أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
121878 89305

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #41  
قديم 04-26-2015, 11:49 AM
ابو همام محمد السلفي ابو همام محمد السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 193
افتراضي

معذرة !
كل معتدل منصف يفرق ما بين هيبة العالم و بين الخوف منه فهما شيئان اثنان
و دليل الخوف من العالم في الصدع بكلمة الحق قوله-صلى الله عليه وسلم-: " لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه أو شهده أو سمعه " ..
قال العلامة الألباني في شرحه عليه من "السلسلة الصحيحة":
" و في الحديث : النهي المؤكد عن كتمان الحق خوفا من الناس ، أو طمعا في المعاش .
فكل من كتمه مخافة إيذائهم إياه بنوع من أنواع الإيذاء كالضرب و الشتم ،
و قطع الرزق ، أو مخافة عدم احترامهم إياه ، و نحو ذلك ، فهو داخل في النهي
و مخالف للنبي صلى الله عليه وسلم ، و إذا كان هذا حال من يكتم الحق و هو يعلمه
فكيف يكون حال من لا يكتفى بذلك بل يشهد بالباطل على المسلمين الأبرياء
و يتهمهم في دينهم و عقيدتهم مسايرة منه للرعاع ، أو مخافة أن يتهموه هو أيضا

بالباطل إذا لم يسايرهم على ضلالهم و اتهامهم ؟ ! فاللهم ثبتنا على الحق ،
و إذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين " .
رد مع اقتباس
  #42  
قديم 04-26-2015, 08:16 PM
ساهر عيسى ساهر عيسى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 257
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو همام محمد السلفي مشاهدة المشاركة
معذرة !
كل معتدل منصف يفرق ما بين هيبة العالم و بين الخوف منه فهما شيئان اثنان
و دليل الخوف من العالم في الصدع بكلمة الحق قوله-صلى الله عليه وسلم-: " لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه أو شهده أو سمعه " ..
قال العلامة الألباني في شرحه عليه من "السلسلة الصحيحة":
" و في الحديث : النهي المؤكد عن كتمان الحق خوفا من الناس ، أو طمعا في المعاش .
فكل من كتمه مخافة إيذائهم إياه بنوع من أنواع الإيذاء كالضرب و الشتم ،
و قطع الرزق ، أو مخافة عدم احترامهم إياه ، و نحو ذلك ، فهو داخل في النهي
و مخالف للنبي صلى الله عليه وسلم ، و إذا كان هذا حال من يكتم الحق و هو يعلمه
فكيف يكون حال من لا يكتفى بذلك بل يشهد بالباطل على المسلمين الأبرياء
و يتهمهم في دينهم و عقيدتهم مسايرة منه للرعاع ، أو مخافة أن يتهموه هو أيضا

بالباطل إذا لم يسايرهم على ضلالهم و اتهامهم ؟ ! فاللهم ثبتنا على الحق ،
و إذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين " .
صدقت

جزك الله خيرا

لا أتخيل مسلم يؤمن بالله واليوم الاخر ويلبس لباس اهل التدين يعلم الحق ويدافع عن الباطل . . الا منافقا . . يُظهر الالتزام ويُخفي الكذب والغش والخداع . . قلع الله دابرهم . . وأراح المسلمين من عفن قلوبهم . .

ولكن أخي التصور الصحيح الذي عليه معظم هؤلاء هو التقليد والحيرة والاتباع وليس النفاق

رد مع اقتباس
  #43  
قديم 04-26-2015, 08:33 PM
ابو همام محمد السلفي ابو همام محمد السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 193
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساهر عيسى مشاهدة المشاركة


ولكن أخي التصور الصحيح الذي عليه معظم هؤلاء هو التقليد والحيرة والاتباع وليس النفاق

بلا شك ، وإن كان ذلك ليس بلازم!
ومعلوم أن الكذب الذي انتشر عن كثير منهم: من النفاق العملي ( الأصغر ) بالاتفاق !
بوركتم
رد مع اقتباس
  #44  
قديم 04-27-2015, 12:38 AM
عبد الحميد العربي عبد الحميد العربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 421
افتراضي

الطريقة الصحيحة في التعامل مع زلات العلماء.

