أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
89350 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 10-30-2016, 06:46 PM
طاهر نجم الدين المحسي طاهر نجم الدين المحسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: السعودية- مكة المكرمة
المشاركات: 3,029
افتراضي

سلسلة الروح والريحان في تراجم علماء ودعاة السودان :
السلسلة رقم ( 4 ) :
قال فضيلة الشيخ الدكتور منصور النقيب - حفظه الله ورعاه - في كتابه ( المدرسون في المسجد الحرام ) ( ١ / ٤٤٦ ) :
السناري :
( ... - ١٣٦٩ ه ) :
حسن بن محمد السعيدي البكري السناري - رحمه الله تعالى - :
المدرس بالمسجد الحرام .
كان حافظا مقرئا ، وكان أستاذا لتعليم القرآن الكريم مجودا بمدرسة الفلاح بمكة المكرمة ، فخرج على يديه كثير من حفظة القرآن الكريم ، وكان له هيبة وشدة اشتهر بها ، مع إخلاص وتقوى وصلاح ، رجع إلى السودان - أم درمان - وكان فيها بالمعهد العلمي ، وتخرج على يديه عدد كبير من الحفاظ ، قرأ عليه كثير غطلاب مدرسة الفلاح بمكة المكرمة ، وأتموا حفظ القرآن الكريم ، ومن طلابه : السيد أبوبكر بن حسن الحبشي العلوي ، والسيد محمد أمين كتبي ، تصدر للتدريس القرآن الكريم بالمسجد الحرام .
توفي - رحمه الله تعالى - بأم درمان - سنة ١٣٦٩ ه .
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 10-30-2016, 06:49 PM
طاهر نجم الدين المحسي طاهر نجم الدين المحسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: السعودية- مكة المكرمة
المشاركات: 3,029
افتراضي

تراجم الأعلام :
سلسلة الروح والريحان في تراجم علماء ودعاة السودان -:
السلسلة رقم ( 5 ) :
ترجمة فضيلة الشيخ الداعية القاضي محمد الأمين القرشي - رحمه الله تعالى وغفر له - :
محمد الأمين القرشي
( 1304 - 1396 هـ)
( 1886 - 1976 م)
الشيخ القاضي محمد الأمين القرشي - رحمه الله -:
ولد في بلدة رفاعة، وتوفي في قرية أبي فروع.
قضى حياته في السودان.
تلقى علومه في كلية غردون التذكارية، فتخرج قاضيًا شرعيًا.
عمل قاضيًا شرعًيا في السودان، كما درس علوم الشريعة في قسم القضاء الشرعي في كلية غردون، وبعد أن أحيل إلى التقاعد قام بالدعوة الإسلامية في جبال
النوبة وكردفان ومناطق النيل الأزرق وحدود أثيوبيا.
أسهم في تأسيس نادي الخريجين عام 1918، كما أسهم في تأسيس المدارس الأهلية.
أسهم في الاحتفال بيوم التعليم (الخيري) وأقام حلقات التعليم في مدني وعطبرة.
كتب الأستاذ خالد محمدالأمين القرشي عن والده بهذا المنتدى وايضا كتب حفيده المعز أبراهيم الهادي بمنتدي أبناء منطقة الحلاوين ونعيد نشر هذه المادة مرة أخري للمهتمين بمثل هذه المواضيع التوثيقية.
ما كتبه المعز أبراهيم عن جده الشيخ محمدالأمين القرشي (نقلاً عن منتدى الحلاوين):
غير ميّال او مايل لحديث بلا عبرة عن حياةالشيخ القرشى، لذا سأحاول قدر امكانيتى المتواضعة جداً ان اجاوب على ربطة اسئلة: هل كان فى حياة الشيخ القرشى عبرة؟ إن كانت، فما هى؟ وكيف نعتبر بها ونستفيد منها ونبنى عليها؟ او كيف نقومها بأخذ المفيد منها وطرح ما لا يفيد؟ والكلام بشجاعة عنالشيخ القرشى مهم لأنه كان رجلاً شجاعاً حتى فى كلامه عن نفسه فكان لا يخاف، هدفه واضح وطريقه بائنة، لكنى بادئ بما قال هو عن نفسه في الحديث الذى دار بينه والدكتور أحمد عبدالرحيم نصر والأستاذ الطيب محمد الطيب وكانا زاره فى أبوفروع فى 3.10.1971. جرى الحوار باللغة الدارجة وسأكتب بعضه كما جاء فى شريطى التسجيل بالرقم م.د.أ.أ (277) والرقم م.د.أ.أ (278) والموجودة نسختهما بجامعة الخرطوم على ان يكون هذا جزءاً اولاً من عرض الموضوع.
أنا ولدونى فى رفاعة. أبوى القرشى ود البصير من الحلاوين. النسب منظوم منى لحد النبى عليه الصلاة والسلام. أنا محمد الأمين.محمد إسمى والأمين لقب. والأب القرشى بن البصير الحلاوى. والدتى من رفاعة لأنو ابوى كان يقرأ العلم فى التركية السابقة على علماء رفاعة. وكان قرأ على جدى ابو امى. جدى ابو امى قاضى رفاعة. إسمو محمد إبراهيم. اهلو عمراب. وخالى إسمو حامد ود القاضى، كان صديق ابوى. وبعدين جات المهدية وابوى بقى امير رفاعة فى المهدية فقام تزوج بت القاضى محمد ابراهيم وولدت انا فى رفاعة يوم الأربعاء 12 ربيع اول سنة 1308هجرية.
وبعدين ابوى جاب امى سكنا فى هذه القرية (ابوفروع). اهلنا الحلاوين ورانا هنا لكن ابوى سكن هنا لأسباب لأن البحر وفيها السواقى وفيها الخضار. وابوى بصفتو امير، خيل المهدية بتجى من الخرتوم ومن امدرمان هناك وتجى مارة وحلاّلنا فوقها آبار، لما يجو اربعين خمسين حصان ما ساهل يسقوهم من البير. عشان كدى سكنا هنا فى البحر. المعيشة ساهلة. نشأنا على هذه الحالة وما تغيرنا من سكانها.
اما تعليمى قريت فى الخلوة حسب ما ابوى جابنى ووالدى توفى وانا عمرى سنتين. امى كانت غنية. كملت فى خلوة الشيخ القرشى وكانت عامرة فيها سبعين تمانين طالب. بعد ذلك اكملت القرآن ومشيت لناس رفاعة اقرأ العلم شوية شوية على العلماء زى الفكى يوسف ود نعمة. بعد كده احببت امشى الكلية لأنو ناس عبدالله ود البنا واولاد اخوالى ناس رفاعة واولاد ناس شيخ لطفى مشوا. قلت لشيخ لطفى انا عايز امشى الكلية شفت اولاد رفاعة مشوا. قال لى طيب امتحن وسألنى فى النحو وسألنى فى كدى قال لى انت بتنقبل فى الكلية لكن فى الحساب لقانى ما بنفع قال لى فى الحساب ضعيف ما بقبلوك. قال لى لو تجى تقعد معاى بوريك الحساب. قلت ليه انا ما بقدر اقعد معاك عندى اولاد خالى بقروا فى مدرسة رفاعة بقعد مع اولاد المدرسة ديل اتعلم الحساب وقلت ليه كتر خيرك. مشى قال ليه يا بابكر دا ود القرشى، قال لى انت ود فاطمة قلت ليه آآى... فى شهرين تلاتة بقيت فى الحساب فايتم. جا ميعاد الكلية قمنا مشينا، لطفى معلمنا القبيل مشينا معاهو. نزلنا عند ود البنا قريبنا. إمتحنونا طلعت الاول ودخلت الكلية وكنت مبسوط من الحكاية دى. بعدين ارادوا يقسّمونا قلت ليهم الا تسوونى قاضى او بفوت امشى اهلى، ده كان سنة ثمانية.
بعدين كنت انا مدرّس فى علوم القضاء. بقونى قاضى، عرفت المسألة، وبعدين اتعينت عامل قضائى للدويم وحبب الى العلم.
فى الدويم فى رجل عالم مالكى فقيه درست عليه وبعد كده صرت كلما امشى فى بلد ادرس. ما قطعت الدراسة ، طالب علم لى يوم الليلة .
الشيخ الداعية - محمد الامين القرشي
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
نراجع اليوم بعض الاساليب التي كان يتبعها الشيخ محمد الامين القرشي في نشر الدعوة .
لقد ركز الشيخ القرشي في دعوته علي ابراز حقائق الدين بالحكمة والموعظة الحسنة وابراز روحانية العقيدة الدينية وخلود ان الاسلام جفف منابع الرق بالاعتناق بشتي الصور ا والمبادئ التي تدعو لها كل الديانات السماوية ولم يسيء اليها لأن كل العقائد مصدر واحد جميعها تدعو الي الوحدانية والقيم الانسانية الفاضلة
كما عمل الشيخ القرشي علي محاربة البدع والخرافات والعادات والتقاليد التي تتنافي مع روح الإسلام وجوهر العقيدة الاسلامية حارب اعمال الكجور واستمالهم اليه لعلمه لتأثيرهم العميق علي مجتمعاتهم مجتمعات النوبة ، فادخل بعضهم الإسلام ، بل استفادة ببعضهم لنشر دعوة الإسلام .
اسلوب التدرج في نشر الدعوة
لقد جاء الشيخ محمد الامين القرشي الي جبال النوبة ووجد أن هناك عادة وتقليد متأصل ، وأن التعرض لها إن لم تصحبه الحكمة ، فإن اثارتها في بداية الدعوة قد تؤدي الي نتائج عكسية ، علي الرغم من ايمانه بأنها ليست في الدين من سرد ، بل تتنافي مع روح الشرع ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) آل عمران ( 159) ويعلم شيخا رحمه الله أن الاسلام حينما جاء الي العرب وجد أن الخمر تشكل شيئا هاما في حياتهم كما وجد العرق عنصرا اقتصاديا لهذا تدرج القرآن في تحريم الخمر .
لقد وجد ان استخدام اهالي جبال النوبا للمريسة يختلف عن استخدامها في معظم انحاء السودان ، ففي بقية انحاء السودان كشراب غالبا بعد أن يتناول الشخص وجبته اي تستخدم للسكر وليس للغذاء ولكن في الجبال تستخدم للغذاء ، لأن النوبة يتعاملون معها علي انها القوت الرئيسي والوجبة المفضلة وعندما يكن هناك عمل جماعي ( نفير) للعمل الزراعي او لبناء المنازل ، فالشيخ لم يشدد في تحريمها املا ولكن لم يجعلها مباحة لقد بدأ اتصاله بكبارهم مثل الملك كنده كربوس رحمه الله ملك قبيلة النيما نج وبقية الملوك موضحا لهم اقرار المريسة وانها تذهب العقل ولاتصلح العبادات معها وبدأ في اقناع القادة المحليين وهم بدورهم استطاعوا ان يؤثروا تأثيرا واضحا علي مواطنيهم وتخلوا عن شربها واتضح ذلك في مناطق ( كتي ، النتل ، سلارا ).
فالشيخ القرشي يشكل مدرسة دعوية قائمة بذاتها ، وأنه داعية منفرد وعالم مدرك جعله ادراكه بعون الله ان يتنبأ بمشكلة الجنوب والجبال قبل حدوثها ووضع لها الحلول وهذا يؤكده موقفه الصارم ضد قانون المناطق المقفولة عام 1922 . .
عادة العري
كان سكان جبال النوبة لا يلبسون الثوب إلا إذا كان هناك عيبا خلقيا وكانوا يحضرون الي ( النقارة ) أو ( الصراع ) عرايا فسعي بشتي الطرق لعلاجها فكان يحضر الدمورية والملابس الجديدة والمستعملة وكان احيانا يضطر لقسمة عمامته ليستر لها بعض العراة ، لقد لبي المكتب فاروق ملك مصر طالب الشيخ إذ ارسل اليه كميات كبيرة من الاقمسة كان لها الاثر الكبير في اسلام الكثيرين من مواطني جبال النوبة ومنطقة جبال النوبة تشمل ولاية جنوب كردفان بين خطي طول 31- 39 وخطي العرض 10- 12-30 شمالا وحدودها شمالا بولاية شمال كردفان وعاصمتها الابيض وغرب ولاية غرب كردفان وجنوب ولاية الوحدة ومن الشرق الحدود الغربية لولايتي اعالي النيل والنيل الابيض وتقدر مساحتها بثلاثين ميلا مربعا تغلب عليها الجبال المتفرقة وتخللها الينابيع و السهول وبها اشجار السنط والعرديب والتبلدي وتصلح بها زراعة القطن عدد الجبال تسعة وتسعون جبلا . اطول سلاسلها سلسلة جبال تقلي التي تقع شرقا من أهم مدن جبال النوبة ، الدلنج ، كادقلي ، رشاد ، تلودي ، ابوجبيهة ، العباسية ، لقاوة .
قبائل جنوب النوبة :
يتجاوز قبائل النوبة الأربعة وستون قبيلة وهي قبائل متداخلة تداخلا جغرافيا واجتاعيا وهذا التداخل يشمل النوبة وعرب البقارة مثل المسيرية والحوازمة وبعض القبائل الاخري مثل الداجو ، والبرنو ، ان جبال النوبة شكلت نموذجا رائعا للتمازج الثقافي والوحدة الوطنية .
لقد ذكر علماء التربية والاجتماع ان الشعوب التي تتكلم لغة واحدة ، لابد أن يكون لها اساس تفكير واحد وإن اختلفت في اللهجات المحلية ، والمقصود هنا لغة الاتصال لا لغة التعليم في المدارس ، وها يكمن أهمية اللغة العربية وضرورة نشرها لدعم الدعوة الإسلامية حيث كان الشيخ القرشي يجيد العربية وعمل علي نشرها .
قبائل النوبة
مجموعة الكواليب ، تقلي ، كتلا ، الاجناج ، تلودي والمساكين ، بوفا ، تيمين ، النيمانج ، الداجو .
ويقسم ( نادل ) قبائل النوبة الي 14 جماعة عرقية ، جماعة اوتورو ، التيرا ، المورو ، كرنقو ، المساكين ، التلشي ، الكواليب ، الدلنج ، النيمانج ، الكدرو ، الافتي ، الديني ، الداجو ، تقلي ، لقد ظهر بعض الزهاد من رجال الدين المسلمين الذين عملوا علي نشر العقيدة الإسلامية في جبال النوبة منهم ، الشيخ بدوي ود ابوصفية ، والشيخ محمد الجعلي الذي جعل من منطقة تقلي مقرا له وخلفه ابنه ابوجريدة ، فتكونت أول مملكة إسلامية اخذت تنشر الإسلام وهي مملكة تقلي وتعتبر أول كيان سياسي في جبال النوبة ولم تسلم منطقة الجبال من تأثير الفونج والفور.
