أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
10367 84880

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-03-2010, 07:57 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
Exclamation لماذا لم يهدم الصحابة أو من أتى بعدهم من الخلفاء عبر القرون صنم ( أبو الهول ) ؟!!


لماذا لم يهدم الصحابة أو من أتى بعدهم من الخلفاء عبر القرون صنم ( أبو الهول ) ؟!!
هل لصعوبة تهديمه لضخامته أم لأمرٍ آخر ؟

ومن باب الفائدة أنقل ما أورده أخونا أبو محمد البهناسي سابقاً في المنتدى :



قال أحمد تيمور:
نادرة تاريخية، ذكر ابن الفرات في تاريخه، وابن شاكر في فوات الوفيات، في ترجمة الشيخ قطب الدين محمد بن أحمدالقسطلاني المتوفى سنة686
أنه كان يذهب إلى أبي الهول الذي عند الأهرام ، ويعلو رأسه ويضربه اللالكة (أي النعل)، ويقول : يا أبا الهول! افعل كذا وافعل كذا.
وذلك أن جماعة من أهل مصر يزعمون أن الشمس إذا كانت في الحمل وتوجه أحدهم إلى أبي الهول وبخر وقرأكلمات يحفظونها وطلب منه شيئا فإنه يقع.
فكان الشيخ قطب الدين-رحمه الله- يفعل ذلك إهانة لأبي الهول، وعكسا لذلك المقصود الفاسد.اهـ
مختارات أحمد تيمور،ص 150
قال أبو محمد البهناسي: لو هدمه لقطع طرقا تفضي إلى الشرك ،ولسد ذرائع توصل للباطل، ولعله منعه مانع من ذلك.وإلا فإن الجادة ألاّ يدع صورة إلا طمسها.
فليعتبر الذين يهونون من قطع وسائل الشرك، ويزعمون أن الأمة بخير فلا داعي لاتهامها.
والسلام.
أبو محمد
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-03-2010, 02:10 PM
عبد الله السعيدي عبد الله السعيدي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 266
افتراضي

فائدة جميلة
بوركت يا شيخ أبو معاوية
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-04-2010, 07:29 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله السعيدي مشاهدة المشاركة
فائدة جميلة
بوركت يا أبا معاوية
وفيكم بارك يا عبد الله،

سبحان الله !!
قرأ الموضوع ما يقارب المئتان ولا يوجد مفيد !!!
فسأصبر وأنتظر،

وهاكم كلمة أعجبتني قرأتها على الشبكة - لكن لم يُذكَر مصدرها التاريخي - :



... لقد حاول نابليون تفجير أبي الهول بمدافع وطلقات عديدة أثرت في وجهه ولم يشتمه الرحالة الأوربيون لأنه من أبناء دينهم ويتكلم بلغتهم ويعتقد ثقافتهم الهمجية , ولو فعل بعض المسلمين عشر معشار ذلك لقامت الدنيا ولم تقعد عليهم ولوصفهم الناس بالرجعيين والمتخلفين وغير ذلك , ولكن المسلمين رأوا أنه لا فائدة ولا مضرة من هدمه , فتركوه شاهداً على أمم سابقة وماضية حيث أنه لم يكن صنماً معبوداً أو إلهاً في غابر الدهر . اهـ .
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-14-2010, 07:49 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
Arrow الراجح - والله أعلم - أن ( أبو الهول ) كان مغطىً بالرمال عندما افتتح الصحابة مصر




الحمد لله،
الراجح - والله أعلم -أن ( أبو الهول ) كان مغطىً بالرمال عندما افتتح الصحابة مصر، فلم أعثر له على ذكر في كتب التاريخ القديمة، فالمسعودي مثلاً ذكر الأهرام في كتابه " مروج الذهب " ووصفها ولم يذكر ( أبو الهول )، ولم يذكره ابن خرداذبه في " المسالك والممالك " عند كلامه على الأهرام؛ بل ذكر في كتابه أنه (إلى جانب الهرمين عشرة أهرام أصغر منهما ) ولم يذكر ( أبو الهول ) .
وأول من وقفت عليه ذكر ( أبو الهول ) هو الشاعر ظافر الحداد ( ت 528 هـ ) .

قال المقريزي في " المواعظ والاعتبار " - وكل ما أنقل منه - :

ذكر الأهرام

....... وذكر أبو الحسن المسعودي في كتابه أخبار الزمان: ومن أباده الحدثان : أن الخليفة عبد اللّه المأمون بن هارون الرشيد، لمَّا قدم مصر وأتى على الأهرام، أحب أن يهدم أحدها ليعلم ما فيها، فقيل له: إنك لا تقدر على ذلك؟ فقال: لابدّ من فتح شيء منه، ففتحت له الثلمة المفتوحة الآن بنار توقد وخلُّ يرُش ومعاول وحدّادين يعملون فيها حتى أنفق عليها أموالاً عظيمة، فوجدوا عرض الحائط قريباً من عشرين ذراعاً، فلما انتهوا إلى آخر الحائط، وجدوا خلف الثقب مطهرة خضراء فيها ذهب مضروب، وزن كل دينار أوقية، وكان عددها ألف دينار، فجعل المأمون يتعجب من ذلك الذهب ومن جودته، ثم أمر بجملة ما أنفق على الثلمة فوجدوا الذهب الذي أصابوه لا يزيد على ما أنفقوه، ولا ينقص فعجب من معرفتهم بمقدار ما ينفق عليه، ومن تركهم ما يوازيه في الموضع عجباً عظيماً، وقيل: إن المطهرة التي وجد فيها الذهب كانت من زبرجد، فأمر المأمون بحملها إلى خزانته، وكان آخر ما عمل من عجائب مصر.


