أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
101417 89305

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-16-2009, 03:08 PM
عماد عبد القادر عماد عبد القادر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المملكة الأردنية الهاشمية
المشاركات: 3,334
افتراضي لِمَاذَا نَدْعُو إِلَى (السَّلَفِيَّة)؟-الحلقة الثانية- لشيخنا عليُّ الحَلَبِي

الحلقة الثانية

لشيخناعليُّ بنُ حسَنٍ الحَلَبِي ُّحفظه الله


لِمَاذَا نَدْعُو إِلَى (السَّلَفِيَّة)؟




ثُمَّ؛ مَرْجِعِيَّةُ فَهْمِ الصَّحابَةِ لِلدِّينِ: مَرْجِعِيَّةٌ أَساسٌ –أَيْضاً-، وَقَدْ نَصَّ عَلَيْهَا القُرْآنُ الكَرِيمُ؛ كَمَا فِي قَوْلِهِ –تَعَالَى-: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ}:

وَقَدْ رَوَى الإِمَامُ الهَرَوِيُّ فِي كِتَابِهِ «ذَمِّ الكَلاَم» (759) عَن الصَّحابِيِّ الجَلِيلِ ابْنِ عَبَّاس -فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ-أَنَّهُ قَال -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: «يُخَاطِبُ بِهِ الصَّحَابَةَ».

فَجَعَلَ اللهُ –تَعَالَى- الإِيمَانَ الحَقَّ- هُوَ الإِيمَانَ المُمَاثِلَ لإِيمَانِ الصَّحابَةِ، وَالَّذِي هُوَ سَبِيلُ الهِدايَة وَالتَّوْفِيق –لاَ غَيْرَ-.

وَهَذا يَتَضَمَّنُ –بَداهَةً- اعْتِبارَ فَهْمِهِم، وَجَعْلَ القِيمَةِ الكُبْرَى لَهُ وَلَهُم؛ فَهُم الَّذِينَ شَهِدُوا الوَحْيَ، وَعايَشُوا التَّنْزِيل، وَلَم تَلْتَوِ لُغَةُ القُرْآن عَلَى عُقُولِهِم، وَلَمْ تُصِبْهُم عُجْمَةُ البَيَانِ وَاللِّسَان، وَلاَ عُجْمَةُ القَلْبِ وَالجَنَان !

وَهَذَا المَعْنَى -نَفْسُهُ- ذَكَرَهُ القُرْآنُ الكَرِيمُ فِي قَوْلِ اللهِ –تَعَالَى-: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً}.

فَأَيُّ سَبِيلٍ لِلمُؤْمِنينَ –هَذَا- المَعْطُوفُ عَلى اتِّباعِ طَرِيقِ الرَّسُولِ –صلى الله عليه وسلم- ، المُتَضَمِّنُ اتِّباعَ كِتَابِ اللهِ –لُزوماً-؛ كَمَا قَالَ –سُبْحَانَهُ-: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ} – إِنْ لَمْ يَكُنْ طَرِيقَةَ الصَّحَابَةِ الأَكْرَمِين فِي الفَهْمِ الصَّادِقِ المُبِين، وَالتَّصَوُّر الحَقِّ الأَمِين ؟!

وَمَا أَجْمَلَ مَا قَالَهُ العَلاَّمَةُ ابْنُ أَبِي جَمْرَةَ –المُتَوَفَّى سَنَة (699 هـ) –رَحِمَهُ الله- فِي مُفْتَتَحِ كِتَابِهِ «بَهْجَة النُّفُوسِ شَرْح مُخْتَصَر صَحِيحِ البُخَارِيّ»:

