أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
108347 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-12-2016, 05:09 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي ( الصدق ) ضرع الهمة .


بسم الله الرحمن الرحيم

الصدق ضرع الهمة

اعلم – سلمك الله – أن من المسائل التي تشكل على المتعلم أو العابد ممن يريد أن يكون من أهل القلم والدواة أو من أهل السواك والميضأة ؛ أنه يجد في قلبه محبة للعلم أو العمل ، لكنه لا يجد الهمة التي تنهض بمطلوبه ، وتحقق مقصده .

وليس هذا فحسب . بل هو يعلم جملة من أسباب التوفيق : كالإخلاص ، والصدق . لكن نفسه لا تقوى على استجلاب مقتضياتها وثمارها حتى يكون ذلك من جملة أوصافه وأحواله ، كما هو من جملة معارفه وعلومه .

لذلك يبقى : ( المصحف والقرطاس ، والقلم والسواك ، والمحبرة والميضأة ) ضمن الأمنيات بعيدات المنال ، ويبقى العبد بين الحسرة والعجز والأماني حتى تطوى صحيفة الأعمال ، ويدرج العبد في طيات الكفن .

وهذا الصنف من العباد ليست علته – في الغالب وأصالة – من جهة إخلاصه ، وإنما داؤه من ضعف همته ، وكسل إرادته .

وللنهوض بالهمة العالية على العبد أن يدرك أن الصدق نسمات خفية في القلب ، كخفاء الروح في البدن . لا يدرك وجوده إلا بآثاره ونتائجه ، كالروح لا يدركها صاحبها إلا بذلك .

فإن طلب معرفة روحه بآثارها سهل عليه الأمر وأدرك ما ينتفع منه ، فبمجرد ما أن يلتقط نفسه أو يحرك أصبعه يعلم أنه حي ، وفيه روحه .

وكذلك حال العبد إذا أراد أن يستوثق من صدقه فما عليه إلا أن يحرك ( قلمه ، وسواكه ) فستنهض به همته .

فالصدق في العبد له سنن عجيبة – شرعية ، ونفسية - ، ومنها : أنه ( كالضرع إن حلبته در ، وإن تركته قر ) .

فالصدق قوة كامنة في العبد يتولد تباعاً من مادته إن أخذ العبد بمقدماته جادت قوته العملية القلبية بالعطاء ، فلو حفظ آية ، أو صلى ركعة انبسطت نفسه وتشوفت لما بعده ، وارتفعت همته إلى فوق ذلك .

ولهذا الموفق من يسلك مع همته مسلك الحالب مع الضرع يستدر عطاءها دفعة بعد أخرى حتى يأخذ منها كفايته من الآيات والركعات .

كما قال الله – تعالى – في سورة التوبة -: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) }.

فالأخذ بالمقدمات ( إعداد العدة ) علامة الصدق ، فلما تركوها خذلوا . فلذلك لا بد للعبد الصادق من عدة ( الطالب ، والقانت ) ، من :
( مصحف وقرطاس ، وقلم وسواك ، ومحبرة وميضأة ، ومنهج علمي ومنبه وقتي ... ) .

وما التوفيق إلا من عند الله .


***

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-13-2016, 03:46 PM
أبوزيد البوسيفي الليبي أبوزيد البوسيفي الليبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 230
افتراضي

يا الله على هذه الكلمات النافعات،رفع الله شأنك وأعلى منزلتك ونفع الله بك العباد و البلاد.
__________________
قال رجل لابن المبارك:هل بقى من ينصح؟ قال: فهل تعرف من يقبل؟
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-15-2016, 10:36 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


بوركت أخي الكريم
أبوزيد البوسيفي الليبي
وجزاك الله خيرا

ــــــــــــــــــــــــ

بِسْم الله الرحمن الرحيم

أخي طالب العلم

الصدق مفتاح النجاح

لكن كيف يكون العبد صادقا

أولا / عليه أن يعلم أن الصدق مراحل ينزلها العبد ولن يبلغ الصديقية إلا بعد زمن ومجاهدة .

ثانيا / من جهة الخبر ؛ عليه أن يُصٓدِّق بالحق كلما سمع به حتى يألفه ويأنس به ، ويعتاده .

ثالثا / من جهة العمل ؛ عليه أن يعمل بما أطاقه من أعمال البر والخير ، لأن مزاولة الحق تلبس بالصدق وأتصاف به .

رابعا / من جهة قوله ؛ عليه بتعاهد لسانه ، ومراقبة كلماته ، والاحتراس عن مظان الكذب ؛ كنقل كل ما يسمعه ، أو ما لم يمحصه ، أو ما يشاع وقت الفتن .

خامسا / عليه بدوام النظر في القرآن وتلاوته طرفي النهار وزلفا من الليل ، فإنه أصدق الحديث وينمي في العبد صفة الصدق حتى ترتاض نفسه .

سادسا / عليه بمطالعة قصص الصادقين وتتبع سيرهم وعلى رأسهم الأنبياء ثم العلماء . فمطالعة سيرهم تورث محبتهم وطلب التأسي بهم .

سابعا / عليه ألا يقدم على عمل إلا بحجة وبرهان حتى يكون مدخله مدخل صدق ومخرجه مخرج صدق ، وليضيق على الهوى مسالكه ما استطاع بالتأني والمشاورة والرجوع إلى الراسخين في العلم .

