أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
94350 89305

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-03-2012, 08:33 AM
أبو الأزهر السلفي أبو الأزهر السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,172
افتراضي التَّفكير الإسلاميُّ واجب علميٌّ دعويٌّ وضرُورة عصريَّة


التَّفكير الإسلاميُّ واجب علميٌّ دعويٌّ وضرُورة عصريَّة

للشيخ مختار الطيباوي -وفقه الله-

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الحمد لله وحده، و الصَّلاة و السَّلام على من لا نبيَّ بعده.

أمَّا بعد؛ لا يخفى على كثير من المثقَّفين الإسلاميِّين أزمة الفكر الإسلاميِّ الَّتي تعاني منها الدَّعوة الإسلاميَّة،و الَّذي يظهر من التَّقصير في معرفة العلوم المعاصرة كالسِّياسة،و الاجتماع،و الإنسيَّة(الحداثة)،و اللِّسانيَّات،معرفةً علميَّة تسمح باكتشاف مدى تغلغُل العلمانيَّة في نظامِنا التَّعليميِّ والمعرفيِّــــــ خاصَّة ــــــــ الاجتماعيِّ من خلال وسائل الإعلام، و الصِّناعة السَّمعيَّة البصريَّة.

و الغفلة عن دورها في جامعتانا، و مجتمعاتنا، ووسائل إعلامنا،و التَّفريط في طلب البدائل الإسلاميَّة لها، الَّتي تصحِّحها، وتقوِّمها ،أو تُبطلها.

لاشكَّ أنَّه يوجد من الإسلاميِّين من له عناية بهذه المجالات لكنَّ الضَّوء غير مسلَّط عليهم،ولا الجماعات الإسلاميَّة تعطيهم حقَّهم من الاهتمام، ومكانتهم الحقيقيَّة في ريادة العمل الدَّعويِّ الإسلاميِّ ممَّا يجعلهم كأنَّهم غير موجودين(؟!)

فالعلمانيَّة الجديدة (الحداثة)ليست تلك النَّظريَّات الفلسفيَّة و الأدبيَّة اللِّسانيَّة المعقَّدة، والَّتي يراها سليمُ الفطرة، وصحيحُ العقل أنَّها لا تعدو كونها ممحاكات لفظيَّة ،و تسابقاً في الاشتقاق اللُّغويِّ الجديد، بل هي سموم مادِّيَّة تحملها الصُّورة، و الكلمة، و الحدث السِّياسيُّ و الاجتماعيُّ في لاوعي الإنسان البسيط.

إنَّ الغزو الثقافيَّ الَّذي تخضع له مجتمعاتنا يتَّخذ أشكالا وأنماطا علنيَّة وسرِّيَّة،سهلة الكشف في جانب ،وصعبة الكشف في جوانب أخرى، وقد تجاوز حدَّ المذاهب الفكريَّة،و المفهومات الفكريَّة المجرَّدة إلى ما هو أبعد من ذلك:استيراد أمراض الغرب النَّفسيَّة ،و الاجتماعيَّة، و السِّياسيَّة، و الاقتصاديَّة، و الثَّقافيَّة .

كما استوردنا نظام وشكل المؤسَّسات الحكوميَّة ،و الثَّقافيَّة ،و الاجتماعيَّة، و الاقتصاديَّة وحتَّى نظام الدَّولة مستورد في أصغر جزئيَّاته ،فصرنا نأخذ نظامهم ونحاول أن نجعله إسلاميًّا وهو نظامٌ نابع مِن نمط تفكيريِّ و سيكولوجيِّ مغاير لطبيعتِنا وأعرافِنا حتَّى المعمار أخذناه منهم، فشُيِّدت العمارات و ناطحات السَّحاب على طبيعةِ السُّلوك الغربيِّ الَّذي ينعدم من الخصوصيَّة و الاحترام العائليِّ،ولا يتحفَّظ في العلاقات الخاصَّة، فيجعل المطبخ في مقابل قاعة الضُّيوف،ممَّا يضطرُّ المسلم الملتزم إلى إجراء تعديلات كثيرةٍ على هندسَة مسكنِه لينسجم مع أحكام دينه.

فبينما كان منهجُنا في المعمار يأخذُ بعينِ الاعتبار عاداتنا، وديننا، وطبيعة الأسرة المسلمة صار المعمارُ المنقول عن الغرب و الفاضح، يساهم في تفكيك أواصر الأسرةِ المسلمة، وفي تمرُّد الأبناء على الآباء، وفي تعريض المرأة للتَّبرُّج لأنَّ الحاجة في البيوت تؤدِّي إلى استعمال الشُّرفة المكشوفة.

وهكذا مع المدارس و المستشفيات و الإدارات حتَّى الوسائل التِّكنولوجيَّة كوسائل النَّقل البرِّيِّ و البحريِّ و الجوِّيِّ، و الهاتف المحمول، صارت أداة لتخريب بناء النِّظام الاجتماعيِّ الإسلاميِّ في جميع جوانبهــــخاصَّةــــــالسُّلوكيَّة.

