أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
51300 82974

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام > مقالات مشرفي كل السلفيين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-20-2013, 12:38 AM
مشرفو منتدى (كل السلفيين) مشرفو منتدى (كل السلفيين) غير متواجد حالياً
.
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 33
افتراضي رُدود الكُرّار على مقال (د. ربيع المدخلي) وما فيه مِن تُهَمٍ كُثار -بمحض التكْرار-!


رُدود الكُرّار على مقال (د. ربيع المدخلي) وما فيه مِن تُهَمٍ كُثار -بمحض التكْرار-!

بعد أن نشرنا قبل (عشرين يوماً) مقالنا الأخير (تناقض الشيخ ربيع المدخلي في تأصيل موقفه من المخالفين , وكشف بعده عن رسوخ المؤصلين) وقفنا (أول أمس) على مقالٍ كتبه الشيخ ربيع المدخلي , ونُشر في شبكة سحاب .
عُنوانهُ :(الحلبي من أشد الناس شهادة بالزور ومن أكثرهم وأشدهم وقوعاً في التناقضات المخزية).
مقصوده منه الردّ على ما جاء في مقالنا , وبعد قراءتنا لمقال الشيخ المدخلي , وجدنا أن هذا المقال ينقسم إلى قسمين عامَّين :

القسم الأول : لا علاقةَ مباشرةً له بموضوع مقالنا الأخير , بل غالبه هو مما اعتاد الشيخ المدخلي دحرجته من مقال إلى آخر على عادته ، تكثيرُ الصفحاتِ بتكرير الاتهامات والحكايات .
وما جاء في هذا القسم فمعظمه -إن لم يكن جميعه- قد تقدم من المشرفين –بمجموعهم أو آحادهم- الرَّدُّ عليه ؛ ولهذا فاحتراماً لأوقات إخواننا القراء فلن نعيد نقل الرَّدِّ –كما يفعل الشيخ المدخلي- بل سنكتفي بذكر اتهامات الشيخ المدخلي , ونحيل الرَّدَّ عليها إلى موطنه .

القسم الثاني : ما له تَعَلُّقٌ مباشرٌ بموضوعِ مقالنا , وهو ما سنتعقب الشيخ المدخليَّ عليه بصورةٍ مفصلةٍ ؛ ليزدادَ القارئ بعدها قناعةً بحقيقة ما عليه الشيخ المدخليُّ من أحوالٍ وأوحالٍ !!
فنقولُ –مستعينين بالله- :


* أما كان من قَبيل القسم الأوَّلِ ؛ فكثيرٌ ؛ نُجْمِلهُ بالآتي :

أولاً :التَّشنيعُ على الشيخِ الحلبيِّ لعدم تبديعه -وإثباته السلفيةَ- لمن شنّعَ عليهم الشيخُ ربيعٌ المدخليُّ ممّن ذكرهم في مقاله ، حيث قال في مقدمته –ناقماً على شيخنا-: (وهو من أشد الناس شهادة بالزور ؛ فيشهد لأناس من أهل الضلال والأصول الفاسدة والمناهج الباطلة، يشهد لهم بأنهم سلفيون، ويتولاهم، ويسير على أصولهم ومناهجهم الباطلة , ومن هؤلاء ...... .) .
ثمّ سَرَدَ مؤاخذاتهِ على المشايخِ (العرعور , والمغراوي , والمأربي) ، وكذلك (جمعية إحياء التراث , ومن أسماهم بالقطبيين المصريين) ؛ وشنَّعَ خلال ذلك على شيخنا الحلبيّ أنَّه لَمْ يُبدِّعهُم أوْ يخرجهم من السَّلفية .
نقول : لو ذهبنا نتَتَبَّعُ هذه الحكايات والقصص التي اعتاد الشيخُ ربيع تكراراها وتطويل مقالاته بها -من غير كلل ولا ملل-: لطال بنا المقامُ !.
ولو أنه كلَّما سردها أعدْنا الرَّد عليها لطال بنا -أيضاً- المقام ، ولأصابنا وإخواننا الكََلَلُ والملَلُ –بخلافه- ؛ ولهذا فإننا نكتفي بالإحالة فنقول :
1- أما موقف شيخنا من المشايخ (العرعور , والمغراوي , والمأربي) ؛ فقد شرحه الشيخ الحلبي-نفسُه-مراراً وتكراراً-،وأسْهَبَ في تفصيله الأَخَوَان (ياسين نزال) و (عماد طارق) في كتابهما (الإبانة عن خيانة الصيانة للعدل والأمانة) في الصفحات (210-217) .
وكذلك فَعَلَا في بيان حقيقة موقف شيخنا من (جمعية إحياء التراث) وذلك في نفس الكتاب في الصفحات (157-163) .
وأوضحا أنَّ موقفَ الشيخِ الحلبيِّ لمْ يخرُج عن مواقف المشايخ الأعلامِ الذين وافقهم –بارك الله فيه- من كبار علمائنا السلفيينَ , والذين يسكتُ الشيخُ المدخليُّ عن الكلام فيهم –علنًا- مع أنه-ومَن وراءه- يتكلمون بنفس ما يتكلم به شيخنا !.
أَوَلَا ينطبق على الشيخ المدخليّ –إلزاماً له!- ما قاله هو في مقاله الأخير : (واستنكر عليهم العلامة الألباني أشد الاستنكار، ومن عباراته: "ليس كل من وقع في بدعة يكون مبتدعاً" ، فهو يعترف بأن النووي والحافظ ابن حجر قد وقعا في بدعة ، ولكنه لا يبدعهما، فهل هو متناقض؟ وهل من ناقشهما في أشعرياتهما، ولم يحكم عليهما بأنهما من المبتدعة يعتبر مبتدعاً؟ ولماذا لم ترمهم بالتناقض؟ أليس هذا من التناقض القائم على الهوى الذي يشبه أحكام اليهود في التفريق بين الضعفاء والأقوياء في الأحكام؟).
وكتابُ (الإبانة عن خيانة الصيانة للعدل والأمانة)-المشار إليه-آنفاً- هو رد على صيانة أحمد بازمول ، الذي وصفه الشيخُ المدخليُّ في هذا المقال بالقول : (عالم بحق بأصول السلف وما يناقضها، وعالم بالحديث وأصوله، وله شهاداته العلمية الراقية التي تفقدها أنت وحزبك) .
فليراجع (كتاب الإبانة) للوقوف على مدى علم البازمول (الصغير) بأصول السلف وما يضادها , ومدى علمه بأصول الحديث-لتعلمَ-بَعْدُ-القيمة الحقيقية(!)لما افتقدناه(!)من شهادات-بحسب تعبير(الدكتور..ربيع!)- !!

2- وأما موقفُ الشيخِ الحلبيِّ ممن أسماهم الشيخ ربيع (القطبيون في مصر!!!!) ولم يُعَيِّنْ أفرادهم :
فيكفينا أن نُحيل القارئَ الفطن!! إلى مجموع مقالات شيخنا في (النازلة المصرية) والمجموعة تحت عنوان ( جمعُ كلام شيخنا علي الحلبي في (مصر) و(نازلتها) و(دعاتها)..) ؛ ليعلم المنصفونَ كيف أنَّ شيخنا الحلبيّ قد أنكر –بالحجج العلمية،والنّصيحة الشرعية- سائرَ المخالفاتِ التي وقع بها هؤلاء القطبيّون -وغيرهم- بدءاً من (المظاهرات , إلى الدخول في معترك السياسة ، إلى التحالف مع الإخوان ,والحزبية-... إلى غير ذلك-).
لكنّ المُصيبةَ أن مَن حوْلَ الدُّكتور ربيع ليسوا أمناءَ في هذا البابِ-ألبتَّةَ-؛ فهم يُخفون عنه ما يريدون!ويُظهرون (!) له ما يريدون!!!.
بل لو قُلنا : إنَّ شَيْخنَا الحلبيَّ أنْكَرَ على هؤلاءِ أكْثَرَ بكثيرٍ ممَّا أنْكرَ عَليْهِم الشّيخُ المدخليُّ في (مقاله اليتيم!) ؛ لما أبعدنا النُّجْعة .
مع مراعاةِ الفرقِ الشاسعِ بين إنكارِ الشيخ الحلبيّ (العلمي، الناصح ، الهادئ)، وبين إنكار الشيخ المدخليّ (الغالي!المبدّع! المنفّر)-كما لا يخفى-.
وأما إنكارهُ على شيخنا عدمَ تبديعهم ونسبتهم للسلفية -مع أنه انتقد طروحاتهم، وردّ أغلاطَهم- ؛ فهو مردودٌ عليه بنفس قوله في مقاله –هذا- : (انتقِدْ ضلالات هذا الصنف بجدّ وصدقٍ ولن تُطالَب بالتبديع) !!
فلقد فعل شيخنا الحلبي ذلك -مراراً-؛ بل أكثرَ منْك-وممَّن معك-بكثيرٍ-!
لكنّهُ التَّناقُضُ الطويلُ العريضُ ؛ المنثورُ-والمنشورُ!- في كتاباتِ الدكتور المدخليّ ، مُنذ حوّل اتجاهَ لواءَ (!)أكثرَ ردوده على أهل السنة السلفيين!.
وهو الأمرُ-نعني(التناقضَ)-الذي يجتهدُ الدُّكتور ربيع للتملّصِ منه بإلصاقهِ بغيرهِ!!
وأنّى له ذاكَ!؟

