أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
98471 103191

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-27-2016, 04:58 PM
أم محمد السلفية أم محمد السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: فلـسـطـيـن/ رام الله
المشاركات: 673
Arrow أدب الحضور لمجالس العلم

أدب الحضور لمجالس العلم
..................................
إذا حضرتَ مجلس علمٍ، فلا يكن حضورك إلا حضور مستزيدٍ علماً وأجراً، لا حضور مستغنٍ بما عندك، طالباً عثرةً تُشيعها، أو غريبةً تُشنّعها ، فهذه أفعال الأرذال الذين لا يفلحون في العلم أبداً.
فإذا حضرتها على هذه النية، فقد حصّلتَ خيراً على كل حال ، وإن لم تحضرها على هذه النية، فجلوسك في منزلك أَرْوَحُ لبدنك ،وأكرم لِخُلُقِك ، وأسلم لدينك.

فإن حضرتها كما ذكرنا ، فالتزمْ أحد ثلاثة أوجهٍ لا رابع لها ، وهي :

1-إما أن تسكت سكوت الجهّال ، فتحصل على أجر النية في المشاهدة، وعلى الثناء عليك بقلة الفضول ، وعلى كرم المجالسة ، وموَدّة من تُجالس .

2-فإن لم تفعل ذلك، فاسأل سؤال المتعلم ، فتحصل على هذه الأربع محاسن، وعلى خامسةٍ ، وهي: استزادة العلم .
وصفة سؤال المتعلم : أن تسأل عما لا تدري ، لا عما تدري،فإنّ السؤال عما تدريه سُخفٌ، وقلةُ عقل ، وشغلٌ لكلامك ،وقطعٌ لزمانك بما لا فائدة فيه ، لا لك ولا لغيرك ، وربما أدّى إلى اكتساب العداوات ، وهو – بَعْدُ – عينُ الفضول ، فيجب عليك أن لا تكون فضولياً ، فإنها صفة سوءٍ.
فإن أجابك الذي سألتَ بما فيه كفاية لك ، فاقطع الكلام ، وإن لم يُجبك بما فيه كفاية ، أو أجابك بما لم تفهم ، فقلْ له : لم أفهم ، واستزدْه ، فإن لم يَزدك بياناً وسكتَ ، أو أعاد عليك الكلام الأول ، ولا مزيد ، فأمسك عنه ، وإلا حصلتَ على الشر والعداوة، ولم تحصل على ما تريد من الزيادة.

والوجه الثالث : أن تُراجع مراجعة العالم .
وصفة ذلك : أن تُعارض جوابه بما يَنقضه نقضاً بيّناً ، فإن لم يكن ذلك عندك ، ولم يكن عندك إلا تكرار قولك ، أو المعارضة بما لا يراه خصمك معارضةً، فأمسك، فإنّك لا تحصل بتكرار ذلك على أجرٍ ، ولا على تعليم ، ولا على تعلّمٍ ، بل على الغيظ لك ولخصمك ، والعداوةِ التي ربما أدّت إلى المضرّات .
وإياك وسؤال المعنت ، ومراجعة المكابر ، الذي يطلب الغَلَبَةَ بغير علمٍ ، فَهُما خُلُقا سوءٍ ، دليلان على قلةِ الدين ، وكثرة الفضول ، وضعف العقل ، وقوّة السخف، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
وإذا وردَ عليك خطابٌ بلسانٍ ، أو هجمتَ على كلامٍ في كتابٍ ، فإياك أن تُقابله مقابلة المغاضبةِ الباعثة على المغالبة ، قبلَ أن تتبيّن بطلانه ببرهانٍ قاطعٍ ، وأيضاً فلا تُقْبِلْ عليهِ إقبال المصدّق به ، المستحسن إياه ، قبْلَ علمك بصحتهِ ببرهانٍ قاطعٍ ، فتَظلم في كلا الوجهين نفسك، وتبتعد عن إدراك الحقيقة، ولكن أَقْبل عليه إقبال سالم القلب عن النزاع عنه، والنزوع إليه، إقبال مّن يُريد حظ نفسه في فهم ما سمع ورأى ، فالتزيّد به علماً ، وقبوله إن كان حسناً، أو ردّه إن كان خطأً، فَمَضْمونٌ لك – إن فعلتَ ذلك - : الأجر الجزيل، والحمد الكثير ، والفضل العميم .

كتاب : الأخلاق الفاضلة .
أ.د.عبدالله بن ضيف الله الرحيلي.
__________________
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتى ****** بأن يدى تفنى ويبقى كتابها
فإن عملت خيراً ستجزى ***** وإن عملت شراً عليَ حسابها


***********
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:33 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.