ولمَّا أدرك الحداثيُّون قيمة اللُّغة العربيَّة في بناء الشَّخصيَّة الإسلاميَّة نفسيًّا وفكريًّا أولوها اهتماما بالغًا ، فاللُّغة عندهم هي حقيقة كينونة البشر ،ووعي الإنسانيَّة ووعاؤها ،وكما يقول أحدهم (هيدغر):اللُّغة مسكن الكائن.

ولكون اللُّغة(التَّكلُّم)هي أبرز خاصيَّة الإنسان حوَّلوها من أداة وصف وتفسير في التَّخاطب إلى أنَّها هي الإنسان من خلال مذهب الأَنْسَنَة، أي:أنَّ اللُّغة هي أداة تفكيك بنية المجتمع العرفيَّة و السُّلوكية الأخلاقيَّة لأنَّها أداة إعادة تصنيف وتوزيع الأفعال السُّلوكيَّة و الأقوال المعرفيَّة (؟!)حتَّى صارت اللُّغة مستقلَّة عن الفطرة و الدِّين و العقل في وصف الأشياء بالحسن و القبح، فجعلتـــ مثلا ــــ الفنَّ الماجن حسناً مقبولا لأنَّه رسالة (؟!)فالفعل في حدِّ ذاته ليس حسناً أو قبيحاً إلاَّ باعتبار رسالتِه، فالمشهد الفاضحُ في الفيلمِ هو حسنٌ لأنَّه رسالة تتحدَّث عن الاغتصابِ، أو المشاكل الجنسيَّة (؟!)

فانتقلت اللُّغة من وصفِ الفعل بناء على حكمِ الفِطرة و الدِّين و العقلِ إلى تغيير الحقائق الخارجيَّة عن الذِّهن (؟!)

ومن هنا أصبحت المطالبة بتحكيم الشَّريعة ،أو على الأقلِّ عدم مخالفة مبادئها المجمع عليها قولا سيِّئًا قبيحًا لأنَّ رسالته:تفريق المجتمع و المصادرة على الحرِّيَّات (حرِّيَّة الكفر و الرِّدَّة،والزِّنا،و اللِّواط،و الازدراء للقيِّم ،واعتقاد الأفكار الباطنيَّة و الهدامة للدِّين).

ولا يخجل بعض العلمانيِّين مِن أنفسهم عندما يزعمون أنَّ أحكام الشَّريعة هي من اجتهادات الفقهاء في عصرهم (!!)بخلاف المبادئ الَّتي هي الإسلام (!!)

وعندما تسألهم:ماذا تقصدون بكلمة "مبادئ"فإنَّها تُطلق على عدَّة معان(؟)

يقولون لك:قوله تعالى:{ولَقَد خَلَقْنَا الإِنْسَانَ}هذا مبدأ يقرِّر أنَّ المرأة مساوية للرَّجل في كلِّ شيء لأنَّها إنسانة (؟!)

و المشكل ليس في سفاهة هؤلاء، و تلاعبهم بالدِّين في واضحة النَّهار، لكنَّه في تواطؤ الأزهر بسكوته المريب لحسابات شخصيَّة،ومنافع الدُّنيا ،وهو يراهم يتحصَّنون به (؟!)

فللعلمانيَّة حقًّ سنِّ القوانين لحماية فكرها وفلسفتها من كلِّ فكر مضادٍّ، فتمنع كلَّ المظاهر الَّتي تنافي مبادئها، وليس للإسلام حقُّ حماية عقيدته و شريعته بسنِّ قوانين تحفظ دين النَّاس.

و الدَّولة عند العلمانيِّين العرب تضمن الحرِّيَّات (الانحلال و السَّفاهة و الرَّذالة و الانحطاط)ولا تربي أفرادها(لا تلزمهم بالشَّريعة حتَّى بأخلاق إسلام وليس بأحكامه)(؟!)ولذلك بلدانهم في الحضيض، ولو بقيت آلاف السَّنين ستبقى في الحضيض .

فحفظ الدِّين فكرة قبيحة عند العلمانيِّين، وكذلك حفظ الأنساب، و الأخلاق و القيَّم، و الشَّرف ، الشَّيء الوحيد الَّذي له حقُّ الحماية هو حفظ الحرِّيَّة المطلقة، أي:حفظ الشَّهوات من القيود القانونيَّة(؟!)