ذكر الصنم الذي يقال له أبو الهول

هذا الصنم بين الهرمين عرف أوّلاً ببلهيب، وتقول أهل مصر اليوم أبو الهول. قال القضاعي: صنم الهرمين وهو بلهويه، صنم كبير من حجارة فيما بين الهرمين لا يظهر منه سوى رأسه فقط تسميه العامة بأبي الهول . ويقال: بلهيب، ويقال: إنه طلسم للرمل، لئلا يغلب على إبليز الجيزة.
وقال في كتاب عجائب البنيان ( قال أبو معاوية البيروتي : مؤلفه ناصر الدين شافع بن عليّ ( 649 – 730 هـ ) ) :
وعند الأهرام رأس وعنق بارزة من الأرض في غاية العظم تسميه الناس: أبا الهول، ويزعمون أن جثته مدفونة تحت الأرض، ويقتضي القياس بالنسبة إلى رأسه أن يكون طوله سبعين ذراعاً فصاعداً .
( قال أبو معاوية البيروتي : فهذا دليل صريح على أنه في أواخر القرن السابع كان الظاهر فقط رأس ( أبو الهول ) وبعض عنقه ) .

.......... وفي زمننا، كان شخص يعرف بالشيخ محمد صائم الدهر من جملة صوفية الخانقاه الصلاحية سعيد السعداء، قام في نحو من سنة ثمانين وسبعمائة لتغيير أشياء من المنكرات، وسار إلى الأهرام وشوّه وجه أبي الهول وشعثه، فهو على ذلك إلى اليوم، ومن حينئذٍ غلب الرمل على أراضٍ كثيرة من الجيزة، وأهل تلك النواحي يرون أن سبب غلبة الرمل على الأراضي فساد وجه أبي الهول وللّه عاقبة الأمور، وما أحسن قول ظافر الحدّاد:
تأمّل هيئة الهرمين واعجب ... وبينهما أبو الهول العجيب
كعمار يبتن على رحيل ... بمحبوبين بينهما رقيب
وماء النيل تحتهما دموع ... وصوت الريح عندهما نحيب
وظاهر سجن يوسف مثل صب ... تخلف فهو محزون كئيب

( قال أبو معاوية البيروتي : وظافر الشاعر هذا ترجم له الحافظ أبو طاهر السِّلفي في " معجم السفر " وذكر أنه توفّي سنة 528 هـ )

أما عن صعوبة الهدم، فقال المقريزي في " المواعظ والاعتبار " :

................ وكان الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف بن أيوب لما استقل بالملك بعد أبيه، سوّل له جَهلة أصحابه أن يهدم هذه الأهرام فبدأ بالصغير الأحمر، فأخرج إليه النقابين والحجارين وجماعة من أمراء دولته وعظماء مملكته وأمرهم بهدمه، فخيموا عنده وحشروا الرجال والصناع، ووفروا عليهم النفقات وأقاموا نحو ثمانية أشهر بخيلهم ورجلهم يهدمون كل يوم بعد الجهد، واستفراغ بذل الوسع الحجر والحجرين فَقَوم من فوق يدفعونه بالأسافين وقوم من أسفل يجذبونه بالقلوس والأشطان، فإذا سقط سمع له وجبة عظيمة من مسافة بعيدة حتى ترجف الجبال، وتزلزل الأرض ويغوص في الرمل فيتعبون تعباً آخر حتى يخرجوه، ويضربون فيه بالأسافين بعدما ينقبون لها موضعاً، ويثبتونها فيه فيتقطع قطعاً وتسحب كل قطعة على العجل حتى يُلقي في ذيل الجبل، وهي مسافة قريبة، فلما طال ثواءهم، ونفدت نفقاتهم، وتضاعف نصبهم، ووهت عزائمهم كفوا محسورين لم ينالوا بغيةً بل شوّهوا الهرم، وأبانوا عن عجز وفشل، وكان ذلك في سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، ومع ذلك فإن الرائي لحجارة الهرم يظنّ أنه قد استؤصل فإذا عاين الهرم ظنّ أنه لم يهدم منه شيء وإنما سقط بعض جانب منه، وحين ما شوهدت المشقة التي يجدونها في هدم كل حجر، سئِل مقدّم الحجارين فقيل له: لو بذل لكم السلطان ألف دينار على أن تردّوا حجراً واحداً إلى مكانه وهندامه هل كان يمكنكم. فأقسم باللّه إنهم ليعجزون عنه ولو بذل لهم أضعاف ذلك.


__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-23-2010, 01:34 PM
المهندس السلفي المهندس السلفي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: بلدان الاسلام اوطاني
المشاركات: 44
Question واعجبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــي .....

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله وحده والصلاة و السلام على من لا نبي بعده .... اما بعد
فقد ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم- فيما رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما- قال: لما مر النبي – صلى الله عليه وسلم- بالحجر قال لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين، ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي" فهذا الحديث فيه دلالة على النهي عن دخول ديار الأمم التي عذبها الله فضلا عن السياحة إلا على حال من الخوف والوجل والتفكير المورث رقة القلب والاعتبار بحالهم وما حل بهم لما خالفوا أمر ربهم، قال ابن حجر في الفتح: " وفي الحديث ... الزجر عن السكنى في ديار المعذبين، والإسراع عند المرور بها وقد أشير إلى ذلك في قوله تعالى ( وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم) أ.هـ وقد كان الإمام أحمد رحمه الله يكره الصلاة في مواضع الخسف والعذاب . قلت: فلما ترك سلفنا الصالح ديار الذين ظلموا لانهم امروا بذلك .... فهذه امرم ذات العماد الى التماثيل منحوته على الجبل و هناك المئات من هذه التماثيل المحوته في ديارهم المنحوسه .... وكما دل الدليل على وجه التفصيل في الفعل الواجب من تلك الديار و التماثيل لاؤلئك الكفار وما جعلها الاّ آية و عبرة ليس للسياحة و الترويح ... فالعلة واضحة ...
قال : الشيخ ناصر الماجد (عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود ) (بتصرف): لا يجوز دخول ديار الأمم التي حل بها العذاب بقصد النـزهة والسياحة ونحوه لما في ذلك من مخالفة نهي النبي – صلى الله عليه وسلم .... بل ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم- النهي حتى عن مجرد الانتفاع بمائها كما جاء في بعض الروايات أن الصحابة – رضوان الله عليهم - أخبروا النبي – صلى الله عليه وسلم- أنهم قد استقوا من مائها وعجنوا منه، فأمرهم أن يهريقوا ذلك الماء، ففي الحديث الذي أخرجه الشيخان من طريق ابن دينار عن ابن عمر أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم أن لا يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها فقالوا قد عجنا واستقينا فأمرهم أن يطرحوا ذلك العجين ويهريقوا ذلك الماء) هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد) انتهى

