أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
7189 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-22-2023, 11:39 AM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 785
افتراضي كيف يُسمح للسَّفيه أنْ يفتري على الدَّعوة السَّلفية؟!

كيف يُسمح للسَّفيه أنْ يفتري على الدَّعوة السَّلفية؟!

الحمد لله ربِّ العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وبعد:

قال سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-: «يطبع المؤمن على الخلال كلها، إلا ‌الخيانة ‌والكذب»، فإذا اجتمعت صفة الخيانة وصفة الكذب في شخص -ما-! فسيكون النِّقاش معه عقيمًا...
و«الكذب مِن أبغض الصِّفات عند بني آدم» (1).

فمَن (استحلى)! الكذب فهذا مِن أفجر الناس، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: و«يكون مِن أعظم النَّاس كذبًا، والكذب يستلزم الفجور، فلا بُدَّ أنْ يأمره [شيطانه] بما ليس بِرًّا بل إثمًا»(2) .

وكنتُ فتًى مِن جُندِ إبليسَ فارتقى
~~ بيَ الأمرُ حتى صار إبليسُ مِن جُندي

نقول هذا؛ لأنَّه كلّ يوم يخرج علينا شخص متسلِّق، أو ممن يُتحكَّم به عن بُعد! يَتهم الدَّعوة السَّلفيَّة بأنَّها دعوة تكفيرية! ضاربًا عرض الحائط الحقائق العلميَّة التي أصبحت لا تخفى على عامة النّاس، ولكنَّه اتباع الهوى؛ فأهل الأهواء «أهون شيء عندهم الكذب المختلق»(3).

ولا أدري هل نحتاج اليوم إلى إهدار وقتنا في كشف حقيقة هذه الفرية ومفتريها! فـ«الكذب يُعرف مِن نفْس متنه؛ لا يحتاج إلى النَّظر في إسناده»(4).
نعم؛ المتن منكر، ولا عجب! فسندها ساقط مِن قَبل ومِن بعد.

يُقضى على المرء في أيام محنته
~~ حتى يَرى (حسنًا!) ما ليس بالحسن!

فدعواهم أنَّ السَّلفيَّة -وهي العودة إلى الكتاب والسنة بفهم السَّلف الصَّالح- دعوة تكفيرية، ثم يقومون بالتحريض ضدها وعلى أتباعها؛ هذا مخطط خبيث فاشل، فكلامهم كذب! وأين أدلتهم على كذبهم، بل ستكون أدلتهم -إن وجدت!- دليلًا على إثبات كذبهم، (فأهل الأهواء يكتبون ما لهم ويكتمون ما عليهم)! بل «كتمان الحقِّ مُشَبَّهٌ بالكذب»(5).

والأدلة على تبرئة هذا المنهج الرَّباني كثيرة جدَّا، منذ أنْ ناظر ابن عباس -رضي الله عنهما- الخوارج وإلى يومنا هذا، ولا ننسى الإمام الألباني -في الأردن- الذي وقف سدًّا منيعًا ضد الجماعة التكفيرية التي خرجت في سبعينيات القرن الميلادي المنصرم، ومناظراته مع كل شخص أو جماعة تحمل هذا الفكر مبثوثة ومشهورة ومنتشرة، وكذلك تلاميذه ساروا على نهج شيخهم، ومِن أبرزهم -لا للحصر- شيخنا الحلبي الذي تم اختياره -من بين جميع الطوائف والفرق والجماعات- خطيبًا أمام ملك البلاد بُعيد تفجيرات عمان عام 2005م، وكان موقف السلفيين ثابتًا وواضحًا، دون مجاملة عقدية أو سياسية، أو طمعًا في منصب دنيوي كما يفعل غيرهم!!

بل كان الإعلام الأردني(6) وغير الأردني يتسابق في إجراء لقاءات وحوارات مع السَّلفيين في وقت الفتن والمحن؛ ليبينوا للناس كافة الإسلام الصَّافي الذي تمثِّله الدَّعوة السَّلفية...

ولا ننسى خطب السَّلفيين في المساجد الأردنية الكبرى؛ فهي أكبر شاهد على ذلك في مواجهة هذا الفكر التَّكفير!!

