أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
38142 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 08-12-2016, 06:21 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

ظاهرة الثناءات في وسائل التواصل

مما شاع في وسائل الاتصال الحديثة المبالغة في المديح،
والمجازفة في الثناء
.

ولا أريد أن أقول : الكذب .

والدافع لأكثرها: الحب، أو الشكر، أو الاعجاب.
فهي أسباب مشروعة؛ لكن المبالغة تولد منها آثاراً ممنوعة ممجوجة.

إضاءة بين المعلم والتلميذ.

- المعلم يهدي الخلق عصارة علمه وخلاصة عمره،
والمادح يرسل إليه عقارب ثنائه وأفاعي مدائحه
تنهش قلبه وتلسع إخلاصه.


وإني أحب فيك أخي الحبيب :
حرصك على العلم واحترامك المشايخ وأدبك معهم.

ومما أثر عن الألباني –رحمه الله- أنه قال: ( الأدب الأمتثال).
وهي لطيفة رائعة منه –رحمه الله-؛

إذ بين حقيقة الأدب من الطالب تجاه معلمه.
بأن يمتثل ما يحبه معلمه، لا ما يراه هو!!!


والمشايخ لا يحبون الثناء.
وأفضل ما يجازون به (الدعاء).

وفقكم الله لطاعته.


****

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 08-12-2016, 06:59 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي



استثمار الوسائل الحديثة في
مذاكرة العلم والبحث والمناظرة


بسم الله الرحمن الرحيم

إحياء العلم مذاكرته

اعلم – وفقك الله – أن العلم فريضة شرعية كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : " طلب العلم فريضة على كل مسلم " ( صحيح الجامع : 3913 ) .

ومن طرق استظهار العلم وكشفه المذاكرة فيه – بحثاً ومناظرة - ، كما قَالَ تَعَالَى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} [سَبَأٍ:46] .

قال القرطبي – رحمه الله - : " فَإِذَا كَانُوا فُرَادَى كَانَتْ فِكْرَةً وَاحِدَةً، وَإِذَا كَانُوا مَثْنَى تَقَابَلَ الذِّهْنَانِ فَتَرَاءَى مِنَ الْعِلْمِ لَهُمَا مَا أُضْعِفَ عَلَى الِانْفِرَادِ " ( تفسير القرطبي : 14 / 311 ) .

ومذاكرة العلم من هدي السلف – رحمهم الله - .

قال أنس بن مالك - رضي الله عنه - : "كنا نكون عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فنسمع منه الحديث، فإذا قمنا تذاكرناه فيما بيننا حتى نحفظه" ( الجامع للخطيب : 1/236) .

لذلك قال ابن عثيمين – رحمه الله – : " من الأمور التي ينبغي لطالب العلم أن يهتم بها المذاكرة، والمذاكرة نوعان:
النوع الأول: مذاكرة مع النفس، بأن تجلس مثلا جلسة وحدك ثم تعرض مسألة من المسائل أو مسألة قد مرت عليك، ثم تأخذ في محاولة عرض الأقوال وترجيح ما قيل في هذه المسألة بعضها على بعض، وهذه سهلة على طالب العلم، وتساعد على مسألة المناظرة السابقة.
النوع الثاني: مذاكرة مع الغير، بأن يختار من إخوانه الطلبة من يكون عونًا له على طلب العلم، مفيدًا له، فيجلس معه ويتذاكرون، يقرأ مثلا ما حفظاه، كل واحد يقرأ على الآخر قليلا، أو يتذاكران في مسألة من المسائل بالمراجعة أو بالمفاهمة إن قدرا على ذلك فإن هذا مما ينمي العلم ويزيده، لكن إياك والشغب والصلف؛ لأن هذا لا يفيد
" ( كتاب العلم : ص/ 165 ) .

وقال النووي – رحمه الله - : " مذاكرة حَاذِقٍ في الفنِّ ساعةَ أنفع من المطالعة والحفظ ساعاتٍ بل أيَّامًا " (شرح مسلم) : (1/ 48) .

