أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
32116 103800

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 03-19-2013, 01:38 PM
شاكر بن خضر العالم شاكر بن خضر العالم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: فلسطين
المشاركات: 613
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد القصبي مشاهدة المشاركة
يذهب الشيخ صالح آل الشيخ ، ولم أر هذا القول عند غيره من أهل العلم ، أنّ النبي هو من أمر بتبليغ الرسالة على وجه الاستحباب ، أما الرسول فهو ملزم بالتبليغ !!!!!!

مــا رأيكم؟؟؟؟؟؟

سبحان الله!
باركَ الله فيكَ أخانا محمد..
إضافة مهمّة..وقولٌ غريبٌ فعلاً، لم أسمعه من قبل..
لكن أقول: لا بدّ أنّ الشيخ-حفظه الله-ذكرَ دليلاً أو تعليلاً، فهلّا أَوْرَدْتَه إن كان يحضُرُكْ؟ أو أَحَلْتَنَا إلى مصدر كلامِ الشيخ؟
لا سيما وقد نقلَ أخونا أبو الحارث باسم خلف تفريقاً آخر عن الشيخ صالح.
وأتمنى أن ينضمّ إلينا-ولو في هذه الجزئيّة فقط-أخونا ومشرفنا الحبيب (حامد بن حسين بدر) فيفيدَنَا فيه، بحكمِ اختصاصِهِ بالإنتاج العلميِّ للشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله-.
__________________
للتواصل العلمي

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 03-19-2013, 01:58 PM
محمد القصبي محمد القصبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 245
افتراضي

ذكــر الشيخ صالح فــي شرح الأصول الثلاثة مايلي ( وهو ليس الكلام الذي قلته آنفا عنه لكنه قريب منه) :

ومن المتقرر أن ثمَّ فرقا بين النبي والرسول؛ فليس كل نبي رسولا، بينما كل رسول نبي، وقول الشيخ

هنا (ولا نبي مرسل)؛ لأن الرسالة أرفع درجة من النبوة. والفرق بينهما أن:

النبي: هو من أوحي إليه بشرع، وأُمر بتبليغه إلى قوم موافقين له، أو لم يؤمر بالتبليغ

والرسول: هو من أوحي إليه بشرع، أو كتاب، وأُمر بتبليغه إلى قوم مخالفين.

فإذن النبي مرسل، وقد يكون مرسلا إلى نفسه، لكنه ليس بالرسول بالمعنى الأخص.

وبهذا يتضح المقام بقوله، وذلك لقول الله تعالى ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى

أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾[الحج:52]، فأثبت أن الرسول مُرسل، وأن النبي أيضا يقع عليه الإرسال

قال (وما أرسلنا من قبلك من رسول)، (الرسول) يقع عليه الإرسال (ولا نبي) أيضا النبي يقع عليه

الإرسال، يعني يؤمر أن يبلغ ذلك لمن؟ لمن يوافقه هذا النبي، مثل أنبياء بني إسرائيل إذا مات فيهم

نبي؛ خلفه نبي يبلغ من يوافقه في عقيدته، من يوافقه في إتباعه لشريعة النبي؛ الرسول الذي قبله، إذا

بلَّغ موافقا، وكان هذا التبليغ مأمورا به من الله جل وعلا، ومعه شرع، أو بعض شرع، فإن هذا نبي.

وقد لا يكون مأمورا بتبليغه إلى قوما موافقين، فقد يُبَلِّغ نفسَه، وعلى هذا يحمل بأحد تفاسير أو شروح

العلماء، ما جاء في الحديث «أن النبي يأتي يوم القيامة وليس معه أحد» قد يكون لأنه لم يُستجب له،

وقد يكون بأنه إنما أُمر أو أوحي إليه لنفسه لا لغيره.
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 03-19-2013, 05:47 PM
عزام عبد المعطي الاشهب عزام عبد المعطي الاشهب غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: القــــدس
المشاركات: 953
افتراضي

بصراحة: الرأي الأخير والمنسوب للشيخ صالح آل الشيخ القول به واقراره من الغرابة بمكان، فأن يوحي الله سبحانه وتعالى لنبي من أنبياءه ثم لا يأمره بالبلاغ !!، أو أنه مخير بالتبليغ من عدمه " على الاستحباب" قول عجيب ،والأغرب من ذلك كله قوله عن تبليغه الوحي لنفسه!!، ومعنى هذا أن الله يوحي لنبيه بالوحي ليكون مصير الوحي فيما بعد الكتمان عن عباده ، أو أن يكون مصيره متعلق بما يختاره النبي إن شاء بلغ وإن لم يشأ ذلك كتمه!!، تعالى ربنا عن أن ينزل وحيا لعباده فيكون مصيره الكتمان.
أما ما تعلق بالحديث ، فلا أدري أين دلالته على " قد" الثانية! وهي لكونه لم يؤمر بالبلاغ!!
إذ إن دلالة الحديث وبتمامه دلت على خلاف هذه القد ونقيضها، فدلالته على أنهم مأمورون بالبلاغ مع بيان التفاوت في أعداد متبعيهم، فيكون مع أحدهم الرهط والاخر رجلا ورجلين وهكذا، وهذا ما يتفق أيضا مع الأدلة والنصوص الشرعية الاخرى، وأيضا ألفتُ انتباهكم على أن الاختلاف بأعداد الاتباع في الحديث ينقض هذا الرأي، فلا يعقل أن يوحي الله لنبي ومن ثم يؤمر بتبليغ رجلين فقط ، وليتأمل.
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 03-19-2013, 06:57 PM
شاكر بن خضر العالم شاكر بن خضر العالم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: فلسطين
المشاركات: 613
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد القصبي مشاهدة المشاركة
ذكــر الشيخ صالح فــي شرح الأصول الثلاثة مايلي ( وهو ليس الكلام الذي قلته آنفا عنه لكنه قريب منه) :