«وَقَدْ قَالَ العُلَمَاءُ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ –تَعَالَى-: { وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى }. : إنَّ المُرادَ بِذَلِكَ الصَّحَابَةُ وَالصَّدْرُ الأَوَّلُ ؛ لِأنَّهُم هُم الَّذِينَ تَلَقَّوْا مُواجَهَةَ الخِطَابِ بِذَواتِهِم السَّنِيَّةِ ، وَشَفَوْا بِحُسْنِ السُّؤالِ عَمَّا وَقَعَ فِي النُّفُوسِ مِنْ بَعْضِ الإِشْكَالِ ، فَجَاوَبَهُم –عَلَيْهِ السَّلاَم- بِأَحْسَنِ جَوابٍ ، وَبَيَّنَ لَهُم بِأَتمِّ تِبْيَانٍ ؛ فَسَمِعُوا وَفَهِمُوا وَعَمِلُوا وأَحْسَنُوا وَحَفِظوا وَضَبَطُوا وَنَقَلُوا وَصَدَقُوا.

فَلَهُم الفَضْلُ العَظِيمُ عَلَيْنَا ؛ إِذْ بِهِم وُصِلَ حَبْلُنَا بِحَبْلِ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ –صلى الله عليه وسلم- ، وَبِحَبْلِ مَوْلانا - جَلَّ جَلالُهُ-؛ فَلَهُم اليَدُ العُلْيَا - حَقًّا وَسَبْقاً -؛ فَجَزاهُمُ اللهُ عَنَّا أَفْضَلَ مَا جَزَى مُحْسِناً قَد أَحْسَن .

وَكَيْفَ تُغْفَلُ أَلْفاظُهُم وَمَا قُلْنَا العُشْرَ مِمَّا يَجِبُ عَلَيْنَا ؟!

وَإِنْ مُلْحِدٌ تَعَرَّضَ إِلَيْهِم ، وَكَفَرَ نِعْمَةً قَدْ أَنْعَمَ اللهُ بِهَا عَلَيْهِم : فَجَهْلٌ مِنْهُ وَحِرْمَانٌ وَسُوءُ فَهْمٍ وَقِلَّةُ إِيمَانٍ ؛ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ يَلْحَقُهُم تَنْقِيصٌ لَمَا بَقِيَ فِي الدِّينِ سَاقٌ قَائِمَةٌ ؛ لِأَنَّهُم هُم النَّقَلَةُ إِلَيْنَا».

... وَإِذ الأَمْرُ كَذَلِك ؛ فاعْتِبَارُ أَنَّ القُرْآنَ الكَرِيمَ هُوَ المَصْدَرُ (الوَحِيدُ) لِلإِسْلاَم: طَعْنٌ فِي ثُبُوتِ السُّنَّةِ، وَتَشْكِيكٌ فِي القُرْآنِ –نَفْسِهِ- ثُمَّ؛ إهْمَالُ (سَبِيلِ المُؤْمِنين) فِي فَهْمِ الدِّين –بَعْدُ- طَعْنٌ فِي سَبِيلِ فَهْمِ القُرْآنِ وَالسُّنَّة - مَعًا- ...

وَهَذَا –جُمْلَةً- هَدْمٌ لِلدِّين، وَإِنْ كَانَ صَاحِبُهُ وَمُدَّعِيهِ مِنَ الجاهِلِين، أَوْ عَن سُوءِ صَنِيعِهِ مِنَ الغافِلِين!!!

ثُمَّ؛ مَتَى كَانَ هَذَا ( الآخِرُ ) -الَّذِي لاَ يُحْسِنُ سَبْكَ الكَلاَمِ، وَتَجْمِيعَ الحُرُوفِ؛ بَلْهَ فَهْمَ الأُصُولِ، وَلاَ يُتْقِنُ إِدْرَاكَ مَعَانِي اللُّغَةَ، وَلاَ يَعْرِفُ دَقَائِقَ عُلُومِ الآلَةِ-: حَكَماً عَلَى ذَاكَ ( الأَوَّلِ ) الَّذِي لاَ يُقَارَنُ بِهِ هَذا –قَدْراً وَعِلْماً-؟! فَضْلاً عَنْ أَن يُشَكِّكَ هَذا الآخِرُ بِذَاكَ الأَوَّلِ –خَبْطَ عَشْواءَ- تَلاَعُباً لَفْظِيًّا، وَزَخْرَفَةً بَيَانِيَّةً –وَيَا لَيْتَها مَهْضُومَة سَائِغَة-؟!!