تعريف وآداب :

" اعلم أن المناظرة : هي النظر بالبصيرة من الجانبين في النسبة بين الشيئين إظهاراً للصواب " ( رسالة الآداب لطاشكبري زاده : ص/ 26 ) .

ومن آداب مجموعة البحث العلمي .

1- الإخلاص ؛ لأنه أساس الأعمال ، وباب الفهم ، كما قال – تعالى - : { قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى} " يَقُولُ إِنَّمَا أَطْلُبُ مِنْكُمْ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ قِيَامًا خَالِصًا لِلَّهِ، لَيْسَ فِيهِ تَعَصُّبٌ وَلَا عِنَادٌ " ( تفسير ابن كثير : 3/ 517 ) .

2- العلم ؛ لأنه مادة المذاكرة – بحثاً ومناظرة - .

3- المناصحة .

4- الحلم . قال الشيخ بكر أبو زيد – رحمه الله - : " ، أما المناظرة في الحق، فإنها نعمة، إذ المناظرة الحقة فيها إظهار الحق على الباطل، والراجح على المرجوح فهي مبنية على :

- المناصحة،
- والحلم،
- ونشر العلم،


أما المماراة في المحاورات والمناظرات، فإنها تحجج ورياء ولغط وكبرياء ومغالبة ومراء، واختيال وشحناء، ومجاراة للسفهاء فاحذرها واحذر فاعلها، تسلم من المآثم وهتك المحارم، وأعرض تسلم وتكبت المأثم والغرم " ( حلية طالب العلم : ص/ 189 ).

5- نصيحة ختامية : قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجري – رحمه الله - :

" فَالْمُؤْمِنُ الْعَالِمُ الْعَاقِلُ يَخَافُ عَلَى دِينِهِ مِنَ الْجَدَلِ وَالْمِرَاءِ.

فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَمَا يَصْنَعُ فِي عِلْمٍ قَدْ أُشْكِلَ عَلَيْهِ؟
قِيلَ لَهُ: إِذَا كَانَ كَذَلِكَ , وَأَرَادَ أَنْ يَسْتَنْبِطَ عِلْمَ مَا أُشْكِلَ عَلَيْهِ , قَصَدَ إِلَى عَالِمٍ مِمَّنْ يَعْلَمُ أَنَّهُ يُرِيدُ بِعِلْمِهِ اللَّهَ , مِمَّنْ يُرْتَضَى عِلْمُهُ وَفَهْمُهُ وَعَقْلُهُ , فَذَاكَرَهُ مُذَاكَرَةَ مَنْ يَطْلُبُ الْفَائِدَةَ .


وَأَعْلِمْهُ أَنَّ مُنَاظَرَتِي إِيَّاكَ مُنَاظَرَةَ مَنْ يَطْلُبُ الْحَقَّ , وَلَيْسَتْ مُنَاظَرَةَ مُغَالِبٍ ,
ثُمَّ أَلْزَمَ نَفْسَهُ الْإِنْصَافَ لَهُ فِي مُنَاظَرَتِهِ , وَذَلِكَ أَنَّهُ وَاجِبٌ عَلَيْهِ أَنْ يُحِبَّ صَوَابَ مُنَاظِرِهِ , وَيَكْرَهَ خَطَأَهُ , كَمَا يُحِبُّ ذَلِكَ لِنَفْسِهِ , وَيَكْرَهُ لَهُ مَا يَكْرَهُ لِنَفْسِهِ ,

وَيُعْلِمُهُ أَيْضًا: إِنْ كَانَ مُرَادُكَ فِي مُنَاظَرَتِي أَنْ أُخْطِئَ الْحَقَّ , وَتَكُونَ أَنْتَ الْمُصِيبَ وَيَكُونُ أَنَا مُرَادِي أَنْ تُخْطِئَ الْحَقَّ وَأَكُونُ أَنَا الْمُصِيبُ , فَإِنَّ هَذَا حَرَامٌ عَلَيْنَا فِعْلُهُ , لِأَنَّ هَذَا خُلُقٌ لَا يَرْضَاهُ اللَّهُ مِنَّا , وَوَاجِبٌ عَلَيْنَا أَنْ نَتُوبَ مِنْ هَذَا.

فَإِنْ قَالَ: فَكَيْفَ نَتَنَاظَرُ؟ قِيلَ لَهُ: مُنَاصَحَةً , فَإِنْ قَالَ: كَيْفَ الْمُنَاصَحَةُ؟ أَقُولُ لَهُ: لَمَّا كَانَتْ مَسْأَلَةٌ فِيمَا بَيْنَنَا أَقُولُ أَنَا: إِنَّهَا حَلَالٌ , وَتَقُولُ أَنْتَ: إِنَّهَا حَرَامٌ , فَحُكْمُنَا جَمِيعًا أَنْ نَتَكَلَّمَ فِيهَا كَلَامَ مَنْ يَطْلُبُ السَّلَامَةَ , مُرَادِي أَنْ يَنْكَشِفَ لِي عَلَى لِسَانِكَ الْحَقُّ , فَأَصِيرَ إِلَى قَوْلِكَ , أَوْ يَنْكَشِفَ لَكَ عَلَى لِسَانِيَ الْحَقُّ , فَتَصِيرَ إِلَى قُولِي مِمَّا يُوَافِقُ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَالْإِجْمَاعَ ,

فَإِنْ كَانَ هَذَا مُرَادَنَا رَجَوْتُ أَنْ تُحْمَدَ عَوَاقِبُ هَذِهِ الْمُنَاظَرَةِ , وَنُوَفَّقَ لِلصَّوَابِ , وَلَا يَكُونَ لِلشَّيْطَانِ فِيمَا نَحْنُ فِيهِ نَصِيبٌ " ( أخلاق العلماء : ص/ 61 ) .



****


رد مع اقتباس
  #23  
قديم 08-12-2016, 07:49 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي شروط المشاركة في المجموعات العلمية والدعوية.


بسم الله الرحمن الرحيم

شروط المشاركة في المجموعات العلمية والدعوية

أصلها شروط كتبت لمجموعة علمية فيها نخبة من العلماء والمشايخ وطلبة العلم أحببت تعميمها للفائدة حتى تكون نبراساً لطلبة العلم في مناظراتهم وأبحاثهم .

وقد عرضت هذه الشروط على عدد من مشايخنا الكرام، منهم:

1- الشيخ علي بن حسن الحلبي – وفقه الله - ، فقال:
" ممتاز جداً " .
2- الشيخ خالد العنبري – وفقه الله - ، فقال :
" هذه ليست شروطاً. بل منهجية علمية سلوكية ".
3- الشيخ عبد العزيز بن ندا العتيبي – وفقه الله - ، فقال:
" شروط المشاركة العلمية جميلة ولاتحتاج زيادة مني
اتفق معكم فيما كتبتم
" .
4- الشيخ فتحي بن عبد الله الموصلي – وفقه الله - ، فقال:
" هي جيدة ونافعة " .

وها هي بين أيديكم أحبتي الكرام، والتوفيق من الله – تعالى -.


بسم الله الرحمن الرحيم

شروط المشاركة العلمية في ( ... ):

1- التقيد بالمقاصد الشرعية المعتبرة للدعوة السلفية دعوة للتوحيد، والطاعة، وتزكية النفوس. وحرصاً على الجماعة والألفة – هدى ورحمة -.

- فلا يسمح بإثارة المواضيع على طريقة الفرق البدعية تركيزاً على السياسة البدعية، أو تناولاً للحكام، أو تضخيماً لبعض الفروع الجزئية، أو تتبعاً للشاذ من المسائل، أو تثويراً للفتن العامة (كفتنة التجريح)، أو بين الأعضاء، ونحو ذلك.

2- التقيد بالمصادر الشرعية المعتبرة – كتاباً وسنةً – وما تفرع عنهما أو رجع إليهما، ويستدل لكل مسألة بحسبها مع مراعاة مرتبتها الشرعية.

