أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
15760 169036

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-09-2015, 02:59 AM
محمود الصرفندي محمود الصرفندي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الأردن - السعودية - مصر
المشاركات: 511
افتراضي سلسلة حلقات : [ اليد البسطى والقدح المعلى في إلحاق عبد الحميد العربي بالطبقة الوسطى ]

سلسلة حلقات - قربا مربط النعامة مني - :
اليد البسطى والقدح المعلى
في إلحاق عبد الحميد العربي بالطبقة الوسطى

- تعقبات على مقالته : [ خلافنا مع عادات وطباع جماح في لباس سلفي ] -

إن القداح أمرها عجيب ... الفذ والتوأم والرقيب
والحلس ثم النافس المصيب ... والمصفح المشتهر النجيب
ثم المعلى حظه الرغيب ... هاك فقد جاء بها الترتيب

تأتيك بالترتيب على حلقات متتالية ، ويبدأ النقاش العلمي في [ الحلقة الثالثة ] وما بعدها من حلقات - إن شاء الله - وهي منتهية ، وما دونها مسائل متفرقة كالباب للدار ، والمقدمة للدساكر ، والطليعة للعساكر ، والله ولي التوفيق .

- حول : الطبقة الوسطى -
الواردة في كلام المؤرخ الوزير علي بن قاسم حنش العمراني - من طبقة أشياخ شيوخ أستاذي : العلامة القاضي محمد إسماعيل العمراني ( مفتي اليمن ) - التي مفادها : كما في " البدر الطالع " ( 1 / 473 ) للشوكاني : [ والطبقة المتوسطة هي منشأ الشر وأصل الفتن الناشئة في الدين وهم الذين لم يمعنوا في العلم حتى يرتقوا إلى رتبة الطبقة الأولى ولا تركوه حتى يكونوا من أهل الطبقة السافلة فإنهم إذا رأوا أحدا من أهل الطبقة العليا يقول مالا يعرفونه مما يخالف عقائدهم التى أوقعهم فيها القصور فوقوا اليه سهام الترقيع ونسبوه إلى كل قول شنيع وغيروا فطر أهل الطبقة السفلى عن قبول الحق بتمويهات باطلة فعند ذلك تقوم الفتن الدينية ] .


وكتب : أبو حيان محمود بن غازي الصرفندي
تاريخ : 24 / 10 / 1436 هـ
الموافق : 9 / 8 / 2015 م
- المدينة النبوية المنورة -
__________________
{ اللهم إني أعوذ بك من خليلٍ ماكر، عينُه تراني، وقلبُه يرعاني؛ إن رأى حسنة دفنها، وإذا رأى سيّئةً أذاعها }

***

{ ابتسم ... فظهور الأسنان ليس بعورة على اتفاق }
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-09-2015, 03:16 AM
مروان السلفي الجزائري مروان السلفي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الدولة: سيدي بلعباس -الجزائر -
المشاركات: 1,790
افتراضي

موفق يا شيخ محمود (قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ).
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-09-2015, 03:25 AM
أبو المعالي بن الخريف أبو المعالي بن الخريف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 1,032
افتراضي

أستاذنا أبا حيَّان:
قَرِّبا صفحةَ المقالاتِ مِنِّي *** طالَ حقًّا وأَضنَى انتظارِي
يا أَبا حيَّانٍ أيا صَرفَندِي *** أَرِنيهَا فَأينَ هِيَّ الدَّرارِي ؟
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-09-2015, 03:44 AM
محمود الصرفندي محمود الصرفندي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الأردن - السعودية - مصر
المشاركات: 511
افتراضي

اليد البسطى والقدح المعلى
في إلحاق عبد الحميد العربي بالطبقة الوسطى

- [ الحلقة الأولى ] -


الحمد لله رب العالمين ؛ وبعد :
أولا
لماذا كتب عبد الحميد مقالته : [ خلافنا مع عادات .. ] ؟!
كتب الأخ عبد الحميد العربي - سدده الله لخير المراقي - موضوعا سماه بــ : [ خلافنا مع عادات وطباع جماح في لباس سلفي ] مقابلة بقول لي كتبته - بما معناه - : ( خلاف عبد الحميد العربي معنا علميته ، وخلافنا معه منهجيته ) حينما امتدح أحد الأوباش من أخلاط السوقة عبد الحميد العربي بكونه : [ أعلم أهل الجزائر عندي ] ، فرد عليه الإخوة غلوائه ، مما استدعى من عبد الحميد العربي الإنكار عليهم عدم قبول كلمته !
ولم يقيد حرفا في دفع هذا التمادح ومجانبته للمصداقية ، ولو على سبيل التواضع ، والنماذج الواردة في تراجم وطباق رجالات العلم في إنكار الأماديح مع ثبوت مضامينها ومصداقية أوصافها لا تكاد تحصى لوفرتها ، ولا تعد لكثرتها ، فلا حاجة لذكرها استغناء بشهرتها - طلبا للاختصار وقصدا للاعتصار - ولا يتواضع إلا من عظم العلم وجالس أربابه ، وقد شهدت جماعة من أولي العلم إذا ما قيل لهم بعض هذا ارتعدت لهم الفرائص وتزايلت المفاصل ، وانقطعت الأنفاس وجحظت العيون ، وتحركت القلوب في الصدور من هول المسموع وفظيع الموضوع ؛ بل سمعت غير ما واحد يقول للمادحين : إن عدت إلى ما قلته كنت خصيمك ، وقال غيره : لا تأتي مجلسا أقعد فيه ، وقال آخر : لست مني بحل حتى تدع ما تقول ، ومن هؤلاء يكتفي بنظراته المحدقة في إسكات المادح وتأديبه ، وهل ينخرط أحدنا في سلك درر العلم إلا لهذا الخضوع ، مرددا قول ابن تيمية الشهير : [ ما لي شيء ، ولا مني شيء ، ولا في شيء ] هذا مع كمال الحال ؛ فكيف بمن دونه من حبوب الباقلاء في أصول النخل الطوال ؟!

