أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
79012 169036

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-09-2009, 04:36 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي بــــــرّ الوالديـــْـــن.

بــــــرّ الوالديـــْـــن

" وبالوالديـــــــــن إحســـــــانا "

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :

قال الله - تعالى -: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ۞ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [سورة الإسراء: 23 - 24].
إن حق الوالدين عظيم، والأدب معهما والإحسان إليهما من أجلِّ الأعمال، وأحبها إلى الكبير المتعال؛ وهو حقٌّ واجب من عدة أوجه أرشدنا إليها الله - تبارك وتعالى - في كتابه العزيز، وفي سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، نتبيـّنها فيما يلي:


1. أمر الله - تبارك وتعالى – بالإحسان للوالدين وَقرَنَ ذلك بِحَقِّهِ الواجب على عباده، وهو الأمر بعبادته وحده لا شريك له؛ وأَوْجَبَ البِرّ بِهِمَا وَالعَطْف َعَلَيْهِمَا بقوله جلَّ وعلا: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وبيّن - سبحانه - أن حقهما من أعظم الحقوق الواجبة على العباد بعد توحيد الله - تبارك وتعالى - قال - جلَّ في علاه -: ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ۞ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [سورة الأنعام 151 ـ 152].

وكان من أول ما تكلم به في المهد نبي الله عيسى - عليه الصلاة والسلام -، بعد إقراره بعبوديته لله - تبارك وتعالى -: فخره بأنه سيكون بارًّا بوالدته، قال الله - تعالى -: ﴿فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ۞ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ۞ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ۞ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ۞ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ۞ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ۞ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا [سورة مريم 27 – 33].

وعن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة، فقلت : من هذا ؟ فقالوا حارثة بن النعمان ، كذلِكُمُ البِرّ، كذلِكُمُ البِرّ، [وكان أبَرّ الناس بأمِّه]) [السلسلة الصحيحة 913].
أي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى في المنام أنه أدخل الجنة؛ فسمع فيها صوت قراءة، فسأل من هذا ؟ فقالوا: حارثة بن النعمان، وكان - رضي الله عنه - صحابيًّا جليلًا من فضلاء الصحابة؛ شهد بدرًا وأحدًا والمشاهد كلها.
ولما قص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرؤيا على الصحب الكرام - رضي الله عنهم - خاطبهم بقوله: كذلكم البر، كذلكم البر، أي: جزاء البرِّ بِرًا؛ وأريد به الحث على المبالغة في البر؛ للاقتداء به في بِرِّه - رضي الله عنه -؛ لأن مثل تلك الدرجة العالية والمنزلة الرفيعة في الجنة تنال بسبب هذا البر. والتكرار: للتقرير والتوكيد.


2. وقرن الشكر لله - سبحانه وتعالى - بالشكر لهما فأوصى بهما بقوله - سبحانه -: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [سورة لقمان: 14].
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال: (أمك). قال: ثم من ؟ قال: (أمك). قال: ثم من ؟ قال: (ثم أمك). قال: ثم من ؟ قال: (ثم أبوك) [مختصر صحيح مسلم 1654].


قال ابن بطال: [مقتضاه أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر، قال: وكان ذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع فهذه تنفرد بها الأم وتشقى بها؛ ثم تشارك الأب في التربية، وقد وقعت الإشارة إلى ذلك في قوله - تعالى -: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ، فسوَّى بينهما في الوصاية، وخص الأم بالأمور الثلاثة.

قال القرطبي: المراد أن الأم تستحق على الولد الحظ الأوفر من البر، وتُقدَّم في ذلك على حق الأب عند المزاحمة.
وقال عياض: وذهب الجمهور إلى أن الأم تفضل في البر على الأب.
وقيل: يكون برهما سواء، ونقله بعضهم عن مالك والصواب الأول]. ا هـ. انظر: [فتح الباري 10/ 402 ].