فما تقومُ بهِ العلمانيَّة في المجتمعات الإسلاميَّة ليس شيئا جديدًا ،أو اكتشافا حضاريًّا،أونهضةً علميَّة، ولا علاقة له بتاتا بالفكر و الثَّقافة لأنَّه في الحقيقة ليس إلاَّ مرضا ،أو ضعفا نفسيًّا أمام الشَّهوات لمحاولة تبرير الانحراف الأخلاقيِّ، منهجه و أداته :اللِّسانيات الَّتي ما هي في الحقيقة إلاَّ منهج تغيير الحقائق الخارجيَّة الثَّابتة بتغيير أسماء الأشياء(؟!)

فتسمِّي الدِّين:"رجعيَّة"، و"ظلاميَّة"(؟!)

و الخلاعة، و المجون، و الفسق، و الفجور:"تحرُّرا"،و "انفتاحاوتقدُّمًا"،و"سماحة"(؟!)

وهذا أمر مرضيٌّ نفاقيٌّ سمَّاه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم منذ قرون بأنَّه استغلال اللُّغة في تحليل ما حرَّم الله تعالى حينما قال: ((لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا)).

و الخلاصة أنَّ العلمانيَّة تحاولُ بناءَ نظام جديدٍ للمفاهيم و استخلاص المعاني، مفاده أنَّ المعتبرَ ليس الحقيقة في نفسِها ،ولكن باعتبار تعلُّقها بذاتِ الإنسان،فهو مَن يجعلها حسنةً هنا، وسيِّئة هناك ،وليس هناك حقيقةٌ ثابتة مستقرَّةٌ يجب أن يخضع لها الإنسان، لأنَّه هو مَن يصنع الحقيقةَ و يُشكِّلها (!!)

وبهذا تريدُ نقلنا من بناء الأحكام على عللِها إلى بناء الأحكام على غايتِها عند الإنسان بغضِّ النَّظر عن حقيقةِ هذا الإنسان إن كان سويًّا متَّزنا منسجمًا مع الفطرةِ السَّليمة،و العقل الصَّحيحِ، و الوحيّ أم لا (؟!)

فالمقصود من الدِّراسات اللِّسانيَّةــــخاصَّةــــــالهيرمنوطيقا(فن التَّأويل)، و التَّأويل الرَّمزيِّ هو تحويل اللُّغة العربيَّة من أداة وصف وتفسير وتخاطب إلى أداة إعادة توزيع و تصنيف الأفعال السُّلوكيَّة و المعرفيَّة في المجتمع؛ بمعنى آخر: تطوير أدوات التَّأويل لفسخ وثوقية المجتمع بأخلاقه و مبادئه المستقرَّة من قرون.

وهنا تحوَّلَ الفرد التَّافهُ و المريضُ نفسيًّا وسلوكيًّا، أي:الفاجر و الماجن إلى شخصيَّة اجتماعيَّة محوريَّة ،فتصبح الممثِّلة و الرَّاقصة الخلاعيَّة بطلةً قوميَّة، ويصبح الرَّقص و الخلاعة رسالة إنسانية لأنَّ الإنسان في الحداثة:هو خالق ذاته، و صانع ذاته، ومشكِّلها(ذاته الاجتماعيَّة و النِّظاميَّة و النَّفسيَّة السِّيكولوجيَّة)(؟!)

ولما كانت اللَّغة العربيَّة روح الأخلاقيَّة و الطَّبيعة العربيَّة ،و ارتباطها بالدِّين ارتباط مباشر غير قابل للفصل يتمُّ تدميرها حاليًّا بالتَّأويل الرَّمزيِّ و الهيرمنوطيقا الَّتي أُعملت على الإنجيل فاستعيرت لتعملَ في القرآن.

ولأنَّ سلاسة اللُّغة و بساطتها تكمن في سهولة المأخذ من ظاهر اللَّفظ تشنُّ الحداثة هجومها عليه، وتريد أن تحوِّلنا من التَّفكير باللَّغة إلى التَّفكير داخل اللُّغة،كأنَّ اللُّغة هي الَّتي تصنع المعانيَ، وليس الحقائقُ الخارجيَّة الحسِّيَّة الظَّاهرة و الباطنة (؟!)

ولأنَّ اللُّغة لا تنفصل عن العقلِ و الفطرة فإنَّ تغيير المفاهيم اللُّغويَّة كفيل بتغيير العقليَّة و النَّفسيَّة العربيَّة، حتَّى في ميزان الحياء، لأنه عندما يكون العُرْيُ مشروعًا في الفنِّ يلزم حتما أن يشرع للابن و البنت أن يشاهداه مع أبيهما وأمِّهما لفهم الرِّسالة (؟!)

