أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
96169 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-17-2011, 10:44 PM
أبو العباس أبو العباس غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 790
افتراضي نقض تشبث أهل الأهواء بحديث توجه الأعمى بالنبي –صلى الله عليه وسلم- إلى الله.

نقض تشبث أهل الأهواء بحديث توجه الأعمى بالنبي –صلى الله عليه وسلم- إلى الله
.

الدعاء عبادة عظيمة من أعظم العبادات في الإسلام , لا بل هو العبادة , كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم- : [الدعاء هو العبادة] , وهذه العبادة العظيمة ؛ قد بين الشرع الحنيف أركانها وسننها وآدابها , وقد امتثلها الأنبياء وأتباعهم منذ أن أسكن آدم الأرض ؛ فالعباد كلهم يدعون ربهم , وقد أخبر الله تعالى في القران الكريم , ونبيه في السنة المطهرة عن أمثلة عدة من الأدعية المأثورة عن الأنبياء والصالحين , ولم يكن في شيء ثابت منها سؤال الله تعالى بأحد من خلقه , وكل ما ورد في ذلك ضعيف , وما صحّ منها –على قلته- لا يدل على مطلوبهم , ومن أقوى وأظهر ما استدل به المجوزون لسؤال الله بذوات المخلوقين , حديث عثمان بن حنيف –رضي الله عنه- , ومناقشته هي موضوع مقالنا هذا ؛ فنقول , وبالله التوفيق :

حديث الأعمى :
وروى أهل السنن وغيرهم عن عثمان بن حنيف أنه قال : [أن رجلا ضريرا أتى النبي  فقال ادع الله أن يعافني ؛ فقال : إن شئتَ أخرتُ ذلك وهو خير , وإن شئت دعوتُ , قال فادعه , قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه , ويصلي ركعتين , ويدعو بهذا الدعاء ؛ فيقول : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة , يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه ؛ فتقضى لي , اللهم شفعه فيَّ , وشفعني فيه] .
والحديث قد صححه جمهرة كبيرة من أهل العلم , بما يغني عن تخريجه .
لكن استشكل معناه على البعض , ووجه الاستشكال في الحديث : المراد بالتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالنبي –صلى الله عليه وسلم- , فهو –مجردا عن السياق- مجمل مشكل محتمل لأكثر من معنى , كما قال الشيخ العلامة محمود شكري الآلوسي في كتابه غاية الأماني (2\407) : "لفظ التوسل بالشخص والتوجه به والسؤال به فيه إجمال واشتراك غلط بسببه من لم يفهم مقصود الصحابة ، يراد به : التسبب به لكونه داعياً وشافعاً مثلاً ؟!
أو لكون الداعي محباً له مطيعاً لأمره مقتدياً به، فيكون التسبب إما بمحبة السائل له واتباعه له وإما بدعاء الوسيلة وشفاعته .
ويراد به : الإقسام به والتوسل بذاته ؛ فلا يكون التوسل لا بشيء منه , ولا بشيء من السائل بل بذاته أو بمجرد الإقسام به على الله" .

تحقيق معنى الحديث :
قال المُناوي في فيض القدير (2\134) مبينا معنى الحديث : " [اللهم إني أسألك] : أطلب منك .
[وأتوجه إليك بنبيك محمد]صرح باسمه مع ورود النهي عنه تواضعا لكون التعليم من جهته .
[نبي الرحمة] أي المبعوث رحمة للعالمين .
[يا محمد إني توجهت بك] أي استشفعت بك [إلى ربي] .
قال الطيبي : الباء في [بك] للاستعانة , وقوله [إني توجهت بك] بعد قولك [أتوجه إليك] فيه معنى قوله تعالى {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} .
[في حاجتي هذه لتقضى لي] أي : ليقضيها ربي لي بشفاعته .
سأل الله أولا أن يأذن لنبيه أن يشفع له , ثم أقبل على النبي ملتمسا شفاعته له , ثم كر مقبلا على ربه أن يقبل شفاعته .
والباء في [بنبيك] للتعدية وفي [بك] للاستعانة .
وقوله [اللهم فشفعه فيَّ] أي اقبل شفاعته في حقي .
و[لتقضى] عطف على [أتوجه إليك بنبيك] أي : اجعله شفيعا لي ؛ فشفِّعهُ" .
فمدار الحديث على طلب الأعمى من النبي –صلى الله عليه وسلم- أن يشفع له عند ربه ؛ والطلب من الله أن يقبل شفاعة نبيه –صلى الله عليه وسلم- فيه .
فموضوع الحديث : طلب الأعمى من النبي –صلى الله عليه وسلم- الشافعة له عند الله تعالى .

بمَ تتحصل الشفاعة ؟
إن الشفاعة تتحصل بدعاء الشافع وسؤاله نيابة عن الشفيع ؛ لا بمجرد ذات الشافع , ويؤكده التالي:

أولا : أن الشفاعة –لغة- هي الطلب للغير , والشافع هو المعين الطالب لغيره , والشفيع هو الطالب من غيره –المشفوع عنده- أن يشفع له , كما قال الفراهيدي في كتاب العين (1\261) : "الشَّافعُ : الطالب لغيره : وتقول استشفعت بفلان فتشفع لي إليه فشَفَّعَهُ فيّ , والاسم : الشفاعة
واسم الطالب : الشّفيع ... .
والشافع : المعين".
وقال ابن منظور في لسان العرب (مادة شفع) : "والشفاعة كلام الشفيع للمَلِكِ في حاجة يسألها لغيره , وشفع إليه في معنى طلب إليه , والشافع الطالب لغيره يتشفع به إلى المطلوب ؛ يقال : تشفعت بفلان إلى فلان فشفعني فيه , واسم الطالب : شفيع".
فليس من معاني الشفاعة –لغة- : سؤال الشفيع للمشفوع عنده بذات الشافع ؛ فهذا خارج عن معنى الشفاعة بالكلية .

