أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
124097 | 89305 |
#1
|
|||
|
|||
[ شعر ] لقد طال يا دنيا إليك ركوني
لقد طال يا دنيا إليكِ ركوني *** وطال لزومي ضِلَّتي وفنوني
وطال إخائي فيك قوماً أراهمُ *** وكلهم مُستأثِرٌ بكِ دوني وكُلُّهُم عني قليلٌ غَناؤُهُ *** إذا غَلِقَت في الهالكين رُهوني فيا رب ! إن الناس لا يُنصفونني *** وإن أنا لم أُنصِفهُمُ ظلموني وإن كان لي شيءٌ تَصدُّوا لأخذِهِ *** وإن جئت أبغي شيئهم منعوني وإن نالهُم رِفدي فلا شكر عندهم *** وإن أنا لم أبذُل لهم شتموني وإن وجدوا عندي رخاءاً تقرَّبوا *** وإن نزلت بي شدةٌ خذلوني وإن طَرَقتني نكبة فَكِهوا بها *** وإن صَحِبَتني نعمةٌ حَسدوني سأمنعُ قلبي أن يَحِنَّ إليهِم *** وأحجُبُ عنهم ناظري وجفوني وأقطع أيامي بيوم سُهُولةٍ *** أُزَجِّي به عمري ويوم حزوني ألا إن أصفى العيشِ ما طاب غِبّهُ *** وما نِلتُهُ في عِفَّةٍ وسُكونِ *********** من ديوان أبي العتاهية
__________________
الحمد لله |
#2
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرًا
أبيات تحكي واقعا نعيشه ونعايشه والله المستعان. وإخوانا حسبتُهم دروعًا .. فكانوها ولكن؛ للأعادي! وخلتهمُ سهاما صائبات .. فكانوها ولكن؛ في فؤادي! وقالوا قد صفت منا قلوب .. لقد صدقوا! ولكن؛ عن ودادي! و سلام على الدنيا إذا لم يكن بها .. صديق صدوق صادق الوعد منصِفا |
#3
|
|||
|
|||
جزيتي الجنة أختنا الغالية
إني نظرت إلى الزما ن وأهله نظــــــراً كفاني فعرفته وعرفتــــــهم وعرفت عزي من هواني فحملت نفسي بالقنــا عة عنهم وعن الزمــــان وتركتها بعفافهــــــا ولا زهد في أعلى مكــان فلذاك أجتنب الصديـ ـق فلا أراه ولا يرانــــي
__________________
وعظ الشافعي تلميذه المزني فقال له: اتق الله ومثل الآخرة في قلبك واجعل الموت نصب عينك ولا تنس موقفك بين يدي الله، وكن من الله على وجل، واجتنب محارمه وأد فرائضه وكن مع الحق حيث كان، ولا تستصغرن نعم الله عليك وإن قلت وقابلها بالشكر وليكن صمتك تفكراً، وكلامك ذكراً، ونظرك عبره، واستعذ بالله من النار بالتقوى .(مناقب الشافعي 2/294) |
#4
|
|||
|
|||
نعم :
عباد أعرضوا عنّا *** بلا جُرم ولا معنى أساؤوا ضنّهم فينا *** فهلا أحسنوا الضنّا فإن خانوا فما خُنا *** وإن عادوا فقد عدنا وإن كانوا قد استغنوا *** فلسنا عنهمُ أغنى فأين هم من قيل فيهم : ان أخاك الصديق من لم يخدعك ... وإن رآك طالباً سعى معك ومن إذا ريب الزمان صدّعك ... شتّت فيك شمله ليجمعك بارك الله فيك أختي علا ما تخطين من كلام لاتمجه الآذان ولا تبليه الأزمان فجزاك الله خيرا