سئل العلامة صالح الفوزان حفظه الله:
نص السؤال:
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ: هذا سائل يقول: كثرت الآثار الواردة عن السلف الكرام في التحذير من اتباع زلات العلماء، وحيث إنه اختلفت طرق تعامل الناس مع زلات العلماء، فمنهم من يفرح بها لكونها توافق هواهم، ومنهم من يتخذها وسيلة لِلنَّيْل من ذلك العالِم والطعن فيه.
فالسؤال -حفظكم الله- ما هي الطريقة الصحيحة في التعامل مع زلات العلماء، وأعني بالعلماء هم الذين لا يَرْقى الشكُّ إلى سلامة مُعْتَقَدِهِم، وحُسْنِ طريقتهم، وصفاء منهجهم؟

الجواب:
(هذا سؤال متكرر فانه يدل على أن هذا البلاء واقع وكثير، فالذي يتتبع الأخطاء والزلات ويفرح بها؛ قصدي الإساءة الى العلماء والى المجتمع فهذا بلا شك من المنافقين، هذا عمل المنافقين.
أما الذي يتتبع الأخطاء الكبيرة والخطيرة ويرد عليها ويبيّنها للنصيحة من باب النصيحة، ما هو من باب تنقص المخطئ، وإنما من باب النصيحة له ولغيره فهذا شيء طيب.
وهذا هو الذي عليه العمل عند العلماء، أنهم يردون على المخطئين ويبينون الصواب نصيحة له وللأمة، ولايسكتون على الأخطاء والزلات التي على الأمة منها خطر، لابد من بيانها.
ولكن من الذي يتولى هذا؟
يتولاها المتعالمون! وأنصاف المتعالمين! لا.
يتولى الرد على الأخطاء العلماء الذين يعرفون الخطأ ويشخصونه ويحسنون الرد عليه بالادلة، وبالحكمة وبما يضمن المصلحة ويدرأ المفسدة، هذا من شأن العلماء، هم اللي يردون على الأخطاء، ولو وكل الأمر الى العلماء ما حصلت هذه الفوضى قال تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ ).
فيرد هذا الى أهل العلم وأهل البصيرة هم الذين يعالجون الأمور بحكمة وروية وعلم. نعم)انتهى.

وجواب العلامة صالح الفوزان إن شاء الله كاف في تبصير بعض المشاركين بمقامهم، وبمقام العلماء عند العلماء. وآثرت كلمة الشيخ الفوزان على إنزال مقال موسع في بيان منهج أهل الحديث في التعامل مع أخطاء العلماء لوضوحها ودقة ألفاظها. ولعلي أنزل المقال في وقت آخر إن شاء الله.
رد مع اقتباس
  #45  
قديم 04-27-2015, 01:14 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

مشكلتك التعامل مع كلام السلف تعاملك مع النص النبوي و هذا أمر شائع عند كثير من إخواننا كهذا النقل؛

مثال من أمثلة؛وجاء في حلية الأولياء قال حماد بن زيد: سمعت أيوب يقول: "لقد جالست الحسن أربع سنين فما سألته هيبة"
فهل موقفه هذا موافق أم مخالف للهدي القرآني و النبوي و الوصاية بسؤال أهل الذكر !؟
و لا تذكر هنا حياء علي رضي الله عنه حين أراد أن يسأل عن المذي و لا فرح الصحابة بسؤال الأعراب فإنها مسألة غير الهيبة!
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #46  
قديم 04-27-2015, 10:35 PM
بدر الجزائري بدر الجزائري غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2014
المشاركات: 37
افتراضي

مشكلتك التعامل مع كلام السلف تعاملك مع النص النبوي و هذا أمر شائع عند كثير من إخواننا كهذا النقل؛

مثال من أمثلة؛وجاء في حلية الأولياء قال حماد بن زيد: سمعت أيوب يقول: "لقد جالست الحسن أربع سنين فما سألته هيبة"
فهل موقفه هذا موافق أم مخالف للهدي القرآني و النبوي و الوصاية بسؤال أهل الذكر !؟
و لا تذكر هنا حياء علي رضي الله عنه حين أراد أن يسأل عن المذي و لا فرح الصحابة بسؤال الأعراب فإنها مسألة غير الهيبة!


