أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
32458 86507

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-15-2012, 12:04 AM
أبو عبد المالك 1 أبو عبد المالك 1 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 144
افتراضي الالتزام للشيخ مختار الطيباوي

الالتزام
9
الالتزام مأخوذ أصلا من التزام أحكام الدين،فالالتزام هو فعل الطاعات و اجتناب المعاصي والتزام السلوك الاسلامي،فهناك ربما فرق طفيف بين التدين وبين الإيمان، بين من يقوم بالواجبات الشرعية وتنقصه الاستقامة في المعاملات و السلوك وبين من يحي بالدين في كل شؤونه فهذا هو الملتزم الحقيقي.

معنى إنشاء الالتزام و الانقياد:

قال الشيخ سفر الحوالي في كتابه (ظاهرة الإرجاء) {ص:361}:

((فإن قول اللسان لا يبقى خبر مجرد ، بل يصبح إنشاء للالتزام وإعلانا له)){الإيمان الأوسط،ص102} ومن ثم كان لا بد أن يصدق العمل ذلك الالتزام أو يكذبه)).

قلت : هذا الكلام لم أجده عند شيخ الإسلام في موضع الصفحة المشار إليها ،ولكنه ذكره في موضع الرد على الجهمية في اعتبارهم أن الإيمان هو التصديق فأراد ـ رحمه الله ـ أن يبيَّن أن الإيمان و إن كان يتضمن التصديق فهو تصديق مخصوص بالإقرار، فقال:{325/7}: (( الفرق الثاني: ما تقدم من أن الإيمان لا يستعمل في جميع الأخبار، بل في الإخبار عن الأمور الغائبة، ونحوها مما يدخلها الريب،فإذا أقر بها المستمع قيل: آمن، بخلاف لفظ التصديق إنه عام متناول لجميع الأخبار)).

وعليه، فكلام شيخ الإسلام لبيان أن التصديق يصبح إيمانا أو يسمى "إيمانا "إذا تعلق بأمور الغيب التي يعترضها الريب ،و أنضاف إليه الإقرار، وهو السكون المأخوذ من لفظ: قر يقر، ومن هذه الجهة يتضمن لفظ الإقرار معنى الالتزام، ويكون من وجهين:

قال{325/7}: (( أحدهما الإخبار: وهو من هذا الوجه كلفظ التصديق،والشهادة ونحوهما، وهذا معنى الإقرار الذي يذكره الفقهاء في كتاب الإقرار)).

فالإقرار إذن يكون من وجهين : الوجه الأول هو الإخبار و الشهادة عما في النفس ،ومن هذا الوجه هو كلفظ التصديق.

ومن الوجه الثاني: هو إنشاء الالتزام ومعنى إنشاء الالتزام ليس كما يقول الحوالي: لأن إنشاء الالتزام هو عقد العزم على الطاعة حال النطق بالشهادة و العزائم سرعان ما تنفسخ لأن ما ينبني عليه الإقرار هو التصديق و الإخبار، بينما ما ينبني عليه العمل المستتبع لذلك هو الإرادة الجازمة المستتبعة بالقدرة التامة، ولذلك فرق المسلمون بين العمل و الإقرار فقالوا: ترك الإقرار كفر، و اختلفوا في ترك العمل، لان الإقرار لا يحتاج إلى ما يحتاج إليه العمل،ولم يشترطوا للإقرار القدرة الذاتية لأنه عمل باللسان لترجمة ما في القلب.



قال شيخ الإسلام {355/7}: (( الثاني: إنشاء الالتزام كما في قوله تعالى:{ أقررتم و آخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا و أنا معكم من الشاهدين}[آل عمران]، وليس هو هنا بمعنى الخبر المجرد، فإنه سبحانه قال:{ و إذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب و حكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤممن به ولتنصرنه قال أقررتم و أخذتم على ذلكم إصري} فهذا الالتزام للإيمان و النصر للرسول، و كذلك لفظ الإيمان فيه إخبار و إنشاء و التزام، بخلاف لفظ التصديق المجرد)).

قلت:فإذا اتضح أن لفظ الإقرار يكون من وجهين،وعرفنا لماذا يكون من وجهين،ولا يكون من وجه واحد،فالإيمان هو الطمأنينة إلى الخبر المتضمن لأمر غيبي،فلاطمئنان إلى الخبر النبوي هو قوله: لا إله إلا الله هو الإيمان،فإن لم يطمئن إلى الشهادة باعتبارها خبرا عن النبي لم يكن مؤمنا بها،فإن كان الخبر يتضمن الطاعة وجب أن يتضمن الاطمئنان إليه إنشاء الالتزام ،و إن لم يكن يتضمن طاعة لم يستلزم ذلك، قال شيخ الإسلام{325/7}: (( و المخبر قد يتضمن خبره طاعة المستمع له، و قد لا يتضمن إلا مجرد الطمأنينة إلى صدقه،فإذا تضمن طاعة المستمع لم يكن مؤمنا للمخبر إلا بالتزام طاعته مع تصديقه)).

