أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
67149 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-18-2011, 04:08 AM
عماد عبد القادر عماد عبد القادر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المملكة الأردنية الهاشمية
المشاركات: 3,334
افتراضي [الرد الهادي على النقد الهاذي] - ردًّا على ( الأخ ) محمد بن هادي - لشيخنا الحلبي...

*****


*****

14 ربيع أول 1432 هجرى
الخميس
17 فبراير 2011 ميلادى
*****

وهذه المادة تشمل:
- الرد على بعض ما جاء في وقفات الشيخ محمد بن هادي
- بيان خطأ الشيخ محمد حسان والموقف الحق من المظاهرات
- حول نصيحة الشيخ عايد الشمري لشيخنا الحلبي وتلامذته
- وغير ذلك ...
*****
التفريغ:
اقتباس:
[ المقدِّم ] الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول اللهِ، وعلى آلِه وصحبه ومَن والاه.
فهذا لقاءٌ بالخير يتجدَّد -إن شاء اللهُ- مع فضيلة شيخنا العَلَّامة أبي الحارث علي بن حسَن الحلبيِّ الأثريِّ -حفظهُ اللهُ-؛ فنرحِّب بالشَّيخ: حياكم الله -شيخنا-!
شيخنا الكريم أمامنا مجموعة من الأسئلة والاستِشكالات التي بعث بها بعضُ طلبةِ العلم، راجين مِن الله -أوَّلًا- أن يُوفِّقكم للإجابة عليها، وآمِلين أن يتَّسع صدرُكم ووقتُكم للرَّدِّ عليها.
السُّؤال الأوَّل -شيخَنا-:
في بداية أحداثِ مصر تكلَّم الشَّيخ محمَّد حسَّان بكلامٍ انتقدتُموه فيه؛ ولكنَّكم أنزلتم مقالًا عنوانُه: «لا دفاعًا عن محمَّد حسَّان.. »، اعتذرتُم له بعضَ الشَّيء، ثم حُذف المقال مِن المنتدى بعد المواقِف الأخيرةِ للشَّيخ محمَّد -هداهُ الله-؛ فبعضُ النَّاس اعتبر هذا اضطِرابًا في موقِفِكم؛ فما بيانُكم لهذا الأمرِ -وفقكُم الله-؟ وهل نقد محمَّد حسَّان يعني -بالضَّرورة- تبديعَه؟
[ الشَّيخ علي ] الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام على رسولِ الله، وعلى آلِه وصحبِه ومَن والاه واتَّبع هُداه إلى يومِ نلقاه؛ أمَّا بعدُ:
فعنوانُ المقال الذي كتبتُه واضحٌ جدًّا، لكن: لا أدري كيف يفهمُ هؤلاء النَّاس -نسأل اللهَ لنا ولكم ولهم الهدايةَ-.
أنا أقول: «لا دِفاعًا عن محمَّد حسَّان»؛ فكيف يجعلونه دِفاعًا؟!!
وقد خطَّأته في ثلاثة أو أربعة مواقف في نفسِ المقال؛ هذا أوَّلا.
الأمرُ الثَّاني: الاعتذار -المُشار إليه- لم يَكُن متعلِّقًا بالفتوى؛ وإنَّما هو مُتعلِّق بظروف الفتوى، وحيثيَّات الفَتوى؛ لأنَّني أعلمُ عنه -في السَّابق- الرَّفض والإنكارَ لهذه المُظاهَرات، فلمَّا جاء مثلُ هذا الكلامِ -في إطارٍ معيَّنٍ، وفي ظرفٍ معيَّن، وفي فتنةٍ مُستشرِيةٍ-؛ فرَّقنا مثل هذه الاحتِمالات التي ذكرتُها -ثمَّةَ-.
فالقضيَّة الثَّابتة -بعد أن سمعتُ بأذنيَّ كلامَه-فيما بعدُ- لم يَحذفْ مقالي أحدٌ غيري؛ أنا حذفتُه بيدي! لأنني رأيتُ أن ما اعتذرتُ له -قبل أن يتَّضح الحال- كان مِن بابِ حُسن الظَّنِّ الزَّائد.
والحمدُ لله؛ أن حُسنَ الظَّنِّ الزَّائدِ لا يَأثم عليه المسلم؛ إنما يأثَم على سوءِ الظَّنِّ -سواءٌ أكان زائدًا، أو غير زائدٍ-.
هذه ثالثة.
الرَّابعة: أن يُعتبر أنَّ هذا اضطرابٌ في الموقِف؛ فلو كلُّ أحدٍ كان عندَه في كلِّ مسألةٍ قَولان؛ لكان أوَّل المُتناقِضين أئمَّة العلم السَّابِقين -فضلًا عن اللاحِقين-!
كم وكم مِـمَّن يُناقِشوننا كانوا -بالأمسِ- يُثنون على زَيد، واليومَ صاروا يَقدحون فيه -أو العكس-! فهل هذا يقال: اضطراب؟ أم يُقال: تغيُّر مواقفٍ بسببِ تغيُّر المستجدات والكلمات التي جَرت؟!
أما أن يُقال: أن هذه التَّخطئة تبديع؛ فأنا أقول -بكل وُضوح، وبكلِّ قوَّة -: هذه ليست تبديعًا، وأنا أرى أنَّه مُخطئٌ، لكن خطؤُه هذا لا يَصل عندي -إلى هذه اللَّحظة- إلى درجة أن أُبدِّع.
فكيف إذا عرفنا أن شيخَنا الشَّيخ الألباني -رحمهُ اللهُ- عندما تكلَّم في «سِلسلةِ الأحاديث الضَّعيفة» عن بعضِ الأحاديث التي يُستدَلُّ بها في موضوع المُظاهَرات، قال: «وقد استدلَّ بهذا الحديثِ بعضُ إخوانِنا الدُّعاة على تجويزِ المُظاهرات»! فلم يقل الشَّيخ الألباني أنَّ هذا الذي استدلَّ وجوَّز المظاهرات مُبتدِع وضالٌّ مُضلٌّ، وما أشبه -كما يقول هؤلاء اليومَ-!