وَمِن هَذا التَّلاَعُبِ (المَكْشُوفِ): قَوْلُ مَن قَال –مُنْتَقِياً (!) أَلْفاظاً مُنَفِّرَةً!-: «الأُمَّةُ لاَ تَتَقَدَّمُ إِذَا كَانَت مَاضَوِيَّةَ الفِكْرِ، رَجْعِيَّةَ التَّفْكِير»!!

فَهَذَا كَلاَمٌ لَهَ خَبْءٌ؛ ظَاهِرُهُ فيهِ الرَّحْمَةُ، وَبَاطِنُهُ مِن قِبَلِهِ العَذَاب!! وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى ذَاكَ التَّلاَعُبِ اللَّفْظِيِّ –سَواءً بِسَوَاء-؛ فَيُقَال:

إنْ كَانَت هَذِهِ (المَاضَوِيَّةُ)، وَتِلْكَ (الرَّجْعِيَّةُ) مَوْصُولَةً بِالدُّنْيا، وَالتَّطَوُّرِ، وَالتَّحْدِيث –فِيمَا لاَ يُصَادِمُ الدِّين- فَالقَوْلُ مَا قَالَ ذَاكَ القَائِلُ – بِجُمْلَتِهِ-!

وَإِذَا كَانَتْ هَذِهِ (المَاضَوِيَّةُ) –المُدَّعاةُ- ، وَتِلْكَ (الرَّجْعِيَّةُ) –المَزْعُومَةُ- مَوْصُولَةً بِالدِّينِ، وَفَهْمِ القُرْآنِ الكَرِيم، وَسُنَّةِ النَّبِيِّ الأَمِين –صلى الله عليه وسلم- ؛ فَنَقُولُ –بِكُلِّ وُضُوح وَيَقِين-:

لاَ تَقَدُّمَ لِلأُمَّةِ، وَلاَ سَبِيلَ لِنَهْضَتِهَا، وَلاَ بَابَ لِمجْدِهَا، وَلاَ رُجُوعَ لِسِيادَتِهَا: إِلاَّ بِالعَوْدَةِ إِلى (سَبِيلِ المُؤْمِنين) –الأَوَّلِين- فِي فَهْمِ الدِّين؛ فَهُمُ الأَوْعَى قُلُوباً، وَالأَنْقَى نُفُوساً، وَالأَصْدَقُ قِيلاً، وَالأَقْرَبُ صَوَاباً، وَالأَكْثَرُ سَداداً...

بَلْ أَقُولُ: إِنَّ (تَجْرِبَةَ) طَرِيقٍ غَيْرِ طَرِيقِهِم، وَسُلُوكَ سَبِيلٍ غَيْرِ سَبِيلِهِم –بَعْدَ كُلِّ هَذِهِ القُرُونِ، وَكُلِّ تِلْكُم التَّجَارِب!- مَعَ ضَمَانِ نَجَاحِ تَجْرِبَتِهِم، وَتَأَكُّدِ فَشَلِ تَجَارِبِ غَيْرِهِم!!- وَالتَّارِيخُ يَشْهَدُ- لَهُوَ دُخُولٌ فِي بَابِ قَوْلِ اللهِ –تَعَالَى-: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} ؟!!

{مَا لَكُم كَيْفَ تَحْكُمُونَ}؟!!

نَعَم؛ لاَ يُمْكِنُ أَنْ نَكُونَ كَمِثْلِهِم، وَلاَ (نَتَصَوَّرُ) أَنْ يُصْبِحَ حَالُنا كَحَالِهِم؛ فَـ «مَا مِن عَامٍ إِلاَّ وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ؛ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُم» -كَمَا وَرَدَ عَن نَبِيِّنَا –صلى الله عليه وسلم- فِي «صَحِيحِ البُخارِي»-، لَكِنَّنا نَبْتَغِي النَّمُوذَجَ الأَقْرَبَ إِلَيْهِم فِي أَصَالَةِ الفَهْمِ وَالتَّفْكِير، دُونَ ضَحَالَةِ النَّظَرِ وَالتَّنْظِير –الَّتِي ابْتُلِينَا بِهَا مِمَّن لا يَدْرِي، وَلاَ يَدْرِي أَنَّهُ لاَ يَدْرِي-!!

