فوائد من مجموع الفتاوى لابن تيمية رحمه الله

[ابو اميمة محمد74]

فائدة: لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له
8 / 130: وهنا سؤال سأله طائفة: وهو أن [الله تعالى] لا يقضي للمؤمن من قضاء إلا كان خيرا له، وقد قضى عليه السيئات، وعنه جوابان: أحدهما: أن أعمال العباد لم تدخل في الحديث؛ ولكن ما يصيبه من النعم والمصائب... والثاني: إن قدر دخولها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((من سرته حسنته وساءته سيئته فهو المؤمن))، فإذا قضى له بأن يحسن فهو مما يسره، فإذا قضى له بسيئة، فهو إما يستحق العقوبة إذا لم يتب، فإن تاب أبدلت حسنة فيشكر عليها، وإن لم يتب ابتلي بمصائب تكفرها فيصبر عليها فيكون ذلك خيرا له.

فائدة: ما أصابك من سيئة فمن نفسك
8 / 131: وفي قوله: ((فمن نفسك)) من الفوائد: أن العبد لا يطمئن إلى نفسه، فإن الشر لا يجيء إلا منها، ولا يشتغل بملام الناس وذمهم، ولكن يرجع إلى الذنوب فيتوب منها، ويستعيذ بالله من شر نفسه وسيئات عمله، ويسأل الله أن يعينه على طاعته، فبذلك يحصل له الخير ويدفع عنه الشر.

[ابو اميمة محمد74]

فائدة: تشابه النفوس

8 / 131: ومما يبين ذلك أن الله تعالى لم يقص علينا في القرآن قصة أحد إلا لنعتبرها، وإنما يكون الاعتبار إذا قسنا الثاني بالأول، وكنا مشتركين في المقتضى والحكم، فلولا أن في نفوس الناس من جنس ما كان في نفوس المكذبين للرسل – فرعون ومن قبله – لم يكن بنا حاجة إلى الاعتبار بمن لا نشبهه قط.

[ابو اميمة محمد74]

فائدة: شهود القدر في الطاعات
8 / 199: فشهود القدر في الطاعات من أنفع الأمور للعبد، وغيبته عن ذلك من أضر الأمور به، فإنه يكون قدريا منكرا لنعمة الله عليه بالإيمان والعمل الصالح.

فائدة: الاستطاعة نوعان
8 / 222: فالاستطاعة نوعان: متقدمة صالحة للضدين، ومقارنة لا تكون إلا مع الفعل، فتلك هي المصححة للفعل المجوزة له، وهذه هي الموجبة للفعل المحققة له.

[ابو اميمة محمد74]

فائدة: الحكمة الحاصلة من الشرائع

8 / 258-259: والحكمة الحاصلة من الشرائع ثلاثة أنواع:

1. أن يكون الفعل مشتملا على مصلحة أو مفسدة، ولو لم يرد الشرع بذلك، كما يعلم أن العدل مشتمل على مصلحة العالم، والظلم يشتمل على فسادهم، فهذا النوع هو حسن وقبيح.
2. أن الشارع إذا أمر بشيء صار حسنا، وإذا نهى عن شيء صار قبيحا.
3. أن يأمر الشارع بشيء ليمتحن العبد، هل يطيعه أم يعصيه، ولا يكون المراد فعل المأمور به، كما أمر إبراهيم بذبح ابنه، فلما أسلما وتله للجبين، حصل المقصود، ففداه بالذبح.

[ابو اميمة محمد74]

فائدة: ذم من أنفق من الحرام
8 / 319: كقوله تعالى: ((ومما رزقناهم ينفقون))، وكقوله تعالى: ((وأنفقوا من ما رزقناكم))، ونحو ذلك لم يدخل فيه الحرام، بل من أنفق من الحرام، فإن الله تعالى يذمه، ويستحق العقاب في الدنيا والآخرة، بحسب دينه.

[ابو اميمة محمد74]

فائدة: أعمال القلوب واجبة

10 / 7: أعمال القلوب – التي قد تسمى (المقامات والأحوال) – هي من أصول الإيمان، وقواعد الدين، مثل محبة الله ورسوله، والتوكل على الله، وإخلاص الدين له، والشكر له، والصبر على حكمه، والخوف منه، والرجاء له، وما يتبع ذلك... هذه الأعمال جميعها واجبة على جميع الخلق باتفاق أئمة الدين.