ومن المتقرر أن ثمَّ فرقا بين النبي والرسول؛ فليس كل نبي رسولا، بينما كل رسول نبي، وقول الشيخ

هنا (ولا نبي مرسل)؛ لأن الرسالة أرفع درجة من النبوة. والفرق بينهما أن:

النبي: هو من أوحي إليه بشرع، وأُمر بتبليغه إلى قوم موافقين له، أو لم يؤمر بالتبليغ

والرسول: هو من أوحي إليه بشرع، أو كتاب، وأُمر بتبليغه إلى قوم مخالفين.

فإذن النبي مرسل، وقد يكون مرسلا إلى نفسه، لكنه ليس بالرسول بالمعنى الأخص.

وبهذا يتضح المقام بقوله، وذلك لقول الله تعالى ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى

أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾[الحج:52]، فأثبت أن الرسول مُرسل، وأن النبي أيضا يقع عليه الإرسال

قال (وما أرسلنا من قبلك من رسول)، (الرسول) يقع عليه الإرسال (ولا نبي) أيضا النبي يقع عليه

الإرسال، يعني يؤمر أن يبلغ ذلك لمن؟ لمن يوافقه هذا النبي، مثل أنبياء بني إسرائيل إذا مات فيهم

نبي؛ خلفه نبي يبلغ من يوافقه في عقيدته، من يوافقه في إتباعه لشريعة النبي؛ الرسول الذي قبله، إذا

بلَّغ موافقا، وكان هذا التبليغ مأمورا به من الله جل وعلا، ومعه شرع، أو بعض شرع، فإن هذا نبي.

وقد لا يكون مأمورا بتبليغه إلى قوما موافقين، فقد يُبَلِّغ نفسَه، وعلى هذا يحمل بأحد تفاسير أو شروح

العلماء، ما جاء في الحديث «أن النبي يأتي يوم القيامة وليس معه أحد» قد يكون لأنه لم يُستجب له،

وقد يكون بأنه إنما أُمر أو أوحي إليه لنفسه لا لغيره.
باركَ الله فيكَ..
هكذا اتّضحَ الأمرُ..
فقولُ الشيخ-حفظه الله-ليس كما نُقِلَ عنه أوّلاً..
ولم يخرج الشيخ عن القولين المشهورين..
إنّما وجَّهَ قولَ الجمهور بأنّ النبيّ(لم يؤمر بالتبليغ)! بأنّه مأمورٌ بتبليغِ نفسِه..
وساعتئذٍ فلا وَجْهَ لنسبةِ هذا القول للشيخ صالح آل الشيخ أصلاً..
ويبقى الذي يمكنُ أن يسمّى اختياراً للشيخ هو ما نقلَه أخونا أبو الحارث باسم خلف.
__________________
للتواصل العلمي

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 03-19-2013, 07:12 PM
شاكر بن خضر العالم شاكر بن خضر العالم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: فلسطين
المشاركات: 613
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزام عبد المعطي الاشهب مشاهدة المشاركة
بصراحة: الرأي الأخير والمنسوب للشيخ صالح آل الشيخ القول به واقراره من الغرابة بمكان، فأن يوحي الله سبحانه وتعالى لنبي من أنبياءه ثم لا يأمره بالبلاغ !!، أو أنه مخير بالتبليغ من عدمه " على الاستحباب" قول عجيب ،والأغرب من ذلك كله قوله عن تبليغه الوحي لنفسه!!، ومعنى هذا أن الله يوحي لنبيه بالوحي ليكون مصير الوحي فيما بعد الكتمان عن عباده ، أو أن يكون مصيره متعلق بما يختاره النبي إن شاء بلغ وإن لم يشأ ذلك كتمه!!، تعالى ربنا عن أن ينزل وحيا لعباده فيكون مصيره الكتمان.
بارك الله فيكَ..
لا وجهَ-كما سبقَ-لنسبةِ هذا القول للشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله-، لأنّه في جليِّ أمرِهِ توجيهٌ لقولِ الجمهورِ، لا قولاً ثالثاً سوى الأقوالِ المشهورةِ..
وأمّا استبعادُ أن يوحِيَ الله بهدىً تقتصِرُ منفعتُهُ على فردٍ واحدٍ دونَ غيره..فهذا بعضُ ما أُورِدَ على قولِ الجمهورِ أصلاً.
غيرَ أنّني أقولُ:
أرى في عبارتِكَ الملوّنةِ بـ (الأحمر) حماسةً زائدةً-وفّقكَ الله-.
ولا ريبَ أنّ (العَقْلَ) لا يُحِيلُ ذلك ألبتّة! وإن كان يَحَارُ فيه ولا بدّ، وما كان كذلك فمَوْرِدُه أن يُفْهَمَ في ضوءِ قولِهِ-تعالى-: (ولا يُحِيطُونَ بشيءٍ من عِلْمِهِ).
لا سيما والقائلون بذلك هم جماهيرُ العلماء، وفيهم من الفُضَلَاءِ من فيهم، وهؤلاءِ أعرَفُ النّاسِ بما يليقُ ولا يليقُ بالله-عز وجلّ-، وما يجوزُ وما يمتنعُ عليه-تباركَ وتعالى-، وما يتنزَّهُ عنه أو يسوغُ أن يُوصَفَ به-تباركَ في عُلَاه-.
نعم، العبرةُ بالأقوالِ لا بالقائلين..هذا صحيح.
غيرَ أنّ نَقْدَ القولِ-ومحاكَمَتِهِ إلى الأدلَّةِ-شيءٌ، والزَّعْمُ بأنَّه يترتَّبُ عليه أن يُنْسَبَ إلى الله-عز وجلّ-ما يتنزّهُ عنه شيءٌ آخر، وقَدْرٌ زائدٌ على مجرَّدُ التّخطِئَة..
فرُوَيْدَكَ أخي..
زادكَ الله توفيقاً..
__________________
للتواصل العلمي