قال سراج الدين البزار - رحمه الله -في " الأعلام العلية " ( 50 - 51 ) : [ وكان لا يسأم ممن يستفتيه أو يسأله بل يقبل عليه ببشاشة وجه ولين عريكة ويقف معه حتى يكون هو الذي يفارقه كبيرا كان أو صغيرا رجلا أو امرأة حرا أو عبدا عالما أو عاميا حاضرا أو باديا ولا يجبهه ولا يحرجه ولا ينفره بكلام يوحشه بل يجيبه ويفهمه ويعرفه الخطأ من الصواب بلطف وانبساط .
وكان يلزم التواضع في حضوره من الناس ومغيبه عنهم في قيامه وقعوده ومشيه ومجلسه ومجلس غيره .
ولقد بالغ معي في حال إقامتي بحضرته في التواضع والإكرام حتى إنه لا يذكرني باسمي بل يلقبني بأحسن الالقاب ويظهر لي خصوصا بين أصحابي من الإكرام والتبجيل والإدناء منه بحيث لا يتركني اجلس الا الى جانبه قصيرا كان مجلسه أو طويلا خاصا أو عاما
] .

قلت : أرأيتم الفرق الشاسع ، والبون الواسع بين الكمالية العلمية وانبساط صاحبها وعظيم تواضع حاملها ، ومن دونه في المراتب الباسقات ، والدركات النازلات ؟!
فــ ابن تيمية - مع كمال حاله - [ عاميا حاضرا أو باديا ولا يجبهه ولا يحرجه ولا ينفره بكلام يوحشه بل يجيبه ويفهمه ويعرفه الخطأ من الصواب بلطف وانبساط ] !
وصاحبنا - مع ما فيه - لا يكاد يجيب غير من يعظمه ، ويشترط تبجيله في الألفاظ ، وتفخيم علميته حال مناقشته ؛ فإذا ما وجد المراد أعرض عن الإجابة مستترا بالإخلال الأدبي مع مقامه الرفيع ، ومنصبه الوضيع !

وابن تيمية - مع كمال حاله - [ولقد بالغ معي في حال إقامتي بحضرته في التواضع والإكرام حتى إنه لا يذكرني باسمي بل يلقبني بأحسن الالقاب ويظهر لي خصوصا بين أصحابي من الإكرام والتبجيل ] !
وصاحبنا - مع ما فيه - دائم التذكير بحقوقه المقامية في العلم ، ويحذر مخالفيه في المنتدايات من مقارنته مع إخوانه ، ويشتد غضبه على كاتب هذه السطور لمخاطبته بالأخ ، ويستعمل في حواره مع إخوانه كل ما يعد سخرية وحطة لأقدارهم !

وما أصدق قول شاعرهم :
ملئ السنابل تنحنين تواضعا ... والفارغات رؤوسهن شوامخ

وقد أخرج ابن عبد البر الأندلسي في " جامع بيان العلم وفضله " ( 2 / 1093 ) برقم : ( 2128 ) عن عبد العزيز بن أبي حازم - رحمه الله - قوله : [ سمعت أبي يقول: العلماء كانوا فيما مضى من الزمان إذا لقي العالم من هو فوقه في العلم كان ذلك يوم غنيمة ، وإذا لقي من هو مثله ذاكره، وإذا لقي من هو دونه لم يزه عليه .
حتى كان هذا الزمان فصار الرجل يعيب من هو فوقه ابتغاء أن ينقطع منه حتى يرى الناس أنه ليس به حاجة إليه، ولا يذاكر من هو مثله ويزهى على من هو دونه فهلك الناس
] .

ورحم الله أعلام عصرنا : الإمام الرباني والعلم الداني محمد ناصر الدين الألباني ، والعلامة الفقيه والأستاذ النبيه محمد بن صالح العثمين ، والعلامة الكبير ، والحكيم الزاهد النحرير عبد العزيز بن باز - ساق الله إليهم شآبيب الغفران وسحائب الرضوان ومفازة الجنان - ؛ فلا يكاد يجهل أقدارهم الراغب الطالب ، ولا المستفيد الكاسب ، ومع عظيم أحوالهم لا تنظر لأحدهم رفعة !
فالألباني يبكي .. ويدعوا بقول الصديق : [ اللهم لا تؤاخذني بما يقولون .. ] ويقول : [ إنما أنا طويلب علم صغير ] !
وابن عثيمين .. يغضب غضبة تذهب أساريره المشرقة ، ويقول : اتق الله .. اسكت .. اسكت .. !
وابن باز .. يكتب ردا شديد اللهجة على تقي الدين الهلالي حينما قرض قصيدة في ذكر مناقبه ومفاخره .. !
والكلام في التواضع والمديح تطول ذيول أهدابه ، وبهذا كفاية الراغب ، وعناية الطالب ، والله الهادي .


ثانيا :
ماذا يريد عبد الحميد من مقالته : [ خلافنا مع عادات .. ] ؟!
أراد عبد الحميد العربي بيان حال الطبقة الوسطى الواردة في كلام المؤرخ الوزير علي بن قاسم حنش العمراني - من طبقة أشياخ شيوخ أستاذي : العلامة القاضي محمد إسماعيل العمراني ( مفتي اليمن ) - التي مفادها : كما في " البدر الطالع " ( 1 / 473 ) للشوكاني : [ والطبقة المتوسطة هي منشأ الشر وأصل الفتن الناشئة في الدين وهم الذين لم يمعنوا في العلم حتى يرتقوا إلى رتبة الطبقة الأولى ولا تركوه حتى يكونوا من أهل الطبقة السافلة فإنهم إذا رأوا أحدا من أهل الطبقة العليا يقول مالا يعرفونه مما يخالف عقائدهم التى أوقعهم فيها القصور فوقوا اليه سهام الترقيع ونسبوه إلى كل قول شنيع وغيروا فطر أهل الطبقة السفلى عن قبول الحق بتمويهات باطلة فعند ذلك تقوم الفتن الدينية ] .