والله اعلم

اخوكم المحب ابوعائشة المهندس السلفي
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11-29-2011, 08:45 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
جزاكم الله خيراً .
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11-29-2011, 12:40 PM
خالد الجزائري خالد الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 225
افتراضي منقول

وجوب تكسير الأصنام
الإسلام سؤال وجواب




هل يجب تكسير التماثيل في الإسلام ، ولو كانت من التراث الإنساني والحضاري ؟ ولماذا لما فتح الصحابة البلاد ورأوا فيها التماثيل لم يكسروها ؟

الحمد لله دلت الأدلة الشرعية على وجوب هدم الأصنام ، ومن ذلك :
1- ما رواه مسلم (969) عن أبي الهياج الأسدي قال : قال لي علي بن أبي طالب: ألا أبعثك ‏على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ، ‏ولا قبراً مشرفا إلا سويته " .‏

2- وما رواه مسلم (832) عن عمرو بن عبسة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : وبأي شيء ‏أرسلك ؟ قال : " أرسلني بصلة الأرحام ، وكسر الأوثان ، وأن يوحد الله لا يشرك ‏به شيء ".

ويتأكد وجوب هدمها إذا كانت تعبد من دون الله :

3- روى البخاري (3020) ومسلم (2476) عن جرير بن عبد الله البجلي قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جرير ألا تريحني من ذي الخلصة بيت لخثعم كان يدعى كعبة اليمانية قال فنفرت في خمسين ومائة فارس وكنت لا أثبت على الخيل فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب يده في صدري فقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا قال فانطلقَ فحرَّقها بالنار ثم بعث جرير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يبشره يكنى أبا أرطاة منا فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ما جئتك حتى تركناها كأنها جمل أجرب فبرك رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات ".‏ قال الحافظ ابن حجر : وَفِي الْحَدِيث مَشْرُوعِيَّة إِزَالَة مَا يُفْتَتَن بِهِ النَّاس مِنْ بِنَاء وَغَيْره سَوَاء كَانَ إِنْسَانًا أَوْ حَيَوَانًا أَوْ جَمَادًا اهـ.

4- وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه في سرية لهدم العزى .

5- وأرسل سعد بن زيد الأشهلي رضي الله عنه في سرية لهدم مناة .

6- وأرسل عمرو بن العاص رضي الله عنه في سرية لهدم سواع . وذلك كله بعد فتح مكة . [البداية والهاية 4/712، 776 ، 5/83 ، السيرة النبوية للدكتور علي الصلابي 2/1186 ].

قال النووي في "شرح مسلم" في كلام له على التصوير : وَأَجْمَعُوا عَلَى مَنْع مَا كَانَ لَهُ ظِلّ , وَوُجُوب تَغْيِيره اهـ . والذي له ظل من الصور هو الصور المجسمة كهذه التماثيل .

وأما ما يقال في ترك الصحابة رضي ‏الله عنهم للأصنام في البلاد المفتوحة ، فهذا من الظنون والأوهام ، فما كان لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعوا الأصنام والأوثان ، ‏لاسيما مع كونها معبودة في ذلك الزمن . فإن قيل : فهذه الأصنام القديمة للفراعنة ‏والفينيقيين وغيرهم ، كيف تركها الصحابة الفاتحون ؟ فالجواب : أن هذه الأصنام لا تخرج عن ثلاثة وجوه :‏

الأول : أن تكون تلك الأصنام في أماكن نائية لم يصل إليها الصحابة ، فإن فتح الصحابة ‏لمصر مثلاً لا يعني وصولهم إلى كل أرض فيها . ‏

الثاني : أن تكون تلك الأصنام غير ظاهرة ، بل داخل منازل الفراعنة وغيرهم ، وقد كان ‏هدي النبي صلى الله عليه وسلم الإسراع عند المرور على ديار الظلمة والمعذبين ، بل جاء ‏نهيه عن دخول تلك الأماكن . ‏ ففي الصحيحين : " لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين ، أن يصيبكم مثل ‏ما أصابهم " قال ذلك صلى الله عليه وسلم عند مروره على أصحاب الحجر، في ديار ثمود ‏قوم صالح عليه السلام .‏ وفي رواية في الصحيحين أيضاً : " فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم ، أن يصيبكم ‏مثل ما أصابهم ".‏ والظن بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم إن رأوا معبداً أو منزلاً لهؤلاء أن لا ‏يدخلوه ، وأن لا يطلعوا على ما فيه .‏ وهذا مما يزيل الإشكال حول عدم تعرض الصحابة للأهرام وما فيها ، مع احتمال كون أبوابها ‏ومداخلها مطمورة بالرمال في ذلك الوقت .‏