إنَّ هذه الطَّريقة الجديدة المخترعة للتعامل مع النَّصَّ القرآنيِّ القصد منها تحويل المعطى الأساسيِّ في فهم وشرح وتفسير النَّصِّ القرآنيِّ و الحديثيِّ الَّذي هو عادة المتكلِّم به لأنَّه يحدِّد المعطيات السِّياقيَّة و قصدَ المتكلِّم إلى المعنى الجديد (ما يوافق العلمانيَّة)لأنَّ المعنى القديم معنى مستهلك في القراءات السَّابقة المتكرِّرة، ممَّا يغرق وضوح النَّصِّ وبيانه، ويلفُّ المعنى الحقيقيَّ بالغموض و الوهم النَّاتج عن فكرة الانجاز التَّامِّ و النِّهائيِّ للغة ،:أي ليس هناك معنى نهائيٌّ لدلالة النَّصِّ القرآنيِّ و الحديثيِّ، فيجب تجديد المعنى بتجديد القراءة ووسائل التَّأويل(؟!)

وبذلك يتخلَّص مِن رتابَةِ القراءة، واختزالِ العبارات الَّتي تفرضُ حدًّا عليه، فلا يهمُّهم أن يختلفَ المعنى الجديدُ عن المعنى القديمِ .

وإذا تأمَّلنا عمليَّات الفهم الَّتي تمارسها العلمانيَّةُ بوسائلها اللِّسانيَّة على النَّصِّ الشَّرعيِّ وجدناها لا تتجاوز عمليَّة التَّشكيك (القديمة بقدمِ الإلحاد)في المعارف الدِّينيَّة المستقرَّة و الثَّابتة إجماعًا من المسلمين، و الحجَّة هي أنَّ الفضاء الثقافيَّ و الفكريَّ يجب أن يظلَّ مفتوحًا ببقاء المعنى مفتوحًا ،و اللَّفظ قابلا للمعاني الجديدة، وفي كلِّ مرَّةٍ يقودنا الرَّمز الباطنيُّ إلى معنى جديدٍ نكتشف إسلامًا جديدًا، وعقيدة جديدة (؟!)

ونتيجة لذلك أصبح الفراعنة مؤمنين،و اليهود و النَّصارى ليسوا كفَّارًا ،ولا يجوز تكفيرهم، وهكذا(؟!)

وما تحوَّل بعضُ الدكاترة الأزهريِّين و الشُّيوخ إلى منهج منحرفٍ، ودين رقيقٍ، إلاَّ بسبب الفكر العلمانيِّ الَّذي دخل عليهم نتيجة مخالطة، أو مكانة إعلاميَّة ،أو إدارية لم يملكوا القدرة على مدافعته، مع استمرار الشُّبهة في ملاحقة البرهان حتَّى الضَّروريِّ منه في أنفسهم حوَّل اليقين لديهم إلى شكٍّ، و استهوتهم الأفكار العلمانيَّة لمواءمة سياسيَّة، ودور اجتماعيٍّ وغير ذلك،وأصبحوا اليوم عالةً على الدِّين.

ولو وجدوا فكرا إسلاميًّا قويًّا يقاوِم العلمانيَّة، و يتتبَّعها لربَّما سَلِمَ بعضُهم من شرورها.

وعليه،ولهذه الأسباب يجب علينا أن نخرجَ قليلا عن الطَّريقة القديمة الَّتي ورثناها عن عصر الضعف العلميِّ، ، بعد أن نحكِم علومنا الشَّرعيَّة ،فإنَّ ما يستدركه العالم المفكِّرُ بالاستقصاء الفكريِّ المنهجيِّ من وجوه الأدلَّة و البصيرةِ كفيل بأن يجعلَ الإسلامـــــبحقٍّ وجدارة ،في الفعل و القول، وليس في القول فقطــــــــ كافيًا للمسلمين في جميعِ المجالات الفكريَّة، ما تعلَّق منها بالسِّياسة، أو الاجتماع أو الاقتصاد،أو غير ذلك، على قاعدة الشَّافعيِّ : لو فكَّر النَّاس كلُّهم في سورة "والعصر"لكفتهم.

و لنعلِّم شبابنَا معاناة دقيق الفكرِ، والصَّبر على السَّبرِ ،و النَّظرِ، و إطالةِ الفكر،وعلى إكراهات البحثِ المنهجيِّ حتَّى نكون في مستوى ديننا وعقيدتِنا، مهيمنين على كلِّ العقائد و المذاهب الفكريَّة بعلم وحجَّة وبرهان.

وليبيِّنوا للنَّاس عوَارَ كلِّ فكر يخالفُ الإسلام،وأنَّه لا يثبتُ في تقريرٍ صحيح ،وفي الوقتِ نفسه يدعونَهم إلى إسلامٍ أصولُهُ ثابتةٌ،وفروعُه مستقِيمَةٌ،وشرائِعُهُ جمَيلَةٌ ،وأحكامُه متناسِقَةٌ متوافِقَةٌ،وحكمَتُهُ مُبهرةٌ للعاقِلِ.

فالمنهج السَّلفيُّ الصَّحيح :الأمر بالفكر و التَّفكُّر مع اعتبارِ الكتابِ و السُّنَّة، بخلافِ مَن ينهى عن الفكرِ(الصُّوفيَّة)،أو يأمرُ به بمعزل عن الكتابِ و السُّنَّة(الفلاسفة و المتكلِّمون).

