أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
28631 151323

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #71  
قديم 12-25-2013, 01:14 AM
الطحاوي الطحاوي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
الدولة: مصر
المشاركات: 32
افتراضي

* النبي:
لغة: من النَّبِيءُ: المُخْبِرُ عن الله تعالى، وتَرْكُ الهمزِ المختارُ، ومنه: المُتَنَبِّئُ،وهو من ادَّعَى النُّبُوَّةَ، والنَّبِيء: الطريقُ الواضِحُ، والمكانُ المُرْتَفِعُ المُحْدَوْدبُ،
والنبي بغير همز، فقد قال النحويون: أصله الهمز فترك همزه، واستدلوا بقولهم: مسيلمة نبييء سوء. وقال بعض العلماء: هو من النبوة، أي: الرفعة , وسمي النبي نبيا لرفعة محله عن سائر الناس المدلول عليه بقوله: {ورفعناه مكانا عليا} (مريم/57). فالنبي بغير الهمز أبلغ من النبيء بالهمز؛ لأنه ليس كل منبإ رفيع القدر والمحل، والنبوة والنباوة: الارتفاع، ومنه قيل: نبا بفلان مكانه، والنبي بترك الهمز أيضا الطريق، فسمي الرسول نبيا لاهتداء الخلق به كالطريق...( لسان العرب , مفردات الفاظ القرآن , القرطبى)
* الرسول:
لغة: أصل الرسل: الانبعاث على التؤدة ويقال: ناقة رسلة: سهلة السير، وإبل مراسيل: منبعثة انبعاثا سهلا، ومنه: الرسول المنبعث، وتصور منه تارة الرفق، فقيل: على رسلك، إذا أمرته بالرفق، وتارة الانبعاث فاشتق منه الرسول ، و"رسول" أي مرسلا، وهو فعول من الرسالة. ..... والرسول يقال للواحد والجمع، قال تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} (التوبة/128)، وللجمع: {فقولا إنا رسول رب العالمين} (الشعراء/16)،.......وجمع الرسول رسل. ورسل الله تارة يراد بها الملائكة، وتارة يراد بها الأنبياء، فمن الملائكة قوله تعالى: {إنه لقول رسول كريم} (التكوير/19)، وقوله: {إنا رسل ربك لن يصلوا إليك} (هود/81)، وقوله: {ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم} (هود/77)، وقال: {ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى} (العنكبوت/31)، وقال: {والمرسلات عرفا} (المرسلات/1)، {بلى ورسلنا لديهم يكتبون} (الزخرف/80)، ومن الأنبياء قوله: {وما محمد إلا رسول} (آل عمران/144)، {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} (المائدة/67)، وقوله: {وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين} (الأنعام/48)، فمحمول على رسله من الملائكة والإنس...( لسان العرب , مفردات الفاظ القرآن , القرطبى)
* معنى النبي والرسول شرعا:
* قال ابن تيمية فى النبوات ج1 ص184...وما بعدها:
فالنبي: هو الذي ينبئه الله وهو ينبئ بما أنبأ الله به فإن أرسل مع ذلك الى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله اليه فهو رسول وأما اذا كان انما يعمل بالشريعة قبله ولم يرسل هو الى أحد يبلغه عن الله رسالة فهو نبي وليس برسول قال تعالى:" وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى .........(52) الحج وقوله "من رسول ولا نبي" فذكر ارسالا يعم النوعين وقد خص أحدهما بأنه رسول فان هذا هو الرسول المطلق الذي أمره بتبليغ رسالته الى من خالف الله كنوح وقد ثبت في الصحيح أنه أول رسول بُعث الى أهل الأرض وقد كان قبله أنبياء كشيت وإدريس وقبلهما آدم كان نبيا مكلما قال ابن عباس كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الاسلام فأولئك الانبياء يأتيهم وحي من الله بما يفعلونه ويأمرون به المؤمنين الذين عندهم لكونهم مؤمنين بهم كما يكون أهل الشريعة الواحدة يقبلون ما يبلغه العلماء عن الرسول وكذلك أنبياء بني اسرائيل يأمرون بشريعة التوراة وقد يوحَى الى أحدهم وحي خاص في قصة معينة ولكن كانوا في شرع التوراة كالعالم الذي يفهمه الله في قضية معنى يطابق القرآن كما فهم الله سليمان حكم القضية التي حكم فيها هو وداود فالانبياء ينبئهم الله فيخبرهم بأمره وبنهيه وخبره وهم ينبئون المؤمنين بما أنبأهم الله به من الخبر والامر والنهي فإن أرسلوا الى كفار يدعونهم الى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له ولا بد أن يكذب الرسل قوم قال تعالى:" كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُون ٌ"(52) الذاريات...