والمقصود المراد وعين الكتيبة : نسبة عبد الحميد العربي الخلاف الجاري بين السلفيين اليوم من المعتدلين في كل السلفيين والغلاة من أتباع المدرسة المدخلية إلى تلاميذ الأساتيذ ، وكأن شيوخ الغلاة ممن لا علاقة لهم بما يحصل من تقاطع بين الصفوف ، ولا تبديع لجميع الأطراف (!) ، وإن كان للتلاميذ من التأثير السلبي على أحكام الكبار بكونهم من البطانة الموجهة ، غير أن الحال اليوم : الإشكالية فيمن يقال عنهم علماء المنهج الأقحاح ، والحق إدراجهم في جمل من المسائل لا كلها في الطبقة الوسطى دون الأولى ، وليس هذا موضوعنا الساعة ؛ بل :
أناخ عبد الحميد العربي - سدده الله تعالى - راحلته وباخ على إشكالية وجود الطبقة الوسطى المحدثة لمتنوع الشرور المستطيرة ، والخارقة لثوب الوحدة السلفية ، وهي كما في قول ابن قاسم العمراني : [ وهم الذين لم يمعنوا في العلم حتى يرتقوا إلى رتبة الطبقة الأولى ولا تركوه حتى يكونوا من أهل الطبقة السافلة ] .
فقال عبد الحميد شاكيا في مقالته : (خلافنا مع عادات وطباع جماح في لباس سلفي ) : [ لأنهم في الحقيقة لا ضبط لهم لمسائل العلم بمنظور علماء السلف، وما يعدونه علما عندهم هي نتوف، ومفردات أخذوها من مصادر مختلفة فيها دخن في الغالب، ... من ضبط كثير من المسائل المنهجية السلفية التي تعصم أفرادها من الظلم والبغي في مثل هذه العواصف، وتحملها على الإنصاف والعدل، وإعطاء كل ذي حق حقه ولو كان من أشد الأعداء لها .. ] .

قلت : فإذا كان الخلاف بين السلفيين من جهة المدرسة المدخلية وباقي السلفيين في سائر مقاطن الدنيا من الطبقة الوسطى ؛ فلا ريب أنها جهة أتباع الشيخ المدخلي لأنها الباغية على بقية المدارس ، والمبدعة لكل دراس وفارس عندهم .
وإلا قل لي - بربك الله - : من هي الجهة المذكورة في كل خلاف (؟!) ؛ فمن عهد الردود على عدنان العرعور [ سوريا ] ، والمغراوي [ المغرب ] ، والعيد الشريفي [ الجزائر ] ، والحويني [ مصر ] ، والحجوري [ اليمن ] ، وتلاميذ الألباني [ الأردن ] ، وحمدي السلفي والعلمي [ العراق ] ، وفلاح مندكار وسالم الطويل [ الكويت ] ، وفوزي الأثري [ البحرين ] ، وفالح الحربي والحوالي [ السعودية ] ، ومحمد الإمام وأصحابه [ اليمن ] ، ومحمد لوح ومدرسته [ السنغال ] ، وغيرهم من رجالات الدنيا المنتسبين إلى أهل السنة - مع غض الطرف عن إصابة آحادهم أو مخالفته للحق - ، فكل تلك الجهات على تنوع بلدانها ومدارسها خصومتها مع جهة المدرسة المدخلية ، فأي الناس أليق بالطبقة الوسطى ؟!
فـ العارف بأطراف الخلافيات بين ربيع المدخلي ومخالفيه ممن ينتسب إلى السلفية يعلم أن المدخلي الجهة المنفردة الوحيدة في كل خلاف هي القائمة والبادية والمحرضة والمبدعة لا مخالفيه ؛ فمن أحق بالطبقية المتوسطة (؟!) ، وإلا فقل : من بدأ الردود ، ودفع الطلاب لكتابة المقالات ، وتتبع العثرات عند مخالفيه ؟!
ومن الذي ألزم الناس بأحكامه في مسائل الجرح والتعديل (؟!) ، ومن الذي جعل أحكامه على الرجال إخبارية لا تقبل الرد ولا الرفض (؟!) ، ومن الذي جعل الكلمة في الإخراج من السلفية في شخصية واحدة (؟!) ، ومن الذي حكم موافقة العلماء له بإطلاق (؟!) ، ومن الذي شهد لذاته بالجهاد أكثر من هيئة كبار العلماء ضد المبتدعة (؟!) ومن الذي جعل النقد لمقالاته ردا على السلفية وإرادة لتحطيمها (؟!) ومن الذي حكم على مخالفيه بأنهم أشد ضلالا من الفرق المشهورة (؟!) ومن الذي قارن بين إخوانه والماسونية ، بل وزاد شرهم بأنهم يؤصلون لهدم الإسلام (؟!) ومن الذي حكم على بعض إخوانه بأنهم يلبسون ثياب الإسلام مكرا به وإرادة لتدميره (؟!) ومن الذي تكهن بأن بعض خصومه يمهدون لقدوم المسيح الدجال لأجل متابعته ونصرته ؟!
أليس هذا الذي نطق به الشيخ المدخلي - وأكثر منه - في رسائله ، وتصانيفه : يسبب الفتنة بين السلفيين ، ويزيد ثوبها تمزقا ، فلا ينفع بعدها رقع راقع ، ولا دفع دافع !
ثم : لماذا نضع أغلاط أشياخ الغلاة على شباب الصحوة السلفية من أتباع المدرسة المسرفة في الجرح (؟!) وما هم إلا أداوات يستعملونها في إدارة الكفة على الساحة !

لا كما قال عبد الحميد العربي لما أنكر عليه أحد الغلاة كلماته حول أناس يحاربون الغلو وهم على سمات أهل الأهواء بلباس سلفي لا فرق بينهم ، فقال عبد الحميد - على الفيس بوك - حديثا : [ أنا أقصد ما يلي .. كل متشبع بالعلم وليس من أهله يزعم محاربة الشيخ ربيع والشيخ محمد بن هادي ، والدفاع عن الشيخ علي والشيخ مشهور ، وهو في الحقيقة يشعل نار الفتنة بين المشايخ ، وينفخ في الخلاف مثل الوزغ ، ومدخله ومخرجه مشبوه ، ولو تطيل معه الحديث تجده يبتكر مخارج لسيد قطب رأس الفتن في العصر الحديث عجز عنها القطبيون ، ويذب عن رؤوس اجتمعت كلمة أهل الحديث على تضليلهم ؛ وإنما يختبىء وراء محاربة الغلو كما صنعت المرجئة مع المعتزلة ] !
ولا محل في مقالتي للوقوف على عباراته كلها مخافة الملالة والضجر من المطارحة ، وطول ذيول المباحثة حول أغلاطه في معالجة المسائل الواقعة .