ولا ندري -وقد ندري- أين كانوا هؤلاء المنحرفين وغيرهم من الحزبيين، والطرقيين، والمتعصبين مذهبيًا....، وقت الفتن(!) التي لا يقف أمامها إلا الرَّجال الصَّادقون...
بل انكشفت حقيقة بعضهم في موالاته لبعض دول المشرق والمغرب!!
«فلم يبق الكذب والبهتان منهم أمرًا غريبًا، ولا فعلًا عجيبًا، وهم في الكذب تارة يتعمدونه! وتارة لجهلهم يخطئون!! لأنهم لا يحققون ما ينقلونه ....، والخبر الذي لا يطابق مخبره إذا كان صاحبه غير مجتهد يسمى كذبًا! ويذم على ذلك، وإن اعتقد صدق نفسه»(7).

ثم يطلب هؤلاء الكذبة الفشلة عمل ورشات يشرف عليها مختصون لمكافحة أصحاب الدَّعوة السَّلفيَّة، فهل يعي مَن يطلب مثل هذه الطلبات؟! وقد أخطاؤا مرتين:
الأولى: اتهام الأبرياء بما ليس فيهم، وليس مِن منهجهم، فهم صِمام أمان باعتراف رجالات الدَّولة.
والثانية: يظنون أنَّهم مؤهلون لمحاربة الفكر التكفيري!! وهذا مِن المضحكات المبكيات! فمِن وسائل محاربة الفكر التَّكفيري: العلم، والفهم الصحيح. وفاقد الشيء لا يعطيه...

بل قد سمعتُ ممن يتهجم على هذه الدَّعوة المباركة أنَّه يكفر ويبدع بمجرد الفعل، دون مراعاة الشروط، وانتفاء الموانع! وكأنه لم تصله القاعدة السَّلفيَّة: (ليس كل مَن وقع في الكفر وقع الكفر عليه)، أو (ليس كل مَن قوع في البدعة صار مبتدعًا).
وهل إذا وصلت إليه سيفهمها؟!!
هذا ما نرجو...

ولكن خطر أهل الأهواء والبدع ليس واقعًا على أنفسهم دون الأُمة بأكملها، فهم سبب في (إغراق السفينة): «قال ابن عقيل عن شيخه أبي الفضل الهمداني: (مبتدعة الإسلام) والكذابون والواضعون للحديث أشد من الملحدين؛ لأنَّ الملحدين قصدوا إفساد الدِّين مِن خارج، وهؤلاء قصدوا إفساده مِن داخل، فهم كأهل بلد سعوا في فساد أحواله، والملحدون كالمحاصرين مِن خارج، فالدّخلاء يفتحون الحصن، فهم شر على الإسلام مِن غير الملابسين له»(8).

فيجب على الجميع كشف حقيقتهم، وبيان كذبهم الظاهر، الذي لا يخفى إلا على مَن أعمى الله قلبه!!
ولن تنتهي كذبات القوم على هذه الدَّعوة المباركة، لأنَّ «الكذب على النَّاس، والتَّكلم في الدِّين وفي النَّاس بغير حق: كثير في كثير مِن الناس»(9).

{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}.

وكتب
محمد بن حسين آل حسن
20 جُمادى الآخرة 1444هـ
13/ 1/ 2023م
ملحوظة: اجتهدتُ في النَّقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية متعمدًا، لأنَّ المتفلسف(!) منهم يكفر شيخ الإسلام، ثم يزعم أنَّه يحارب التَّكفير!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) «مجموع الفتاوى» (14/ 191).
(2) «الجواب الصَّحيح» (6/ 298).
(3) «مجموع الفتاوى» (27/ 479).
(4) «مجموع الفتاوى» (4/ 410).
(5) «المستدرك على الفتاوى» (5/ 113).
(6) ومن الأمثلة على ذلك ما نشر في بعض الجرائد الأردنية -وهي بالعشرات- فضلًا عن بقية وسائل الإعلام المسموع والمرئي، وعلى صفحات الويب، ومواقع التواصل الاجتماعي:
- ندوة في (مركز الألباني) عن التكفيريين اليوم.
- الشيخ الحلبي: السلفية الجهادية تيار تكفيري لا يمت للسلفية بأي صلة.
- جمعية الإمام الألباني: عصابة داعش جانبوا الأمانة في نقل كلام ابن تيمية.
-الحلبي والفالوجي يصدران بيانين: السلفية بريئة من أحداث مدينة الزرقاء.
- ندوة [في جمعية مركز الإمام الألباني] حول الجهاد عند ابن تيمية وادعاءات عصابة داعش.
... وغيرها الكثير.
(7) «تلخيص الاستغاثة» (ص:132).
(8) «الصارم المسلول» (2/ 329).
(9) «مجموع الفتاوى» (28/ 575).
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:58 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.