أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
81366 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-15-2009, 03:46 PM
ياسين نزال
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي لولاَهُم –رحمهم الله- لما صارَ الدّكاترةُ دكاترةً...!

لولاَهُم -رحمهم الله- لما صارَ الدّكاترةُ دكاترةً...!


منَ المؤكّدِ أنّه حينما يتكلّمُ متكلِّمٌ أو يكتبُ كاتبٌ عنِ الألقابِ؛ فإنّه -بذلكم- لا يقصدُ تِلْكُم الألقابَ المرتبطةَ بالشّرعِ بدلالةِ التضمّن أوالالتزامِ؛ وإنّما -فقطْ- الدّخيلةُ -منها- عليْنَا.
وإني في هذِه الحلْقة «الثامنة» منْ «سلسلة أدبيات في أدبياتِ السّاحةِ العلميّة» لنْ أتعرّضَ لتفصيلِ شَرْعيتها؛ كونُ فضيلةِ العلاّمةِ «بكر أبو زيد» رحمه الله قدْ كفى الأمّةَ مِنْ خلال رسالته النّافعةِ:«تغريب الألقاب العلمية»؛ والتي فيها ناقشَ بعضَ الألقابِ الدّخيلة؛ ومِنْ ذلكَ لقبُ «الدّكتور».
إذْ قَالَ في (ص 34):«أمّا هذَا اللقبُ «دكتور» فهو مضطربُ الدّلالة إذْ يستوِى في إطْلاقِه كلّ مَنْ نَالَ هذِه المرتبةَ النّظاميةَ مِنْ طبيبٍ، وبَيْطارٍ، ولُغَويٍّ، وأديبٍ، وفقيهٍ، ومحدِّثٍ، ومهندسٍ، وهكَذا مِنْ كافرٍ أو مسلمٍ، صالحٍ أو غيرِ صالحٍ».
وفي موضعٍ آخرَ (ص 27) قالَ رحمه الله -ناقلاً-:«والدّكتورُ في الأصلِ هو الذي يعلم علَنًا، وأطلقَه اليهودُ على الرّبّانيّ أو «الحاخام» العالم بالشّريعة، وأطلقَه المسيحيّون على الذي يفسّر الكتب المقدسة».
ثمّ بيَّنَ بالحجة والدليل غُربةَ هذه الألقابِ، وكيفَ أنَّ المسلمين -ولضعفهم وذلتهم- تابعوا غيرَهم -تحقيقًا-؛ كما أخبرنا بذلك النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«لتتبعن سَنن من قبلكم..».
ففي هذه المقالة لن يتعدّى كلامي الإجابةَ عنْ سؤالٍ غفلَ عنه -أو لم يعملْ بجوَابه- الكثيرُ مِنْ طلاّب العلم؛ ألا وهو: هل كل من لُقّب بـ«دكتور» صار في رتبة العلماء؟!
والجاعلُني لأنْ أقولَ هذا الكلامَ وأسأل ذلكم السؤالَ؛ هو ما يحدثُ -الآن- في الساحة العلميّة؛ فمَا أنْ يطلَع علينا دكتورٌ مَا بمقالةٍ أو كتابٍ؛ حتّى تجدَ الطّلاب يرمونه بوابل من الحمدِ والمدحِ ونعته بفضيلة الشّيخ، والعالم، والفقيه، و غير ذلك...
فقلتُ في نفسي؛ لعلَّ منشأَ الغلطِ ناتجٌ عن عدمِ الفهم الصّحيح لثمرة هذه الألقاب الدّخيلة؛ كونها ليستْ منّا ولا نحن مِنها.
ولمعرفة ثمرةِ هذَا اللّقبِ أو ما شابهه؛ فعليْنَا -فقط- الإجابة على هذَا السّؤالِ: هل الذي يتحصّل على الدكتوراه في علم الفيزياء أو الرياضيات أو الكمياء يصبحُ عالما فيها؟!
منَ المؤكّد بأنّ الجوابَ سيكون بالنّفيِ المؤكّدِ بالأيمانِ؛ إذْ -من المعروفِ عمليًّا- بأنَّ الإنسانَ ليصيرَ عالمـًا في الفيزياء أو الكمياء؛ لابدّ من أنْ تكتملَ فيه أمورٌ أخرى لا علاقةَ لها بالتّدريس النّظامي؛ والكل يعرفُ قصّةَ -ذلكم- العالم الألماني انشتاين؛ الذي كان يكره التدريس النظامي؛ بل كان فاشلاً فيه؛ والسبب في ذلك عدمُ القناعةِ!!
فمِنْ واقعِ مفهومِ هذَا اللقبِ عند أهله؛ يمكننا الجزمَ بأنَّ مقولة «دكتور في الحديث»؛ ليست برتبة «عالم» في «الحديث» -إطلاقًا-، وكذا بقية العلوم الشرعية.
-ومن بابِ المداخلة دون مجازفةٍ-؛ لوْ قُلنَا وقُمنَا باستبدال كلمةِ «دكتور» في «علم الحديث» أو في أيّ علمٍ بـ«المهندس»؛ لكان أسلمَ وأحكم!
إذ «المهندس» كما ما جاء في اللسان وفي غيره؛ أصلها:« ( هندز): الهِنْدازُ معرّب، وأَصله بالفارسية أَنْدازَه؛ يقالُ: أَعطاه بلا حساب ولا هِنْدازٍ. ومنه المُهَنْدِزُ؛ الذي يُقَدِّرُ مَجارِيَ القُنِيِّ والأَبْنِيَة؛ إِلا أَنهم صيَّروا الزاي سينًا؛ فقالوا: مُهَنْدِسٌ؛ لأَنه ليس في كلام العرب زاي قبلها دال ».