ثالثا :
هل [ عبد الحميد ] من أهل الطبقة الوسطى ؟!
غير أنني سأقف معه حول اتهام إخوانه - ممن ينسبهم إلى الطبقة الوسطى - : [ بالضعف في ضبط العلوم على منهج السلف ] لأبين للمطالعين عند تمام ختام المقال : من الأحق بهذه النسبة الجائرة ، والمقالة الحائرة ، ليعرف بعدها من الأليق بالطبقة الوسطى - الضعيفة في التحصيل والتدقيق - ، والألصق بسماتها ، والألحق بركابها !!
وهذه العادة السائرة في أعمال صاحبنا عبد الحميد إذا ما قابل ناصحا موجها ناقدا لمقالاته ، فلا إجابة لديه غير : تعظيم ذاته ، وتجهيل غيره ، مكتفيا بالنقول وتعميم الألفاظ ، ومراشقة إخوانه بالاتهام وإرادة الفتنة ومحبة الخصومة والجدل !
ويناسبه قول شيخ العراق إسحاق بن أحمد العلثي الحنبلي في رسالته إلى ابن الجوزي - رحمهما الله تعالى - ، فيما أورده الحافظ ابن رجب الحنبلي ضمن ترجمته في " ذيل طبقات الحنابلة " ( 3 / 451 ، 453 ) فقال : [ لقد آذيت عباد الله وأضللتهم، وصار شغلك نقل الأقوال فحسب ... وترى كل من أنكر عليك نسبته إلى الجهل، ففضل الله أوتيته وحدك؟ وإذا جهلت الناس فمن يشهد لك أنك عالم؟ ومن أجهل منك، حيث لا تصغي إلى نصيحة ناصح؟ وتقول: من كان فلان، ومن كان فلان ، من الأئمة الذين وصل العلم إليك عنهم، من أنت إذا؟ ] .

ولمعترض نسبة عبد الحميد للطبقة الوسطى بما يجده من ضعف علمي في مناقشاته المنهجية ، وكتاباته الفقهية والأصولية ، ولا تثريب عليه ، فالواقع المشاهد يدعم هذا البيان ، ويكشف حال المبارز في الميدان .
فالكاشف للحوقه بأهل الوسطى يتبين من جهتين :
الجهة الأولى : المقالات التي كتبتها في نقض شبهاته وجهالاته المنهجية في سلاسل متعاقبة تجدها في منتداياتنا كل السلفيين ، مكتفيا فيها : بالتعقب المتعلق بالمنهجيات لا سائر العلوم الخائض فيها عبد الحميد من كتابات فقهية وحديثية وأصولية .. .
وتقدم القول مني - في مشاركة سابقة غابرة - بقدرة العبد الفقير استخراج الجهالات - أو قل : الضعف العلمي - المركبة ونحوها من النماذج المبينة عدم رسوخ عبد الحميد العربي فيما يكتب ، ولا يصنف من تواليف ، مع ما فيها من نفع يشكر عليه وبذل يحمد على فعله ولا يكفر بها إلا من حجب الشمس بالغربال - كما يقال - ؛ غير أن خلافنا معه : [ ليس علميته كخلافه معنا ، فخلافنا منهجيته وتطبيقه ] ، ولست منفردا فيما أقول ولا فيه أجول وأصول ، كما تجده في التالي .
الجهة الثانية : شهادة بلدييه بعدم مكنته العلمية ، وانخراطه فيما لا يحسنه من المسائل ؛ بل مشايخ الإصلاح من بعض علماء الجزائر حكم عليه بهذا ، فقالوا في بيانهم الرسمي عن منشأ تحذيرهم منه : [ لاعتقادهم أنه ليس أهلا لأخذ العلم عنه ولا الجلوس إليه للاستفادة منه ، لما يقوم به من الموانع التي تحول دون تأهله لمثل هذا المنصب الشريف ... واعتداده بنفسه ، وزهوه بها ، مما حدا به إلى التجرؤ على الكتابة والكلام في أمور هو دونها ولا يحسنها ] .

قلت : والله يحب الإنصاف ؛ فليس ما فيه بمانع للاستفادة من بحوثه ، وفيها من الخير ، والبحث الحسن الجيد - دون أخلاقه - ومن لم يعرف من الناس غير العثرات لم يبقي أحدا سالما ، وإن كان يكدر عليه تكبره على الناس ، وسرقاته من جهودهم دون ذكر ولا شكر ، وسوء لسانه وشراسة خلقة ، حتى قال قبل أيام عني : [ رائحة طبعك المنتنة .. ] !
وأجدد القول : خلافنا مع الأخ ليس في إثبات ما سبق آنفا فما من كامل ؛ فالكمال عزيز المنال ، من عالي الخصال ، فالعلم كالأرزاق فيه المكثر والمقل ، ولا يضره أبدا ما إذا جهله جماعة من أولي التحقيق والعلم والواقع لا يوافق دعواهم ، ولا ينتفع بالأماديح الملفوظة ولا التزكيات المخطوطة وبضاعته مزجاة كاسدة وأغراضه بائدة فاسدة لا يصلح عرضها ولا كشفها ؛ فالعمدة في النسبة العلمية ومراتبها : الواقع وماله حينها من دافع ، والناس في مقادير المشاهدات والمسموعات على تفاوت ؛ فمنهم النافي لعلوم البوازل لعوارض متعددة كالتشدد والحسد والمعاصرة ، والمتساهل المعطي النسبة لمن كان في أبجاد ، وأخلاط الناس على مذاهب من يعدونه كبيرا في العطاء والحرمان ، والتعديل والتجريح ، والموافقة والمخالفة .