للقد كان الامام محمد احمد المهدي يعلق آمالا عريضة علي جبال النوبة بتكوين جيش قوي لنصرة المهدية ، فاستخدم استراتيجية هادئة مع النوبة ومنع الانصار من التعدي علي السكان وأمرهم باقامة العدل فيهم لقد اخطأ بعض أمراء المهدية الذين ظنوا أن الإسلام ينتشربالسيف مما جعل النوبة يهربوا الي قمم الجبال مما أخر انتشار الدعوة كما شعر الانجليز أن وجود اللغة العربية بجبال النوبة يساعد علي انتشار الإسلام فكروا في ادخال الحروف اللاتينية بدلا عن العربية التي تتطلب استاذا عربيا مسلما ، وعليه قرروا تدريس اللغة العربية باحرف لاتينية وباقي المواد باللغة المحلية .
لقد باءت جهود الكنيسة في الحد من انتشار اللغة العربية في جبال النوبة بالفشل ، وبالتالي فإن رسالة الكنيسة لم تكن فعالة ، لهذا لجأت لاثارة النعرات القبلية والعنصرية واظهار الشمالي المسللم بأنه خطر علي النوبي وأنه جلابي تاجر رقيق مستغل لخيرات النوبة ، ولكن الهجرات العربية المتصلة لجبال النوبة اثبتت فشل هذه الفرية . الموافقة علي نشر الدعوة الإسلامية بالجبال بعد صراع لفترة طويلة بين الشيخ القرشي والسكرتير الاداري الانجليزي روبرتسون وبعد ضغط من اعضاء الجمعية التشريعية وافقت السلطات الانجليزية للشيخ محمد الامين القرشي بالدعوة في جبال النوبة علي انها تدرك أن له مواقف صلبة ضدها حينما عمل قاضيا ومن اشهرها قضية كنيـسة عطبرة وبيع غير المسلمين للمصاحف بكادوقلي .
لقد وجد الشيخ القرشي في مدينة الابيض سندا عظيما لدعوته لوجود صلات وعلاقات بها مما مكنه من الاستفادة من ذلك لأنه عمل فيها قاضيا واستاذا فكانت له نقطة انطلاق مهدت له دخول جبال النوبة .
بناء المسجد :
اول خطوة خطاها الشيخ القرشي هو بناء المسجد لوضع اساس لدعوته في جبال
النوبة اقامة المسجد اسوة بالرسول صلي الله عليه وسلم فركائز بناء المجتمع المسلمي ثلاثا :
1- بناء الفرد المسلم
2- بناء البئة للمسلم
3- بناء المسجد واخيرا المجتمع المسلم
لقد اسس الشيخ القرشي خلوة كبيرة في الدلنج لتعليم القرآن الكريم وبدأ تنطلق منها لبقية الجبال يحمل راياته وبوارقه مكتوبة عليها ( لا إله ألا الله محمد رسول الله) ومعه اعوانه وعلي راسهم المك كنده كربوس الذي عمل سابقا قوات دفاع السودان بشندي والقضارف وهو من أهالي النوبة وقد اسلم وعمل مترجما مع الشيخ القرشي رحمهما الله .
وفي الدلنج طلب من المفتش الانجليزي ان يعطيه ارضا ليقم عليها خلاوي في بيوت وداخلية ولقد صدق له المفتش بمساحة مكنته من تأسيس هذه المنشآت حتي اصبح عدد طلابه أكثر من ثمانين ، وحينما شعر الانجليز أن هذا اللرجل يشكل خطرا عليهم وعلي الكنيسة سعوا الي نزع الارض منه واستبدالها بارض اخري لابعاده عن هذه المنطقة ولكن الشيخ رفض التحرك مهما كانت الظروف وقد سجل هذا الموقف في قصيدة .
عندما كان الاستاذ عبدالرحمن علي طه وزيرا للمعارف في ديسمبر 1948 اهتم بالتعليم في الجنوب وجبال النوبة حيث اجري تعديلات جذرية علي التعليم وخاصة الديني لأنه وجد أن سياسة الانجليزي ترمي الي اغلاق جنوب السودان والجنوب أما تيارات المؤثرات العربية وهي اللغة والدين والزي .
لقد اتخذت وزارة المعارف في الاعلام 1948 – 1950 قرارات واضحة ابرزت فيها سياستها التعليمية نحو الجنوب وجبال النوبة
المؤثرات التي اثرت في شخصية الشيخ القرشي
1- البيئة التي نشأ فيها
2- الثورة المهدية وماتركته من أثر عليه
3- الإرث الاسري
4- تاريخ قبيلة الحلاوين النضالي
5- المهنة ونوع الثقافة .
للشيخ القرشي انتاجا ادبيا غزيرا وله مؤلفات في مختلف العلوم بعضها مطبوع . والآخر لم يطبع حتي الآن .
له قصيدة يطلب من الاخوة المصريين ان يساهموا في الدعوة الإسلامية بالخرطوم وصورها في هذه الأبيات :
ذهبت الي الجنوب وفيه أدعو ** الي الإسلام طاب بنا المقام
فأسلم منهم خلق كثير ** وصلوا في جبالهم وصاموا
عراة ليس عندهم كساء ** جياع ليس عندهم طعام
هناك كنائس للكفر قامت ** يناطحها من الطول الغمام
ومسجدنا عرائيس ليه فيها ** سوي القرآن وهو لنا إمام
وجئت الي الكتانة ارتجيها ** عنيتها باعمال تقام
ومشروع عظيم مثل هذا ** بغير المال ليس له قوام
وها أنا بين اخوان كرام ** سلام يابني مصر سلام
لازالت الدعوة الإسلامية تتسم بالتخلف والتخطيط وعدم وضع السياسات والاستراتيجيات والخطط الواضحة ، التي تلائم الظروف الاجتماعية السائدة في المجتمع .
والتجربة التي خاضها الشيخ محمد الامين القرشي تجربة رائدة ينبغي ان يقف عندها كل الدعاة وتستفيد منها كل الحكومات منها دعوة اتت ثمارها وادخلت الآلاف من سكان الجبال الإسلام علي الرغم من ضيق الامكانات وضيق ذات اليد فهو مدرسة دعوية قائمة بذاتها تجعله قدوة للدعاة .
مع القاضي محمد الأمين القرشي في «ساحات المولد» ..د. عارف عوض الركابي
تقييم المستخدم:  / 0
التفاصيلنشر بتاريخ السبت, 12 كانون2/يناير 2013 13:00
لاهتمامي بالجمع عن تراجم لعلماء السودان وآثارهم ومحاولة توثيق ما يتيسر في ذلك، فقد بحثت عن ترجمة للشيخ القاضي بالمحاكم الشرعية محمد الأمين القرشي ــ رحمه الله ــ لما اطلعت عليه من بعض آثاره، فدلني أحد الإخوة بصفحتي على «الفيس بوك» وهو الأخ حاتم أحمد الطيب على ترجمة موجزة له اقتبسها من كتاب بعنوان: «الشيخ محمد الأمين القرشي واستراتيجية الدعوة الإسلامية في جبال النوبة» للدكتور عثمان عوض الكريم محمدين، ومما ورد في ترجمته: أنه الشيخ القاضي محمد الأمين بن القرشي بن الشيخ البصير الحلاوي، ولد في مدينة رفاعة سنة 1308هـ الموافق 1886 م، ووالده كان أميراً في جيش المهدية، وعمه الشيخ محمد الطيب البصير عينه المهدي قائداً للمنطقة الوسطى، ووالدته هي فاطمة بنت القاضي محمد إبراهيم، وأخوال أمه هم آل البنا وهم بيت اشتهر بالشعر، ولعل ذلك كان له أثر في ما تميز به الشيخ محمد الأمين القرشي من شعر جيد رصين. ودرس في خلوة أبو فروع قرب الحصاحيصا، ثم انتقل إلى خلوة جده الشيخ القرشي ود الزين في قرية طيبة الشيخ القرشي. وبعد أن أكمل حفظ القرآن الكريم رجع إلى رفاعة وبدأ دراسة العلم على الشيخ يوسف ود نعمة، ثم انتقل إلى الدراسة النظامية فدرس في مدرسة بابكر بدري، ثم درس في كلية غوردون، وتخصص في قسم القضاء الشرعي. وعمل بعد تخرجه في القضاء بالدويم، ثم الخرطوم، ثم بارا، ثم سنجة، ثم عين قاضياً لأبو زبد، ثم أم درمان ثم الحصاحيصا. وفي عام 1922م عين قاضياً في عطبرة، ثم بورتسودان، ثم الأبيض، وأخيراً الحصاحيصا التي استمر بها إلى أن تقاعد عام 1946م. وتم تعيينه مدرساً في كلية غوردون في قسم الشريعة سنة 1948م، ثم انتدبته الحكومة ليعمل مدرساً في كلية الحقوق في جامعة الخرطوم. وعمل معلماً بمعهد الإشراف بمكة المكرمة. ومن مؤلفاته: سفينة الوصول لطالبي علم الأصول، تحفة الآثار في مصطلح حديث النبي المختار، سيرة يزيد بن أبي حبيب السوداني، منظومة القضاء الجنائي على مذهب مالك، روضة البيان نظم رسالة الدرديري في علم البيان، وغيرها.
وتوفي الشيخ محمد الأمين القرشي عام 1976م عن عمر يناهز تسعين عاماً. ومن آثاره المشهورة عنه والمنتشرة قصيدة في بدعة المولد وما يحصل فيه وفي ساحاته التي أعدت لذلك، وقد ركّز فيها على بعض الممارسات التي اشتهرت لدى العامة والخاصة أنها مما يفعل في ساحات المولد خاصة في ليلته الأخيرة !! وقد صاغ قصيدته في تساؤلات طرحها واستفهامات وضّحها، وهو يعلم جوابها من خلال ما صاغ في أبياته، وتساؤلاته بحاجة لأن يجاب عنها، وقد أردت أن أضع هذه القصيدة بين يدي القراء، فقد قال ــ رحمه الله:
إلى علـمائنا أهـل العقـول ٭٭ إلى الشـبان منهم والكهـول
أسـوق القول ملتمساً جواباً ٭٭ من الكتب الصحيحة والنقـول
فإن أدوا الأمانة في وضـوح ٭٭ فتلك سجية القـوم الفحـول
وإن خـافوا مـلاماً أو عتاباً ٭٭ فما فرق العليم عن الجهـول؟!
أبينوا نصحكم لتهذبونـــا ٭٭ وسلوا صـارم الشرع الصقيل
لنفري هامة البـدع اللـواتي ٭٭ نزلن وما عزمن على الـرحيل
أرى بـدعاً تشيب لها النواصي ٭٭ إذا ما جـاء ميلاد الرسـول
كهـارب كالكواكب ساطعات ٭٭ ورايـات تشـيع بالطبـول
إلى ساحــات لهو قد أعدت ٭٭ كــأن شــرابها من زنجبيل
بها سـوق الحـلاوة بازدحام ٭٭ بربات القلائد والحــجول
تجـر ذيــولها متـبرجات ٭٭ لتفتك بالتبـرج والــذيول
وبمجتـمع القـمار مغامرات ٭٭ مع الشبان في الجـمع الوبيل
مسـارح للظباء خرجن فيها ٭٭ مـراتع للخـلاعة والخمـول
وشـبان يرنحـهم غــرام ٭٭ بكاسـات الصبا قبل الشمـول
يؤمــون الـمكان بلا حياء ٭٭ وما أهـوى الجميلة للـجميل
يـطوف بأعلى الحلقات حتى ٭٭ يخـادعها فتخـدع بالمـثول
عهــود أبرمت ووثيق عهد ٭٭ ينفذ حكـمه بعد الوصــول
أفي عيـد النبي يكـون هذا ٭٭ ويشهـده ذوو الرأي الأصيل؟!
وتفـعله المدائن كـل عـام ٭٭ وتحسبه سيـحظى بالقبـول؟
مصـائب في بني الإسلام حلت ٭٭ وفـاجعة تجـل عـن المثيل
وجـرح في فؤاد الدين يدمي ٭٭ أصيب به من الصـاري الطويل
فهل يرضـى الرسول بما فعلنا ٭٭ وقد جئنا بمعصية الرسـول؟!
ويعجبه السكوت على ضلال ٭٭ تعاظم خطبه في كـل جيل؟!
سؤال حاك في صدري مراراً ٭٭ وما رد الجــواب بمستحيل
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 10-30-2016, 06:51 PM
طاهر نجم الدين المحسي طاهر نجم الدين المحسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: السعودية- مكة المكرمة
المشاركات: 3,029
افتراضي

قال فضيلة الشيخ الدكتور منصور النقيب - حفظه الله - في كتابه " المدرسون في المسجد الحرام " ( ٣ / ٢٦٩ ) :
القرشي :
محمد الأمين بن القرشي بن بصير الحسيني .
المدرس بالمسجد الحرام .
ولد ١٣٠٣ ، بمدينة رفاعة - بالسودان - ، وهو ينتمي إلى قبيلة الحلاوين .
تلقى تعليمه بخلوة أبي فروع ، ثم خلوة جده الشيخ القرشي ود الزين ، بقرية طيبة الشيخ القرشي ، حيث حفظ القرآن الكريم ، ثم انتقل إلى كلية غردون ، حيث درس العلوم الشرعية .
عين قاضيا بالدويم ، ثم الخرطوم .
نقل بعدها إلى بارا ، ثم سنجة ، ثم عاد إلى أم درمان ليقضي فيها فترة قصيرة ، عاد بعدها إلى الحصاحيصا ليعمل فيها قاضيا ، ثم انتقل بعدها إلى عطبرة ، ثم بورتسودان ، ومنها إلى الأبيض ، فالحصاحيصا مرة أخرى حتى تقاعد سنة ١٣٦٥ ، وفي سنة ١٣٦٧ ، تم تعينه بكلية غردون أستاذا في قسم الشريعة ، لكنه لم يمكث طويلا ، إذ انتقل للعمل في جبال النوبة كداعية في تلك المنطقة ، حيث نذر نفسه لهذا العمل .
عرف عنه الحكمة والقوة والحجة في الرأي .
وقد كان بجانب سعة علمه الكبير ، شاعرا وأديبا ، خلف تراثا كبيرا ، شعرا ونثرا .
