كل من يكفر من يحكم بغير ما أنزل الله لمجرد الفعل فهو خارجي

[ايمن خليفه]

سؤال وجه لسماحة شيخنا ابي عبيدة مشهور حسن سلمان حفظه الله
السؤال :-
لنا اخوة في الله، طلاب علم ، وأئمة، وخطباء مساجد ، منذ عدة سنين لا نجلس مجلس معهم ، ونختلف معهم لأنهم يقولون : الشيخ ناصر [الالباني] وبعض تلاميذه مرجئه ؟!!!
وكان جواب شيخنا حفظه الله :
كانوا يقولون : الشيخ ناصر وتلاميذه ؛ الان بعض تلاميذه !!
وأبشركم بشارة ٍ -والله يبكى دما ًمنها - أن الذين يتهمون الشيخ الالباني بالإرجاء ؛ -اليوم -يتهمون ابن باز ن وابن عثيمين بالإرجاء ، فلا ادري ماذا اقول ، هل هذه بشارة خير أم شر .
والسبب أن ابن عثيمين وابن باز لا يكفرون الحكام ،هذا السبب على المكشوف كما يقولون ،
ولا نتكلم هذا ولاءً لأحد، إلا والله ولاءً للنصوص ،ولأننا نجعل النصوص فوق عقولنا .
النبي صلى الله عليه وسلم هل كان يعلم هل أطلع الله نبيه على زمان يأتي على هذه الامه ، تحكم فيه الأئمه بغير ما أنزل الله هل أطلع نبيه على ذلك (نعم) ماهو الدليل النبي صلى الله عليه وسلم سأل ربه فى حديث سعد فى صحيح مسلم قال:-(1) سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني الثالثه سألت ربي ألا يجعل بأسهم بينهم شديدا قال فَمَنَعَنِيهَا ، و النبي صلى الله عليه وسلم يقول فى حديث ابن عمر:-(2) ومالم تحكم أئمتهم بكتاب الله وسنتي الا جُعل بأسهم بينهم شديد،
النبي صلى الله عليه وسلم يحسن الربط بين الحديثين ،أم لا يحسن ، بلا، إذا ً هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنه فى أخر الزمان سيأتي حكام يحكمون بغير ما انزل الله؟ هل بين النبي صلى الله عليه وسلم حكمهم ؟ هل كفرهم ؟ هل الأصل أن نصتصحب اسلامهم ؟
أم أن النبي صلى الله عليه وسلم امسك عنهم ، وقال انهم من أمته ، فهل لنا أن نكفرهم ؟!!
يا جماعه ألم يصلي النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي صلاه الجنازة، وكبر فيها خمس تكبيرات والنجاشي كان يحكم بغير ما أنزل الله .!!!!
وجوابا على بقية الاسئله ، اقول لكم مؤصلا:-
كل من كفر من يحكم بغير ما انزل الله من اجل الحكم بغير ما انزل الله فهو خارجي ،
فالتكفير بغير ما انزل الله لا يكون بمجرد الحكم ، كالمعصيه لا نكفر بمجرد المعصيه، نعم نبرء الى الله من مذهب الارجاء، نعم الكبائر بريد الكفر ، نعم الكبائر والحكم بغير ما انزل الله يؤثر فى الايمان، لكن لا يزيل اصل الايمان ، ليس المحسن كالمسيئ ، ليس الطائع كالعاصي ، فلو اننا حكمنا بالكفر بمجرد الحكم بغير ما انزل الله، فعلماء الاصول متفقون ،على أن من للعموم ،(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) تشمل :- رب البيت، تشمل الاستاذ ،المدير ، ومدير المصنع ، تشمل القاضي ، كم من قاضي مرتشي ؟ هل يكفر هؤلاء ، نقول نعم ، الحاكم اذا حكم بغير ما انزل الله ، وقال حكمي احسن حكم الله ، او قال حكمي كحكم الله ، او قال هذا الزمان لا يصلح فيه حكم الله ، هذا كافر ، اما رجل يحكم بغير ما انزل الله، ويعتقد ان حكم الله خير من حكمه ،وله مطمع في الحكم بغير ما انزل الله دنيويه محض ، وهو يعتقد فى قلبه ان الحكم لله ،وان دين الله صالح لكل زمان ومكان، ومصلح لكل زمان ومكان ،فهذا لا يكفر ، والله تعالى اعلم .