إذن: نحنُ نفرِّق بين الحُكم المُتعلِّق بالفِعل، والحُكم المتعلِّق بالفاعِل مما يُردِّدُه هؤلاء معَنا؛ لكن بصورةٍ نظريَّة ليس لها في الواقع صِلة -لا مِن قريبٍ، ولا مِن بعيد-.
إذا فاتَنا شيءٌ من أطرافِ السُّؤال؛ مِن الممكن أن تستدركَ ما فات؛ ولكن: أظن أنَّنا أتينا على كلِّ النِّقاط في هذا السُّؤال الأول.
[ المقدِّم ] أحسنَ اللهُ إليكم -شيخَنا- يقولُ السَّائل: مع أنَّكم خطَّأتم محمَّد حسَّان ونقدتُموه؛ إلا أن الشَّيخ محمَّد بن هادي -غفرَ اللهُ لهُ- قال إنَّكم أنكرتُم على مَن أنكر على محمَّد حسَّان ووصَفْتُموه بأقبحِ الأوصاف؛ فهل يصحُّ هذاظ وهل يَصحُّ إلصاق ما عَمِل ابنُ حسَّان بكم؟ وهل هذا مَنهجُكم؟
[ الشَّيخ علي ] أمَّا أنَّني خطَّأتُ محمَّد حسَّان؛ فالحمدُ الله أنَّهم اعتَرفوا أنَّني خطَّأته؛ لأن هَجْمتَهم، ومقالاتِهم، وردودَهم كلَّها تُشعر السَّامع أو القارئ وتُوحي إليه -وأنا أقول: هذا مِن باب التَّلبيس يفعلونه في النَّاس- أنَّني مُوافقٌ له، وأنَّني أؤيِّده!!
وهذا مِن أبطل الباطل!!
ولنا كلام كثير في المُظاهَرات وإنكارِها وتبديعِها -من قديمٍ، ومن حديث-.
أمَّا أنِّي أنكرتُ على مَن أنكَرَ عَليهِ: فأنا لم أُنكِر عليهم تخطِئَتَه -وإلا: أنكرتُ على نفسي!-؛ ولكنِّي أنكترُ عليهم أنَّهم ألحقوني به! وصاروا يُطبِّقون ويَحكُمون بالأثرِ الرَّجعي على مسائل -العقلِ والشَّرع والأبجديَّات الذِّهنيَّة ترفضُها وتأباها-!
لكن: إذا كان هؤلاءِ على هذا المستوى مِن التَّفكير، ومِن البُعد عن الإنصاف؛ -للأسَفِ!- ماذا ننتظر؟!!
أمَّا قولُه: بأنَّني وصفتُهم بأقبحِ الأوصاف؛ فهذا كلامٌ باطِل، وكلام كذِب وافتراء! أنا لم أصفْهم بأقبح الأوصاف؛ إنَّما أنكرتُ عليهم؛ كما أنكرتُ عليه؛ لكنْ: إنكاري عليهم قد يكونُ أشدَّ؛ لأن استعمالَهم للأُمور كان أشدَّ، وإنكارَهم كان أشدَّ، وسوءَ الظَّنِّ عندهم كان أشدَّ؛ فمِن هنا جاء إنكاري بِشيءٍ من القوَّة، ولا أقولُ - كما زعم الزَّاعم- بأنَّني ذكرتُهم بأقبحِ الأوصاف. نعم.
[ المقدِّم ] رفع الله قدرَكم. شيخَنا: شنَّع الشَّيخ محمَّد بن هادي -غفر اللهُ له- عليكم بِنقلِكم عن ابنِ مُفلح في «الآدابِ الشَّرعيَّة» كلامًا هو مِن نقلِ ابنِ الجَوزي، نسبتُموه إليه، وليس مِن قولِه، واستدلَّ -بهذا- وشنَّع أنكم لا تُحسِنون النَّقل عن أهلِ العِلم؛ فما هو توجيهُكم لهذا؟
[ الشَّيخ علي ] والله؛ هذا مِمَّا تضحَكُ منهُ الثَّكالى!!
الأخ محمَّد بن هادي -بالأمسِ القريب- كان يتعاظمُ ويَتعالَى ويقولُ: أنا أعرَفُ مِن الشَّيخ الألباني في «سُنن أبي داود»، وخرَّجتُ حديثًا فاتَ الشَّيخ الألباني الحُكم عليه، فلما رجعَ بعضُ إخوانِنا الثِّقاة لرسالتِه الدُّكتوراة -التي كانت بالأمسِ القريب-؛ فإذا كلامُه كلام الشَّيخ الألباني! فهل هو لا يُحسِن في الأولى؟ أم لا يُحسِن في الآخِرة؟
ومع ذلك: لم نتَّخذ هذا تُكَأة؛ لِنَقولَ: محمَّد بن هادي لا يُحسن القول، أو لا يُحسن الكتابة!
لو أنَّنا حكَمنا على كلِّ مَن فاتَه نقلٌ، أو أخطأ في نقلٍ، أو انتقل بصرُهُ في نقلٍ، أو انتَقَل ذِهنُه في نقلٍ؛ أنَّه لا يُحسِن؛ لكان المنتقِد -نفسُه- أوَّل المُسِيئِين، وأوَّل البَعيدين عن الإحسان.
فكيف إذا عرَفَنا أنَّ مثلَ هذا الفِعل شيءٌ كثيرٌ -وكثير جِدًّا- في عالَـم التَّأليف والتَّصنيف.
هذه نُقطة.
النُّقطة الثَّانية: هذا استِدراكٌ صُوريٌّ لا وزنَ له في العلم، إلا أن يكونَ شيئًا فنيًّا؛ وإلا: فالنَّاقِل مُقِرٌّ، وبالتَّالي: المنقول عنه كأنَّ القولَ قولُه -سواءً بِسَواء-.
الآن: ابن مُفلح نقلَ عن ابن الجَوزي، لم نَعرف نقلَ ابنِ الجوزي إلا مِن خلال ابنِ مُفلح؛ فإذا عَزَوناه له؛ -كما قُلنا- هذا خطأ ذِهني، خطأ في النَّقل؛ لكن ما هي الثمرة إلا التَّشغيب! يتَّهِمون النَّاس بالتَّشغيب! وهم أوَّل المُشاغِبين، وأوَّل المُشَغِّبين؛ ومع ذلك نقول: نسألُ اللهَ أن يهديَهم.