وكون الشهادة تتضمن العمل أمر لا يعرف إلا من جهة الرسول،و لذلك كان يوصي رسله إلى القبائل بالبدء بالتوحيد ثم الإخبار بالفرائض فلو لم يخبر بوجوب الفرائض لم يعرف الناس أن الشهادة تتضمن العمل الفلاني، لان الشهادة بالوحدانية لله من قسم العقائد لا من قسم العمليات.

وعليه قال المسلمون : من أقر بالشهادتين أصبح مسلما حكما ثم ينظر فيما بعد هل يلتزم الطاعة أم لا؟

ولكنه حين النطق بالشهادتين يشترط التصديق بالخبر الذي تتضمنه الشهادتين و الاطمئنان إليه،أما إنشاء الالتزام لشيء يقع في المستقبل فهو من باب عقد العزيمة و قد عرفنا أن كثيرا من العزائم تنفسخ و تحل عقدها، خاصة العزيمة المطلقة غير المعينة.

و على هذا الأساس تعرف أن الشيخ الحوالي ابتعد نوعا ما في الاستشهاد بكلام شيخ الإسلام مثل ما ساق كلامه عن اليهود الذي شهدوا بنبوة محمد صلى الله عليه و سلم ولم يؤمنوا به، و استخلص أن مجرد العلم و الإخبار ليس بإيمان حتى يتكلم بالإيمان على وجه الإنشاء المتضمن للالتزام و الانقياد مع تضمن ذلك الإخبار عما في أنفسهم(الظاهرة){362}.

قلت:قد بينا في هذا الفصل مورد هذا التفصيل في كلام شيخ الإسلام،و انه أراد أن يبيَّن أن الإيمان ليس هو مجرد التصديق و إنما هو الإخبار عما في النفس،وهذا مرادف للتصديق زيادة الاطمئنان إلى هذا الذي في النفس من التصديق ثم الإقرار به.

ومعلوم أن هذا يتضمن قدرا من العزم على الانقياد و المتابعة و لا نخالف في هذا، ولكن الفرق بين حال الإقرار و حال التي تأتي بعده فرق معتبر، فهذا الذي ذكره شيخ الإسلام هو مطلوب حال الإقرار، و قد يتخلف فيما بعد لفوات شروط أو وجود موانع.

وقد يتخلف بعضه كما هو حاصل في جميع الناس يتركون كثيرا من الأعمال التي هي من صميم إتباع الرسول لأن العمل يتوقف على أمور أخرى غير التصديق و الاطمئنان كالإرادة و القدرة، و عدم المعارض من شهوات وكسل وغير ذلك.

و الصحابة الذين لم يمتثلوا بعض أوامر الرسول صلى الله عليه و سلم، و الأعراب الذين أتوا بالشهادتين يوم إقرارهم بالشهادة كان معهم العقد على المتابعة و الانقياد عقدا عاما ،وعدم طاعتهم لرسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض المواقع لا يدل على عدم هذا العقد، و إلا لكان كل عاص غير مؤمن و لا مقر بالشهادة ،و هذا أمر باطل.

فإذن العقد و العزم أو إنشاء الالتزام أمر مطلوب حال الإقرار بالشهادة و بشكل عام، فاليهود الذين جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه و سلم و شهدوا بأنه نبي لم يكونوا مطمئنين إلى خبر أنفسهم، و لذلك لم يتبعوه أي أنهم شهدوا انه نبي و لكنهم لم يؤمنوا بأنه نبي ، و الفرق بين الشهادة عما في النفس التي تسمى إيمانا و الشهادة عما في النفس التي لا تسمى إيمانا هو الاطمئنان و استقرار النفس على ذلك.

فهؤلاء اليهود لم يكونوا مؤمنين ليس لأنهم لم ينشئوا العقد و الالتزام على الانقياد و الطاعة أو لأنهم شهدوا شهادة الحق ثم لم يعملوا و لكن لأنهم لم يكونوا مؤمنين بنبوته أصلا، ولم يكن معهم إلا مجرد معرفة،فاعتراف اليهود بنبوة محمد صلى الله عليه و سلم من جهة التصديق المحض مع قيام الحسد له لا يسمى إيمانا إذا أصل هذا التصديق أبطله الحس د.

http://www.taibaoui.com/index.php?ty...enu=0&limite=0
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-15-2012, 01:18 AM
خالد الجزائري خالد الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 225
افتراضي

مجموع الفتاوى (20/97)

اقتباس:
وتكفير تارك الصلاة هو المشهور المأثور عن جمهور السلف من الصحابة والتابعين . ومورد النزاع هو فيمن أقر بوجوبها والتزم فعلها ولم يفعلها ا.هـ
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:43 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.