رابعا :
لماذا تكتب أغلاط عبد الحميد في مقالته : [ خلافنا مع عادات .. ] ؟!
تقدم : اتهام عبد الحميد العربي لإخوانه في كل السلفيين بأنهم من أهل الطبقة الوسطى الذين [ لم يمعنوا في العلم حتى يرتقوا إلى رتبة الطبقة الأولى ولا تركوه حتى يكونوا من أهل الطبقة السافلة ] ، ولذلك سأقيد بعض المآخذات العلمية على صاحبنا عبد الحميد لسببين :
السبب الأول : ( فاقد الكمال لا يسلبه ولا ينسبه ) !
كانوا يقولون : [ فاقد الشيء لا يعطيه ] واليوم أقول : فاقد الكمال لا يسلبه ولا ينسبه ؛ فمن لم يضبط العلوم الشرعية ضبطا محققا فليس يحق لأمثال طبقته تعييب إخوانه المجادلين له بالضعف العام تارة ، وفقدان إدراك المسائل ، ومجانبة الإصابة بدافع الجهالة المعينة ، ويعيب إخوانه بما يعد أقل - على افتراض ثبوته - من جليل عيوبه وعظيم عثراته ، فمن لم يبلغ درجة الكمال لا يكون حدا لاعتبار الكمال ؛ فضلا إقامته لإثبات الكمالية أو نفيها عن ما سواه !
ومن الموافقات الطريفة ما أورده جمع من الأدباء ، والمحدثين في ترجمة أحد رؤوس الاعتزال ثمامة بن أشرس النميري - شيخ الجاحظ - من خبر طريف في جريان الأحكام من غير أصحابها على من لا تنطبق عليه ، ولا تصدق فيه .
فقد أخرج الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 8 / 23 - 24 ) والعسكري في " تصحيفات المحدثين " ( 1 / 149 - 150 ) - واللفظ له - ، وأورده : الراغب الأصفهاني في " محاضرات الأدباء " ( 1 / 65 ) ، والزمخشري في " ربيع الأبرار " ( 2 / 18 ) ، والهمذاني في " الكشكول " ( 2 / 250 ) ، وابن أبي الحديد في " شرح نهج البلاغة " ( 18 / 164 ) : [ ثمامة بن أشرس حين غضب الرشيد على البرامكة في يد بعض خدم الرشيد موكلا به وهو ياسر رجله وكان يتعهده من مائدة فيقع ذلك عنده موقعا فقعد الخادم يوما يقرأ عليه وقرأ (والْمُرسَلاتِ عُرفًا) (ويلٌ يَوْمئِذٍ للمكذَّبين)- بفتح الذال - ،كلما مر فيها فقال له ثمامة : لك يا سيدي علي حق وهذا خلاف ما أنزل ، المكذَّبون الأنبياءُ وهم الَّذين كُذِّبوا عليهم السلام وإنما هو (ويل يومئذ للمكذبين) - بكسر الذال - الذين كذبوا الأنبياء ، فقال له الخادم : يا زنديق ، قيل لي فيك هذا ولم أصدق ، فترك تعهده فأضر ذلك به ثم رضي عنه الرشيد (بعد) فقال يا ثمامة ما أشد الأشياء ، قال : ( عالم يجري عليه حكم جاهل ) فغضب الرشيد وظن أن ذلك تعريض من ثمامة بالملوك ، ففطن ثمامة وعرفه خبر الخادم فضحك الرشيد ، وقال أنت معذور فيما قلت ] .

قلت : أصاب ابن الجوزي في إيراده الخبر ضمن " أخبار الحمقى والمغفلين " ( 160 ) ؛ فمن وافق جاهلا يحسب نفسه عالما فليردد : {{ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ }} ،
وهذا - والله - من أفظع الأحوال والمقامات ، وأعظم البلايا والرزيات ، كما قال ابن الوطواط في " غرر الخصائص الواضحة " ( 161 ) : [ ويقال أشد حوادث الدنيا عالم يجري عليه حكم جاهل وكانت ملوك الفرس إذا غضبت على عالم وأرادت عقوبته حبسته مع جاهل شاعر ] .

وهذه العقوبة الفارسية المذكورة - عافنا الله وإياكم منها - لا يكاد يسلم منها مشتغل بالعلم ولا المنخرط في سلكه ، وقد قيل : [ أضيق السجون صحبة الأضداد ] فإنها كي على الفؤاد ، والضياع في المتالف والوهاد أعجب إلي من جهد الابتلاء بالضد ، ومن مقالات المفسرين حول تفسير قول الله عن سليمان - عليه السلام - يتوعد الهدهد : {{ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ }} : حبس الهدهد مع غير جنسه من الطيور ، فهذا تعذيبه (!) ، وقرأت كلمة للعلامة السقاف - رحمه الله - في كتابه العباب : [ العود الهندي عن أمالي في ديوان الكندي ] - لم أهتدي إليها من نسختي - حول تعذيب العلماء بالجهال ، لمن أراد الظفر بها ؛ فهي أجود من الملاح .

آهٍ لمغتربٍ بالغرب ليس لهُ ... جنسٌ وإن كان محفوفا بأجناسِ

وما دام الحبل قد ارتخى قليلا في هذا الباب ؛ فأختم السبب الأول بحكاية أوردها أبو الحسن علي بن محمد ، المعروف بابن نصر الكاتب - رحمه الله - في كتابه المفقود : [ المفاوضة ] ، ومنه نقل : أبو الحسن القطفي في " إنباه الرواة على أنباه النحاة " ( 3 / 273 ) ، وابن ياقوت الحموي في " إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب " ( 4 / 1818 ) : [ حدّثنى الشيخ أبو القاسم ابن برهان النحوىّ قال: قال لنا أبو الحسن التميمىّ وقد سأله رجل مسألة من مسائل النّوكى فقال : حضر مجلس أبى عبيدة رجل فقال: رحمك الله أبا عبيدة! ما العنجيد؟ قال: رحمك الله! ما أعرف هذا؟ فقال: سبحان الله! أين يذهب بك عن قول الأعشى:
يوم تبدى لنا قتيلة عن جي ... د مليح يزينه الأطواق
فقال أبو عبيدة: رحمك الله! «عن»: حرف جاء لمعنى، والجيد: العنق.
ثم قام آخر فى المجلس وقال: أبا عبيدة- رحمك الله ما الأودع؟ قال: عافاك الله! ما أعرفه، قال: سبحان الله! أين أنت عن قول العرب:
«زاحم بعود أودع».
فقال: ويحك! هاتان كلمتان، والمعنى: أو اترك أو ذر .
ثم استغفر الله وجعل يدرس، فقام إليه آخر وقال: رحمك الله! أخبرنا عن
«كوفى»، من المهاجرين أم من الأنصار؟ قال قد رويت أنساب الجميع وأسماءهم، ولست أعرف فيهم «كوفىّ» ، قال: فأين أنت عن قول الله عز وجل: {{ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً }} !
قال: فأخذ أبو عبيدة نعليه، واشتدّ ساعيا فى مسجد البصرة، ويصيح بأعلى صوته
: من أين حشرت البهائم علىّ اليوم! ] .


