أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
4278 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-07-2018, 03:48 AM
عمر الزهيري عمر الزهيري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 2,455
Arrow تخريج الأحاديث الواردة في تهذيب الحيوان للجاحظ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تخريج الأحاديث الواردة في تهذيب الحيوان للجاحظ تحقيق عبد السلام بن محمد بن هارون
هذا بحثٌ لي للتحميل هنا:
https://upload-files.cc/index.php?download=MzkxNw


وهذا نصه:


تخريج الأحاديث الواردة في تهذيب الحيوان للجاحظ تحقيق عبد السلام بن محمد بن هارون
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد.
ففي كتاب ( تهذيب كتاب الجاحظ ) لعبد السلام بن محمد بن هارونة ثلاثة أحاديث هذا تخريجها مع العزو إلى الصفحات:

ص 170
قال الجاحظ كما في تهذيب الحيوان ص 170 وهو في كتاب الحيوان (5/ 82): ( وقال النبي صلى الله عليه وسلم في بئرِ رُومَة: ( الماء لا يُنَجِّسُهُ شيءٌ ). ) اهـ
صحيح.
وإنما هو بشأن بئر بُضاعة ولا أصل له بذكر بئر رْومة.
صححه وخرجه الألباني في صحيح سنن أبي داود (الأم) (1 / 110 وما بعدها ح 59، باب ما جاء في بئر بُضَاعة) بلفظ ( الماءُ طَهُورٌ لا يُنَجِّسُهُ شيءٌ ) وصحيح سنن أبي داود (الأم) (1 / 115 وما بعده ح 60، باب ما جاء في بئر بُضَاعة) بلفظ ( إنَّ الماءَ طَهُورٌ لا يُنَجِّسُهُ شيءٌ ).
والحديث بشأن بئر بُضاعة، وليس لبئر رُومة فيه ذكر! فهو وهم من الجاحظ والله أعلم.
وأنظر حديثًا آخر بنحوه غير حديث بئر بُضاعة في صحيح سنن أبي داود (الأمر) (1/ 117 وما بعدها ح 61، باب الماء لا يُجْنِبُ) بلفظ ( إن الماء لا يُجْنِبُ ).

فائدة: بئر رُومة هو بئر اشتراه عثمان وجدد حفره مرة أخرى كي يوسعها.
وقد صح بذلك الحديث فقد علق البخاري في الصحيح صحيح البخاري (3/ 109): وَقَالَ عُثْمَانُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَشْتَرِي بِئْرَ رُومَةَ، فَيَكُونُ دَلْوُهُ فِيهَا كَدِلاَءِ المُسْلِمِينَ» فَاشْتَرَاهَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وصححه الألباني فقال في مختصر صحيح الإمام البخاري (2/ 121 رقم 371): ( وصله الترمذي، وابن خزيمة، وأحمد (1/ 74 - 75) بإسناد صحيح عنه، وقد علقه المصنف أيضاً فيما يأتي "55 - الوصايا/ 33 - باب/ رقم المعلق 447" من وجه آخر عنه أتم مما هنا بنحوه. ) إنتهى كلام الألباني
وعلق البخاري أيضا في الصحيح (4/ 13 ح 2778): وَقَالَ عَبْدَانُ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ حُوصِرَ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ، وَلاَ أَنْشُدُ إِلَّا أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ حَفَرَ رُومَةَ فَلَهُ الجَنَّةُ»؟ فَحَفَرْتُهَا، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ العُسْرَةِ فَلَهُ الجَنَّةُ»؟ فَجَهَّزْتُهُمْ، قَالَ: فَصَدَّقُوهُ بِمَا قَالَ وَقَالَ عُمَرُ فِي وَقْفِهِ: «لاَ جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهُ أَنْ يَأْكُلَ وَقَدْ يَلِيهِ الوَاقِفُ وَغَيْرُهُ فَهُوَ وَاسِعٌ لِكُلٍّ»
وصححه الألباني فقال في مختصر صحيح الإمام البخاري (2/ 498 رقم 546): ( ذكره المصنف في آخر "ج 2/ 55 - الوصايا" بأتم مما هنا، وقد ذكرنا من وصله هناك. ) اهـ
ووصله الحافظ في تغليق التعليق (3/ 428 - 429 ح 2778): ( أما حَدِيث عَبْدَانِ فَأخْبرنَا بِهِ أَبُو مُحَمَّد عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سلمَان قِرَاءَة عَلَيْهِ بِجَامِع دمشق أخْبركُم أَبُو بكر بن أَحْمد بن أبي مُحَمَّد المغاري بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم آنِفا إِلَى الدَّارَقُطْنِيّ ثَنَا الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل وَأحمد بن عَليّ ابْن الْعلَا قَالَا ثَنَا الْقَاسِم بن مُحَمَّد الْمروزِي ثَنَا عَبْدَانِ بِهِ سَوَاء
رَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه عَن عبد الله بن نَاجِية والهيثم بن خلف الدوري عَن الْقَاسِم بِهِ
وَرَوَاهُ أَبُو نعيم عَن أبي أَحْمد عَن الْهَيْثَم وَغَيره بِهِ
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ عَن الْحَاكِم عَن أبي مُحَمَّد الْحَلِيمِيّ عَن أبي الموجه عَن عَبْدَانِ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ قي الْأَفْرَاد تفرد بِهِ عُثْمَان بن جبلة بن أبي رواد وَالِد عَبْدَانِ عَن شُعْبَة. ) اهـ
وعلق البخاري أيضا في الصحيح صحيح البخاري (5/ 13): وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَحْفِرْ بِئْرَ رُومَةَ فَلَهُ الجَنَّةُ». فَحَفَرَهَا عُثْمَانُ، وَقَالَ: «مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ العُسْرَةِ فَلَهُ الجَنَّةُ» فَجَهَّزَهُ عُثْمَانُ.