[ المقدِّم ] أيضًا -شيخَنا الكريم-: نزل محمَّد بن هادي فيما كَتَب، حول نصيحة الشَّيخ ربيع لكم، وصبرِه عليكم؛ فلا بُدَّ مِن كلمةٍ منكم حول هذا. وهل كانت النَّصيحة والصَّبر من طرفٍ واحد؟
[ الشَّيخ علي ] أمَّا موضوع الصَّبر: فأنا ذكرتُ ذلك في أكثر مِن مكان، وفي أكثر من مقالٍ لي، وبيَّنتُ أنَّ هذا الصبرَ -في الحقيقة- دعوَى، ودعوى عريضة! إنَّما الأمر كان بالتَّوافُق: الشَّيخ ربيع -أكثر مِن مرَّة- لمَّا كُنا نتناقش؛ يقول: (أنا أرضى بأن لا تُبدِّع فلانًا وفلانًا؛ لكنْ خَطِّئهم)، والله على ما أقول شهيد!
فإذا كان هو يُضمِر شيئًا في صدرِه غير ما يُبديه؛ فهذا أمرُه إلى للهِ -سبحانَه وتَعالى-.
أمَّا البحثُ العِلمي، والأخذُ والرَّدُّ، والتَّخطئة والتَّصويب كانت مُتبادَلة -مع الاحتِرام الكبير الذي كُنَّا نُبديه له-في ذلك الحين-، ونرجو أنَّنا لا نزال عليه إلى هذه السَّاعة-.
لكنْ أن يُقال: (أنني صبرتُ عليه)؛ فأقول: صبرَ عليَّ بماذا؟
لأنني لم أبدِّع أبا الحسن المأربي؟!
فلم يُبدِّعه الشَّيخ العبَّاد!
لأنني لم أبدِّع المغراوي؟!
لم يُبدِّعه الشَّيخ فلان وفلان!
وأنا أذكر لمَّا جرى اتِّصال -قبل سنتَين- في مِصر، والشَّيخ ربيع كان على الطَّرف الآخر من الهاتِف، فقلتُ له: هؤلاء يُثني عليهم ولا يُبدِّعهم الشَّيخ عبد المُحسن العبَّاد والشَّيخ صالح آل الشَّيخ، قال: (أنتَ تعلمُ، وهم لا يَعلمون)!
أنا أقول: هذا عُذر أقبح مِن ذنب!!
إذا كان الصبرُ المدَّعى مُتعلِّقًا بهذا الوَهم -أنَّني أعلم وأن هؤلاء المشايخ الأفاضل لا يعلمون-؛ فبِئسَ الصبرُ هو!! بئسَ الصَّبر هو!!
أنا أقول: هؤلاء يعلَمون أكثر مما نَعلَم! سواء في العلم الشَّرعي -عُمومًا-، أو في هذه المسائِلِ -خُصوصًا-؛ وإلا: لو كان الشَّيخ العبَّاد لا يَعلم..! وقد ألَّف رسالتَه الأُولى: «رفقًا أهلَ السُّنة.. » بسبب ما قِيل -يومئذٍ- بأنَّه (فِتنة المأربي)! ولو عكسنا الوصفَ؛ لكان أقرب!
واليوم لمَّا ألَّف «ومرَّة أُخرى: رِفقًا أهل السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة»؛ فنقول: بِسبب ماذا ألَّفها؟ وعلى إِثرِ ماذا كتبَها؟ إلا أن يكون ما يُسمَّى -أيضًا-ظُلمًا وجَورًا وبُهتانًا-: (فِتنة الحلَبي)! ولو عكسنا؛ لكان أقرب للصواب!
فهل الشَّيخ العبَّاد -الذي يُتابِع هذه الأمور، ويَكتب، ويُناقش، ويستفتيه النَّاس مِن كل مكان، وله جَولاتٌ وصَولاتٌ في ردِّ هذا النَّفَس البعيد والنَّابي عن منهج الدَّعوة السَّلفية الذي عليه عُلماؤُنا- يُقال عنه لا يَعلم؟!!
أمَّا الشَّيخ صالح آل الشَّيخ فيكفِي أنَّه جمعَ بين العِلم والمنصِب، ومثلُه -عِلمًا ومنصِبًا- تُقَدَّم إليه تقارير يومِيَّة -في صغيرِ المسائل وكبيرِها-، وهذه بَدهيَّة لا تحتاجُ إلى إقامةِ حُجَّة، والَّذي يُطالِب بإقامةِ الحُجَّة عليها؛ يقال له: اخرُج مِن هذا الإطارِ، وأنتَ لست مِن أهل هذا المِضمار!
فالشَّيخ صالح آل الشَّيخ -حَفظَهُ اللهُ- لما تكلَّم؛ تكلَّم في هذه القضايا، وبيَّن كيف كان يُعالج أئمَّة الدَّعوة الَّذين أخطؤُوا في العقيدة..
الحمد للهِ أننا لم نُخطئ في العقيدة؛ إلا: بفِريتَين مُتلاحِمَتَين، لن يُزيلَها عنا -ولا أعظم مُنظِّفات هذا العصر!-؛ بسبب الكذبِ والظُّلم والجَور -على مذهبِ: (عنزة ولو طارت)!-؛ أنَّهم قالوا أنني أقول بـ(أن الصَّحابة غُثائيَّة)!! وأبرأ إلى الله مِن هذا القول مِن قائلِه!
أنا قلتُ كلمةً جوابًا على مَن سألني: (ما رأيكَ فيمَن يقول بهذا القول)..
أمَّا أنَّها صدَرت مِني؛ فهذا كذبٌ مَبنيٌّ على كذِب!!
والفِرية الأخرى -التي لا زِلنا، ولا نزال نردُّها، وننقُضُها-: دعوى (وحدةِ الأديان)!!
نحنُ -يا قومُ! يا أيها العُقلاء!-إن كان بَقِي فيكم عُقلاء! إن كان بقيَ فيكم فَهمٌ وإنصافٌ وإدراكٌ! وأرجو أن يكون ذلك كذلك!- المرَّة، تِلوَ المرةِ، تِلوَ المرَّة؛ ونحن نُبيِّن: أن هذا إلزامٌ فاشِل! هذا إلزام باطِل! ورأيٌ عاطِل! أنتَ أثنَيتَ على كذا، وكذا فيه كذا؛ إذن: أنتَ كذا وكذا!!
أي علمٍ هذا؟!
بل: أيُّ هَمجيَّة فِكريَّة هذه؟!
بل: أيُّ ظُلم وجَور هذا؟!!
هذه طامَّة عظمى!