ثانيا : نسبةُ بعض الأصولِ والأقوالِ إلى شيخنَا الحلبيّ وتشغيبهِ عليه تبعًا لهذه النسبةِ , ومن تلك الأقوال زعمُه:
1- أنَّ التّبديع عند شيخنا لا يُقبل إلاَّ إذا قام عليه الإجماعُ .
2- وأنه يُشَكِّكُ في أخبار الثقات .
3- وأنّ أخبار الصّحابة عنده لابدّ من التثبّتِ منها .
4- وأنّه أصَّل: "لا يقْنعُني"، ولو جاء صاحب الحق أو أصحابه بالأدلة والبراهين.
5- وتارة يقول: "لا يلْزمُني"، رداً للحق الواضح.
6- وموقفه من (رسالة عمان) ...
7- وأنّه شهد لِمَنْ أيّدَ (رسالة عمان) من الروافض والخوارج والصوفية والعلمانيين وغيرهم؛ بأنهم : علماءٌ ثقاتٌ وولاةٌ أمناءُ !
8- إضافةً إلى التهمةِ المدحرجة بصورة مكررة وهي : موقف شيخنا من لفظة (الغثائية) , وهل تعد سبا في حق صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- أو لا؟
نقول : وكل هذه التُّهم قد سبق الشيخ المدخليّ أن وجّهها إلى شيخنا –دفعة واحدة- في أكثر من مقال , وقد سبق منّا الرد عليها –كلّها- وأكثر منها في مقالنا (وضع النّقاط التصحيحية على حروف النصيحة المدخلية) ؛ فلتُنظر .
ونبشر إخواننا بقرب صدور كتاب (إعلاء الإعلان في إجماع أهلِ السُّنَّة والإيمان على كفر اعتقاد وحدة الأديان - مع: البُرهان في الذبّ عمّن افتُري عليه القولُ بهذا البهتان) وهو من تأليف مشرفي هذا المنتدى المبارك , ويتضَمَّنُ نقضاً لكافَة ادعاءاتِ الشيخِ المدخليِّ وأعوانهِ على شيخنا الحلبيّ بخصوصِ (رسالة عمان) والموقف من (وحدة الأديان) .

ثالثا : عَنْوَنَ الشيخُ المدخليُّ مقالهُ بـ(الحلبي من أشد الناس شهادة بالزور , ومن أكثرهم وأشدهم وقوعاً في التناقضات المخزية) ؛ والمُطَّلعُ على عنوانِ المقالِ يُخَيَّلُ إليه أنَّ الشّيْخَ المدخليّ قدْ حَشا مقالهُ هذا بالعشراتِ من النُّقولِ عن شيخنا الحلبيّ والتي يظْهر منها التَّعارُضُ –كما صنعنا نحن مع الدكتور ربيع - في مقالنا الأخير- !
لكنَّه –في المقال الأخيرِ للدكتور ربيع- لا يجدُ أيَّ نقل عن شيخنا ينقضُ بعضه بعضاً –ولا ننزه أيّاً مِن أهل العلم-سواءً الشيخ الحلبي أو غيره- عن الوقوع في التناقض- ؛ لكنّ مقال الشيخ ربيع الأخير ليس فيه ما يشهد لموضوعه -ألبتَّة- إلاَّ أنَّ الشيخ ربيعاً اعتبرَ موقفَ شيخنا الحلبيّ مّما تقدم في (أولا , وثانيا) بأنه من الشهادات الفاجرة والمناقضة للمنهج السلفيّ ! حيث قال : (أليست هذه الشهادات الفاجرة مضادة للمنهج السلفي الذي يدّعيه، ومناقضة له أشد المناقضة، بل مناقضة للإسلام، ومع كل هذا ادعى أنه يُكفِّر من يقول بوحدة الأديان.
فكيف تجتمع شهادته لوحدة الأديان وأخوة الأديان ودفاعه وحزبه عنها مع دعواه أنه يُكفِّر بوحدة الأديان؟مع إصراره على تلك الشهادة الفاجرة إلى يومنا هذا.
وكيف يجتمع أمران متناقضان غاية التناقض عند الله وفي دينه وعند المسلمين وعند العقلاء؟).
نقول : قد تقدّم -في المقالات والمواضيع المحال إليها- إبطال نسبة هذه الأقوال والاختيارات -جميعاً- إلى شيخنا , وتقدم-كذلك-بيانُ الحقِّ في هذه المسائل والنِّسَبِ ؛ فإنْ ثبتَ بُطلانُ أصلها ثبت قطعاً ما فرّعه عنها الشيخ المدخلي !!
وعلى فرضِ عدم ثبوتها –كما يدّعي الدكتورُ المدخلي- ؛ فإنَّ التناقضَ بين الدّعوى والتطبيق –أحياناً!- لا يسلم منه عالم –إلاّ المعصوم-!!.
فكل عالم متبع للكتاب والسنة-حقيقةً ؛ فضلاً عن الادِّعاء!- : لا بُدّ أن تجد له –ولا ريب- أقوالاً تخالفُ مُقتضَى الكتاب والسنة ؛ فهو –من حيثُ تطبيقُه العَمَلِيُّ- مُخالفٌ دعواهُ العامَّة –ولو في بعض الأمر- !
وهذه المخالفة واقعٌ فيها كلُّ أحدٍ من غير المعصومين –ولا بُدّ-.
بل هذا الشيخ ربيع -نفسُه-،والذي يزعمُ أنّه على الكتاب والسنة سائرٌ , وبمنهج السلف عاملٌ , ولطريقتهم موافقٌ , ومع ذلك فإننا نثبتُ له مخالفاتٍ متعدّدةٍ لما في الكتابِ والسُّنةِ , وانحرافاتٍ عن منهج السلف ؛ لكنَّنا لم نزعم أن هذا من تناقضاته لأنَّ هذا لا ينفكُّ عنه أحد !!.
وإنما التناقض المذمومُ الذي وقع فيه الشيخ المدخلي-ونُركّزُ عليه-ها هنا-: هو ما كان في أقواله المُعيَّنة في المسائل المحدَّدة , أو في أخباره المُتناقضة في القضايا الواحدة ؛ أو في مواقفه من النوازل المستجدة المتماثلة .
فهل تجدون في مقالِ الشيخ المدخليّ هذا-فضلاً عن كثيرٍ مما قبلَه- شيئاً من ذلك أثبَتَه على شيخنا الحلبي –مع أننا لا ننزه شيخنا –ولا غيرَه من علماء الإسلام- عن الوقوع في شيء من ذلك- ؟!!
تنبيه : وفي قول الشيخ المدخلي : (أليست هذه الشهادات الفاجرة مضادة للمنهج السلفي الذي يدّعيه، ومناقضة له أشد المناقضة، بل مناقضة للإسلام) !! تلميحٌ أقربُ إلى التصريحِ ، و هواتّهامِ الشيخ المدخلي لشيخنا الحلبي بوقوعه فيما يوجب التكفيرَ ؛ وهذا قد تكرَّرَ منْهُ –من قبل-مراراً- !!.

