170- ما هو تعليقُكم على مَن يقولُ: (حان الوقتُ لنجمعَ شُذوذَ الألبانِيَّ في كتاب) -مع العلمِ أنَّ الذي قال هذا الكلام يوجد مَن يَعدُّه مِن المشايخ السَّلفيين-؟ وهل صحيحٌ أنَّ ابنَ حزمٍ الأندلسيَّ سلفي؟ وهل تَنصحُ طلبةَ العلمِ الجُدد بِقراءةِ كُتبِه؟
الجواب:
أمَّا هذا الذي يقولُ: (حان الوقتُ لتجميعِ شُذوذِ الألباني)؛ فيبدو أنَّ هذا إنسانٌ كان نائمًا واستيقظ! أو أنَّه كان غافلًا وانتبه!!
فقد كتبَ بعضُ مُتعصِّبةِ الهند -قبل ثلاثين سَنةً- كتابًا سمَّاه: «الألباني: شُذوذُه وأخطاؤُه»، فما توهَّمه ذاك -فضلًا عمَّا توهَّمه هذا- مِن وجودِ شُذوذٍ للألباني؛ فقد جُمع مِن قبل، وليس بِحاجةٍ إلى مُتحزِّبٍ، أو حاقدٍ، أو حاسدٍ، أو غاضبٍ جديد يأتينا ويقول: (نريد أن نجمعَ شُذوذَ الألباني)!
لقد جَمع المَذهبيُّون المُقلِّدون المُتعصِّبون شُذوذَ الألباني -فيما توهَّموا-، وردَدنا عليه في جزأين، ونُبشِّرك -وهذه-إن شاء الله-مِن حُسن هذا السُّؤال-، نبشِّرك أنَّنا سنطبعُ هذين الجزأين طبعةً جديدة، وسنضم إليه الجزءَ الثالثَ -الذي لَم يُطبع تمامًا-؛ حتى نُسارعَ بِردِّ الشُّذوذ -قبل أن يأتيَ آخرُ بشُذوذٍ جديد يظنُّ أنَّه جَمع فيه الشُّذوذَ الأوَّل-، والله المستعان.
هذا بالنسبةِ للسؤالِ الأوَّل.
أمَّا ابنُ حزم: فلا ننصح بقراءةِ كتبِه للمُبتدئ؛ لأنَّ ابنَ حزم سليط اللِّسان جدًّا -رحمهُ الله-، والمبتدئ إذا تعوَّد سلاطةَ لِسانه؛ فإنه يَخلِط، ولا يتأدَّب بأدبِ العلم.
وابنُ حزمٍ كان في العقيدة -كما نقلَ ابنُ عبد الهادي- كان جَهميًّا جَلدًا؛ لكنْ هذا ما أدَّاه إليه نظرُه الذي عظَّم فيه الكتابَ والسُّنة جدًّا.
لذلك: شيخُ الإسلام ابنُ تيميَّة مدح ابنَ حزم في بعض أبوابِ العقيدة -وإن انتقدهُ في بابِ الصِّفات-.
وخلاصةُ القول: أنَّنا لا ننصح المبتدئين والجُدد بِمُطالعة كتبِه.
واللهُ المستعان.
المصدر: لقاء البالتوك (20/12/2006) -من لقاءات البالتوك القديمة، في غرفة مركز الإمام الألباني-، (1:11:58). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.