ثانيا : إن الشفاعة –شرعا- جارية على مقتضى المعنى اللغوي , وهو طلب الشفيع -وهم سائر الخلائق- من الشافع -وهم الأنبياء- أن يشفعوا لهم عند المشفوع عنده -وهو الله سبحانه وتعالى , وليست سؤال الله تعالى بذوات الشافعين ؛ كما دل عليه حديث الشفاعة المروي في الصحيحين من حديث أنس بن مالك قال : [يجمع الله الناس يوم القيامة ؛ فيقولون لو استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مكاننا ؛ فيأتون آدم ؛ فيقولون : أنت الذي خلقك الله بيده , ونفخ فيك من روحه , وأمر الملائكة فسجدوا لك ؛ فاشفع لنا عند ربنا ؛ فيقول : لست هناكم , ويذكر خطيئته , ويقول : ائتوا نوحا أول رسول بعثه الله ؛ فيأتونه ؛ فيقول : لست هناكم , ويذكر خطيئته , ائتوا إبراهيم الذي اتخذه الله خليلا ؛ فيأتونه ؛ فيقول لست هناكم , ويذكر خطيئته , ائتوا موسى الذي كلمه الله ؛ فيأتونه ؛ فيقول : لست هناكم ؛ فيذكر خطيئته ائتوا عيسى ؛ فيأتونه ؛ فيقول : لست هناكم , ائتوا محمدا -صلى الله عليه وسلم- ؛ فقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ؛ فيأتوني ؛ فأستأذن على ربي ؛ فإذا رأيته وقعت ساجدا ؛ فيَدَعْني ما شاء الله , ثم يقال لي : ارفع رأسك ؛ سل تعطه , وقل يسمع , واشفع تشفع ؛ فأرفع رأسي ؛ فأحمد ربي بتحميد يُعَلِّمُني ثم أشفع ؛ فيحد لي حدا ؛ ثم أخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ؛ ثم أعود فأقع ساجدا مثله في الثالثة أو الرابعة , حتى ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن] .
ومنه –أيضا- ما رواه مسلم من حديث عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : [ما من ميت تصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه] .
ومعنى يشفعون له : أي يدعون له , فيجيب الله دعاءهم له , وتتحقق شفاعتهم فيه .

ثالثا : إن حديث الأعمى جاء متماشيا تماما مع المعنيين اللغوي والشرعي للشفاعة , وبيانه من وجوه :

1- إن مقصود الأعمى من مجيئه للنبي –صلى الله عليه وسلم- : أن يدعو له النبي –صلى الله عليه وسلم- ربه أن يعافيه , كما في قوله : [ادع الله أن يعافني] ؛ وهذا هو حقيقة معنى الاستشفاع , وهو طلب الشفاعة ؛ فالأعمى طلب من النبي –صلى الله عليه وسلم- أن يشفع له عند الله تعالى في أن يشافيه .

2- إن النبي –صلى الله عليه وسلم- لم يرد للأعمى طلبه في أن يدعو له , ولكنه خيره بين أمرين : الصبر على الأذى فيكون خيرا له , أو أن يجيبه إلى طلبه في أن يشفع له عند ربه ؛ وهذا ما كان يفعله –صلى الله عليه وسلم- مع كل من جاءه يطلب منه أن يدعو ربه أن يفرج عنه , كما روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عطاء بن رباح قال : قال لي ابن عباس : [ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت : بلى , قال : هذه المرأة السوداء أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- ؛ فقالت : إني أصرع وإني أتكشف ؛ فادع الله لي , قال : إن شئت صبرت ولك الجنة , وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ؛ فقالت : أصبر ؛ فقالت : إني أتكشف ؛ فادع الله لي أن لا أتكشف ؛ فدعا لها] .
وكذلك ما صحّ من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن امرأة أصابتها الحمى قالت للنبي –صلى الله عليه وسلم- : [والذي بعثك بالحق إني لمن الأنصار ، وإن أبي لمن الأنصار ، فادع الله لي كما دعوت للأنصار ، قال : ما شئت ، إن شئت دعوت الله أن يعافيك ، وإن شئت صبرت ولك الجنة ، قالت : بل أصبر ، ولا أجعل الجنة خطرا] .
فبعضهم كان يؤثر الصبر على أن يدعو له النبي –صلى الله عليه وسلم- , وبعضهم كان يؤثر أن يدعو له النبي –صلى الله عليه وسلم- ؛ كالأعمى الذي اختار أن يجيبه النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى مطلوبه وهو أن (يدعو له) , ولهذا (قال : فادعه) .

3- إن معنى قول الأعمى [وشفعني فيه] : أي : اقبل شفاعتي في نبيك –صلى الله عليه وسلم- , وهذه الشفاعة كانت : دعاء الأعمى الله تعالى بأن يقبل شفاعة النبي –صلى الله عليه وسلم- فيه , كما في قوله : [يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه ؛ فتقضى لي] .
فشفاعة الأعمى في النبي –صلى الله عليه وسلم- كانت في أن يدعو الله تعالى أن يقبل سبحانه النبي –صلى الله عليه وسلم- شافعا له .
ولا يفهمن مسلم : أن شفاعة الأعمى في النبي –صلى الله عليه وسلم- كانت بسؤال النبي –صلى الله عليه وسلم- الله ربه بذات الأعمى !!!