وقال تعالى:" مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ(43) فصلت...فان الرسل ترسل الى مخالفين فيكذبهم بعضهم وقال تعالى:" وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ(109)حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنْ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ(110) يوسف وقال تعالى:" إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ(51) غافر...فقوله "وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي" دليل على أن النبي مرسل ولا يسمى رسولا عند الاطلاق لانه لم يرسل الى قوم بما لا يعرفونه بل كان يأمر المؤمنين بما يعرفونه أنه حق كالعلم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:" العلماء ورثة الانبياء" .
وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة فان يوسف كان رسولا وكان على ملة ابراهيم وداود وسليمان كانا رسولين وكانا على شريعة التوراة قال تعالى عن مؤمن آل فرعون:" وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ(34) غافر... وقال تعالى:" إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا(163)وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا(164) النساء...والإرسال اسم عام يتناول إرسال الملائكة وإرسال الرياح وإرسال الشياطين وإرسال النار قال تعالى:" يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ(35) الرحمن.. وقال تعالى:" الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ......(1) فاطر...فهنا جعل الملائكة كلهم رسلا والملك في اللغة هو حامل الألوكة وهي الرسالة وقد قال في موضع آخر:" اللَّهُ يَصْطَفِي مِنْ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ(75) الحج...فهؤلاء الذين يرسلهم بالوحي كما قال:" وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ(51) الشورى...وقال تعالى:" وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ....(57) الأعراف.... وقال تعالى:" أَلَمْ تَرَى أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا(83) مريم.....
لكن الرسول المضاف الى الله اذا قيل رسول الله فهم من يأتي برسالة الله من الملائكة والبشر كما قال تعالى:" اللَّهُ يَصْطَفِي مِنْ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ(75) الحج....وقالت الملائكة:" يَالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ....(81) هود...وأما عموم الملائكة والرياح والجن فإن إرسالها لتفعل فعلا لا لتبلغ رسالة قال تعالى:" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا(9) الأحزاب فرسل الله الذين يبلغون عن الله أمره ونهيه هم رسل الله عند الاطلاق وأما من أرسله الله ليفعل فعلا بمشيئة الله وقدرته فهذا عام يتناول كل الخلق.أ.هـ
__________________
قال الامام المنذري رحمه الله :
وناسخ العلم النافع :له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
وناسخ ما فيه إثم :عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .
معا لنشر السنة (
To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
)
رد مع اقتباس
  #72  
قديم 01-20-2014, 12:09 PM
عبد الله الادريسي عبد الله الادريسي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
المشاركات: 2
افتراضي