هذا الأسلوب -في الفهمِ- يُقال فيه: طامة الطوام! وليس طامَّة الطوامِّ: التَّوهُّم، ثم الفهم، ثم إصدار الأحكام، وكل ذلك مَبنيٌّ على باطل، وعلى ظُلم، وعلى فساد.
يا قومُ: نحن لا نُجيز التَّقريب بين المذاهب والنِّحَل والأحزاب؛ فكيف نُجيز الوحدة بين الأديان!!
لا نُجيز التقارب بين المذاهب؛ فهل نُجيز الوحدة بين الأديان؟!!
هذا كلام لا ينبغي أن يقولَه عاقِل، وإذا قيل: لا يجوز أن يَقبَلَه عاقل!
لكنَّه: ظلم! والظُّلم ظلمات! وربُّك إذا أخَذَ فهو شديد المِحال! نعم.
[ المقدِّم ] أحسن الله إليكم.
سائلٌ آخر يقولُ: تكلَّم الشَّيخ ابنُ هادي حول الكثرةِ التي تُحيط بكم، وتتلقَّى كلامَكم بالقَبول، وكأنَّه جعل ذلك مِن علامات الغَلطِ والباطِل؛ فالباطل وأهلُه أكثرُ مِن أهل الحقِّ، وكذا غَمَز -غفرَ اللهُ لهُ- مُنتدياتنا المباركة -بإذن الله- «منتديات كلِّ السَّلفيِّين»؛ فهل مِن توضيح لهذا الأمر؟
[ الشَّيخ علي ] أمَّا الغمز فلا نلتفت له؛ لأنَّ الغمز يستطيعه الأحمق، والجاهِل، والأرعن، والخسيسُ، والوَبيءُ، والمريض..
نحن نُريد العلم؛ إذا يوجد مسألة عِلميَّة نُنقاشها وتَذلُّ رقابُنا للحق؛ أمَّا هذا الغمزُ الطيَّار، والمشاغَبة البَطَّالة؛ هذا يَستطيعُه حتَّى النِّساء ربَّات الخُدور في دُورِهنَّ وفي مَخادِعهنَّ!!
أمَّا موضوع الكثرة: فإذا كنتَ تعني ما تقول؛ فأنا أقولُ: هذه بِشارة؛ أن يكونَ جَمعُنا -والحمدُ للهِ- صار كثيرًا! هذه بِشارة لنا!
أنا أعلمُ -إلى هذه السَّاعة، وإلى هذه اللَّحظة-: أن جمعَنا ليس بالكثير، وأنَّ أعدادَنا ليست بالكثيرة.
فإذا جاءت البِشارة منه -ونحن-هُنا-نَقبلُ خَبرَ الثِّقة -بالمناسبة-؛ لأنَّ عندنا ضوابط؛ هُنا نقبَل خبرَ الثِّقة-، فإذا كان هذا..؛ فهذه بُشرى على أنَّ الصِّراع على وشك الانتِهاء؛ لأنَّ ما كانوا يتبجَّحون به، وما كانوا يَستكثِرون به..
وأنا سمعتُ بأذنِي -واللهُ على ما أقولُ شهيدٌ- مَن قال في مَنزِلِه -ولا أريدُ أن أذكر الأسماء، ولا أُريد أن أذكُرَ الأماكن-، قال: (أنا -مِن هُنا- أستطيع أن أُحرِّك السَّلفيِّين في العالَـم)!!
أي اغترار بالكَثرة أكثر، وأعسَر، وأعظَم، وأنكى مِن هذا الاغتِرار؟!!
فإذا جاءتنا البِشارة من محمَّد هادي أنَّ الأمور انقلبتْ!!
لكنْ ثمَّةَ -أيضًا- وزنٌ بِمِيزانَيْن وكَيلٌ بِمِكيالَيْن: لما كانوا هم الأكثر؛ كانت الكثرةُ محمودةً!! لما توهَّموا -وأنا أقول-إلى الآن-: (توهَّموا)؛ إلا إذا قَبِلتُ خبرَ الثِّقة- أنَّنا -الآن- أكثر، لما صار غيرُهم الأكثر؛ صارت الكثرةُ مذمومةً!!
يَكفي تلاعُبًا بالعُقول!
يكفي عبثًا بالأذهان!!
يكفي تدليسًا على الأمَّة!!!
الدَّعوة السَّلفيَّة لن تننتصرَ بِالكَذِب!
الدَّعوة السَّلفيَّة لن تنتصر بالتَّدليس!
الدَّعوة السَّلفيَّة لن تَنتصرَ بالقَباحة!
الدَّعوة السَّلفيَّة لن تنتصر بالسُّوء الذي يركبُه سُوء! وتحت سوءٍ! وفوق سوءٍ! نسأل الله العافية!
لذلك: الأمرُ يحتاج إلى تقوى الله -سُبحانه وتَعالى-، والنَّبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- يقول: «لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحبَّ لأخيه ما يُحبُّ لِنفسِه».
ما بالُكم تعكِسون الأمرَ؟!
ما بالُكُم تَقْلِبون الحقائق، وتُقلِّبون المسائِل؟!
هذا ليس دِينًا، وليس هُدى، وليس شرعًا!!
[ المقدِّم ] أحسن اللهُ إليكم. أثقلنا عليكم في الأسئلة حول محمَّد بن هادي.. وهذا آخر سؤال -شيخَنا- حول محمَّد بن هادي: يَنسب -أيضًا- إليكم -هو وغيرُه-غفر اللهُ لهم-: أنَّكم تُدافِعون عن المُظاهَرات؛ فما رأيُكم بهذه النِّسبة -عِلمًا أنَّ في هذه النِّسبة تشغيبًا عليكم عند وُلاة الأمر-كما قال السَّائل-؟
[ الشَّيخ علي ] هذا كذِب له قُرون؛ وإلا: فأنا أُبشِّر إخواني أنَّني انتهيتُ من كتابٍ في أكثر من مئتَي صفحة سمَّيتُه: «تحذيرات العلماءِ الثقاة من المُظاهَرات والاعتِصامات والإضرابات»، والكتاب جعلتُه نصفَين: نصفًا فيه التَّأصيل، ونصفًا فيه الفتاوى العلميَّة التي صدَّرتها بفتاوى أئمَّتنا الثلاثة الشَّيخ الألباني، والشَّيخ ابن باز، والشَّيخ ابن عثيمين.