تصدر للتدريس بمعهد الحرم المكي الشريف عند تأسيسه سنة ١٣٨٦ ، واستمر به مدرسا لمدة ثلاث سنوات .
ومن طلابه : الشيخ عبدالله الحاج المدرس بالمعهد الآن ، وكان من أوائل الطلاب في معهد الحرم .
رجع إلى السودان ، وعمل على محاربة البدع والخرافات والعادات والتقاليد التي تتنافى مع روح الإسلام وجوهر العقيدة الإسلاميون ، حارب أعمال الكجور - أي السحر - واستمالهم إليه ، لعلمه مدى تأثيرهم العميق على مجتمعاتهم - مجتمعات النوبة - ، وهدى الله بعضهم إلى الإسلام ، بل استفاد بعضهم لنشر دعوة الإسلام .
له : نظم تخفة الآثار ( وهي منظومة تقع في ٣٠٠ بيت في مصطلح الحديث ) ، وله مؤلفات أخرى .
توفي - رحمه الله تعالى - سنة ١٣٩٥ ، وكان عمره ٩٠ عاما ، بقرية الشيخ البصير بالحلاوين .
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 10-30-2016, 06:58 PM
طاهر نجم الدين المحسي طاهر نجم الدين المحسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: السعودية- مكة المكرمة
المشاركات: 3,029
افتراضي

سلسلة الروح والريحان في تراجم علماء ودعاة السودان :
السلسلة رقم ( 6 ) :
تراجم الأعلام :
القارئ المقرئ السوداني سعيد محمد نور - رحمه الله تعالى - القارئ المفضل لدى الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله تعالى - :
كان في جامع الخازندار بحي شبرا بمدينة القاهرة بمصر رجل أسمر اللون من أصل سوداني وكان هذا الرجل يقرأ القرآن بطريقة غريبة كلها شجن تستدر الدموع من العيون التي لم تعرف طعم الدموع قط , هذا الرجل اسمه الشيخ سعيد محمد نور.
وكان الشيخ سعيد محمد نور صاحب اسلوب منفرد في التلاوة مغلف بالشجن العميق!!! روى عنه معاصروه الكثير، وحكى عنه : ان سائقي ترام شارع شبرا كانوا يتوقفون عند سماعهم لصوت الشيخ سعيد واستجابة للركاب ايضا كما كان مصرا على ألا يقرأ في استوديوهات الاذاعة او تسجل له.وبالرغم من أن الرجل لم يقرأ في الاذاعة الا مرة واحدة , إلا أنه يتمتع بشهرة تفوق شهرة بعض قراء الاذاعة وسر شهرة الشيخ سعيد أنه يقرأ القرآن بطريقة تختلف عن الطريقة المعروفة..وطريقة القراءات.وبهذه الطريقة نفسها كان يقرأ قارىء آخر من قبل هو الشيخ محمود البربري, وتسري بين العامة شائعة أن هذه الطريقة هي وحدها الطريقة الشرعية التي يرضاها المحافظون, المهم أن الطريقة التي يقرأ بها الشيخ سعيد نور طريقة عجيبة تثير في نفوس الناس عواطف شتى ..من الطرب والخشوع والإيمان , وأيضا تستدر من عيونهم الدموع الحزينة .والمحطة الوحيدة التي تذيع له هي محطة المملكة العربية السعودية .أما بالنسبة لسكان مصر فلم يعرف عن الشيخ سعيد أبدا أنه حدد أجرا له , وهو يتناول الأجر الذي يدفعه صاحب الليلة دون نقاش ، وتتعصب لصوت الشيخ محافظات بأكملها وعلى رأسها جميعا محافظة المنوفية ولعل السبب يرجع إلى أن اغلب سكان شبرا – حي الشيخ سعيد – من قرى المنوفية وقد قرأ الشيخ مع المشايخ الكبار , قرأ مع الشيخ علي محمود والشيخ محمد رفعت وبدأ هو الآخر مثلهم بخمسين قرشا في الليلة ويستمع الشيخ سعيد لصوت الشيخ رفعت ويفضله على كل الأصوات .وقد كان الرجل الأسمر يعيش عيشة بسيطة في شبرا , أما هوايته الوحيدة فكانت سماع الاسطوانات القليلة الباقية للشيخ محمود البربري.وقبل خمسين عاماً قصد الشيخ سعيد محمد نور رحمه الله الديار الحجازية لآداء فريضة الحج ، وقبل أن تحط الباخرة التي تقله رصيف ميناء جدة وصلت أخباروصوله إذاعة جدة أول إذاعة سعودية والتي أنشئت سنة 1368هـ فكان لها النصيب الأكبر في تسجيل قراءات له ، فقد قام بتسجيل سورة مريم وطه والحديد والتكوير على أشرطة سلك قبل ظهور أشرطة الريل ، ولاقت تلك التسجيلات إستحسان الكثيرين من المسلمين حتى أن المديرية العامة للإذاعة آنذاك ( وزارة الإعلام حالياً ) كانت تسجل الآف النسخ من تلك التسجيلات وتقدمها لضيوف الرحمن من الوزراء والرؤساء والإذاعات الإسلامية ، وكان الملك عبدالعزيز يرحمه الله من أشد المعجبين بتلاوة الشيخ سعيد ، فعرض عليه البقاء بالديار المقدسة لكن الشيخ سعيد أعتذر لظروف خاصة ، لكن محبة السعوديين للشيخ لاتزال باقية في قلوب الكثيرين من خمسين عاما .
وقد هاجرالشيخ سعيد نور من مصر واستقر في الكويت في مطلع الثمانينات هجرية وسجلت اذاعة الكويت القرآن الكريم بصوت الشيخ سعيد وتذيع له مرة كل أسبوع في فترة الفجر وقضي الشيخ سعيد بقية حياته في الكويت حتى أختاره الله لجواره في منتصف الثمانينات الهجرية ولكنه ترك ثروة روحية غالية بتسجيلاته للقرآن الكريم ولكن لسوء الحظ كانت أشرطته ضمن الأشرطة التي دمرت مع أرشيف الإذاعة خلال فترة الاحتلال الآثم على دولة لكويت.
وبعد وفاة الشيخ يرحمه الله بعث أبنائه بأكثر من مآئة تسجيل للشيخ سعيد لإذاعة جدة وتم إدراجها ضمن القراءات المذاعة وكانت تلك التلاوات تم تسجيلها من داخل جامع الخازندارة بمصر وتاريخ تسجيلها يعود لأكثر من خمسين عاماً .
رحم الله شيخنا سعيد محمد نور الذي نوّر قلوبنا برقة تلاواته التي غلفها بالشجن والحزن .
وهذه وصلة من التلاوات النادرة للشيخ الكريم عليه رحمة الله
ما تيسر من سورة النور
http://www.4shared.com/file/198507929/661fa9bc/___.html
ما تيسر من سورة النساء
http://www.4shared.com/file/198505103/10e6bb13/___.html
ما تيسر من سورة النحل
http://www.4shared.com/file/198498220/8db95f7b/___.html
ما تيسر من سورة الحديد
http://www.4shared.com/file/198490334/57b9e8fb/___.html
ما تيسر من سورة الحج
http://www.4shared.com/file/198488998/51a3c8d3/___.html
ما تيسر من سورتي الحاقة والمزمل
http://www.4shared.com/file/19848758...d31/_____.html
ما تيسر من سورة التكوير
http://www.4shared.com/file/198481804/f51d1a0c/___.html
ماتيسر من سورة مريم
http://live1.islamweb.net/quran/Saee...ojawad/133.mp3
ماتيسر من سورة طه
http://live1.islamweb.net/quran/Saee...mojawad/134.rm
سورة النمل من الآية (44) حتى الآيه (53)
http://www.youtube.com/watch?v=
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 10-30-2016, 07:01 PM
طاهر نجم الدين المحسي طاهر نجم الدين المحسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: السعودية- مكة المكرمة
المشاركات: 3,029
افتراضي

سلسلة الروح والريحان في تراجم علماء ودعاة السودان :
السلسلة رقم ( 7 ) :
راجم الأعلام :
أعلام منسية: عبد الرحمن بوحجر
سمير سمراد
تم قراءة المقال 1937 مرة
من الأعلام الجزائرية السَّلفيَّة، الَّتي هاجرت إلى المشرق لطلب العلم، ورحلت إلى كبرى الجامعات في العهد الغابر، الشَّيخ العلاَّمة «عبد الرَّحمن بُوحْجر الجزائري»؛ الَّذي ظلَّ منسيًّا، مجهولاً، لولا ترجمةٌ وحيدة فريدة، في بضعة سطور كتبها الشَّيخ محمَّد نصيف الَّذي كان صديقًا له، ولولا شهاداتٌ لبعض معاصريه وتلاميذه، وقفتُ عليها، تناولت جزءًا مهمًّا من سيرته وأخباره، كما وقفت على رسالةٍ ـ لهُ ـ فريدة؛ بعث بها إلى بعض رجال الإصلاح في الجزائر، تُنْبِئُ عن فضل هذا الرَّجل، وقد اجتهدتُ في التَّأليف والتَّنسيق بين هذه الشَّهادات والمعلومات، إذ يوجد في كلِّ واحدة منها ما لا يوجد في غيرها، ويُكمل بعضها بعضًا، فكانتْ هذه التَّرجمة:
يقول محمَّد نصيف في مقالته: «علماء جُدَّة المعاصرون والرَّاحلون» الَّتي نشرت في مجلَّة «المنهل» [المجلد 6، ربيع الثاني 1365 هـ/ مارس 1946 م، العدد الرَّابع، (ص 152)] ـ ونقلها عنه الأستاذ عبد القدُّوس الأنصاري في كتابه «تاريخ مدينة جُدّة» (ص 276):
«7 ـ الشَّيخ عبد الرَّحمن أبو حجر المالكي، ولد بالجزائر حوالي عام 1280 هـ، وتعلَّم بها العلوم،...».
لا ندري شيئًا عن تعلُّمِّه الأوَّلي، وأين كان بالتَّحديد، ومن هم شيوخه الأوَّلون، إلاَّ أنَّه يكون تلقَّى القرآن والعلوم والفنون الَّتي تدرَّس في بلده الجزائر (ناحية قسنطينة)، على شيوخ ناحيته، وقد نسبَهُ ـ هنا ـ مالكيًّا، باعتبار أنَّ غالب أهل المغرب، يَدرسون الفقه ويقرئونه على مذهب مالك رحمه الله، فيكون «عبد الرَّحمن» مالكيًّا بالدِّراسة والتَّفقُّه في كتب هذا المذهب، وأَعْرضُ هنا بعض العلماء والشُّيوخ الَّذين يُرَجَّح أنَّه عاصرهم، والتقى بهم، أو تلقَّى عنهم، ومن أشهرهم في ذاك العهد في ناحيتِهِ «قسنطينة»:
ـ الشَّيخ صالح بن مُهَنَّا الأزهري القسنطيني (1840 م ـ 1910 م)، (رجع من مصر سنة (1887 م) واستقَّر بـ: «زاوية الشَّيخ بلقاسم بوحجر».
ـ وهناك علَمٌ آخر، من أعلام تلكم النَّاحية المشهورين، وهو أيضًا من شيوخ الطُّرق، والمؤيِّدين لها؛ هو الشَّيخ محمود بن محمَّد الشَّاذلي البوزيدي [ت: 1905 م] (علاَّمة عصره) [كما في جريدة «البصائر»، العدد (126)، (ص 3)]، «وقد كانت له علاقة طيِّبة مع الشَّيخ علي بوحجر ونفوذ أدبي مع السلطة الحاكمة».
* زاوية «بوحجر»:
«هذه الزَّاوية تقع في زكار طريق عين البيضاء تبعد عن بلدة سيقوس بنحو 5 كلم تقريبًا»، كما لا تبعد كثيرًا عن بلدة «الخْرُوب»،كما يذكر الأستاذ سليمان الصيد أنَّ «الشَّيخ علي [بن بلقاسم] بوحجر كان له أخ كبير يسمَّى «سي الشَّريف» هو الَّذي بنى المسجد والبرج بالزَّاوية ـ زاوية بوحجر ـ»(1).
* عائلة «بوحجر»، أو الشَّيخ بلقاسم بوحجر جدُّ العائلة:
تنتمي هذه العائلة إلى الطَّريقة الحنصاليَّة من فروع الطَّريقة الشَّاذليَّة، المنتشرة في مقاطعة قسنطينة وغيرها، ويذكر أحد الضُّبَّاط العسكريِّين الفرنسيِّين في رحلته الاستخباراتية للبلاد الجزائريَّة، وهو «إدوارد دو نوفو» [1809 ـ 1871] في كتابه عن «الإخوان» ـ يعنون بهم: الطُّرقيِّين ـ قال في [(ص75 ـ 76) (تعريب وتحقيق: كمال فيلالي)] وهو يتحدَّث عن الطَّريقة الحنصالية، ومؤسِّسها «سيدي يوسف الحنصالي»؛ حيث: «.. استقرَّ بجبل زواوي الَّذي أصبح من ذلك الحين جبلاً مقدَّسًا استقرَّ به الخلفاء الَّذين جاؤوا من بعده»، ثمَّ ذكرهم، ومنهم: «...سيدي أحمد الزّواوي، مْرَابَطْ ذائع الصَّيت بمقاطعة قسنطينة...، وقد دفن بجبل الزّواوي ابن أحمد..»، إلى أن قال: «..سيدي بلقاسم بوحجر، أهمّ وأشهر مرابطي عمالة قسنطينة ينتمي إلى طريقة حنصالة»، ويقول الأستاذ سليمان الصيد: «شيخ الطَّريقة الحنصالية هو الشَّيخ أحمد الزواوي الحسني [ت: 1870م] مدفون في جبل حذو قرية بني زياد (الرفاك سابقًا) بالقرب من قسنطينة».
ويذكر العلاَّمة مبارك الميلي في «رسالة الشِّرك ومظاهره» (ص233) في فصل:«ما جاء في الذَّبح لغير الله»، عند شرح حديث أو أثر: «دخل رجل الجنة في ذباب، ودخل رجل النَّار في ذباب»، يقول: «واكتفاء هؤلاء المشركين بتقريب الذُّباب اعتداد بأضعف مظاهر الطَّاعة، إذ المقصود الأعظم هو اعتقاد القلب، وهذا كالمثل العام المشهور: «أدَّاها بو حجر».. يعنون أخذ الولاية أبو حجر، مثل عامي: ويذكرون أنَّ قائله أحمد الزّواوي دفين الجبل غربي قسنطينة وأحد شيوخ الطَّريقة الحنصالية من فروع الطَّريقة الشَّاذليَّة، قاله لرجل عديم جاء مع الزُّوَّار فلمَّا انتهى إلى أصل الجبل حمل معه حجرًا وصعد يلهث به، فلمَّا قدَّم النَّاس الأموال للشَّيخ الزّواوي، قدَّم له هو ذلك الحجر».