4- إن الأعمى جاء طالبا الدعاء من النبي –صلى الله عليه وسلم- , وأن النبي –صلى الله عليه وسلم- خيره بين أن يصبر , وبين أن يدعو له ؛ فاختار الأعمى أن يدعو الرسول –صلى الله عليه وسلم- له ؛ فمدار الحديث كله على (طلب الدعاء من النبي –صلى الله عليه وسلم-) وهذا هو معنى (الاستشفاع بالنبي –صلى الله عليه وسلم-) ؛ ولهذا لما أصرّ الأعمى على طلبه أن يدعو له النبي –صلى الله عليه وسلم- ؛ علمه أن يدعو قائلا : [اللهم شفعه فيَّ] أي : اقبل دعاءه فيّ ؛ لأن الشفاعة معناها : الطلب للغير , ولا يكون إلا بالدعاء والسؤال الذي هو مطلوب الأعمى.

بطلان حمل الحديث على معنى التوسل بالذات :
إن حمل بعض (أهل العلم) لمعنى الحديث على التوسل بذات النبي –صلى الله عليه وسلم- لا بطلب الدعاء منه , مردود بأوجه عدة , منها :

أولا : إن موضوع الحديث هو الاستشفاع بالنبي –صلى الله عليه وسلم- , وطلب الدعاء منه ؛ ولهذا جاء التأكيد في نهاية الدعاء بقوله [اللهم فشفّعه فيَّ] ؛ ولو كان المراد هو التوسل بالذات لم يكن لذلك التعقيب معنى، إذ التوسل بقوله [بنبيك] كافٍ في إفادة هذا المعنى , ولهذا قال العلامة الآلوسي في كتابه (غاية الأماني في الرد على النبهاني) , (1\376) في بيان معنى الحديث : " قوله: [اللهم إني أسألك] أي: أطلب منك.
[وأتوجه إليك بنبيك محمد] صرح باسمه، مع ورود النهي عن ذلك، تواضعاً منه -صلى الله عليه وسلم- لكون التعليم من قبله .
وفي ذلك قَصْرُ السؤال الذي هو أصل الدعاء على الله الملك المتعال، ولكنه توسّل بالنبي ؛ أي : (بدعائه) ولذا قال في آخره: [اللهم فشفّعه فيَّ] إذ شفاعته لا تكون إلا بالدعاء لربه قطعاً .
ولو كان المراد التوسل بذاته فقط لم يكن لذلك التعقيب معنى، إذ التوسل بقوله [بنبيك] كافٍ في إفادة هذا المعنى".

ثانيا : لو كان مقصود الأعمى هو التوسل بذات النبي –صلى الله عليه وسلم- , لما كان ثمة حاجة إلى أن يذهب الأعمى إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- , بل كان يكفيه أن يتوسل بذاته –صلى الله عليه وسلم- وهو في مكانه .

ثالثا : إن الزعم أن النبي –صلى الله عليه وسلم- علّم الأعمى أن يتوسل بذاته ؛ فهذا معناه أنه –صلى الله عليه وسلم- لم يجب الأعمى إلى طلبه بان يدعو له , مع أنه كان قد خيره بين أن يصبر , وبين أن يدعو له , فاختار الأعمى الدعاء , ولم يخيره بين أن يصبر وبين أن يتوسل بذاته.

رابعا : إن لفظ التوجه إلى الله بالنبي –صلى الله عليه وسلم- مجمل محتمل للتوجه إليه سبحانه بدعاء نبيه , أو بذات نبيه , وورود لفظ الدعاء في الحديث صراحة ثلاث مرات , وضمنا مرتين تحت معنى الشفاعة ؛ ليؤكد أن المراد بالتوجه المذكور في الحديث هو التوجه بالنبي –صلى الله عليه وسلم- هو التوجه بدعائه –صلى الله عليه وسلم- ؛ لأن الدعاء مذكور في الحديث مدلول عليه بأول الخبر وآخره ؛ فكان تقديره سائغًا بل واجبًا , بل هو في حكم المذكور المنصوص عليه ؛ فالعلم به لا يحتاج إلى تفكير , ولا إلى دلالة , ولا إلى شيء غير الفهم والإنصاف .
وأما أن يكون تقدير الحديث التوجه إلى الله بذاته –صلى الله عليه وسلم- فهذا لا دليل عليه ؛ كيف وهو معارض بأدلة القائلين بالحمل على (طلب الدعاء) .