لكن: هؤلاء قومٌ احتَرفوا الكذِب، وصار الافتِراء عندهم مُتعةً، وصار الباطل جُزءًا من حياتِهم! فبالتَّالي: ما أسهل أن يَفتروا على زيد، وأن يُكذِّبوا عُبيدًا، وأن يتكلَّموا في فُلان، وأن يَطعنوا في فلان! وللأسَفِ الثُّلة التي تحيط بهم مذهبُها -كما يقولون-: (ولا الضَّالين؛ آمين)!! إن جاز هذا الاستِعمال، أو هذا التَّعبير في هذا المقام!
كأنَّهم لا يُقدِّمون بين يدي هؤلاء فيما يقولون؛ بل فيما يَفتَرون؛ بل فيما يكذبون على أنفسِهم وعلى غيرِهم! ولو كان عندهم التَّقوى الصالِحة في ذاتِها، والمُصلِحة لأهلِها؛ لَـمَا تجرَّؤوا على هذا الافتِراء، والذي بَنَوا عليه افتراءً آخر!
وأنا أحمدُ الله أن أولياءَ أمورِنا -في هذا البلد الطيِّب- عُقلاء -ليسوا مثلهم!-، ويَفهَمون -ليسُوا يُشغِّبون!-، ويُدرِكون -وليسوا يُغيَّبون!-.
لذلك: الأوَّل والثاني والثَّالث، وقد اطَّلعت على تَشغيباتِهم، واطَّلعت على تحريضاتِهم؛ فلم تَزِدني -والحمدُ لله- إلا ثباتًا على ما أنا عليه، وإلا إصرارًا على معرفتي بباطلِهم، وبِمُنكرِهم الذي لا أزال أحسِّن الظنَّ وأقول: إخواني! إخواني..! ولا أبدِّعهم، ولا أُضلِّلُهم، ولو عكسنا؛ لكان أقربَ إلى الصَّواب!
لكنَّ دينَنا يَمنعنا مِن أن نخوضَ هذه المَخاضة، وأن نتأنَّى فيها -وإن لم يَتأنَّوا هُم، ولم يُدرِكوا حقائقَ الأمور-فضلًا عن عَواقِبها ومآلاتِها-.
وهذا يدلُّ على أنَّهم خاوُون مِن العلم السَّلفيِّ الصَّحيح الذي فيه إدراكٌ لِحقائقِ الأُمور -مِن جهةٍ-، واعتبارٌ لمآلاتِها -مِن جهةٍ أخرى-.
ولكن: مَن لا يُقيم وزنًا لشَيخ الإسلامِ ابن تَيميَّة؛ هل سيُقيم وزنًا لعلي الحلبي أم لِغيره؟!
حدَّثني مَن أثق به -مِن أفاضل أهل العِلم- أنَّه ناقشَ بعضَ كبارِ هذه الفئة -نسأل اللهَ أن يهديَه-، فكان يقول له: (قال شيخُ الإسلام..)؛ يقول: ليس عندك إلا ابن تيمية؟! نعم؛ ليس عندنا إلا ابن تيميَّة!
اغضبْ ما شئتَ أن تغضَبَ!
واسخطْ ما شئتَ أن تسخَطَ!
وقُل ما شئتَ أن تقولَ!
ولسنا كمَن ليس عندهم إلا: (قال فلان.. وقال فلان..)! ممَّن لا يَكونون كعُشر مِعشار شَيخ الإسلامِ ابن تَيميَّة.
شَيخ الإسلامِ ابن تَيميَّة -رحمهُ اللهُ- قعَّد قواعدَه على أصولِ الشَّريعة -مِن غيرِ كيلٍ بمكيالَيْن، ولا وزن بِمِيزانَيْن-؛ بينما أنتم ليس عندكم إلا: (قال فلانٌ.. وقال فلان)! لم يبقَ اثنان أو ثلاثة!! وعمَّا قريب سيكون الأمرُ فيكم -كما كتبتُ في أوائل مقالاتِ المنتدى-: سيؤول الأمر بكم كدودةِ القزِّ! نعم.
[ المقدِّم ] عُرف شيخُنا -حَفظَهُ اللهُ- أنَّه مِن أقوى مَن ردَّ على التَّكفيريِّين، حتى نسبوهُ إلى بدعةِ الإرجاء، ثمَّ جاء بعضُ حُدثاء الأسنان بِفِريةٍ جديدة؛ ألا وهي اتِّهام شيخِنا بالتَّكفير؛ فما هي الصِّلة بين النِّسبتَين؟!
[ الشَّيخ علي ] الصِّلة بين النِّسبَتَين واضحة: أنَّ خُصومَنا -والحمدُ للهِ- جَهَلة، وأنَّ المُخالِفين لنا -والفضلُ للهِ- ظالـِمون؛ وإلا: كيف تَلتَقِي تُهمَتان إحداهما في أقصى العالـَم، والأخرى في الطَّرف الآخر؟!!
سارت مُشرِّقةً وسِرْتَ مُغَرِّبًا .. شتَّانَ بَين مُشرِّقٍ ومُغَرِّبِ!
نحن نبرأ إلى اللهِ مِن فِرية الخوارج، ونبرأ إلى الله مِن فِريةِ المُرجئة.
وكتابي: «التَّنبيهات المتوائِمة» هذه ثمان سنوات مضت عليهِ في طبعتَين -والثَّالثة عما قريب-إن شاء اللهُ- ولم يردَّ عليه أحدٌ -والفضلُ لله-، وقد كتبتُ في مقدِّمته أكثر مِن مئة وخمسين صفحةً في الرَّدِّ على أسماء لامعة أنا أحترِمُها وأقدِّرُها؛ لكنِّي أحترم الحقَّ، وأبَجِّلُه، وأُقَدِّره أكثر مِن الجميع، وتذلُّ رِقابُنا للحقِّ -مِن الصَّغير، قبل الكبير-.
أمَّا مجرَّد التَّمويه، ومجرَّد التَّشويه، ومجرَّد الطَّعن..
كَم وكَم طُعن بشَيخ الإسلامِ ابن تَيميَّة؟! كَم وكَم طُعِن بالإمام محمَّد بن عبد الوهاب؟! كَم وكَم وكَم طُعن بالشَّيخ الألباني؟! كَم وكَم وكَم طُعن بالشَّيخ ابن باز، وغيرهم مِن أهل العلم؟!
ونحن على هذا الطَّريق؛ فإذا طُعِنَّا بهذا الكذب والافتراء؛ فلا يَزيدنا هذا إلا عِزًّا وإلا ثباتًا، وهؤلاء: فلْيَمُوتوا بِكيدِهم -كمَدًا، وغيظًا، وحَسَدًا-، والله يُدافع عن الَّذين آمنوا.