* الهجرة إلى مصر:
يقول نصيف: «..ثمَّ انتظم في سلك الجامع الأزهر بمصر..» لا ندري شيئًا، عن السَّنة الَّتي هاجر فيها، وكيف جاءته فكرتها وكيف تمَّت، ولا ندري عدد السِّنين الَّتي مكثها في «جامع الأزهر»، ولا عن شيوخه الَّذين أكمل دراسته عليهم، وتخرَّج بهم، إلاَّ أنَّ الحاصل أنَّ «عبد الرَّحمن بوحجر» قصد «الجامع الأزهر»، تلك الجامعة الكبرى في ذاك العهد؛ قبلة طلاَّب العلم من كلِّ مكان، وقد كان بها رواقٌ للمغاربة، وقد هاجر إليه كثير من الجزائريِّين، في الزَّمن الَّذي هاجر فيه «بوحجر» أو بعده بقليل أو كثير.
* تأثُّره بالسَّلفيَّة:
ولا ندري شيئا عن «بوحجر»، ـ وهو الَّذي نشأ في أحضان زاويته الطُّرقيَّة، وأَلِفَ تلك المشاهد والعوائد البدعيَّة الَّتي تُقام بها ـ، فعمَّن ـ إذن ـ تلقَّى السَّلفيَّة؟ وبمن تأثَّر من علمائها؟
وأشهرهم إذ ذاك: الشَّيخ محمَّد رشيد رضا (ولد سنة 1282هـ) «شيخ السَّلفيِّين بمصر» على تعبير الهلالي، ويُرجَّحُ أن يكون اتَّصل به ولقيه، ولا يبعد أن يكون من أصحابه ـ ومن مشاهير السَّلفيِّين في ذاك الزَّمان: الشَّيخ عبد الظاهر أبو السَّمح (ولد حوالي سنة 1300هـ)، والشَّيخ محمَّد عبد الرَّزَّاق حمزة (ولد سنة 1311هـ) والشَّيخ حامد الفقِّي (ولد سنة 1310هـ) وغيرهم، وهؤلاء من تلاميذ الشَّيخ رشيد رضا، ومن الفقهاء المتخرِّجين من الأزهر، انتخبهم رشيد رضا، فدرسوا عليه في مدرسة الدَّعوة والإرشاد الَّتي أسَّسها السَّيد رشيد لنشر العقيدة السَّلفيَّة ودراسة علم الحديث وفقه السُّنَّة»، وانتخب لها نبهاء الأزهريِّين، «إلى أن وقعت فتنة الحرب العظمى، وكان من نتائجها أن أغلقت دار الدَّعوة والإرشاد بسبب الأزمة الخانقة الَّتي أوجدتها هذه الحرب العالمية الكبرى»(2).
هؤلاء هم أعلام السَّلفيَّة ومشاهيرها في ذاك الزَّمان، فبالاتصال بهؤلاء وبكتاباتهم وبمجلَّتهم «المنار»، وبما كانوا يطبعون من كتب السَّلف، يكون «بوحجر» قد تعرَّف على السَّلفيَّة، والله أعلمُ.
* استدراكٌ: ثمَّ وقفتُ ـ بحمد الله تعالى ـ ضمن ترجمة العلاَّمة الشَّيخ محمَّد عبد الرَّزَّاق حمزة، على ما يؤكِّد كلامي المتقدِّم، ويفيدُ اتِّصال علامتنا بوحجر بالشَّيخ رشيد، ورد في ترجمة المذكور أنَّه: «..عقد العزم على مواصلة التَّعلُّم بملازمة السَّيِّد رشيد رضا، فكان يعاونه في تصحيح ما يطبع في «مطبعة المنار» من الكتب العلميَّة، ويحضُر دروسه الَّتي يقرؤها في داره على خيار الطَّلبة كالشَّيخ عبد الرَّحمن أبي حجر، والشَّيخ عبد الظَّاهر أبو السَّمح، وغيرهم من العلماء الفضلاء» انتهى المقصود(3).
هذا وإنَّ المتأمِّل في سنة ولادة بوحجر، لَيَلْحَظُ أنَّه من أقران الشَّيخ رشيد في السِّنِّ، ولذا وجدناه يذكر في شيوخ أحد نبغاء تلاميذ رشيد رضا، وهو: «محمد عبد الرزاق حمزة»(4)، وعليه، فقد كان داعيا ومشاركا إلى جنب الشيخ رشيد رضا، والله أعلم..
ولعلَّه ـ أيضا ـ يكون قد أدرك أيضًا الشَّيخ عبده (ت: 1323هـ = 1905م) ـ عفا الله عنه ـ، ومعاصره الشَّيخ حسن عبد الرحمن البحيري ـ وهو (من كبار العلماء المعاصرين للشَّيخ محمَّد عبده، ومن خيار السَّلفيِّين)(5)، وقد قال في كتابه: «الحماسة السنية في الرَّدِّ على بعض الصُّوفيَّة»، طبع في مصر سنة (1326هـ)، وأعاد طبعه الدُّكتور محمَّد الخميس، (ص82): «وممَّن تنبَّه لفساد المتصوِّفة من العلماء المتأخِّرين مفتي الدِّيار المصريَّة السَّابق الشَّيخ محمَّد عبده ـ رحم الله أعظمه وعفا عن زلاَّته ـ...» اهـ، وسيأتي أن بوحجر عرف السَّلفيَّة، بل صار يدعو إليها منذ سنة (1909م = حوالي 1328هـ).
* في السُّودان:
لا نعلم عن «بوحجر» إلاَّ أنَّه كان موجودًا في السُّودان سنة (1917م).
يقول نصيف: «ثمَّ رحل إلى السُّودان للتِّجارة».
لا ندري أيضًا عن سبب السَّفر إلى السُّودان، وهل كان الغرض من ذلك التِّجارة وحدها، أم كانت هناك دوافع أخرى نَجْهَلُها، ولماذا لم يرجع بوحجر إلى الجزائر، بعد تأهُّله، وقضاء بغيته من العلم، كما رجع غيره؟
أسئلة لا نجد لها جوابًا، ولكن أهل العلم أينما حلُّوا نفعوا، وأينما وُجدوا، كانوا من المبارَكين على من حطُّوا بجوارهم، ونزلوا منازلهم، وقد كان في قدوم بوحجر إلى السُّودان خيرٌ كبير، وكانت لدعوته وغرْسه فيها، ثمارٌ يانعة وظلالٌ وارفة، امتدَّت على مدى الزَّمان، وما أسعده بقوله ﷺ: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى...» الحديث، ولم يمنعه تعاطيه التِّجارة ولم يصده اشتغاله بها عن واجبه في الدَّعوة إلى عقيدة السَّلف، فهذه شهادةٌ من أهل السُّودان، يرويها اللاَّحق عن السَّابق والخلف عن السَّلف، عن غرْس بوحجر في بلادهم، يحدِّث الشَّيخ محمد هاشم الهدية، المولود سنة (1912م) ويروي عن شيخه، مبدأ الدَّعوة السَّلفيَّة في السُّودان، في الحوار الَّذي أُجِري معه(6)، إذ يقول جوابًا عن سائله: «متى بدأت دعوة أنصار السُّنَّة في السُّودان ومن كان مؤسِّسها،..؟»: «أساس أنصار السُّنَّة هو الدَّعوة السَّلفيَّة، والَّتي لم تكن معروفة في السُّودان منذ أن ولدتُ في الحياة، إلى أن ظهر الحاج أحمد حسون وأعلنها في العام (1936م)، وسألته من أين تعلَّم هذه الدَّعوة، فقال أستاذي الشَّيخ يوسف أبّو وكان زميلي في التَّلقِّي من الأستاذ المغربي عبد الرَّحمن بن حجر عام (1917م)، وقد كان ابن حجر تاجرًا في مدينة النّهود، ولم يجد من الطَّلبة إلاَّ ثلاثة أشخاص فقط هم: محمَّد أحمد أبو دقن قاضي النّهود والأستاذ أحمد حسون وكان موظفًا صغيرًا بالبريد، والشَّيخ يوسف أبّو زعيم التِّيجانية، وحصل من الشَّيخ ابن حجر ما دعا لطرده من البلد من قِبَل السُّلطات البريطانيَّة، ورحَّلوه إلى مصر، وقد كان طلب ترحيله إلى الحجاز أو بلده، ولكن كانت الحرب العالميَّة الأولى دائرة والغوَّاصَّات الألمانيَّة في البحر الأحمر وفي البحر الأبيض المتوسِّط، وهناك خطورة في السَّفر للحجاز أو المغرب».
* تعليق: قوله «المغربي» يعني الجزائري، على أنَّ كثيرًا من المشارقة لا يزالون لا يفرِّقون بين أقطار المغرب الثَّلاثة، فكلُّهم عندهم مغربي، وقوله «ابن حجر» صوابه «بوحجر»، على أنَّه قد يكون سبب العدول منهم إلى «بن حجر» لثقل النُّطق عليهم: «بُوحْجر».
وهذه شهادة أخرى من «الأمين العام لجماعة أنصار السُّنَّة المحمَّديَّة» في السُّودان الشَّيخ إسماعيل عثمان محمَّد الماحي، ويحتمل أن يكون رواها عن الشَّيخ المُعَمِّر «محمَّد هاشم الهدية»، لكن أُثبتها هنا لما فيها من زيادة توضيح، قال: «بدأت الدَّعوة السَّلفية حوالي عام (1917م) عن طريق بعض الدُّعاة في غرب السُّودان وبالتَّحديد مدينة النّهود بكردوفان، وكان أوَّل من حمل لواءها شيخٌ جزائريٌّ يسمَّى عبد الرَّحمن أبو حجر حيث أقام نشاطًا دعويًّا ملموسًا في مدينة النُّهود وتتلمذ على يديه كثيرٌ من الدُّعاة الَّذين كانوا سببًا في نشر الدَّعوة السَّلفيَّة من بعده أمثال الشَّيخ أحمد حسون: والشَّيخ محمَّد أحمد أبو ذقن والشَّيخ يوسف الضو (هكذا) الَّذي كان شيخ الطَّائفة التِّيجانية قبل ذلك، وعليه فإنَّ هؤلاء العلماء كانوا الخميرة الأولى للدَّعوة السَّلفيَّة،...»(7).
أما عن سبب طرده من السودان، فيبينه النقل الآتي(8): «..كان هذا الشيخ قد افتتح حلقة لتدريس العقيدة السلفية في مدينة النهود بغرب السودان، وذلك حوالي سنة 1917م، فكان في تلامذته أحمد حسون والشيخ يوسف أبُّو والذي كان زعيما من زعماء الطريقة التيجانية في النهود وفقيه المالكية، وقد أبعدت الحكومة الإنجليزية التي كانت تحكم السودان آنذاك، الشيخ عبد الرحمن بن حجر إلى القاهرة وحرمته من زوجته السودانية وذلك بسبب فتوى جريئة خلاصتها أن الإنجليز كانوا قد سيَّروا حملة لحرب السلطان علي دينار الذي كانت له سلطنة مستقلة عن الإنجليز في غرب السودان وعسكرت هذه الحملة في مدينة النهود وجاء ضابط مصري وجلس في حلقة الشيخ أبي حجر وسأله عن حكم قتالهم لعلي دينار، فقال: قتلاكم في النار، وقتلى علي في الجنة، فما كان من الضابط المصري إلا أن هرب من الجيش الإنجليزي ولحق بعلي دينار وانضم إلى جيشه، ولما علم الإنجليز بذلك أبعدوا الشيخ من السودان».
* فتح الحجاز:
كان وضع الحجاز من النَّاحية الدِّينيَّة لا يختلف عن بقيَّة الأقطار، قد غشيته الطُّرقيَّة، ومخلَّفاتها، وسيطرت عليه مظاهر الشِّرك والخرافة، وحكَّام مكَّةَ على أهواء أهل البدعة الطُّرقيِّين الخرافيِّين، إلى أن فتح الله الحجاز للملك السَّلفي، الإمام الموحد عبد العزيز بن سعود (1343هـ)، ولأجل ما كان بين الملك عبد العزيز، والشَّيخ محمَّد رشيد رضا، من علاقة ودِّيَّة، على أساس النُّصح والمشاورة، ولما عرفه الملك عن رشيد من غيرة وإنصاف وتجرُّد للحقِّ، ودفاع عن مذهب السَّلف وعقيدتهم، ولما بذل من جهود في التَّعريف بدعوة الشَّيخ ابن عبد الوهَّاب، وإنصاف «الوهَّابيِّين» ـ على حدِّ تعبير أعدائهم الَّذين لمزوهم بهذا الاسم ـ، وإظهار صورتهم الحقيقيَّة، وإبراز عقائدهم الَّتي هي عقائد الحقِّ، فبرَّأهم من تلكم النَّقائص والشَّنائع الَّتي بُهتوا بها، بما نشر من كتبهم ورسائلهم؛ (مؤلَّفات وتصريحات الشَّيخ ابن عبد الوهَّاب، وتلاميذه)، على صفحات مجلَّته الشَّهيرة «المنار»، وبما طبع من كتبهم وكتب السَّلف بمطبعته، قام بهذا نصرة للحقِّ.
كان الشَّيخ رشيد محلّ ثقة عند الملك، وموضع تقديره واستشارته، وبعد أن ملَّكه الله الحجاز، وضمَّها إلى سلطانه، استقدم الملك عبد العزيز علماء مصريِّين، من مشاهير السَّلفيِّين، من تلاميذ الشَّيخ رشيد، وغيرهم، ممَّن أبلوا بلاءً حسنًا في المجاهرة بالدَّعوة إلى التَّوحيد وعقيدة السَّلف، فاشتهروا بالسَّلفيَّة؛ دعوةً وجهادًا، فأراد الملك أن يُعزِّز بهم جانبه في الحجاز، ويستعين بهم في نصر دعوة التَّوحيد، وإصلاح البلاد الَّتي عاشت دهرًا في أحضان الطُّرقيَّة، وشيوخها، ولا يعرج علماؤها على التَّوحيد، ويتجنَّبون الحديث عنه، كما لا زال عامَّة النَّاس من سكَّان الحجاز، ينظرون النَّظرة السَّيِّئة إلى علماء نجد، ويصدقون الافتراءات على ما كان يسمَّى بـ «الوهَّابيَّة»، الَّتي رسخت فيهم مع الأمد الطويل.
