البيان والضبط لفرق ما بين (حكم الثقة) و(خبر الثقة) ، وكشف الخلط والخبط !!

[أبوالأشبال الجنيدي الأثري]

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين .

وبعد : إنّ ممّا يشد القلب دهشة , ويوقف العقل عجبا :
أنك تجد (بعض الشخصيات)
التي خُلِعت عليها هالة خيالية (!)
وأُضفِيت عليها قداسة أسطورية (!)
لا تفرق بين (خبر) الثقة , و(حكم) الثقة !
فسبحان الله !
يُسْأل عن حكم تقليد الثقة في (حكمه) ؛ فيستدل على وجوب قبول (خبره)!
فأين هذا من ذاك !
وأين ضوابط وشروط (الخبر) من ضوابط وشروط (الحكم) ؟!
فمن وعى (خبرا) وضبطه , وكان عدلا (ثقة) قبل خبره
ولو كان في العلم الشرعي جاهلا ؛ فيجب علينا قبول خبره ؛
فهل (الحكم) منه كذلك يجب علينا قبوله ولو كان جاهلا ؟!!
والكذب يدخل على (الخبر) فهل (الحكم) كذلك يدخل عليه
الكذب ؟!
عجب لمن تُخلَع عليه هذه الهالات وهو إلى الآن لا يفرق بين
(الخبر) و(الحكم)!!
(الحكم) ـ جرحا وتعديلا ـ لا يكون إلا لخواص أهل العلم
من أهل الحديث ؛ فهل (الخبر) كذلك ؟!!
وهل يقال لمن قبل (خبر) الثقة : إنه قلّد أم يقال صدّق ؟!
و(حكم الثقة) يدخله النسخ ؛ فيقال نسخ حكمه الأول بحكمه
الأخير ؛ كحال هذه (الشخصية!) التي نسخت (أغلب)
أحكامها ؛ فجرحت (أغلب) من كانت تعدله !
فهل كذلك (خبر الثقة) يدخله النسخ ؟!
اعجبوا معي !!
(حكم الثقة) مبناه النظر والاستدال , وهو الاجتهاد ؛
فيقال : اجتهد في (الحكم) ؛ فهل (الخبر) كذلك ,
أم مبناه الحس والسمع ؟!
يا إخواني !
هل لعلم الحديث من بواكي ؟!!
قارنوا حال هذه (الشخصية) ومدى تحقيقها للمسائل العلمية ,
وحال شيخنا العلامة (المحدّث) علي الحلبي ـ سلمه الله ـ
وتحقيقه !
قال ـ حفظه الله ـ في كتابه العجاب " منهج السلف الصالح
" (ص230 ط الثانية) :
" وَهَذَا يَفْتَحُ لَنَا ـ لِزَامًا ـ بَابَ الْتَّفْرِيقِ
بَيْنَ (خَبَرِ الثِّقَةِ), و(حُكْمِِ الثِّقَةِ ) !!
وَمَنْ لََمْ يُفَرِّقْ بَيْنَهُمَا فَقَدْ غَلِطَ غَلطًا شَنِيعًا ...
فَهَلْ يَسْتَوي خَبَرُ الثِّقَةِ عَنْ فُلَان أَنَّهُ : (مَوْجُوْد) ؛ كَالْحُكْمِ عَلَى
هَذَا الـ (مَوْجُوْد)بِأََنََّهُ (مُبْتَدِع) !! " .
ثم يقال : ألم توجب على بعض الناس بيان أسباب (الحكم)
وتفسيره ؛ فهل كذلك (الخبر) يجب بيان أسبابه وتفسيره ؟!!
اعجبوا ..
اعجبوا ....
ثم ؛ ما العمل عند تعارض (حكم ثقة) مع (حكم ثقة) آخر؟!
ثم من هو(الثقة) ؟!!
ألستم تعتمدون على الكذابين الذين اعترفوا بالكذب أمام العالم
ـ بعد أن فضحهم الناس ـ ؟!
ألستم توثقون المجاهيل , وأنتم لا تعرفونهم ؟!
ألستم توثقون بالمكالمات الهاتفية دون أن تروا هذا المتكلم
أو تجلسوا إليه أو تختبرونه ؟!
ألستم توثقون المجاهيل بالعشاء والغداء ؟!
ألم يثبت الكذب على أغلب ثقاتكم ؟!
هذا فيمن تقولون عنه ثقة , فكيف ونحن نسمعكم تحكمون
على الأخيار بمكالمات هاتفية لا تعرفون أصحابها ؛ فقط :
نحن (شبابا!!) من الجزائر , أو أنا شاب من ليبيا ,
أو نحن مجموعة من المغرب ؛ فضلا عن أوروبا وأمريكا ؟!!
لا أطيل عليكم أحبتي في بيان وهاء هذا الكلام , وضعف تقريراته ,
ومن رام تفصيلا أكثر في هذه المسألة فعليه بكتاب أخينا
الأستاذ أبي عبد الله علي أبو هنية ـ حفظه الله ـ
" قرة عيون السلفيين .." ( ص217 ـ 242) فإنه نفيس .
وقد أشار شيخنا المحقق المحدّث علي الحلبي ـ سلمه الله ـ
في كتابه المعطار " منهج السلف الصالح " (ص157 ط الثانية) لكتابه
" الأوجه المتسقة في تمييز (الحكم) عن (خبر الثقة) "
ـ يسر الله إتمامه ـ هذا لتعرفوا الفرق بين من يتكلم بعلم
وبتحقيق , ومن يلقي الكلام على عواهنه دون أدنى ضابط علمي ,
اعتمادًا على تقليد المستمعين الذين أَلِفوا هزَّ الرؤوس !
والحمد لله رب العالمين .