وصححه انظر الصحيحة للألباني ح 875 والتعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (10/ 52 ح 6877) واالتعليقات الحسان أيضًا (10/ 61 ح 6881) ومشكاة المصابيح بتحقيقه ح 6066 التحقيق الثاني.
وعزى الحافظ ابن حجر في وصله على تخريجه السابق أنظر تغليق التعليق (4 / 66).
وله شاهد ضعيف بلفظ الحفر في المستدرك وغيره خرجه الشيخ المحدث سَعد بن عَبد الله بن عَبد العَزيز آل حميَّد المجلدات 3 - 7 من كتاب محقق كتاب مختصر تلخيص الذهبي (3/ 1288 - 1291 ح 529) وانتهى هناك إلى حسن الحديث بقوله: ( وعليه فالحديث بمجموع هذه الشواهد صحيح لغيره، والله أعلم. ) اهـ
قلت فطريق البخاري بلفظ الحفر وصله الحافظ كما ترى في تغليق التعليق من طرق عن عبدان به ويشهد له طريق آخر ضعيف بلفظ الحفر أيضا في المستدرك وغيره كما في تخريج الشيخ سعد بن عبد الله بن عبد العزيز آل حميد، فالحديث صحيح بلفظ الحفر.
وقال الحافظ ابن حجر فتح الباري (5/ 407 - 408): ( قَوْله من حفر رُومة، قَالَ بن بَطَّالٍ هَذَا وَهَمٌ مِنْ بَعْضِ رُوَاتِهِ وَالْمَعْرُوفُ أَنَّ عُثْمَانَ اشْتَرَاهَا لَا أَنَّهُ حَفَرَهَا قُلْتُ هُوَ الْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَاتِ فَقَدْ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ رِوَايَةِ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ فَقَالَ فِيهِ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُومَةَ لَمْ يَكُنْ يُشْرَبُ مِنْ مَائِهَا إِلَّا بِثَمَنٍ - حسن صحيح كما قال الألباني في حسن صحيح أنظر الصحيحة ح 875 والتعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (10/ 52 ح 6877) وإرواء الغليل (1594) - لَكِنْ لَا يَتَعَيَّنُ الْوَهَمُ فَقَدْ رَوَى الْبَغَوِيُّ فِي الصَّحَابَةِ مِنْ طَرِيقِ بِشْرِ بْنِ بَشِيرٍ الْأَسْلَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ اسْتَنْكَرُوا الْمَاءَ وَكَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ عَيْنٌ يُقَالُ لَهَا رُومَةَ وَكَانَ يَبِيعُ مِنْهَا الْقِرْبَةَ بِمُدٍّ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِيعُنِيهَا بِعَيْنٍ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ لِي وَلَا لِعِيَالِي غَيْرُهَا فَبَلَغَ ذَلِكَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَاشْتَرَاهَا بِخَمْسَةٍ وَثَلَاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَتَجْعَلُ لِي فِيهَا مَا جَعَلْتَ لَهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ قَدْ جَعَلْتُهَا لِلْمُسْلِمِينَ، وَإِنْ كَانَتْ أَوَّلًا عَيْنًا فَلَا مَانِعَ أَنْ يَحْفِرَ فِيهَا عُثْمَانُ بِئْرًا وَلَعَلَّ الْعَيْنَ كَانَتْ تَجْرِي إِلَى بِئْرٍ فَوَسَّعَهَا وَطَوَاهَا فَنُسِبَ حَفْرُهَا إِلَيْهِ. ) إنتهى وما بين - - من كلامي تخريجًا.
قلت: حديث البغوي في معجم الصحابة في كلام الحافظ ليس فيه أن عثمان حفرها بل اشتراها!.
ومع ذلك هو حديثٌ ضعيف جدا!
فقد خرجه أبو حذيفة، نبيل بن منصور بن يعقوب بن سلطان البصارة الكويتي في كتابه أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (4/ 2645 - 2646 ح 1796): ( ضعيف جدا، أخرجه أبو القاسم البغوي (191) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 90) والطبراني في "الكبير" (1226) وابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان ص 68) من طريق أبي مسعود عبد الأعلى بن أبي المساور الجَرَّار عن أبي سلمة بشر بن بشير الأسلمى عن أبيه قال: فذكره.
قال الهيثمي: وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو ضعيف" المجمع 3/ 129
قلت: بل ضعيف جدا كما قال أبو زرعة وأبو نعيم الأصبهاني، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. ) انتهى
قلت: وهو كما قال، وعبد الأعلى بن أبي المساور قال فيه الحافظ في التقريب: ( متروك، كذَّبَهُ ابنُ معين ) اهـ وقال الذهبي في الكاشف: ( ضعفوه ) اهـ قلت: فهو متروك حديثه ضعيف جدًّا.
فعثمان رضي الله عنه اشترى بئر رُومة وجدد حفرها كي يوسعها فنسب لها حفرها من باب تجديد الحفر لا ابتداء الحفر.


