رد الشيخ وليد سيف النصر على أسامة الشنطي في نقده للإمام الألباني

[عمار البوريني]

الحمدلله وحده ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هديه
وبعد :

( رد الشيخ وليد سيف النصر على أسامة الشنطي في نقده للعلامة الإمام الألباني رحمه الله تعالى )

كليمة عاجلة ارتجلتها في بيان هراء ذاك الخطيب النكرة !

أرسل لي أحد طلاب العلم رسالة عن خطيب في إحدى الدول الشقيقة كتب عن الإمام الألباني وذم منهجه العلمي ويدعو لإعادة النظر في مدرسته من الناحيتين الفقهية والحديثية
فياللعجب من هؤلاء المساكين الأقزام الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره هؤلاء
وهنا سؤال: هل يرفع الله قدر الشيخ الألباني ويعلي شأنه وينشر علمه هذا الانتشار في العالم ليضل به الناس؟ ولا يظهر الله عوار مذهبه وانحرافه عقودا من الزمان إن هذا لشيء عجاب؟!!
فجعله الله إماما للناس في الشر والضلال حتى جاء هذا العالم النحرير فانفتح له بحور العلم وأخرجت الأرض له كنوزها وخلص بهذه النتيجة العوجاء التي لم يتفطن لها أئمة الإسلام كابن باز وابن عثيمين وغيرهم كثير وكثير كان الإمام الألباني كالشمس للدنيا والعافية للأبدان ناصرا للسنة قامعا للبدعة حاله حال المجددين
بل الأمر كما قال الشيخ سالم الطويل حفظه الله كلمته العظيمة: لم يوجد عالم اقترن اسمه بالأئمة السابقين إلا الشيخ الألباني فيقولون: رواه أحمد وصححه الألباني أو رواه الترمذي وضعفه الألباني أو رواه أبوداود وحسنه الألباني
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
وسؤال آخر
شهادات أهل العلم والفضل والتقى لا شك أنها أعظم وأجل من هذا وغيره من النكرات بل لا نسبة بين الشهادتين
وقد قال صلى الله عليه وسلم
أنتم شهداء الله في الأرض
فشهادة الإمام ابن باز بأنه مجدد هذا العصر شهادة كافية في الرد على أولئك الأقزام
فكان هذا الخطيب هو الشاذ عن أئمة الإسلام وعلماء الدعوة السلفية في هذا العصر
وقد ذكرت منهم جملة عظيمة في المجلد الثالث من كتابي:
توحيد العبادة عند الإمام الألباني وثناء العلماء عليه وثناؤه عليهم
وأما مخالفة عالم من العلماء للجمهور فما من عالم إلا وله خروج في بعض المسائل عن جمهور العلماء ولابن القيم كلام نفيس في هذا و يكفي أثر ابن مسعود:
يا عمرو بن ميمون الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك
وقال اسحاق لو سألت الجهال عن الجماعة قالوا: هم جماعة الناس! ولا يعلمون أن الجماعة عالم متمسك بأثر النبي وطريقه فمن كان معه وتبعه فهو الجماعة ومن خالفه فيه ترك الجماعة.
وما من أحد من العلماء قديما وحديثا إلا وله اختيارات واجتهادات خالف فيها الجمهور قد يصيب وقد يخطىء
ومع ذلك لو خالف أحد الإمام الألباني في مسألة أو مسائل بل لو رددت أنت بعلم عليه فلا بأس فكلنا وكل طلابه فضلا عن غيرهم يخالفونه في تصحيح وتضعيف ومسائل فقهية
أما أن يتعدى الأمر ويصل إلى طعن في منهجيته العلمية الحديثية والفقهية ومدرسته فهذا فيه جناية وظلم وفساد والله لا يحب الفساد وحرم الله الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما فلا تظالموا لأن الظلم ظلمات وعواقبه وخيمة عليك وعلى غيرك
وهنا أيضا سؤال هل لم يجد هذا الرويبضة من أهل الضلال من هو شر من الألباني ليشغل نفسه وغيره به لا من الصوفية ولا الأشعرية ولا العلمانية ولا ولا غير هؤلاء من المنحرفين؟!

وأخيرا أقول: لا يضر الإمام الألباني رحمه الله هؤلاء
وقد ألفت رسائل علمية جامعية وكتب ودراسات في علمه من الناحية الفقهية والعقدية والحديثية وكتب في بيان مكانته زادت عن مائتي مؤلف وهو لم يمت إلا من عشرين سنة تقريبا
فرغم كلام الأقزام فيه فلم يزدد كل يوم إلا رفعة ولا يزداد خصومه إلا ضعة وسفولا
فلا يليق للكع أن يتكلم في هذا الجبل الشامخ لأنه لا يضر إلا نفسه

يا ناطح الجبل العالي يوما ليكلمه

اشفق على الرأس لا تشفق على الجبل

ولست مستغربا مثل هذا فقد قالوا نحوه قديما في الإمام أحمد رحمه الله:
قال ابن عقيل رحمه الله: ومن عجيب ما تسمعه من هؤلاء الأحداث أنهم يقولون: أحمد ليس بفقيه لكنه محدث قال: وهذا غاية في الجهل لأنه قد خرج له اختيارات بناها على الأحاديث بناء لا يعرفه أكثرهم وخرج عنه من دقيق الفقه ما لا تراه لأحد منهم ثم قال:
وما يقصد هذا إلا مبتدع قد تمزق فؤاده من خمود كلمته وانتشار علم أحمد
ثم لي نصيحة لك ولأمثالك:
ألا تبغض أهل الحديث ولا تطعن فيهم ولا تنصب نفسك للحط منهم فليست هذه بشجاعة فإن لحوم العلماء مسمومة وسنة الله في منتقصيهم معلومة ومن أعمل لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله قبل الموت بموت القلب
كما قال ابن عساكر وأنا أشفق عليك وعلى غيرك من هذا وأخاف أن يشملكم حديث:
"من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب "رواه البخاري
ثم إن من علامة أهل السنة محبة علماء السنة قال قتيبة بن سعيد: إذا رأيت الرجل يحب أهل الحديث مثل القطان وابن مهدي وأحمد وإسحاق فإنه على السنة ومن خالف هذا فاعلم أنه مبتدع
وقال أبوعثمان الصابوني: إحدى علامات أهل السنة حبهم لأئمة السنة وعلمائها وأنصارها وأوليائها ... وقد زين الله قلوب أهل السنة ونورها بحب علماء السنة فضلا منه جل جلاله
وقال أبوحاتم الرازي: علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر
لذا فأنا أدعوك إلى المسارعة بالتوبة ولا تكن رأسا في هذا ولئن تكون ذنبا في سنة خير لك من هذا الطريق الوخيم
كتبه وليد سيف النصر
تعليقا مختصرا على ما كتبه المدعو أسامة الشنطي ! .

[أحمد الحاج مسعود]

رائعة

جزاكم الله خيراً ..