وَأَصَالَةُ تَفْكِيرِهِم –رَضِيَ اللهُ عَنْهُم- لاَ تَمْنَعُنَا –أَبَداً- مِنَ الانْتِفَاعِ بِمُسْتَجَدَّاتِ العَصْرِ وَمُخْرَجَاتِهِ؛ بَلْ هِيَ حاثَّةٌ عَلَيْهِ، ضَابِطَةٌ لَهُ، مُحْكِمَةٌ أَصُولَهُ وَفُرُوعَه..
__________________


كما أننا أبرياء من التكفير المنفلت وكذلك أبرياء من التبديع المنفلت
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-16-2009, 03:21 PM
عماد عبد القادر عماد عبد القادر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المملكة الأردنية الهاشمية
المشاركات: 3,334
افتراضي

فَالإِشْكَالِيَّةُ (الدُّون كِيشُوتِيَّة!!) الَّتِي أَوْقَعَت ذاكَ البَعْضَ (!) بِتَوَهُّمِ التَّنَاقُضِ المَزْعُومِ بَيْنَ (مَاضَوِيَّةِ) التَّفْكِيرِ، وَ(عَصْرَانِيَّةِ) الانْفِتَاح: إِنَّمَا هِيَ إِشْكَالِيَّةٌ ذِهْنِيَّةٌ شَخْصِيَّة، نَتَجَتْ مِنْقُصُورٍ فِي المَعْرِفَةِ وَالتَّصَوُّرِ، وَعَدَمِ إِدْرَاكٍ لِلحَقَائِقِ كَمَاهِيَ...

فَهِيَهَكَذا- دَخِيلَةٌ،وَلاَ تَمُتُّ لِلعُلُومِ الشَّرْعِيَّة -أَوِالمَعَارِفِ العَقْلِيَّةِ- بِأَدْنَى صِلَة...

وَمِنَ الكَلاَمِ (الحَلَزُونِيِّ) –المُلْقَى عَلَى عَوَاهِنِهِ-فِيمَا نَحْنُ فِيهِ!-: قَوْلُ مَنْ قَال: «نُؤْمِنُ أَنَّ الأُمَّةَ لاَ تَتأَخَّرُ مَا دَامَت مُتَمَسِّكَةً بِدِينِهَا؛لَكِنْ: شَرِيطَةَ أَنْ يَكُونَ دِينَها الحَقِيقِيَّ الَّذِي أَنْزَلَهُ رَبُّ العِبَادِ فِي كِتابِهِ،وَتَعَهَّدَ بِحِفْظِهِ عَبْرَ العُصُورِ وَالدُّهُور؛ لاَ الدِّينَ الَّذِي اخْتَرَعَتْهُ هِيَ [أَي: الأُمَّة] مُتَأَثِّرَةً بِمُشْكِلاَتِ القُرُونِ الأُولَى، وَمَعَارِكِهَا السِّياسِيَّةِ عَلَى الخِلاَفَةِ وَالمُلْكِ»!!

فَأَوَّلُ القَوْلِ حَقٌّ، وَآخِرُهُ عَيْنُالبَاطِلِ؛ {كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً} -بَلْ مِنْ بَعْدِ ضِعْفِ ضَعْفٍ-!!

فَالسُّنَّةُ مَعَ القُرْآنِ –بِنَصِّ القُرْآنِ- صِنْوَانِ لاَيَفْتَرِقَان؛ كَمَا فِي قَوْلِهِ –تَعَالَى-: {وَمَاآتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}،وَقَوْلِهِسُبْحَانَهُ-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْالرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِذَلِكَ خَيْرٌوَأَحْسَنُ تَأْوِيلا}.