خامسا : لو لم يكن الحديث قد دلّ بوضوح على أن المراد هو التوسل بدعائه –صلى الله عليه وسلم- ؛ كان المتعين حمل الحديث على ما كان معروفا معهودا عند الصحابة والتابعين ؛ أولى من حمله على ما لم يكن معهودا عندهم ؛ والمعهود عندهم التوسل إلى الله بطلب الدعاء من نبيه –صلى الله عليه وسلم- لا بذاته أو بجاهه أو بمكانته ؛ هو الذي كان معروفا مشهورا عن السلف من غير مخالفة له ؛ وعليه دلت الأحاديث السابقة في أن الصحابة كانوا يسألون النبي –صلى الله عليه وسلم- أن يدعو لهم , وقد كانوا يتوسلون في الاستسقاء بدعاء النبي –صلى الله عليه وسلم- لهم حال حياته , ولم يكونوا يسألون الله بذات النبي –صلى الله عليه وسلم- , وأما بعد وفاته فقد كانوا يتوسلون إلى الله تعالى بدعاء الأحياء الصالحين لهم , كما استسقى الصحابة لما أجدبوا في عهد عمر بن الخطاب بدعاء العباس بن عبد المطلب , وذلك فيما رواه البخاري من حديث أنس بن مالك قال : [أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب ؛ فقال اللهم : إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون] .
ومعلوم أنهم كان توسلهم في الاستسقاء بالنبي –صلى الله عليه وسلم- حال حياته : هو توسلهم بدعاء النبي –صلى الله عليه وسلم- لهم , ثم بعد وفاته لم يستسقوا بتوسلهم بذاته , وإنما استسقوا بأن طلبوا من العباس أن يدعو لهم , لصلاحه وقرابته من النبي –صلى الله عليه وسلم- .
ولو كان سؤال الله بذات النبي –صلى الله عليه وسلم- مشروعا لم يعدل عمر والمهاجرون والأنصار عن السؤال بالرسول إلى السؤال بالعباس –رضي الله عنهم أجمعين- .

من أقوال علماء الحنفية في المنع –على جهة التحريم أو الكراهة- من دعاء الله إلا به.
1- قال أبو بكر الكاساني (ت 587هـ) في (بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع) , (5\126) : "ويكره للرجل أن يقول في دعائه أسألك بحق أنبيائك ورسلك وبحق فلان لأنه لا حق لأحد على الله سبحانه وتعالى جل شأنه".

2- وقال الشيخ برهان الدين مازه في المحيط البرهاني (ت 616هـ) , (5\312-313) : "ويكره أيضاً: أن يقول الرجل في دعائه: اللهم إني أسألك بحق أنبيائك ورسلك؛ لأنه لا حق لأحد من المخلوقين على الله تعالى. وفي «المنتقى»: عن أبي يوسف عن أبي حنيفة: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به. ويكره أن يقول: أدعوك بمقعد العز من عرشك قال ثمة: والدعاء المأذون فيه، والمأثور به ما استفيد من قوله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} (الأعراف: 10) ، وإنما كره بمقعد العز من عرشك؛ لأنه لا يدعوه به".

3- قال ابن مودود الموصلي (ت 683هـ) في كتاب (الاختيار لتعليل المختار) , (4\175) : "قال : ( ويكره أن يدعو الله إلا به ) فلا يقول أسألك بفلان أو بملائكتك أو بأنبيائك , ونحو ذلك لأنه لا حق للمخلوق على الخالق" .

4- وقال فخر الدين الزيلعي (ت 743هـ) في كتابه (تبيين الحقائق) , (6\31) : " قال - رحمه الله -: (وبحق فلان) أي يكره أن يقول في دعائه بحق فلان، وكذا بحق أنبيائك، وأوليائك أو بحق رسلك أو بحق البيت أو المشعر الحرام؛ لأنه لا حق للخلق على الله تعالى، وإنما يخص برحمته من يشاء من غير وجوب عليه".

5- وقال العلامة البابرتي (ت 786هـ) في (العناية شرح الهداية) , (10\64) : " (ويكره أن يقول الرجل في دعائه بحق فلان أو بحق أنبياؤك ورسلك) ؛ لأنه لا حق للمخلوق على الخالق".

6- وقال الملا خسرو (ت 885 هـ) في (درر الحكام شرح غرر الأحكام) , (1\321) : " (و) كره قوله في دعائه (بحق فلان) وكذا بحق أنبيائك أو أوليائك أو رسلك أو بحق البيت أو المشعر الحرام إذ لا حق للخلق على الله تعالى، وإنما يختص برحمته من يشاء بلا وجوب عليه" .

7- وقال ابن نجيم في البحر الرائق (ت 970هـ) : " قال: - رحمه الله - (وبحق فلان) يعني لا يجوز أن يقول بحق فلان عليك وكذا بحق أنبيائك، وأوليائك ورسلك والبيت والمشعر الحرام لأنه لا حق للمخلوق على الخالق وإنما يخص برحمته من يشاء من غير وجوب عليه".

8- قال الشيخ محمد علاء الدين الحصفكي (ت 1088هـ) في كتابه (الدر المختار في شرح تنوير الأبصار) (6\396) : "وفي التاترخانية -معزيا للمنتقى- عن أبي يوسف عن أبي حنيفة : (لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به ، والدعاء المأذون فيه المأمور به ما استفيد من قوله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها}.
قال : وكذا لا يصلي أحد على أحد إلا على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وكره قوله (بحق رسلك وأنبيائك وأوليائك) أو بحق البيت لأنه لا حق للخلق على الخالق تعالى".

9- وقال شيخي زادة (ت 1088) في (مجمع الأنهر شرح ملتقى الأبحر) , (2\554) : " (و) يكره (قوله أسألك بحق أنبيائك ورسلك) أو بحق البيت أو بحق المشعر الحرام إذ لا حق لأحد على الله تعالى وإنما يختص برحمته من يشاء من غير وجوب عليه".

10- وفي الفتاوى الهندية التي أعدها مجموعة من علماء الأحناف بإشراف الشيخ (نظام الدين البلخي) , (5\280) : "ويكره أن يقول في دعائه : بحق فلان ، وكذا بحق أنبيائك وأوليائك أو بحق رسلك أو بحق البيت أو المشعر الحرام ؛ لأنه لا حق للمخلوق على الله تعالى ، كذا في التبيين".