- فلا يسمح بتتبع المتشابهات، أو الركون إلى التقليد لمذهب أو شخص، أو الاجتهاد في موضع النص، أو خرق الاجماع المعتبر، ونحو ذلك.

3- التقيد بضوابط (كمال آلة العلم)، فلا يتكلم العضو إلا فيما يحسنه.

- فيفرق فيها بين :

• السائل؛ فعليه أن يتقيد بآداب الفتوى.
• والباحث؛ فيتقيد بآداب البحث والمتاظرة.
• والمجادل؛ فيتقيد {بالتي هي أحسن}.


4- التقيد بالحقوق الشرعية؛ بإعطاء كل ذي حق حقه، وأهمها حقان:

- حق المعلم والشيخ؛ فيراعى قدره، وسنه، وسابقته: في الخطاب، والرد . بكل توقير واحترام في العبارة والإشارة دون المبالغة في الألقاب والأوصاف.

- حق النظير من إخوانه؛ فتراعى أخوته الإيمانية – مودة ورحمة – بكل لطف وحنان في عتابه، أو خطابه، أو بيانه.

5- التقيد بالسمت العام لطالب العلم والداعية عند الإنكار، وأصوله ثلاثة:

- العلم؛ بأن لا ينكر إلا ما علمه مما عنده فيه برهان.
- الحلم؛ بأن يصبر على إخوانه عند المخالفة، ولا يضيق صدره.
- الرفق؛ بأن يرفق بإخوانه عند تعليمهم، أو تنبيههم أو تذكيرهم بلا انفعال.

مستعملاً في كل ذلك (الكلمة الطيبة) محفوفة بالدعاء، والثناء.

6- لا مانع من بحث المسائل الحساسة، أو النوازل الحادثة بشرط التقيد بالضوابط السابقة – علماً وعدلاً – بلا خروج عن ضوابط المجموعة وأهدافها.

والمقصود: بلوغ الغرض المقصود بالطرق الصحيحة مع المودة والنقاء والصفاء .

ومن الله التوفيق.



***

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 12-20-2016, 12:11 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

من وصايا السلف.

قَالَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ , قَالَ لِي أَبُو قِلابَةَ –رحمهما الله-:
" إِذَا أَحْدَثَ اللَّهُ لَكَ عِلْمًا فَأَحْدِثْ لَهُ عِبَادَةً ، وَلا يَكُنْ هَمُّكَ أَنْ تُحَدِّثَ بِهِ"
(جامع بيان العلم وفضله: 1/654).

إضاءات الوصية الأثرية:

1- العلم هبة من الله –تعالى-.
2- الغاية من العلم العمل به.
3- شكر العلم يكون بعبادة الله –تعالى- بما تعلمته العبد.
4- قصر الهمة على التحديث بالعلم دون العمل به من المعايب.


وعليه؛

- فظاهرة التضخم في حجم المنشورات وكثرتها المفرطة في وسائل التواصل
ليست من سمات طلاب العلم الذين يريدون بعلمهم وجه الله والدار الآخرة.
- والجمع بين لسان (الحكيم)، وفعل (اللئيم) من النفاق.


وقفة:

إذا اقتنعت بخطأ مسلكك المتناقض وجب عليك التغيير من الآن، وذلك:

- بالتوبة والاستغفار.
- وطول الصمت والاعتبار.
- وإحياء أوقات الأسحار.


ولا تكن ممن يقول –بلسان حاله أو مقاله-:
سمعنا وعصينا؛ فإنها مركب أهل النار؛ نفاقاً، أو فسقاً.


ولا عاصم إلا الله.



***

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 05-06-2017, 06:26 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


بِسْم الله الرحمن الرحيم

النزغ بين المؤمنين من عمل الشيطان الرجيم

فلا يزال يترصد شرارة ذلك بينهم (بألفاظ الخصام)
التي تشعل لهيب (العداوة والبغضاء) في القلوب.

فإذا ظفر بواحدة من ألفاظ الخصام -ولو كان لها ألف محمل في الخير-
سعى في دق (طبول الحنق والشنئان) حتى يظفر بأختها؛
فتكون كالزند للفتيل يشعل ناره.


وقد قال ابن القيم -رحمه الله- :
إذا خرجت كلمة سفه من أخيك فلا تلحقها بمثلها تلقحها؛
فإن نسل الخصام نسل مذموم
. (انتهى بمعناه).

ووأد هذا النسل المشؤوم فرض محتم؛ لأن نكاحه سفاح محرم.
والسلامة من هذا الداء بامتثال قوله:
{وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم} الآية.

والتقدير: يقولوا الكلمة الأحسن مطلقاً.
فتشمل الأحسن: في لفظها، ومعناها، ومقصود قائلها، وسياق كلامها، ومآلها ...
ولم يذكر (المفضل عليه) طلباً للعموم حتى تبلغ أكمل ما يمكن في الحسن.

فالموفق يحرص على انتقاء ألفاظه حتى تكون مرهما لجراح إخوانه،
ونوراً لبصائرهم، وتسلية لهمومهم، وعونا لهم في طاعة ربهم
.

فإذا اعتدل المزاج وألجم بلجام الشرع، وزال وباء نزغ الشيطان؛
فلا أحسن ولا أجمل من التسامح والاعتذار بين الخلان
.

فلا تسل بعد ذلك عن الراحة التي تعتري القلوب،
والسكينة التي تطمئن بها النفوس،
والأنس الذي يكون بعد الوحشة؛
فرب عداوة أورثت محبة
.

وعندها يندحر الشيطان خاسراً خائباً؛
قد بطل سعيه، وفسد مكره
.

وترفع راية {إنما المؤمنون إخوة}
بالمودة الإيمانية،
والأخلاق الربانية في القلوب والأرض
شامخة مستمرة حتى تصل إلى منابر النور عن يمين الرحمن
حيث الغبطة الأبدية والكرامة السرمدية
.

رب اغفر ذنوبنا وأصلح قلوبنا وألف بينها
واجعل لنا (ودا) مع الذين آمنوا وعملوا الصالحات.


***

رد مع اقتباس
  #26  
قديم 05-23-2017, 11:31 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


بِسْم الله الرحمن الرحيم

التواصل عبر الوسائل الحديثة
يشوبه -غالباً- عدم الانسجام بين المتواصلين

ويظهر ذلك في تباين الأفكار تارة
وفي غلظ العبارات تارة أخرى
فتجد: حدة، وجفوة، وعجلة.


قد يكون سبب ذلك -حسياً-:
- تباين الديار، واختلاف الأعراف، وبعد الأبدان، وضعف الصلات.

لكن الحقيقة غير ذلك؛ لأن (تواصل الأرواح) قديم (قدم الحق).
وتناقل العلم بينها مع الانسجام والمودة فاق التقنية الحديثة بأن وصل من فوق التراب بمن تحته،
واخترق القرون فألحق المتأخرين بمن سبقوهم؛
فلا تجد بينهم إلا التآلف والمودة والاحترام والأدب
.

فإن وجدوا لهم زلة طلبوا لها محملا حسنا؛
فإن لم يمكنهم ذلك ستروها؛
فإن لم يسغ لهم انتقدوها مع حفظ الكرامة،
وشيعوها بعساكر الثناء بين يديها وخلفها حتى يستلوا عرض العالم ويحفظوه
أن تناله معاول الحق وهي تدك الباطل
.

كل ذلك مع اختلاف الأعراف، وتباين العصور.

إذاً هناك سر في سبب الوئام أو التنافر!

إنه تواصل الأرواح
(الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).

فالتناكر بين الأرواح ليس سببه أنماط الأجهزة الحديثة في نقل العلوم بين المتواصلين.

بل سببه في الأرواح نفسها في علمها وتقواها.

والموفق من يعيد محاسبة نفسه ويتفقد الخلل في علمه وتدينه وخلقه.

{وما أبرئ نفسي إن النفس لأَمَّارَة بالسوء إلا ما رحم ربي}.