وَرَوَى الإِمَامُ الهَرَوِيُّ فِي كِتابِهِ «ذَمِّ الكَلاَم» (229) عَنِ التَّابِعِيِّ الجَلِيل مُجاهِد –فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَة- قَوْلَهُ: «إِلَى كِتابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِه».

وَ(سَبِيلُ المُؤْمِنِين) –الأَوَّلِين-الأوَّلُ-بِإِرْشَادِ القُرْآنِ الكَرِيم- هُوَ طَوْقُ النَّجَاةِ الأَوْحَدُ؛ المُنْجِي مِنْتَغَيُّرِالمَفَاهِيم،وَاضْطِرَابِ الأَفْكَار،وَتَلَجْلُجِ الصُّدُور،وَانْحِرَافِ الآرَاء،وَتَلَوُّنِ التَّوَجُّهَات.

وَلَوْلاَهُ لَكَانَ الدِّينُ أَلْفَدِينٍ وَدِيناًتَبَعاً لِلآرَاءِ وَالأَهْوَاءِ الَّتِي لَيْسَ لَهَا أَوَّلٌ،وَلَنْ يَكُونَ لَهَا آخِرٌ؛ وَالَّتِي يَظُنُّ أَهْلُوهَا أَنَّهَا مِنَ الحَقِّ!! وَلَيْسَتْ هِيَ مِنَ الحَقِّ فِي شَيْءٍ-...

فَمَا الضَّابِطُ لِهَذِه؟!

وَمَا المَرْجِعُ الأَرْشَدُ لِلمَخْرَجِ مِنْهَا؟!

إِلاَّ أَنْ يَكُونَ (سَبِيلَ المُؤْمِنِين) –هَذَا-؛بضَوابِطِهِ العَدِيدَة، وَأُصُولِهِ السَّدِيدَة، وَمَبادِئِهِ الرَّشِيدَة، وَالتَّي مَهْمَا حَاوَلَ الْخَالِفُونَ المُخَالِفُونَ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِهَا، أَوْ يُقارِنُوا أَنْفُسَهُم بِهَافَضْلاً عَنْ أَنْ يَطْعَنُوا بِهَا، أَوْ يُشَكِّكُوا بِمِصْدَاقِيَّتِهَا- فَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ مَا يُحَاوِلُون ، {وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُون}..

أَمَّا دَعْوَى (مُشْكِلاَت القُرُون الأُولَى) – المَوْهُومَةِ المَزْعُومَةِ - : فَهِيَ دَعْوَى مُتَهَافِتَةٌ مُتَهاوِيَةٌ؛إِذَامَا قُورِنَتْ بِمُشْكِلاَتِ القُرُونِ الأُْخْرَى –أَو ِالأَخِيرَة-!!

لَقَدْ كَانَ لِلأُمَّةِ وُجُودٌ وَحُضُورٌ فِي (القُرُونِ الأُولَى) –عَلَى مَا فِيهَا مِن قَلِيلِ مُشْكِلاَتٍ مَحْدُودَةٍ وَمَعْدُودَة ؛ذَلَّتْ لَهَا –بِسَبَبِ قُوَّةِ الإِيمَان- جُيُوشُ الفُرْسِ والرُّومَان...

أَمَّا (الآن) –وَمُنْذُ أَزْمَان- حَيْثُ فِي الأُمَّةِ مُشْكِلاَتٌ أُخْرَى، وَإِشْكَالاتٌ أَحْرَى –مُتَلَوِّنَةٌ وَمُتَنَوِّعَةٌ!-؛فَأَيْنَ هِيَ الأُمَّةُ –فَوَا أَسَفِي الشَّدِيد-؟!

لاَ أَقُولُ: أَيْنَ مَوْقِعُها؟! بَلْ أَقُولُ: أَيْنَ هِيَ؟!

وَلاَ أَسْأَلُ مُنْتَظِراًجَواباً –أَوْ أَجْوِبَةً-؛ وَلَكِنِّي أَسْأَلُ –بِاسْتِفْهَامٍ إِنْكَارِيٍّ!- مُقَرِّراً حَقِيقَةً مُرَّةً ؛ لا تَخْفَى عَلَى مُبْطِلٍ مُجَادِل، وَلاَيَنْفَعُ فِيهَا نَفْيُ مُحَاوِل، أَوْ خِدَاعُ مُتَطَاوِل!!