استقدم من مصر: الشَّيخ عبد الظَّاهر أبو السمح، والشَّيخ محمَّد بن عبد الرَّزَّاق حمزة، (سنة 1344هـ) أو (سنة 1345هـ)؛ وعين الملكُ الأوَّلَ منهما: إمامًا وخطيبًا بالمسجد الحرام، إلى جانب دروس الوعظ والإرشاد، وعيَّن الآخر واعظًا ومدرِّسًا بالمسجد الحرام، ثمَّ اختاره لخطابة الحرم النَّبوي وإمامته والتَّدريس فيه...، لثقته بعلمهما، وبصحَّة عقيدتهما، وقدرتهما على النَّفع والإفادة، وبلائهما في الدَّعوة، وقد رشَّحهما لذلك السَّيِّد محمَّد رشيد رضا، وهما من تلاميذه.
وكان للشَّيخ رشيد مشاركة في اختيار مدرِّسي المسجد الحرام والمعهد السُّعودي.
* قدومه الحجاز، وتَدريسه في المسجد الحرام:
يقول نصيف: «رحل إلى السُّودان... عاد منها إلى مصر ثمَّ أتى الحجاز بعد ذلك وأقام بمكة مدَّة،...»، ويقول الشَّيخ المعمر (الهدية) في تتمة حديثه السَّابق، بعد أن ذكر ترحيل بوحجر من السُّودان، من قبل الحكومة السُّودانيَّة أو السُّلطات البريطانيَّة، إلى مصر: «.. وظل في مصر إلى أن استولى الملك عبد العزيز على الحجاز، فرحل إليه،...».
كان قدوم بوحجر الحجاز مع بداية العهد السُّعودي، ووِفادة العلماء السَّلفيِّين على الملك عبد العزيز، قدمها (سنة 1344هـ، أو 45هـ) بمعيَّة الشَّيخين عبد الظَّاهر وابن عبد الرَّزَّاق، اللَّذين رشَّحهما رشيد رضا كما أسلفنا ـ وهذا يؤكِّد لنا ما ذكرناه سابقًا من توثّق الصِّلة بين بوحجر وهؤلاء المذكورين وشيخهم ـ، فيكون أيضًا قد رشَّح رشيد رضا «عبد الرحمن بوحجر»، الَّذي كان موجودًا آنذاك بمصر، وزكَّاه وأثنى على علمه وسلفيَّته(9)، ـ كما رشَّح سنة (1345هـ) تقي الدِّين الهلالي وبعث معه بوصيَّة إلى الملك يطلب منه إبقاءه والاستفادة من علمه ـ، فعين هو كذلك (أي: بوحجر) مدرِّسًا في المسجد الحرام.
وبعد مباشرته للتَّدريس في الحرم، (وفي 18/1/1347هـ صدر مرسوم ملكي جديد يشكل «هيئة لمراقبة الدُّروس والتَّدريس في الحرم» [إذ كان الملك حريصًا على أن لا يحيد المدرِّسون عن تقرير مذهب السَّلف في العقائد، ومؤكِّدًا عليهم في نهي النَّاس عن البدع الفاشية]... ويعيِّن حضرات المشايخ الآتية أسماؤهم أعضاء مراقبين وهم...
«وذكرهم، ومنهم: الشيخ عبد الرحمن أبو حجر...»(10).
وهذه شهادةٌ من شيخ جليل وعالم كبير؛ وهو الشَّيخ عبد الله عبد الغني خيَّاط، الَّذي حضر دروس هذه الأعلام الوافدة واتَّصل بها أيَّام الطَّلب، من مثل المصريِّين: أبي السَّمح وحمزة والفقِّي، والمغربي الهلالي، والجزائري بوحجر، انظر ما ذكره عن كلِّ واحد منهم في فصل: «شخصيَّات لها أثرها في نفسي» من مذكِّراته الموسومة بـ «لمحات من الماضي».
* ذكريات تلميذ عن شيخه:
وتحت عنوان: «فضيلة الشَّيخ عبد الرَّحمن أبو حجر»: «يكاد لا يختلف فضيلة الشَّيخ عبد الرَّحمن أبو حجر عن غيره من علماء الأزهر الَّذين قدموا الحجاز بطلب من الدَّولة السُّعودية للإسهام في دفع عجلة التَّعليم والثَّقافة، خاصَّة فيما يتَّصل بالعقيدة السَّلفيَّة، تعرَّفت على فضيلته منذ قدومه مع أصحاب الفضيلة الشَّيخ عبد الظَّاهر أبو السَّمح والشَّيخ محمَّد عبد الرَّزَّاق، وتتلمذت عليه في المسجد الحرام وكانت حلقة درسه متواضعة لا تضمُّ أكثر من عشرين طالبًا يجلس إليهم ضحوة كلِّ يوم، قرأت عليه «سنن أبي داود»، وأعجبني في تقريره وشرحه أنَّه يعوِّل على ما وقف عليه من شرح العلماء وأقوالهم ويذكر مفاهيمهم ويعتمد على اجتهاداتهم في الحديث، ويتقيَّد بها؛ لذلك لم يؤخذ عليه مأخذ، ولم يحاسب على قول اعتمده أو قرَّره لطلاَّبه، كنت إذا وقفت على درسه وجَّهَ نظركَ إليه بلهجته المغربيَّة الَّتي كثيرًا ما تسبق إلى لسانه على الرّغم من محاولته النُّطق بالعربيَّة الفصحى، فيه مَرَحٌ لا يفارقه حتَّى وهو يلقي الدَّرس يضرب الأمثال بالنُّكتة المستملحة، ويحرِّك الشُّعور بإلهاب الحماس في طلاَّبه، والإخلاص يبدو واضحًا على محياه، فيجمع لهم بين العلم والمرح، فينتهي الدَّرس دون أن يشعر الطَّالب بملل أو ضغط فكريٍّ أو تَعَبٍ نفسيٍّ، ومع الأسف لا أعرف الكثير من أخبار شيخنا أبي حجر؛ لأنِّي لم أتعمَّق في صحبته واتِّصالاتي به كاتِّصالاتي بالشَّيخين الكريمين الشَّيخ عبد الظَّاهر أبي السَّمح، والشَّيخ محمَّد عبد الرَّزَّاق، حتَّى هذه الكنية «أبو حجر» لست أدري من أين أتته؟! هل كانت عائلته تدعى بعائلة أبي حجر فاتَّصلت الكنية به؟ وكم كان يدور بخلدي أن أسأل فضيلته عنها في أيَّة ساعة من ساعات انشراح صدره في الدَّرس أو بعد الدَّرس، ولكنِّي خشيت من ثورته، ومن أن يسمعني ما يشقُّ عليَّ سماعه كما قيل: «من سأل عمَّا لا يعنيه سمع ما لا يرضيه»، فأحجمت، واكتفيت بالإفادة من حضور درسه والاتصال به في بعض الفترات في المسجد أيضًا، فقد كان فضيلته انعزاليًّا لأبعد الحدود؛ لذلك لم أحظ بزيارته في داره، كان انعزاليًّا تمشيًا مع قول القائل: «يا غريب كن أديبًا»، أو تطبيقًا لبعض الآثار الَّتي ترجِّح العزلة، ثمَّ انتقل بعد مضيِّ فترة إلى جُدَّة مدرِّسًا، ولست أدري عن سبب انتقاله ولا عن المسجد الَّذي انتقل إليه في جُدَّة، وانقطعت صلتي بفضيلته، ولست أعلم بعد انتقاله شيئًا من أخباره إلاَّ ما كان يبلغني عن الوجيه الأفندي محمَّد حسين نصيف ـ يرحمه الله ـ فقد كان فضيلته على صلة عامرة به، وإنَّ شخصيَّة كشخصية شيخنا فضيلة الشَّيخ عبد الرَّحمن أبي حجر ليس غريبًا أن تترك في نفسي أثرًا يتجدَّد كلَّما عرضت في الذِّهن هذه الشَّخصيَّة، أو تحدث عنها المعاصر لها طالبًا أو زميلاً أو غيرهما، يرحمه الله»(11).
وقد عرفت ـ أيُّها القارئ ـ الجواب عن الكثير من تساؤلات الشَّيخ عبد الله خيَّاط، ممَّا أثبتناه في أوَّل هذه التَّرجمة.
* في جُدَّة الحجاز:
يقول نصيف: «ثمَّ استوطن جُدَّة،... وقد عُيِّن رئيسًا لهيئة الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر في جُدَّة»، ويقول الشَّيخ المعمر (الهدية) في تتمَّة حديثه السَّابق: «..وعيَّنه رئيسًا لهيئة الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر في مدينة جُدَّة، ولما سمع تلميذه يوسف أبّو بوصوله إلى الحجاز سافر حاجًّا وجلس معه ليزداد من علمه، وكانت أمُّه في النّهود على قيد الحياة فطلبت عودته، بعد أن أقام ثلاث سنوات مع شيخه، وعاد إلى النّهود، وكانت الدَّعوة لا تزال في صدور الثَّلاثة لم يعلنوها إلاَّ في عام (1936م)، تكرَّم الحاج أحمد حسون بعد أن كبرت سنُّه وأعلنها داوية وظلَّت متوسِّعة حتَّى الآن ولله الحمد».
لا ندري كم مكث بوحجر في مكَّة، ومتى انتقل منها إلى جُدَّة، ونتساءل كما تساءل الشَّيخ عبد الله خيَّاط عن سبب الانتقال؟ وعن المسجد الَّذي انتقل إليه بوحجر أوَّلاً، وهو في جُدَّة، لا نعلمُ إلاَّ أنَّه كان متَّصلاً بالشَّيخ محمَّد نصيف، وتوثَّقت بينهما الصَّداقة، وقد وقفت على رسالة بعث بها الشَّيخ محمَّد عبد الرَّزَّاق حمزة من مكَّة المكرَّمة بتاريخ (2/6/1353هـ)، يقول فيها: «حضرة الأخ المحترم السَّيِّد محمَّد نصيف أفندي المحترم سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وعلى الإخوان الشَّيخ محمَّد حسين والشَّيخ عبد الرَّحمن ابن حجر وولدكم الشَّيخ عبد القادر، وبعد:..»(12)، وقد أفاد هذا أنَّ بوحجر كان سنة (1353هـ) موجودًا في جُدَّة، وأمَّا محمَّد حسين المذكور؛ فهو: الشَّيخ محمَّد ابن حسين بن سليمان بن إبراهيم الفقيه أو الفقِّي (ولد سنة 1304هـ في دمنهور بمصر) الَّتي نشأ بها، واستقرَّ في جُدَّة ابتداءً من عام (1320هـ)، وكان خطيبًا ومدرِّسًا في مسجد عُكَّاشْ بجُدَّة؛ أكبر المساجد في ذلك الوقت(13)، وهو مسجد عتيق ومنارة علميَّة تأسَّس في القرن الحادي عشر، توفي محمد حسين سنة 1355هـ(14).
والظَّاهر أنَّه بعد وفاته، خلفه في هذا المسجد، وقام على التَّدريس والخطابة فيه مترجمنا عبد الرَّحمن بوحجر، كما تفيده الرِّسالة الآتية.
* كتاب «بُوحْجر» إلى «مبارك الميلي»:
وهي رسالة عزيزة فريدة بعث بها بوحجر نفسه، بخطِّه وإمضائه إلى العلاَّمة المحقِّق مبارك الميلي؛ محرِّر جريدة «البصائر»، ونُشرت فيها في [العدد (159)، 9 صفر 1358هـ/ 31 مارس 1939م، (ص2)]، وفيها يذكر شيئًا من محنته ومُصابه في أعزِّ ما لديه وهي كتبه ومخطوطاته الَّتي أُحرقت، وهو في السُّودان، نُشرت تحت عنوان: «الإصلاح الدِّيني وأبناء الزَّوايا الجزائريَّة في المشرق»، وقدَّم لها المحرِّر بالكلمات الآتية: «قليل من يجهل الشَّيخ المكِّي بن عزوز وكونه عالمًا عظيمًا وابن زاوية جزائريَّة كبيرة، وقليل ممَّن يعرف علمه ونسبه من يجهل طرقيته وهو في وطنه وتوبته منها في المشرق، واليوم نقدِّم كتابًا جاءنا من ابن زاوية جزائريَّة؛ لكنَّه بالمشرق أيضًا، وهو السَّيِّد عبد الرَّحمن بوحجر ـ حفظه الله وهدى به ـ، وليس كلّ ابن زاوية جزائريَّة مقيم في الجزائر هو عدوٌّ للإصلاح الدِّيني، ولكن يغلب على من فارق وطنه من أبناء زوايانا إلى المشرق نبذ ما ترك عليه أمثاله هنا، وهذا هو الكتاب بنصِّه وإمضائه:
«حضرة الأخ العلاَّمة النَّاقد مؤرِّخ الجزائر الشَّيخ مبارك الميلي ـ حفظه الله ـ: السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فإنِّي مسرور بنهضتكم العلميَّة الإصلاحيَّة وأتتبَّع أخباركم وقد اطَّلعت على كتابكم القيِّم «الشِّرك ومظاهره»، وقد أجدت فيه كلَّ الإجادة، ووقفت على ما ذكرت عن جدِّنا السَّيِّد أبو حجر فزمانه زمن فترة ولم يقم في ذلك الوقت من ينبِّه الغافل ويرشد الضَّالَّ وقد كنت أجهل تاريخه، والأمر فيه وفي أمثاله موقوف على الامتحان فقد وردت روايات أنَّ الله يرسل يوم القيامة رسولاً فمن أجابه نجا ومن لم يجبه هلك وإنِّي والحمد لله على توفيقه ما زلت منذ ثلاثين سنة وأنا أدعو إلى كتاب الله وسنَّة رسوله وأحارب البدعة العمليَّة والبدعة الاعتقادية في السُّودان الغربي والسُّودان المصري وفي صعيد مصر وأسفلها باللِّسان والقلم والنَّثر والنَّظم ولولا أنَّ حكومة السُّودان أحرقت كتبي لأرسلت إليكم بكثير منها وقد أرسلت للسُّودان ومصر سبع نسخ هديَّة من كتابكم «الشِّرك ومظاهره»؛ لأنَّ لنا هناك أصحابًا يدعون إلى إصلاح العقيدة وإحياء السُّنَّة وقد أرسلت لكم «اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطِّلة والجهميَّة» والجزء الثَّاني من «الصَّواعق المرسلة» وقصيدتنا الَّتي سمَّاها بعض المحبِّين «الدُّر المنظوم» نظمناها من نحو عشرين سنة وقصيدة الأمير الصَّنعاني، في الحج على سبيل التّذكار لتعلموا أنَّ لكم إخوانًا يؤيِّدونكم وينصرونكم ويوالونكم في الله، وأسأل الله أن لا يزال يرينا من آثاركم ما يخلِّد ذكركم وينفع أمَّتكم وملَّتكم وقد لقيت عند صديقنا عينَ أعيان جُدَّة الشَّيخ محمَّد نصيف أحد الحجَّاج اسمه نجار محمَّد بن مبارك بوزيان من قرية القرارم فأعطيناه الكتب الآنفة الذِّكر ليوصلها إليكم، والسَّلام عليكم وعلى إخوانكم في الدِّين.