بيان أحكام بعض الأحاديث الواردة في التوسل إلى الله بأحد من خلقه .

1- حديث أبي سعيد الخدري عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال : [من خرج من بيته إلى الصلاة فقال : اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك ، و أسألك بحق ممشاي هذا ، فإني لم أخرج أشرا ، و لا بطرا ، و لا رياء ، و لا سمعة ، و خرجت اتقاء سخطك ، و ابتغاء مرضاتك ، فأسألك أن تعيذني من النار ، و أن تغفر لي ذنوبي ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، أقبل الله عليه بوجهه ، و استغفر له سبعون ألف ملك ، حتى تنقضي صلاته] .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (1\340) : (في إسناده عطية العوفي وفيه ضعف) , وقال البوصيري في إتحاف المهرة (2\32) : (إسناده ضعيف) , وقال علاء الدين مغلطاي في شرح ابن ماجة (3\225) : (إسناده ضعيف) , وقال فيه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع برقم (5571) : (ضعيف) .

2- حديث بلال بن رباح قال : [كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى الصلاة قال : بسم الله ، آمنت بالله ، توكلت على الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق مخرجي هذا ، فإني لم أخرجه أشرا ولا بطرا ، ولا رياء ولا سمعة ، خرجت ابتغاء مرضاتك ، واتقاء سخطك ، أسألك أن تعيذني من النار وتدخلني الجنة ] .
قال النووي في الأذكار (ص\45) : (ضعيف) , وقال ابن حجر في الفتوحات الربانية (2\38) : (واه جدا) , وقال مثله في نتائج الأفكار (1\267) .

3- حديث عبد الله بن مسعود عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال : [من أراد أن يرغبه الله حفظ القرآن فليكتب هذا الدعاء في إناء نظيف ثم يغسله بماء المطر , ويشربه على الريق ثلاثا فإنه يحفظه بإذن الله : اللهم إني أسألك بأنك مسؤول لم يسأل مثلك , أسألك بحق محمد رسولك , وإبراهيم خليلك وموسى كليمك , وعيسى كلمتك , وأسألك بصحف إبراهيم , وتوراة موسى , وزبور داود , وإنجيل عيسى , وفرقان محمد , وأسألك بكل سائل أعطيته , وبكل ضال هديته , وغني أفنيته , أو فقير أغنيته] .
قال الذهبي في ميزان الاعتدال (4\199) : (فيه موسى بن إبراهيم قال الدارقطني وغيره : متروك) , وقال ابن حجر في لسان الميزان (8\188) : (فيه موسى بن إبراهيم وذكر من جرحه) .

4- حديث عمر بن الخطاب , عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال : [لما اقترف آدم الخطيئة ، قال : يا رب ! أسألك بحق محمد لما غفرت لي ، فقال الله عز وجل : يا آدم ! وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه ؟ قال : لأنك يا رب لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك ، فقال الله عز وجل : صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي ، وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ، ولولا محمد ما خلقتك] .
قال البيهقي في دلائل النبوة (5\489) : (تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه عنه وهو ضعيف) , وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في التوسل والوسيلة (ص\166) : (روي مرفوعاً وموقوفاً على عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف باتفاقهم ويغلط كثيرا) .

5- حديث عبد الله بن مسعود عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال : [من أراد أن يوعيه الله حفظ القرآن فليكتب هذا الدعاء في إناء نظيف بعسل ماذي ، ثم ليغسله بماء المطر قبل أن يمس الأرض فليشربه على الريق ثلاثة أيام فإنه يحفظه بإذن الله : اللهم إني أسألك بأنك مسئول لم يسأل مثلك ، أسألك بحق محمد رسولك ونبيك ، وإبراهيم خليلك وصفيك ، وموسى كليمك ونجيك ، وعيسى كلمتك وروحك ، وأسألك بصحف إبراهيم وتوراة موسى ، وزبور داود ، وإنجيل عيسى ، وفرقان محمد وأسألك بكل وحي أوحيته ، وكل حق قضيته ، وبكل سائل أعطيته وبكل ضال هديته ، وغني أقنيته ، وفقير أغنيته ، وأسألك بأسمائك التي دعاك بها أنبياؤك فاستجب لهم ، وأسألك بكل اسم أنزلته في كتابك ، وأسألك باسمك الذي أثبت به أرزاق العباد ، وأسألك باسمك الذي وضعته على النهار فاستنار ، وأسألك باسمك الذي وضعته على الليل فأظلم واسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فرست ، وأسألك باسمك الذي وضعته على الأرض فاستقرت وأسألك باسمك الذي استقل به عرشك ، وأسألك باسمك الواحد ، الأحد الصمد ، الفرد ، العزيز الذي ملأ الأركان كلها ، الظاهر ، الطاهر ، المطهر ، المبارك ، المقدس الحي ، القيوم ، نور السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ، وأسألك بكتابك المنزل بالحق ، ونورك التام ، وبعظمتك ، و [ بكبريائك ] أن ترزقني حفظ كتابك القرآن ، وحفظ أصناف العلم ، وثبتها في قلبي وسمعي وبصري تخلطها بلحمي ودمي ، وتستعمل بها جسدي في ليلي ونهاري ، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك] .
أورده ابن الجوزي في الموضوعات (3\436) .