الثالث : أن كثيراً من هذه الأصنام الظاهرة اليوم كان مغموراً مطموراً ، أو اكتشف حديثاً ، ‏أو جيء به من أماكن نائية لم يصل إليها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .‏ فقد سئل الزركلي عن الأهرام وأبي الهول ونحوها : هل رآها الصحابة الذين دخلوا مصر؟ ‏فقال : كان أكثرها مغموراً بالرمال ، ولاسيما أبا الهول . (شبه جزيرة العرب 4/1188).‏ ثم بقال لو قدر وجود تمثال ظاهر غير مطمور ، فلا بد من ثبوت أن الصحابة رأوه، وأنهم ‏كانوا قادرين على هدمه . ‏ والواقع يشهد أن بعض هذه التماثيل يعجز الصحابة رضي الله عنهم عن هدمه ، فقد ‏استغرق هدم بعض هذه التماثيل عشرين يوماً ، مع وجود الآلات والأدوات والمتفجرات والإمكانيات التي لم ‏تتوفر للصحابة قطعاً .‏ ومما يدل على ذلك ما ذكره ابن خلدون في ( المقدمة ص 383) أن الخليفة الرشيد عزم ‏على هدم إيوان كسرى ، فشرع في ذلك وجمع الأيدي ، واتخذ الفؤوس ، وحَمَّاه بالنار ، ‏وصب عليه الخل ، حتى أدركه العجز وأن الخليفة المأمون أراد أن يهدم الأهرام في مصر ‏فجمع الفعلة ولم يقدر .‏ وأما التعلل بكون هذه التماثيل من التراث الإنساني ، فهذا كلام لا يلتفت إليه ، فإن ‏اللات والعزى وهبل ومناة وغيرها من الأصنام كانت تراثاً لمن يعبدها في قريش والجزيرة .‏ وهو تراث ، لكنه تراث محرم يجب إزالته ، وإذا جاء أمر الله ورسوله فالمؤمن يبادر إلى الامتثال ولا يرد أمر الله ورسوله بمثل هذه الحجج الواهية ، قال تعالى : ( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) النور / 51 ونسأل الله أن يوفق جميع المسلمين لما يحبه ويرضاه . ‏ والله أعلم .


الإسلام سؤال وجواب
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11-29-2011, 12:43 PM
خالد الجزائري خالد الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 225
افتراضي

السؤال: لماذا لم يقم عمرو بن العاص رضى الله عنه بتحطيم التماثيل الفرعونية عندما قام بفتح مصر؟ وهل هناك فرق بين هذا الموقف وبين تكسير تماثيل بوذا؟



الجواب :
الحمد لله
لأن تلك التماثيل الفرعونية كانت مدفونة تحت الأرض عندما فتحت مصر ، وإنما أخرجت ونُبشت في القرون المتأخرة ، ومن المعلوم أنه كان في مصر وفي غيرها معابد كثيرة فهدمها المسلمون وحطموا الصور وكسروا الأخشاب والأحجار التي كهيئة الأصنام ، وقطعوا الأشجار وهدموا المعابد الشركية ، وأما الأهرام فإنها موجودة ولكن لم تكن تعظم وتعبد من دون الله ، وأيضا فإن هدمها يكلف كثيرا فليس في إمكان المسلمين في ذلك الزمان القدرة على هدمها بخلاف تماثيل بوذا الموجودة في الأفغان والتي قام بتحطيمها المسلمون في هذه الأشهر ، فإن تحطيمها قديما كان فيه صعوبة ، وقد قوي المسلمون بما أعطوا من الإمكانيات فحطموها حيث إنها تحت ولا يتهم وسيطرتهم ، كما حطم النبي صلى الله عليه وسلم الأصنام التي كانت في مكة والطائف ونخلة وغيرها .
والله أعلم


فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله .
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 02-20-2014, 07:50 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي

وقفتُ منذ أيام على ذكر المقدسي ( 335 – 390 هـ ) لـ ( أبو الهول ) في كتابه "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم"، حيث قال بعد أنْ تحدّث عن الهرمين ( ص 195 / ت: طليمات ) :
وثَمَّ صنم يزعمون أنّ الشيطان كان يدخله فيكلمه، حتى كسر أنفه وشفتاه.
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09-22-2010, 02:39 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


للفائدة .....

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خضر بن سند مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ...أرجوا أن يكون ما أذكره فيه نفع ولو من وجه ما ..

وهو مقال لي نشر في ملتقى الحديث قديماً





يرد سؤال أشبه مايكون بالبرئ غالباً .. هل عرف علماء المسلمين القدامى الأهرام ووصفوها ( وقد ورد هذا السؤال في هذا المنتدى ) ,,, وهل دخلوها واكتشفوها ... وهل وصف علمائنا ذلك قبل نصارى الغرب ...وما هي فائدة هذا العلم للمسلمين ؟؟



ولقد شاهدت الأهرام وبعض آثار مصر , وثارت هذه الأسئلة وغيرها هناك , فكان نقاشاً علمياً جميلاً كتبت أحرفه بعد عودتنا وهو ماتراه . ..



وهي جزء من حلقات عن خواطر وسوانح في وصف مصر لعله ينشر قريباً , وقد نشرت حلقة منه على هذا الرابط http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1010881







************************





وإذا فرغنا من وصف البلد فسيأتي سؤال مهم عن صفة الأهرام وماذا شاهدنا فيها ؟, والأدهى من هذا السؤال : هل عرفها المسلمون واكتشفوها قديما ؟ .

أم أن الغرب هم سادتها ؟؟.



هذه الأعجوبة والأسطورة طالما تمنيت رؤيتها وزيارتها لكثرة ما سمعت وقرأت عنها وعن عجائبها , وكنت أظنها خارج القاهرة بمسافة شاسعة , وفوجئت بأنها تتراءى للناظر من وسط القاهرة , فهي ليست بعيدة في الصحراء كما توهمت من خلال الصور التي أراها , ولكنها منطقة منزوعة من العمران حتى لا تفقد حضارتها وقيمتها التاريخية السياحية .