عبد الرَّحمن أبو حجر الجزائري الإمام والخطيب والمدرِّس بمسجد عكاش بجدة».
أفادت هذه الرِّسالة أنَّه ابتدأ الدَّعوة إلى الكتاب والسُّنَّة حوالي سنة (1909م)، راجعْ ما ذكرناه في فصل «تأثُّره بالسَّلفيَّة»، عمَّن يمكنُ أن يكون اتَّصل بهم من السَّلفيِّين.
* وفاته:
لم يمض أكثر من عام على تحرير هذه الرِّسالة وعلى نشرها، حتَّى توفِّي الشَّيخ عبد الرَّحمن بوحجر رحمه الله.
يقول نصيف: «..استوطن جُدَّة، ومات بها عام (1358هـ)، وكان هذا الشَّيخ من علماء السُّنَّة المخلصين، وفيه دُعابة لطيفة مع أصدقائه،...» اهـ.
* من آثاره:
أمَّا عن قصيدته المسمَّاة «الدُّرُّ المنظوم»، فقد وقفت ـ بحمد الله ـ على بعض المعلومات عنها، ففي «معجم المطبوعات العربيَّة في المملكة العربيَّة السُّعودية» للدُّكتور علي جواد الطاهر ـ وقد نشر تباعًا على حلقات في مجلَّة «العرب»، الحلقة (50)؛ (المطابع والصحافة والمكتبات «4»): [(ج9 و10، س15، الرَّبيعان 1401هـ/ يناير ـ فبراير 1981م، (ص717)]، وهو يتحدَّث عن مطبوعات وإصدارات مطبعة أمِّ القرى (مكَّة)؛ (مطبعة الحكومة، فيما بعد)، قال: ««قصيدة الدُّر المنظوم في نصرة النَّبيِّ المعصوم» للشَّيخ عبد الرَّحمن بن محمَّد ابن الحسن أبي حجر الحسني (؟) الجزائري المستغانمي، طبعت بمطبعة الحكومة بمكَّة المكرَّمة (1360)، الكتاب في (18 صفحة)، القصيدة (8 صفحات)، وقد أفاد هذا العنوانَ الكامل للقصيدة، كما أفاد ـ وهو أهمُّ ـ، اسمَ أبيه واسمَ جدِّه، وأفاد نَسَبَهُ الحسَني، ولا أدري ما وجهُ وضع علامة الاستفهام عندها؟ كما شوَّش عليَّ ذكرُ «المستغانمي» في نسبته، وأخشى أن يكون تصحيفًا، وربَّما رجع أصل عائلة «بوحجر» إلى «مستغانم» الَّتي تقع في الغرب الجزائري، ويبدو أنَّ القصيدة طبعت لأوَّل مرَّة بالمطبعة المذكورة، سنة (1360هـ)؛ أي بعد وفاته ـ رحمه الله تعالى ـ، وقد أعادت طبعها «الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ـ مركز شؤون الدعوة»، منذ سنوات عدة.
كما وقفتُ على ما يدلُّ على اشتغال بوحجر بتصحيح الكتب والاهتمام بآثار السَّلف ومراجعتها وإعدادها للطِّباعة، كما كان يفعلُ الشَّيخ رشيد رضا وتلميذاه أبو السَّمح، وابن حمزة، وممَّا نشرته «المطبعة السّلفيَّة» ومكتبتها بمكَّة، كتاب: «شرح حديث أبي الدَّرداء فيمن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا» لابن رجب، بمراجعة واهتمام الأستاذ الشَّيخ عبد الظَّاهر أبي السمح (سنة 1347هـ)، وفي المجال نفسه نقفُ على رسالة بعنوان: «نور الاقتباس في مشكاة وصيَّة النَّبي خ لابن عبَّاس» لابن رجب، وقد طبعت قديمًا (بالمطبعة الماجدية ـ بمكَّة) بتعليق الشَّيخ عبد الرَّحمن أبي حجر سنة 1347هـ)(15).

(1) من كتاب «صالح بن مهنا..» (ص47).
(2) مقدمة «حياة القلوب» لعبد الظاهر أبي السمح (ص13).
(3) عن الترجمة الَّتي أعدَّها أبو عمر الدوسري، بواسطة موقع «الصُّوفيَّة».
(4) انظر: ترجمة الشيخ «ابن حمزة»، إعداد محمد بن علي يماني [عن موقع «مكاوي»].
(5) «سبيل الرَّشاد» (1/314).
(6) موقع شبكة «المشكاة الإسلامية».
(7) مجلة «الفرقان»، العدد (409)، (9/11/2006م) عن موقع هذه المجلَّة.
(8) عن موقع: «جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان».
(9) قد قدَّمنا في الاستدراك أنَّ الشَّيخ عبد الرَّحمن كان من طلاَّب الشَّيخ رشيد ومن أصحابه الَّذين كانوا يتلقَّون عنه في داره، مع الشَّيخين: أبي السمح، وابن حمزة، فما بقي شكٌّ في أنَّ رشيدًا رشَّح الثَّلاثة، ونتأسَّفُ على أنَّه لم يذكر إلاَّ المصريَّيْنِ وأَغفلَ الثَّالثَ.
(10) انظر: «الملك عبد العزيز والتَّعليم»، تأليف: د.عبد الله أبو راس (ص179 ـ 181).
(11) (ص334 ـ 336).
(12) «محمَّد نصيف، حياته وآثاره» (ص468).
(13) انظر عنه: «تاريخ مدينة جدة» (ص339).
(14) انظر: مقدمة دراسة وتحقيق كتابه «الكشف المبدي... تكملة الصَّارم المنكي».
(15) انظر: «نور الاقتباس..»، تحقيق محمد بن ناصر العجمي (ص11 ـ ط. دار البشائر).
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 10-30-2016, 07:08 PM
طاهر نجم الدين المحسي طاهر نجم الدين المحسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: السعودية- مكة المكرمة
المشاركات: 3,029
افتراضي

سلسلة الروح والريحان في تراجم علماء ودعاة السودان :
السلسلة رقم ( 8 ) :
تراجم الأعلام :
فضيلة الشيخ أحمد حسون الكنزي - رحمه الله تعالى - :
الشيخ أحمد حسون:
من مواليد كوري بشمال السودان عام 1897،
يمثل الشيخ أحمد حسون رحمه الله طرفا أساسيا في تكوين جماعة أنصار السنة المحمدية. تلقى الدعوة من الشيخ عبد الرحمن بن حجر المغربي الذي كان يعيش بغرب السودان. وكان هذا الشيخ قد افتتح حلقة لتدريس العقيدة السلفية في مدينة النهود بغرب السودان، وذلك حوالي سنة 1917م.
فكان من تلامذته أحمد حسون والشيخ يوسف أبو والذي كان زعيماً من زعماء الطريقة التيجانية في النهود وفقيها من فقهاء المالكية . وقد أبعدت الحكومة الإنجليزية التي كانت تحكم السودان آنذاك، الشيخ عبد الرحمن بن حجر إلى القاهرة وحرمته من زوجته السودانية وذلك بسبب فتوى جريئة خلاصتها أن الإنجليز كانوا قد سيروا حملة لحرب السلطان علي دينار الذي كانت له سلطنة مستقلة عن الإنجليز في غرب السودان. وعسكرت هذه الحملة في مدينة النهود وجاء ضابط مصري وجلس في حلقة الشيخ أبي حجر وسأله عن حكم قتالهم لعلي دينار. فقال الشيخ (قتلاكم في النار وقتلى علي في الجنة) فما كان من الضابط المصري إلا أن هرب من الجيش الإنجليزي ولحق بعلي دينار وانضم إلى جيشه . ولما علم الإنجليز بذلك أبعدوا الشيخ من السودان.
بدأت الجماعة كمجموعة صغيرة تدعو إلى التوحيد في سنة 1935م علي يد الشيخ أحمد حسون الذي تلقى الدعوة من الشيخ عبد الرحمن بن حجر المغربي الجنسية، حيث انتظم في حلقاته التعليمية 1917م بمدينة النهود بجنوب غرب السودان.
ـ التقى الشيخ أحمد حسون بالشيخ محمد الفاضل التقلاوي الذي تلقى الدعوة على يد الشيخ عوض الكريم الأزهري الحاصل على العالمية من الأزهر وتلميذ حلقات الشيخ محمد عبده والسيد محمد رشيد رضا. واتفقا على قيام جماعة تدعو إلى التوحيد والسنة تحت مسمى أنصار السنة المحمدية تأسياً بجماعة أنصار السنة في مصر التي كانت تصلهم مجلتها الهدي النبوي، وتولى رئاسة الجماعة الشيخ محمد الفاضل التقلاوي للفترة من (1919ـ 1948م) ومن ثم توطدت علاقة الجماعة بالمركز العام في مصر، وأصبح لعلماء الجماعة في مصر زيارات ومحاضرات لفرع الجماعة بالخرطوم. في عام1948م انتدب الشيخ التقلاوي للعمل كمدرس في المدارس العربية في إريتريا، فانتخب الشيخ عبد الباقي يوسف نعمة، مدير جمعية المحافظة على القرآن الكريم في أم درمان والحاصل على الشهادة العالمية من الأزهر، رئيساً للجماعة خلفاً للشيخ التقلاوي..
الصحف التصنيفات
أحمد حسون شيخ أنصار السنة..العمدة / الحاج علي صالح
نشر في الانتباهة يوم 05 - 04 - 2013
الشيخ أحمد حسون من أوائل الذين رفعوا لواء أنصار السنة في السودان وصارع في وقت خطير كانت الطائفية ترفع أعلامها.. وكان هو يقاتل في ذلك الجو يرفع كلمة التوحيد.. من هو حسون هذا إنه شخصية نادرة في الحياة السودانية تخرّج في مدرسة البريد والبرق.. وكان أفندياً يلبس الزي الأوربي ولم ينسَ نصيبه من الدنيا ثم بعد ذلك تحول لدراسة الدين والعلوم الإسلامية، وقام بنشر السنة محارباً البِدع والطرق الصوفية، وقد عانى حرباً ضروساً من كل الاتجاهات لأنه يناوئ الأحزاب وكل الاتجاهات والحركات والبدع، لأنه يرى أن الفرد يجب أن يعرف دينه كما جاء في التنزيل وفي السنة وأن الفرد إن لم يعرف دينه صحيحاً لا يمكن أن يصل إلى السعادة والتقدم اتجه نحو أنصار السنة وعمل في مناطق متعددة في السودان كانت الطائفية مسيطرة عليها وتعرض للأخطار والحرب مع إنه كان رجلاً رائع الفكاهة قوي الحجة مطلعاً على الأدبين العربي والإنجليزي ومبيناً في حديثه باللغتين وكان على اتصال بالجماعات السلفية في العالم حيث كان يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة بحكم عمله بالبريد والبرق قبل استقلال السودان وقد انتدبته رابطة العالم الإسلامي بمكة للعمل مرشداً لما كان يعرف بالمعبد الإسلامي رقم (7) الذي كان تحت التأسيس بهارلم في نيويورك بأمريكا وكان خطيب ذلك المكان هو الداعية مالكم إكس (Mlkim Ax) فالتقاه الشيخ حسون وعمل مرشداً شرعياً له وأعانه على تفهم تصورات الإسلام الكبرى ومدلولات قواعد ونصوص الشرع، وكان مثل ذلك العون أشد ما يحتاج إليه مسلم نابت في بيئة غريبة ومنبثق من خلفية ملوتة شا مالكوم إكس وظل الشيخ حسون يرافقه ويوالي نصحه وتفطينه وشرح آي القرآن وإبانة حكم الشرع الحنيف، كما كان يحضر محافله الخطابية ويظهر معه على المنصة وتلتقط له الصورة معه ومن عجب أن تعليقات الصحف الأمريكية على تلك الصور لم تصب الحقيقة كل صحيفة حسب اجتهادها تنسب للشيخ حسون إلى وطن إلا السودان وذلك مع أن الشيخ حسون كان يرتدي جلباباً أبيض ويلوي عمته على الطريقة السودانية، وقد صار الشيخ حسون رفيقاً حميماً لإكس مالكوم في أيامه الأخيرة حيث المخاطر والتحديات مع جماعة اليحيا محمد التي نفذت أخيراً تهديدها بقتله وحسب ما ورد في تعليقات ألكس هيلي (Alks Hile) على مذكرات مالكوم فإن الشيخ حسون هو الذي تولى غسله وتكفينه ودفنه على الطريقة الإسلامية ذلك خلافاً لعادات الدفن البدعية لمسلمي أمريكا هكذا سيداتي وسادتي كان الشيخ أحمد حسون داعية عالمي وقد أسلم على يديه المئات بأمريكا وهو متمكن من التحدث باللغة الإنجليزية علماً بأنه قضى عشر سنوات بأرض الحرمين واعظاً وما تبقى قضاه بأمريكا داعياً هذا وقد شهدت الشيخ حسون حينما جاء وكيلاً للبريد والبرق ذلك في الأربعينيات إن لم تخني الذاكرة، وقد وجد الشيخ حامد الإحيمر وأصحابه قائماً بالدعوة في ظروف صعبة أدت أحياناً للضرب وقد توافق معه.. حتى من الطرائف أن أحد أبناء الدامر المتطرفين في الطائفية دخل في مضاربة ومعركة مع الشيخ حسون ولطخ دقنه بالتراب وظل حسون يردد وهو واقع تحت الأرض هذه حرب ومعركة طالما هفت لها نفسي في سبيل التوحيد والإيمان ذلك الحدث شهدناه بالقرب من مكتب البريد بالدامر ألا رحم الله شيخ أحمد حسون أوائل دعاة التوحيد وصارع وضارب في سبيل الدعوة والآن بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل أولئك الدعاة الأوائل الشيخ حسون ومن بعده شيخ الهدية والشيخ أبو زيد وغيرهم من الرعيل الأول عليك الرحمة والرضوان شيخنا وإمامنا أحمد حسون بقدر ما قدمت ووقفت في ميدان الدعوة والحق يعلو ولا يعلى عليه.