رابعا : زعمَ الشّيخُ المدخليُّ أنَّ لشيخنَا الحلبيّ مذاهبَ متعددةً ، راجعةٌ إلى غلوّه في حُبِّه للزَّعامة وإلى غلوه في حُبِّ المالِ , كما قال : (لهذا الرجل مذاهب متعددة، ولذلك أسباب , منها:
1- غلوه في حبه للزعامة، فهو متهالك عليها إلى أبعد الحدود.
2- ومنها غلوه في حب المال، فهو متهالك عليه إلى أبعد الحدود ؛ فلقد باع دينه لخصوم المنهج السلفي وأهله).
نقول :
(باع دينه!)..هكذا؟!
دون وجَل..ولا خوف من الله –عز وجلّ-؟!
نعوذ بالله من كل مفترٍ على عباد الله...
ولقد رَدَّ شيخنا الحلبي –نفع الله به- على هذه الفرية في مقاله الأخير وعنوانه (اعذرني -يا دكتور ربيع- أقولها للمرة الأولى : كذبتَ وافتريتَ -واللهِ- فاتق الله- والقبر قريب) –بما نكتفي به في الإحالة إليه- .
وأمّا ما ظنّه بعضُ متعصِّبة الغلاة (السحابيِّين!) رداً عليه : فلا نُحيلُه –نقضاً لكلامه- إلاَّ على (مَن/ما) ظنّه (هو) حُجَّةً له – فيما ساقه من كلامه،وما نسبه إليه رداً على مقال شيخنا - ؛ وهو الأخ الفاضل (أبو صهيب المنشاوي)، في ردِّه عليه-وعلى أشباهِه- ، بعنوان : (هؤلاء مشايخُنا الكِرام...فلْيخسأ المتسرِّعون اللِّئام)؛ لنرى ماذا سيقول ذاك الأفّاك-هنا أو هناك-!؟


القسم الثاني : ما كان متعلقاً بمقالنا بصورةٍ مباشرةٍ , وهو الذي سيكون موضوعَ الرَّد في هذا المقالِ ؛ فنقولُ -وبالله التوفيق- :

أولاً : زعم الشيخ المدخليُّ أنَّ الشيخَ الحلبيَّ هو كاتبُ مقالنا (تناقض الشيخ ربيع المدخلي في تأصيل موقفه من المخالفين , وكشف بُعده عن رسوخ المؤصلين) , حيث قال : (ومن هذا التتبع ما جمعه في مقال نشره في "شبكة كل الخلفيين"، عنوانه: "تناقض الشيخ ربيع المدخلي في تأصيل موقفه من المخالف وكشف بُعده عن رسوخ المؤصَّلين" , نشر هذا المقال باسمه(!)، ثم لغرض سيئ حوّله (!) باسم (مشرفي منتدى "كل السلفيين) , وحيث أنه هو كاتب المقال وناشره أولاً(!)، فإن مناقشتي ستوجّه له شخصياً) .
نقول : إنَّ دعوى الشيخِ المدخليّ أن شيخنا الحلبيّ هو (كاتب المقال وناشره) كذبةٌ صلعاءُ , ودعوى عوراءُ ؛ لا دليل عليها إلاّ سوءَ الظّن والتّخمين-بل الافتراء- .
وإلا فيشهد الله في عالي سماه أن شيخنا الحلبيّ لم يكن له اطلاع على هذا المقال , ولا على غيره من مقالات المشرفين إلاّ بعد أن يتمّ الفراغُ من كتابتها -كاملةً- من قِبَلِ بعضِ المشرفين, ثم توضع في (منبر الإشراف)-من(منتديات كل السلفيين)- ليطّلع عليها بقيَّةُ المشرفينَ، لِيُدْلِيَ كلٌّ منهم بدلوهِ في المقال -وشيخنا الحلبي واحد منهم- ثم تَتِمُّ مناقشةُ المقترحاتِ والتعديلاتِ , والاتفاق على وضعٍ نهائيٍّ للمقال , وتاريخِ نشرهِ ؛ فأَصْلُ المقالِ يكتبُه بعضُ المشرفين ؛ وليس لشيخنا إلا المراجعة العامة التي قد تتضمّن إبداءَ بعض الملاحظاتِ , أو وضع بعض الإضافات وهي لا تعدو بعض الجمل أو الكلمات –حاله كحال غيره من المشرفين- .

ثانياً : سعى الشيخ المدخلي جاهداً في مقاله الأخير لينفيَ عن نفسه الوقوعَ في التَّناقضِ والاضطرابِ ؛ فقال –صراحة- : (ليس عندي اضطراب وتناقض في المسائل العلمية والمواقف السلوكية) .
نقول :
لو أنصفَ الشيخ المدخلي نفسَه : لأقرَّ بما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في مجموع الفتاوى (29\42) : (التناقض واقعٌ من كل عالم غير النبيين) .
فيا ترى:
ماذا يُسمّي الدكتور ربيع هذا الواقعَ منه؟!
أليس هو (التناقض)-بعينه-لا هو أخاه ولا ابنَ عمِّه-؟!
وكلمة شيخ الإسلام –المذكورة سابقاً- ؛ يعلمها الشيخ المدخلي ونقلها عنه في مجموع كتبه ورسائله (9\202) فـ ....
أين هو منها؟!
أهو (نبيّ!)،أو(غير نبيّ)؟!
ولا نريد أن نسأل:أهو (عالم)،أو(غير عالم)؟!
فإن لم يجب ؛ فليقل لنا: ما هو -إذن-؟!
بل ولَعَامَل نفسه بما يدين الله تعالى ، بأنَّه عقيدة صرح بها في مجموع الكتب والرسائل -بعد نقله لكلام شيخ الإسلام-أعلاه- ؛ حيث قال : (ونحن ندين الله أن الخطأ والتناقض يقع من العلماء : شيخ الإسلام أو غيره كما هو عقيدة أهل السنة) .
فلا يسلمُ من التناقضِ إلاّ المعصُومُ , وأما غير المعصومِ فلا بدَّ من أن يتناقض قوله ويضطرب فعله .
وهذا النَّفيُ من الشيخ المدخليّ إنما يؤَكِّدُ حقيقةً هامَّةً كنّا قدْ أبرزناها في مقالنا (السبب الأساس وراء إثارة الشيخ ربيع المدخلي للفتن بين السلفيين) ؛ وأرجعنا السبب الأولَ في ذلك إلى غلو الشيخ ربيع المدخلي في نفسه وفي طروحاته ؛ حيث يصرح أنّه (لا يعرف لنفسه خطأ في المنهج) ! وأنه يرى أن:( الذي يسعى للرّد عليه فإنما هو يسعى للرّد على المنهج السلفي !!)
والدكتور المدخلي-هداه الله- يضيفُ -في كل مقال له - الكثيرَ من الأدلّة (!) على غلوه في نفسه وطرحه !.
ومما جاء من ذلك في هذا المقال-مما هو واضحُ المثال- :
1- قوله : (أنا ليس عندي إلا أصول السلف أسير عليها، ولا أخرج عنها بحمد الله) !
2-وقوله : (ليس عندي اضطراب وتناقض في المسائل العلمية والمواقف السلوكية) !
نقولُ :
يكفي المنصفَ النظرُ في مقالنا الأخير –في "بيان تناقضاته"- للوقوف على عشرات النقولات المتعارضات التي أوقعت الشيخ المدخليَّ في العديد من التناقضات العلمية والسلوكية , والتي تجاهلها الشيخُ ربيعٌ المدخلي -تماما- في هذا المقالِ , وقفزَ ليناقشَ قضيةَ طعنهِ ببعض أهل العلم , وينفي الثَّابتَ عنه من تاريخه الإخواني ؛ ليزداد تناقضاً على تناقضه , وليؤكِّد مضمونَ مقالنا ومقصوده –شاء أم أبى-.