الفكر في الشَّرع :

لقد مدح الله في كتابه الفكر الَّذي يقود إلى الإيمان، أو يقود إلى التَّقوى، أو يقود إلى درء الشَّرِّ و الفتنة، وقد ندب سبحانُه إلى صرف الفكر ليتدبَّر في آياته المتلوَّة و آياته المجلوَّة، و آيات الله في كلِّ شيء موجودة.

الفكر عمل يقوم به العقل عند الجاهل و العالم، عند السُّنِّيِّ و المبتدع، عند المسلم و الكافر، وما يقوم به عقل البشر هو فطريٌّ طبيعيٌّ فيهم، فالعالم يفكِّر، و الجاهل يفكِّر، فما الفرق بين تفكيرهما (؟)

إنَّ الفكر عمليَّة يقوم بها العقل لا يمكن جحدها أو تجاهلها أو ذمُّها، ومبدأ الفكر الخواطر الَّتي تؤدِّي متعلقاتها إلى الفكر فيأخذها الفكر فيؤدِّيها إلى التَّذكر، الَّذي يأخذها و يؤدِّيها إلى الإرادة الَّتي تؤدِّيها بدورها إلى الجوارح.

فلا يذمُّ ما هو ضروريٌّ للإنسان خاصَّة في العلم إلاَّ من لم يعرف أنَّه من الضَّرورة، فلاشكَّ أنَّ العالم يلاحظ و يتأمَّل و يفكِّر، و بالتَّفكير يقيس، و يستقرأ ،و يستنبط.

ولا شكَّ أنَّ غيره يقوم بهذه العمليَّة، فما الفرق بينه و بين من هم دونه(؟)

هل يوجد فرق بين العلم و الفكر(؟)

ممَّا يدلًّك على أنَّ الفكر من العلم، و المعرفة من العلم، و الفقه من العلم، فإذا جاز أن نقول: "عارف"، و "فقيه"، و "عالم"، جاز أن نقول: "مفكِّر".

يقول ابن القيِّم في (بدائع الفوائد){323/2}: (( أمَّا العِلمُ فلم يجيء إلاَّ مَكسُورا مَصدَرًا كان أو مَفْعُولا،ً لأنَّه لا يَكون أبداً إلاَّ مَعْلُومًا بِنَفسِهِ.

و القولُ بخلافِ ذلك قد يتناولُ نفسَه في بعضِ الكَلامِ، و قد لا يتناول إلاَّ المفعُولَ، وهو الأغلَب.

و أمَّا الفِكْرُ فليس باسم عند سيبويه، ولذلك منعَ مِن جمعِه فقال:لا يُجمع الفكر على أفكار، حمله على المصادِرِ الَّتي لا تجمع.

وقد استهوى الخطباءُ و القُصَّاص خلاف هذا، وهو كالعلمِ لقربِهِ منهُ في معناه، و مشاركته له في محلِّه )).

ولذلك جُعلت مرتبته دون العلم، فهناك علماء مفكِّرون كما بيَّنتُ، وهناك علماء غير مفكِّرين، وهناك مفكِّرون غير علماء، لأنَّهم يعرفون بعض الكلِّيَّات الشَّرعيَّة، و يتكلَّمون فيها، ولم يحيطوا بالجزئيَّات الشَّرعيَّة.

و إذا شئت بتعبير أصوليٍّ:هناك علماء الأنظار، وهناك علماء الوقائع، فالأصوليُّ يطرح نظرة ًكلِّيَّة بخلاف الفقيه فإنَّه يعرف الوقائع، ومن كان أعلم بالوقائع، أي: بالجزئيَّات كان أعلم بالكلِّيَّات، وبجنس النَّظر، لكن مع القدرة للنُّزول بالنَّظريَّة إلى الواقع، و الاستفادة منه للعودة صعودا إلى النَّظريَّة لتقويمها وضبطها.

بماذا تحصل المعرفة (؟)

هنا يبدو وجه الفرق بين التَّفكير الإسلاميِّ و التَّفكير الفلسفيِّ الحداثيِّ، أي: مصدر التَّفكير يحدِّد نوعية التَّفكير، فإذا كان العالم يفكِّر، و طالب العلم يفكِّر، و الصُّحفيُّ يفكِّر و السِّياسيُّ يفكر، فلاشكَّ أنَّ تفكيرهم يتفاوت ،فقد يكون الفكر فاسدا، و قد يكون صحيحا، فلابدَّ من وجود قانون يعصم الذِّهن من الزَّلل في الفكر، وهذا القانون قد نظر إليه الفلاسفة في جانبه الذِّهنيِّ، بينما نظر إليه الإسلاميُّون في جانبه العمليِّ، ففي التَّفكير الفلسفيِّ لا يهمُّ في ماذا يفكِّر، بينما في التَّفكير الإسلاميِّ يجب أن يكون التَّفكُّر في نقل صحيح ،و بعبارة أخرى: في دليل هاد.