[ابو اميمة محمد74]

فائدة: تعريف الزهد والورع المشروعان
10 / 16: والزهد المشروع هو: ترك الرغبة فيما لا ينفع في الدار الآخرة، وهو فضول المباح التي لا يستعان بها على طاعة الله، كما أن الورع المشروع هو: ترك ما قد يضر في الدار الآخرة، وهو ترك المحرمات والشبهات التي لا يستلزم تركها ترك ما فعله أرجح منها كالواجبات.

فائدة: كراهة التعرض للبلاء
10 / 26: ولهذا كره للعبد أن يتعرض للبلاء، بأن يوجب على نفسه ما لا يوجبه الشارع عليه بالعهد والنذر ونحو ذلك، أو يطلب ولاية، أو يقدم على بلد فيه طاعون.

[ابو اميمة محمد74]

فائدة: الفرق بين الضلال والغي
10 / 27: فالعلم النافع هو أصل الهدى، والعمل بالحق هو الرشاد، وضد الأول الضلال، وضد الثاني الغي، فالضلال العمل بغير علم، والغي اتباع الهوى.

فائدة: العبادة حب مع ذل
10 / 37: والعبادة تتضمن كمال الحب ونهايته، وكمال الذل ونهايته، فالمحبوب الذي لا يعظم ولا يذل له لا يكون معبودا، والمعظم الذي لا يحب، لا يكون معبودا.

فائدة: ادعاء محبة الله تعالى
10 / 53: وكثير ممن يدعي المحبة هو أبعد من غيره عن اتباع السنة، وعن الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله.

فائدة: من هم السابقون
10 / 54: وهؤلاء هم الذين يطلبون لذة النظر إلى وجهه الكريم، ويتلذذون بذكره ومناجاته، ويكون ذلك لهم أعظم من الماء للسمك، حتى لو انقطعوا عن ذلك لوجدوا من الألم ما لا يطيقون، وهم السابقون.

[ابو اميمة محمد74]

فائدة: تعريف مرض القلب
10 / 59: وكذلك مرض القلب، هو نوع فساد يحصل له يفسد به تصوره، وإرادته، فتصوره بالشبهات التي تعرض له حتى لا يرى الحق، أو يراه على خلاف ما هو عليه، وإرادته بحيث يبغض الحق النافع، ويحب الباطل الضار، فلهذا يفسر المرض تارة بالشك والريب كما فسر مجاهد وقتادة قوله: (في قلوبهم مرض) أي: شك، وتارة يفسر بشهوة الزنا كما فسر به قوله: (فيطمع الذي في قلبه مرض).

فائدة: القرآن شفاء القلب
10 / 60: والقرآن شفاء لما في الصدور، ومن في قلبه أمراض الشبهات والشهوات، ففيه من البينات ما يزيل الحق من الباطل، فيزيل أمراض الشبهة المفسدة للعلم والتصور والإدراك بحيث يرى الأشياء على ما هي عليه، وفيه من الحكمة والموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب والقصص التي فيها عبرة ما يوجب صلاح القلب فيرغب القلب فيما ينفعه ويرغب عما يضره.

[ابو اميمة محمد74]

فائدة: كل عبد ينتفع بمدح الله وذمه في القرآن
10 / 67: وإذا عرف هذا علم أن كل عبد ينتفع بما ذكر الله في الإيمان من مدح شعب الإيمان وذم شعب الكفر.

فائدة: لماذا سميت الغبطة حسدا؟
10 / 70-71: فإن قيل: إذا لم سمي حسدا وإنما أحب أن ينعم الله عليه؟ قيل: مبدأ هذا الحب هو نظره إلى إنعامه على الغير وكراهته أن يتفضل عليه، ولولا وجود ذلك الغير لم يحب ذلك، فلما كان مبدأ ذلك كراهته أن يتفضل عليه الغير كان حسدا؛ لأنه كراهة تتبعها محبة، وأما من أحب أن ينعم الله عليه مع عدم التفاته إلى أحوال الناس، فهذا ليس عنده من الحسد شيء... وقد تسمى المنافسة... والتنافس ليس مذموما مطلقا، بل هو محمود في الخير.

فائدة: تعريف شامل للعبادة
10 / 91: العبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.