3. وأوجب طاعتهما بالمعروف، طاعة لأمر الله - تعالى -، ثم ردًا لبعض جميلهما: فعن ابن عمرو وابن عمر - رضي الله عنهما – قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد) [صحيح الجامع 3506] و [السلسلة الصحيحة رقم 516].
وعن جابر - رضي الله عنه - أن رجلا قال: يا رسول الله ! إن لي مالًا وولدا، وإن أبي يريد أن يجتاح مالي، فقال - صلى الله عليه وسلم -: (أنت ومالك لوالدك، إن أولادكم من أطيب كسبكم، فكلوا من كسب أولادكم) [صحيح الجامع 1487].
وعن ابن عمرو - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يرجع أحد في هبته إلا الوالد من ولده، والعائد في هبته كالعائد في قيئه). [صحيح الجامع 7686].

إنهما الأبوان جعلهما الله - تبارك وتعالى - نبعًا للمحبة والحنان والرحمة، وإنّ من واجب الأبناء مراعاة حقهما، وتقدير جهودهما، ومبادلتهما المحبة والحنان والرحمة، والإصغاء لحديثهما، وتخفيف العبء عنهما، عبء العمل، وعبء النفقة، والمسارعة لقضاء الديْن عنهما إن وجد.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يجزي ولد والدًا إلا أن يجده مملوكا، فيشتريه فيعتقه) [مختصر مسلم 892].

4. حُسْنُ الأدب معهما: إذ أن المؤمن يرتقي بإسلامه وإيمانه وحسن خُلقه، ومُجاهدته لنفسه، بحسن الأدب معهما، ليكون همُّه الأول:
رضا الله - تبارك وتعالى - ثم رضاهما، وعندما يأت الأمر من الله - تبارك وتعالى -، ومن رسوله - صلى الله عليه وسلم -، تُقدَّم محبتهما، وبرِّهما، وأمرُهما، على النفس، والأهل، والمال، والولد، بعد محبة الله - تبارك وتعالى - ومحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إن لم يكن فيه معصية لله - تبارك وتعالى -. أما إن أمَرا بمعصيةٍ فلا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق. فما أجمل أن تُعيني زوجك على برّ والديه؛ وتخيلي ما تُحبيه لوالديك فبادري إليه معهما؛ لإن ذلك يعكس سعادة لك في بيتك؛ وبِرًّا من أبنائك لك ولزوجك؛ وتذكري: (أن الجزاء من جنس العمل)
وما قصة إسماعيل مع أبيه إبراهيم - عليهما الصلاة والسلام - عنا ببعيد، إذ دعى الله – تعالى - بقوله: ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ۞ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ۞ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصّابِرينْ[سورة الصافات [100 ــ 102] .

لذا ينبغي أن نحرص على حُسن التربية للأبناء، وذلك بأن يكون الآباء القدوة الصالحة لأبنائهم في إحسانهم وبرِّهم لآبائهم، وإكرامهم، وتوقيرهم، ومراعاة الحزم والحكمة في التعامل مع الأبناء إذا اقتضى الأمر؛ بالإضافة إلى إشعارهم بالمحبة والخوف عليهم، لأن البذرة الطيبة، تثمر الثمرة الطيبة، وكما تدين تدان؛ إن أناسًا يفرحون بكلام أطفالهم، يردّدونه وإن كان بذيئا، ويُبدون سرورًا أمامهم إذا سَبّوا أو شتموا، ولم يَدَعوا صغيرا، ولم يُوَقروا كبيرا، فلما كبروا قليلًا بلغ بهم أن تمردوا على الآباء وسبّوهم، بل وسبوا الذات الإلهية، والدّين - والعياذ بالله - قالوا: ماذا نفعل ؟؟ هذا عنيد !! لا نقدر عليه !، لا نقوى على تربيته !.