ثم إنها ليست محصورة في مكان واحد بل هي بالعشرات وتمتد في عدة مدن ومناطق من مصر من شماله إلى جنوبه , ولها أشكال مختلفة وعجيبة , لكن أكبرها وأعظمها وأشهرها هي أهرام الجيزة التي هي اليوم من القاهرة , ويستطيع الزائر لمصر أن يتجول لرؤية الأهرام في مناطق مختلفة من مصر فيذهب للصعيد ليراها بكثرة إن شاء , ويرى بقايا الآثار التي تدهش الناظر , وليس لها مثيل في العالم يأسره في كثرتها ورعتها وأعجوبتها .



ولعل أكثر ما يؤلم المؤرخ والكاتب اليوم أن ينسب الفضل في معرفة الأهرام للغرباء عن مصر لغة وديناً وثقافة . فقد يسال كثير من أبنا الإسلام ببرائة متناهية غريبة !!, هذه الأعجوبة هل عرفها المسلمون الأوائل ؟, وهل اكتشفوها وعرفوا شيئاً من أسراها ؟, وهل ذرعوها وعرفوا مساحتها وأطوالها وحدوها وأماكنها ؟؟ , هل وصفوها وكتبوا عنها ؟؟, أم أن الغرب المحتل هم أول من وصفها وكتب عنها !!.



والعجب هوا أن الكتب التي تقدم للسائحين غالبها بلغة أجنبية لا تتحدث إلا عن المكتشف فلان والكاتب فلان , وكلهم من غير جلدتنا ولساننا وديننا , حتى يظن الظان أن المصريين والمسلمين قبل مئتين سنة كانوا عمياناً أو عجزة عن معرفة الأهرام , حتى نزل عليهم هؤلاء المخلصون ليبينوا لهم حضارتهم القديمة .

وللأسف أن كثيراً من الكتاب اليوم يتناسون أن العرب الأوائل كتبوا عنها ووصفوها بكثرة , ولهم أخبار وقصائد في ذلك .



ولعل كثيراً من الناس لا يدري أن المأمون الخليفة العباسي قد استطاع رجاله وعلماء دولته بناء على طلبه فك لغز الأهرام , وفتحوا مغارة أحدها وهو خوفوا الهرم الكبير , ورأوا الرسوم والنقوش , ورأوا جثة الملك والجواهر والذهب من حوله , وسطر ذلك علماء المسلمين , ولم يكن ذلك سراً لا يعلمه أحد!!.

ولازالت تلك البنايات الشاهقة الغريبة العجيبة مثار جدال ونقاش من علماء الأثار , وقد سبق علماء المسلمين الغرب في بيان مدى الخلاف فيها , وممن تكلم فيها من علماء المسلمين المؤرخ الشهير (علي بن حسين المسعودي ) , وقد توفي المسعودي سنة (346) , وله رحلات كثيرة للشرق والغرب وأكثر من وصف الأماكن والبلدان , وهو صاحب الكتاب المعروف ( مروج الذهب ) , حيث قال عن الأهرامات وأمرها العجيب : " والأهرام وطولها عظيم، وبنيانها عجيب، عليها أنواع من الكتابات بأقلام الأمم السالفة، والممالك الداثرة، لا يحرى ما تلك الكتابة ولا ما المراد بها، وقد قال مَنْ عنى بتقدير ذرعها: إن مقدار ارتفاع ذهابها في الجو نحو من أربعمائة ذراع، أو كثر، وكلما علا به الصعداء دق ذلك، والعرض نحو ما وصفنا، عليها من الرسوم ما ذكرنا، وإن ذلك علوم وخواص وسحر وأسرار للطبيعة " , ثم أفاض في صفتها وصفة النقوش والكتابات والرسوم في نواحي مصر .



وأما صاحبنا المسعودي في كتابه الآخر ( أخبار الزمان ) فهو يتحدث عن محاولات ومغامرات اكتشاف أسرار الأهرام في القرون الأولى , والتي يطيل هذا الرحالة في وصف ما فيهامن المغارات والطرق الملتوية المتعرجة والرسوم على الجدران والذهب الهائل الذي يكون في السرير والمراكب والجدران والتماثيل والتوابيت وغير ذلك , وهذه القصص هي التي كان البعض يضعف بها المسعودي لغرابة القصة آنذاك وأعجوبتها وقد عدها بعض الناس في أزمان سابقة من الأساطير والهوس التاريخي , وأما اليوم فهي صور حقيقة مثل التي تعودنا عليها والتي تصور عبر التلفزيون لمكتشفي الأهرامات , ولو نقلت كلامه حرفياً لطالت بنا الصفحات فمن أراده فليرجع إليه .



وإذا انتقلنا لكاتب رحالة آخر فسنجد أبي الحسن الهروي المتوفى سنة ( 611) , وهي العصور التي كانت أوربا تسميها بعصور الظلام لها , فهو يحدثنا عن مشاهداته , ويذرع بنفسه , ويكتب مذكراته وذكرياته بلغة بديعة , وهو رحالة إسلامي لم يدرك بلداً من بلدان المسلمين إلا دخلها حتى قال عنه ابن خلكان : " إنه لم يترك براً ولا بحراً ولا سهلاً ولا جبلاً من الأماكن التي يمكن قصدها ورؤيتها إلا رآه , ولم يصل إلى موضع إلا كتب خطه في حائطه و ولقد شاهدت ذلك في البلاد التي رايتها مع كثرتها ".



قال الهروي في كتابه ( الإشارات إلى معرفة الزيارات) ص (41) : " الأهرام , من عجائب الدنيا , وليس على وجه الأرض شرقيها وغربيها عمارة أعجب منها ولا أعظم ولا أرفع , ورأيت بديار مصر أهراماً كثيرة خمسة كبار والباقي صغار , فأما الكبار فاثنان عند الجيزة , واثنان عند قرية يقال لها دهشور , وهرم عند قرية يقال لها (ميدوم ) , وقد اختلفت أقاويل الناس فيها وفيمن بناها وما أريد بها , فمنهم من قال إنها قبور الملوك , ومنهم من قال إنما عملوها خوف الطوفان , ....مساحة كل وجه منها على وجه الأرض أربعمائة ذراع وارتفاعها في الجو يقارب أربعمائة ذراع بذراع العظم ......(وبعد أن ذكر أن المأمون فتح الهرم الأكبر ووصف ما يشاهده الناس اليوم , قال: ) يقول مؤلف هذا الكتاب : دخلت إلى هذا الهرم وصعدت إليه ورأيت هذا الحوض ... ) انتهى المراد من كلامه .