ثالثاً :تطرق الشيخ المدخلي لكتاب الشيخ الحلبي (منهج السلف الصالح) مستدلاً على بطلان مضامين هذا الكتاب بعدم وجود شهاداتٍ من العلماء للكتابِ ؛ فقال : (مَنْ مِنْ علماء السلف مَنْ شهد لك ولكتابك القائم على محاربة المنهج السلفي؟ أليس فقدانك لشهادات العلماء من أوضح الأدلة على بطلان ما حواه هذا الكتاب وعلى مضادته لمنهج السلف؟) .
فنقول : هذا كلامٌ متهافتٌ يعكسُ إفلاسَ قائله الذي كان قبل سنواتٍ-تقارب العشرينَ- يطلبُ تقديم شيخنا الحلبي لبعض كتاباته !!.
وبيان نقض دعواه من وجوه :
الأول : إن من شهد له العلماءُ بالأهليةِ في علمٍ جاز له التصنيف فيهِ , من غيرِ اشتراطِ تزكيةٍ زائدةٍ مختصةٍ بنتاجهِ العلميِّ , وشيخنا الحلبيُّ قد شهد له العلماء بتمكُّنه العِلميّ , وأهليَّته للأداءِ فيه , وأثنوا على الكثير من نتاجاته العلمية ؛ بما يغنيه أن يتطلّبَ مزكياً لكتابٍ بعينه.
الثاني : إنَّ كتاب شيخنا الحلبي قرّظه -صَراحةً- طائفةٌ من المشايخ السلفيين المعروف بعضهم أكثر من الدكتور ربيع -نفسه-منهم :(الشيخ مشهور بن حسن , والشيخ محمد موسى آل نصر , والشيخ أكرم زيادة , والشيخ زياد العبادي).
وهم من المشايخ السلفيين المعتبرين –رغم أنوف الغلاة- .
الثالث : ولو أنّ كل كتابٍ افتقدَ شهاداتِ العلماءِ له كان ذلك دليلاً على بطلان ما حواه هذا الكتاب –كما يزْعمُ الشيخ المدخليّ-: لكانت كثيرٌ من كتب الشيخ ربيع المدخلي باطلةً، لاحتوائها على ما يُضادُّ المنهج السلفي ؛ فعددٌ من كتب الشيخ المدخلي تَفْتَقِدُ شهاداتِ العلماءِ لها !!!
الرابع : على فرض أن الكتاب لم يزكِّه أحدٌ من أهل العلمِ ؛ فهذا ليس معناه أنَّ الكتابَ مرفوضٌ عندهم ؛ بل قد يكونون لم يطّلعوا على الكتاب –أصلا- .
أو يكونون قد اطّلعوا عليه واقتنعوا بمضمونه ، لكن لم يُظهروا رأيهم فيه لعدم وجود موجِب الإظهار -وقتذاك-.
أو يكونون قد اطّلعوا عليه وتحفّظوا على بعض ما فيه , لكنَّ هذا التحفّظَ لا يُوجبُ عندهم رفْضَ الكتاب -كُلِّهِ-, بلْ نقدَ ما تحفّظوا عليه–فَقَطْ- .
الخامس : على فرض أن الكتابَ قد رفضه طائفةٌ من أهل العلمِ ؛ فقد قبلته طائفة أخرى منهم , والمُتعَيَّنُ على طالبِ العلمِ أن ينظرَ في القولينِ ويقارن بينهما ويسعى في معرفةِ الراجحِ منهما ولا يكتفي بتقليدِ قولَ من رفضَ الكتابَ –تعصّباً وغلوّاً-.

رابعاً : تطرق الشيخ المدخلي للكلام في كتاب «الإبانة عن كيفيَّة التَّعامُل مع الخلاف بين أهل السُّنَّة والجماعة» للشيخ محمد الإمام ؛ مصرحاً بالقول : (لقد أخطأ الشيخ الإمام في موافقته لأصول الحلبي)!
ثم قال مباشرةً-مخاطباً شيخنا الحلبي-:(فاستشهادك بالخطأ [يقصد:كتاب الشيخ محمد الإمام!] : يدل على أنك غارق في الهوى)!
نقول : لنا على هذا الكلام وقفات :
الأولى : هذا تصريحٌ واضحٌ بأنَّ الشيخَ محمد الإمام قد وافق أصول شيخنا الحلبي في كتاب (منهج السلف الصالح) !
وهنا حقّ لنا أن نتساءل :
إن كان تشنيعُ الشيخ المدخلي على كتابِ شيخنا راجعاً إلى الأصولِ التي قرَّرها شيخُنا الحلبي في كتابه ؛ فلِمَ لمْ يُشَنِّع الشيخ المدخلي على الشيخ محمد الإمام وهو موافقٌ لأصولِ الشيخ الحلبيّ ؟!

الوقفة الثانية : دعوى الشيخ المدخلي أن (شيخنا الحلبي = المشرفين) استشهد بخطأ تأصيل الشيخ محمد الإمام , وأن هذا الاستشهادَ دليل على أنه غارقٌ في الهوى .
نقول : إن الشيخَ المدخليّ إمّا أنّه لم يُحسن وجه إيرادنا لهذه المقارنةِ , أو أنَّهُ يُدَلِّسُ على قُرَّائِهِ !
فذِكْرُنا لكتابِ الشيخ محمد الإمام لمْ يكنْ للاستشهادِ بهِ على صحَّةِ ما في كتاب منهج السلف الصّالح , وإنما لبيانِ تناقضِ الشيخِ المدخليّ في رفضه لكتاب شيخنا الحلبيّ وسكوتهِ عن كتاب الشيخ الإمام بعد قراءته ومراجعته له !.
وكلا الكتابين مشتركان في الأصول الخاطئةِ –كما يزعم الشيخ المدخلي- ؛ فهل بان للشيخ المدخلي وجه تناقضه ؟!
وهل بان للقرّاء وجه تدليسه عليهم في هذا التَّشغيبِ الدَّالِّ على تسرُّعه-أو تسرّع مَن كتب لهُ!- ؟!!!

الوقفة الثالثة : إنْ كان الشَّيخُ ربيعٌ قدْ (أبدى ملاحظاتٍ على بعض الأخطاء في هذا الكتاب، وطلب من الإمام أن يرجع عنها، وأن يعيد النظر في كتابه ... فأين هو التناقضُ؟، لا سيما مع اعترافك بأني وضعتُ عليه بعض الحواشي)-كما قال!-.
نقول : إن (بعض الحواشي) التي وضعها الشيخُ المدخليُّ لا تنقضُ ما جاء في الكتاب بل تكمله وتوجِّهُ بعض مواضيعه , والكتابُ –بحواشيه- قد طُبع أكثر من طبعة , ولا زال على حاله لم يُغَيِّرْ فيه الشيخُ الإمامُ شيئاً يُذكرُ ؛ فهلْ لا زال الشيخ الإمامُ في طور المُناصحةِ ؟! أم أنَّ حَرْبَ الشيخ المدخليِّ على الشيخ يحيى الحجوري تُوجبُ أن تَضَعَ الشيخَ الإمام في خانةِ من يَصْبِرُ عليهم الشيخ ربيع المدخلي منذ سنوات , ويتربّص (!) انتهاءَ صلاحيةِ النصيحة ؟!!
فإن لمْ يكنْ –ومنذ سنوات- شيءٌ من هذا ؛ فهذا من أظهر الأدلة على تناقض مواقف الشيخ ربيع مِن موافقيه ومن مخالفيه الذين اشتركوا في نفس الخطأ –من وجهة نظره-!!
كيف لو يضاف إلى ذلك ما نقله الشيخ محمد الإمام من دفاع الشيخ ربيع المدخلي عن الكتاب , حيث قال : (كنت عند الشيخ ربيع بعد أن نزل الكتاب إلى الساحة وانتشر فقال له أحد المتعصبين :
يا شيخ ربيع هذا الكتاب لو (يعني) يلغى أحسن فقال له:
كيف يلغى وفيه كلام أهل العلم.
فالكتاب مشتمل من أوله إلى آخره على كلام المحققين والجهابذة من المحدثين والفقهاء ومن أئمة الجرح والتعديل ، فهذه المسالة لا يفتح فيها نقاش مع طلاب علم).
أليس هذا من الأدلة الأخرى على تناقض الشيخ المدخلي ؟!
أم أن الشيخ محمد الإمام صار يفتري ؟!!

خامساً :
قال الشيخ المدخليّ –مدافعاً عن نفسه- : (وشهادات العلماء ولا سيما الألباني لكتاباتي بأنها حق، وترد الباطل، وأنها لا تخالف منهج السلف، تكفي هذه الشهادات لإدانتك بالجهل والظلم).
نقول : قول الشيخ الألباني-رحمه الله- الذي يستدلُّ به الشيخُ ربيع هو : (فأريد أن أقول إن الذي رأيته في كتابات الشيخ الدكتور ربيع أنها مفيدة ولا أذكر أني رأيت له خطأ، وخروجاً عن المنهج الذي نحن نلتقي معه ويلتقي معنا فيه) , هذه التَّزكيةُ كثيرًا ما يُدَحْرِجُها الشيخُ المدخليُّ في مقالاته وردوده على مخالفيه وخصومه ؛ وقد رددنا عليها في مقالنا : (الموقف العلمي من ثناء العلماء على الشيخ ربيع المدخلي -وفق قواعد الجرح والتعديل- ) ؛ فلينظر .

سادساً : تناول الشّيخُ المدخليّ ما قررناهُ –موثقاً- في مقالنا « -موثقا- طعونات الشَّيخ ربيع المدخلي -وكبار أعوانه!- بالسلفيين -علماء ودعاة- » ؛ فردَّه بالقول : (لم أطعن في العلماء من أهل السنة المتقدمين والمتأخرين، وإنما أشيد بهم وأدعو الناس إلى احترامهم والسير على منهجهم.) .
نقول : ويكفي لمعرفة بطلان نفي الشيخ المدخليّ , وتأكيد اضطرابه وتناقضه ، مجرّد النّظر في مقالنا المذكور أعلاه للوقوف على عشراتِ الأمثلةِ لأهلِ العلم الذين طَعَنَ فيهم الشيخ ربيع المدخلي وكبار أعوانه ؛ فما قيمة نفيه المجمل مع ثبوت ما نفاه مفصلاً وموثقاً ؟!!!
فالشيخ المدخلي أضاف في نفيه هذا دليلا آخر على تناقضه واضطرابه , بل قل كـ؟؟؟ .