[ المقدِّم ] سائل آخر يقولُ: سمعنا كلامًا للشَّيخ عايد الشمَّري -وفَّقه الله- حول رسالة عمَّان، فما رأيُكم في كلامِه؟ وما تَوجيهُكم له؟
[ الشَّيخ علي ] أنا أقول: هذا موضوع تكلَّمنا فيه كثيرًا.
أنا لستُ مُحاميًا عن رسالة عمَّان، ولستُ المُطْلِقَ لرسالةِ عمَّان؛ أنا عبارة عن مُواطِن في هذا البلد الذي أَطلَق وليُّ أمرِه هذه الرِّسالة.
ومِن العجيب: أن الشَّيخ عايد -حَفظَهُ اللهُ-.. وهو أخٌ فاضِل -ولا أزكِّيه على الله-؛ لكنْ: يبدو أن -هنالك- أمورًا معيَّنة قد تكون دفعتْه، وأنا ألتمسُ له العُذر، وأُقدِّر له ظرفَه؛ لكنْ ظنِّي به حسنٌ -إلى هذه السَّاعة، وأرجو أن يكون ذلك إلى ما بعدها-.
أقول: عندما تكلَّم عن طريقة الردِّ، قال: نحن نُخطِّئهم وهم يقولون: لماذا لا تُخطِّئ فلانًا؟ فلان الذي أشرت وقلت: لماذا لا تخطِّؤونه؟.. أنتم أولَى؛ لماذا لا تخطِّئون وليَّ أمرِكم المُوافِق لما كتبه وليُّ أمرنا، وتُطالِبونني أن أخطِّئَ وليَّ أمري؟! أي تناقض؟!!
ثم قلتُم: هذا كلامٌ عن العِلم، وليس كلامًا عن وليِّ الأمر!
أيضًا: الشَّيخ ابن منيع -أيضًا- وافق وأثنى، وكان مِن الموقِّعين على ميثاق رسالة عمَّان! فكلامُكُم إليه وفيه أولَى مِن كلامِكم فيَّ.
ومع ذلك أنا أقولُ -ولا أزالُ أقولُ-: رسالة عمَّان ليست قرآنًا كريمًا، ولا هي نسخة مِن «صحيحِ البُخاري»، رسالة عمَّان كُتبتْ من بَشَرٍ، وبالتَّالي: هي قابِلة للأخذِ والرَّدِّ، قابِلةٌ للتَّخطِئة، قابلة للتَّصويبِ، قابلةٌ للتَّصحيح.
إذا كان عندكم القُدرة على مِثل هذا؛ فأرسِلُوا إلى وَليِّ أمرِكُم بالمُلاحظات، ويصبحُ الأمر بين أولياءِ الأُمور.
أم أنَّ -الآن- الإنكار على ولاةِ الأمور بالعَلن صار سلفيًّا؟!!
الإنكار على وُلاةِ الأمور: تلقَّنَّا منذ صِغرِنا أنَّه نفحةٌ خلَفيَّة.
الآن: على وقت رِسالة عمَّان صار مَسحةً سلفيَّة؟!!
لكنني أكرِّر: إنَّه الكيل بمِكيالَيْن، والوزن بِمِيزانَين، وهو الظُّلم الذي لن يَتركَهُم اللهُ وهُم مُستمرِّون عليه؛ إلا أن يتوبُوا، أو يؤُوبوا، أو يذوبوا. نعم
[ المقدِّم ] أحسن اللهُ إليكم. هنا سائل يقول: مَن تتبَّع رُدودَكم -سواء على الشَّيخ ربيع، أو غيرِه- يرى أنَّكم تَصِفونهم بالأُخُوَّة؛ فما السَّبب في ذلك؟
[ الشَّيخ علي ] {إنَّما المؤمِنونَ إخوة}؛ لا نُكفِّرهم، ولا نُبدِّعهم -وإنْ بَدَّعونا-، ولا يجزئ مَن عصى اللهَ فيكَ بأحسنَ مِن أن تُطيعَ اللهَ فيه؛ لعل الله -سُبحانه وتعالى-وهُم يَقرؤُون تلطُّفَنا معهم، ويُقارِنونه بِغِلظتِهم، وعُنفِهم، وجلافتِهم معنا- أن يتوبَ، أو يَؤُوب، أو يرجع مَن عنده بقيَّة مِن فهمٍ، أو مِن عقلٍ.
ومع ذلك: أنا أكتب هذا بكلِّ إخلاصٍ -ولا أُزكِّي نفسي على الله-..
أكتب هذا وأنا أعتقدُ أنَّه حقٌّ؛ لأنَّني لا أستطيع أن أتجرَّأ في قضيَّة يكون الخطأُ فيها أعظمَ ألف مرَّةٍ مِن الصَّواب.
فأنا أقول: لئن أخطأتُ في التَّبديع ولم أبدِّع؛ أهونُ مِن أن أُخْطِئَ في التَّبديع ولا يكون هذا المُبَدَّع مُستحقًّا للتَّبديع -فضلًا عن التَّكفير-.
وهذا أرجو أن يكونَ لي فيه شيءٌ عند ربِّي يكون سببَ هِدايةٍ لَـهم؛ وما ذلك على اللهِ بِعزيز.
[ المقدِّم ] نفس السَّائل -شيخَنا- يقول: نرى في مقالاتِكم أن كثيرًا من الرُّدود عليكم وعلى كتابِكم «منهج السَّلف الصَّالح» كانت بعيدةً عن محل النِّزاع؛ فما السَّبب في ذلك في رأيِكم؟
[ الشَّيخ علي ] السَّبب في ذلك -وللأسَفِ الشَّديد!-: أنَّ الذين ردُّوا ردُّوا بسُوءِ نيَّة، وصاروا يَستخرجون الألفاظ، ويُحَمِّلونها محامل بعيدةً عن سِياقاتِها؛ فمِن هنا جاء الظُّلم، وجاء بُعد كلامِ هؤلاء عن محلِّ النِّزاع.
يعني: محمَّد هادي في هذا المقال عندما يرجِعُ إلى دندنةِ (الجرحِ والتَّعديل) -وقد بيَّناها-بدون مُبالغة-عشرين مرَّة!-؛ فأي ظُلم أشد؟!! لماذا تأخذوننا في مسائل انتهَيْنا منها؟!!