فلمَ السكوت، لمَ السكوت عليه والتهاون منذ البداية، أين الحزم ؟ لمَ التراخي ؟؟ وماذا سيفعل إذا كبر ؟؟؟. أين تعظيم الله في نفسه ؟؟؟؟، وهل سيكون أهلًا لبرّ والديهِ وتوقيرهما، هل سيكون أهلاً لحَمل أمانةِ هذا الدين والعمل بشرائعه وتبليغه لأبنائه ؟؟

5. حث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدة أحاديث نبوية شريفة على لزومهما واحترامهما، وتوقيرهما وحسن صحبتهما، وجعله من الجهاد: فعن معاوية بن جاهمة أن جاهمة - رضي الله عنهما - جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أردت الغزو وجئت أستشيرك ؟ فقال: (هل لك أم ؟) قال: نعم، فقال: (إلزم رجلها فثمّ الجنة) (حديث حسن) [الإرواء 1199].

وفي رواية: (إلزَمْها فإن الجنة تحت أقدامِها ــ يعني الوالدة ــ). (حديث حسن) [المشكاة – 4939].
وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه -: أن رجلا أتاه فقال: إن لي امرأة وإن أمي تأمرني بطلاقها ؟ فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (الوالد أوسط أبواب الجنة) فقال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه) [السلسلة الصحيحة 914].


وعن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستأذنه في الجهاد، فقال: أحيٌّ والداك ؟ قال: نعم، قال: (ففيهما فجاهد) (متفق عليه).
وفي بعض الأحاديث: قدَم برهما على الجهاد، فعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله ! أي العمل أفضل؟ قال : (الصلاة على وقتها) قلت: ثم أي ؟ قال: (بر الوالدين) قلت: ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل الله) (متفق عليه).
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: " أقبَل رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أبايعُك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله - عز وجل -. قال: (فهل مِن والديْك أحد حيّ ؟ قال: نعم بل كلاهما. قال: فتبتغي الأجر من الله - عز وجل -؟ قال: نعم، قال: (فارجع إلى والديك فأحْسِن صحبتهما) [مختصر صحيح مسلم 1756]. [/color]

6. أوصى الله - سبحانه وتعالى - بأن يقدّم الأبوان في العطية والبرّ، وأوصى بحقهما من الميراث وبيّنه – سبحانه - بقوله : ﴿يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا [سورة النساء: 11].

7. أمرَ الله - تبارك وتعالى - بالزواج الشرعي، وشرع العدّة في حال الوفاة والطلاق لحفظ الأنساب، وخشية اختلاطها، وذلك مما يدعو إلى معرفة الأنساب وتحديدها، ومعرفة الآباء وبرهما: فعن رويفع - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من كان يؤمن بالله واليوم الاخر، فلا يَسْقِ ماءَهُ ولدَ غيره) [الإرواء 2137]. شبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجنين في الرحم بالزرع؛ وحذر من سقيه من غير ماء أبيه؛ بجماع غيره.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسَأةٌ في الأثر) [الصحيحة 276].


8. إن معرفة الأنساب وبرّ الوالدين، وصلة الأرحام سببٌ من أسباب سعة الرزق، وطول العمر، وإجابة الدعاء: فعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من سره أن يبسط الله في رزقه، وأن يمد في أجله، فليصِل رحِمَه). [صحيح الجامع 6291].
وعن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: (ما من ذنب أجدر أن يعجّل الله - تعالى - لصاحبه العقوبة في الدنيا، مع ما يدخره له في الآخرة من قطيعة الرحم والخيانة، والكذب، وإن أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم، حتى أن أهل البيت ليكونوا فجرة، فتنمو أموالهم، ويكثر عددهم إذا تواصلوا). [صحيح الجامع 5705] و[الصحيحة – 915] .


9. أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببرهما، وصلتهما، وحسن صحبتهما، وطاعتهما بالمعروف، وإن اختلفت العقيدة، وإن كانا كافرين !: [color="indigo"]فعن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالت: (قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستفتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: قدمت عليّ أمي وهي راغبة - أي طامعة فيما عندي - أفأصل أمي ؟ قال: نعم صِلي أمك) (متفق عليه).

نعم تصلها، تعينها، تتفقد حاجتها وأحوالها، لكن لا تطيعها إلا بالمعروف، لا تطيعهما في معصية الله - جَلَّ في عُلاه -؛ قال الله - تعالى -: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [سورة العنكبوت : 8].