***

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 05-25-2017, 05:33 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


بِسْم الله الرحمن الرحيم

(حديث الساعة) -كما يقال- أنواع؛

- منه العلمي.
- ومنه العاطفي.
- ومنه السياسي البدعي.
- ومنه البدعي -زيغا ومتشابها-.
- ومنه الشهواني -إشاعة الفاحشات-.
- ومنه العدائي -بغيا وحسدا-.


ولكل واحد من الأحداث (موقف شرعي) يناسبه -رفعا أو دفعا-
لفساده أو شبهته أو بدعته أو فحشه أو بغيه.

فإن كان (الحدث) مشاعاً بين الأمة -لغرض أو هوى- لتعلقه بأمنها أو خوفها
فالواجب إسناد العلم بتفاصيله إلى أهله الشرعيين -علما ومكانة-
{وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به} الآية.


فإذاعة الأخبار العامة التي تمس أمن البلاد والعباد
من غير من يوكل له الأمر شرعاً من أوصاف المنافقين؛
لأنها: تبث في الأمة الخوف والإرجاف،
وتؤدي إلى التخذيل والفشل،
وتزرع الشقاق والاختلاف.


والأصل في علاج (فتن أهل النفاق) أمران:

الأول: الإعراض، والسكوت، والتغافل حتى يموت الباطل وينقمع؛
وذلك لأن شبهات أهل النفاق من خصائصها:
تثوير العواطف المنفلتة، وتهييج كمائن القلوب الغافلة.

الثاني: العلاج الإجمالي بتعليمهم وجوب إسناد الأمور إلى أهلها.
وبتذكيرهم بالأصول العامة من:
(ترك ما لا يعني العبد)، (والصبر)، (والتأني) ، (والانشغال بواجب الوقت) ونحو ذلك.

دون دخول في التفاصيل التي تفضي إلى النزاع والشقاق.

والحافظ الله


***
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 06-12-2017, 01:53 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي



لما كانت أيام السلفية جميلة

كان طالب العلم وقافاً عند الفتاوى؛
فلم يكن للرأي مسرح في الساحة الدعوية.
بل كان مقموعا مقهورا؛
وسبب ذلك أننا كنّا نعد الأمر دينا وليس تحليلا سياسياً.

وكان طالب العلم خالي الذهن عن أي اعتقاد في المستجدات والأحداث؛
فإذا وقعت حرص على استنطاق الفضلاء من المشايخ.
بل لا يقنع إلا بفتوى الكبار؛
فإن ظفر بها بدلائلها اعتقدها وتعبد لله متقرباً بها؛

ولم يكن الاعتقاد سابقاً للدليل؛ ولا متقدما بين يديه،
ولم تكن تلتقط له المتشابهات لترقيعه.

بل يطلب الحق خاليا من الأغراض كما تطلب أحكام الطهارة والصلاة على العبودية المحضة.

فأحمد الله -ليلاً ونهاراً- متواصلاً تواصل الأنفاس-
أن عرفت السلفية الحقة وذقت حلاوتها
وتنعمت بالتقرب لله بها خاليا من شوائب الأهواء في زمن نهضتها
؛

وإلا فَلَو أدركتها في هذا الزمن لعلي لم أكن لأعرفها على حقيقتها إلا اسما دون معناه.

وسبب ذلك الفوضى والهوى.


***

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 06-28-2017, 03:56 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


بسم الله..


** الإحالة على مقالة ( زغل الرتب العلمية) للشيخ أبي زيد حمد العتيبي - حفظه الله -


من المهمات غاية بالنسبة لطالب العلم ضبطه لـ :

- مراتب الأحكام عند المتشرعة .. وماهيتها العلمية ..
- وعلاقة الواقع بهذه الأحكام.. ، وصور تكييف ذلك منهجيا أو أصوليا أو فقهيا..
- ونوعية الباب الذي يرجع إليه الموضوع المبحوث أو المتكلم عنه أو المثار في الساحة الدعوية..
- ومجالات القواعد والضوابط لإحكام إنزالها في محالها..