6- عن العباس بن عبد المطلب قال : (قال داود -صلى الله عليه وسلم- : أسألك بحق آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب فقال أما إبراهيم فألقي في النار فصبر من أجلي وتلك بلية لم تنلك وأما إسحاق فبذل نفسه ليذبح فصبر من أجلي وتلك بلية لم تنلك وأما يعقوب فغاب عنه يوسف وتلك بلية لم تنلك ) .
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (8\205) : (روي من رواية أبي سعيد عن علي بن زيد وأبو سعيد لم أعرفه) .

7- حديث عمر بن الخطاب عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال : [لما أذنب آدم عليه السلام الذنب الذي أذنبه رفع رأسه إلى العرش فقال أسألك بحق محمد إلا غفرت لي فأوحى الله إليه وما محمد قال تبارك اسمك لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فرأيت فيه مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنه ليس أحد أعظم عندك قدرا ممن جعلت اسمه مع اسمك فأوحى الله إليه يا آدم إنه آخر النبيين من ذريتك ولولا هو ما خلقتك] .
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (8\256) : ( فيه من لم أعرفهم) , وقال ابن حجر في إتحاف المهرة (12\97) : (فيه عبد الرحمن متفق على تضعيفه) .

8- عن علي -رضي الله تعالى عنه- أنه : (قال آدم : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد).
قال الشوكاني في الفتح الرباني (1\288) : (إسناده واه) .

9- عن أبي الجوزاء قال : (قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة رضي الله عنها فقالت انظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ففعلوا فمطروا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على البكري (ص\163) : (ليس بصحيح ولا يثبت إسناده , وإنما نقل ذلك من هو معروف بالكذب) .

10- عن عبد الله بن مسعود علن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال : [إثنتا عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار ، وتشهد بين كل ركعتين ، فإذا تشهدت في آخر صلاتك فاثن على الله عز وجل ، وصل على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم كبر واسجد ، واقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب سبع مرات ، وآية الكرسي سبع مرات ، وقل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، عشر مرات ، ثم قل : اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ، ومنتهى الرحمة من كتابك ، واسمك الأعظم ، وجدك الأعلى ، وكلماتك التامة ، ثم سل بعد حاجتك ، ثم ارفع رأسك ، ثم سلم يمينا وشمالا ولا تعلموها السفهاء ، فإنهم يدعون بها فيستجاب] .
.
قال المنذري في الترغيب والترهيب (1\328) : (فيه عامر بن خداش هذا هو النيسابوري , قال شيخنا الحافظ أبو الحسن : كان صاحب مناكير , وقد تفرد به عن عمر بن هارون البلخي وهو متروك متهم) , وقال ابن الجوزي في الموضعات (2\464) : (موضوع بلا شك) , وقال الذهبي في ترتيب الموضوعات برقم (167) : (فيه عمر بن هارون – كذاب) , وقال السخاوي في القول البديع (ص\329) : (سنده واه بمرة ) .


11- عن أبي أمامة –رضي الله عنه- قال : [كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح وإذا أمسى دعا بهذا الدعاء: اللهم أنت أحق من ذكر وأحق من عبد وأنصر من ابتغي وأرأف من ملك وأجود من سئل وأوسع من أعطى أنت الملك لا شريك لك والفرد لا يهلك كل شيء هالك إلا وجهك لن تطاع إلا بإذنك ولن تعصى إلا بعلمك تطاع فتشكر وتعصى فتغفر أقرب شهيد وأدنى حفيظ حلت دون الثغور وأخذت بالنواصي وكتبت الآثار ونسخت الآجال القلوب لك مفضية والسر عندك علانية الحلال ما أحللت والحرام ما حرمت والدين ما شرعت والأمر ما قضيت والخلق خلقك والعبد عبدك وأنت الله الرؤوف الرحيم أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض بكل حق هو لك وبحق السائلين عليك أن تقبلني في هذه الغداة أو في هذه العشية وأن تجيرني من النار بقدرتك ] .
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10\120) : (فيه فضال بن جبير وهو ضعيف مجمع على ضعفه).

12- عن أنس بن مالك قال : (لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم - أم علي بن أبي طالب - دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عند رأسها فقال : يرحمك الله ، فإنك كنت أمي بعد أمي ، تجوعين وتشبعينني ، وتعرين وتكسينني ، وتمنعين نفسك طيب الطعام وتطعمينني ، تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة . ثم أمر أن تغسل ثلاثا ثلاثا ، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ، ثم خلع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه وألبسها إياه, وكفنها فوقه ، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد, وأبا أيوب الأنصاري, وعمر بن الخطاب وغلاما أسود يحفرون قبرها ، فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطجع فيه ، ثم قال : الحمد لله الذي يحيي ويميت, وهو حي لا يموت ، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ، وأوسع عليها مدخلها , بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين . وكبر عليها أربعا, وأدخلوها اللحد, هو والعباس وأبو بكر الصديق) .
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9\259) : ( فيه روح بن صلاح وثقه ابن حبان والحاكم , وفيه ضعف , وبقية رجاله رجال الصحيح) .

13- عن عبد الله بن عباس عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال : [من سره أن يوعيه الله حفظ القرآن وحفظ أصناف العلم فليكتب هذا الدعاء في إناء نظيف أو في صحف قوارير بعسل وزعفران وماء مطر وليشربه على الريق ، وليصم ثلاثة أيام وليكن إفطاره عليه ، ويدعو به في أدبار صلواته : اللهم إني أسألك بأنك مسؤول لم يسأل مثلك ولا يسأل ، وأسألك بحق محمد نبيك وإبراهيم خليلك وموسى نجيك وعيسى روحك وكلمتك ووجيهك] .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (1\258) : (فيه موسى بن عبد الرحمن هذا من الكذابين) .