... ومشكلتك اخي الكريم انك اخذت بظاهر كلام الشيخ وتركت المقصود منه فالشيخ لا يقصد ابدا من خلال كلامه بأن لا نسأل العلماء او ان نخالف النصوص الشرعيه اللآ مرة بسؤال أهل العلم وانما اراد الشيخ ان يوصل رسالة الى طلاب العلم ان السلف كانوا من شدة محبتهم وتوقيرهم لأهل العلم وكذلك تأدبهم معهم فانه قد صدرت منهم هذه الامور التي تبدو غريبة عند البعض.
رد مع اقتباس
  #47  
قديم 04-28-2015, 12:13 AM
محمد عارف المدني محمد عارف المدني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 1,060
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدر الجزائري مشاهدة المشاركة

... ومشكلتك اخي الكريم انك اخذت بظاهر كلام الشيخ وتركت المقصود منه فالشيخ لا يقصد ابدا من خلال كلامه بأن لا نسأل العلماء او ان نخالف النصوص الشرعيه اللآ مرة بسؤال أهل العلم وانما اراد الشيخ ان يوصل رسالة الى طلاب العلم ان السلف كانوا من شدة محبتهم وتوقيرهم لأهل العلم وكذلك تأدبهم معهم فانه قد صدرت منهم هذه الامور التي تبدو غريبة عند البعض.
الأخ بدر..
ومشكلتك أنك تعامل أقوال الشيخ عبد الحميد بقواعد أهل البدع
فتأويل كلام البشر من البدع المخرجة من المنهج عند الدكتور ربيع وعندك أيضا بالطبع
فحمل المجمل على المفصل من أصول أهل البدع فتنبه
__________________
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : " كُونُوا يَنَابِيعَ الْعِلْمِ مَصَابِيحَ الْهُدَى أَحْلاسَ الْبُيُوتِ سُرُجَ اللَّيْلِ ، جُدُدَ الْقُلُوبِ خُلْقَانَ الثِّيَابِ ، تُعْرَفُونَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَتَخْفَوْنَ فِي أَهْلِ الأَرْضِ "
رد مع اقتباس
  #48  
قديم 04-28-2015, 12:31 AM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

شكرا بدر...
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #49  
قديم 04-28-2015, 11:58 AM
عبد الحميد العربي عبد الحميد العربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 421
افتراضي

شكرا على مروركم.
لي تنبيه للامزين، وتسلية للصادقين في نشر العلم ومحاربة الغلو والباطل:

أولا: أنبه الأخوين المعلقين الأخيرين بأن يتقيا الله ويتركا اللمز والسُّخرية من أخيهم المسلم، فإن لمز المسلم من كبائر الذنوب بالإجماع، ولن أجعلهما في حل ما لم يعتذرا من لمزهما الخفي.
قال الله تعالى: (وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ).
وقال سبحانه وتعالى: ( وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ)
قال ابن جرير الطبري: (فجعل اللامز أخاه لامزًا نفسه؛ لأنَّ المؤمنين كرجل واحد فيما يلزم بعضهم لبعض من تحسين أمره، وطلب صلاحه، ومحبته الخير)
وقال عبد الرحمن حبنكة في الأخلاق الإسلامية: (اللمز هو أن يعيب الإنسان أخاه في وجهه بكلام ولو خفي، ورب لمز خفي هو أشد من طعن صريح، وأعمق جرحًا في داخل النفس، لأن فيه بالإضافة إلى الطعن والتجريح بالعيب معنى استغباء الملموز واستغفاله، فكأن اللامز يشعر الذين في المجلس أن الملموز غبي لا يتنبه إلى الطعن الذي يوجه ضده في رمز الكلام.
واللمز قبيحة اجتماعية تورث الأحقاد والأضغان، وتقطع أواصر الأخوة الإيمانية، وهو ظلم من الإنسان لأخيه الإنسان، وعدوان على حقه عليه)
وأخرج الإمام البخاري في الأدب المفرد من طريق: بشر بن المفضل، قال: حدثنا عبد الله بن عثمان بن خُثيم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بخياركم؟) قالوا: بلى، قال: (الذين إذا رُؤُوا ذكر الله، أفلا أخبركم بشراركم؟) قالوا: بلى، قال: (المشاؤون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون البراء العنت).
وحسنه العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد لشواهده.
وأخرج الإمام الترمذي في الجامع الكبير من طريق: العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على أناس جلوس فقال: (ألا أخبركم بخيركم من شركم؟) قال: فسكتوا فقال: ذلك ثلاث مرات، فقال رجل: بلى يا رسول الله أخبرنا بخيرنا من شرّنا. قال: (خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره، وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره) قال الترمذي: حسن صحيح، وهو كذلك.
وأخرج الإمام البخاري في الأدب المفرد من طريق: مرثد بن عبد الله، عن حسان بن كريب عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: (قائل الفاحشةَ، والذي يُشيع بها في الإثم سواء).
ثانيا:
تسلية للطلاب الصادقين في محاربة الغلو؛ الذين يشدون أزري لمواصلة نشر منهج السلف، ويوصونني بإغفال (ما قد يشغلني)
أقول لهم وفقهم الله لكل خير:
إن الله تَعَالى يَتَعَجَّبُ لِخُرُوجِ فعل المخلوق عَن نَظَائِرِه تَعْظِيمًا لَه. وَاَللَّهُ تَعَالَى يُعَظِّمُ مَا هُو عظِيمٌ؛ إمَّا لِعَظَمَةِ سبَبِهِ أَوْ لِعَظَمَتِه.