فالفكر الصَّحيح يدور بين النَّقل و الاعتبار، أي: النَّظر في الدَّليل الهادي،وهو الكتاب و السُّنَّة، والاعتبار بينه وبين الواقع و الإشكال،وهذا ما ينتج المعرفة الَّتي يتميَّز بها تفكير العالم عن تفكير غيره، و التَّفكير الشَّرعيُّ عن التَّفكير الفلسفيِّ.

فإذا كانت المعرفة تُنال بالنَّقل و الاعتبار، فإن كان النَّقل صحيحا أو الدَّليل هاديا قاد الفكر إلى الفكر الصَّحيح المحمود، فالعالم المفكِّر بخلاف غيره من المفكِّرين ينظر في القرآن و السُّنَّة ( الحقُّ المقصود)، وينظر في الواقع بملاحظة دقيقة وصدق(الحقُّ الموجود)، و يتفكَّر فيها، ثمَّ يديم النَّظر فيها، ويواصل التَّفكُّر حتَّى يخلص إلى الحكمة و النتيجة المرغوبة.

فالفرق بين التَّفكير الإسلاميِّ الشَّرعيِّ و غيره هو أنَّ المفكِّر الإسلاميَّ سواء كان عالما بالشَّرع، أو لم يكن على هذه الدَّرجة هو الَّذي يجعل معاني القرآن و السُّنَّة تسنح في خاطره، فيغوص بها في حياة النَّاس وواقعهم ومشاكلهم وأفكارهم وثقافاتهم يبتغي الحلَّ والتَّوجيه الصَّحيح.

فالعالم يفكِّر و يقدر، وهذا حال الإنسان عموما، و لذلك قال الله تعالى عن الوليد بن مغيرة:{إنَّه فَكرَّ و قدَّر}، إلاَّ أنَّ العالم ينظر في الأدلَّة الصَّحيحة الشَّرعيَّة، فهي مصدر طلب الجواب،وفي الوقت نفسه هي معالم طريق المفكِّر حتَّى لا يخرج عن نطاق التَّفكير الإسلاميِّ، فيفكر ـــــ أوَّلا ــــــ في استخراج المادَّة، و الجواب على الإشكال من القرآن و السُّنَّة و العلم الَّذي يحتاجه كالتَّاريخ وغيره، ثمَّ يقدِّرها و يفصِّلها على حسب الواقعة.

فبالفكر يكشف لك الله مكنونات كثير من الأشياء تظلُّ غامضة حتَّى على بعض أهل العلم.

وعليه، فالفكر من جنس العلم، بل وطريق إليه.

الفرق بين فكر العالم و فكر المفكِّر:

العالم يعرف الشَّرع كقضايا كلِّيَّة و مقاصد و كجزئيَّات يردُّها إلى هذه الكلِّيَّات، فبالكلِّيَّات الشَّرعيَّة يحفظ الجزئيَّات، بينما ما اصطلح على تسمِّيته بـــــ "المفكِّر" لا يقدر على ذلك بحكم الاختصاص، أو التَّعليم، أو الاهتمام (هناك عالم مفكِّر،ومفكِّر إسلاميٌّ)، فيأخذ كلِّيَّة شرعيَّة واحدة، إمَّا عقديَّة ،أو اجتماعيَّة، أو نفسيَّة ،أو سياسيَّة، و ينظر بها في واقع مجتمعه، و يقارنها بمثيلتها في الثَّقافة المعاصرة، فهو يبحث لها عن امتداد يدفع به هجوم الثَّقافة المضادَّة، أو يستخلص منها الحلَّ الكلِّيِّ (البديل الإسلاميِّ) لإشكال معيَّن، فإن كان للعالم معرفة بثقافة عصره، و ثقافة أعداء أمَّته المنتشرة في مجتمعه فهو عالم مفكِّر، و إن لم يكن له ذلك فليس بمفكِّر، و إن كان عالما.

فالمفكِّر سواء كان عالما أو غير عالم هو الَّذي يأخذ قضيَّة شرعيَّة كلِّيَّة ينزلها على واقع النَّاس أو يدخلها مقارنةً أو نقدًا في ثقافة غيره الَّتي يريد نقدها، فيتفكَّر في مصادرها ومواردها ويردُّها بالقضيَّة الشَّرعيَّة الكلِّيَّة (بما في ذلك المقاصد)، الَّتي يبحث لها عن ما يعضِّدها من ثقافة الغير سواء كان تاريخًا، أو فلسفةً، أو علم اجتماع، أو كانت أحداثا جارية.