جاء التأثير التصحيحي المباشر على فكر مالكوم اكس ومسيرته الدعوية من من قبل الشيخ أحمد حسون السلفي والزعيم الأسبق لحركة أنصار السنة المحمدية بالسودان وهو رجل كان على اتصالات وثقى واسعة بالأوساط السلفية العالمية حيث كان يتحدث اللغة الإنجليزية بحكم عمله لسنوات طويلة بإدارة البريد قبل استقلال السودان، وبسبب من قدرة الشيخ حسون على التخاطب بتلك اللغة فقد انتدبته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة للعمل مرشدًا لما كان يعرف بالمعبد الإسلامي رقم (7) الذي كان تحت التأسيس بهارلم في نيويورك وكان خطيب ذلك المسجد هو الداعية مالكوم اكس فالتقاه الشيخ حسون وعمل مرشدًا شرعيًا له وأعانه على تفهم تصورات الإسلام الكبرى ومدلولات قواعد ونصوص الشرع وكان مثل ذلك العون أشد ما يحتاج إليه مسلم نابت في بيئة غربية ومنبثق عن خلفية ملوثة شأ، مالكوم اكس وظل الشيخ حسون يرافق مالكوم اكس ويوالي نصحه وتفطينه وشرح أي القرآن وإبانة أحكام الشرع الحنيف له، كما كان يحضر محافله الخطابية الحاشدة ويظهر معه على منصة الخطابة وتلتقط له الصور معه ومن عجب فإن تعليقات الصحف والمجلات الأمريكية على تلك الصور لم تصب الحقيقة أبدًا فكل صحيفة أو مجلة على حسب اجتهادها أو تخمينها تنسب الشيخ إلى أي وطن إلا السودان وذلك مع أن الشيخ كان يرتدي دائمًا جلبابًا أبيض ويلوث عمامته البيضاء على الطريقة السودانية وقد بقي الشيخ حسون رفيقًا حميمًا لمالكوم اكس في أيامه الأخيرة التي اكتظت بالتحديات والمخاطر لا سيما مخاطر نزاعه المبدئي مع جماعة اليجيا محمد التي نفذت أخيرًا تهديدها له باغتياله وحسبما ورد في تعليقات اليكس هيلي على مذكرات مالكوم اكس فإن الشيخ حسون كان هو الذي تولى غسل جثمان مالكوم اكس وتكفينه ودفنه على الطريقة الإسلامية السنية وذلك خلافًا لعادات الدفن البدعية لمسلمي أمريكا حينها يحدثنا عن ذلك محرر مذكرات مالكوم اكس فيقول: وبينما كان أحباب مالكوم اكس يتجمهرون عند الظهر في المكان المعد لتجهيز الموتى بهارلم بنيويورك اضطرب الحضور لظهور جمع من نحو اثني عشر شخصًا في قيادتهم شخص متقدم في السن وقور الطلعة يضع على رأسه عمامة بيضاء ويرتدي عباءة سوداء وتهوي لحيته البيضاء إلى صدره ويتوكأ على عكازة طويلة وعندما هم الصحفيون بالتقدم نحوه يطلبون منه الإدلاء بتصريح صحفي يتعلق بالحادثة أومأ إليهم أحد رفاق الشيخ بالانصراف وهمهم قائلاً: إن من الخير دائمًا أن يحفظ المرء لسانه لئلا يخونه بقول يندم عليه. كان الشيخ الوقور القادم هو الشيخ أحمد حسون وهو مسلم سني من السودان كان يعمل أستاذًا للشريعة الإسلامية بمكة المكرمة لمدة ثلاثة وثلاثين عامًا وهناك التقى مالكوم اكس عندما جاء هذا بغرض أداء فريضة الحج ثم مالبث أن أتى وراءه إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليعمل مستشارًا روحيًا لمالكوم ومدرسًا بمسجد المسلمين بنيويورك، لقد قام الشيخ حسون بتجهيز جثمان مالكوم للدفن طبقًا للتعاليم الشرعية الإسلامية، وقد بدأ أولاً بنزع الملابس الغربية التي كانت على مالكوم وقت العرض ثم غسل الجثمان بنوع معين من الزيت المقدس ثم لفه بسبع قطع من القماش الأبيض تسمى الكفن ولم يترك من الجسد ما يبدو للعيان سوى الوجه بشاربه المحمر قليلاً واللحية الصغيرة المشذبة جيدًا وقد اتجه المعزون الذين وفدوا مع الشيخ نحو النعش وبدأوا يقرأون بعض آيات القرآن الكريم وعندما فرغوا من تلك التلاوة اتجه الشيخ حسون إلى مندوب دار تجهيز الموتى قائلاً: إن الجثمان جاهز الآن للدفن، ثم مالبس الشيخ أحمد حسون ورفاقه أن انصرفوا، ليعود الناس للتجمهر حول الجثمان.
كام ذلك هو ماذكره مؤرخ الحادثة الأول الذي كان شاهدًا عيان عليها وهو الصحفي والأديب الأمريكي ذائع الصيت اليكس هالي وسرعان ما انطلقت التحريفات على تلك الحادثة ممن نقلوا عن وصف هالي للمشهد فمن قائل إن الشيخ حسون مسلم من الكونغو ومن قائل إنه مسلم من مكة المكرمة ومن قائل إنه شخص إفريقي! وكمثال لتلك التحريفات العجيبة فهذا أحد الكتب في سيرة مالكوم اكس تم إعداده ليناسب عقليات الناشئة على مستوى طلاب المدارس المتوسطة والثانوية يحمل عنوان ((malcolm x : another side the movement يتطرق لموضوع الشيخ حسون ويروي خبره بهذا الابهام، يقول الكتاب: وفي يوم الجمعة الذي أعقب مقتل مالكوم اكس ظهر في دار التجهيز والعزاء رجل جليل المظهر له لحية طويلة بيضاء يتكيء على عكازته المعقوفة ويرتدي جلبابًا وعباءة وكان اسمه الشيخ أحمد حسون الذي أتى من القارة الإفريقية في العام الماضي خصيصًا ليعلم مالكوم الإسلام التقليدي وليساعده على نشره في الولايات المتحدة وبعملية اتسمت بالبطء الشديد قام الشيخ بمعاونة مساعديه بتجهيز جثمان مالكوم اكس للدفن على النمط التقليدي الإسلامي وقد بدأ الشيخ بنزع الملابس الغربية التي كان يرتديها مالكوم اكس ثم قام بغسل جثمانه سبع مرات بالزيت المقدس ثم كفنه بسبع قطع بيضاء من القماش، هكذا عبثت الروايات الأمريكية غير الموثقة بهوية الشيخ أحمد حسون وحتى الآن لا توجد معلومات إضافية عن سيرة الشيخ حسون الأمريكية وعلاقته بمالكوم اكس، اللهم إلا إذا وردت في المستقبل بعض المعلومات من إصدارات مكتب التحقيقات الفدرالية الأمريكية، أو من مجموعة الوثائق الخاصة بأسرة مالكوم اكس وهي وثائق تم العثور عليها مؤخرًا، ومن الأدبيات التاريخية القليلة عن هذا الموضوع في السودان قد يفيدنا ما ورده الأستاذ محجوب عمر باشري عن شخص الشيخ حسون فقد ذكر أنه كان رجلاً صاحب فكاهة وجدل وذكر عن الجانب الأدبي والمرح فيه أنه كان مطلعًا بين العربي والإنجليزي ومبينًا أن في حديثه باللغتين وقد أعجب به الشيخ الطيب السراج والسيد عبد الله محمد عمر البنا فكانت أزهى المجالس التي يجتمع فيها الثلاثة حتى ان أبناء الثلاثينيات كانوا يلقبونهم بالثلاثي الرائع، وأحمد حسون كان من اندر السودانيين الذين ألموا بالأغاني السودانية والأنساب السودانية والأحداث كما كان راوية للشعر العربي والشعر السوداني في العامية والفصحى، وقد ذكر الأستاذ باشري أن الشيخ كانت له صداقات ببعض ظرفاء عصره كالشاعر الكبير توفيق صالح جبريل، وعن الجانب الجدلي الجاد في شخصية الشيخ أورد الأستاذ باشري أن الشيخ حسون استطاع أن يكون مبشرًا بين الأوربيين والأمريكيين لأنه فصل الدين عن التوصف وركز على الشريعة وقارن بين الأديان الأخرى كالمسيحية ونفى التثليث والصلب وبرهن على ذلك، ولاشك أن شخصية بمثل هذه الخلفية الخصبة المرنة بإمكانها أن تكون خير معين يتفهم أوضاع مالكوم اكس ويسدد مسيرته الفكرية بنحو قاصد.
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 10-31-2016, 08:50 AM
طاهر نجم الدين المحسي طاهر نجم الدين المحسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: السعودية- مكة المكرمة
المشاركات: 3,029
افتراضي

سلسلة الروح والريحان في تراجم علماء ودعاة السودان :
السلسلة رقم ( 9 ) :

تراجم الأعلام :
فضيلة الشيخ مصطفى أحمد ناجي- رحمه الله تعالى -:
المدرس بالمسجد الحرام في المواسم :
من أعلام الدعوة السلفية، ونائب رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية في السودان، ولد بمدينة سواكن في السودان عام 1334هـ، وتلقى العلم على يد الشيخ العلامة أبو طاهر السواكني، أحد علماء الأزهر المعروفين، وفي عام 1945م كوَّن الشيخ ناجي مجموعة للدعوة أطلق عليها اسم (جماعة التوحيد)، ولما سمع بجماعة أنصار السنة في أم درمان بادر بالانضمام إليها، وعمل في صفوفها، وتولى إمامة مسجد المركز العام للجماعة ولمدة تزيد على ثلاثة عقود، وأصبح بذلك خطيبَ أهم مسجد للجماعة، تميز -رحمه الله- بغزارة علمه.
وكان له أسلوبه المتميز في تدريس أبواب التوحيد والعبادات، وتناول القضايا العامة وتحليل الأحداث، وكان من المهتمين بالعلم والتعليم، واستطاع أن يستقطب الكثير من الشباب إلى الدعوة إلى السلفية من خلال الدروس والمحاضرات التي كان يلقيها بالمركز العام للجماعة، وقد تخرج على يديه المئات منهم، وكان له أثر بارز في إعداد الكثير من الدعاة وخطباء الجمعة.
ابتُلِي وامتحن في سبيل دعوته، وكان حكيمًا مع خصومه وكسب الكثير منهم، أنفق بسخاء في سبيل نصرة الدعوة الإسلامية، توفي رحمه الله في التاسع من شهر شوال عام 1423هـ.
المصـادر:
1- مجلة التوحيد (مصر) - العدد (11)، شهر ذي القعدة، 1423هـ.
2- موقع جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان.
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 10-31-2016, 08:54 AM
طاهر نجم الدين المحسي طاهر نجم الدين المحسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: السعودية- مكة المكرمة
المشاركات: 3,029
افتراضي

سلسلة الروح والريحان في تراجم علماء ودعاة السودان - :
السلسلة رقم ( 10 ) :
تراجم الأعلام :
فضيلة الشيخ محمد هاشم الهدية – رحمه الله – المدرس بالمسجد الحرام في المواسم :
الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان :
الاسم:
محمد هاشم الهدية
تاريخ الميلاد:
1912م
محل الميلاد:
مدينة رفاعة - ولاية الجزيرة
التعليم:
كتاب القرآن الكريم ثم مرحلة الإبتدائية ثم المتوسطة
العمل الحالي:
متفرغ لرئاسة المركز العام للجماعة
· تم توظفيفه في مصلحة البريد والبرق بالخرطوم عام 1930 وكان عمره آنذاك 17 عاما
· ثم الحق بمدرسة البريد والبرق وبعد تخرجه نقل للعمل بفرع المصلحة في مدينة الفاشر
· عمل لمدة عام في الأبيض ثم رجع للعمل في الفاشر
· عاد للعمل مرة أخرى في الخرطوم ليتطوع كفني لاسلكي في قوة دفاع السودان عام 1934، وظل مرافقا للجيش السوداني آنذاك حتى العام 1938.
· تزوج عام 1936
· واصل عمله مع البريد والبرق حتى أحيل للمعاش عام 1968
· قبل انضمامه لأنصار السنة بايع زعيم الختمية "شيخاَ وأستاذاَ وشفيعاَ في الدنيا والآخرة !!" وظل متمسكا بالطريقة حتى عام 1941
· ترك الطريقة الختمية وانضم للطريقة العزمية عام 1941
· درس علوم القرآن على الشيخ عبد الباقي يوسف النعمة من خريجي الأزهر الذين تأثروا بعلماء المدينة المنورة، وكان الشيخ عبد الباقي سببا في دخول الشيخ الهدية في جماعة أنصار السنة المحمدية
بدايتة مع جماعة أنصار السنة المحمدية
4 انخرط في صفوف جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان - والتي هي رائدة الدعوة السلفية فيه - في عام 1946م.
4 درس على يد شيوخ دعوة التوحيد الأوائل في السودان – منهم فضيلة الشيخ عبد الباقي يوسف، والشيخ يوسف أبو رحمهما الله.
4 تدرج في وظائف النشاط بالجماعة من محصل للمال لدعم الدعوة ثم وداعية ثم إمام مسجد قبل رئاسته للجماعة.
4 ظل يعمل إماماً لمسجد الملك فيصل بمدينة أمدرمان منذ إنشائه في عام 1968 وحتى عام 1992م حيث تنازل طواعية لأحد شباب الدعوة لإعطاء الفرصة للجيل القادم لتحمل مسئولة الدعوة.
4 تولى منصب الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية في عام 1956م بعد وفاة يوسف أبو – رحمه الله – وظل يتولى هذا المنصب منذ ذلك التاريخ وحتى الآن – أمد الله في أيامه.
نشاطه في مجال العمل العام
- كان له شرف المساهمة الفاعلة في العمل الجماعي ضمن الأحزاب السياسية ضد الاستعمار البريطاني وحتى تحقق الاستقلال.
