أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
49195 92142

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-29-2018, 02:42 PM
عمر عليو عمر عليو غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: اليمن
المشاركات: 155
Lightbulb النصيحة والتبيان لأهل السودان لفضيلة الشيخ أبي الحسن السليماني حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر رسالة: (النصيحة والتبيان لأهل السودان لفضيلة الشيخ أبي الحسن السليماني)
اختصره د. خالد السليماني

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، وعلى من بآثار النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اقتفى، وبمنهج السلف الكرام اكتفى.
فهذه كلمةٌ أُوجِّهُهَا إلى أحبتنا في السودان الشقيق، أهل القلبِ الرقيقِ، والأصلِ العريقِ، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وبعد:
لا شكَّ أن ما يجري في هذه الأيامِ في بلادكم من أزمةٍ خانِقَةٍ تُهَدِّدُ أَمْنَكُم وتماسُكَكُم، وتُزَعْزِعُ اسْتِقْرَارَكُم، وتُخَيِّمُ بالظلامِ على مستقبلِ أجيالِكُم، لا شكَّ أنَّ هذا حالٌ يَهُمُّ كُلَّ مسلمٍ غيُورٍ؛ لأن المسلم يتعدَّى ولاؤه لأهل الإسلامِ حيثما كانوا.
وقد تلخَّصَ لي أن السبب الرئيس –فيما يظهر- لإشعالِ هذه الأزمةِ متعلِّقٌ بالأمورِ الاقتصادية، وهي مشكلةٌ متجذِّرَةٌ في هذا القُطْرِ وغيره من بلادِ المسلمين.
ونصيحتي موجَّهَةٌ للعقلاءِ من أبناءِ هذا الشعبِ الأَبِيّ، الذين يُقَدِّمونَ مصلحة وطنهم على مصالحهم الشخصية والحزبية، والذين يبحثون عن تحقيقِ العدلِ والرحمة، وتعطيل المفاسدِ أو تقليلها، وتكميل المصالح أو تحصيلها.
إنني أريدُ للإخوةِ في السودانِ أن يكونوا سعداء، فالسعيدُ من وُعِظَ بغيرهِ، فاعتبروا مما حولكم من بلادٍ دخلتها موجةُ المظاهرات والاعتصامات، فشمالكم مصر، وغربكم ليبا وتونس، وشرقكم اليمن، فماذا حقَّقت الاضرابات والاضطرابات و"الفوضى الخلَّاقة" غير تدمير هذه البلدان، عن طريقِ دعمِ المنظمات المشبوهة والدول الممسوخة الداعمة بأموالها لإشعال الحروبِ بيننا، لتبقى بلادنا سوقًا رائجةً لأسلحتهم، وميدانًا لمكايدهم، فندفعُ نحن وأجيالنا الثمن باهظًا بدمائنا وأموالنا وأعراضنا، وحاضرنا ومستقبلنا.
فها هي مصر العظيمةُ بأهلها وتاريخها لا زالت تعيشُ على صفيحٍ ساخِنٍ، بدَّدَتِ الفرقةُ والكراهية ولاءها ولُحْمَتَها.
وها هي تونس الخضراء تغيَّر حالُها، ولم تُحَقِّق ما كانت تضمنته شعارات ثورتها.
وها هي اليمن تَئِنُّ وتَئِطُّ من تغيُّرِ حالها، وقتلِ رجالها، وتشريد أبنائها، فأينَ رجالها الذين كانت بيوتهم مفتوحة بالعزِّ والكرمِ، ومساجدهم المكتَظّةُ بالمصلين ؟!!
وها هي العراق وسوريا مُسْتَنْقَعانِ للفتنِ، وقد تغيَّرت أحوالهما إلى أسوأ حالٍ.
فيا لله العجب من تبدُّلِ الأحوالِ، ومن سُنّنِ الله الكونية التي تجري بين عباده، ولكن العربَ –للأسفِ- يَنْسَون ما يدورُ حولَهم، ولا يَتَّعِظُون بغيرهم.
وقد وردت أدلةٌ كثيرةٌ في النهي عن الخروجِ على الحكامِ المسلمين، ومن تلك الأدلة؛ قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}.
وقد جاء عند مسلم أن سلمة بن يزيد الجعفي سأل النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقال: يا نبيَّ الله أرأيت إن قامت علينا أمراءُ يسألوننا حقهم، ويمنعوننا حقنا، فما تأمُرُنَا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثم سأله، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثم سأله في الثانية أو الثالثة، فجذبه الأشعث بن قيس، فقال له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا، وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ".
وعن ابن عباسٍ –رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً" متفق عليه.
وقد حذَّرَ علماءُ أهل السنة والجماعة من الخروجِ على الحاكم المسلمِ، لا رغبةً في فسادهم وفساد إداراتهم وأنظمتهم، ولا حًبًّا في استمرارِ شَرِّهم، ولكن خوفًا من انفلاتِ الأمورِ، ووقوعِ المحذورِ، وإضاعة ما بقي من خيرٍ في البلادِ، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: "وَلَعَلَّهُ لَا يَكَادُ يَعْرِفُ طَائِفَةً خَرَجَتْ عَلَى ذِي سُلْطَانٍ؛ إِلَّا وَكَانَ فِي خُرُوجِهَا مِنَ الْفَسَادِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي أَزَالَتْهُ".
وقال رحمه الله: "وَقَلَّ مَنْ خَرَجَ عَلَى إِمَامٍ ذِي سُلْطَانٍ؛ إِلَّا كَانَ مَا تَوَلَّدَ عَلَى فِعْلِهِ مِنَ الشَّرِّ؛ أَعْظَمَ مِمَّا تَوَلَّدَ مِنَ الْخَيْرِ".
وقال المعلمي اليماني: "وقد جَرَّبَ المسلمون الخروج؛ فلم يروا منه إلا الشر".
وقد نقلَ الإجماعَ على تركِ الخروجِ والافتئاتِ على الحاكمِ، ونَزْعِ اليدِ من الطاعة، ومفارَقَةِ الجماعةِ جماعةٌ من العلماءِ، منهم: اللَّالكائي، والأشعري، والإسماعيلي، وابن تيمية، وابن القيم، والنووي، وابن حجر العسقلاني، وغيرهم من العلماءِ.
ونصيحتي التي أُوَجِّهُهَا لأحبتنا في السودانِ تُوَجَّهُ إلى عِدَّةِ جهاتٍ، وإن لم أكن رجل سياسةٍ، ولا فِكْرٍ، ولا اقتصادٍ، لكني أتكلم بحقيقة الحال، وما آل إليه الواقع الْمُرُّ الذي تُعاني منه أُمَّتُنَا، مع وضعِ ذلك على ميزانِ الشريعةِ الإسلامية، والانطلاقِ من تعاليمها السامية:

النصيحة الأولى: نصيحتي للحزبِ الحاكمِ، وعلى رأس الهرم فيه فخامة الرئيس عمر البشير وفقه الله:
1- اعلم وفقك الله أن تولِّي منصب الرئاسةِ تكليفٌ لا تشريفٌ، والشعبُ السوداني رعيَّتُكَ في الدنيا، وخصماؤك يوم القيامة.
2- أرجو أن تتواضع لشعبك، وأن تنظر في أسباب المشكلة الحقيقية، وتُوجِّه بالحلولِ العاجلة والجدية.
3- أرجو أن تُلْزِمَ الجهات الأمنية بضبطِ النفسِ ما أمكن، وعدم اللجوءِ للقوَّةِ المفرطة، فإنَّ حرمة النفوسِ عند الله عظيمة، قال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.
4- أرجو أن تدعو إلى اجتماعٍ عاجلٍ لكلِ العقلاءِ من جميعِ الأطيافِ والمكوِّناتِ، للتشاور معهم في أسبابِ الأزمةِ، وطُرُقِ حَلِّهَا، وتطبيقها، حِرْصًا على سلامةِ البلادِ، والاستفادةِ من تجارب دولٍ مرَّت بنحو ما تمرون به من أزماتِ.
5- اعلم أن التاريخ شاهدُ عدلٍ، فأحبُّ أن يذكرك التاريخُ برحمةِ الشعبِ، والسعي في مصالحه، وإن أدى الأمرُ إلى التنازل عن منصبِ الرئاسةِ، فقد تنازل الحسن بن علي –رضي الله عنهما- عن الخلافةِ لمعاوية بن أبي سفيان –رضي الله عنهما-، وسُمِّيَ ذلك العامُ بعامِ الجماعة، وقد أخبر النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بهذا الموقف قبل ثلاثين سنة من وقوعه فقال: "إِنَّ ابْنِى هَذَا سَيِّدٌ، يُصْلِحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ من المسلين".
6- احرصوا –وفقكم الله- على حُسْنِ العلاقةِ من جواركم العربي والإسلامي والإقليمي، وإن تجرَّعتم بعض الْغُصَصِ عندما تجدون ما لا تحبون، فالعداوة لا خير فيها مع البعيد، فكيف بالأخ والجار القريبِ.
7- أعلنوا حربًا شاملةً على الفساد والمفسدين، ولا بد من التضحية ببعضِ حيتانِ الفسادِ والقطط السِّمَان.