لا ادري الى متى سوف يبقى يقول الناس : بإن الشيخ الالباني مرجئ؟!!!
اخواني العاقل اذا اراد ان يحكم ، يحكم عن قواعد ، الشيخ الالباني صرح بقواعده فى مسائل الايمان، وكلامه فى مسائل الايمان كلام اهل السنه والجماعه، فلا يتكلم في الشيخ الالباني كما قال الشيخ ابن عثيميين رحمه الله: ( اما جاهل او لايعرف الالباني ) ولا حول ولاقوة الا بالله. انتهى

استمع اليه من شرح شيخنا على صحيح مسلم
الخميس 16\9\2011
الدقيقه 58 وما بعدها
http://www.mashhoor.net-inside-Lesso...m-m11-9-15.mp3

ويا ليت لو ان أحد الاخوة يجعل السؤال في تسجيل لوحده دون الشرح حتى يسهل سماعه
وجزاكم الله خيرا
فأنا والله لا احسن هذا والا لقمت به .
ولا أنسى ان اشكر زوجتي أم عبد الرحمن حفظها الله التي قامت بتفريغ المادة جزاها الله خيرا.....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه مسلم من حديث سعد رضي الله عنه برقم 2890
أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ اَلْعَالِيَةِ؛ حَتَّى إِذَا مَرَّ بِمَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ؛ دَخَلَ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ, وَصَلَّيْنَا مَعَهُ, وَدَعَا رَبَّهُ طَوِيلاً, ثُمَّ اِنْصَرَفَ إِلَيْنَا فَقَالَ: سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا فَأَعْطَانِي ثِنْتَيْنِ , وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً. سَأَلْتُ رَبِّي أَلَّا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا, وَسَأَلْتُهُ أَلَّا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالْغَرَقِ, فَأَعْطَانِيهَا, وَسَأَلْتُهُ أَلَّا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ, فَمَنَعَنِيهَا
(2) رواه ابن ماجه برقم 4019 وحسنه شيخنا رحمه الله في السلسلة الصحيحه برقم 106
لفظه :
يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن ،وأعوذ بالله أن تدركوهن ، الحديث وفي آخره :
وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم

[أبو مسلم السلفي]

بارك الله فيك وهذا رابط المقطع الصوتي


http://www.4shared.com/audio/pYa9EguB/____________.html

وهذا رابط آخر

http://www.mediafire.com/?v7egn5jhs90xdhn

[ايمن خليفه]

جزاك الله خيرا مشرفنا العزيز ابو مسلم السلفي الاثري

[عبد الله بن مسلم]

بارك الله فيك أخي الكريم.

[معنُ القزاز]

السلام عليكم

لي تساؤلاتٌ على كلام شيخنا حفظه الله :

أولا : هل ثبت بنقل صحيح أن النجاشي رحمه الله حكم أو لم يحكم بغير ما أنزل الله ؟
فإن ثبت ذلك بنقل صحيح ، هل ثبت -أيضا بنقل صحيح - أن الشرائع قد بلغت النجاشيَ رحمه الله مع قدرته أيضا على إلزام الناس بها و عدم عجزه - بمنازعتهم له - ؟

ثانيا : الشيخ أطلق الوصف بأن ( كل من كفر من يحكم بغير ما انزل الله من اجل الحكم بغير ما انزل الله فهو خارجي )

وقد ثبت عن ابن مسعود قوله :" الرشوة في الحكم الكفر وهي بين الناس سحت " !

