أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
50592 104572

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-28-2023, 11:11 AM
سعيد النواصره سعيد النواصره غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 142
افتراضي عليك بالأمر الأول

ينبغي لكل مسلم غيور استقراء واقعنا المعاصر بكل أناة وتبصر ؛ ثم ينظر لنفسه ما يتمكن به من السير إلى الله تعالى وخدمة دينه العظيم على هُدىً مُبين ، يقيه مزالق شياطين الإنس والجن وحبائلهم التي باتت اليوم مستطيرة الشر لا تفتر مكائدُها ، ولا تندر وسائلها ، والعاملون للدين بين قلة القاصدين بالعلم الصحيح والسنة وكثرة المحرفين الإسلامَ بالخرافات والبدع والمناهج الفكرية السقيمة أو الفلسفات العقلية الشنيعة .

أتى التحزب الطائفي والتعصب المذموم على المسلمين بصنوف شتى من الطرائق المنهجية في فهم الدين وقواعده الاستنباطية التي تساعد على تكوين مرجعية علمية وتطبيقية متسقة مع الحالة الذهنية المتفتحة والمستقرة التي كانوا عليها علماء السلف من الأئمة والفقهاء ، واستطاعوا بها استحضار طاقة العلم والعمل عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يدي الأمة ، وهو ما كان يحوط المجتمع الإسلامي بما يحفظ قوته أن تميد بها المذاهب الفكرية التي نشأ بسببها عامة الفرق والأحزاب التي ظهرت في التاريخ الإسلامي ، وأحدثت فيه تشوهات تراثية لا زال أثرها يستحوذ على طيف واسع من جسم الأمة فضلاً عن المصائب والفتن التي تُلحقها بأهل السنة من حين لآخر .

إن الواقع الديني اليوم لهو أبين دليل على جناية التفرق والتحزب ، وما جره إلى الأمة من الولاء المذهبي والجرأة على الحق ؛ حتى عاد ذلك على الناس بالحيرة - وربما الشك أحياناً - حول طريق الخلاص والنهوض ، فلا نستوعب عقولهم مدى التناحر والتدابر بين الطوائف التي يدعي كُلٌ منها طريق الإسلام والسلامة ، وتنبذ غيرها تسفيهاً وتفسيقاً وتكفيراً ، وكذلك جعل لكل طاعن في الدين منفذاً ، واعطى لأهل الباطل قوساً يرمون به عقائدنا وقيمنا وأخلاقنا بلا رادع يزجرهم ولا خجل أو وجل .

الخلل الذي خطه الحزبيون والمتعصبون للمذاهب لبس من السهولة بمكان محوه ؛ وأغلب الظن أن يتسع ويرتفع أكثر ، وقد يسود حتى يكون هو صورة الإسلام الذي تُعقد له الندوات والمؤتمرات ، أو يتحرك له المسلمون ويتظاهرون أو يثورون ؛ فإن ما عدا الحق مُزين بباطل شهوة تتطلب دنيا أو شبهة تُفسد ديناً , ومؤيد بغلبة العواطف الإنسانية الجائشة والانفعالات الحماسية المجبولة في النفس البشرية والتي لا تُضبط بحد علمي وعقلي، وما بين هذا وذاك تُطمس حقائق الدين وأحكام الشرع والسنة تدريجاً فتكاد لا تُعرف وربما تُستنكر ، أو يستهجنها العوام بالذوق والاستحسان وضعف الهمة عن استيعابها واستعمالها .

من هنا يدرك العاقل كيف أن فكراً تكفيرياً - مثلاً - أو إسلامياً سياسياً ، أو منهجاً تعبديا يقوم على الخرافة والسخافة وتعظيم مالا يُعظم ، أو رفع ما حقه أن يوضع ؛ كيف له أن يستقطب عقول وقلوب كثير من أهل الإسلام ، حتى يصير لهم سلوكاً دينياً يتمايزون به ويتناكرون ، ثم تراهم إذا استحكمت فيهم حلقات ذاك الفكر يتعصبون له ويوالون ويعادون ، بل إنهم في الدعوة إليه يستمسكون بما قل أو ضعُف من الأدلة النظرية والعقلية فيعمدون إلى تفخيمها وتسمينها حتى تكون حرماً مذهبياً وطائفياً ، تتهاوى أمامه مقالات الناصحين في الله تعالى والداعين إلى كلمة الحق والنجاة وفلاح الآخرة .

خاتمة ..

"لن يُصلِحَ آخرَ هذه الأمة إلا ما أصلَحَ أولَها فما لم يكن يومئذٍ دينًا، لا يكون اليوم دينً " ؛ كلمات تغنيك في العقل ، وتُرق لك القلب ، وتمهد لك قاعدة الانطلاق واليقظة ، من إمام هُمام وعالم أمة مالكّ بن أنس رحمه الله.

قال العلامة محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله :
"جملة إن لم تكن من كلام النبوة، فإن عليها مسحة من النبوة، ولمحة من روحها، ووَمْضة من إشراقها "
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:21 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.