ص 229
قال الجاحظ كما في تهذيب الحيوان ص 229 وهو في الحيوان (6/ 424) وذكره دون إسناد قبل ذلك في (1/ 199): ( ويروون عن عبد الله بن فائد بإسنادٍ له يرفَعُه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( خُرافة رجل من عُذْرَةَ استهوته الشياطين، وإنه تحدَّثَ يومًا بحديثٍ، فقالت امرأةٌ من نسائه: هذا من حديث خرافة!، قال: لا وخُرافَةُ حقٌّ ) .
ووجدت الزمخشري ذكره من رواية عبد الله بن فائد أيضًا فقال في كتابه ربيع الأبرار ونصوص الأخيار (1/ 318): ( وروا عن عبد الله بن فائد (1) ، يرفعه إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم خرافة رجل من عذرة استهوته الشياطين، وسمع من يقول: هذا حديث خرافة، فقال: لا وخرافة حق. ) اهـ ونقله عبد الأمير بن مهنا محقق كتاب ربيع الأبرار فيه (1/ 318 هامش (1) عن كتاب الحيوان للجاحظ (1/ 301) و(6/ 210)، فالظاهر أن الزمخشري إنما ينقله عن الجاحظ.
ضعيف، ومتنه أشبه بالإسرائيليات!.
ولا أصل له بالإسناد الذي ذكره الجاحظ! وإنما هو بأسانيد أخرى ستأتي بعد قليل.
أورده الألباني في السلسلة الضعيفة ح 1712 بلفظ ( أتدرين ما خرافة؟ كان رجلا في بني عذرة، أسرته الجن، فمكث فيهم دهرا ثم ردوه إلى الإنس، فكان يحدث الناس بما رأى فيهم من الأعاجيب، فقال الناس: حديث خرافة )
ثم قال الألباني: ( ضعيف.
رواه الترمذي في " الشمائل " (2 / 58 - 59) وأحمد (6 / 157) والمخلص في " الفوائد المنتقاة " (9 / 234 / 2) عن مجالد بن سعيد عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت: حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة نساءه حديثا فقالت امرأة منهن: يا رسول الله هذا حديث خرافة، قال: فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات، غير مجالد بن سعيد، فإنه ليس بالقوي كما في " التقريب ". فإذا عرفت ضعف الحديث، فلا وجه لما نقله فيه " المقاصد الحسنة " عن أبي الفرج النهرواني أنه قال في " الجليس الصالح " له: " عوام الناس يرون أن قول القائل هذه خرافة، معناه أنه حديث لا حقيقة له، ولا أصل له وقد بين ذلك الصادق المصدوق ".
قال السخاوي: " ونحوه قول ابن الأثير في " النهاية ": أجروه على كل ما يكذبونه من الأحاديث وعلى كل ما يستملح، ويتعجب منه، ويروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " خرافة حق ".
قلت: لقد أحسن ابن الأثير بإشارته إلى ضعف الحديث بتصديره إياه بقوله: " ويروى "، وكان الواجب على السخاوي أن يوضح ذلك ويكشف عن علته كما فعلنا، لأن كتابه موضوع لذلك! ومن عجيب أمره أنه قال: " رواه الترمذي في " السمر " من " جامعه "، بل وفي " الشمائل النبوية " وأحمد وأبو يعلى في " مسنديهما " كلهم من حديث عامر الشعبي ... ". فكان عليه أن يقول: " كلهم من حديث مجالد بن سعيد عن عامر الشعبي "، لأن مجالدا هو علة الحديث فأغفلها. والله المستعان. ثم إن الحديث لم يروه الترمذي في " جامعه "، فاقتضى التنبيه. ) اهـ
قلت: وفات الألباني الطريق المرسل من طريق مجالد هذا، ذكره شعيب الأرنؤوط ونقل تصويب الدارقطني إرساله كما سيأتي نقل كلامه من تحقيقه مسند أحمد (42/ 141 ح 25244).
وأورده الألباني بعده من طريقٍ أخرى ضعيفة حدًّا لا تصلح شاهدا في الضعيفة ح 1713 بلفظ ( أتدرين ما حديث خرافة؟ إن خرافة كان رجلا من بني عذرة فأصابته الجن فكان فيهم حينا، فرجع إلى الإنس، فجعل يحدثهم بأشياء تكون في الجن، وبأعاجيب لا تكون في الإنس، فحدث أن رجلا من الجن كانت له أم، فأمرته أن يتزوج، فقال: إني أخشى أن يدخل عليك من ذلك مشقة أوبعض ما تكرهين، فلم تزل به حتى زوجته، فتزوج امرأة لها أم، فكان يقسم لامرأته ولأمه، ليلة عند هذه، وليلة عند هذه، قال: وكانت ليلة امرأته، فكان عندها، وأمه وحدها، فسلم عليها مسلم، فردت السلام ثم قال: هل من مبيت؟ قالت: نعم، قال: فهل من عشاء؟ قالت: نعم، قال: فهل من محدث يحدثنا؟ قالت: نعم، أرسل إلى ابني يحدثكم، قال: فما هذه الخشفة التي نسمعها في دارك؟ قالت: هذه إبل وغنم ... )
ثم قال الألباني: ( ضعيف جدا.
ابن أبي الدنيا في " ذم البغي " (34 / 1 - 2) عن عثمان بن معاوية عن ثابت عن أنس مرفوعا.