- كان عضوا ناشطا ضمن اللجنة القومية للدستور حيث تولى داخلها الدعوة لتحكيم الشريعة الإسلامية لتكون الدستور الدائم للبلاد، وحينما فشلت تلك المحاولات دعا مع غيره لتكوين الجبهة الإسلامية للدستور للعمل على إقناع نواب البرلمان لمساندة تحكيم الشريعة الإسلامية وتكثيف النشاط في شرح الشريعة ومحاسنها حتى جاء الانقلاب العسكري في عام 1958 ليحكم السودان حتى عام 1964م. وظل دعمه لبرنامج الإسلامي وتطبيق الشريعة على مد العقود.
- عمل بعد عودة الحياة البرلمانية للبلاد في عام 1964 لإنشاء جبهة الميثاق الإسلامي لمواصلة الدعوة لتحكيم الشريعة ودعمها بكل ما لجماعة أنصار السنة من إمكانيات طيلة تلك الحقبة التي استمرت حتى الانقلاب العسكري في عام 1969م.
المؤسسات المحلية والدولية التي ساهم في إنشاءها
- كان له شرف المساهمة في قيام رابطة العالم الإسلامي في عام 1964م ووضع دستور عملها وتحديد مهامها ومسئولياتها بدعوة من الملك سعود رحمه الله.
- كان له دور بارز وأساسي في قيام المركز الإسلامي الإفريقي عام 1966 لنشر الدعوة في إفريقيا وتعليم أبنائها الدين الصحيح، فقد ساهم في تحقيق دعم الملك فيصل بن عبد العزيز والشيخ الصباح حاكم الكويت (رحمهما الله) للمركز وذهب هو بنفسه إلى شرق إفريقيا لإحضار الطلاب للدراسة وفتح مباني المركز العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بأمدرمنا لتكون مقرا مؤقتا للمركز.
- قام بدور أساسي في إنشاء هيئة إحياء النشاط الإسلامي لتكون هيئة مقبولة لدى مصلحة الشئون الدينية والأوقاف للعمل على إعادة دور المساجد وإحياء رسالتها وفتح مدارس لتعليم القرآن (الخلاوي) في المدن والقرى وتعليم النساء والعمل على محاربة العادات الضارة والبدع والمفاسد في الأفراح والمآتم.
- عمل على تجسيد فكرة الجمع بين الدراسات الإسلامية والمهنية وذلك من خلال إنشاء معهد القرآن بقرية ألتي (بولاية بالجزيرة) وذلك لحفظ القرآن ودراستة علومه وتفسيره بجانب دراسة الحديث وفي نفس الوقت الدراسة والتدريب في مختلف المجالات الفنية والصناعية.
في مجال الأعمال الدعوية والخيرية
- عمل بشكل فعال لإنشاء المساجد في جميع أنحاء البلاد وفتح معاهد تعليم الدعوة الإسلامية، وكان له السبق في استقطاب الدعم الداخلي والخارجي في التصدي للكوارث والنكبات التي تعرضت لها البلاد منذ ما يقارب الثلاثين عاما. ومن أمثلة ذلك كانت الجماعة - من خلال جهوده - من أول المنبهين للمحنة الإنسانية للنازحين بغرب أمدرمان بسبب الجفاف والتصحر الذي حدث في عام 1984م، حيث قاد حملة إغاثية واسعة في ذلك الوقت. وكذلك كان له دورا كبيرا في قيادة حملة الجماعة للإغاثة وإعادة الإعمار للمدارس التي دمرتها السيول والفيضانات التي حدثت بالسودان عام 1988م. يضاف إلى ذلك الجهود الواسعة في غوث المنكوبين من جراء الحروب في مختلف أنحاء البلاد، انتهاء بمحنة الحرب الحالية في الكثير من أجزاء السودان.
- له دوره المقدر في المساهمة بالكتابة في الصحف والمجلات الإسلامية كمجلة التوعية للحجاج وغيرها، كما عمل كرئيس تحرير لمجلة الاستجابة التي تصدرها جماعة أنصار السنة المحمدية لنشر التوحيد والدعوة السلفية. فهي المجلة السلفية الوحيدة في البلاد ورأت المجلة النور في حوالي عام 1986م بعد مجهودات جبارة.
- كان له موقفه الحازم ضد احتلال العراق للكويت وساهم في مؤتمر مكة الذي دعا لخروج العراق من الكويت وكذلك اشتراك في مؤتمر الجهاد الذي دعت إليه جامعة الإمام محمد بن سعود إبان حرب الخليج الثانية.
تولى لإمامة مسجد الفيصل الإسلامي بحي العرضة بأم درمان منذ عام 1967م ، حتى انتقاله إلى جوار ربه .
•أشرف على بناء المساجد ، و تشييد دور القرآن ، و المدارس الإسلامية ، و المرافق الصحية و الاجتماعة التابعة لجماعة أنصار السنة ، و التي تتجاوز الألف مسجد ، و عشرات الدور و المرافق الخدمية و غيرها .
•ساهم بمجهودات واسعة في القضايا الداخلية في السودان ، مثل الاستقلال ، و مباحثات السلام في نيفاشا ، و دعوات جمع الصف المسلم ، و ظلَّ طوال الفترة داعياً إلى وحدة المسلمين ، و قائماً بالدعوة إلى الله بالحكمة و الموعظة الحسنة .
•و شارك مشاركات فعاّلة في أعمال إغاثة المنكوبين في الكوارث و الأزمات المختلفة التي مرت بها السودان ، مثل الجفاف و التصحر في ثمانينات القرن الماضي ، و السيول و الفيضانات التي ضربت السودان في السنوات الماضية و هذا العام .
•كان له دور رائد في نشر العقيدة الخالصة من أكدار الشرك و الوثنية و التصوف في ربوع السودان ، و ربّى جيلاً كاملاً من الدعاة إلى الكتاب و السنة على منهج السلف الصالح ، حتى صارت السلفية في هذه البلاد معروفة بعد أن كانت منكرة ، و قد أُوذي في سبيل الله كثيراً ، و أودع في السجن أيضاً .
•كان يتمتع بعلاقات واسعة مع المسئولين و أهل البر و الخير و المنظمات الإسلامية داخل السودان و خارجها ، و نال ثقة الجميع ، و زرع الله له المحبة في قلوب العباد في الأرض ، و رؤي ذلك في جنازته المشهودة التي حضرها رئيس الدولة و من تحته من المسئولين و الوزراء ، و قيادات الجمعيات الدينية ، و الطرق الصوفية ، و القطاعات المهنية و الأحزاب السياسية و غيرها من عامة المسلمين و خاصتهم .
•انتقل - رحمه الله – إلى جوار ربه صباح الأربعاء ، السابع من شهر رمضان المبارك 1428هـ ، الموافق 19 من سبتمبر 2007م ، عن عمر يقارب مائة سنة ، إثر وعكة ألمَّت به بواكير هذا الشهر الفضيل ، و صلّى عليه في مسجده – مسجد فيصل بالعرضة ( أم درمان ) - بعد الظهر ، و دفن في مقابر البكري بأم درمان وسط حضور كبير من الناس من مختلف تنظيماتهم الدينية و السياسية ، فرحمه الله رحمة و اسعة .
•عاش زهاء قرن عمراً حافلاً بالعطاء الفياض في مجال الدعوة إلى الله تعالى ، و تربية الشباب على حب الاعتصام بالكتاب و السنة ، و نشر التوحيد الخالص ، و الردّ على مظاهر الشرك ، و ذلك في بلد تتحكم فيه الطرق الصوفية ، و العادات الجاهلية ، و التقاليد الموروثة .
•و كان يتميز في حياته الدعوية بالحكمة البالغة ، و الموعظة الحسنة ، و الكلمة البليغة ، و اللسان العفيف ، و الدعابة المعهودة ، و كان متحدثا لبقاً جريئاً ، يدير النقاش بصبر ، و يحترم من يختلفون معه ، و يستمع إليهم ، و يردّهم إلى ما يراه حقاً بما يعلم دون كلل أو ملل ، و يجبر الناس على احترامه اختلفوا معه أو اتفقوا ، و لا يبحث عن مؤيدين و لا يعادي المعارضين ، و الأمر عنده كله لله .
•كان قانعاً باليسير ، زاهداً في الدنيا ، لم يكن له بيت خاص به ، كان يعيش عند ابنته الوحيدة أحسن الله عزاءها .
كان يُحب الفقراء و المساكين ، و يحل مشاكل الجيران ، و يمشي بالصلح بين الناس ، و يلقي التحية على الجميع ، و يصدع بالحق ، و يدعو بالتي هي أحسن .
كان - رحمه الله – فيه قوة الزاهد ، و صدق التقي ، و خلق المسلم ، و كان جمّ التواضع بسيطاً كريما عطوفاً على تلاميذه .
وكان وفاته في صباح التاسع عشر من شهر سبتمبر للعام 2007م الموافق السابع من رمضان 1428هـ.
اللهم اغفر له ، و ارحمه ، و عافه ، و اعف عنه !.
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 10-31-2016, 08:59 AM
طاهر نجم الدين المحسي طاهر نجم الدين المحسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: السعودية- مكة المكرمة
المشاركات: 3,029
افتراضي

سلسلة الروح والريحان في تراجم علماء ودعاة السودان - :
السلسلة رقم ( 11 ) :
تراجم الأعلام :
“رحمه الله”
فضيلة الشيخ أبو زيد محمد حمزة - رحمه الله تعالى - :
المدرس بالمسجد الحرام :
من أبرز علماء الجماعة في السودان ودعاتها:
ـ الشيخ أبو زيد محمد حمزة الذي تلقى الدعوة على يد الشيخ حامد الفقي مؤسس الجماعة في مصر، وعلى أيدي علماء الجماعة. وقد ظل بمصر حتى وفاة الشيخ الفقي 1959م فعاد إلى السودان وأخذ ينشر الدعوة في مدينته "وادي حلفا" والمناطق المجاورة لها، وكان للمرأة من دروسه نصيباً حيث خصص لها أماكن خاصة في دروسه، فالتف الناس حوله وزاد أتباعه مما أثار أتباع الطريقة الختمية ضده. وفي سنة 1977م بث التلفزيون السوداني مناظرة بينه وبين الشيخ علي زين العابدين أحد أقطاب الطريقة الختمية التي بين فيها زيف مبادئهم وبطلان معتقداتهم مما كان لها أثر كبير في انتشار دعوة الجماعة أكثر في المجتمع السوداني.
ويعد الشيخ أبو زيد محمد حمزة أحد رموز الدعوة السلفية وجماعة أنصار السنة في السودان.
والشيخ أبو زيد حمزة، من مواليد بلدة "أشكيت" قرب مدينة وادي حلفا في أقصى شمال السودان في عام 1925، والتحق بالأزهر الشريف في عام 1942 وفى نفس العام انضم لجماعة أنصار السنة المحمدية في مصر على يد رئيسها الشيح محمد حامد الفقي.
وعاد أبو زيد إلى السودان في ستينيات القرن الماضي، لينضم إلى جبهة الميثاق الإسلامي، قبل أن ينضم لجماعة أنصار السنة المحمدية برئاسة محمد هاشم الهدية، ليصبح النائب الأول لرئيس الجماعة.
واحتسبت رئاسة الجمهورية السودانية وفاة الشيخ أبو زيد، كما نعاه نائب الرئيس العام الحالي للجماعة عبد الكريم محمد عبد الكريم.
النشأة والتربية
نشأ الشيخ أبو زيد محمد حمزة في مدينة حلفا القديمة، وأتم فترة دراسته الأساسية بمدارسها المختلفة.
كرس الشيخ أبوزيد حياته –رحمه الله – في طلب العلم والدعوة إلى الله، وقال عن نفسه قبل وفاته أنه ليس لديه أي وقت فراغ، فأوقاته كلها يقضيها في العلم والدعوة إلى الله.
طاف عواصم العالم العربي داعيا إلى الله حيث انتقل بين حلفا ورفاعة والإسكندرية والقاهرة وأم درمان بالسودان.
سافر إلى العديد من الدول الأوروبية داعيا إلى الله، حيث سافر إلى هولندا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا، وألقى العديد من المحاضرات في مساجد تلك الدول.
وعبر في كتاباته عن إعجابه ببيئة الغرب في نظافتها والجدية في العمل، ولكن أنكر عليهم أن البيئة غير أخلاقية، وفساد عقيدتهم، فضلا عن الإساءة لكبار السن وتخصيص ملاجئ لهم، أي لا يوجد بر بالوالدين أو كبار السن، فضلا عن التشتت الأسري، تلك المظاهر التي تتنافى مع مبادئ الإسلام الحنيف.
الدعوة في الستينيات والثمانينيات
أكد الشيخ رحمه الله في الحديث عن سيرته أن أصعب الأيام في حياته كانت في مرحلة الستينيات والثمانينيات حيث كانت ظروف الدعوة صعبة، بسبب انتشار الفقر والجهل والخرافة بين الناس، وكانت أيام جهاد وعمل إسلامي ودعوة إلى التوحيد، وكانت الدعوة في ذلك الوقت تحتاج إلى صبر وتحمل، مؤكدا أن طريق الدعوة إلى الله ليس مفروشا بالورود والرياحين.
الشيخ في السجن
تعرض الشيخ رحمه الله للسجن في زمن الرئيس السوداني جعفر نميري، وسبب دخوله السجن آية قرآنية قرأها في المسجد، وكان دائما يكررها قبل كل خطبة، وحاصرت عساكر النميري منزله وتم تفتيش المنزل واقتادوه إلى السجن وقضى فيه قرابة شهر، وعن سبب دخوله السجن قال إنه كان يبدأ خطبته بتلك الآية كما أخبر بها الشيخ رحمه الله في أحد الحوارات {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (آل عمران: 26).
رجاء الشيخ قبل وفاته
كان الشيخ رحمه الله يرجو قبيل وفاته أن يزدهر الإسلام وأن يرجع إلى سيرته الأولى، وأن يتم التمكين للإسلام في الأرض، وأن يعم الأمن والأمان، معبرا عن استيائه من حال الأمة الإسلامية الذي يدعو للحزن والشفقة، وأحزنه ما حدث في عراق الرشيد وتقسيم السودان، وظل رحمه الله داعيا إلى الله حتى وافته المنية يوم الأحد الثالث من شهر مايو عام 2015م.
رحم الله الشيخ العلامة الداعية،قائد ركب الموحدين في عصرنا، بالسودان - عاش حياته لله-نحسبه و الله حسيبه،عاش زاهدا متخففا من الدنيا و زخرفها ، ترك من خلفه أمانة ثقيلة على أبنائه في جماعة أنصار السنة المحمدية.اللهم اغفر له و ارحمه و تجاوز عنه و أسكنه الفردوس الأعلى بمنك و عفوك و جود و كرمك..
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:42 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.