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 03-19-2013, 07:24 PM
شاكر بن خضر العالم شاكر بن خضر العالم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: فلسطين
المشاركات: 613
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزام عبد المعطي الاشهب مشاهدة المشاركة

أما ما تعلق بالحديث ، فلا أدري أين دلالته على " قد" الثانية! وهي لكونه لم يؤمر بالبلاغ!!
إذ إن دلالة الحديث وبتمامه دلت على خلاف هذه القد ونقيضها، فدلالته على أنهم مأمورون بالبلاغ مع بيان التفاوت في أعداد متبعيهم، فيكون مع أحدهم الرهط والاخر رجلا ورجلين وهكذا، وهذا ما يتفق أيضا مع الأدلة والنصوص الشرعية الاخرى، وأيضا ألفتُ انتباهكم على أن الاختلاف بأعداد الاتباع في الحديث ينقض هذا الرأي، فلا يعقل أن يوحي الله لنبي ومن ثم يؤمر بتبليغ رجلين فقط ، وليتأمل.
أصبتَ..
بل إنّ النبيَّ-صلى الله عليه وسلّم-قد ذكرَ ذلك في سياقِ التحدُّثِ بنعمةِ الله عليه في تكثير المستجيبين له، وتفضيلِهِ-في ذلك-على غيره من الأنبياء.
ولو كان النبيُّ منهم-عليهم الصلاة والسلام-يجيءُ ومعه رجلٌ وهو كلُّ من أُمِرَ بتبليغِهِ، أو معه الرّجلانِ أو الرّهط، وهم كلُّ من أُمِرَ بتبليغِهِم، لم يكن لرسولنا-صلى الله عليه وسلّم-عليهم مَفْخَرٌ بذلك..
لا سيما وهو القائلُ: (ما صُدِّقَ نبِيٌّ من الأنبياءِ مَا صُدِّقْتُ؛ إنَّ من الأنبياءِ من لم يُصَدِّقْهُ من أمَّتِهِ إلا رجلٌ واحدٌ).
ولو كان ذلك الرّجلُ الواحدُ محلَّ البلاغِ، لم تكن كثرةُ الأَتْبَاعِ وقِلَّتُهُم موضوعَ مقارَنَةٍ أصلاً! بل يكونُ موضوعُ المُقَارَنَةِ هو كمالَ البَلَاغِ والأداء، وهذا لا ريبَ في اكتمالِ حصُولِهِ منهم جميعاً-عليهم الصلاة والسلام-.
__________________
للتواصل العلمي

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 03-19-2013, 09:51 PM
عزام عبد المعطي الاشهب عزام عبد المعطي الاشهب غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: القــــدس
المشاركات: 953
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاكر بن خضر العالم مشاهدة المشاركة
بارك الله فيكَ..
لا وجهَ-كما سبقَ-لنسبةِ هذا القول للشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله-، لأنّه في جليِّ أمرِهِ توجيهٌ لقولِ الجمهورِ، لا قولاً ثالثاً سوى الأقوالِ المشهورةِ..
وبارك الله فيكم..
وأقول أستاذنا الفاضل: لستُ أنسب قولا للشيخ كما لستُ أنفيه طالما لم أطلع على جميع ما قاله الشيخ في المسألة، فقد يكون له أكثر من قول ولعل ولعل، فالأمر من جهتي يحتاج لشيء من التحقيق، وأما هنا فالعهدة على الراوي..

اقتباس:
غيرَ أنّني أقولُ:
أرى في عبارتِكَ الملوّنةِ بـ (الأحمر) حماسةً زائدةً-وفّقكَ الله-.

لا سيما والقائلون بذلك هم جماهيرُ العلماء، وفيهم من الفُضَلَاءِ من فيهم، وهؤلاءِ أعرَفُ النّاسِ بما يليقُ ولا يليقُ بالله-عز وجلّ-، وما يجوزُ وما يمتنعُ عليه-تباركَ وتعالى-، وما يتنزَّهُ عنه أو يسوغُ أن يُوصَفَ به-تباركَ في عُلَاه-.
نعم، العبرةُ بالأقوالِ لا بالقائلين..هذا صحيح.
غيرَ أنّ نَقْدَ القولِ-ومحاكَمَتِهِ إلى الأدلَّةِ-شيءٌ، والزَّعْمُ بأنَّه يترتَّبُ عليه أن يُنْسَبَ إلى الله-عز وجلّ-ما يتنزّهُ عنه شيءٌ آخر، وقَدْرٌ زائدٌ على مجرَّدُ التّخطِئَة..
فرُوَيْدَكَ أخي..
زادكَ الله توفيقاً..