سابعاً : نفى الشّيخ المدخليّ أن يكون قد طعن بالشيخ ابن باز –رحمه الله- , وردَّ التسجيل الصوتي بزعمه أنه مُدَبْلَجٌ ، حيثُ قال : (هذا الصوت المنسوب إليَّ قد دبلجه الحدادية الأفاكون، ولقد أشاعوا هذا الإفك قبل وفاة الإمام ابن باز ؛ فطلبتُ منهم أن يأتوني بالكلام المنسوب إليَّ، فإن صحَّ ما أشاعوه فسأذهب إلى الشيخ ابن باز لأعتذره وأستحل منه، فما استطاعوا أن يأتوا في ذلك الوقت في حياة الشيخ ابن باز بشيء , وبعد سنوات، وبعد موت الشيخ ابن باز أظهروا الكلام الذي دبلجوه، وزوروه) .
نقول : إنَّ طعنَ الشّيخ ربيع في الشيخ ابن باز-رحمه الله- قديمٌ مَشهُورٌ عنه منذ ما يقارب العشرين عاماً , وعلى مدى تلك السنوات لم يكن الشيخ ربيع يزيد على إنكاره الكلي لما هو ثابت عنه بصوته من طعن صريحٍ بالشيخ ابن باز ! ، ويتعلَّلُ بأنَّهُ يُجِلُّ الشيخَ ابن بازٍ-رحمه الله- !.
وهذه هي المرةُ الأولى –بحسب علمنا- التي يردُّ بها الشيخُ ربيع على من يُظهر صوتيَّتَهُ في الطعن بالشيخ بدليل أنها (مُدَبْلَجَةٌ)!!
فلماذا فاتَ الشّيخ ربيع طوال تلك السّنوات -العشرين- أن يُعلنَ أن هذه الصوتيّة مُدَبْلَجَةٌ ؟! مع عدم وجود ما يَدُلُّ على دَبْلَجَتِهَا , وإشهادُ فريد المالكيّ لله وملائكته والنّاس على صحة ما سمعه من الشيخ ربيع , والنبي –صلى الله عليه وسلم- يقول :"من حَلَفَ لكُم بالله فَصَدِّقُوهُ"، وقوله :"من حُلف له بالله فَلْيَرْضَ , ومن لمْ يرضَ فليسَ منَّا" ؛ فمن شاء أن يرفض يمين فريد المالكي بدعوى الدَّبْلَجَة المُحْدَثَة التي اخترعها الشّيخ المدخليّ ؛ فليعلم موقعه من حديث النبي –صلى الله عليه وسلم- !!!
وإلاَّ ؛ فليحلفْ (هو) على العكس-إن كان من المتّقين-..
مع التذكير بشيء ؛ وهو :
أن الشيخ ترحيب الدوسري –وفقه الله- كان موجوداً أثناء الكلام-كما هو واضحٌ من التسجيل-؛ فلْيسألوه عن هذا الطعن..وهو ليس بعيداً عنهم ، ولا منهم-ليكون كلامه-بحسبه-قرينةً تقرّبنا إلى الصواب-أكثرَ-...

ثامنا : انتقلَ الشّيخُ المدخلي للْكَلامِ حولَ ما كان متعلقًا بالشيخ ابن عثيمين-رحمه الله- من كلامنا ، والذي قلنا فيه -بتمامه- : "3- وأما ما كان متعلِّقًا بالشَّيخ ابن عثيمين -رحمهُ اللهُ- فلم يَثبت عن الشَّيخ ربيع أنه قال فيه ما تقدَّم، لكن الثَّابت عنه قوله -في شريط «مَن هم المرجئة»-: «قلتُ لتلاميذ شيخ مِن القصيم هل عندكم خلفيَّة عن الصُّوفية وعن جماعة التَّبليغ قالوا: لا، قلت: إذا كان إذا استمر الوضع على هذا الحال بعدم فهمِكم للصُّوفية وتساهُلِكم في انتشار أهل البدع فَلَسَوف تنطلقُ راياتُ التصوُّف مِن قلب نجد بدل انطلاقها برايات التَّوحيد».
نقول: ومعلوم أن أبرزَ شيوخ القصيم -آنذاك- هو الشَّيخ (ابن عثيمين -رحمهُ اللهُ-)؛ لكن لَمَّا كان الشَّيخ ربيع لَم يُسمِّه أو يُعيِّنه؛ فليس لأحد أن يتقوَّل على مقصده؛ لا سيَّما مع نفيِه -المجمل- لذلك!!
وإنْ كان هذا -نفسُه- وللأسف- هو أسلوبَه مع خُصومِه!!".
نقول : ومقصودُنا واضح وهو أنه لا يصحُّ أن ينسب إلى الشيخ ربيع ما لم يقلْهُ صراحةً ؛ مع أن ثمَّةَ قرائنُ تُدَلِّلُ عليه، وهي أن أبرز شيوخ القصيم -آنذاك- هو الشَّيخ (ابن عثيمين -رحمهُ اللهُ-) ؛ فشنع علينا الشيخ بالقول : (1- أليس من التناقض والهراء بالباطل أن توهم الناس أني أطعن في العلامة ابن عثيمين، ثم ترد على نفسك بقولك: " فليس لأحد أن يتقوَّل على مقصده؛ لا سيَّما مع نفيِه -المجمل- لذلك!!") .
ثم يأبى الله تعالى إلا أن يؤكد صحة نسبة هذا القول إلى الشيخ ربيع وأنه يريد به الشيخ ابن عثيمين ؛ فقال بعد تشغيبه –هذا-مباشرة- : (2-إن هذا الكلام لَيَدل على حبي للحق، وبغضي للباطل، ونصيحتي للإسلام والمسلمين، وتحذيري من الباطل وأهله، وليس فيه طعن لابن عثيمين رحمه الله- الذي أجلّه، ولكن لهوان منهج السلف عليك، وغيرتك على الباطل وأهله يجعلانك ممن يرى الحق باطلاً والباطل حقاً) .
نقول : إذن فالشيخ ربيع صرَّح –ولو أخيراً!- أنَّهُ كان يعني بكلامه السابق الشيخَ ابن عثيمين، الذي يزعم أنه لم يكن لدى تلاميذه خَلْفّية عن الصوفية وعن جماعة التبليغ , وأنهم متساهلون مع أهل البدع !!
وإنْ لمْ يكنْ هذا طعناً –على وفق ميزان الشيخ المدخلي- فماذا يُعَدُّ إذن ؟!

تاسعاً : ثم انتقل الشيخُ المدخليّ للكلام حول الحافظين النووي وابن حجر –رادّاً على قولنا -ثمّةَ-: (وتعقب قولنا : (فالشَّيخ ربيع هنا يُنكر على الحدادية إلزامَهم إيَّاه بتبديع مَن وقع في البدع والأشعرية -بإقراره- بل ومن قيل فيه أنه رافضي!!! وبين إلزامه هو بتبديع السلفيين؛ فمَن هو الأقرب إلى الحدادية؛ هو أم مَن ينكر عليهم؟!) -..... مطيلاً الكلامَ في الرد على ما كتبناه!!
ولنا مع كلامه وقفات :
الأولى : قوله : (أمّا الحدادية فكانوا يُبدِّعون ابن حجر والنووي، وتبديع من لا يُبدِّعهما، ويقصدون بذلك السلفيين، وقاموا بحرق "فتح الباري" ؛ فاستنكر علماء السلف هذا العمل، ومنهم المشايخ ابن باز والألباني وابن عثيمين والفوزان واللحيدان وغيرهم , ولو كنتَ تحترم هؤلاء العلماء الذين موقف ربيع مثل مواقفهم لما طعنتَ في ربيع).
وقوله : (واستنكر عليهم العلامة الألباني أشد الاستنكار، ومن عباراته: "ليس كل من وقع في بدعة يكون مبتدعاً" ، فهو يعترف بأن النووي والحافظ ابن حجر قد وقعا في بدعة ، ولكنه لا يبدِّعهما، فهل هو متناقض؟ وهل من ناقشهما في أشعرياتهما، ولم يحكم عليهما بأنهما من المبتدعة يعتبر مبتدعاً؟ ولماذا لم ترمهم بالتناقض؟ أليس هذا من التناقض القائم على الهوى الذي يشبه أحكام اليهود في التفريق بين الضعفاء والأقوياء في الأحكام؟) .
نقول :الشيخ المدخليّ –بعد كل هذه السنوات الثّمانين-ختم الله له بالحسنى-لا يزال على عادته في خلط الأوراق... للتّعميةِ على القراءِ ؛ فإنْكارُنا على الشيخ ربيع كان متوجِّهاً إلى تناقُضِه في (مسألة الإلزام بالتبديع)؛ لا على عدم تبديعه للحافظين النووي وابن حجر !!
فما علاقة الحدادية , وأهل العلم الذين ردُّوا على الحدادية ؛ ببياننا لتناقض الشيخ ربيع المدخلي الذي يُلزم أتباعه –بل يُشدّد في الإلزام- بتبديع من يراه (هو) مبتدعاً ! وهو -في نفس الوقت- يشنِّع على الحدّادية إلزامهم إياه بتبديع من يرونه (هم) مبتدعاً !
فهو مشابهٌ للحدّاديّة من هذا الوجه الذي هو واقعٌ فيه (فعلاً)، بينما ينكره عليهم (قولاً!) ؟!!
فكلامنا في واد , ونقد الشيخ ربيع في واد آخر؛ إذ ليس له أيّ تعلّق بكلامنا لا من قريب ولا بعيد !، لكنّه لمّا عجز عن دفع الحجة , مال إلى تحريف مقصودها بغير قرينة، ثم التّشنيع على ما توهّمه –بل أوهم به!- قرَّاءَهُ والمصفِّقين لهُ بأنَّهُ: أبْطَلَ انتقاداتنا! بل وعكس حُجَّتَنَا علينا !!
فاللهم ثَبِّتْ علينا عقولنا !!

