نفثة مصدور (20) (الشيخ أبو أويس رشيد الإدريسي المغربي)
بسم الله ..
* نفثة مصدور ( 20 )
من الأصول التي يجب أن يقوم عليها الشأن الدعوي " أصل التزكية " ، فبضعفه غاية (!) تطفح على سطح ميدان الدعوة : ( رعونات النفوس )؟! .. ، ويظهر على جبينها : ( الفجور السلوكي ) ؟! ..، ويتبدى على ظهرها : ( الفساد الأخلاقي ) ؟! ..، وتجليات ذلك - إلا من رحم الله - في :
- تنافر القلوب ..
- والافتراق والشقاق ..
- والظلم والعدوان ..
- والإجحاف وعدم الإنصاف ..
- وسوء الخلق وفقدان الأدب ..
وهذه المعضلات بسبب حدوث الفساد في :
- قوة الفكر = ( العلم والحكمة ) ؟! ..
- والقوة الدافعة = ( الصبر والتؤدة ) ؟! ..
- والقوة الطلبية = ( المجاهدة والعفة ) ؟! ..
وبفساد هذه القوى يصاب ( الصرح الدعوي ) بالخلل والوهن والاضطراب ( ؟!) ..، فنهرول في غير المسعى بمبعدة عن إرشادات وإشراقات السنة والكتاب ( ؟!) ..
ويضاف إلى هذا الذي ذكرت في خصوص أهمية ( التزكية ) في الشأن الدعوي : أن يعلم أن عدم مجاهدة النفس ، وترك الارتقاء بها في مدارج الإيمان مدعاة ل " قسوة القلوب " وهذه لها الأثر البليغ في ( تحريف معاني الشريعة ) ؟! - وكل بحسبه - مما يجعل الأنظار الدعوية على خلاف " الفهوم الأثرية " فتفسد الطرائق ..، ونتنكب الحقائق ..
فتأمل - يا رعاك الله - عند هذا الحرف من الكلام قوله تعالى : ( وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ) ..
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في تفسير الآية : " ( وجعلنا قلوبهم قاسية ) أي : فلا يتعظون بموعظة لغلظها وقساوتها .
( يحرفون الكلم عن مواضعه ) أي :
- فسدت فهومهم .
- وساء تصرفهم في آيات الله .
- وتأولوا كتابه على غير ما أنزله .
- وحملوه على غير مراده .
- وقالوا عليه ما لم يقل .
عياذا بالله من ذلك " إنتهى .
وجُمَّاع المقصود من هذه ( النفثة ): أن القلوب التي لم تلقح ب ( العلوم والمجاهدات ) تصير حاضنة للشكوك والشبهات ، ومرتعا للأهواء والشهوات ، تطفح على واجهة الدعوة - خاصة - زمن الفتن والبليات .
أبو أويس الإدريسي - عفا الله عنه -
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).
قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."
عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
|