السبب الثاني : ( قطع غلواء ابن أبي جاد في صاحبنا ) !
وما دام في بواقي الخلق الماضي ذكرهم من الأخلاط : يصف عبد الحميد العربي بالعلامة وأعلم أهل الجزائر ، كان الحتم المتعين التمثيل لهم عدم ضبطه للعلم الذي يكتب فيه وينشره في الآفاق ، وبه ارتفع عند من لا يميز لغة العلم عن شبيهها ، ولا يعرف الفرق بين الكوع والكرسوع ، فلا يزال كثير من هؤلاء المادحين في أبجاد .
وكما قال العلم ابن تيمية الحفيد - رحمه الله - في " مجموع الفتاوى " ( 2 / 357 ) : [ ولولا أن أصحاب هذا القول كثروا وظهروا وانتشروا ، وهم عند كثير من الناس سادات الأنام ، ومشايخ الإسلام ، وأهل التوحيد والتحقيق ، وأفضل أهل الطريق .. لم يكن بنا حاجة إلى بيان فساد هذه الأقوال وإيضاح هذا الضلال ، ولكن يعلم أن الضلال لا حد له ، وأن العقول إذا فسدت لم يبق لضلالها حد معقول ] .

وهذا ليس من الطعن فيه ولا إرادته بشكل ، ومن التزم التفكير بسلبية تجاه نقد معظم جليل الشأن عظيم القدر يهواه ما ترك أحدا إلا وأودع فيه قصد المطاعن فيمن خالفه ورد عليه ؛ كذلك القول في : أماثل الناس وأفاضلهم وأعيان الأمة ممن كتب الله لهم القبول لا يلزم من إطلاق العبارات الحقة في المقام المناسب لها مقابلة بالغلواء فيهم ، أو مخافة من حصول ما لا يحمد تجاههم من الأتباع : لا يلزم منها قصد إبراز أغلاطهم ، أو إظهار أخطائهم ، كما بينته في الحلقة الثالثة الموسومة بــ : [ تحفة الأحوذي في نقض شبهات عبد الحميد العربي ] بنوع فيه بسط حول هذه المفاهيم المغلوطة .
وعليه قول المعلمي اليماني - رحمه الله - في " التنكيل " ( 1 / 190 ) : [ فلهذا كان من أهل العلم والفضل من إذا رأى جماعة اتبعوا بعض الأفاضل في أمر يرى أنه ليس لهم فيه إما لأن حالهم غير حاله وإما لأنه يراه أخطأ أطلق كلمات يظهر منها الغض من ذاك الفاضل لكي يكف الناس عن الغلو فيه الحامل لهم على إتباعه فيما ليس لهم أن يتبعوه فيه ] .


وهذا ما سأبينه - إن شاء الله - في [ الحلقة الثالثة ] لا [ الثانية ] ...


وكتب : أبو حيان محمود بن غازي الصرفندي
بتاريخ : 15 / 10 / 1436 هـ
الموافق : 31 / 7 / 2015 م
- المدينة النبوية المنورة -
__________________
{ اللهم إني أعوذ بك من خليلٍ ماكر، عينُه تراني، وقلبُه يرعاني؛ إن رأى حسنة دفنها، وإذا رأى سيّئةً أذاعها }

***

{ ابتسم ... فظهور الأسنان ليس بعورة على اتفاق }
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-09-2015, 07:41 AM
أبو أمامة عبداللطيف أبو أمامة عبداللطيف غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 50
افتراضي

بارك الله فيك أخي الطيب الكريم على مقاﻻتك النافعة
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 08-09-2015, 09:08 AM
أبو عمر السلامني أبو عمر السلامني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 412
افتراضي

لقد أبان الشيخ عبدالحميد بأبيات الشعر التي نقلها أمس عن الحقيقة التي لا يختلف عليها عاقلان ،وهي أن مشكلتنا مع عبد الحميد بسبب أخلاقه ،وليست مشكلتنا معه بالدرجة الأولى بسبب قلة بضاعته في العلم ،وقد لا نستطيع أن نحكم عليه بذلك ،ولا أن نجعل مشايخ الإصلاح حكما بيننا وبينه ،لأن من مشايخ الإصلاح ممن وقع البيان هو قليل البضاعة في العلم ،لا ينصح بمجالسته ولا بأخذ العلم عنه ،باتفاق طلبة العلم عندنا في الجزائر ،وفي ذلك البيان تغرير بالناس ،إذ يفهم منه أن أولئك الموقعين أهل لأن يؤخذ عنهم العلم وهذا باطل ،إذ فيهم من هو شبيه بعبد الحميد ،في اعتداده بنفسه ، وزهوه بها ،.... و الكلام في أمور هو دونها ولا يحسنها ،ثم في اعتقادي أن تقسيم الناس إلى طبقات : عليا ومتوسطة وسفلى ،وإلقاء اللوم على المتوسطة فيه قصور في نظري القاصر ، لأن العالم إذا امتلأ علما ، وأوتي ذكاء ،ولم يؤت زكاء ، وأوتي فهما في الدين ، ولم يؤت استقامة على الدين كان سببا في ضلال الخلق ووقوع الفتنة في الدين ، يشهد لهذا أن علمائنا امتنعوا من أخذ العلم عن كثير ممن ينسب له ،لا لأن بضاعته فيه مزجاة ،بل لأنه أتى من خوارم العلم والمروءة والأدب ما استحق به أن يحذر منه ،ويوصد باب أخذ العلم من جهته ، وتقسيم العلماء إلى علماء سوء وعلماء صلاح شاهد على قصور التقسيم السالف ، فالعلم الخشية ،وليس العلم كثرة الرواية ،ولو كان في العلم من دون التقى شرف ،لكان أشرف خلق الله إبليس ،وأنا أنصح الشيخ عبد الحميد أن يتقي الله عز وجل ، وأن يحسن أخلاقه ،وليعلم أن كثرة نقل الكلام شعره ونثره ،وانتقاء المفردات ،وتحسين الكلام بالسجع والجناس لا ينفعه ،وليسع جاهدا لأن يكون قدوة حسنة لأبناء المسلمين ، ولا يشوه صورة أهل العلم في الجزائر كما شوهها في الإمارات العربية ،واللبيب بالإشارة يفهم
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 08-09-2015, 03:28 PM
الزيلعي الزيلعي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 310
افتراضي