قلت: وهذا إسناد واه بمرة، عثمان بن معاوية. قال ابن حبان: " شيخ يروي الأشياء الموضوعة التي لم يحدث بها ثابت قط، لا تكتب روايته إلا على سبيل القدح ".
ثم ساق له هذا الحديث. وتعقبه الحافظ في " اللسان "، فقال: " وهذا الحديث الذي أنكره ابن حبان على هذا الشيخ، قد أورده ابن عدي في " الكامل " في ترجمة علي بن أبي سارة من روايته عن ثابت عن أنس، فتابع عثمان بن معاوية. وعلي بن أبي سارة ضعيف، وقد أخرج له النسائي ".
وأقول: هذه المتابعة لا تجدي لأن ابن أبي سارة ضعفه البخاري جدا بقوله: " فيه نظر ". كما رواه ابن عدي عنه. ثم ساق له أحاديث هذا أحدها، ثم قال: (287 / 2) : " كلها غير محفوظة وله غير ذلك عن ثابت مناكير أيضا ".
ثم إن نص حديثه يختلف عن نص المشهود له، فإنه قال في أوله: " حدَّث رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة مرة حديثا، فقالت: لولا أنك حدثتني بهذا يا رسول الله لظننت أنه حديث خرافة، فقال لها: يا عائشة! وهل تدرين ما خرافة؟ قالت: لا، قال: فإن خرافة كان رجلا من بني عذرة، سَبَتْهُ الجن، فكان معهم، فإذا استرقوا السمع من السموات حدث بعضُهم بعضا بذلك، فسمعه خرافة منهم، فيحدث به بني آدم، فيحدثونه كما يقول. وذكر الحديث ". ) إنتهى كلام الألباني
قلت: طريق ابن عدي أخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (6/ 346 ت 1355) في ترجمة علي بن أبي سارة وأسماه ابن عدي بـ( علي بن مُحَمد بن أبي سارة الشيباني بصري ) ثم قال: ( سمع ثابتا البناني حيث قال ابن عدي: ( سمع منه موس بْن إِسْمَاعِيل فيه نظر، سمعتُ ابن حماد يذكره عن البخاري، ثم قال ابن عدي: حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ شهريار، حَدَّثَنا النضر بن طاهر، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي سَارَّةَ، حَدَّثَنا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَن أَنَس بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً عَائِشَةَ حَدِيثًا فَقَالَتْ عَائِشَةُ لَوْلا أَنَّكَ حَدَّثْتَنِي بِهَذَا يَا رَسُولَ اللهِ لَظَنَنْتُ أَنَّهُ حَدِيثُ خُرَافَةٍ فَقَالَ لَهَا يَا عَائِشَةُ وَهَلْ تَدْرِينَ مَا خُرَافَةُ قَالَتْ لا قَالَ فَإِنَّ خُرَافَةَ كَانَ رَجُلا مِنْ بَنِي عُذْرَةَ سَبَتْهُ الْجِنُّ فَكَانَ مَعَهُمْ فَإِذَا اسْتَرَقُوا السَّمْعَ مِنَ السَّمَاءِ حَدَّثَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِذَلِكَ فَسَمِعَهُ خُرَافَةُ مِنْهُمْ فَحَدَّثَ بِهِ بَنِي آدَمَ فَيَجِدُونَهُ كما يقول وذكر الحديث.
قلت: وفات الألباني علة أخرى في السند وهي النضر بن طاهر وهو أبو الحجاج البصري كذاب كان يسرق الحديث، قال ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (8/ 268 ت 1967) ( النضر بْن طاهر أَبُو الحجاج بصرى، ضعيف جدا يسرق الحديث ويحدث عمن لم يرهم، ولاَ يحمل سنه ان يراهم. ) اهـ، ونقل كلامه اللذهبي في تاريخ الإسلام ت بشار (5/ 1267 ت 557)، وأيضا في ميزان الاعتدال (4/ 258 ت 9070) وديوان الضعفاء (ص: 410 ت 4376)، وسكت عنه البخاري في التاريخ الكبير (8/ 92 ت 2305)، وقال الدارقطني: ( متروك ) فقد جاء في موسوعة أقوال أبي الحسن الدارقطني في رجال الحديث وعلله (2/ 681 ت 3685) ما نصه: ( النضر بن طاهر، البَصْرِيّ، قال البَرْقانِيّ: سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنِيّ يقول النضر بن طاهر بصري، متروك. (521) . ) اهـ، وقال ابن كثير في التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل (1/ 362 ت 611): ( قال أبو بكر بن أبي عاصم في كتاب السُّنّة: سمعت منه، ثم وقعت منه على كذب، ثم رأيته بعد سماعي يحدث عن الوليد بن مسلم بما ليس من حديثه، فيتابع في الكذب، وقال ابن عدي: يَسْرِق الحديثَ، ويُحَدِّث عمن لم يره ومَنْ لا يحتمله سنه، وقال الأَزْديُّ: ليس بشيء. ) اهـ، وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان ت أبي غدة (8/ 277 ت 8143): ( وقال ابن أَبِي عاصم سمعت منه ثم وقعت منه على كذب ثم رأيته بعدما عمي يحدث عن الوليد بن مسلم بما ليس من حديثه فيتابع في الكذب قاله في كتاب السنة له.... حتى قال الحافظ ابن حجر: ( وكأن ابن حبان ما وقف على كلام ابن أبي عاصم هذا فقال في الثقات: النضر بن طاهر القيسي من أهل البصرة يروي، عَن أبي عوانة والبصريين حدثنا عنه عمر بن محمد الهمذاني وشيوخنا ربما أخطأ ووهم. ) اهـ وكلام ابن حبان في الثقات لابن حبان (9/ 214 ت 16069) وبهذا يتم الرد على توثيق ابن حبان له!.
