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من لا يشكر الناس لا يشكر الله)
الشكر موصول للأخ الكريم عبد الرحمن الفاهوم فهو من قام بطباعة الخطبة على الورد

[عبدالله الشريده]

جزاكم الله خيرا