ثم وصف الهروي بلاد الصعيد وما فيها من العجائب القديمة وذكر أنه شاهد المومياء , وجثث البشر والوحوش المحنطة ووصف جثث الجواري ولعلها اليوم ما يسمى بملكات مصر , ورأى الأموال ونحوها فتذكر قوله قوله تعالى : ( ودمرنا ماكان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون ) .



وينتقل الهروي بعد ذلك إلى أكثر قرى الصعيد فيف أثارها ومنها أخميم و أنصنا حتى يصل مكان في الأرض مليء بالآثار كما يقول الغرب اليوم وهي في الجنوب من مصر , وتمتلئ بألوف السياح من شتى أقطار الأرض , فيقول وكلامه هذا في القرن السادس الهجري ص (44) : " مدينة الأقصر : بها من الآثار والقصور والأصنام وصور السباع والدواب مال م أر مثله في بلاد الصعيد ولا في غيرها , وذرعت يد صنم من الحجر المانع فكان من المرفق إلى مفصل الكف سبع أذرع , وكان في يدي سعفة من جريد النخل فعملتها قلماً وكتبت على صدر هذا الصنم : بسم الله الرحمن الرحيم " أولم أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ " , وأرخت الكتابة فجاءت من ثدي الصنم إلى ثديه وكتبت تحت هذه الكتابة :

أين الجبابرة الأكاسرة الأولى ....... كنزوا الكنوز فما بقين ولا بقوا

من كل من ضاق الفضاء بجيشه .......حتى ثوى فحواه لحد مطبق

رحم الله من نظر واعتبر ." انتهى المراد من كلامه رحمه الله .



وقد عَبّر ياقوت الحموي ( وهو من أشهر أدباء وجغرافي المسلمين ومات في القرن السابع الهجري ) عن عظمة الأهرام وشدة بنائها , وتكلم عن حيرة الناس في حلّ طلاسمها وأعاجيبها فقال في معجم البلدان (5 / 399) : " هي أهرام كثيرة إلا أن المشهور منها اثنان واختلف الناس في أهرام مصر اختلافا جما وتكاد أن تكون حقيقة أقوالهم فيها كالمنام" .وهذا الكلام في حقيقة بنائها وطريقته وهيئته عَبّر عنه كبير خبراء الآثار المصرية في العالم وهو الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، وقد كان سابقاً مدير آثار الجيزة حيث قال: " إن عدد النظريات العلمية حول الأهرام التي جمعتها المراكز المتخصصة بلغت خمسة ألآلف نظرية !!" , هذه حيرتهم هو ما عين ما عبر عنه الحموي بقوله إنها كالحلم الذي لا يمكن تصديقه ولا تكذيبه , وهذه المعلومات التي نراها في الصحف والمجلات والكتب , والأسماء الغريبة للملوك التي تكاد حروفها تختصم من شدة كونها متضادة في المخارج , وطريقة النطق لكثير من أسماء الرجال والنساء إنما هي نظريات تختلف قوة بعضها عن بعض , وهذه النظريات فرضت نفسها بقوة الإعلام وربما أثبت العلم بطلانها بعد زمن .



يستمر علماء الإسلام في معرفة قاعدة الهرم وطوله , وقد بينوه منذ فترات طويلة جداً , وهذا يدل على أن علم الآثار من العلوم التي عرفها المسلمون , ولكنهم لم يبالغوا فيها كما يفعله الغرب , ونرى ياقوت الحموي مثلاً يذكر قصة وأسماء غريبة مثل هذه الأسماء التي نقرأها اليوم للملوك الذين بنوا الأهرامات فيقول في قصة طويلة في محاورة مع أحد خبراء الأهرام في العصور القديمة , فيذكر أن ذلك الرجل قال : " قلنا لملكنا سوريد بن سهلوق مر ببناء افرونيات وقبر لك وقبور لأهل بيتك فبنى لنفسه الهرم الشرقي وبنى لأخيه هوجيب الهرم الغربي وبنى لابن هوجيب الهرم المؤزر وبنيت الافرونيات في أسفل مصر وأعلاها وكتبنا في حيطانها علما غامضا من معرفة النجوم وعللها والصنعة والهندسة والطب وغير ذلك مما ينفع ويضر ملخصا مفسرا لمن عرف كلامنا وكتابتنا". وهذا النص نقله الحموي من كتب غيره من علماء مصر وهو القضاعي , ضمن قصة طويلة لا تقل في أعجوبتها عما يذكره خبراء الآثار اليوم .



ومن تتبع كتب البلدان والرحلات للمسلمين منذ القرن الخامس الهجري إلى اليوم سيرى ذكر الأهرام وصفة بنائها حتى قال الحموي " إن حجارتهما نقلت من الجبل الذي بين طرا وحلوان وهما قريتان من مصر وأثر ذلك باق إلى الآن ".



فقد عرف علماء المسلمين أموراً وذلك من خلال النصوص الكثيرة التي نقلوها لنا من خلال مشاهدتهم الخاصة , أو من خلال النقل من الكتب عن غيرهم نذكرها إجمالاً :

• عرفوا الأهرام وتعدادها وأنها بالعشرات تمتد على شريط النيل حتى تصل إلى أقصى جنوب مصر بل السودان .

• وعرفوا أيضا أنها مقابر للملوك والعظماء والوزراء , ووصلوا لتوابيتهم واستطاعوا فتحها ورأوا الجثث وكتبوا عن ذلك .