وقال الإمام المُعَلِّمي: ( ممن يكذب ) كما في الفوائد ( 503) فقد قال أبو أنس إبراهيم بن سعيد الصبيحي في كتابه النكت الجياد المنتخبة من كلام شيخ النقاد ( المُعَلِّمِي ) (1/ 615 ت 776): ( النضر بن طاهر أبو الحجاج القيسي البصري: "الفوائد" (503): "ممن يكذب". ) اهـ
أما محمد بن الحسن بن شهريار فهو أبو بكر القطان البغدادي، فليس هو بعلة فإنه لا بأس به فقد قال قال الدارقطني: ( ليس به بأس ) فقد جاء في موسوعة أقوال أبي الحسن الدارقطني في رجال الحديث وعلله (2/ 567 ت 3034) ما نصه: ( محمد بن الحسين بن شهريار، أبو بكر القطان، قال السهمي: سألت الدَّارَقُطْنِيّ عن محمد بن الحسين بن شهريار، أبي بكر القطان ببغداد؟ فقال: ليس به بأس. (94) . ) اهـ
وقال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ت بشار (3/ 19 ت 635): ( قَالَ الإسماعيلي حَدَّثَنِي علي بن محمد بن نصر، قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السهمي، يقول: وسألت الدارقطني عن محمد بن الحسين بن شهريار، فقال: ليس به بأس. ) اهـ وقال الذهبي في تاريخ الإسلام ت بشار (7/ 95 ت 247): ( قال الدارقطني: ليس به بأس، وقد روى القراءة عن الحسين بن الأسود، عن يحيى بن آدم؛ وأخذها عنه ابن مجاهد، والنّقّاش، وعبد الواحد بن أبي هاشم. ) اهـ، وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان ت أبي غدة (7/ 88 ت 6690) بعد أن ذكر له حديثًا: ( قال ابن عَدِي: كذا قال , وقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة وعدة عن الهذيل عن ابن أبي رواد عن عكرمة عن ابن عباس وهو الصواب فما أدري الخطأ من ابن صدران، أو من ابن شهريار، وقال حمزة السهمي عن الدارقطني: ليس به بأس. ) اهـ
فالسند واهٍ بمرة لأجل النضر بن طاهر الكذاب وعلي بن أبي سارة,
وقال الألباني في مختصر الشمائل (ص: 133 ح 214): ( ضعيف ) ومثله في ضعيف الجامع الصغيره ح 100.
وأخرجه أحمد في المسند ط الرسالة بتحقيق شعيب الأرنؤوط (42/ 141 ح 25244): حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ يَعْنِي الثَّقَفِيَّ، حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: حَدَّثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَدِيثًا، فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ الْحَدِيثُ حَدِيثَ خُرَافَةَ؟ فَقَالَ: " أَتَدْرِينَ مَا خُرَافَةُ؟ إِنَّ خُرَافَةَ كَانَ رَجُلًا مِنْ عُذْرَةَ، أَسَرَتْهُ الْجِنُّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَمَكَثَ فِيهِنَّ دَهْرًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَدُّوهُ إِلَى الْإِنْسِ، فَكَانَ يُحَدِّثُ النَّاسَ بِمَا رَأَى فِيهِمْ مِنَ الْأَعَاجِيبِ، فَقَالَ النَّاسُ: حَدِيثُ خُرَافَةَ "
وضعفه وخرجه الشيخ شعيب الأرنؤوط في تعليقه عليه فقال: ( إسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد، وللاختلاف عليه في وصله وإرساله، والمرسَل اشبه بالصواب، كما سيرد. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي عَقيل عبدِ الله بن عَقيل الثقفي، فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وعامر: هو ابن شَراحيل
الشعبي، ومسروق: هو ابنُ الاجدع.
وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (49) من طريق الإمام أحمد، وقال: ومجالد ليس بشيءٍ، قال ابن حبان: كان مجالد يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (250) ، والبزار في "مسنده" (2475) (زوائد) ، وأبو يعلى (4442) من طريق أبي النَّضر هاشم بن القاسم، به.
قال البزار: لا نعلمه يروى إلا من حديث عائشة. وأبو عَقيل مشهور.
واختلف على مُجالد فيه:
فأخرجه ابن راهويه (1436) عن أبي أسامة، عن مجالد، عن عامر ... مرسلاً. ثم قال: وقال غير أبي أسامة: عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 70: والمرسل أشبه بالصواب.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/315، ونسبه لأحمد وأبي يعلى والبزار، وقال: ورجال أحمد ثقات، وفي بعضهم كلام لا يقدح!
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط" (6065) من طريق يزيد بن عمرو ابن البراء الغنوي، قال: حدثنا سعيد بن عبد الله السلمي، قال: حدثنا علي بن أبي سارة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن عائشة، به، نحوه. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أنس إلا ثابت، ولا عن ثابت إلا علي بن أبي سارة، ولا عن علي إلا سعيد بن عبد الله، تفرَّد يه يزيد بن عمرو الغنوي.
قلنا: وعلي بن أبي سارة ضعيف، ويزيد بن عمرو بن البراء الغنوي لم يوثقه غير ابن حبان، وسعيد بن عبد الله السلمي لم نعرفه.