فهل يكون ما قاله بن مسعود من هذا القبيل أم هناك تفصيلٌ و مزيد بيان ؟

فان كان كما قال بن مسعود رضي الله عنه فهل يجوز إطلاق القول بأن يُنسَب رجل إلى الخوارج ، و له في ابن مسعود رضي الله عنه سلف ؟ و معلوم أن ما أُحدث أو فُعل أو قيل في زمن الصحابة بعد موت نبي الله صلى الله عليه و سلم من غير نكير ، فإنه لا يوصف صاحبه ببدعة مُطلقا .

ثالثا : قول الشيخ حفظه الله : ( الحاكم اذا حكم بغير ما انزل الله ، وقال حكمي احسن حكم الله ، او قال حكمي كحكم الله ، او قال هذا الزمان لا يصلح فيه حكم الله ، هذا كافر ، اما رجل يحكم بغير ما انزل الله، ويعتقد ان حكم الله خير من حكمه ،وله مطمع في الحكم بغير ما انزل الله دنيويه محض ، وهو يعتقد فى قلبه ان الحكم لله ،وان دين الله صالح لكل زمان ومكان، ومصلح لكل زمان ومكان ،فهذا لا يكفر ، والله تعالى اعلم )

- التساؤل : هل يعدِلُ شخص عن أمر - من غير إكراه أو جهل - إلى أمر آخر إلا لاعتقاده أفضلية أحدهما ؟
قال الشيخ تقي الدين بن تيمية : "... إن الناس لا يُحدثون شيئًا إلا لأنَّهم يرونه مصلحةً؛ إذ لو اعتقدوه مفسدةً لَمْ يُحدثوه " .



و بارك الله فيكم . .

[عبدالرحمن خالد السلفي]

فهذه مسألة هامة في عصرنا الحالي وفي كل عصر ، فالنجاشي هو مسلم شهد له رسول الله بذلك والحكم بما أنزل ليس شرط صحة في إسلام المرء ولذلك لم يدعه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الهجرة مع أن أرضه أرض كفر لا أرض إسلام فإن كان الحاكم مسلما ولا يعلن أن دين الدولة الإسلام، فتبقي دولته غير إسلامية أما إن كان هو غير مسلم وغالبية شعبه مسلم فهذه دولة مركبة وهو حال الدولة اللبنانية ، فالدولة الإسلامية هي حاكمها مسلم ودين دولته الرسمي الإسلام فهذه دولة مسلمة وإن لم تحكم بما أنزل الله .
فالخوارج ومن اغتر بهم ، تجمعهم قاعدة هي أصل انبعاثهم وضلالتهم وهي " إن الحكم إلا لله " نعم الحكم لله وهذا من شرعه الذي هو من دينه فهم لم يميزوا بين الشرع والدين وبين الإيمان والإسلام فجعلوا الشرع والدين شيئا واحدا فمن ترك أحكام الشريعة ترك الدين ، ومن ترك العمل التى هي من الإيمان وكمال الإسلام فهو كافر ، ولم يعتدوا بالأحاديث التى منها " من قال لا إله إلا الله دخل الجنة " وأيضا للذي حرس النبي يوم حنين " قد أوجبت لا عليك أن لا تعمل بعدها " وحديث " لم يعمل خيرا قط " وحديث البطاقة .
فهم أي الخوراج ومن اغتر بهم ممن قال بقولهم وهو لا يعلم، أن من شرع قوانين فهو مشارك لله في حكمه، وعندما يريد نفي وصمه بالخارجي يقول عن الخوراج أنهم يرون توحيد الله في الملك ، فالخوراج عبر تاريخهم الأسود المديد لم يقولوا بهذا ، بل تستر لمنهج يخفيه .
وعليه كل شخص لم يميز بين الأسماء الشرعية ودلالتها والجمع بين أدلة الوحي السماعية تجده متخبطا مرتاب يتردد ببدعته وتحمله على الظلم وغيره من أنواع المعاصي التي لو طبقنها وفق أصوله ومنهجه لكفرناه بها ولكننا لا نفعل مثل فعله خوفا من العزيز الحكيم .