ولذلك تجد قديما أنَّ مِن العلماء مَن كان من النُّظَّار، بحيث كانت له قدرة على الردِّ على الفلاسفة و المتكلِّمين باصطلاحهم ولغتهم، فهذا عالمٌ نظَّار(وهم قلَّة)، ومنهم من لم تكن له هذه القدرة، فهو من العلماء فقط.

قال ابن تيميَّة في (الدَّرء){60/8} عن ابن عقيل: ((كان مِن أذكياء العالم كثيرُ الفكر و النَّظر في كلام النَّاس))

وتجد ما يدلُّ على ذلك في كثير من الكتبـــــ خاصَّةــــــ عند الشَّيخين: ابن تيميَّة ،و ابن القيِّم،وعند الأصوليِّين فتجد عندهم عبارات مثل: "الَّذي عليه محقِّقو النُّظَّار"، "الَّذي تسمِّيه النُّظَّار و الفقهاء"، "أفاضل النُّظَّار"، "فحول النُّظَّار"، "النُّظَّار المحقِّقون"، "جهال النُّظَّار و أتباعهم"، "مشهور عند العلماء النُّظَّار"، و غير ذلك (الدَّرء){271/3}، (بيان تلبيس الجهميَّة){471/2}، ( الصَّواعق){672/2} ،و مئات الأمثلة.

الفرق بين العلماء المفكِّرين والعلماء غير المفكِّرين:

إنَّ طباع أكثر النَّاس تستغني بظاهر من القول عن الفكر و التَّنبيه و الغوص في بواطن المعاني و الإشكالات، فخفاء التَّعليل، و الاقتصار على الظَّاهر يقود حتماً إلى نقصان الفكر و الاعتبار.

ولذلك كان في أهل العلم أربابُ الألفاظ، و أربابُ المعاني، وكان في الفقهاء غلاةٌ في القياس، و غلاةٌ في الظَّاهر، ومعتدلون في الأمرين.

الفكر هو النَّظر في اصطلاح القدماء:

من المعلوم بداهة أنَّ من استكثرَ من الحفظ قويت حافظتُه، ومن استكثرَ من الفكر قويت مفكِّرته.

وهناك فرق بين أن يعود الإنسان إلى الحافظة ينتزع منها جوابا على إشكال يواجهه، وبين أن يعود إلى مفكِّرته فيطرح فيها الإشكال، ثمَّ يستدعي الحافظة يستخلص منها المعلومة اللازمة للتَّحليل، ثمَّ يُعمل فكره، و يقيس، و يستقرى ،و يحلِّل، و يقارن.

وكما يعرف النَّاس مبدأ الفكر و النَّظر في الدِّماغ ،و مبدأ الإرادة في القلب و العقل، و الفكر يُراد به العلم، قال ابن تيميَّة في (المجموع){308/9}: (( و إذ قد خُلِق القلبُ لأن يُعلم به، فتوجُّهه نحو الأشياء، و ابتغاء العلم بها، هو الفكر و النَّظر )).

وقالــــ أيضًا ــــــ : (( في الصَّحيحين حديث ابن عبَّاس أنَّه كان إذا قام من اللَّيل يصلِّي ينظر إلى السَّماء، و يقرأ الآيات العشر مِن أواخر سورة آل عمران فيجمع بين الذِّكر و النَّظر و الفكر .

ولما كان النَّظر مبدأ و الذِّكر منتهى، لأنَّ النَّظر يتقدَّمُ الإدراك و العلم، و الذِّكر يتأخَّر عن الإدراك و العلم، ولهذا كان المتكلِّمة في النَّظر المقتضي للعلم، وكان المتصوِّفة في الذِّكر المقرِّر للعلم قدَّم آلة النَّظر على آلة الذِّكر، و ختم بهداية الملك الجامع الَّذي هو النَّاظر الذَّاكر)).

فإذا كان الفكر هو النَّظر، وهو نظر القلب و تأمُّله، وكان طريقَ العلم الفكرُ و النَّظر فإذا فسد الفكرُ فسد العقل.

ولذلك كان من الفكر المعاصر فكرٌ فاسدٌ، فالإشكال ليس في أن نقول عن فلان إنَّه مفكرٌ، ولكن الإشكال في ماذا يفكِّر، و إلى أيِّ غرض يقصد(؟)

أنواع الفكر:

قال ابن القيِّم في (الفوائد){199/1}: (( أصلُ الخير و الشَّرِّ مِن قبل التَّفكُّر، فإنَّ الفكر مبدأُ الإرادةِ و الطلب في الزُّهد ،و التَّرك و الحبِّ و البغض، و أنفعُ الفكر :الفكرُ في مصالح المعاد، وفي طرقِ اجتلابها، وفي دفعِ مفاسد المعاد، وفي طرقِ اجتنابها، فهذه أربعةُ أفكار هي أجلُّ الأفكار.

و يليها أربعةٌ: فكرٌ في مصالح الدُّنيا ،و طُرقِ تحصيلها، و فكر في مفاسد الدُّنيا، و طُرقِ الاحتراز منها، فعلى هذه الأقسام دارت أفكارُ العقلاء )).