لكن: لأنَّهم ليس عندهم إلا هذه المسائل -التي هي في حُكم المُنتهي-، هم يتعلَّقون فيها، ويتشبَّثون بها؛ لأنَّ وجودَهم بِوُجودِها، وانتهاءَهم بِانتِهائِها! فهم لا يَحلمون، ولا يتفكَّرون، ولا يظُنُّون أن يَترُكُوا هذه المسائل؛ لأنَّهم إذا تَركُوها لن يبقَى عندهم شيءٌ، ولن يبقَى عندهم بحثٌ؛ إلا إذا اخترعوا فِريةً جديدةً -كاختِراعهم موضوعَ رسالة عمَّان بعد ستِّ سنوات مِن كلمتي في رسالة عمان!-!!
فهذه -كلُّها- مسائل تدلُّ على فراغ هؤلاءِ النَّاس مِن الإخوة الذين نرجو لهم أن يَستقيموا، وأن يُسدِّدوا؛ لكنْ: ما داموا على هذا الطَّريق المُنكَر -في سُوءِ الظَّنِّ، وفي التَّقوُّل، وفي الكذِب، وفي الافتراء-؛ فقد يكون رجاؤُنا غيرَ مُوافقٍ للواقعِ؛ لكنَّنا نُحسِّن الظنَّ بالله أن يهديَهم، وأن يردَّهم إلى جادَّة الصَّواب، ولا نقول -كما هم يَقولُون-: قصمَ اللهُ ظهرَه! وأشلَّ الله يدَيْه! وقطعَ الله حُلقومَه وملاعيمَه!! ادعوا ما شِئتُم؛ دعوةُ المظلوم هي المُستجابة -وليست دعوة الظالِـم-. نعم.
[ المقدِّم ] شيخَنا: هنا سؤال خاص بك... خاص بشخصِكم: وهو أن كثيرًا مِن الشَّباب والإخوة والأفاضل يُدندن ويَذكُر أن شيخنا الحلبيَّ -حَفظَهُ اللهُ- قد أهدر وقتَه بالانشِغال بهذه الفتنة؛ فهل هذا صحيح؟
[ الشَّيخ علي ] أنا قُلت كلمةً يوم أن كنتُ منشغلًا..
فأنا أُبشِّر إخواني -الآن- أنِّي منشغلٌ -الآن- بِالعلم والتَّعلُّم والتَّعليم والتَّأليف، وأنا -والحمدُ لله-مِن باب: {وأمَّا بِنعمةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}- أجلس في اليوم خمس عشرة ساعةً وراء المكتب، لا أقطعها إلا لصلاةٍ أو طعامٍ -والفضلُ للهِ-تبارَكَ وتَعالَى-.
وأمَّا انشِغالي -في ذلك الوقت-: فأنا كنتُ أعتبرُه مما أتقرَّب إلى الله به خيرًا مِن كلِّ مُؤلَّفاتي، وكنتُ أقول لمن يَسألني، أقول: مؤلَّفاتي تنتظرُ سنةً وسنتين وثلاث وعشر -إذا أحيانا اللهُ، وفسح لنا في العُمر-؛ لكنْ هذه الفتنة لا تنتظر! هذه الفتنة لا يجوز التمهُّل فيها! إذا سكتنا عنها ستمتدُّ، وستطول، وإذا وقَفْنا -بتوفيقِ اللهِ لنا-؛ ستُبتَر وتَنقطع..
وهذه -الحمدُ لله- المبشِّرات جاءت على لِسان الشَّيخ محمَّد بن هادي أنَّها في النِّهايات -إن شاء اللهُ-تَعالى-.
[ المقدِّم ] أيضًا يقول: نُريد منكم -كما طلب كثيرٌ مِن الإخوة- أن تَذكُروا آخر مشاريعِكم العلميَّة، ودروسَكم القائمة -على سبيل الإجمال والاختِصار-؛ طمأنةً للشَّباب، وتحفيزًا لهم.
[ الشَّيخ علي ] أمَّا المؤلَّفات: فالحقيقة في هذا الشَّهر والنِّصف انتهيتُ -الحمدُ لله- أنا مِن خمسة كتب، أو ستَّة كتب -والفضلُ للهِ-؛ لأني صرفتُ ذِهني لها، وأقبلتُ عليها، وأسأل اللهَ الإخلاصَ والقبول.
وتحت الطَّبع -مِن قبلها-: أكثر مِن خمسة عشر كتابًا.
وأمَّا الدُّروس: مضى عليها سنواتٍ وسنواتٍ -والحمدُ لله-؛ عندي درس في كتاب «الإقناع» للإمام ابن المنذِر، قطعنا نحوًا من مئةٍ وتسعين مجلسًا، وعندي درسٌ في شرح كتاب «الإبانة الصُّغرى» في نحو مِن تسعين مجلسًا، وعندي [درس] في شرح «منهج السَّالِكين» إلى الآن لا نزال في كتاب الزكاة في نحو أربعين مجلسًا.
ولنا درس افتتحناه -قبل فترةٍ قريبة- في شرح «كتاب العلم» مِن «صحيح البُخاري»، ونحن -الحمدُ لله- ماشُون فيه، وماضون فيه.
غير اللِّقاءات التي تكون داخلَ الأسبوع: لا يمرُّ أسبوع -والحمدُ للهِ- إلا ويكون لنا لقاءٌ أو لقاءان؛ إمَّا أن يكونا لقاءً أولقاءَين عِلمِيَّين في لقاءٍ مفتوح، أو أن يكون محاضَرة، أو كلمة، أو ما أشبه.
ونسأل الله أن يرزقَنا الإخلاصَ، والسُّنَّة، والثَّبات، والوفاةَ على الإيمان، وأن لا يحرِمَنا مِن الأجر، وأن يعطيَنا أكثر مما نحن عليه؛ وما ذلك على الله بعزيزٍ.
[ المقدِّم ] كتب الله أجرَكم. السُّؤال الأخير -شيخَنا-: يقول السَّائل: كيف تَرَون السَّبيل إلى إخمادِ فتنة التَّبديع المُنفلِت؟
[ الشَّيخ علي ] بأن نظلَّ نُلاحقهم؛ حتى ينقطِعوا، وحتى يرجعوا دعاةً سلفيِّين -كجادَّة عُلمائِنا-.
وأمَّا وهُم على هذه الحال: فنحن وراءهم حذو القُذَّة بالقُذَّة؛ هم شِمال ونحن وراءهم بالعِقال!
وصلَّى الله وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبِه أجمعين.
وآخرُ دعوانَا أن الحمدُ لله ربِّ العالَمين.