فعدم مراعاة ضبط هذه الأمور يترتب عليه خلط وخبط يسبب زغلا في الرتب العلمية والمناصب الشرعية..

هذا ما نبه عليه الشيخ حمد - حفظه الله - في مقالته المختصرة الموسومة ب ( زغل الرتب العلمية)! ..

وإليكم المقالة :

** زغل الرتب العلمية..

إخواني الكرام،

الأحكام العامة على المسائل والأعيان - فردا أو جماعة أو حكومة- يسمى (علماً، وقاعدةً).

والأحكام الخاصة على ذلك كله -بتنزيل النصوص على الواقع- يسمى (فتوى، وفقهاً).

وأما الحكم المختلط بمحاكمة الواقع بالأحكام العامة دون مراعاة قواعد الأحكام الخاصة؛ فهو:

- في باب الأسماء والأحكام يولد التكفير المنفلت والتبديع المتعسف.
- وفي باب العبادات يولد البدع.
- وفي باب الحكم والإمارة يولد الخروج.
- وفي باب الفقه يولد ظاهرية جامدة أو مذهبية جاهلة.

وقس على ذلك ...

فعلى طالب العلم الموفق معرفة مرتبة علمه
ونوع الباب الذي يتكلم فيه
ويستحضر قواعده وضوابطه؛
فإن وفى ذلك كله تكلم بعلم وعدل فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد.

أما إقامة الخواطر محل الفقه،
وإقامة التغريدات موضع الفتوى؛
فهذا من زغل الرتب العلمية والمناصب الشرعية.


والله المستعان


انتهى كلامه - حفظه الله -


أعد الإحالة : أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي - عفا الله عنه - ووفقه الله إلى رضاه.


***


رد مع اقتباس
  #30  
قديم 06-28-2017, 04:19 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


منقول:

" خاطرة (٣٠) :

مفاسد مبعثرة "للواتس" على طلاب العلم :

١-استواء الجاهل بالعالم في رؤوس الأقلام ، والقص واللصق .
٢-تشتيت الذهن بأخلاط غير متجانسة من المعارف .
٣-ضعف الوشائج العاطفية ؛ فمن كنت تتشوق لرؤيته فلا تكاد تفكر فيه .
٤-فقد قيمة الفائدة ؛ لسهولة الحصول عليها ، وكثرة تداولها .
٥-ضياع الدرر التي بذل فيها صاحبها ضنائن وقته وجهده .
٦-اشتراك الجميع في التنظير والتقعير .
٧-قلة هيبة العلم وامتهانه ، والملل والسآمة منه .
٨-انتشار الشائعات والأراجيف .
٩-تجاوز كل سقف في حرمة المسلم بنشر كل ما يتعلق به .
١٠-التساهل في المحرمات من الصور والسماع .
١١-المنافسة في التحديث بالأعمال بأبهى إخراج وما يصحبه من رياء وسمعة .
١٢-تتبع الغرائب والشوارد دون تمحيص .
١٣-السعي وراء الإثارة والصدارة .
١٤-تضييع الأوقات مع كلام الناس على حساب الأولويات .
١٥-تسويغ الخلاف في كل شيء بنشر كل شيء .
١٦-تداول الآراء الشاذة والأحاديث المشكلة .
١٧-الحوارات العقيمة ، والتحريش وإيغار الصدور .
١٨-تسور الخصوصية ، والإلزام بالرد والمشاركة .
١٩-التحسس من المغادرة ، والإحراج بالإضافة بلا رغبة .
٢٠-سهولة الردود ، والعجلة في الأجوبة .
٢١-التشبع بما لم يعط ، والتكثر بالمشاركات والإشراف .
٢٢-الخلط بين التأصيل العلمي والملح المتناثرة التي لا تبني علما .
٢٣-الانشغال عن المشاريع العلمية ، واضطراب الجهود المنهجية .

فمن أخطأته هذه المفاسد : فلينعم بما في "الواتس" من الفوائد .

د.فخرالدين الزبير -وفقه الله-


***


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:18 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.