قال الشيخ علي يوما معلقا:- وليتلطف -.....ولكن.....!!!! دساكر وعساكر....هي الحرب ....أم ماذا؟....
أيها السلفيون في كل السلفيين ...هل من دعوة لرأب الصدع بين الأخوين الفاضلين الشيخ محمود والشخ عبد الحميد....و لايظن ظان....أقولها أنا لم أعرفهما إلا من موقع كل السلفيين....فإن كان الرد ليس منه بد فأرجو أن يكون النقاش علميا هادئا فيه الاحترام المتبادل دون تأجيج من بعض المعلقين....والله من وراء القصد....
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 08-09-2015, 09:41 PM
محمود الصرفندي محمود الصرفندي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الأردن - السعودية - مصر
المشاركات: 511
افتراضي

بارك الله في جميع الإخوة
لا عدمنا الله فوائدكم وعوائدكم علينا بأسارير صفحات وجوهكم
__________________
{ اللهم إني أعوذ بك من خليلٍ ماكر، عينُه تراني، وقلبُه يرعاني؛ إن رأى حسنة دفنها، وإذا رأى سيّئةً أذاعها }

***

{ ابتسم ... فظهور الأسنان ليس بعورة على اتفاق }
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 08-09-2015, 09:52 PM
محمود الصرفندي محمود الصرفندي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الأردن - السعودية - مصر
المشاركات: 511
افتراضي

أحسنتم يا أخي بوزيان العيشي في تلخيص جمل من المقالة حول عبد الحميد ؛ فقد ذكرت ما قررته في المقالة حول علميته وأخلاقيته ، والحكم على علميته ، ونحوها من المسائل .
فمثلا ، قولكم : [ وليست مشكلتنا معه بالدرجة الأولى بسبب قلة بضاعته في العلم ،وقد لا نستطيع أن نحكم عليه بذلك ،ولا أن نجعل مشايخ الإصلاح حكما بيننا وبينه .. ]

كقولي - ضمن المقالة - : [ الله يحب الإنصاف ؛ فليس ما فيه بمانع للاستفادة من بحوثه ، وفيها من الخير ، والبحث الحسن الجيد - دون أخلاقه - ومن لم يعرف من الناس غير العثرات لم يبقي أحدا سالما ، وإن كان يكدر عليه تكبره على الناس ، وسرقاته من جهودهم دون ذكر ولا شكر ، وسوء لسانه وشراسة خلقة ، حتى قال قبل أيام عني ( رائحة طبعك المنتنة ) !
وأجدد القول : خلافنا مع الأخ ليس في إثبات ما سبق آنفا فما من كامل ؛ فالكمال عزيز المنال ، من عالي الخصال ، فالعلم كالأرزاق فيه المكثر والمقل ، ولا يضره أبدا ما إذا جهله جماعة من أولي التحقيق والعلم والواقع لا يوافق دعواهم ، ولا ينتفع بالأماديح الملفوظة ولا التزكيات المخطوطة وبضاعته مزجاة كاسدة وأغراضه بائدة فاسدة لا يصلح عرضها ولا كشفها ؛ فالعمدة في النسبة العلمية ومراتبها : الواقع وماله حينها من دافع ، والناس في مقادير المشاهدات والمسموعات على تفاوت ؛ فمنهم النافي لعلوم البوازل لعوارض متعددة كالتشدد والحسد والمعاصرة ، والمتساهل المعطي النسبة لمن كان في أبجاد ، وأخلاط الناس على مذاهب من يعدونه كبيرا في العطاء والحرمان ، والتعديل والتجريح ، والموافقة والمخالفة ) .

أما بالنسبة للتقسيم إلى طبقات ؛ فعلى التسليم بقبول فكرته أو رفضها - وليس محل بحثنا الخوض في إثباته ولا نفيه ، وإن كان واردا في نظائر كلام العلماء - ، إنما جرى البحث حول القول بالتقسيم عند عبد الحميد وقلبه عليه .
والله الموفق .
__________________
{ اللهم إني أعوذ بك من خليلٍ ماكر، عينُه تراني، وقلبُه يرعاني؛ إن رأى حسنة دفنها، وإذا رأى سيّئةً أذاعها }

***

{ ابتسم ... فظهور الأسنان ليس بعورة على اتفاق }
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 08-09-2015, 10:33 PM
محمود الصرفندي محمود الصرفندي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الأردن - السعودية - مصر
المشاركات: 511
افتراضي

أهلا بالأخ الزيلعي ..
أتشرف بتعليقك ، وتوجيهك ، وأقول لك - قبل التعليق على كلامك - : [ بيدك السكين ؛ فاقطع ] أو على رأي العامة للخياط : [ فصل الثياب المناسبة ونحن نلبسها ] ، أو بعبارة أهل الإعلام : [ الكرة في ملعبك ] .

أخي الحبيب لا ينبغي أن يخفى عليك : الحكم على مقالات الناس وبين الرجالات ، وتفضيل الآراء لابد من شرط فيه : الدراية بما فيه ، والورع - كما أفاده الذهبي - ، ومن حكم بجهل من غير معرفة تامة داخل في قوله - عليه السلام - : [ وقاض في النار ] = [ حكم بجهل ] ، وهذا في الدراهم والأغراض ؛ فكيف بالأعراض والمقالات والرجال فهذا أعظم شأنا ، فكل من تنصب للحكم بين اثنين فهو قاض ، وتصحيح الخطوط للأطفال في الكتاتيب يدخل في جملة الحكم بما أنزل الله ، كما أفاده - كله - ابن تيمية في غير ما موضع .