[أبو العباس]

وردتني على الخاص رسالة نصها : (ان كان الحكم بغير ما انزل الله معصية ان لم يستحلها صاحبها ، فلماذا لم يقرن الله غيرها من المعاصي بالكفر ؛ فمثلا لم يتم اقتران بين الكفر والزنا ، وكذلك غيرها من المعاصي .
انا ابحث عن الحق ارجوكم ساعدوني)

فأقول -وبالله التوفيق- :
أولا : القول : (ان كان الحكم بغير ما انزل الله معصية ان لم يستحلها صاحبها ، فلماذا لم يقرن الله غيرها من المعاصي بالكفر ؛ فمثلا لم يتم اقتران بين الكفر والزنا ، وكذلك غيرها من المعاصي) .
أقول : إن هذا القول مبني على استقراء غير صحيح !!
فهنالك نصوص شرعية عدة حكم الله تعالى من خلالها على بعض المعاصي بأنها بانها كفر ومن ذلك ووله -صلى الله عليه وسلم- (من اتى امرأته في دبرها فقد كفر بما أنزل على محمد) , وقوله (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) وقوله (من حلف بغير الله فقد كفر) , وقوله (لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض) , وقوله (من أتى كاهنا أو عرافا فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد) ؛ فالكفر الوارد في هذه النصوص هو -باتفاق أهل السنة والجماعة- الكفر الأصغر غير المخرج من الملة .

ثانيا : يصح لغة وشرعا أن يطلق على المعاصي كالزنا ونحوه أنه كفر ؛ باعتبار أنه ضد الشكر الواجب في مقابل نعمة الله بطاعته , ولكن يعدل عنه حسما لذريعة الاشتباه في الاحكام عند العامة .

ثالثا : إن آيات سورة المائدة في ذم من لم يحكم بما أنزل الله قد أوضحت أن المراد بالكفر ليس هو الكفر الأكبر بقرينة أنه سبحانه وتعالى حكم بالكفر على من لم يحكم بما أنزل الله -في آية- وفي آية أخرى حكم عليه بالظلم , وفي آية ثالة حكم عليه بالفسق ؛ وهذه الأحكام الثلاثة مترادفة ؛ فمن لم يحكم بما انزل الله فاسق , والفاسق ظالم لنفسه , وهو كذلك واقع في الكفر الاصغر الذي هو موجب للفسق والدخول في مرتبة الظالمين لأنفسهم .

رابعا : إن حبر الأمة وترجمان القرآن (عبد الله بن عباس) قد فصل في دلالة هذه الآية حيث قرر في معناها أن المراد منها ليس ما يتبادر إلى الذكر من الكفر الأكبر فلهذا قال (إنه ليس الكفر الذي يذهبون إليه ( أي الخوارج ) إنه ليس كفرا ينقل عن الملة ، كفر دون كفر) وقوله -رضي الله عنه- في التفسير مقدم على قول غيره , وهذا الأثر قد صححه جمهرة كبيرة من علماء المسلمين -ومنهم الشيخ الألباني-, ووافق ابن عباس عليه ثلة من أصحابه الذين تلقوه عنه , وثبت عنهم بأسانيد صحيحية .

خامسا: إن قول عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- في معنى الآية قد تلقاه سائر علماء الأمة بالقبول والرضا , وصار هو الأصل في التفريق بين نوعي الكفر, ويمكنك الرجوع إلى أقوالهم في كتاب الشيخ خالد العنبري , الحكم بغير ما أنزل الله وضوابط التكفير ؛ فهو سابق في بابه .

[لؤي عبد العزيز كرم الله]

وقد قال عليه الصلاة والسلام في خصوص الزاني ‏:‏ ‏‏( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ‏‏) وهو بمعني ‏‏( فقد كفر ‏‏) الوارد في الأحاديث الأخري والله أعلم ‏.‏ ‏