الوقفة الثانية :قول الشيخ المدخلي : (والسلفيون علماء وطلاب علم يعرفون ما عند النووي وابن حجر من أشعريات، ولكنهم لا يعتبرون أشعريتهم مثل أشعرية أصحاب الكلام وغلاة الأشاعرة، من أمثال الرازي، ويجدون الفرق الكبير بينهما وبين الأشاعرة المتكلمين، حيث إن ابن حجر والنووي قد أفنيا حياتهما في خدمة السنة النبوية في شتى المجالات؛ من شروح لها، والتأليف في رجالها، وبيان أحوال الرواة من جرح وتعديل، والتأليف في علوم الحديث، مع حبهم لأهل الحديث واحترامهم لهم) .
وقوله : (وهما (أي النووي وابن حجر) يخالفان متكلمي الأشاعرة في مسائل عقدية أصولية ؛ فهذه الفروق الواسعة بينهما وبين الأشعرية، جعلت السلفيين من أئمة الدعوة السلفية في نجد والحجاز يستنكرون من يحكم عليهما بأنهما مبتدعان) .
نقول : أمّا الذي (نحن) نَدين الله –تعالى- به فيما يتعلّق بالحافظين ابن حجر والنووي -وأمثالهما من أهل العلم الأكابر- ممّن وقعت منهم زلات عقديّة بدعية ؛ فهو ما قاله فيهم الأكابر كأمثال "اللجنة الدائمة" , والذين قالواكما في "مجموع فتاواهم" (3\241) :
(موقفنا من أبي بكر الباقلاني ، والبيهقي ، وأبي الفرج بن الجوزي ، وأبي زكريا النووي ، وابن حجر ، وأمثالهم ممن تأول بعض صفات الله تعالى ، أو فوَّضوا في أصل معناها : أنهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله الأمة بعلمهم ، فرحمهم الله رحمة واسعة ، وجزاهم عنا خير الجزاء ، وأنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير ، وأنهم أخطأوا فيما تأولوه من نصوص الصفات وخالفوا فيه سلف الأمة وأئمة السنة رحمهم الله ، سواء تأولوا الصفات الذاتية ، وصفات الأفعال ، أم بعض ذلك) .
وأما كلام الشيخ ربيع –المتقدّم سياقُ بعضه- فلنا عليه ملاحظات عدة , ومن ذلك :
أولاً :إن كان النووي وابن حجر -على الأشعريّات التي عندهما!- ليسا من أهل البدع ؛ فهل هما ن أهل السنة السلفيين ؟.
أم أن حالهم كحال السّرورية عنده –سابقاً!- في منزلة بين المنزلتين ؟!
وإلاّ؛ فمن يعرف الشيخ المدخلي وأصوله يعلم يقيناً أن القسمة في النسبة عند الشيخ المدخلي ثنائية-لا غير-: (إما سلفيةٌ أو بدعيةٌ) ؛ ففي أي الخانتين يكونان ؟!
أيُّ جواب سيكون من الشيخ المدخلي : فلا بد أن يُلزَم بالتالي-وهو- :

ثانيا :هل هذا الحكم –كيفما كان- خاصٌّ بالنووي وابن حجر ممن عندهم أشعرياتٌ ؛ أم يتعدّاه إلى غيرهما ممّن وقع في أخطاءٍ عقديةٍ بدعيةٍ (ممّن أفْنَوا أعمارهم خدمةً للسُّنةِ النبويةِ في شتىَّ المجالاتِ ؛ من شروحٍ لها، والتأليف في رجالها، وبيان أحوال الرواة من جرحٍ وتعديلٍ، والتأليف في علوم الحديثِ، مع حُبِّهِم لأهل الحديث واحترامهم لهم)؛ كأمثال : الشيخ الحلبي , والشيخ الحويني , والشيخ مصطفى العدوي , وغيرهم ممن لا تُعرف لهم موافقات لعقائد أهل البدع !!؟
ومع ذلك فإن الشيخ المدخلي –أعانه الله على نفسه -ضرب بما قرّره (قوليَّاً) عُرض الحائط , مبدِّعاً لهم (فعليّاً)!!!
والتفريق بين الحُكمين المتحدين بالسبب –بلا سبب- من صور التناقض الجليّة عند الشيخ المدخلي ؟!

ثالثاً : إن الحدَّاد الذي نَقَمَ عليه أهلُ العلم -ونحن معهم في الإنكار- , ونقم عليه الشيخ المدخلي-كذلك-: كان أضبطَ في اختياراته لتتوافقَ مع أصوله التي يتبناها !!
فالرجل لم يفرِّق بين أحدٍ ممّن وقع في البدعة من أهل العلم -بناء على أصله الفاسد في (تبديع كل من وقع في البدعة)-!!
بخلاف الشيخ المدخلي الذي يتناقض في إعمال هذه الأصول؛ فيفرِّق بين المتماثلات , ويجمع بين المتناقضات !!

عاشراً : شرع الشّيخ المدخليّ يحكي مواقفه(!) مع الحَدّاد!!
ولنا مع حكايته هذه وقفات :
الأولى : قول الشّيخ ربيع المدخلي : (لقد كنتُ مطلعاً أكثر من غيري على انحرافات الحدادية، وأنهم يقصدون بالتشدد في الطعن في ابن حجر والنووي الطعن في أئمة الدعوة، وعلى رأس أئمة الدعوة شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم بالنسبة للنووي، والإمام محمد بن عبد الوهاب وأبناؤه وتلاميذه بالنسبة للنووي وابن حجر.
بل لقد طعن شيخ الحدادية في شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن أبي العز شارح "الطحاوية") .
نقول : نعم كان الشّيخ المدخليّ مطَّلعاً على انحرافات الحَدّاد , ومع ذلك ارتضى مصاحبته والتعاون معه على مدى عامين كاملين –ولعله كان في فترة الصبر عليه!!- !
بل ؛ ووافق الحداد على بعض طعوناته ببعض المذكورين –أعلاه- , كما حكاه الحَدَّادُ نفْسُهُ ونقله عنه أخونا (أبو العباس) في مقاله (شهادة محمود الحداد على التاريخ المخفي لعلاقته بالشيخ ربيع المدخلي) ؛ فلينظر .