أما أن عباراتي فيها حماسة زائدة فلستُ أرى ذلك أحسن الله إليكم، فأما عبارتي الأولى فإنها وبما هي عليه لبيان لما تعنيه ولما يلزم ولما يرد على هاته المقولة المراد نقضها..
وأما ما يتعلق بعبارتي الثانية :
- فأولا: أظن أن هنالك خط فاصل ودقيق بين ذلكم الذي أردتُه من قولي، وبين فهمكم لما قد يترتب عليها كالحط من قدر العلماء القائلين بذلكم القول، وهذا أخي الحبيب ممالا ولن ولم يرد على ذهني، فإنه ومن منهجيتي والتي اجتهد قدر استطاعتي السير عليها انما هو الالتفات للقول دون الالتفات لقائله كائنا من كان قائله، إن كان بحسب ظني حقا قبلتُه وإن كان باطلا رددتُه كائنا من كان قائله مع احترام شخصه، فالاهتمام من جهتي في نقض الخطئ بطرح ما يحضرني بذكر لوازمه وما شابهه ودون التعرض لشخوص من قال به من العلماء، فإن الخطأ من العلماء المجتهدين ومهما كان فساده وعظمه فإنهم معذورون لاجتهادهم عند قولهم لذلكم القول، وأيضا فإن ردنا لقولهم أو ردنا على ما قالوه لا تعني أننا لا نحفظ منزلتهم، بل نحفظها مع توقيرهم واجلالهم...

كما أن تنزيهي له سبحانه عند نقض القول لم يكن لأجل الحط من قدرهم، فإنني لأنزهه سبحانه وتعالى من أن يوحي إلى نبي ثم لا يأمره بالتبليغ عنه، وليس لأن العقل وبمجرده كان حاكما على قبول المسألة وردها، بل لما فيها من تعارض مع عدل الله وحكمته من إرساله للرسل والنبيين، فإنه تبارك وتعالى وكما بين في كتابه الكريم أنه أوحى لرسله وأنبياءه ليبينوا لأقوامهم مبشرين ومنذرين، فإنه سبحانه منزه عن أن يوحي لنبيه وحيا فيه الرشد والنذارة ثم لا يؤمره بالبلاغ أو أن يخيره بالأمر، وقد أخبر عن نفسه أنه لا يعذب الا بإرسال الرسل بالوحي لكيلا تكون للناس حجة من بعدهم...
وكذلكم لما في قوله تعالى من دلالة:"وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ - فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"

قال السعدي في تفسير هذه الاية ما نصه:"يخبر تعالى أنه أخذ ميثاق النبيين وعهدهم المؤكد بسبب ما أعطاهم من كتاب الله المنزل، والحكمة الفاصلة بين الحق والباطل والهدى والضلال، إنه إن بعث الله رسولا مصدقا لما معهم أن يؤمنوا به ويصدقوه ويأخذوا ذلك على أممهم، فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد أوجب الله عليهم أن يؤمن بعضهم ببعض، ويصدق بعضهم بعضا لأن جميع ما عندهم هو من عند الله، وكل ما من عند الله يجب التصديق به والإيمان، فهم كالشيء الواحد، فعلى هذا قد علم أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتمهم، فكل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لو أدركوه لوجب عليهم الإيمان به واتباعه ونصرته، وكان هو إمامهم ومقدمهم ومتبوعهم" اهـ
فإن الله قد أخذ على أنبياءه العهد والميثاق بنصرة رسوله وتصديقه و على حض أتباعهم ودعوتهم لنصرة النبي صلى عليه وسلم، فهنا إن كان سبحانه وتعالى أخذ عليهم الميثاق ببلاغ أقوامهم وحثهم على نصرته فكيف يكون التخيير بالبلاغ أو عدمه بعد ذلك...
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 03-20-2013, 02:41 PM
محمد القصبي محمد القصبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 245
افتراضي