و الفكر الفاسد موجود حتَّى في العقائد، و الفقه، و التَّفسير، وشرح الحديث، مثله مثل وجود الأحاديث الموضوعة و الضعيفة.

الخلاصة:

نسبة الفكر إلى طائفة ما هو كنسبة التأمُّل و التَّدبُر لهم، وهذا خطأ، بل أولى النَّاس بالتَّفكير العلماء، لكن يلزمهم تكميل علمهم بالشَّريعة بالثَّقافة المعاصرة، و العلوم الإنسانيَّة وغيرها.

فمن يقول من أهل السُّنَّة: إنَّ العقل، و الفكر، و النَّظر، لا مجال له في معالجة مشاكل الدَّعوة، و الخطاب، و السِّياسة،و النُّهوض بالأمَّة في مجال العدالة الاجتماعيَّة، و الاقتصاد وغير ذلك انطلاقا من الشَّرع ،مستعينًا بالثَّقافة المعاصرة (؟!)

فهؤلاء لا يفرِّقون بين ما يدخل في ذلك من حقٍّ و باطل، و بعضهم قد يقصُر عن الحقِّ نصرًا، أو تفهيما، أو درءا لما يعارضه من شبهاتٍ، ولا ريب أنَّ التَّقصير ظاهرٌ على كثير منَّا من جهة عدم معرفتنا بما دلَّ عليه الكتاب و السُّنَّة، ولوازم ذلك في بعض المسائل.

فمنَّا مقصِّرٌ في الوعظ، ومنَّا مقصِّرٌ في الفقه، ومنَّا مقصِّرٌ في تمييز الصَّحيح من الضعيف، ومنَّا مقصِّرٌ في معرفة عقيدته بأدلَّتها النَّقليَّة، ومنَّا مقصِّرٌ في معرفة عقيدته بأدلَّتها الحجاجيَّة الجدليَّة، ونحن نريد جبر التَّقصير، لا التَّغطية عليه.

والَّذي يجب علينا هو أن نجتنبـــــ كما يقول المفكِّرون ـــــــ الأفكار الثَّابتة، أي: التَّصوُّرات المسبقة الَّتي تستحوذ على مجال الشُّعور، و تستقطب جميع الذِّهن إليهاـ فيتعذَّر على الإرادة استبعادها إلاَّ أن تكون نصوصا صحيحة صريحة، أو إجماعا، فهذه ثوابت ثابتة.

ومَن يهمُّه حال الأمَّة، ومستقبل الدَّعوة في تغيير هذا الحال السَّيئ البائس على جميع المستويَّات عليه أن يحرص على تخريج طلبة علم يكونون في مستوى التَّحدِّي، وعلى كفاءة عالية من علوم الشَّريعة المركزيَّة كأصول الفقه و العقيدة (علم الكلام السُّنِّيِّ)، ومن الثقافات المعاصرة، و العلوم الإنسانيَّة.

لقد حان الوقتُ لنستيقظ مِن هذه الرقدة و الغفلة فحتَّى نسبة التَّديُّن في بعضِ المجتمعات لا تتجاوز 10 بالمائة إذا ما حسبنا عدد المصلِّين ـــــ بغضِّ النَّظر عن قوَّة التزامهم ـــــــ بعدد سكان الأحياء (؟!)

كما كشفت الانتخابات الأخيرة في مصر، وتونس، وليبيا ،أنَّ المشروع الإسلاميَّ لا يحظى بكبير تأييد، فحقيقة الإقبال عليه في مصر لا تتجاوز 7 أو8 ملايين ناخبا من 25 مليونا (إقبالا انتخابيًّا، وليس عقيدة وقناعة لغالبيَّته بالمشروع،بل طلبَا للبديل النَّزيه).

وهي النِّسبة الَّتي حقَّقها في الدَّور الأوَّل كلُّ المرشَّحين الإسلاميِّين، وهي نسبة في نزول مع كلِّ سخط اجتماعيٍّ على حكم الإخوان و تسييرهم.

أمَّا الدَّور الثَّاني ـــــــ مع أنَّنا نتحفَّظ على تصويت العلمانيِّين على مرشَّح الإخوان إقصاءً للمرشَّح الآخر، و ليس حبًّا في المرشَّح الإسلاميِّ ـــــــ فلا يمثِّل حقيقة الأمر لأنَّه دور المصالح فقط.

ومهما يكن فإنَّ هذه الأحداث الأخيرة هي الجدار الَّذي سيوقف كلَّ الرُّؤوس الَّتي ستصطدم به،فمنها ساقطٌ، ومنها راجعٌ القهقرى، ومنها منتبهٌ.

أرزيو/الجزائر ،في 20/10/2012م

مختار الأخضر طيــــــباوي
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:32 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.