أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
82506 89305

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الأئمة و الخطباء > خطب نصية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-12-2015, 10:56 AM
أحمد جمال أبوسيف أحمد جمال أبوسيف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,209
افتراضي "إنما المؤمنون أخوة" / أحمد أبو سيف

عباد الله : يقول الله جل جلاله : "إنما المؤمنون إخوة" مبدأ عظيم من مباديء هذا الدين وأساس من أساساته ألا وهو مبدأ الأخوة الإيمانية ، الأخوة الإيمانية القائمة على المحبة والمودة والتعاطف والتكاتف بين المسلمين على اختلاف ألوانهم وأعراقهم وأنسابهم ، هذه الأخوة التي هي من أعظم أسباب قوة أهل الإسلام ، هذه الأخوة التي امتن الله بها علينا "واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا"
عباد الله إذا كانت الأخوة والصحبة بين الناس تختلف باختلاف مقاصد أصحابها وأهدافهم فمن مؤاخ صاحبه لمصلحة وآخر لأجل دنيا ومال وآخر لشهرة جاه إلا أن أوثق أخوة وأقوى رابطة وأثبت مودة هي الأخوة القائمة على الدين تلك الأخوة التي لا تنفصم عراها ولا يتغير فيها الصاحب على صاحبه ولا الأخ على أخيه و"أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله"
عباد الله : جاء الإسلام يوم جاء ليحقق هذا المقصد النبيل وهذا الهدف العظيم جاء ليؤاخي بين المسلمين جميعا بين الأبيض والأسود بين العربي والعجمي بين الشرقي والغربي بين السادة فمن دونهم ليكون جميع المسلمين أخوة متحابين متوادين أساس أخوتهم دينهم وعقيدتهم قاعدة أخوتهم ابتغاء رضوان الله تعالى في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" وفيهما من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر"
نعم يا عباد الله هذه أخوة المؤمنين التي يجب أن يكونوا عليها مودة ورحمة تعاطف وتكاتف ترابط وتعاون بسط وجه ولين قول أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك أن تفرح لفرحه وأن تتألم لمصابه وحزنه .
عباد الله وإن المتأمل في تاريخ أمتنا الزاهر ليجد أن هذه الأخوة هي من أهم أسباب توحد صفها وارتفاع رايتها وقيام دولتها ورفعتها وعزها ومجدها وأبرز دليل على هذا الكلام أن من أسس دولته صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة قيامه بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصارقامت هذه المؤاخاة لا على نسب ولا مصاهرة ولا مصلحة إنما على هذا الدين فكانت لبنة قوية في بناء الدولة الإسلامية .
عباد الله وانظروا إلى حال المسلمين بعد أن أحكمت المادة سيطرتها على القلوب وبعد أن انتقلت الدنيا من قلوبنا إلى أيدينا وبعد أن ضعف الإيمان في قلوبنا انظروا إلى حالنا وإلى علاقاتنا الاجتماعية بأهلنا الأقربين فضلنا عن سائر إخواننا المسلمين خصومات ونزاعات وجفاء وقطيعة ذهب الود والمحبة ليحل محلها الكره والبغضاء ذهب الترابط والتواصل ليكون التقاطع والتدابر في الأسرة الواحدة والبيت الواحد أخ لا يكلم أخاه أو يقاطع أخته أو يحارب أعمامه وأخواله والسبب مشكلة يسيرة تحل بأيسر الأسباب ولا نتحدث عن مقاطعة الجار لجاره بسبب لعب الأولاد وشجارهم .
كل هذا يا عباد الله لأننا جهلنا قيمة هذه النعمة العظيمة نعمة أخوة الإيمان
عباد الله ولنستمع إلى هذه التوجيهات النبوية الشريفة يقول النبي صلى الله عليه وسلم موصيا وناصحا وموجها ومرشد أمته : " لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخوالمسلم ولا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا - وأشار إلى صدره - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" .

الخطبة الثانية :
عباد الله : يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أيام، يلتقيان فيقرض هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يبدأ بالسلام" وفي رواية : " فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار"
عباد الله : يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "هجر المؤمن سنة كقتله"
عباد الله : يقول النبي صلى الله عليه وسلم في المتخاصمين : " فإن ماتا على صرامهما لم يجتمعا في
الجنة أبدا"
عباد الله : يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاثنين والخميس، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلٌ كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ. فَيُقَالُ: أنظروا هذين حتى يصطلحا" .
عباد الله : يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "يطلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن"
عباد الله ألا فلنتق الله في أخواننا ولنصلح حالنا ولنصلح ذات بيننا فلنتراحم ولنسعى لإحياء روح إخوة الإسلام في بيننا لنكون سببا من أسباب نصرة هذا الدين العظيم .
عباد الله : إن من لوازم الأخوة بيننا أهل الإسلام أن نتذكر إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغربها وألا نتعترف بهذه الحدود التي فرقت بيننا إن من لوازم الأخوة الإسلامية أن تدعو لإخوانك في مشارق الأرض ومغاربها وهذا من أقل واجباتنا نحوهم
اللهم فرج كربات المسلمين في كل مكان اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الكفر والكافرين .
__________________
{من خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع}
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:10 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.