يقول الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى في شرحه على( رسالة ثلاثة الأصول ):"مرّ معنا الفرق بين النبي والرسول, وأن النبي هو من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه, أو أمر بتبليغه لقوم موافقين, معلوم أنه إذا قلنا لم يؤمر بتبليغه, أن هذا على سبيل الوجوب, لكن قد يبلغ ولا يكون التبليغ واجبا عليه, فالنبي هو من أوحي إليه بشرع, يعني بدين, وأمر بتبليغه أو لم يؤمر بتبليغه. إذا قلنا لم يؤمر بتبليغه يعني وجوبا, وقد يبلغ ذلك استحبابا, فالنبي عليه الصلاة والسلام قبل أن يرسل بالمدثر بلغ ما أوحى الله جل وعلا إليه, بلغه خاصته كأبي بكر, وكخديجة, ونحو ذلك. وهذا التبليغ على التعريف ليس على سبيل الوجوب, بل هذا من جهة الاستحباب, لأن هذه فترة النبوة, فإذا كان تعريف النبي هو من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه, يعني وجوبا, أو أمر بتبليغه لقوم موافقين فإنه يكون تبليغه فيما لو بلغ يكون على وجه الاستحباب, ليس على وجه المطالبة من الله جل وعلا له بذلك, وقد يطالَب؛ يؤمر بتبليغه، فإذا أمر بتبليغه لقوم يخالفونه, لقوم مشركين, فإنه يكون ذلك الأمر إرسالا, ولهذا قال (نُبِّئَ بِـ(اقرأ)) قال جل وعلا بسم الله الرحمن الرحيم ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾[العلق:01] كما هو معروف في حديث عائشة المشهور أنها قالت -وهذا في أول الصحيح-: أول ما بُعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حُبِّبَ إليه الخلاء فكان يتحنث؛ أي يتعبد الليالي ذوات العدد. وساقت خبر إتيانه بالوحي, ورجوعه إلى خديجة, وما حصل في ذلك. فنبئ باقرأ جاءه الوحي, فقال«ما أنا بقارئ»، قال: اقرأ، قال: «ما أنا بقارئ» ظنّ عليه الصلاة والسلام أن جبريل يريد أن يقرأ شيئا مكتوبا, فقال: «ما أنا بقارئ»، يعني لست من أهل القراءة, خلافا لما قد يظن, أو ما حمل عليه بعضهم أن قوله «ما أنا بقارئ»، لست بقارئ يعني لن أقرأ, ولم يرفض هذا الطلب عليه الصلاة والسلام, لكن قال «ما أنا بقارئ»، يعني لست بقارئ, لست من أهل القراءة, لأنه لا يقرأ ولا يكتب عليه الصلاة والسلام, فقال له مرة أخرى: اقرأ. قال: «ما أنا بقارئ»، ثم جاءه في الأخيرة ككل مرة غطّه, ثم قال ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1)خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2)اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ(3)الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ﴾[العلق:1-4]، فنزل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم من غار حراء الذي كان يتحنث فيه يرجف بها فؤادُه, حتى أتى خديجة, فقصّ عليها الخبر، فقالت له: كلا والله لا يخزيك الله أبدا, إنك لتحمل الكلّ, وتعين على نوائب الدهر, وتصل الرحم. أو كما قالت، ثم قالت لورقة بن نوفل ما قاله لها عليه الصلاة والسلام، وقص عليه -عليه الصلاة والسلام- الخبر, فقال: هذا والله هو الناموس الذي كان يأتي موسى. الناموس يعني ملك الوحي الذي كان يأتي موسى ليتني كنت فيها -يعني في مكة- حيا, إذ يخرجك قومُك، قال: أو مخرجي هم؟ قال: لم يأتِ أحد بمثل ما جئت به إلا عُودي. فما لبث ورقة أن توفي وفتر الوحي. أو كما جاء في الحديث, حديث عائشة المعروف المخرج في الصحيحين, وهو في أوائل صحيح البخاري.

(نبئ بـ(اقرأ)) فمكث فيها مدة, وهذه المدة فتر فيها الوحي, ثم بعد ذلك أرسل بالمدثر, أنزل الله جل وعلا عليه ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ(1)قُمْ فَأَنذِرْ﴾[المدثر:1-2]، فصار الواجب هنا الإنذار, والإنذار يكون كما سيأتي, يكون لقوم وقعوا في شيء ينذرون عنه، فصار هذا علامة على الرسالة، (قُمْ فَأَنذِرْ) أنذر من؟ جاء مبينا في الآية الأخرى حيث قال ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾[الشعراء:214]، هذه كانت بداية الإرسال وبداية الإنذار عليه الصلاة والسلام.

(وأُرسِل بـ(المدثر))؛ أرسل يعني صار رسولا بنزول أول سورة المدثر عليه.
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 03-23-2013, 12:02 AM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي


أحسن ما قرأت في الفرق بين " النّبيّ" و"الرسول "
ماقاله ابن تيمية فى النبوات ج1 ص184...وما بعدها:
فالنبي: هو الذي ينبئه الله وهو ينبئ بما أنبأ الله به فإن أرسل مع ذلك الى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله اليه فهو رسول وأما اذا كان انما يعمل بالشريعة قبله ولم يرسل هو الى أحد يبلغه عن الله رسالة فهو نبي وليس برسول قال تعالى:" وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى ..(52) الحج وقوله "من رسول ولا نبي" فذكر ارسالا يعم النوعين وقد خص أحدهما بأنه رسول فان هذا هو الرسول المطلق الذي أمره بتبليغ رسالته الى من خالف الله كنوح وقد ثبت في الصحيح أنه أول رسول بُعث الى أهل الأرض وقد كان قبله أنبياء كشيت وإدريس وقبلهما آدم كان نبيا مكلما قال ابن عباس كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الاسلام فأولئك الانبياء يأتيهم وحي من الله بما يفعلونه ويأمرون به المؤمنين الذين عندهم لكونهم مؤمنين بهم كما يكون أهل الشريعة الواحدة يقبلون ما يبلغه العلماء عن الرسول وكذلك أنبياء بني اسرائيل يأمرون بشريعة التوراة وقد يوحَى الى أحدهم وحي خاص في قصة معينة ولكن كانوا في شرع التوراة كالعالم الذي يفهمه الله في قضية معنى يطابق القرآن كما فهم الله سليمان حكم القضية التي حكم فيها هو وداود فالانبياء ينبئهم الله فيخبرهم بأمره وبنهيه وخبره وهم ينبئون المؤمنين بما أنبأهم الله به من الخبر والامر والنهي فإن أرسلوا الى كفار يدعونهم الى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له ولا بد أن يكذب الرسل قوم قال تعالى:" كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُون ٌ"(52) الذاريات...وقال تعالى:" مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ(43) فصلت...فان الرسل ترسل الى مخالفين فيكذبهم بعضهم وقال تعالى:" وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ(109)حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنْ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ(110) يوسف وقال تعالى:" إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ(51) غافر...فقوله "وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي" دليل على أن النبي مرسل ولا يسمى رسولا عند الاطلاق لانه لم يرسل الى قوم بما لا يعرفونه بل كان يأمر المؤمنين بما يعرفونه أنه حق كالعلم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:" العلماء ورثة الانبياء" .
وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة فان يوسف كان رسولا وكان على ملة ابراهيم وداود وسليمان كانا رسولين وكانا على شريعة التوراة قال تعالى عن مؤمن آل فرعون:" وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ(34) غافر... وقال تعالى:" إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا(163)وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا(164) النساء...والإرسال اسم عام يتناول إرسال الملائكة وإرسال الرياح وإرسال الشياطين وإرسال النار قال تعالى:" يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ(35) الرحمن.. وقال تعالى:" الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ......(1) فاطر...فهنا جعل الملائكة كلهم رسلا والملك في اللغة هو حامل الألوكة وهي الرسالة وقد قال في موضع آخر:" اللَّهُ يَصْطَفِي مِنْ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ(75) الحج...فهؤلاء الذين يرسلهم بالوحي كما قال:" وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ(51) الشورى...وقال تعالى:" وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ....(57) الأعراف.... وقال تعالى:" أَلَمْ تَرَى أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا(83) مريم.....
لكن الرسول المضاف الى الله اذا قيل رسول الله فهم من يأتي برسالة الله من الملائكة والبشر كما قال تعالى:" اللَّهُ يَصْطَفِي مِنْ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ(75) الحج....وقالت الملائكة:" يَالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ....(81) هود...وأما عموم الملائكة والرياح والجن فإن إرسالها لتفعل فعلا لا لتبلغ رسالة قال تعالى:" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا(9) الأحزاب فرسل الله الذين يبلغون عن الله أمره ونهيه هم رسل الله عند الاطلاق وأما من أرسله الله ليفعل فعلا بمشيئة الله وقدرته فهذا عام يتناول كل الخلق.أ.هـ
ــــــــــــــــــــــــ