قال في "اللسان": والخرافة: الحديثُ المُسْتَمْلَحُ مِن الكذب، وقالوا: حديثُ خرافة. ) اهـ
قلت: وفات شعيب الأرنؤوط طريق عثمان بن معاوية الضعيف جدًّا الذي ذكره الألباني في الضعيفة ح 1713 وقد مر نقله.
قلت: ومر نقل الألباني في الضعيفة ح 1713 للحديث من طريق أخرى عن علي بن أبي سارة عند ابن عدي.
وفات شعيب الأرنؤوط أيضًا أن علي بن أبي سارة ضعيف جدًّا وليس ( ضعيف ) فقط كما ذكر شعيب فقد نقل الألباني تضعيفه بشدة عن البخاري وبين أن ابن عدي نص على أن في حديثه عن ثابت مناكير، وقد مر نقل ذلك من الضعيفة ح 1713,
قلت: ومتنه أشبه بالإسرائيليات!.


ص 217
قال الشيخ عبد السلام بن محمد بن هارون في ص 217 هامش (3): ( المِلْكَة بالكسر وبالتحريك: المِلْك، وفي الحديث ( لا يدخل الجنة سيء الملكة ) أي الذي يسيءُ صحبةَ المماليك. ) اهـ
ضعيف.
ومعنى قوله: ( سيء المَلَكَةِ ) أي سيء الصنيع إلى مماليكه، وسوءُ المَلَكَة يدل على سوء الخلق. - وسيأتي نقل هذا المعنى عن قوام السنة رحمه الله نقلًا عن أهل اللغة -.
قال الألباني في ضعيف الجامع الصغير ح 6340: ( ضعيف ) اهـ
وقال الحافظ فى بلوغ المرام (1 / 305): ( أخرجه الترمذى وفرقه حديثين وفى إسناده ضعف. ) اهـ
وهذا تخريج الحديث:
من طريق صدقة بن موسى عن فرقد عن مرة الهمداني عن أبي بكر الصديق مرفوعًا أخرجه أحمد في المسند ط الرسالة تحقيق مجموعة من المحققين بإشراف شعيب الأرنؤوط (1/ 191 ح 13) أحمد في المسند ط الرسالة (1/ 209 ح 32) وأبو طاهر السِّلَفي في الثاني والثلاثون من المشيخة البغدادية (مخطوط ) (ص: 36 ح 41) وابن الجوزي في العلل المتناهية في الأحاديث الواهية (2/ 264 ح 1254) والبغوي في شرح السنة (9/ 349 ح 2414)
وقال عقبه ابن الجوزي في (2/ 264 - 265 ح 1254): ( هَذَا حَدِيثٌ لا يَصِحُّ أما فرقد فقال أيوب السختياني لَيْسَ بِشَيْءٍ وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ ضعيف وقال ابن حبان: "كَانَتْ فِيهِ غفلة ورداءة حفظ فكان يرفع والجواب وهو لا يعلم ويسند الموقوف من حيث لا يفهم وأما صدقة فقال يَحْيَى لَيْسَ بِشَيْءٍ وَقَالَ ابْنُ حبان: "كان يقلب الأخبار وقال المؤلف: "وقد رواه همام عن فرقد فالغلط من فرقد". ) إنتهى
وقال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند ح 13: ( إسناده ضعيف، صدقة بن موسى - وهو الدقيقي - متفق على ضعفه، وفرقد - وهو ابن يعقوب السَّبَخي - قال الإمام أحمد: رجل صالح ليس بقوي في الحديث، لم يكن صاحب حديث، يروي عن مرة منكرات، وقال البخاري: عنده مناكير، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.
وأخرجه الطيالسي (7) و (8) ، وأبو يعلى (93) من طريق صدقة بن موسى، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (31) و (32) .
الخَِب: الخدّاع الذي يسعى بين الناس بالفساد.
وسيئ الملكة: هو الذي يسيء صحبة المماليك. ) إنتهى كلام شعيب الأرنؤوط.
وقال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند ح 32: ( إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه الترمذي (1963) ، والمروزي (98) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. ) إنتهى كلام شعيب الأرنؤوط
ومن طريق مغيرة بن مسلم عن فرقد به أخرجه أحمد في المسند ط الرسالة (1/ 237 ح 75) وابن ماجة في السنن (2/ 1217 ح 3691)
وقال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند هناك: ( إسناده ضعيف لضعف فرقد السبخي، وقد تقدم الكلامُ عليه عند الحديث رقم (13) .
وأخرجه ابن ماجه (3691) ، والمروزي (97) ، وأبو يعلى (94) من طرق عن إسحاق بن سليمان، بهذا الإسناد. ) اهـ
ومن طريق عثمان بن مقسم عن فرقد به أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (11/ 81 ح 8215)
ومن طريقين عن همام عن فرقد به أخرجه وأحمد في المسند ط الرسالة (1/ 209 ح 31) والبيهقي في شعب الإيمان (11/ 82 ح 8216) وقوامُ السنة في الترغيب والترهيب (1/ 144 ح 162) و(3/ 231 ح 2418)
وقال قوام السنة عقبه في الموضع الأول: ( قال أهل اللغة: يقال فلان سيء الملكة؛ إذا كان سيء الصنيعة إلى مماليكه، وفلان حسن الملكة: إذا كان حسن الصنيعة إلى مماليكه. ) اهـ
وقال قوام السنة عقبه في الموضع الثاني: ( قيل: معناه الذي يسيء إلى مماليكه وما تحت يده ) اهـ
وقال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند هناك: ( إسناده ضعيف لضعف فرقد السبخي.
