محاربة الغلو في التبديع لا يعني التنازل عن الأصول والثوابت - د. أحمد النجار

[أبوجابر الأثري]

محاربة الغلو في التبديع لا يعني التنازل عن الأصول والثوابت

إن مما يجب أن يكون مقررا أن التفريط مذموم كما أن الإفراط مذموم، بل قد يكون التفريط أشر من الإفراط من جهة.
وليس من الوسطية الميل إلى التفريط لمحاربة الإفراط، ولا العكس
وإنما الوسطية أن يكون بينهما وفق النصوص الشرعية وما عليه السلف الصالح.

ومن هنا يجب أن يعلم أن :

-محاربة الانفلات في التبديع بلا ضوابط معتبرة لا يعنى إلغاء التبديع المنضبط وإنكاره.
ومن الظلم والسفه أن يوصف من يُبدِّع على وفق الوصف الشرعي أنه يسير على طريقة الغلاة، أو أنه متأثر بهم.

-محاربة الجرح المنفلت لا يعني إنكار أن يكون الجرح والتعديلا أصلا من أصول أهل السنة، ولولاه لقال من شاء ما شاء.

-محاربة الهجر بلا نظر للمصلحة الشرعية لا يعني انكار الهجر المبني على المصلحة الشرعية.

-محاربة الكلام في أهل السنة والتحذير منهم لا يعني انكار الكلام عن أهل البدع والتحذير منهم.

- محاربة جعل المسائل الاجتهادية التي يسوع فيها الاجتهاد محل التبديع والعقوبة الشرعية لا يعنى انكار أن تكون المسائل الاجماعية محل التبديع والعقوبة الشرعية.

وقد أصبحت المسائل تختلط عند بعض الاخوة؛ فوجب التنبيه.

والذي ينبغي التأصيل، والثبات على أصول السلف، والتميز عن أهل البدع.

وأن نصرح بأصول السلف ونعلي بها أصواتنا من غير استحياء وان وافقنا عليها من ننكر عليهم.

فموافقة من نحاربه على الحق لنا لا يعني ان نتنازل على الحق.

ولا نفتح الباب لمن يتربص بهدم السنة وأهلها ان يلبس علينا، ويستغل محاربتنا للغلو في التبديع على هدم اصول السلف، وزعزعتها في قلوبنا.

وما وقع فيه غلاة التبديع من انحراف محاربته تكون بقدره من غير تجاوزٍ لما لم يقعوا فيه من انحراف.
فأهل السنة أهل عدل ورحمة.

والموفق من وفقه الله

وكتبه
أحمد محمد الصادق النجار

مصدره