الوقفة الثانية : قوله : (وطعن الحداد في العلامة الألباني طعناً شديداً، وألّفَ في طعنه كتاباً ضخماً، لو طبع لخرج في ألف صحيفة، ولم يرد عليه الحلبي المتستر بالشيخ الألباني).
نقول : أما دفاع شيخنا الحلبي عن شيخه الألباني ؛ فأَظْهرُ وأشْهَرُ من أنْ يحجُبَها تشغيب الشيخ المدخلي , بما لم يصنف عشرَ معشارِه في الدفاع عن الشيخ الألباني-رحمه الله- .
أما كتابُ الحداد –الذي ذكره الدّكتور ربيع- فهو-كما يقول هو نفسُه!-: لم يُطبَع إلى السّاعة ! فما الحاجة للرد على هذا الكتاب–وهو لم يُطبع بعدُ ؛ إلاّ الدّعاية له والتّعريفَ به –ونخشى(!)أن يكون هذا مُرادَ الدكتور المدخليّ- ؟!
ثمَّ؛ هل رَدّ الشيخ ربيع المدخلي -نفسُه- على هذا الكتاب ؟!
وقد سألْنا شيخنا الحلبي عن كتاب الحداد-ذاك-؛ فأخبرنا أنه سمع به ، ولكنه لم يقف عليه-والظلم ظلماتٌ-.
بل إنّ الكتاب الأشهر(!)-الذي ألّفه الشَّيخُ المدخليّ في الرّد على محمودٍ الحَدَّاد وعنوانه (مجازفات الحداد ومخالفته لمنهج السلف)-: لم ينشُرْهُ الشيخُ ربيعٌ المدخليّ –كاملاً- , لا في "مجموع كتبه ومؤلفاته" , ولا في موقعه الشخصيّ , ولا على (شبكة سحاب) -أو غيرها- !!
ولم يُنشر من هذا الكتابِ إلاّ ثلاثةَ فصولٍ هي: (السابع والثامن والتاسع) -وذلك في "مجموع مؤلفاته"-!
ونُشر بعضُها(!) الفصلين الأول والثاني في بعض المواقع !
بل نقول :
ليس هذا الكتابُ هو الوحيدَ (!) الذي لم ينشرهُ (!) الشيخ المدخلي في الرَّد على (محمود الحَدَّاد) ! بلْ له –كذلك- "المذكّرة الحديثيّة" التي صنفها في الرّد على الحَدَّاد ؛ فهي -أيضاً- لا زالت مخطوطةً لم تُنْشَرْ!
مع أن الشيخ المدخلي يقول : (فهذه المذكرة موجودة) !!
فحُقَّ لنا -بعدُ- أن نتساءل (سؤالاً بريئاً!):
لماذا؟!
وما السبب؟!
و..إلى متى؟!
وإننا لَنظنّ أن الفَطِن -المُنْصِفَ- من القُرَّاءِ : سيُدرِكُ السّبب-إن لم يكن يعرفُه-!
وهو:
الجواب الذي نرجّحُه :
لأنها تضمَّنَت تقريراتٍ تنقُضُ ما يتبنّاه حاليّاً من تأصيلاتٍ واجتهاداتٍ مخالفةٍ لما كان ينقدُه وينتقِدُهُ في الأيّام السّالفات!!
فنحن -ومن خلال تتبُّعنا واسْتِقْرائنا لأقوالِ الشّيخ المدخليّ-: وجدناه يرُدُّ على مقالاتِ الغلاةِ بتأصيلاتِ أهلِ العلمِ المعتدلةِ , ثمّ إذا أراد أن يَرُدَّ على مخالفيه من أهل الاعتدال اعتمدَ على أصوله الغاليةِ في الرَّدِّ عليهم والتّشنيعِ على مخالفاتهم !!
فإعماله للأصول تابعٌ –عنده-وللأسَف- لنوعِ المعركةِ التي يخوضُ !
وإلاَّ ؛ فنحن نتحدّى الشّيخ المدخليّ –وليعذرنا فضيلتُه!- أن يُظهر كتابه في الرد على الحَدّاد –كاملاً- , وكذلك أن ينشر المذكّرة التي أحالَ إليها وقال: أنها موجودة –عنده !-طبعا!- , لكنّها –كذلك-ليسَتْ مطبوعةً منشورة !!

الوقفة الثالثة :قال الشّيخ ربيع المدخليّ : (طعن عبد اللطيف باشميل في كتيِّب ملأه بالكذب والتحريف على الألباني والسلفيين، فرددتُ عليه بكتيب بيّنتُ فيه أكاذيبه وخياناته وظلمه للألباني والسلفيين) .
نقول : إن زعم الشّيخ المدخليّ أنّه ردّ على عبد اللطيف باشميل في ظلمه للألباني ؛ دعوى فارغة , وبيانها :
أن الشيخ المدخليّ صنَّفَ كتابهُ (إزهاق أباطيل عبد اللطيف باشميل) في الرّد على عبد اللطيف باشميل ، الذي نسب أخطاء الشيخ الألباني إلى أهل المدينة ؛ فقال الشيخ ربيع المدخلي في مقدمة هذه الرسالة : (إن الألباني يخطئ، ونحن أهل المدينة ـ والحمد لله ـ ممّن يردّ أخطاءه ويردّ عليها , ولكن حقد هذا الرّجل الدّفين على أهل المدينة دفعه إلى أن يفتريَ عليهم ويفتريَ على الألباني،ويلصق هذا وذاك زورًا وفُجورًا بأهل المدينة , وهم أبعدُ الناس وأشدّهم براءةً ممّا يلصقُه بهم، سواءً مما يزعمه لهم من أخطاء، أو من أخطاء الألباني الواقعة، أو المُفْتراة عليه بالخيانات والبَتْر وكتمان الحقائق الكبيرة .
لقد شحن كتابَه بالافتراءات العظيمة والخيانات الفاضحة .
والاشتغال بالرّد عليها جميعًا؛ مضيعة للوقت، وإشغال للقارئ بالتفاهات والأباطيل .
ولكن لمّا رأينا أنّه قد استخفّ بعض أهل الأغراض والأهواء، وبعض الطّيّبين الذين يُحْسنون الظنّ بكل مَنْ هَبَّ ودَب، ولو كان من أشدّ الحاقدين على السنّة وأهلِها، ومن أشدّ الجاهدين في تمزيق شملهم، وإلقاء العداوة والبغضاء بينهم؛ رأينا لِزامًا أن نردّ على بعض افتراءاته، ليكون ذلك نموذجًا ومثلاً واضحًا على جُرْأَتِه على الكذب، ودليلاً واضحًا على سوء قصده، وخُبْث طويّتِه).
نقول :
هذا هو مقصودُ الشيخ المدخلي من "الرّد على باشميل"- وهو: الدّفاع -أصالةً-عن أهل المدينة , ثم الدّفاع –تَبَعاً- عن الشيخ الألباني ؛ لأنّ الباشميل نقمَ على مشايخ المدينة موافقتهم للشيخ الألباني ؛ فجاء الكتاب ليوضّحَ حقيقةَ موقفِ شيوخ المدينة من الألبانيّ وممّا أصاب فيه وأخطأ !! وليس حقيقةُ الأمرِ على ما لبّسَ به الدكتورُ المدخليُّ-هداه الله-.
والشّيخُ ربيع يعلمُ هذا الأمرَ –يقينا-؛ لذلك: بادَرَ إلى اتهام شيخنا الحلبي-بما ليس فيه- بمثل ما هو-نفسُه- متلبِّسٌ فيه!!
وكلُّ هذا يَنْقضُ كلامه -بعده –مباشرة-لمَّا قال : (ولم يحرِّك الحلبي ضده ساكناً؛ لأنه لا يدافع ولا يحارب إلا عن نفسه الظالمة الجاهلة)!!!
فما هو فيه: ظهر على (فيه)!
ولو أوردنا تلكم القائمةَ الطويلةَ من الكتب-وليس كتاباً واحداً-فقط!-في الردِّ على التكفيريين والصوفيين- وأصناف المنحرفين المخالفين للإمام الألباني-رحمه الله-ودعوته-:ممن ردّ عليهم الشيخ الحلبي-في كتب مطبوعة-غير المخطوطة!-: لطال بنا القولُ!
ولتساءلنا-كذلك-وبالحقّ-:
أين الدُّكتور ربيع-غفر الله له- من هذا -كلِّه-،وهؤلاء-جميعاً-جملةً وتفصيلاً-؟!
وثمةَ (سرٌّ!) متعلِّق بالدّكتور المدخلي –في موضوع كتب(!)الدّفاع عن الألبانيّ!-:لعلنا نذكره في مناسَبة أخرى!!