وأخرجه الترمذي (1946) ، وأبو يعلى (95) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث غريب.
وأخرجه الطيالسي (7) و (8) عن همام، به. وقد تقدم برقم (13) . ) إنتهى كلام شعيب الأرنؤوط.
ومن طريق جابر بن يزيد الجعفري عن عامر الشعبي عن مرة الهمداني عن أبي بكر الصديق مرفوعًا أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (9/ 124 ح 9312): حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ مَرْثَدٍ، ثَنَا آدَمُ، ثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَيِّءُ الْمَلَكَةِ، مَلْعُونٌ مَنْ ضَارَّ مُسْلِمًا، أَوْ غَرَّهُ»
ثم قال عقبه الطبراني: ( لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الشَّعْبِيِّ إِلَّا جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، وَلَا رَوَاهُ عَنْ جَابِرٍ إِلَّا شَيْبَانُ وَأَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ. ) اهـ
وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (11/ 83 ح 8217) قال: وَرَوَاهُ جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَيِّءُ الْمَلَكَةِ، مَلْعُونٌ مَنْ ضَارَّ مُسْلِمًا أَوْ مَاكَرَهْ " أَخْبَرَنَاهُ ابْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ جَابِرٍ السَّقَطِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي خَلَفٍ، نا أَبُو تُمَيْلَةَ، نا أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، عَنْ جَابِرٍ فَذَكَرَهُ،
ومن طريق جابر الجعفي عن عامر الشعبي عن مسروق الأجدع عن أبي بكر مرفوعًا أخرجه البيهقي في (11/ 83 - 84 ح 8218) حيث قال البيهقي عقب كلامِه الآنف الذكر: (َ وَقِيلَ: عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَيِّيءُ الْمَلَكَةِ، مَلْعُونٌ مَنْ ضَارَّ مُسْلِمًا أَوْ غَيْرَهُ " أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الدَّامَغَانِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَزَّالُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَخْرَمِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، نا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ جَابِرٍ، فَذَكَرَهُ.
وسيأتي في كلام الصنعاني أن رواية جابر بن يزيد الجعفي عن عامر الشعبي به هي أيضًا عند الإسماعيلى 1/ 461 والمروزى في مسند الصديق ص 140 و 141 وأبي نعيم في الحلية والخطيب في التاريخ 1/ 403.
إلا أنه اختلف فيه عليه فقيل عنه عن مرة عن الصديق وقيل عنه عن مسروق عن الصديق. وهذا الخلط هو من الراوى عن الشعبى وهو جابر الجعفى.
وخرجه أبو الفضل حسن بن محمد بن حيدر الوائليّ الصنعانيّ في نزهة الألباب في قول الترمذي «وفي الباب» (5/ 2816): ( 3099/ 64 - وحديثه:
رواه الترمذي 4/ 332 و 343 وابن ماجه 2/ 1217 وأحمد 1/ 4 و 7 و 12 و 13 والطيالسى برقم 7 و 8 والمروزى في مسنده الصديق ص 143 وأبو نعيم في الحلية 4/ 163 والدارقطني في الأفراد كما في ترتيبه 1/ 79: من طريق فرقد السبخى عن مرة الطيب عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: "لا يدخل الجنة سيء الملكة" قالوا: يا رسول اللَّه أليس أخبرتنا أن هذه الأمة أكثر الأمم مملوكين ويتامى؟ قال: "نعم فأكرموهم كرامة أولادكم وأطعموهم مما تأكلون" قالوا: فما ينفعنا في الدنيا؟ قال: "فرس ترتبطه تقاتل عليه في سبيل اللَّه. مملوكك يكفيك. فإذا صلى فهو أخوك" والسياق لابن ماجه وفي الحديث علتان ضعف فرقد والانقطاع بين مرة والصديق كما قاله البزار وغيره بل في جامع التحصيل عن أبي زرعة وغيره عدم سماعه من عمر فالأولى عدم سماعه من الصديق وانظر ترجمة مرة في التهذيب.
وقد تابعه عامر الشعبى عند الإسماعيلى 1/ 461 والمروزى في مسند الصديق ص 140 و 141 وأبي نعيم في الحلية والخطيب في التاريخ 1/ 403.
إلا أنه اختلف فيه عليه فقيل عنه عن مرة عن الصديق وقيل عنه عن مسروق عن الصديق. وهذا الخلط هو من الراوى عن الشعبى وهو جابر الجعفى متروك.
تنبيه: سقط قول المصنف: وفي الباب. من النسخة التى بين يدى وهو ثابت في نسخة الشارح. ) إنتهى كلام الصنعاني.
قلت: الصحيح أن جابر بن يزيد الجعفي ضعيف وليس بمتروك، ولذلك قال الحافظ ابن حجر في التقريب: ( ضعيف رافضي ) اهـ وهذا جمعًا منه بين كلام الأئمة، وبهذا عمل الألباني وهو الصواب والله أعلم.