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عبدالله بن أبيّ ابن سلول وهو في ظل أجمة، فقال : " قد غبّر علينا ابن أبي كبشة ! فقال ابنه عبد الله بن عبد الله: والذي أكرَمكَ وأنزلَ عليكَ الكتاب ! إن شئتَ لأتيتك برأسه. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا، ولكن بِرّ أباك وأحسِنْ صحبته) [السلسلة الصحيحة 3223].

قوله ابن أبي كبشة : أراد به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ذكر النووي - رحمه الله تعالى - أن أبا كبشة رجل من خزاعة، خالف قريشًا في عبادة الأصنام، فعبد الشعرى – وهو نجم -، فنسبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، للإشتراك في مطلق المخالفة لدينهم. انظر: [الحاشية، مختصر صحيح مسلم رقم 1122].

10. ومن حقهما تذكيرهما بالله – تعالى -، وبما أمر من معروف ونهى عن منكر، والخوف عليهما من الوقوع في الشرك والكفر، والبدع، وتعليمهما ما يجهلان من الشرع الحكيم بالحكمة والموعظة الحسنة: بالصبر، اللطف، الحلم، واللين، رحمة بهما وإشفاقا عليهما من سوء الخاتمة، فكثير من الآباء مّن الله - تعالى - بفضله عليهم بالهداية، وحسن الخاتمة على أيدي أبنائهم.

فينبغي علينا أن نحترمهما مقرّين بفضلهما، ونوقرهما ونُشعرهُما بمكانتهما ودورهما في هذه الحياة، وذلك بإستشارتهما والإستفادة من تجاربهما، ومراعاة نفسياتهما، وجمعهما بأحبتهما وصحبتهما، إذ أن ذلك يخفف كثيرًا من معاناتهما، قال الله - تعالى - فيهما : ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ۞ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا ُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [سورة لقمان: 14ــ 15].


11. ولا ينبغي أن يؤثر عليهم زوجة ولا ولدا، ولنا في أصحاب الغار الثلاثة الذبن توسلوا إلى الله - تعالى - بصالح أعمالهم عبرة وعظـــة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه، فانحدرت عليهم صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا : إنه لا ينجيكم من الصخرة إلا أن تدعو الله بصالح أعمالكم، فقال رجل منهم: " اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالا، فنأى بي طلب الشجر يوماً، فلم أرح عليهما حتى ناما، فطلبت لهما غبوقهما، فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما، وأن أغبق قبلهما أهلاً أو مالا، فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما، حتى برق الفجر والصبية يتضاغون عند قدمي، فاستيقظا، فشربا غبوقهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه ...) (متفق عليه).
فكان توسّلُهُ بِبِرِّهِ بهما سببًا في تفريج الكربة، وإجابة الدعاء.

12. التواضع لهما، وذلك بحسن المعاملة بأدبٍ جمٍّ وخلقٍ رفيع. لقوله - تعالى - : {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ۞ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [سورة الإسراء 23 ــ 24].

1/ 12. أوصى الله - سبحانه - بهما أن لا يُسمِعهُما أبناؤهما قولاً سيئا، لقوله - سبحانه – : ﴿فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ حتى ولا التأفف الذي هو أدنى مراتب القول السيء؛ ولا يصدر منهم فعلٌ قبيح يؤلمها ويُنغِّص عليهما، حتى وإن كان إشارة باليد؛ فلا ينبغي أن نستهين؛ وذلك لقول الله - سبحانه وتعالى -: ﴿وَلَا تَنْهَرْهُمَا كما قال عطاء – رحمه الله تعالى – : وكما نهى عن القول القبيح، والفعل القبيح، أمر - سبحانه - بالقول الكريم وخفض الجناح والدعاء لهما، ومخاطبتهما بأدب جَمٍ وتوقير، كلاماً طيباً لينا، وأن يصغ لحديثهما، فلا ينبغي أن يعلو صوتُ أحد من الأبناء على صوتهما، أو يتضجّر منهما، أو يُسمعهما تسخطاً ولا لوما، ولا تقريعاً ولا ذماً، فإن ذلك يشق على الوالدين كثيرا، وخاصة إذا كان أمام الآخرين.