• وصفوا عظمة بنائها وطريقة هندستها وقاسوا مسافاتها كاملة , فقالوا : " ومن عجائب مصر أمر الهرمين الكبيرين في جانبها الغربي ولا يعلم في الدنيا حجر على حجر أعلى ولا أوسع منها طولها في الأرض أربعمائة ذراع في أربعمائة وكذلك علوها أربعمائة ذراع ".

• وسألوا وبحثوا عن الحجارة من أين جاءت ؟ وكيف حملت ؟.

• وبحثوا في كتب السابقين عن أخبار الأهرامات ودونوا ذلك بعناية وأمانة .

• وكتبوا عن أثار مصر من شمالها إلى جنوبها بدقة , غير مبالين بضغط الواقع للعلماء في الأقطار الأخرى البعيدة , وهو الأمر الذي جعل بعض الناس في تلك العصور يكذب ما يقرأ لبعدهم عن المكان وعدم تصورهم عظمة ذلك .

• ومن جميل وصفهم قول بعضهم : " ليس من شيء إلا وأنا أرحمه من الدهر إلا الهرمين فإني أرحم الدهر منهما " .

• لقد حاول نابليون تفجير أبي الهول بمدافع وطلقات عديدة أثرت في وجهه ولم يشتمه الرحالة الأوربيون لأنه من أبناء دينهم ويتكلم بلغتهم ويعتقد ثقافتهم الهمجية , ولو فعل بعض المسلمين عشر معشار ذلك لقامت الدنيا ولم تقعد عليهم ولصفهم الناس بالرجعيين والمتخلفين وغير ذلك , ولكن المسلمين رأوا أنه لا فائدة ولا مضرة من هدمه , فتركوه شاهداً على أمم سابقة وماضية حيث أنه لم يكن صنماً معبوداً أو إلهاً في غابر الدهر .



ونعود لياقوت الحموي حيث قال عنهما : " وقد رأيت الهرمين وقلت لمن كان في صحبتي غير مرة إن الذي يتصور في ذهني أنه لو اجتمع كل من بأرض مصر من أولها إلى آخرها على سعتها وكثرة أهلها وصمدوا بأنفسهم عشر سنين مجتهدين لما أمكنهم أن يعملوا مثل الهرمين وما سمعت بشيء تعظم عمارته فجئته إلا ورأيته دون صفته إلا الهرمين فإن رؤيتهما أعظم من صفتهما " , هذا وصف ياقوت قبل ثمانمائة سنة وهو ما ينقدح في قلب كل زائر وسائح اليوم .

وهكذا وصفها ابن جبير في رحلته المشهورة , ووصفها ابن الوردي في كتابه خريدة العجائب وأطال جداً في وصفها وبقية الآثار وغيرهم كثير ..



ومن العجائب والطرائف عن اعتقاد قليل من الجهلة في أبي الهول مثلاً ما ذكره الصفدي عن القسطلاني عالم الحديث المصري المتوفى سنة (686) وهو شيخ الحديث بالقاهرة , فقد شاهد في عصره أمراً عجيباً , عند الأهرامات عجباً مثل ذهابهم لأبي الهول وطلبهم منه بعض الحاجات فأذكر كلاماً للصفدي في الوافي بالوفيات :

" وكان يتوجه إلى أبي الهول الذي عند أهرام مصر، وهو رأس الصنم الذي هناك، ويعلو رأسه ويضربه باللالكة، ويقول: يا أبا الهول، افعل كذا، افعل كذا، لأن جماعة من أهل مصر يزعمون أن الشمس إذا كانت في الحمل وتوجه أحدهم إلى أبي الهول، وبخر _ بشكاعى وباذاورد _ ( قلت وهي من أنواع البخور ) ، ووقف عليه وقال ثلاثاً وثلاثين مرة كلمات يحفظونها، وقال معها: يا أبا الهول افعل كذا، فزعموا أن ذلك يتفق وقوعه، وكان الشيخ قطب الدين يفعل ذلك إهانة لأبي الهول وعكساً لذلك المقصد الفاسد؛ لأن تلك الكلمات ربما تكون تعظيماً له ضرورة." انتهى ما ذكره الصفدي في الوافي بالوفيات ( 1/205) .



وما نقلته عن معرفة المسلمين للأهرام إنما هو خواطر , ولو تتبعنا البحث لجاء في صفحات كثيرة جداً , فلا يمكن أن يعيشوا في بلد ثم لا يوجد منهم من يصف البلد وغرائبها وعجائبها وهم سادة التاريخ في العالم اليوم , وهكذا عرف المسلون الأهرام وكتبوا عنها بدون أن يبالغوا أو يجعلوا قولهم هو الحجة القاطعة التي لا تحتمل الخطأ , بل التمسوا الأقوال الأخرى التي نسميها اليوم بالنظريات ودونوها للتاريخ والعظة والعبرة .



فمعرفة أسرار الأهرام وصفتها ليست قرآناً لا يحتمل الخطأ بلهي عرضة للنقد والتحليل , ثم إن معرفتها أو جهلها لا يضر الناس شيئاً , بل هو من الترف العلمي الذي احتاج الناس إليه اليوم , وهي عند المسلمين من ملح العلم ولطائفه وليست غاية وهدفاً تفنى الأعمار في تحصيله , وربما وجد البعض من الأوربيين فيها هرباً من دينه الذي يعتقده إلى دين غامض لا يدري كنهه ومنتهاه .



وإذا شارفنا على الانتهاء من موضوع الأهرامات , فندع بعض الوصف للمقريزي الذي توفي سنة (845هـ ) , وهو شيخ مؤرخي مصر والقاهرة , ليصف لنا بعض ما شاهده وسمع به , وأنقل بعض كلامه على طوله ليكون أنيساً للناس وسميراً لهم أن أجدادهم عرفوا خبر هذه الأهرام قبل الغرب الهمجي بمئات السنين .