أيها الأثري، أيها السلفي صدقا ظاهرا وباطنا، يا من تسلك منهج أهل الحديث في عصر الفتن الخطافة، وتقبض على منهج السلف كالقابض على الجمر؛ تميَّز بمنهجك الصافي عن غيرك من أهل البدع وأهل الفتن وأبشر بعجب الله من صنعك.
=قال تعالى: ( بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ) [الصافات12] ، وفي قراءة صحيحة متواترة: (عَجِبْتُ).
قال الامام محمد بن جرير الطبري رحمه الله: قوله: (بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ): اختلفت القرَّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرَّاء الكوفة: ( بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ ) بضم التاء من ( عَجِبْت)، بمعنى: بل عظُم عندي، وكبر اتخاذهم لي شريكاً، وتكذيبهم تَنْزيلي، وهم يسخرون، وقرأ ذلك عامة قرَّاء المدينة، والبصرة، وبعض قرَّاء الكوفة (عَجِبْتَ) بفتح التاء، بمعنى: بل عجبتَ أنت يا محمد، ويسخرون من هذا القرآن، والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنهما قراءتان مشهورتان في قرَّاء الأمصار، فبأيتهما قرأ القارئ: فمصيب، فإن قال قائل: وكيف يكون مصيباً القارئ بهما مع اختلاف معنييهما؟ قيل: إنهما وإن اختلف معنياهما فكلّ واحد من معنييه صحيح، قد عجب محمد مما أعطاه الله من الفضل، وسخر منه أهل الشرك بالله، وقد عجِب ربنا من عظيم ما قاله المشركون في الله، وسَخِر المشركونَ مما قالوه).
وأخرج الامام مسلم في صحيحه، كتاب الأشربة من طريق: جرير بن عبد الحميد، عن فضيل بن غزوان، عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة قال: جاء رَجلٌ إِلَى رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: إِنِّي مَجْهُودٌ، فَأَرْسَلَ إِلَى بعضِ نسائِه فقالتْ: والَّذي بعثكَ بالْحقِّ ما عِندِي إِلا مَاءٌ، ثُمَّ أرسل إِلَى أُخرى فقالت مِثل ذلِك، حَتَّى قُلن كُلّهُنّ مِثل ذلك: لا وَالَّذي بعثكَ بالحقِّ ما عندِي إلاّ مَاءٌ، فَقَال: (مَن يُضِيفُ هذا اللَّيلة رحِمَهُ اللَّهُ)، فَقام رجلٌ مِن الأَنصارِ فقال: أنا يا رسُولَ اللَّهِ، فانطَلق به إلى رحْلِهِ فقال لامرأَتِه: هل عندكِ شَيءٌ، قالت: لا، إلاّ قُوتُ صبيَاني، قال: فَعَلِّلِيهِم بشَيءٍ فإِذا دخل ضَيفُنَا فأطْفِئ السِّرَاجَ وأَرِيه أَنا نأكل فإذا أَهوَى لِيأكُلَ فَقومِي إِلَى السِّرَاجِ حَتَّى تُطْفِئِيه، قَال: فقعَدُوا وَأَكَل الضَّيْفُ، فَلَمّا أَصْبح غدا علَى النَّبِيِّ صلَّى اللَّه عليه وسَلَّم فقال: (قَد عَجِبَ اللَّهُ مِن صَنِيعِكُمَا بضَيْفِكُما اللّيلة).
وأخرجه كذلك الإمام البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، من طريق عبد الله بن داود، عن فضيل بن غزوان، به، مع بعض التغيير في المتن.
وأخرج الامام البخاري في صحيحه، من حديث: غندر، حدثنا شعبة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عَجِبَ اللَّهُ مِن قَومٍ يَدخُلُون الجَنَّةَ في السَّلاسِل).
وأخرج الامام أحمد وغيره من طريق: قتيبة بن سعيد، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي عُشّانة، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّ الله لَيَعجَبُ مِن الشّابِّ ليست لَه صَبوَةٌ). وأختلف الحفاظ في تصحيح ورفعه ووقفه، انظر الصحيحة للعلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله (ج6/ص824برقم:2843).
= وأخرج الإمام أحمد، وأبو داود، والنسائي من طريق: ابن وهب، عن عمرو بن الحرث، أن أبا عُشّانة المعافري، حدثه عن عقبة بن عامر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يعجب ربكم من راعي غنم في رأس شظية بجبل، يؤذن بالصلاة، ويصلي، ، فيقول الله عز وجل: انظروا إلى عبدي هذا، يؤذن ويقيم الصلاة، يخاف مني، قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة). وإسناده صحيح، وله شاهد من حديث ابن لهيعة
= وأخرج الامام الحاكم في المستدرك كتاب الجهاد، من طريق: محمد بن صالح بن هانئ، ثنا السر بن خزيمة، ثنا سعيد بن سليمان الواسطي، ثنا فضيل بن مرزوق، عن ميسرة بن حبيب النهدي، عن المنهال بن عمرو، عن علي بن ربيعة، أنه كان ردفا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه (وذكر دعاء ركوب الدابة) ثم مال إلى أحد شقيه فضحك، فقلت: يا أمير المؤمنين ما يضحكك؟ قال: إني كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم، فصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صنعي، فسألته كما سألتني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّ الله ليعجب إلى العبد إذا قال: لا إله إلا أنت، إني ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، قال: عبدي عرف أن له ربّا يغفر ويعاقب).
وأخرجه الامام ابو داود وغيره من طريق: أبي الأحوص (سلام بن سليم الحنفي)، حدثنا أبو إسحاق الهمداني، عن علي بن ربيعة به.
وقد ذكر الحفاظ أن ابا اسحاق اسقط من السند رجلين، ولهذا اعرضت عنه وقدمت عليه سند الامام الحاكم والله أعلم.
-قال الإمام أبو القاسم الأصبهاني قوام السنة رحمه الله في "الحجة في بيان المحجة": (وقال قوم: لا يوصف الله بأنه يعجب، لأن العجب ممن يعلم ما لم يكن يعلم. واحتج مثبت هذه الصفة بالحديث، وبقراءة أهل الكوفة: (بل عجبت ويسخرون) على أنه إخبار من الله عز وجل عن نفسه).
-وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وأما قوله: "التعجب استعظام للمتعجب منه"، فيقال: نعم؛ وقد يكون مقرونا بجهل بسبب التعجب، وقد يكون لما خرج عن نظائره، والله تعالى بكل شيء عليم، فلا يجوز عليه أن لا يعلم سبب ما تعجب منه; بل يتعجب لخروجه عن نظائره تعظيما له، والله تعالى يعظم ما هو عظيم; إما لعظمة سببه، أو لعظمته. فإنه وصف بعض الخير بأنه عظيم. ووصف بعض الشر بأنه عظيم...ولهذا قال تعالى: {بل عجبتُ ويسخرون} على قراءة الضم، فهنا هو عَجِب من كفرهم مع وضوح الأدلة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم للذي آثر هو وامرأته ضيفهما: (لقد عجب الله) وفي لفظ في الصحيح: ( لقد ضحك الله الليلة من صنعكما -البارحة").
-وقال العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرح لمعة الاعتقاد: (أجمع السَّلف على ثبوت العجب لله فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل. وهو عجب حقيقي يليق بالله.
وفسره أهل التعطيل بالمجازاة ونرد عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة.
والعجب نوعان:
أحدهما: أن يكون صادرا عن خفاء الأسباب على المتعجِّب فيندهش له ويستعظمه ويتعجب منه، وهذا النَّوع مستحيل على الله؛ لأنَّ الله لا يخفى عليه شيء.
الثَّاني: أن يكون سببه خروج الشَّيء عن نظائره، أو عمَّا ينبغي أن يكون عليه مع علم المتعجب، وهذا هو الثابت لله تعالى)
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
رد مع اقتباس
  #50  
قديم 04-28-2015, 01:40 PM
أبو عبيدة يوسف أبو عبيدة يوسف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 1,344
افتراضي