__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 03-24-2013, 04:38 AM
شاكر بن خضر العالم شاكر بن خضر العالم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: فلسطين
المشاركات: 613
افتراضي

حلقــ(2)ــة
قال المصنِّفُ-رحمه الله-:

أَمَّا بَعْدُ؛ فَهَذَا اعْتِقَادُ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ الْمَنْصُورَةِ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ‏، أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَهُوَ الإِيمانُ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، والإِيمَانُ بِالْقَدَرِ خِيْرِهِ وَشَرِّهِ‏.

قوله (أمّا بعدُ):

أصلُهَا عند النّحويِّينَ: (مهما يكنْ من شيءٍ بعدُ)، فتكون نائبةً عن (اسمِ شَرْطٍ) و(فعلِهِ)، وجوابُهَا ما دخلت عليه (الفاء)، قال ابن مالك:
أمَّا كَمَهْمَا يَكُ مِنْ شيءٍ وفَا *** لِتِلْو تِلْوِها وُجُوباً أُلِفَا


فهذا تنصيصٌ على وجوبِ دُخولِ (الفاء) على جوابِ (أمّا بعدُ)، وقد جاء في بعضِ رواياتِ حديثِ عِتْقِ بَريرَةَ المشهورِ قولُه-عليه الصلاة والسلام-: (أمّا بعدُ: ما بالُ أقوامٍ يشترطونَ شروطاً ليست في كتاب الله...) دون (فاء) في جواب (أما بعد)، فهل هذا يُشْكِلُ على تنصيصِ ابن مالك على وجوبِ دخولِ الفاء؟!

الجوابُ متفرِّعٌ عن مسألةٍ كبيرةٍ وهي: الاحتجاجُ بالسُّنَّةِ على شواهدِ اللُّغَةِ! وباعثُ إثارتِهَا إطباقُ كلمةِ المحدِّثينَ-تقريباً-على جوازِ الرِّوايَةِ بالمعنى! والرّاجحُ صِحَّةُ الاحتجاجِ ضمنَ بعضِ الضّوابطِ، وهذه المسألةُ بَسَطَهَا عبدُ القادر بنُ عمر البغداديُّ في (خزانة الأدب)، فتُراجَع.

وقد وقعَ خلافٌ معروفٌ في أوّل من قالَ (أمّا بعدُ)، والمشهورُ أنّه داود-عليه السلام-، وأنّها (فصل الخطاب) الذي أوتِيَهُ، وقيل غيرُ ذلك، وقد جمعَ الأقوالَ النّاظمُ في قوله:
جرى الخُلْفُ أمّا بعدُ من كان بادئاً *** بها، عُدَّ أقوالٌ وداودُ أقْرَبُ

ويعقوبُ أيُّوبُ الصَّبُورُ وآدمٌ *** وقُسٌّ وسَحْبَانٌ وكَعْبٌ ويَعْرُبُ


و(بعدُ) مبنيّةٌ على الضّم.

و(قبل) و(بعد) مع الجهاتِ السِّتِّ لها ثلاثُ حالاتٍ في الإعرابِ، فإنّها:

* إن أُضِيفَت أُعْرِبَت.

* وإن قُطِعَت عن الإضافةِ مع عدمِ كَونِ (المضافِ إليهِ) منويًّا، أُعْرِبَت-أيضاً-.

* وإن قُطِعَت عن الإضافةِ مع كونِ (المضاف إليه) منويًّا، بُنِيَت على الضمّ.

فمن الأوّل: (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ)، و(وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ).