حادي عشر : انتقل –بعدَ ذلك- الشّيخ المدخليّ إلى مناقشة قولنا : (وأمَّا ما كان متعلقًا بشُعبة والأعمش فقد أقرَّ الشَّيخ ربيع المدخلي أنهم وقعوا في بِدع)، ثم دلّلنا على قولنا بنقل قول الشيخ المدخلي : (وأمَّا الآخرون [يعني: شعبة والأعمش وغيرهما]: فنقلتُ شهاداتِ الأئمة العُدول بأنهم وقعوا في بِدع، منها القَدَر، ومنها التشيُّع، ومنها الإرجاء، وتداولَها الأئمةُ العدول في دواوين الجرح والتعديل، وقد ذكرتُ في ترجمة كل واحد منهم مَن نسَبَه الى البدعة، وذكرتُ المصادر أو المصدر في كل ترجمة، فكلامي موثَّق لا يستطيعون أن يُثبتوا عليَّ كلمةً رَميت فيها بريئًا).
فتعقب ذلك الشيخ المدخليُّ بالقول : (إنّ ما نسبه إليَّ الحداد والحلبي فقد فتشت عنه في مظانه من مؤلفاتي فلم أجده ؛ فعلى فرض أنيّ قلته، فإن الذي أدين الله به في حياتي أن شعبة وسفيان الثوري من أئمة الإسلام الذين أحبهم في الله وأجلهم وأتقرب إلى الله بكل هذا.
وأما الأعمش فقد وقع رحمه الله- في شيء من التشيع الذي لم يوقعه في بغض الصحابة ولا الطعن فيهم .
وأما من نسبتم إليَّ أني قلت: إنهم وقعوا في القدر والإرجاء فسموهم لي وأعطوني نص كلامي فيهم لأحدد موقفي منهم).
نقول :
لقد نقلنا لك -أيها الشيخ- نصَّ كلامك فيهم , وأحلنا إلى المصدر وهو (ردك على مجازفات محمود الحداد) ؛ ونقلُنا إنما كان من (الفصول) التي لم تطبعها في "مجموع مؤلفاتك" ؛ وأصلها من "مذكرتك في الرد على الحداد" -والتي لم تطبعها كذلك!- !
وهما كتابان تكتفي -دائماً- بالإشادة بهما كلما تذكر الحدّاد! مع أنهما غير منشورين , ومع ذلك –تسهيلاً عليك- فنحن نحيلك إلى موضع النقل عنك ورابطه من (شبكة البيضاء العلمية) .

اثنا عشر : ثم عرّج الشّيخ المدخليّ للرّد المجمل على مقالنا «العبرة بنهاية الشَّيخ ربيع المدخلي (السلفية)! لا بنقص بدايته (الإخوانية)=(البدعية) !!! » ؛ ليقول : (أنني لم أكن في يوم من الأيام إخوانياً قط-) ! ويكرر النفي بقوله : (لم أكن إخوانياً قط، وما مشيتُ معهم إلا بشروط)! ثم يقول : (فإنْ حَكَمْتَ عليَّ بالتناقض، فاحْكُمْ على الشيخ الألباني الذي مشى معهم طويلاً لإصلاحهم، فلم يتركهم حتى تركوه) .
نقول : وهذا النفي من الشّيخ المدخليّ يؤكّد تناقضه واضطرابه في إخباره (هو) عن نفسه ؛ فنحن في مقالنا (العبرة بنهاية الشيخ ربيع المدخلي السلفية) قد أوردنا العديد من النقولاتِ عن الشيخ ربيع نفسَهُ تدُلُّ صراحةً على أنَّه كان إخوانياً .
وأوردنا -كذلك- شهاداتِ الموافقينَ والمخالفينَ –عليه- بأنَّهُ كان إخوانياًّ !
وذكرناَ من القرائن والأدلةِ من أقوالهِ وأحوالهِ المؤكِّدَةِ على أنَّهُ كانَ إخوانياًّ !
ثم هو-سدّده الله- ضربَ كلَّ تلك النُّقولاتِ والشهادات والقرائن عُرضَ الحائطِ! ولم يلتفتْ إليها وكأنها عدمٌ ؛ ليُؤَكِّدَ –مُصِرّاً- على أنه لم يكن إخوانياًّ ! وأنَّهُ في نفيه هذا لم يقع في التناقُضِ !!!
فبربِّكم : أي مُكابَرَةٍ أشدُّ من هذه ؟!
فلو سلّمنا جدلاً بأنَّك لم تكن إخوانياًّ ؛ فتسليمنا هذا مناقضٌ –في عقولنا التي نحترمها- لدعواك السَّابقة أنَّك كنتَ إخوانياًّ ؛ فأيُّ ادِّعاءيْكَ هو الحقُّ وأيُّهما الباطل ؟!!
وأما قوله : (فإن حكمتَ عليَّ بالتناقض، فاحكم على الشيخ الألباني الذي مشى معهم طويلاً لإصلاحهم، فلم يتركهم حتى تركوه) ؛ فهو أضعفُ ما يكونُ , وقد تقدَّم منّا في مقالِ (العبرة بنهاية الشيخ ربيع المدخلي السلفية) الرّد على الشّيخ المدخليّ في استدلاله بمسايرة الشيخ الألباني للإخوان المسلمين ؛ فلينظر .
وأمَّا إلزامه لنا بأن نحكُم على الشّيخ الألبانيّ بالتّناقض وتشنيعُه علينا بعدم التزامنا ؛ فلا وجه له مطلقاً –لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ- ؛ فالشيخُ الألبانيُّ لم يُثبت (هو)- يوما ما- لنفسه أنّه كان إخوانياًّ .
بخلاف الشيخ المدخلي الذي تناقض في هذا -مراراً وتكراراً- ؛ فمراتٍ يُثبت ومراتٍ ينفي !!
أضف إلى ذلك أن منهج الشيخ المدخلي في التعامل مع المخالف يختلف كثيرا -من وجوه عديدة- مع منهج الشيخ المدخلي -القديم والحديث- في التعامل معهم !!

ثلاث عشر : وختم الشّيخ المدخليّ مقاله بما يدل على إفلاسه –ختم الله له بالحسنى- قال فيه : (هات شهادة أهل العلم الثقات الذين يشهدون على ربيع بأنه متناقض؛ من أمثال أهل العلم حقاً؛ كابن باز والألباني وابن عثيمين والنجمي والفوزان واللحيدان،- وغيرهم من أهل العلم والصدق-؛ لا من غيرهم من أهل الأهواء والضلال؛ دعاة وحدة الأديان والمدافعين عنهم، فإن لم تأتِ بهذه الشهادات، فأنت من الأفّاكين الفجّار في الخصومة، الذين يُشبهون غلاة الجهمية الذين يرون أن أهل السنة متناقضون).
نقول : ودليلُ إفْلاسِ الشّيخ -في زعمه الأخير هذا- بيِّنٌ من وجوهٍ :
الأول : قد أوردنا في مقالنا الأخير عشراتِ الأدلةِ على تناقضِ الشّيخ ربيع المدخليّ في أقواله وسلوكياته ومواقفه ؛ وهو لم يتطرق –في هذه الحلقة- لمناقشة شيء منها –مطلقاً-!
ولن يجرؤ!! ونتحدّاهُ –ومن وراءهُ- أن يفعلوا !!
وما أقمناه من أدلّة وبراهين معزَّزة بالنّقولات الموثّقة يكفي -وحدَه –عند أصحاب العقول- للحكمِ على الشّيخ ربيع المدخلي بالتّناقضِ والاضطرابِ .
الوجه الثاني : إنْ كان الذين سمّاهم من أهل العلم لم يحكموا عليه بالتناقضِ ؛ فهذا ليس معناهُ أنهم حكموا عليه بأنّه غير متناقض ؛ فعدم العلمِ بالشيءِ لا يلزمُ منه العلمُ بالعدم .
الوجه الثالث : هَبْ أن من سّماهم من أهل العلم قد شهدوا للشيخ المدخلي بعدم التَّناقُضِ ؛ فهذا ليس معناهُ إبطالَ حجج وأدلة من أثبت تناقضهُ واضْطرابَهُ !
بل العِبْرَةُ بالحُجَّةِ لا بمُجرَّدِ الدَّعوى , والمُثبِت عنده زيادة علم وحجة على النَّافي .
الوجه الرابع : إن هذا الزَّعْمَ منَ الشّيخ المدخليّ يتضمّنُ فتحَ الباب على مصراعيه لكلّ من شاء أن يَرْفُضَ الأدِلَّة التي يُقيمها أيُّ صاحب حقٍّ ؛ بدعوى أن فلاناً وفلاناً من الأعلامِ لم يحكموا بنفس هذا الحكم .
نقول:
هذا تمام الرد على (الحلقة الأولى)من مقال الدكتور ربيع!
فإن جاءت "الثانية" (!): نظرنا ما فيها..وكشفنا خوافيَها..
والله الموفق على كل حال...

........................................
__________________
المواضيع المنشورة تحت هذا المعرف تعبر عّما اتفق عليه (طلبة العلم) -هيئة الإشراف في (منتدى كل السلفيين)-.
رد مع اقتباس
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:46 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.