وَمَعَ ذَلِكَ؛ فَنَحنُ إِذْ نَتَكَلَّمُ عَنِ (الرُّجُوعِ) إِلَى (مَاضِي) الأُمَّةِ؛لاَ نُرِيدُ بِهِبَدَاهَةً- ذَاكَ الجَانِبَ التّارِيخِيَّ (المَشُوبَ!) –المَحْدُودَ- الَّذِي مَضَى وَانْقَضَى، بَلْ لاَ جَدْوَى –أَساساً- مِنْ إِثَارَتِهِ، بَلْه َالوُقُوفَ عِنْدَه!! –بِعَكْسِ مَا يُمَوِّهُ بِهِ أُولاَءِ الكَتَبَةُ العَصْرِيُّون-!!!

وَإِنَّمَا نرِيدُ – وَبِإِلْحَاحٍ - تِلْكُم الجَوَانِبَ المُضِيئَةَ المُشْرِقَةَ الفَيَّاضَةَ –وَهِيَ الأَكْثَرُ وَالأَوْفَرُ-، وَالَّتِي بَوَّأَتْ هَاتِيكَ الأُمَّةَ أَرْفَعَ المَنَازِل،وَرَفَعَتْهَا أَعْلَى الدَّرَجَات: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُون َبِاللّهِ} ...

فَكَيْفَ (سَتَرْجِعُ) لَنَا هَذِهِ الخَيْرِيَّةُ –بِأَسْبابِهَا- إِنْلَمْ (نَرْجِع) –نَحْنُ- إِلَيْها – مِن أَبْوَابِهَا-؟!

وَإِذْ قَدْ وَضَحَتِ الحَقَائِقُ، وَتَجَلَّتِ المَعَالِمُ،وَظَهَرَتِ التَّفَاصِيلُ –دُونَ تَهْوِيلٍ أَوْ تَهْوِينٍ-؛ فَمَا أَبْشَعَ –وأَجْرأَ- ذَلِكَ القَوْلَ البَاطِلَ العَاطِل َالَّذِي ادَّعَاهُ ذَلِكَ المُدَّعِي –بِغَيْرِ هُدَىً وَلاَ كِتابٍ مُنِير- لَمَّا قَالَ: «مُقَاوَمَةُ السَّلَفِيَّةِ هِيَ اليَوْمَ بِالنِّسْبَةِ لِأُمَّةِ المُسْلِمِين مَسْأَلَةُ حَياةٍ أَوْ مَوْت»!!!

... {سُبْحَانَك َهَذَا بُهْتَانٌ عَظِيم}... هَكَذَا – إِذَنْ - ؟!!

إِنَّ هَذَا التَّهْرِيجَ وَالتَّهْيِيجَ –وَاللهِ الَّذِي لاَ يُحْلَفُ إِلاَّ بِهِ- لَهُو َقَلْبٌ لِلحَقَائِقِ، وَفَهْمٌ مَعْكُوسٌ، وَادِّعاءٌ مَنْكُوس، وَلَوْ قَال َأَحَدٌ عَكْسَهُتَمَاماً- لَكَانَ قَوْلُهُ هُوَ الصَّوَابَ –يَقِيناً-.

وَالدَّلِيل ُعَلَى ذَلِكَ مِنَ القُرْآنِ الكَرِيمِ قَوْلُ رَبِّ العَالَمِين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُون} ..

فَالحَيَاةُ أَو المَوْتُ –عَلَى الحَقِيقَةِ- مُتَعَلِّقٌ حَالُهُمَا وَأَثَرُهُما بِمِقْدَارِالاِسْتِجَابَةِ لِأَمْرِ اللهِ.....
__________________


كما أننا أبرياء من التكفير المنفلت وكذلك أبرياء من التبديع المنفلت
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:26 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.