ومن الثاني: قولُ القائلِ:
وساغَ لِيَ الشَّرابُ وكنتُ قَبْلاً *** أَكادُ أَغَصُّ بالماءِ الحميمِ


ومن الثالث: (فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ).

ويُؤْتى بها لبيانِ الشّروعِ في المقصود، أو الانتقالِ من أسلوبٍ إلى آخر، قاله أبو اسحاق الزَّجَّاج.

والإتيانُ بـ (أمّا بعد) سُنَّةٌ رواها نحوٌ من خمسةٍ وثلاثين صحابيًّا، ولا داعي للإتيان قبلها بـ (ثمّ)، ولم يُؤْثَر الاجتزاءُ بـ (الواو) عن (أمّا)، وإن وُجِدَ ذلك في بعضِ نُسَخِ (تفسير الطّبري)، أفادَه شيخُنَا الخضير-حفظه الله تعالى-.

(فهذا):

(الفاء) واقعةٌ في جوابِ (أما بعد).

و(هذا)، إن كانت هذه المقدِّمَةُ كُتِبَت قبل متن الرّسالةِ فالإشارةُ إلى حاضرٍ في الذِّهْنِ، وإن كانت بعدَهَا فالإشارَةُ إلى حاضرٍ في الأعيان، وقصّةُ كتابةِ هذه الرّسالةِ تُشْعِرُ بأنّ الأوّلَ أقرب، بل لا يُتَصَوَّرُ من شيخِ الإسلامِ-رحمه الله-وهو بحرُ العلومِ العقليَّةِ والنّقليَّةِ سِوَى هذا في مثل هذه الرِّسالة، كيف لا؟! وهو الذي كتبَ (الحَمَويَّةَ) وهو قاعدٌ بين الظُّهْرِ والعصر! وكتبَ (الكيلانيّة)-وصاحبها مستَوْفِزٌ يريدُهَا!! فرحمه الله وأعلى درجَتَه.

(اعتقادُ):

مصدر اعتقدَ يعتقدُ، وأصلُه من (العَقْدِ)، كـ (عَقْدِ الحبلِ)، ثمّ استُعْمِلَ فيما عُقِدَ عليه القلب مع التصميمِ والجَزْمِ.

(الفرقة الناجيةِ المنصورةِ):

الفِرْقَةُ: الطّائفةُ من النّاس. و(النّاجِيَةِ المنصورة): جمعَ لها الوصْفَيْنَ فأَحْسَنَ في ذلك جدًّا، وذلك أخذٌ من قولِه-عليه الصلاة والسلام-: «افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفَرَّقَتِ النَّصَارَى عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِى عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً»، وقد جاء في وصفِ الفرقةِ النّاجيةِ من هذه الفِرَقِ أنّها (الجماعة)، وأنّها (السواد الأعظم)، وأنّها من كان على مثل ما كان عليه النبيُّ-صلى الله عليه وسلّم-وأصحابه.

وهو حديثٌ «صحيحٌ مشهورٌ في السُّنَن والمسانيد» كما قال شيخ الإسلام.

وأمّا وصفُ الفرقَةِ النّاجيةِ بـ (المنصورَةِ) فمأخوذٌ من قوله-عليه الصلاة والسلام-: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِىَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ»، خرَّجَه صاحبا الصحيحين وغيرهما، وفي بعضِ رواياته: «...ولا تزال طائفةٌ من أمّتي منصورينَ، لا يضرّهم من خَذَلَهم حتى تقوم الساعة».

(أهلِ السّنة والجماعة): بَدَلٌ من الفِرْقِةِ.

والمرادُ بالسُّنَّةِ: الطّريقة التي كان عليها رسول الله-صلى الله عليه وسلّم-وأصحابُه قبل ظهور البِدَع والمقالات.

والجماعةِ: اسمٌ للقوم المجتمعين، والمرادُ بهم هنا جماعةٌ مخصوصةٌ بالأوصافِ أو بالأعيانِ، وعند النّظرِ في تنوُّعِ الأقوالِ يُعْلَمُ أنّ الوَصْفَ هو المقصود، وإنّما خصَّهَا من خصَّهَا بالصّحابَةِ-رضي الله عنهم-للقَطْعِ بتحقُّقِ أوصَافِ النّجاةِ فيهم، والله أعلم.

ولا ينصرف لقب (أهل السنّة والجماعة) عند الإطلاقِ المجرّد إلّا إلى أهلِ الحديث، وأهل الأثر، الملازمين لطريقةِ الصّحابةِ في العلمِ والعمل، الموافقين لها في تقريرِ مسائلِ الدِّينِ كافّة، هذا عند الإطلاق.

وإن كانَ بعضُ أهلِ العلمِ قد وسَّعَ مسمّى (أهل السّنّة والجماعةِ) في سياقِ المُقَابَلَةِ، فأدخلَ فيها الأشعريَّةَ والماتريديَّةَ، والظّاهرُ أنّ مناطَ ذلك عند من جوَّزَه، هو النّظرُ إلى التزامِ هاتين الطائفتين في النّاحيةِ النّظريّة لطريقةِ السّلف، وإن كان يظهرُ عندَ التحقيقِ عدمَ إصابَتِهِم لها في نفسِ الأمرِ، وإلّا فكثيرٌ من رؤوسِ هاتينِ الطائفتينِ مصرِّحُون بوجوبِ لزومِ طريقةِ الصّحابةِ-رضي الله عنهم-، ولا يُعْرَفُ لأكثرهم-لا سيما المتقدّمين منهم-تنقُّصٌ ولا طَعْنٌ في أحدٍ من الصّحابةِ أو أعلامِ التّابعين ومن بعدهم من أهل الأثر، هذا مع التّفريقِ بين متقدّميهم ومتأخريهم-ضرورةً-، فإنّ المتأخّرين قد أغرقوا فيما سكتَ عنه المتقدّمون، بل فيما صرّحوا بذمِّه والنّهيِ عن الخَوضِ فيه.