وفي السند علة أخرى هي اضطراب جابر في إسناده فلا يصلح طريقه شاهدًا فمرة رواه الجعفي عن الشعبي عن مرة عن الصديق ومرة عن الشعبي عن مسروق عن الصديق، ومرة ومسروق كلاهما لم يسمتع من أبي بكر الصديق وهذا البيان:
مرة هو مرة الهمداني وهو ابن شراحيل الهمدانى البكيلى، ثقة كما في التقريب للحافظ، ولم يسمع من أبي بكر الصديق، قال الحافظ في تهذيب التهذيب (10 / 89): ( وقال ابن أبى حاتم عن أبيه : لم يدرك عمر، وقال هو وأبو زرعة: روايته عن عمر مرسلة، وقال أبو بكر البزار: روايته عن أبى بكر مرسلة، و لم يدركه . ) اهـ وقال العلائي في جامع التحصيل (ص: 276 ت 749): ( مرة بن شراحيل الهمداني وهو مرة الطيب قال أبو حاتم وأبو زرعة حديثه عن عمر رضي الله عنه مرسل لم يدركه قلت وقد روى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه فيكون مرسلا أيضا. ) اهـ
ومسروق هو ابن الأجدع والأجدع اسمه عبد الرحمن، ثقة كما في التقريب للحافظ، ولم يسمع من أبي بكر الصديق، قال العلائي في جامع التحصيل (ص: 277 ت 751 ): ( مسروق بن عبد الرحمن أحد أئمة التابعين وكبارهم ذكر إبراهيم الحربي أنه صلى خلف أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقال بن المديني سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي ينكر ذلك وقال لم يقل هذا إلا هشام قلت فيكون روايته عن أبي بكر مرسلة. ) اهـ وبهذا الرد على من أثبت سماعه من أبي بكر! كالذهبي في تاريخ الإسلام (2 / 712 ت 100) حيث قال: ( مُخَضْرَمٌ، سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ ) اهـ، ثم تردد الذهبي فقال في سير أعلام النبلاء (4 / 64 ت 17): ( إن صح ) اهـ والصواب عدم سماعه كمال قال ابن مهدي في نقل العلائي.
ويحتمل أن مداره على الطريق السابق أي على طريق مرة عن أبي بكر الصديق به! وفيه انقطاع بين مرة والصديق كما مر في كلام الصنعاني، فيكون الحديث ضعيفًا لأن مداره على طريقه السابق، فاضطراب جابر الجعفي في سنده علة تمنع من تحسينه بهذه الطريق.

وقال محقق كتاب المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر (12/ 211 ح 2836) عند تخريجه حديثًا آخر ذكره ابن حجر من طريق ( فرقد ) أعند أبو يعلي وذكر إسناده هكذا: حدّثنا زهير بن حرب: حدّثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ مُسْلِمٍ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ مُرَّةَ الطيب، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في المملوكين: أكرموهم كرامة أولادكم، وأطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون.
تخريجه:
أورده الهيثمي في المجمع (4/ 239) بزيادة في أوله وعزاه إلى أحمد وأبي يعلى.
وهو في مسند أبي يعلى (1/ 94: 94) بسنده مع زيادة في أوله، وهي قوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سيء الملكة قال: فقال رجل: يا رسول الله أليس أخبرتنا أن هذه الأمة أكثر الأمم مملوكين وأيتامًا، قال: فأكرموهم كرامة أولادكم، وأطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون.
ورواه ابن ماجه في سننه (2/ 1217: 3691) وابن أبي عاصم في الزهد (ص 136: 272) كلاهما عن أبي بكر بن أبي شيبة قال: أنا إسحاق بن سليمان الرازي أخبرنا مغيرة بن مسلم، عن فرقد السبخي، به بتمامه.
ورواه أحمد في المسند (1/ 12)، قال: ثنا إسحاق بن سليمان قال: سمعت المغيرة بن مسلم، به بتمامه.
وعن طريق أحمد رواه أبو نعيم في الحلية (4/ 164).
ورواه أحمد أيضًا في المسند (1/ 7)، ثنا يزيد بن هارون أخبرنا صدقة بن موسى، به بتمامه.
ورواه الترمذي في سننه (4/ 334: 1946) وعبد الرزاق في مصنفه (11/ 456: 20993) كلاهما من طريق فرقد السبخي، به واقتصر على الجزء الأولى "لا يدخل الجنة سىء الملكة".
الحكم عليه:
الحديث ضعيف بهذا السند، فيه فرقد السبخي وهو ضعيف، وقال البزّار: رواية مرة عن أبي بكر مرسلة، وقال ابن أبي حاتم وأبو زرعة: لم يدرك عمر قلت: فمن باب أولى أنه لم يدرك أبا بكر.
أما الفقرتان الأخيرتان من الحديث وهما قوله: "أطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون"، فلهما شاهد من حديث أبي ذر رضي الله عنه مرفوعًا "فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس"، رواه البخاريُّ في كتاب العتق (5/ 173: 2545). ) إنتهى
قلت: وفاته طريق جابر الجعفي الذي مر في كلام الصنعاني وكلامي.

تم التخريج والحمد لله.
وكتب أبو عبد الله عمر بن جبار بن سعيد بن عيسى الزهيري.
بتاريخ 26 من ذي الحجة لسنة 1439 من هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-06-2018, 02:10 AM
عمر الزهيري عمر الزهيري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 2,455
افتراضي

وهنا ذات البحث مزيدًا ومنقحا بعنوان ( التعليق والتخريج على الأحاديث والآثار الواردة في تهذيب الحيوان للجاحظ الذي صنعه وحققه عبد السلام بن محمد بن هارون )
للتحميل من هنا
:
https://upload-files.cc/index.php?download=NDQ2OA
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:32 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.