ثامنا / عليه أن يعمل بما تيسر له ودخل تحت وسعه ولا يستشرف ما هو خارج عن استطاعته فإن التطلع للأماني مبدأ نقض الصدق .

تاسعا / عليه بسلوك الوسائل الصحيحة المفضية إلى غاياتها ، لأن الوسيلة غير الصحيحة تستنفد القوة التي هي وقود الصدق فتفتر عزيمته ويلحق بركب البطالين .

عاشرا / عليه بالكون مع الصادقين في العقيدة والصحبة { وكونوا مع الصادقين } .

فمن جهة العقيدة يكون على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم .

ومن جهة الصحبة يرافق أهل العلم وأهل الصلاح فهم الصادقون في علومهم وإراداتهم
.

فتلك عشرة كاملة لم توجد في عبد إلا جرى له لسان صدق في الأمة بعلمه أو إيمانه .

ومن الله التوفيق .


***

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-03-2018, 12:21 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

طالب العلم والصدق.

اعلم –وفقك الله- أن طالب العلم لا يفلح في الطلب حتى يصدق مع الله –تعالى-
في سعيه في التحصيل، ورأس الصدق خشية الله –تعالى-.


ومن علامات الصادق من طلاب العلم:

1- طالب العلم الصادق محب لدرسه متعلق به؛ لأنه يطلبه ابتغاء وجه الله –تعالى-.
2- طالب العلم الصادق حريص على فهم درسه على أكمل الوجوه حتى يستوفي إدراكه.
3- طالب العلم الصادق مجتهد في دروسه بلا فتور، ولا انقطاع، ولا قفز على المراتب.
4- طالب العلم الصادق يوظف ما تعلمه على نفسه وأهله.
5- طالب العلم الصادق مبلغ لما تعلم بالحكمة والرفق واللين.
6- طالب العلم الصادق متدرع بـ(لا أدري)، فلا يقفو ما ليس له به علم.
7- طالب العلم الصادق لا يبحث عن الطبوليات؛ ليقول هأنذا!
8- طالب العلم الصادق ليس حوله ضبابية ولا غموض بل واضح منير.
9- طالب العلم الصادق رزن في أقواله وأعماله وأحواله، فليس فيه خفة الشباب ولا طيش الصغار.

فحقيقة طالب العلم الصادق أنه طالب نجاة،
سعيه في نجاة نفسه وفكاك أسره من هواه، وعدوه الشيطان؛
فهو يسعى في تقطيع شراكهما التي نسجت من خيوط الجهل بالعلم والتفقه في الدين.


ولا عاصم إلا الله.


***

__________________
قناة (المكتبة الورقية) على التليجرام
تضم عددا من الرسائل الدعوية والتعليمية على صيغة (pdf)
كتبها الفقير إلى عفو ربه
حمد أبو زيد العتيبي
على الرابط التالي:

https://t.me/Rasaelpdf
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-02-2022, 05:36 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

استقامة الأقوال والأعمال فرع صحة الإرادة

فكل جزئيات الأقوال والأعمال بصورها المختلفة من ردود الأفعال واتخاذ المواقف وتبني الآراء وبثها في التغريدات والتعليقات...

كل ذلك فرع عن (ماذا تريد؟!).

فمن لم يعرف الجواب فلن تستقم أحواله ولن يُفهِم مخاطبيه وجلسائه بمراده.

فالتشتت في عقله موجب للتشتت في فعله وقوله.

فتحديد الغاية أصل البداية الصحيحة
وكل عمل بلا هدف وغاية باطل وعبث مفضي إلى التضييع والتشتيت.

ثم تأتي الخطوة الثانية لاستقامة السير: اختيار الوسيلة الموصلة؛ لأن السير من غير وسيلة موصلة أماني فارغة وبطالة كاسدة.

ثم تأتي الخطوة الثالثة بتحويل القوة الكامنة إلى حقائق ظاهرة والانتقال بالنفس من الآمال إلى الأعمال.

وذلك بالصدق العملي حتى يكون كل جزء من أفعاله فرد من أفراد الصدق.

فيصبح مدخله صدق ومخرجه صدق ومجلسه صدق ولسانه صدق...

فإن علق أو غرد أو ناظر أو علم كان صدقا مفضيا إلى التعليم والتفهيم والتآلف والتراحم والتعاون والتعاضد.

والحاصل: أن استقامة القول والعمل متفرع عن
- غاية صحيحة.
- ووسيلة موصلة.
- وعزيمة صادقة.


وعند كمالها تكمل الإرادة الصحيحة
وتتحول:
الخواطر إلى حكم نافعة
والمناظرات إلى فوائد متناثرة
والنصائح إلى مراحم متعاضدة


دلني على الطريق وخذ بيدي درجة درجة
الدلالة فرع العلم
والأخذ باليد فرع الرحمة
والتدرج فرع البصيرة والحكمة

فإذا منَّ الله بالتوفيق
ستجني ثمار ما زرعت
هداية ونهوض أمة

https://t.me/abozydotabi
__________________
قناة (المكتبة الورقية) على التليجرام
تضم عددا من الرسائل الدعوية والتعليمية على صيغة (pdf)
كتبها الفقير إلى عفو ربه
حمد أبو زيد العتيبي
على الرابط التالي:

https://t.me/Rasaelpdf
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:59 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.