(وهو الإيمانُ بالله...): الضميرُ عائدٌ إلى (الاعتقاد).

والإيمانُ: هو في اللغةِ الإقرارُ والتّصديق.

وفي الشّرعِ: اعتقادٌ وقولٌ وعملٌ.

وسيأتي له فصلٌ مفردٌ في المتن، فيُتَمَّمُ الكلامُ عليه فيما يأتي-إن شاء الله-.

والمذكوراتُ في قوله (وهو الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه ، ورسله، والبعث بعد الموت، والإيمان بالقدر خيره وشره) هي أركان الإيمان السّتّة.

وقوله (والبعث بعد الموت): ردٌّ على من أثبتَ مطلقَ البعث، ولم يؤمن بأنّه بعثٌ جسمانيٌّ لمن كان حيًّا في الدنيا، وهو قولٌ موزّعٌ بين طوائف من اليهود والنصارى والفلاسفةِ وغيرهم.

ويجبُ التّنبيهُ هنا على مسألتين:

الأولى: أنّ مصطلحَ (الرّكن) مصطلحٌ أصوليٌّ حادثٌ متأخرٌ، وقد اشتهرَ استعمالُه في وصفِ مباني الإسلامِ والإيمان، فيُقَال: (أركان الإسلام) و(أركانُ الإيمان).

والرُّكْنُ هو جُزْءُ ماهيَّة الشيء، ولا يقوم الشيءُ إلّا به، وحكمُه عند الأصوليِّين أنّه يلزَمُ من عدمه العَدَم.

وهو بهذا التّعريفِ صالحٌ لأن يستعملَ في أركان الإيمان، فقد اتّفقت الأمّة على أنّ من تركَ منها واحداً لم يكن مؤمناً.

غيرَ أنّ هذا لا ينطبقُ بحذافيره في (أركانِ الإسلامِ)!

فإنّ الأمّة قد اتفقت على تكفيرِ تاركِ الشهادتين، ووقعَ الخلافُ المشهور في تكفيرِ تاركِ الصلاة، ومسألةُ المباني الثلاثةِ الأخرى معلومةٌ-أيضاً-، فقد حُكِيَ فيها الإجماعُ على عدمِ التكفيرِ بمجرّد تركِهَا، لكنّ القولَ بالتّكفيرِ بتركِهَا قولٌ معروفٌ عند السّلف، كما جاء عن عمر-رضي الله عنه-فيمن تركَ الحجَّ وله جِدَةٌ، وكما جاء عن غيرِهِ في الزكاةِ-أيضاً-.

هذا، مع أنّ مقتضى إطلاقِ (الرُّكْنِ) على كلِّ واحدٍ منها أن يُقالَ بكفرِ من تَرَكَه قولاً واحداً، غيرَ أنّ الخلافَ في ذلك حاصلٌ لا يُنْكَرُ، وسببه الاختلافُ في دَلالاتِ النّصوصِ وما يُبْنَى عليها من الأحكام.

وثمرةُ هذه الملاحظة، أن يُدْرِكَ طالبُ الهُدَى من الكتابِ والسّنّةِ أنّ عليهِ أن يحاكِمَ الاصطلاحاتِ المتأخِّرَةِ إلى النّصوص، لا أن يعكِسَ، والله أعلم.

وهذه الملاحظةُ كلُّها مستفادةٌ من تقريرات الشيخ العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ-حفظه الله-في مواضعَ من كلامِهِ على متونٍ مختلفة، غير أنّي نقلتُ المعنى الذي يحضرني ولم آتِ بشيءٍ بحروفِه.

الثانية: متى يكون الإنسانُ قائماً بكلِّ واحدٍ من هذه الأركانِ السّتّة ومتى لا يكون؟!

الجواب: إنّ في كلِّ واحدٍ من هذه الأركانِ الستّةِ حدًّا أدنى، هو القَدْرُ المُصَحِّحُ للإيمان بهذا الرُّكْنِ، ولا يكون من لم يحقق هذا الحدّ مؤمناً به.

وقد ذكروا في كلِّ ركنٍ ما دلَّ الدّليلُ وواقعُ المكلّفين على أنّ من لم يأتِ به فقد تركَ ما عُلِمَ بالضرورةِ من الدّين، وأعرضَ عن دلالاتِ الكتابِ والسّنّةِ التي يدركها آحادُ المكلّفين من العامّة، ولا تحولُ دون الإيمانِ به شبهةٌ.

وأمّا ما لم يكن كذلك من مفصّل الاعتقادِ الذي قد يجري فيه الخلاف، ولا تُدْرَكُ حقائقه إلا بالطّلب والاجتهادِ والاستنباط، فهذا-وإن كانَ يندرجُ تحت هذه الأركان الستّة، وداخلٌ في حيِّزِ المُطَالَبَةِ-، لكنّه لا يُكَفَّرُ من خالفَ فيه، بجهلٍ، أو تأويلٍ سائغٍ، أو شُبْهَةٍ ناهضةٍ كافيةٍ للعُذْرِ، والله أعلم.
__________________
للتواصل العلمي

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:05 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.