14- وعن الشعبي أنه قال : (لقد رأيت عجبا : كنا بفناء الكعبة أنا وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير ومصعب بن الزبير وعبد الملك بن مروان ، فقال القوم بعد أن فرغوا من حديثهم : ليقم كل رجل منكم فليأخذ بالركن اليماني وليسأل الله حاجته فإنه يعطي من سعة ، ثم قالوا : قم يا عبد الله بن الزبير فإنك أول مولود في الإسلام بعد الهجرة ، فقام فأخذ بالركن اليماني فقال : اللهم إنك عظيم ترجى لكل عظيم ، أسألك بحرمة وجهك وحرمة عرشك وحرمة نبيك ألا تميتني من الدنيا حتى توليني الحجاز وتسلم علي بالخلافة ، ثم جاء فجلس ، ثم قام مصعب فأخذ بالركن اليماني ثم قال : اللهم إنك رب كل شيء وإليك يصير كل شيء ، أسألك بقدرتك على كل شيء ألا تميتني من الدنيا حتى توليني العراق وتزوجني بسكينة بنت الحسين ، ثم قام عبد الملك بن مروان فأخذ بالركن اليماني ثم قال : اللهم رب السموات السبع ورب الأرض ذات النبت بعد القفر ، أسألك بما سألك به عبادك المطيعون لأمرك وأسألك بحقك على خلقك وبحق الطائفين حول عرشك … إلى آخره ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (1\262) : (إسماعيل بن أبان الذي روى هذا عن سفيان الثوري كذاب) .

15- حديث : (إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي فإن جاهي عند الله عريض) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على البكري (ص\130) : (باطل لم يروه أحد من أهل العلم ولا هو في شيء من كتب الحديث) , وقال في اقتضاء الصراط المستقيم (2\318) : (موضوع) .

__________________

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الرد على البكري (2\705) :
"فغير الرسول -صلى الله وعليه وسلم- إذا عبر بعبارة موهمة مقرونة بما يزيل الإيهام كان هذا سائغا باتفاق أهل الإسلام .
وأيضا : فالوهم إذا كان لسوء فهم المستمع لا لتفريط المتكلمين لم يكن على المتكلم بذلك بأس ولا يشترط في العلماء إذا تكلموا في العلم أن لا يتوهم متوهم من ألفاظهم خلاف مرادهم؛ بل ما زال الناس يتوهمون من أقوال الناس خلاف مرادهم ولا يقدح ذلك في المتكلمين بالحق
".
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-18-2011, 07:56 AM
أبومعاذ الحضرمي الأثري أبومعاذ الحضرمي الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: اليمن
المشاركات: 1,139
افتراضي

جزاك الله خيراً شيخنا الكريم
للفائدة
الرد على مبحث التوسل والاستعانة والاستغاثة
من الموسوعة اليوسفية
***********************
بقلم
أبي عثمان الوادي النجدي
( غفر الله له ولوالديه )



بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستهديه من يضلل الله فلا هادي له و من يهدي الله فلا مضل له ، واشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده رسوله أدى الأمانة ونصح الأمة لم ينتقل إلى الرفيق الأعلى إلا بعد إتمام الدين ولله الحمد والمنة .
نناقش في هذا البحث الأدلة التي ذكرها الشيخ يوسف خطار في الموسوعة اليوسفية في أدلة الصوفية من حيث الثبوت والرد ، فإن هذه الموسوعة يستدل به الصوفية ويسوقون مباحثها مساق المسلمات فنناقش أدلة هذه الموسوعة نصيحة للأمة لأنه من تأملها يعلم أن فيها الغث والسمين وما لا دلالة فيه كما سيتضح في المناقشة إن شاء الله تعالى .
هذا والله تعالى أعلا وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وسلم.







۩=====================۩


°¨¨™¤¦:: تحميل الكتاب بصيغة وورد doc::¦¤™¨¨°
http://www.archive.org/download/Yusu...a/Yusufiya.doc
http://ia360700.us.archive.org/16/it...a/Yusufiya.doc
http://rghost.net/1783559
http://4ppl.ru/186419
http://filesurf.ru/186425
http://gettyfile.ru/540917/
http://sharingmatrix.com/file/6750025
http://netload.in/dateigm7EqgiqVR.html
http://www.mediafire.com/?jqjwjwq2ndy
http://multiupload.com/UL5CZ28CGK
http://www.megaupload.com/?d=FB1NHIGT
http://extabit.com/file/28dgod76rfptv/
http://www.sendspace.com/file/f1wei3
http://www.fileflyer.com/view/XrdSpB1
http://depositfiles.com/files/1bfsayxtl
http://www.load.to/bhreaqhu1X/Yusufiya.doc
http://www.megaupper.com/files/A6RMKFAB/yusufiya.doc
http://www.zshare.net/download/768127518d338e5c/
http://www.filefactory.com/file/b1fa1af/n/Yusufiya_doc
http://www.2shared.com/++++++++/-MaB_L5F/Yusufiya.html
http://www.4shared.com/++++++++/s-44Dj7s/Yusufiya.html
http://www.uploadstube.de/download.php?file=594387
http://www.multi-load.com/files/RJSEFEAZ/Yusufiya.doc
http://www.easy-share.com/1910517921/Yusufiya.doc
http://www.egoshare.com/download.php?id=3BAA907042
http://rapidshare.com/files/394526162/Yusufiya.doc.html
http://www.filesend.net/download.*******.fd2e83d78633f2
http://multiup.org/?lien=1503a3153e5...3_Yusufiya.pdf