والمشكلة عند الكثير من إخواننا العجلة والمعاملة بخلفية مسبقة .
__________________
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى :
" إذا أصبح العبدُ وأمسى - وليس همُّهُ إلاّ اللهَ وحدَه - تحمَّلَ اللهُ سبحانه حوائجَه كلَّها ، وحَمَلَ عنه كلَّ ما أهمَّهُ ، وفرَّغَ قلبَه لمحبّتِهِ ، ولسانهِ لذكرِهِ ، وجوارحَهُ لطاعتِهِ ، وإنْ أَصبحَ وأَمسى - والدُّنيا همُّهُ - حمَّلَه اللهُ همومَها وغمومَها وأَنكادَها ، ووكلَه إِلى نفسِهِ ، فشغلَ قلبَه عن محبَّتِهِ بمحبّةِ الخلقِ ، ولسانَه عن ذكرِهِ بذكرِهم ، وجوارحَه عن طاعتِهِ بخدمتِهم وأَشغالِهم ، فهو يكدحُ كدحَ الوحشِ في خدمةِ غيرِهِ ، كالكيرِ ينفخُ بطنَه ويعصرُ أَضلاعَه في نفعِ غيرِهِ !
فكلُّ مَنْ أَعرضَ عن عبوديّةِ اللهِ وطاعتِهِ ومحبّتِهِ بُلِيَ بعبوديّةِ المخلوقِ ومحبّتِهِ وخدمتِه ، قال تعالى : { ومنْ يَعْشُ عن ذِكْرِ الرَّحمنِ نُقَيِّضْ له شيطاناً فهو له قرين } [الزخرف :36 ] "
فوائد الفوائد ( ص 310 )
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:46 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.