ألا ترى بأن المحدّث -كذلك- يقومُ بفحص ودارسة طرق الحديث، والعناية بها للسّالكين؟!
فأيهما أقرب للقياس الصّحيح -إذًا-: أ«الدكتور» أم «المهندس»؟!
وليظهرَ الجوابُ-أكثر- ويتّضحَ -به- المقالُ؛ سأنقل -مختصِرًا- من كتاب «العلماء الذين لم يتجازوا سن الأشدّ (15-40)» أنموذجًا من واقع ترجمتين لعالمين بلغَا مبلغًا مِنَ العلمِ؛ ولم يصِلاَ -بعدُ- السّنّ النّظاميَّ لهذه الشهادات؛ وغيرهما كثير:
الأولى: «ابن البرزالي: قال ابن حجر: أسمَعَه أبوه الكثير، وحصل له الإجازات من شيوخ عصره، ومَهَرَ وهو شابّ في الفقه والنحو والخط، ومات قبل أن يبلغ العشرين في شهر الله المحرم.
وقال الذهبي: الفقيه المقرئ...حفظ وتفنن وسمع الكثير من الخلق... وحدّثَ وكتب الطّباق. توفي وله ثماني عشرة سنة...»!
الثانية: «علي بن عبد الكافي:
قال الذّهبي: ... الفقيه الحافظ، مفيد الطلبة... سريع القلم... مات شابًّا.
وقال: مات وله ست وعشرون سنة ولو عاش ما تقدمه أحد».
فالأوّل لم يتجاوز العشرين، والآخر السّتّ والعشرين؛ وهُما - في الحفظ و العلم والاتقان - مَنْ هُما؛ فأينَ الدّكاترةُ مِنهُما؟!
وبالمقابلِ هناك مِنَ العلماء والفضلاء والأئمّة في عصرنا -عصر ظهور الشهادات النظامية- مَنْ تعدّى هذا السّنَّ؛ ولم يذق طعمَ هذه الشّهادات؛ بل هيَ الّتي تَبكي عليهِ دمًا وحسرةً طمعًا في أن يُنقَشَ عليهَا اسمُه؟!
فأذْكرُ -على سبيل المثال لا الحصر- الإمام الألبانيّ رحمه الله تعالى؛ فالكلّ يعرفُ (عمَلَه) وعِلْمَه؛ فأينَ هؤلاء الدّكاترة منه؟!
أَمِنَ القياسِ السليم-إذًا- أنْ نسوّيَ بينَ مَنْ أفنى عمُرَه -ليل نهار- في الطّلبِ والبحثِ والتّحقيقِ وخدمة العلم وأهلهِ؛ وبين مَنْ ربّما لم يمرّ على حملِه لهذه الشهادة - سوى ساعاتٍ- ؟!!
فإذا كانَ أولئك هكَذَا؛ فأينَ نضع هؤلاء وأمثالهم إذًا؟!
أفَنقول لهم: توقّفوا عن العلم والتعليم؛ حتى تحصلوا على هذه الشهادات؟!
ثمّ إنَّ الإلزامَ بالشهادات؛ إلزامٌ للآخرين بما لا يلزمهم؛ إذِ الأوْلى أن يُلزمَ الفرعُ بالرّجوعِ للأصلِ وليسَ العكْس!! فتلِكُم الشهادات النّظامية -بمفهومها المعاصر- لم تكن مشروطةً ولامعروفةً عند أسلافِنا! الذين لولاههم -رحمهم الله تعالى - لمـا صارَ الدّكاترةُ دكاترةً...!!
فالذي أردته -من خلال هذه العجالةِ-؛ هو تنبيه -نفسي وإخواني- من خطورة الجريِ وراءَ الألقابِ والشّهادات دون السّعي في التّحصيل والتأصيلِ الحقيقيّ الذي تحصلُ به النّجاة، و -أيضًا- مِنْ خطورةِ النّظر إلى أسماء أصحابها دونَ النّظرِ في مقالاتهم؛ فالكلّ -ولله الحمد- يحفَظُ ويعرِفُ بأنَّ «الحقَّ لا يُعرف بالرّجال» -نظريًّا-؛ ولكنْ؛ أينَ نحنُ مِنْ هَذَا -تطبيقًا-؟!
وصلى الله وسلّم وبارَك على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه...
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-15-2009, 09:23 PM
ابو همام البرغوثي ابو همام البرغوثي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 279
افتراضي

بارك الله فيك اخي ياسين على هذا المقال النافع.
وارجوا من الاخوة ان يفهموا قصد الاخ ياسين.
__________________
(قال الأوزاعي رحمه الله " عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس وإياك ورأي الرجال وإن زخرفوه لك بالقول , فإن الأمر ينجلي وأنت منه على طريق مستقيم )
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-15-2009, 10:19 PM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

بارك الله فيك ونفع بك, كلامك حق و صواب, أجدت و أفدت. جزاك الله خيرا
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
دكتور، السلف

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:23 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.