__________________


كما أننا أبرياء من التكفير المنفلت وكذلك أبرياء من التبديع المنفلت
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-18-2011, 10:13 AM
أبو عبد العزيز الأثري أبو عبد العزيز الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: العراق
المشاركات: 2,568
افتراضي

جزاك الله خير
__________________
قال الله سبحانه تعالى :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)

قال الشيخ ربيع بن هادي سدده الله :
( الحدادية لهم أصل خبيث وهو أنهم إذا ألصقوا بإنسان قولاً هو بريء منه ويعلن براءته منه، فإنهم يصرون على الاستمرار على رمي ذلك المظلوم بما ألصقوه به، فهم بهذا الأصل الخبيث يفوقون الخوارج )

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-18-2011, 10:55 AM
خالد بن إبراهيم آل كاملة خالد بن إبراهيم آل كاملة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 5,683
افتراضي

و هذا رابط صوتي آخر بجودة ممتازة و واضح جداً و نقي


وللاستماع المباشر من هنا
http://www.archive.org/details/rad.hadi.halabi

و إليكم رابط المادة مرئية
http://www.alhalaby.com/play.php?catsmktba=2569
__________________

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.


To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-18-2011, 01:32 PM
أبو مصطفى السلفي أبو مصطفى السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 245
افتراضي

حفظ الله شيخنا الحبيب على هذه الإجابات السديدة ,
وبارك الله في الإخوة الناقلين , وجزاهم الله عنا خيرا .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-18-2011, 02:20 PM
خالد بن إبراهيم آل كاملة خالد بن إبراهيم آل كاملة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 5,683
افتراضي

تم وضع المادة مرئية أيضاً
__________________

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.


To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-18-2011, 04:13 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,046
Lightbulb

أسافل الرجال تبغي الأعالي
والحرّ يأبى إلا كثرة الترحال
أبشر أبا الحارث واهنأن
فالذليل في بؤس حـــال
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-18-2011, 05:18 PM
أبو الأزهر السلفي أبو الأزهر السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,172
افتراضي

لله درك .. أتيت على أخضرهم ويابسهم, ولم تبقِ لهم ولم تذرْ ..
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 02-18-2011, 08:29 PM
إبراهيم رضوان زاهده إبراهيم رضوان زاهده غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: فلسطين - بيت لحم
المشاركات: 1,092
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مصطفى السلفي مشاهدة المشاركة
حفظ الله شيخنا الحبيب على هذه الإجابات السديدة ,
وبارك الله في الإخوة الناقلين , وجزاهم الله عنا خيرا .
اللهم آمين.
__________________
التوقيع :


To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
1-
To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.


2-
To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.


3-
To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.




رد مع اقتباس
  #9  
قديم 02-19-2011, 12:45 AM
عماد عبد القادر عماد عبد القادر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المملكة الأردنية الهاشمية
المشاركات: 3,334
افتراضي

أحسن الله لكم أخي عمر
على اضافة التفريغ

وبارك الله فيمن فرغها ...
__________________


كما أننا أبرياء من التكفير المنفلت وكذلك أبرياء من التبديع المنفلت
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 02-19-2011, 01:01 AM
السطيفي السطيفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 126
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر بن عبد الهادي الكرخي مشاهدة المشاركة
تم إضافة التفريغ ... (جزى الله خيراً مَن قام بالتفريغ)
أظنها تصلح – هذه - في مستدركاتك يا عمر :

الخطأ : وصفها بـ "(فتنة المأربي )" و "(فتنة الحلبي)"

والصواب : " لو عكسنا الوصفَ؛ لكان أقرب "

.
__________________
" ... فهل يحسن بنا وقد أنضينا قرائحنا في تعلم هذه السنة المطهرة، وبذلنا في العمل بها جهد المستطيع، وركبنا المخاطرَ في الدعوة إليها؛ هل يحسن بنا بعد هذا كله أن نسكت لهؤلاء عن هذه الدعوى الباطلة، ونوليهم منّا ما تولّوا ونبلعهم ريقهم، وهل يحسن بنا أن لا يكون لنا في الدفاع عنها ما كان منّا في الدعوة إليها؟ إنّا إذن لمقصرون!..."
[ الإمام الإبراهيمي الجزائري ]
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:09 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.