يقول المقريزي في المواعظ والإعتبار وهو كتاب يصف فيه القاهرة ومصر , ص ( 1/151) :



" وأمّا الأهرام المتحدّث عنها فهي: ثلاثة أهرام موضوعة على خط مستقيم بالجيزة قبالة الفسطاط، وبينها مسافات كثيرة وزوايا متقابلة نحو الشرف، واثنان عظيمان جدّاً في قدر واحد، وهما متقاربان ومبنيان بالحجارة البيض، وأما الثالث: فصغير عنهما نحو الربع لكنه مبنيّ بحجارة الصوّان الأحمر المنقط الشديد القوّة والصلابة، ولا يكاد يؤثر فيه الحديد إلا في الزمان الطويل، وتجده صغيراً بالقياس إلى ذينك فإذا أتيت إليه وأفردته بالنظر هالك مرآه وحَير النظر في تأمله .

وقد سلك في بناء الأهرام، طريق عجيب من الشكل والإتقان، ولذلك صبرت على ممرّ الأيام لا بل على ممرّها صبر الزمان، فإنك إذا تأملتها وجدت الأذهان الشريفة قد استهلكت فيها، والعقول الصافية قد أفرغت عليها مجهودها والأنفس النيرة قد أفاضت عليها أشرف ما عندها، والملكات الهندسية قد أخرجتها إلى الفعل مثالاً في غاية إمكانها، حتى أنها تكاد تحدث عن قوّة قومها، وتخبر عن سيرتهم، وتنطق عن علومهم، وأذهانهم وتترجم عن سيرهم، وأخبارهم، وذلك أن وضعها على شكل مخروط ويبتدئ من قاعدة مربعة، وينتهي إلى نقطة. ومن خواص الشكل المخروط: أن مركز ثقله في وسطه يتساند على نفسه، ويتواقع على ذاته ويتحامل بعضه على بعض، وليس له جهة أخرى يتساقط عليها.



ومن عجيب وضعه، أنه شكل مربع قد قوبل بزوايا مهاب الرياح الأربع، فإن الريح تنكسر سورتها عند مسامتتها الزاوية، وليست كذلك عندما تلقي السطح.

وذكر المساح: أنَّ قاعدة كل من الهرمين العظيمين أربعمائة ذراع بالذراع السوداء، وينقطع المخروط في أعلاه عند سطح مساحته عشرة أذرع في مثلها، وذكر أن بعض الرماة رمى سهماً في قطر أحدهما، وفي سمكه فسقط السهم دون نصف المسافة، وذكر أنَّ ذرع سطحها أحد عشر ذراعاً بذراع اليد، وفي أحد هذين الهرمين، مدخل يلجه الناس يفضي بهم إلى مسالك ضيقة وأسراب متنافذة وآبار ومهالك، وغير ذلك على ما يحكيه من يلجه، وإنَّ أناساً كثيرين لهم غرام به وتحيل فيه فيتوغلون في أعماقه، ولا بدّ أن ينتهوا إلى ما يعجزون عن سلوكه.

وأما المسلوك المطروق كثيراً، فزلاقة تفضي إلى أعلاه، فيوجد فيه بيت مربع فيه ناوس من حجر، وهذا المدخل ليس هو الباب في أصل البناء، إنما هو منقوب نقباً صادف اتفاقاً، وذكر أن المأمون فتحه.

وحكى من دخله وصعد إلى البيت الذي في أعلاه فلما نزلوا حدّثوا بعظيم ما شاهدوه، وإنه مملوء بالخفافيش وأبوالها وتعظم فيه حتى تكون قدر الحمام، وفيه طاقات وروازن نحو أعلاه كأنها عملت مسالك للريح ومنافذ للضوء بحجارة جافية طول الحجر منها: من عشرة أذرع إلى عشرين ذراعاً، وسمكه من ذراعين إلى ثلاثة أذرع، وعرضه نحو ذلك.



والعجب كل العجب من وضع الحجر على الحجر بهندام ليس في الإمكان أصح منه بحيث لا نجد بينهما مدخل إبرة ولا خلل شعرة، وبينهما طين لونه الزرقة لا يُدرى ما هو؟ ولا صفته؟ وعلى تلك الحجارة كتابات بالقلم القديم المجهول الذي لم يوجد بديار مصر من يزعم أنه سمع من يعرفه، وهذه الكتابات كثيرة جدّاً حتى لو نقل ما عليها إلى صحف لكانت قدر عشرة آلاف صحيفة، وقرأت في بعض كتب الصابئة القَديمة : أن أحد هذين الهرمين، قبر أعاديمون، والآخر قبر هرمس، ويزعمون أنهما بيتان عظيمان، وأن أعاديمون أقدم وأعظم وإنَّه كان يُحجج إليهما ويُهدى إليهما من أقطار البلاد ..." انتهى المراد من كلام المقريزي باختصار وفي كتابه عموماً وصف عام ماتع لأثار مصر من شمالها لجنوبها .



وقد أنشد العرب في الأهرامات وشأنها الأشعار , وقد قال بعضهم :

انظر إلى الهرمين واسمع منهما ... ما يرويان عن الزمان الغابر

لو ينطقان لخبّرانا بالذي ... فعل الزمان بأوّلٍ وبآخر

وقال غيره:

خليلي ما تحت السماء بنيّةٌ ... تناسب في إتقانها هرمي مصر

بناء يخاف الدهر منه ... وكل على ظاهر الدنيا يخاف من الدهر

وقال آخر:

أين الذي الهرمان من بنيانه ... ما قومه، ما يومه، ما المصرع ؟

تتخلّف الآثار عن أصحابها ... حيناً ويدركها الفناء فتصرع





وكتبه :

خضر بن سند ...عفا الله عنه



جدة : 4/4/1430





وهذا رابط المقال والتعليقات لمن أراد الزيادة ....

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=168063
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:07 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.