2/ 12. المبادرة إلى مساعدتهما في أعمالهما، وإلى ما يسرهما، وما يرضيهما، مع احتساب الأجر عند الله - تعالى - على ذلك : كالحرص على إكرامهما وتكريمهما، والبدء بهما بالسلام، وتقبيل الرأس، والتبسم في وجوههما، ليألفه لأطفال ويشبوا عليه، مما يبعث في نفسيهما الدفء العاطفي والهدوء النفسي، ويقيهما - بإذن الله تعالى - من أمراض الإكتئاب، والتوتر العصبي، والسكري، وضغط الدم، وغيرها من الأمراض النفسية، والعضوية.

وليتذكر الأبناء عندما تكبر مسؤوليتهم في حال الإبتلاء بمرض الآباء وملازمتهم الفراش، قول الله تعالى: - ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ۞ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [سورة الإسراء: 24].


3/ 12. وليتذكروا رعايتهما لهم في صغرهم، فيقومون بما عليهم من واجبات بكل رضًى وسرور، وبلا تذمر ولا امتعاض، طاعةً لله - تعالى -، لا كَمِنّةٍ يمتنون بها على آبائهم.
عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة) [السلسلة الصحيحة 572].

إن التبسُّم يدلّ على الهدوء النفسي لصاحبه، والحلم، والأناة، وعدم التهويل والمغالاة. ناهيك عما أعدّهُ الله - تعالى - له من أجر عظيم تثقل به الموازين عند الصبر على الإبتلاء. فكيف إذا كان الصبر على الآباء ؟. فأعظِ بها من تجارة تاجر بها مع الله تعالى


4/ 12. أن لا يناديهما الأبناء باسمهما، بل بأبي أو أمي، فإنه أبلغ في القرب والتوقير والإحترام : ها هو إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - يخاطب أباه بكل أدب واحترام : ﴿يَا أَبَتِ، ويكررها مشفقًا عليه كفره.
قال الله - تعالى -: ﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا ۞ يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا ۞ يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا ۞ يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ۞ قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ۞ قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ۞ وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا [سورة مريم 42 ــ 48].


يتبن لنا من هذه الآيات الكريمة: القسوة والجفوة من أهل الكفر والعناد حتى مع أبنائهم الذين هم أقرب الناس إليهم. واللين والرحمة والمودة والرفق في دعوتهم، والشفقة والرحمة بهم والخوف عليهم من سوء المصير؛ فكان إبراهيم يتودَّد إلى والده بقوله: ﴿يَا أَبَتِ؛ ﴿يَا أَبَتِ.

5/ 12. التوسعة لهما بالمجالس، والجلوس أمامهما بأدب واحترام، دون تعرّ، أواضطجاع أو مدّ رجل بين يديهما. وأن لا تُمَدّ يدٌ للطعام قبلهما. فعن هشام بن عروة عن أبيه أو غيره؛ أن أبا هريرة أبصر رجلين فقال لأحدهما ما هذا منك ؟، فقال أبي، فقال: (لا تُسمّهِ باسمه، ولا تمش أمامه، ولا تجلس قبله). قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى -: (صـحـيـح). انظر: [الأدب المفرد 1/30 رقم 44].

6/ 12. على ذلك لا ينبغي أن يجلس الأبناء قبلهما، وأن يسيروا خلفهما بالنهار، وأمامهما بالليل وخاصة إذا كان في الأبناء بنات أو أطفالٌ صغار في السن، وذلك للحفاظ عليهم ورعايتهم.

7/ 12. استئذانهما عند الدخول عليهما، لقوله - تعالى -: - ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ۞ وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [سورة النور 59].