النصيحة الثانية: نصيحتي للقائمين بهذه المظاهرات ومن يقفُ وراءهم:
1- اعلموا أن الله قد أنعم عليكم بنعمٍ كثيرةٍ في بلادكم، فخذوا العبرة ممن حولكم من البلدانِ، هل حَسَّنت المظاهرات مستواهم المعيشي؟! فحذاري من سقوطِ هيبة الدولة، فالحكومات على ما فيها من شرٍّ وبلاءٍ؛ سِتْرٌ لشعوبها، وشعبٌ بلا حكومةٍ؛ شَعْبٌ بلا كرامةٍ، وسقوطُ النظامِ، إحلالٌ للفوضى والبلطجية.
2- اعلموا أن المظاهرات صورةٌ من صورِ الخروجِ على الحاكم المسلم الذي دانَ الناسُ له، وسمَّوْه رئيسًا لهم، وهذا غيرُ جائزٍ شرعًا، وليس في مخالفةِ الشرعِ خيرٌ، ولا تغتروا بالموادِّ الدستورية التي تنصُّ على أن المظاهرات والتعبيرَ عن الرأي حقٌّ يَكْفُلُهُ الدستور، فالشرع الشريف مقدَّمٌ على الدستور وغيره.
3- اقْبَلُوا ما تحقَّقَ من مطالِبِكُم -وإن قلَّ- ولا تركبوا رؤوسكم، ولا يحملنَّكم الغرورُ والشعور بالنصر الْمُزَيَّفِ والمؤقت، فتُصِرُّوا على تنفيذِ كُلِّ مطالبكم، فما لا يُدْرَكُ كُلُّهُ، لا يُتْرَكُ جُلُّهُ، ومن أصرَّ على الشيءِ كُلِّه؛ ضيَّعَ الشيءَ كُلَّه !!
4- حذاري أن تسمعوا لمن يقول لكم: الثورات لا تَنْضَجُ ثمرتها إلا بعد سنين، من أجل أن تستمروا في هذا الحالِ.
5- احذروا من التخريبِ للمقراتِ الحكومية، والمرافق العامة، فهذه ملككم، وملكٌ لأبنائكم، وتخريبها يُغضِبُ الله، ويجلبُ عليكم لعنات العقلاءِ، وربما كانت سببًا لإراقة الدماء.
6- لا تغتروا بوسائل الإعلام التي تُؤجِّجُ نارِ الفتنة بين صفوفكم، فالحزب الحاكم لكم سوداني، والمعارضة سودانية، ولا تكونا أداةً لمن يُنفِّذون بكم أطماعهم.

النصيحة الثالثة: نصيحتي للخطباء والدعاة في أوقات الفتن:
1- الحذر من انقسام الدعاة كُلٌّ يتبعُ جهةً، وعليكم بالرفق في الخطابِ للأطراف، والحكمة في الدعوة.
2- نصيحة الناس بحفظ ألسنتهم، وعدم ترويج الشائعاتِ، وإشعال الفتنة.
3- التحذير من الجرأة على الدماء المسلمة، سواءٌ كانت دماء المدنيين المتظاهرين، أو دماء الأمن والقوات المسلحة وغيرهم من الأبرياءِ، والتحذير من الحرب الأهلية.
4- عدم الدفاع عن الفساد والمفسدين من الطرفين، والتأكيد على أن الحوارَ الهادئ المنصف خيرُ وسيلةٍ للعلاجِ.
5- لَفْتُ أنظارِ الناس إلى أن المستفيد من القتل والتخريب هم أعداءُ الإسلامِ.
6- التذكير بأن كل ما نعاني منه من أزماتٍ بسببِ الإعراض عن تحكيم شرع الله، والتقصير في الحفاظ على التوحيد.
7- الحثُّ على تقديم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية أو الحزبية.

النصيحة الرابعة: نداءٌ إلى القيادات الخليجية، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان –حفظ الله الجميع- فإن إخوانكم بالسودان يَمُرُّون بمرحلة حَرِجَةٍ تكادُ تُودي بأمنهم واستقرارهم نحو الهاوية، وتُعرِّضُ دماءهم وأموالهم وأعراضهم للاستباحةِ، والسودان جزءٌ عزيزٌ من هذه الأمة، ومواقفُ أهله في الجملة مواقفُ تُشْكَرُ لهم، لا سيما في الأزمة اليمنية، وموقفهم من المخططات الإيرانية في المنطقة، فاقطعوا الطريقَ –سددكم الله- على عدو السودان وعدوكم، بل عدُوِّ المنطقة بأسرها، فأستثير فيكم –أيها القادة الكرام- معالي الأمور، ومكارم الأخلاق، والمروءة والشهامة، فآمل أن تدعموا إخوانكم في السودان بالمعونات المادية والغذائية والمحروقات، التي تدعم اقتصادهم، وتوقف تدهور عملتهم، وتنزع فتيل الفتنة من بينهم، وجَمْعِ الأطرافِ لإصلاح شؤونهم، والأخذ بأيدهم نحو التنمية، والاستثمار الهادف، ولعل الله أن يدفع عنكم بهذا الموقف الإسلامي، والإنساني، والأخوي مكايد الكائدين، ومكر المتربصين.
اللهم يا من لا يذلُّ ولِيُّه، ولا يَعْزُّ عدوُّه، ارفع بأسك وغضبك عن أمة الإسلامِ والعربِ عامة، وأهل السودانِ خاصة، وارحم ضعيفهم، واحمل عاجزهم، وفرِّج كُربتهم، واكشف غُمتهم، واحفظ دماءهم وأموالهم وأعراضهم، وثبِّت أمنهم، واسلل السخيمة من صدورهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

اختصره: د. خالد بن أبي الحسن السليماني
20/ ربيع آخر/ 1440هـ
27/ 12/ 2018م

ولمن أراد أصل الرسالة قبل الاختصار من موقع فضيلة الشيخ أبي الحسن السليماني:
النصيحة والبيان لأهل السودان
__________________
حسبي الله ونعم الوكيل
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:42 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.