وعليه ؛ فقولك - أيها الفاضل - : [ قال الشيخ علي يوما معلقا:- وليتلطف -.....ولكن.....!!!! دساكر وعساكر....هي الحرب ....أم ماذا؟.... ] !
لا يدل على معرفتك بمجريات الأحداث - معذرة - ؛ ذلك للتالي :
1 - لم أذكر كلمة ( دساكر ولا عساكر ) على عبد الحميد والرد عليه (!) فمن أين لاح لك استعمالها عليه ؟!
إنما أوردتها كعادة الكتاب في كثير من الشروح العلمية والأدبية ونحوها في حين فصلهم بين علاقة المقدمات بما بعدها ، والحواشي بالمتون ، يجعلونها كالمقدمة - بالفتح والكسر - لما بعده ، ولهذا قلت [ كالباب للدار ] ، وجرى المثل باستعمالها مثل : [ والمقدمة للدساكر ] ، أو مثل قولي : [ والطليعة للعساكر ] فهذا ونظائره - أيها الحبيب - نماذج للمقدمات لا علاقة له بالردود .

2 - هب جدلا أنني استعملتها في حقه ؛ فهل أجد من غيرتك - قليلا فحسب - حينما يقول عبد الحميد عني قبل أيام - فقط - : [ رائحة طبعك المنتنة .. ] الخ .. كلامه السوقي ؟!
أم تقبل : وصف عبد الحميد لي بالنبات على علم الكلام ؟! وشهادة الزور في أهل الحديث ؟! والهجوم على آثار السلف والأئمة ؟! والانهماك في الدفاع عن أهل البدع ؟!
وغيرها من الأقوال البائسة ، والألفاظ الحائرة ؛ فهل تغضب لأجلها كما يغضبك هذا (؟!) ، فإن رضيت بإنكارك علي دون تغليطه في شتمه وسخريته المتكررة فأنت حاكم بغير ما أنزل الله ، داخل في استحقاق الوعيد ؛ فانتبه .

3 - التلطف يختلف بحسب الناس ؛ فكما أن مجرد الشدة مفسدة فكذلك اللين - وحده - من المفسدات - كما أفاده ابن تيمية - ، والرجل لا ينفع معه أي تلطف ، وافحص تجد إن كنت غير مصدق ، والكرة في ملعبك ، والرمية بين يديك ، ثم أصارحك أنني ما شددت بعد عليه (!) ، بل : اسلك معه مختلف الأساليب ، وهو لا يريد إلا سبك ألفاظ التبجيل وعبارات التعظيم حينما أخاطبه ، لذا أنكر علي مناداته بالأخ واعتبرها قلة احترام ، في حين يسخر من أخيه بـ يا بني !
والرجل يتهرب علنا من كل مناقشة علمية ، ويستبدلها بالسخرية وإثارة المشاكل ويدفع ببعض الإخوة للدخول والرد علي (!) ، والعجيب أن منهم يدخل بنفس الآي بي !
فلذا إن قدرت على استحكام عبد الحميد للحوار العلمي فأنا معك - كما أردت - ولذلك أثمن قولك : [ فإن كان الرد ليس منه بد فأرجو أن يكون النقاش علميا هادئا فيه الاحترام المتبادل ] .
ولن تفلح بهذا - أبشرك - ؛ فقد حاول غيرك ، فانقلب عليه عبد الحميد !

أما بالنسبة لقولك : [.هل من دعوة لرأب الصدع بين الأخوين الفاضلين الشيخ محمود والشخ عبد الحميد ]
فأقول لك : حاول غيرك غير أنهم علموا أن عبد الحميد عين الكبر بذاته لا يقبل بالصلح العلمي ولا التراجع عن أخطائه ، ولا الاعتذار مما فعل (!) فإن فعل فلك عندي من السهام أجودها هدية لله !

وقد قلت قبل أيام في رسالة لعبد الحميد : [فقد حيرتني ماذا تريد ؟!
إن أردتها إصلاحا فحيهلا بك ضمن شروط علمية منضبطة ، لا مجرد كلمات يحسنها الجميع تصالحنا وكففنا عن بعضنا والمسائل العلمية لم تعطى كفايتها من التحقيق وبيان الحق فيها !
وإن أردت البقاء على ما أنت فيه من السخرية والتكبر والهجوم المبطن والمعلن فلن نعصي الله فيك ، وستجد ما يقومك ويسدد اعوجاج كتابتك
!
ولساعتنا هذه المنصرمة بخير - إن شاء الله - لم أنزل مقالتي الجديدة راجيا من الله هدايتك وتركك ما أنت فيه .. ولا يزال المقام متسعا للتراجع والمراجعة ، فتتراجع عن هناتك وأغلاطك ، وتراجع نفسك في علاقتك معنا جميعا ، وحينها نحملك على رؤوسنا ونضعك في قلوبنا ، فلا تخسرنا لأجل متاع زائل ، ونشوة عارضة هاتكة ! ] .

فكان ماذا بعد طلبي هذا يا زيلعي - رائحة طبعك المنتنة ، هكذا قالها ! - ؟!
شتمه الجديد بقوله لي : [فلا تخلط الحق بالباطل يا صرفندي، وانته عن غيك واتهماتك بلا دليل، فقد سئمت من نزقك و تطاولك وانتفاخك، ومراسيلك، وبلاغاتك، والكلمات المتقطعة التي يزودك بها بعض الشباب .. أنت شاب افسدك الجدال، وأفسد طبعك .. واحذرك للمرة الأخيرة وبجد من سوء أدبك ونزقك، فاخجل على نفسك واحترمها، فقد بانت رائحة طبعك المنتنة لكل منصف وعاقل ] !

أعوذ بالله من أخلاق السوق !
__________________
{ اللهم إني أعوذ بك من خليلٍ ماكر، عينُه تراني، وقلبُه يرعاني؛ إن رأى حسنة دفنها، وإذا رأى سيّئةً أذاعها }

***

{ ابتسم ... فظهور الأسنان ليس بعورة على اتفاق }
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:46 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.