۩=====================۩


°¨¨™¤¦:: صيغة أكروبات pdf ::¦¤™¨¨°
http://www.archive.org/download/Yusu...a/Yusufiya.pdf
http://ia360700.us.archive.org/16/it...a/Yusufiya.pdf
http://4ppl.ru/186431
http://filesurf.ru/186440
http://gettyfile.ru/540951/
http://www.mediafire.com/?gnjjhldyfll
http://multiupload.com/FNB7U8UTUZ
http://netload.in/dateigVBVYK0J8m.html
http://www.sendspace.com/file/keghzn
http://www.fileflyer.com/view/JTpLkAI
http://depositfiles.com/files/l07u6m2kn
http://extabit.com/file/28dgod76vsc6b/
http://www.megaupload.com/?d=PD23HRRN
http://www.load.to/FilpGqRqEU/Yusufiya.pdf
http://goldfile.eu/k8ma1kjym4um/Yusufiya.pdf.html
http://www.zshare.net/download/7681612326cd4dd2/
http://www.filefactory.com/file/b1fa508/n/Yusufiya_pdf
http://megaupper.com/files/1VLA22VF/Yusufiya.pdf
http://www.easy-share.com/1910518903/Yusufiya.pdf
http://www.4shared.com/++++++++/s-44Dj7s/Yusufiya.html
http://www.egoshare.com/download.php?id=C22D8F6B44
http://www.storage.to/get/d5psvMbl/Yusufiya.pdf
http://www.zshare.net/download/76816939aaffccb2/
http://www.multi-load.com/files/17KYX6VA/Yusufiya.pdf
http://www.easy-share.com/1910520031/Yusufiya.pdf
http://www.egoshare.com/download.php?id=A758E80746
http://www.filefactory.com/file/b1fa8e0/n/Yusufiya_pdf
http://www.filefactory.com/file/b1fa920/n/Yusufiya_pdf
http://www.filesend.net/download.*******.0e17300ce63cea


۩=====================۩


°¨¨™¤¦:: تحميل الكتاب بصيغة فلاش swf ::¦¤™¨¨°
http://www.archive.org/download/Yusu...a/Yusufiya.swf
http://ia360701.us.archive.org/16/it...a/Yusufiya.swf
http://4ppl.ru/186442
http://rghost.net/1785099
http://gettyfile.ru/540959/
http://www.sendspace.com/file/t3r0bb
http://www.mediafire.com/?xklztjj2lyy
http://multiupload.com/TG3HXO5RIL
http://depositfiles.com/files/mh3f8vo1m
http://www.fileflyer.com/view/EdbOtBS
http://megaupper.com/files/PFQU77RI/Yusufiya.swf
http://www.megaupload.com/?d=RFAWDRL6
http://netload.in/dateiFIKGq8fGV7.html
http://www.megaporn.com/?d=LYTBTCJM
http://goldfile.eu/guajy97d6vs7/Yusufiya.swf.html
http://www.load.to/bV8GD5xj6v/Yusufiya.swf
http://www.zshare.net/flash/768178195ff755c1/
http://www.multi-load.com/files/MTO9PIJ5/Yusufiya.swf
http://www.easy-share.com/1910520181/Yusufiya.swf
http://www.4shared.com/++++++++/s-44Dj7s/Yusufiya.html
http://www.2shared.com/video/GSDVePor/Yusufiya.html
http://www.egoshare.com/download.php?id=E19BC10643
http://rapidshare.com/files/394574149/Yusufiya.swf.html
http://www.filefactory.com/file/b1faa21/n/Yusufiya_swf
http://www.uploadstube.de/download.php?file=655562
http://www.filesend.net/download.*******.887e3f3ce1611d
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-18-2011, 08:01 AM
أبومعاذ الحضرمي الأثري أبومعاذ الحضرمي الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: اليمن
المشاركات: 1,139
افتراضي

كتاب الرد على شبهة أن أكثر العلماء قالوا بالتوسل
بقلم
:: ابوعثمان الوادي ::

رابط مباشر

http://www.archive.org/download/twas...a-h/twasol.doc
http://ia700200.us.archive.org/15/it...a-h/twasol.doc


روابط غير مباشرة

http://4ppl.ru/210557
http://rghost.net/3014056
http://gettyfile.ru/1736/
http://www.rapidshare.ru/1667648
http://multiupload.com/RTWZZK4GT7
http://www.sendspace.com/file/8t02bx
http://www.sendspace.com/file/m2kwrp
http://www.fileflyer.com/view/h9rz1BC
http://depositfiles.com/files/2drnkjtvb
http://www.badongo.com/file/24416019
http://www.mediafire.com/?fbxvbhayokmyzri
http://www.megaupload.com/?d=3DJPKP3Z
http://www.uploadstube.de/download.php?file=83357
http://www.zshare.net/download/81876472aa8dcd37/
http://www.easy-share.com/1912718150/twasol.doc
http://www.filefactory.com/file/b3h2h30/n/twasol_doc
http://www.2shared.com/++++++++/8UcFPZh6/twasol.html
http://www.multi-load.com/files/1IMSI0HZ/twasol.doc
http://demo.ovh.com/download/5853248...006/twasol.doc
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:00 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.