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ زَوْجَـةُ أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ |
#5
|
|||
|
|||
إني صحبت الناس مــــــالهم عدد ****** وكنت أحســـــب أني قد ملأت يدي
لمـــــا بلوت أخـــــــلائي وجدتهم ****** كالدهر في الغدر لم يبقوا على أحد إن غبت عنهم فشر الناس يشتمني ****** وإن مرضت فخير النــــــاس لم يعد وأن رأوني بخير ســــاءهم فرحي ****** وإن رأوني بشر ســـــــــّرهم نكدي
__________________
وعظ الشافعي تلميذه المزني فقال له: اتق الله ومثل الآخرة في قلبك واجعل الموت نصب عينك ولا تنس موقفك بين يدي الله، وكن من الله على وجل، واجتنب محارمه وأد فرائضه وكن مع الحق حيث كان، ولا تستصغرن نعم الله عليك وإن قلت وقابلها بالشكر وليكن صمتك تفكراً، وكلامك ذكراً، ونظرك عبره، واستعذ بالله من النار بالتقوى .(مناقب الشافعي 2/294) |
#6
|
|||
|
|||
سلمكن الله وحظكن أخياتي
كلام طيب صحيح صريح وفقكن الله وزادكن من فضله. اضافة بارك الله فيكن: قَالَ الطِّرِمَّاحُ : أَنَا ابْنُ حُمَاةِ الْمَجْدِ مِنْ آلِ مَالِكٍ إِذَا جَعَلَتْ خُورُ الرِّجَالِ تَهِيعُ وَالْخُورُ جَمْعُ خَوَّارٍ وَهُوَ الضَّعِيفُ ، وَالشَّعَفَةُ وَاحِدَةُ الشِّعَافِ وَهِيَ رُءُوسُ الْجِبَالِ ، وَهِيَ الشَّمَارِيخُ وَالشَّنَاخِيبُ ، وَاحِدُهَا : شُنْخُوبَةٌ. وَرُوِيَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا النَّجَاةُ ؟ قَالَ : " امْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ ". قَالَ الشَّيْخُ : وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ تَدُلُّ عَلَى فَضْلِ الْعُزْلَةِ. وَقَدْ كَانَ السَّلَفُ يُؤْثِرُونَهَا وَيَمْدَحُونَهَا ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : خُذُوا بِحَظِّكُمْ مِنَ الْعُزْلَةِ. وَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ : وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ بَابًا مِنْ حَدِيدٍ لا يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ وَلا أُكَلِّمُهُ حَتَّى أَلْحَقَ بِاللَّهِ تَعَالَى. وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ لأَصْحَابِهِ : كُونُوا يَنَابِيعَ الْعِلْمِ ، مَصَابِيحَ اللَّيْلِ ، أَحْلاسَ الْبُيُوتِ ، جُدُدَ الْقُلُوبِ ، خُلْقَانَ الثِّيَابِ تُعْرَفُونَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ ، وَتَخْفُونَ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ. وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : نِعْمَ صَوْمَعَةُ الرَّجُلِ بَيْتُهُ يَكُفُّ فِيهَا بَصَرَهُ وَلِسَانَهُ ، وَإِيَّاكُمْ وَالسُّوقَ فَإِنَّهَا تُلْهِي وَتُلْغِي. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لَوْلا مَخَافَةُ الْوَسْوَاسِ لَرَحَلْتُ إِلَى بِلادٍ لا أَنِيسَ بِهَا ، وَهَلْ يُفْسِدُ النَّاسَ إِلا النَّاسُ. كَانَ أَبُو جَهْمٍ الأَنْصَارِيُّ بَدْرِيًّا ، وَكَانَ لا يُجَالِسُ النَّاسَ وَكَانَ يَعْتَزِلُ فِي بَيْتِهِ ، فَقَالُوا لَهُ : لَوْ جَالَسْتَ النَّاسَ وَجَالَسُوكَ ؟ فَقَالَ : وَجَدْتُ مُقَارَبَةَ النَّاسِ شَرًّا. وَقَالَ أَبُو حُذَيْفَةَ : وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ لِي إِنْسَانًا يَكُونُ فِي مَالِي ، ثُمَّ أُغْلِقُ عَلَيَّ بَابًا فَلا يَدْخُلُ عَلَيَّ أَحَدٌ حَتَّى أَلْحَقَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَقَالَ الْحَسَنُ : صَوَامِعُ الْمُؤْمِنِينَ بُيُوتُهُمْ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَابْنُ سِيرِينَ : الْعُزْلَةُ عِبَادَةٌ. وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يُطِيلُ الصَّمْتَ وَيَهْرُبُ مِنَ النَّاسِ فَاقْرُبُوا مِنْهُ ، فَإِنَّهُ يُلَقَّى الْحِكْمَةَ. وَكَانَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي دَهْرَشٍ إِذَا رَأَى الْفَجْرَ أَقْبَلَ عَلَيْهِ بَثُّهُ ، وَقَالَ : الآنَ أَصِيرُ مَعَ النَّاسِ فَلا أَدْرِي مَا أَجْنِي عَلَى نَفْسِي. وَقَالَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ : فِرَّ مِنَ النَّاسِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الأَسَدِ. وَأَوْصَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ بَعْضَ أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لا تُخَالِطَ فِي زَمَانِكَ هَذَا أَحَدًا فَافْعَلْ ، وَلْيَكُنْ هَمُّكَ مَرَمَّةَ جَهَازِكَ. وَكَانَ يَقُولُ : هَذَا زَمَانُ السُّكُوتِ وَلُزُومِ الْبُيُوتِ. وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْفُضَيْلِ فَجَلَسَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا أَجْلَسَكَ إِلَيَّ ؟ فَقَالَ : رَأَيْتُكَ وَحْدَكَ. فَقَالَ : إِمَّا أَنْ تَقُومَ عَنِّي وَإِمَّا أَنْ أَقُومَ عَنْكَ. فَقَالَ : أَنَا أَقُومُ أَوْصِنِي. فَقَالَ : أَخِفَّ مَكَانَكَ وَاحْفَظْ لِسَانَكَ. وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى شُعَيْبِ بْنِ حَرْبٍ ، فَقَالَ : مَا جَاءَ بِكَ ؟ فَقَالَ : جِئْتُ أُونِسُكَ. فَقَالَ : أَنَا أُعَالِجُ الْوَحْدَةَ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. وَقَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ : كَانَ النَّاسُ الَّذِينَ مَضَوْا يُحِبُّونَ الْعُزْلَةَ وَالانْفِرَادَ مِنَ النَّاسِ. وَقَالَ بِشْرٌ الْحَافِي : مَنْ عَامَلَ اللَّهَ بِالصِّدْقِ اسْتَوْحَشَ مِنَ النَّاسِ. وَقَدْ كَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يُحِبُّ الْعُزْلَةَ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ ، وَسُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ ، وَيُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ ، وَحُذَيْفَةُ الْمَرْعَشِيُّ فِي خَلْقٍ كَثِيرٍ. وَاعْلَمْ أَنَّ الْعُزْلَةَ لا يَنْبَغِي أَنْ تَقْطَعَ عَنِ الْعِلْمِ وَالْجَمَاعَاتِ وَمَجَالِسِ الذِّكْرِ وَالاحْتِرَافِ لِلْعَائِلَةِ ، وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَنْ يَعْتَزِلَ الإِنْسَانُ مَا يُؤْذِي ، وَقَدْ يُخَافُ مِنَ الْمُخَالَطَةِ الْمُبَاحَةِ أَذًى فَيَجْتَهِدُ الإِنْسَانُ فِي تَرْكِ مَا يَخَافُ عَوَاقِبَهُ. وَيُبْعِدُ حُضُورَ الْقَلْبِ مَعَ الْمُخَالَطَةِ لِلنَّاسِ إِلا أَنْ يَكُونَ لِمَعْنًى. وَقَدْ قَالَ شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ : النَّاسُ ثَلاثَةٌ : رَجُلٌ تُعَلِّمُهُ فَيَقْبَلُ مِنْكَ ، وَرَجُلٌ تَتَعَلَّمُ مِنْهُ ، وَاهْرُبْ مِنَ الثَّالِثِ. وَقَدْ كَانَ الثَّوْرِيُّ يَقُولُ : أَقِلَّ مِنْ مَعْرِفَةِ النَّاسِ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ : لا تَتَعَرَّفْ إِلَى مَنْ لا تَعْرِفُ وَأَنْكِرْ مَنْ تَعْرِفُ ! إِنِّي نَظَرْتُ إِلَى الزَّمَانِ وَأَهْلَهُ نَظَرًا كَفَانِي فَعَرَفْتُهُ وَعَرَفْتُهُمْ وَعَرَفْتُ عِزِّي مِنْ هَوَانِي فَحَمَلْتُ نَفْسِي بِالْقَنَاعَةِ عَنْهُمُ وَعَنِ الزَّمَانِ وَتَرَكْتُهَا بِعَفَافِهَا وَالزُّهْدُ فِي أَعْلَى مَكَانٍ فَلِذَاكَ أَجْتَنِبُ الصَّدِيقَ فَلا أَرَاهُ وَلا يَرَانِي فَتَعَجَّبُوا لِمُغَالِتٍ وُهِبَ الأَقَاصِيَ وَالأَدَانِي وَانْسَلَّ مِنْ بَيْنِ الزِّحَامِ فَمَا لَهُ فِي الْخَلْقِ ثَانِي وَفَصْلُ الْخِطَابِ فِي هَذَا : أَنَّ النَّاسَ عَلَى ضَرْبَيْنِ : عَالِمٌ وَعَابِدٌ. فَالْعَالِمُ : لا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنْقَطِعَ عَنْ نَفْعِ النَّاسِ ، فَإِنَّهُ خَلَفُ الأَنْبِيَاءِ ، وَلْيَعْلَمْ أَنَّ هِدَايَةَ الْخَلْقِ أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ عِبَادَةٍ. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ. " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " وَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ ". فَمَتَى مَا جَاءَ الشَّيْطَانُ فَحَسَنٌ لِلْعَالِمِ الانْقِطَاعُ عَنِ الْخَلْقِ فِي الْجُمْلَةِ ، فَذَاكَ خَدِيعَةٌ مِنْهُ ، وَلَقَدْ حَسُنَ لِكَثِيرٍ مِنَ السَّلَفِ دَفْنُ كُتُبِهِمْ وَمَحْوُ عِلْمِهِمْ وَهَذَا مِنَ الْخَطَإِ الْعَجِيبِ ، بَلْ يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يَعْتَزِلَ ، عَنْ شَرِّ مَنْ يُؤْذِي وَيُبْرِزُ لِمَنْ يَسْتَفِيدُ ، فَظُهُورُهُ أَفْضَلُ مِنْ إِخْفَائِهِ. فَأَمَّا إِنْ كَانَ عَابِدًا فَالْعَابِدُ لا يُنَافَسُ فِي هَذَا ، فَإِنَّ مِنَ الْقَوْمِ مَنْ شَغَلَتْهُ الْعِبَادَةُ ، كَمَا رُوِيَ أَنَّ الْحَسَنَ رَأَى رَجُلا مُتَعَبِّدًا ، فَأَتَاهُ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، مَا يَمْنَعُكَ مِنْ مُجَالَسَةِ النَّاسِ ؟ قَالَ : مَا أَشْغَلَنِي عَنِ النَّاسِ. قَالَ : فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَ الْحَسَنَ ؟ فَقَالَ : مَا أَشْغَلَنِي عَنِ الْحَسَنِ. قَالَ : فَمَا الَّذِي شَغَلَكَ عَنِ الْحَسَنِ ؟ قَالَ : إِنِّي أُمْسِي وَأُصْبِحُ بَيْنَ ذَنْبٍ وَنِعْمَةٍ ، فَرَأَيْتُ أَنْ أَشْغِلَ نَفْسِي بِالاسْتِغْفَارِ لِلذَّنْبِ ، وَالشُّكْرِ للَّهِ تَعَالَى عَلَى النِّعْمَةِ. فَقَالَ لَهُ : أَنْتَ عِنْدِي أَفْقَهُ مِنَ الْحَسَنِ ! وَقَالَ رَجُلٌ لِعَامِرِ بْنِ قَيْسٍ : قِفْ فَكَلِّمْنِي. فَقَالَ : أُمْسِكُ الشَّمْسَ ! وَمِنَ الْقَوْمِ مَنِ اسْتَغَرَقَتْهُ مَحَبَّةُ اللَّهِ تَعَالَى وَالأُنْسُ بِهِ فَاسْتَوْحَشَ مِنَ الْخَلْقِ. قِيلَ لِغَزْوَانَ الزَّاهِدِ : لَوْ جَالَسْتَ إِخْوَانَكَ ؟ فَقَالَ : إِنِّي أُصِيبُ رَاحَةَ قَلْبِي فِي مُجَالَسَةِ مَنْ عِنْدَهُ حَاجَتِي. تَعَبِي رَاحَتِي وَأُنْسِي انْفِرَادِي وَشِفَائِي الضَّنَا وَنَوْمِي سُهَادِي لَسْتُ أَشْكُو بِعَادَ مَنْ صَدَّ عَنِّي أَيُّ بُعْدٍ وَقَدْ ثَوَى فِي فُؤَادِي هُوَ يَخْتَالُ بَيْنَ قَلْبِي وَعَيْنِي هُوَ ذَاكَ الَّذِي يَرَى فِي السَّوَادِ فَهَؤُلاءِ عُزْلَتُهُمْ أَصْلَحُ لَهُمْ ، بَلْ لا يَنْبَغِي أَنْ تَشْغَلُهُمُ الْعُزْلَةُ عَنِ الْجَمَاعَاتِ وَمُجَالَسَةِ الْعُلَمَاءِ ، فَإِنْ فَعَلُوا كَانَ ذَلِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَإِنَّمَا نَأْمُرُ الْعَوَامَّ بِاعْتِزَالِ الشَّرِّ فَحَسْبُ ، فَإِنَّهُ الْجِهَادُ فِي حَقِّهِمْ. وَاعْلَمْ أَنَّ السَّمْعَ يُوصِلُ إِلَى الْقَلْبِ خَبَرَ الْمَسْمُوعَاتِ ، وَالْبَصَرَ خَبَرَ الْمَنْظُورَاتِ ، وَرُبَّ نَظْرَةٍ نَقَشَتْ فِي الْقَلْبِ صُورَةً فَبَعُدَ مَحْوُهَا ، فَإِنَّ الإِنْسَانَ لَيَمْشِيَ فِي الأَسْوَاقِ فَيَتَغَيَّرُ قَلْبَهُ ، وَالْعُزْلَةُ تُوجِبُ السَّلامَةَ مِنْ ذَلِكَ. وَقَدْ كَانَ فِي الصَّالِحِينَ مَنْ إِذَا خَرَجَ لِلسُّوقِ فَكَسَبَ مَا يَكْفِيهِ قَامَ إِلَى الْمَسْجِدِ. فَالْبِدَارَ الْبِدَارَ إِلَى حِفْظِ الْقُلُوبِ بِالْعُزْلَةِ ، عَنْ كُلِّ مَا يُؤْذِي. الْكَلامُ عَلَى الْبَسْمَلَةِ مَا عُذْرُ مَنْ جُرَّ عَاصِيًا رَسَنُهْ مَا عُذْرُهُ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَهْ أَكُلَّمَا طَالَتِ الْحَيَاةُ بِهِ أَطَالَ عَنْ أَخْذِ حَذَرِهِ وَسَنَهْ قُلْ لِي إِذَا مِتَّ : كَيْفَ تَنْقُصُ مِنْ سَيِّئَةٍ أَوْ تَزِيدُ فِي حَسَنَهْ يَا مَرِيضًا مَا يَعْرِفُ أَوْجَاعَهُ ، يَا مُضَيِّعَ الْعُمْرِ بِالسَّاعَةِ وَالسَّاعَةِ ، يَا كَثِيرَ الْغَفْلَةِ وَقَدْ دَنَتِ السَّاعَةُ ، يَا نَاسِيًا ذِكْرَ النَّارِ إِنَّهَا لَنَزَّاعَةٌ ، كَأَنَّهُ وَمَلَكُ الْمَوْتِ قَدْ أَزْعَجَهُ وَأَرَاعَهُ ، وَصَاحَ بِالنَّفْسِ صَيْحَةً فَقَالَتْ : سَمْعًا وَطَاعَةً ، وَنَهَضَتْ تَعْرِضُ كَاسِدَ التَّوْبَةِ ، وَهَيْهَاتَ غَلَقَ الْبَاعَةُ ، يَا سَيِّئَ النَّظَرِ لِنَفْسِهِ فِي وَجْهِ شَمْسِ فَهْمِكَ غَيْمٌ ، بَيْنَ دَائِكَ وَدَوَائِكَ حِجَابٌ ، لَوْ أَهَمَّتْكَ نَفْسُكَ سَعَيْتَ لَهَا فِي الْخَلاصِ ، لَوْ رَضِيتَ بِالْبُلْغَةِ مَا اسْتَرْهَنَ قَلْبَكَ كَسْبُ الْحُطَامِ ، لَوْ قَنَعَتْ كِلابُ الصَّيْدِ بِالْمَنْبُوذِ مَا كَانَتِ السَّوَاجِيرُ فِي حُلُوقِهَا. طَلَبْتُكِ يَا دُنْيَا فَأَعْدَدْتُ فِي الطَّلَبْ فَمَا نِلْتُ إِلا الْهَمَّ وَالْغَمَّ وَالنَّصَبْ فَلَمَّا بَدَا لِي أَنَّنِي لَسْتُ وَاصِلا إِلَى لَذَّةٍ إِلا بِأَضْعَافِهَا تَعَبْ وَأَسْرَعْتُ فِي ذَنْبِي وَلَمْ أَقْضِ شَهْوَتِي هَرَبْتُ بِدِينِي مِنْكِ إِنْ نَفَعَ الْهَرَبْ تَسَرْبَلْتُ أَخْلاقِي قُنُوعًا وَعِفَّةً فَعِنْدِي بِأَخْلاقِي كُنُوزٌ مِنَ الذَّهَبْ وَلَمْ أَرَ حَظًّا كَالْقُنُوعِ لأَهْلِهِ وَأَنْ يُجْمِلَ الإِنْسَانُ مَا عَاشَ فِي الطَّلَبْ يَا مَنْ قَدْ مَالَ بِالآمَالِ إِلَى جَمْعِ الْمَالِ ، كَأَنَّكَ بِهِ إِلَى غَيْرِكَ قَدْ مَالَ ، وَاعَجَبًا بِالْحِرْصِ تَجْمَعُونَهُ ، وَبِالأَمَلِ تَحْفَظُونَهُ ، وَبِالْغَفْلَةِ تَأْكُلُونَهُ ، وَفِي الْهَوَى تَصْرِفُونَهُ. الْمَالُ نِعْمَةٌ فَمَنْ أَنْفَقَ بَعْضَهُ فِي الْخَيْرِ ، أَقَامَ لِلْبَاقِي حَارِسًا ، إِذَا سَمِعَتِ النِّعْمَةُ نَغَمَةَ الشُّكْرِ أَلَبَتْ وَلَبَّتْ بِالْمَزِيدِ ، وَإِذَا لَمْ تَشْكُرْ وَقَدْ وَفَّرْتَ نَفَرَتْ ، وَمَا كُلُّ شَارِدٍ بِمَرْدُودٍ ، وَاعَجَبَاهْ مِمَّنْ فَرِحَ بِلَذَّةٍ يَعْلَمُ سُرْعَةَ زَاوَلِهَا ، وَأَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ الْحِسَابَ عَلَيْهَا. أَشَدُّ الْغَمِّ عِنْدِي فِي سُرُورٍ تَيَقَّنَ عَنْهُ صَاحِبُهُ زَوَالا أَيْنَ مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ وَالْقَزَّ ، وَحَرَّكَ الْجَوَادَ تَحْتَهُ وَهَزَّ ، وَتَعَاظَمَ عَلَى أَبْنَاءِ جِنْسِهِ وَعَزَّ ، وَقَهَرَ وَغَلَبَ وَسَلَبَ وَبَزَّ ، ذَبَحَهُ سَيْفُ الْمَنُونِ وَمَا قَطَعَ وَلا حَزَّ ، فَتَسَلَّبَ الْحَبِيبُ بَعْدَ فِرَاقِهِ وَجَزَّ ، وَأَكَلَهُ الدُّودُ وَقَدْ كَانَ يَسْتَزْرِي الإِوَزَّ ، بَيْنَا هُوَ قَدْ رَكَضَ فِي أَغْرَاضِهِ وَكَرَّ ، خَرَّ فَقِيلَ : كَيْفَ بَاتَ ؟ قِيلَ : مَرَّ. فَأَلْبَسَهُ الْغَاسِلُ ثَوْبًا لا كَفَّهُ وَلا زَرَّ ، فَرَحَلَ عَنْ دَارِهِ الَّتِي بِهَا اغْتَرَّ ، وَاسْتَعْمَلَ الْحَفَّارُ لِتَمْهِيدِ لَحْدِهِ الْمَرَّ ، وَاسْتَلَبَهُ جَذْبًا عَنِيفًا وَجَرَّ ، وَرَجَعَ أَهْلُهُ لا يَقْدِرُونَ لَهُ عَلَى نَفْعٍ وَلا ضُرٍّ ، وَنَدِمَ حِينَ سَكَنَ الْبَرَّ إِذْ مَا اتَّقَى وَلا بَرَّ ، وَطُولِبَ بِمَا أَعْلَنَ مِنْ عَمَلٍ وَأَسَرَّ ، وَوَجَدَ اللَّهَ وَقَدْ أَحْصَى عَلَيْهِ الذَّرَّ ، وَبَقِيَ مَكَانَهُ أَسِيرًا لا يَرَى إِلا الشَّرَّ. هَذِي مَنَازِلُهُمْ وَقَدْ رَحَلُوا وَعَلَى الْكَرَاهَةِ غَيْرَهَا نَزَلُوا رَحَلُوا وَأَبْقَوْهَا لِغَيْرِهِمُ إِنَّ الْمَنَازِلَ وَالْغِنَى دُوَلُ شَادُوا مَبَانِيهَا وَمَا سَكَنُوا إِلا نُزُولَ الضَّيْفِ وَانْتَقَلُوا وَتَفَرَّقَتْ عَنْهُمْ أَقَارِبُهُمْ وَجُنُودُهُمْ وَخَلَوْا بِمَا عَمِلُوا يَا آمِلَ الدُّنْيَا وَقَدْ عَصَفَتْ بِالنَّاسِ قَبْلَكَ خَانَكَ الأَمَلُ أَتَرُومُ جَهْلا أَنْ تُقِيمَ بِهَا وَوَرَاءَكَ الأَيَّامُ وَالأَجَلُ يَا هَذَا : إِذَا أَسْلَمَكَ الأَتْرَابُ ، تَسَلَّمَكَ التُّرَابُ ، كَيْفَ يَفْرَحُ بِحَيَاتِهِ مَنْ يَعْلَمُ أَنَّهَا مَطِيَّةُ مَمَاتِهِ ، يَا مَنْ هَجَمَ الشَّيْطَانُ عَلَيْهِ ، وَهُوَ فِي بَادِيَةِ الْمُخَالَفَةِ ، فَسَبَاهُ فَبَاعَهُ ، فَاشْتَرَاهُ الْهَوَى بِثَمَنٍ بَخْسٍ ، تَاللَّهِ لَوْ كُنْتَ فِي حِصْنِ التُّقَى مَا قَدَرَ عَلَيْكَ ، إِلَى كَمْ يَسْتَخْدِمُكَ الْهَوَى وَأَنْتَ حُرٌّ ، طَالَ تَشَبُّهُكَ فِي التَّثَبُّطِ بِزُحَلَ ، فَانْهَضْ بِحَرَكَةِ عُطَارِدَ فِي الْهَرَبِ مِمَّا يُؤْذِي. تَعَرَّضْ لِجِيَادِ الْمُجَاهِدِينَ لَعَلَّ بَعْضَهُمْ يَسْتَصْحِبُكَ. أَمَا بَلَغَكَ لُطْفُ : هَلْ مِنْ سَائِلٍ ؟ أَمَا سَمِعْتَ عَفْوَ : هَلْ مِنْ تَائِبٍ ؟. وَتُذْنِبُونَ فَنَأْتِيكُمْ فَنَعْتَذِرُ لا تَيْئَسْ فَبَابُ الرَّجَاءِ مَفْتُوحٌ ، لا تُلْقِ بِيَدِكَ فَعِلْمُ الْقَبُولِ يَلُوحُ : عَسَى وَعَسَى مِنْ بَعْدِ طُولِ التَّفَرُّقِ عَلَى كُلِّ مَا نَرْجُو مِنَ الْعَيْشِ نَلْتَقِي وَلَوْ ظَفِرَتْ عَيْنِي بِرُؤْيَاكَ سَاعَةً لَكُنْتَ عَلَى عَيْنِي مِنَ الْعَيْنِ أَتَّقِي إِخْوَانِي : لَيْسَ كُلُّ مَنْ قَالَ : أَنَا تَائِبٌ كَانَ تَائِبًا ، إِنَّمَا التَّائِبُ مَنْ صَبَرَ عَلَى فَقْدِ الأَغْرَاضِ صَبْرَ السَّحَرَةِ عَلَى الصَّلْبِ ، وَاعْتَذَرَ مِنْ جِنَايَاتِهِ اعْتِذَارَ النَّابِغَةِ إِلَى النُّعْمَانِ ، وَخَضَعَ خُضُوعَ الْجَرِبِ لِلطَّالِي ، وَتَضَرَّعَ تَضَرُّعَ الصَّبِيِّ إِلَى الْمُؤَدِّبِ. لا تَنْأَ وَإِنْ طُرِدْتَ ، وَلا تَبْرَحْ وَإِنْ زُجِرْتَ : إِذَا هَجَرُوا عِزًّا وَصَلْنَا تَذَلُلا وَإِنْ بَعُدُوا يَأْسًا قَرُبْنَا تَعَلُلا وَإِنْ أَغْلَقُوا بِالْهَجْرِ أَبْوَابَ وَصْلِهِمْ وَقَالُوا ابْعُدوا عَنَّا طَلَبْنَا التَّوَصُّلا وَإِنْ مَنَعُونَا أَنْ نَجُوزَ بِأَرْضِهِمْ وَلَمْ يَسْمَعُوا الشَّكْوَى وَرَدُّوا التَّوَسُّلا أَشَرْنَا بِتَسْلِيمٍ وَإِنْ بَعُدَ الْمَدَى إِلَيْهِمْ وَكَلَّفْنَا الرِّيَاحَ لِتَحْمِلا الْكَلامُ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى : تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ سورة السجدة آية 16 تَتَجَافَى أَيْ : تَرْتَفِعُ. وَالآيَةُ : فِي قَوَّامِ اللَّيْلِ. من كتاب: التبصرة لابن الجوزي » الْمَجْلِسُ الثَّامِنُ ذِكْرُ الْعُزْلَةِ منقول للفائدة *****************
__________________
اعلـم هديت أن أفضل المنــــــن علم يزيل الشك عنك والدرن ويكشـف الحق لذي القلـــــــوب ويوصل العبد إلى المطلــوب فاحرص على فهمك للقواعــــــد جامعـة المسائل الشـــــوارد فترتقي في العلم خير مرتقـــــــا وتقتفـي سـبل الذي قد وفقا من منظومة القواعد الفقهية للعلامة ابن السُّعدي رحمه الله
|
#7
|
|||
|
|||
شكرا لك أختي خولة على الإضافة.
ما أحوجنا لوصايا السلف في العزلة والتي أوصوا بها في زمانهم حيث الصلاح هو الغالب فكيف بزمان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر؟ في زمان صار بيت المسلم حيث كان المأوى من الفتن مفتوحا على العالم -مسلمه وكافره- بلمسة زر؟!! |
|
|