8/ 12. المسارعة إلى إصلاح ذات بينهما، إن وقع سوء فهم أو خلاف، ومحاولة تقريب وجهات النظر قبل أن يقع ما لا تحمد عقباه.

9/ 12. المسارعة في تلبية ندائهما، وكسب رضاهما ودعائهما فإنه مستجاب: عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر) [صحيح الجامع 3032].
قوله: دعوة الوالد لولده؛ وفي رواية: أو على ولده؛ وتشمل دعوة الأم والأب فكلاهما والد.
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: (ثلاث دعوات مستجابات لاشك فيهن: دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم) [صحيح الجامع3031].

ولنا في قصة جريج الراهب العابد وأمه عبرة وأسوة حسنة. دعَتْ عليه، واستجيبت دعوتُها لتأخره عن إجابتها، ولو كان فقيهًا لعبدَ الله على بصيرة؛ وتعجَّل في صلاته؛ فأرضى ربه وأطاع أمه. وهذا يدلُّ على أن العلم أفضل من العبادة.


فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى بن مريم. وصاحب جريج، وكان جريج رجلاً عابداً، فاتخذ صومعة فكان فيها، فأتته أمه وهو يصلي فقالت: يا جريج ! فقال : يا رب ! أمي وصلاتي، فاقبل على صلاته، فانصرفت، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت يا جريج ! فقال يارب أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فانصرفت، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت يا جريج ! فقال: أي رب أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فقالت : اللهم لا تُمِتْهُ حتى ينظر إلى وجوه المومسات !. فتذاكر بنو إسرائيل جُريْجا وعبادته، وكانت امرأة بغيّ يتمثل بحسنها، فقالت : إن شئتم لأفتننه لكم. قال : فتعرضت له فلم يلتفت إليها، فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها، فوقع عليها، فحملت، فلما ولدت قالت: هو من جريج، ! فأتوه، فاستنزلوه، وهدموا صومعته، وجعلوا يضربونه. فقال ما شأنكم ؟! قالوا : زنيت بهذه البغي فولدت منك ! فقال: أين الصبي ؟ فجاؤوا به. فقال دعوني حتى أصلي، فصلى، فلما انصرف أتِىَ الصبي فطعن في بطنه وقال: يا غلام من أبوك ؟ قال : فلان الراعي. قال : فأقبلوا على جريج يقبلونه ويتمسحون به، وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب وفضة، قال: لا، أعيدوها من طين كما كانت. ففعلوا. وبيْنَ صبي يرضع من أمه، فمر رجل راكب على دابةٍ فارهة، وشارةٍ حسنة، فقالت أمه: اللهم اجعل ابني مثل هذا، فترك الثدي وأقبل إليه، فنظر إليه فقال: اللهم لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديه، فجعل يرتضع. قال : فكأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يحكي ارتضاعه بأصبعه السبابة في فمه، فجعل يمصها.
قال: ومرّوا بجارية وهم يضربونها، ويقولون: زنيتِ، سرقتِ، وهي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل، فقالت أمّه: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فترك الرضاع، ونظر إليها فقال: اللهم اجعلني مثلها، فهناك تراجعا الحديث. فقالت: حلقى !. مر رجل حسن الهيئة فقلت: اللهم اجعل ابني مثله: فقلت: اللهم لا تجعلني مثله ! ومروا بهذه الأمة وهم يضربونها ويقولون: زنيتِ سرقتِ، فقلت: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فقلت: اللهم اجعلني مثلها !، قال : إن ذاك الرجل كان جبارا، فقلت: اللهم لا تجعلني مثله، وإنّ هذه: يقولون لها: زنيت، ولم تزن، وسرقت ولم تسرق، فقلت: اللهم اجعلني مثلها) [مختصر صحيح مسلم 1755].


حَلْقى: تقال للأمر يُعجب منه. وأصل معناها: حَلقَها الله. أي: أصابها وجع في حلقها.

13. وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتخفيف الصلاة إن كان فيها الكبير والضعيف، وأولى الناس بذلك الوالدين : فعن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أمّ قومك، ومن أمّ قوما فليخفف، فإن فيهم الكبير، وإن فيهم المريض، وإن فيهم الضعيف، وإن فيهم ذا الحاجه، فإذا صلى أحدكم وحده فليصل كيف شاء) رواه مسلم .

14. صلة أهل ودِّهما من أقاربٍ وأصدقاء، فإنها من أبر البر: فعن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه كان إذا خرج إلى مكة، كان له حمار يتروَّح عليه، إذا ملّ ركوب الراحلة، وعِمامة يشد بها رأسه. فبينا هو يوماً على ذلك الحمار، إذ مرّ به أعرابي فقال: ألستَ ابن فلان ابن فلان ؟ قال: بلى. فأعطاه الحمار وقال: اركب هذا، والعمامة، قال: اشدد بها رأسك ، فقال له بعض أصحابه: غفر الله لك، أعطيت هذا الأعرابي حماراً كُنتَ تروّحَ عليه، وعمامةً كنتَ تشدّ بها رأسك ؟ فقال : إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن من أبرِّ البرِّ أن يصل الرجل أهل ودّ أبيه بعد أن يولّي الأب). وإن أباهُ كان صديقاً لعمر - رضي الله عنهم - [مختصر صحيح مسلم 1759].

15. الدعاء والإستغفار لهما: لقد أمرنا الله - تعالى - بالدعاء لهما أحياء وأمواتا بقوله - سبحانه -: ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًاتشمل دعوة الأم والأب؛ [سورة الإسراء 23 ــ 24].
ومن دعاء نوح - عليه الصلاة والسلام -: ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا [سورة نوح: 28].

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الرجل لترفع درجته في الجنة، فيقول: أنّى لي هذا ؟ فيقال : باستغفار ولدك لك) [صحيح الجامع 1617].
وعنه - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) [مختصر مسلم 1001].

فأي احترامٍ وأي تقديرٍ دائمٍ للوالدين، وليس للأمهات فقط، أبلغ مما جاء في كتاب الله – تعالى -، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم – ؟؟.

أيبتغونه عند مَن لا خلاقَ لهم فيقلدونهم في احتفالات بأعيادٍ ما أنزل الله بها من سلطان، يتذكرون آباءهم بزيارةٍ أو هديةٍ يومًا في العام، بعد طول انقطاع أو عقوقٍ تتفطر منه الأكباد ؟؟ !!.

اللهم أرنا الحقّ حقـّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، واغفر اللهم لنا ولوالدينا، وللمؤمنين والمؤمنات، واجمعنا بهم في الفردوس الأعلى من الجنة، بفضلك ومنِّك وكرمِك، إنك على كل شئ قدير وبالإجابة جدير.

وكتبته : أم عبدالله نجلاء الصــــــالح.

من محاضرات « الملتقى الأسري» للجنة النسائية بمركز الإمام الألباني – رحمه الله تعالى
-.
__________

لطفاً : للمزيد من الفائدة، انظر :


عقوق الوالدين

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=4752

أحاديث ضعيفة وموضوعة في بر وعقوق الوالدين.

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=36677
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-10-2009, 01:20 PM
سلاف الخير سلاف الخير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: المملكة الأردنيّة الهاشميّة
المشاركات: 251
Post

جزاك الله خير الجزاء، ونفع بك الاسلام والمسلمين

اقتباس:
اللهم أرنا الحقّ حقـّا وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ، واغفر لنا اللهم ولوالدينا ، وللمؤمنين والمؤمنات ، واجمعنا بهم في الفردوس الأعلى من الجنة ، إنك على كل شئ قدير .

اللهم آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-15-2011, 01:51 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلفية وافتخر مشاهدة المشاركة
جزاك الله خير الجزاء، ونفع بك الاسلام والمسلمين

اللهم آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــن

شكر الله لك ابنتي الحبيبة " سلفية وافتخر" المرور والدعاء.
ولك بمثل وزيادة رؤية وجه الله الكريم في جنة عرضها كعرض السموات والأرض.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-15-2011, 11:04 PM
أم الحجاج علاوي أم الحجاج علاوي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الأردن - السلط
المشاركات: 21
افتراضي

جزاكم الله خيرا
وهذا رابط لكتاب زوجي
قرة العين في بر الوالدين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=241629
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-15-2011, 11:48 PM
فاطمةالمصرية فاطمةالمصرية غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 22
افتراضي

.جزاك الله خيرا أمى الفاضلة على التذكرة وأسأل الله أن يعيننا جميعا على البر.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-16-2011, 03:28 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمةالمصرية مشاهدة المشاركة
.جزاك الله خيرا أمى الفاضلة على التذكرة وأسأل الله أن يعيننا جميعا على البر.

وإياكما ابنتيّ الحبيبتين "أم الحجاج علاوي" و "فاطمةالمصرية" وبارك الله فيكما وعليكما.

وشكر الله لكما المرور والدعاء، ولابنتي"أم الحجاج علاوي" الإضافة القيمة، وَقَرَّتْ عينك بأحبتك، وزادكم الله جميعاً فضلاً وعلما.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 03-17-2011, 06:42 PM
أم أروى أم أروى غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 35
افتراضي رد على الموضوع

بارك الله فيك ونفع بك أمنا الغاليه على هذا الموضوع

جزاك الله خير الجزاء.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 03-19-2011, 04:36 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أروى مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك ونفع بك أمنا الغاليه على هذا الموضوع

جزاك الله خير الجزاء.
وفيكم بارك الله ابنتي الحبيبة " أم أروى ".

شكر الله لك المرور والدعاء، وجزاك بمثله وزيادة : رؤية وجه الله الكريم في جنة عرضها كعرض السموات والأرض.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 03-17-2012, 03:02 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي بر بأبيك وإن رباك غيره.

بر بأبيك وإن رباك غيره

من فتاوى فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - :

السؤال :
يسأل أخونا عن حكم الشرع في شخصٍ لم يُربّهِ أبوه - كما قال -، ولم يُرَبّهِ بأي نوع من العناية، حتى أثناء طفولته، بالرغم من مقدرة الوالد على الإنفاق على الابن، فهل تجب حينئذٍ الصلة بين الأب وابنه ؟.

أجاب فضيلته : نعم، على الولد أن يبرّ بوالده، ومعرفة حقه، والإحسان إليه، ولو أساء الوالد، ولو قصّر.

فالوالد عليه التوبة إلى الله من تقصيره، عليه أن يتوب إلى الله من تقصيره في حق ولده في تربيه، ولكن هذا لا يبرر للولد العقوق، بل يجب على الولد أن يبرّ والديه وإن قصرا في حقه.

قال الله في حق الكافرين : في قصة لقمان : (وصاحبهما) في الدنيا معروفا، ولو كانا كافرين، فالواجب على الولد الإحسان إلى والديه وبرهما والرفق بهما، ومعاملتهما المعاملة الطيبة الحسنة، وإن قصرا في حقه.


__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 03-17-2012, 03:20 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي لا يشترط أن تخبر الوالدين إذا اعتمرت عنهما، وأنت تخاف الرياء.

لا يشترط أن تخبر الوالدين إذا اعتمرت عنهما وأنت تخاف الرياء.
من فتاوى فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - :

السؤال :
والدي على قيد الحياة، وأرغب في عمل عمرة له، حيث أنه غير قادر على أداء مناسك العمرة، فهل هناك رياء في إعلامه بأني عملت له عمرة ؟.

أجاب فضيلته : إذا كان عاجزاً لكبر سنه، أو مرض لا يرجى برؤه، وحجيتِ عنه فلا بأس، ولو ما أعلمتيه، جزاك الله خيراً هذا من بره.

إذا كان عاجزاً لكبر سنه أو لأنه مريض لا يرجى برؤه وحججت عنه فلا حاجة إلى إخباره، ولا سؤاله، وأبشري بالخير والأجر.


__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:25 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.