جزاكم الله خيرا .
رد مع اقتباس
  #73  
قديم 02-17-2014, 11:20 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


بوركتم جميعاً أيها الأحباب
وجزاكم الله خيراً


ــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة التاسعة
( القسم الأول ) .

بسم الله الرحمن الرحيم

الاسم الثاني :

2 . [الْآخِرُ] : في اللغة : " الهمزة والخاء والراءُ أصل واحدٌ إليه ترجع فروعُه ، وهو خلاف التقدُّم . وهذا قياسٌ أخذْناه عن الخليل فإنّه قال : الآخِر نقيض المتقدّم " ( معجم مقاييس اللغة : 1/88 ) .

وفي الشرع : هو الذي ليس بعده شيء .

والآخر من الأسماء المختصة بالله – تعالى – لا تطلق على غيره – سبحانه - ، وهو متضمن لصفة الآخرية ؛ وهي صفة ذاتية لم يزل ولا يزال متصفاً بها . وهي تدل على الأبدية ، والبقاء المطلق فهو يدل على الإحاطة الزمانية من جهة الأبد " والآخر الباقي إلى غير نهاية، ولاشيء بعده " ( مجموع الفتاوى : 5/58) .

" ولا يتوهم أن هذا يدل على غاية لآخريته ، لأن هناك أشياء أبدية وهي من المخلوقات ، كالجنة والنار ، وعليه فيكون معنى الْآخِرُ أنه محيط بكل شيء ، فلا نهاية لآخريته " ( مجموع فتاوى ورسائل : 8/147 ) .

وحقيقة معناه : " هو الباقي بعد فناء خلقِه كله ناطقِه وصامتِه " ( لسان العرب : 4/11 ) .

وهذه الصفة تجري على قاعدة أهل السنة والجماعة في عدم مماثلة شيء له في ذلك وإن وصف الله – تعالى – بعض خلقه بها ، كما قال الشنقيطي – رحمه الله - : " أما الأولية والآخرية التي نص الله عليهما في قوله هو الأول والآخر فقد وصف المخلوقين أيضا بالأولية والآخرية ، قال { أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ } [ المرسلات : 16 – 17 ] .

ولا شك أن ما وصف الله به نفسه من ذلك لائق بجلاله وكماله كما أن للمخلوقين أولية وآخرية مناسبة لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم
" ( آيات الأسماء والصفات :ص/18 – 19 ) .

" وأما نعيم أهل الجنة وما هم فيه فإن النصوص أطلقت أنهم خالدون فيها أبدا لأن أهل الجنة يخلدون فيها أبدا ، وأهل النار النصوص جاء فيه الاطلاق بأن أهل النار خالدون فيها أبدا .

وهذه الأبدية لا تنافي كون الله - جل وعلا - آخراً ، لأن آخريته جل وعلا معناه الذي (ليس بعده شيء) وهو جل وعلا يهلك المخلوقات جميعا ويبقى جل وعلا وحده ويقول أنا الملك أنا الجبار أين ملوك الأرض ؟ ، لمن الملك اليوم ؟ ، ثم يجيب نفسه الجليلة العظيمة جل وعلا بقوله لله الواحد القهار
" (شرح الواسطية لصالح آل الشيخ).

تنبيه : وممن أخطأ في هذا الباب ابن الجوزي – رحمه الله - ؛ إذ قال - في كتابه : تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر " (ص 1) - : " وبهذا العمر اليسير يشتري الخلود الدائم في الجنان، والبقاء الذي لا ينقطع كبقاء الرحمن " .

واستنكرها ابن عثيمين – رحمه الله – قائلاً : " أما كون النعيم لا ينقطع فهذا واضح، فالقرآن مملوء بأن أهل الجنة خالدين فيها أبداً، وأما قوله: كبقاء الرحمن فلا أدري هل هذه الكلمة ثابتة في كلام ابن الجوزي وعلى كل حال ابن الجوزي رحمه الله ليس بذاك الذي يعتمد عليه في مسائل الصفات، لكن هذه الكلمة منكرة: كبقاء الرحمن؛ لأنه ينافي قول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بل قول الله: { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [الحديد:3] فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( الآخر الذي ليس بعده شيء ) وإذا قلنا: أن هذه تبقى كبقاء الرحمن، صار معناه مساو للرحمن في البقاء، وهذا لا يصح، فالمهم هذه الكلمة منكرة، وعلق على الكتاب الذي عندك بأن هذه الكلمة منكرة " (لقاء الباب المفتوح ) .

وقد دل على اسم الله ( الآخر ) : الكتاب ، والسنة ، والإجماع ، والعقل ، والفطرة .

وقد ورد الاسم العلم المتضمن لصفة الآخرية في موضع واحد من القرآن ، وفي موضع واحد من السنة – أيضاً - .

وسبق قول ابن أبي العز – رحمه الله - : " وَالْعِلْمُ بِثُبُوتِ هَذَيْنِ الْوَصْفَيْنِ مُسْتَقِرٌّ فِي الْفِطَرِ " ( شرح الطحاوية :ص/ 148 ) .

الاسم الثالث :

3 . [الظَّاهِرُ] : في اللغة ، قال ابن فارس – رحمه الله - : " الظاء والهاء والراء أصلٌ صحيحٌ واحدٌ يدلُّ على قوّةٍ وبروز " ( معجم مقاييس اللغة : 3/369 ) .

" والظاهرُ من أَسماء الله - عز وجل - وفي التنزيل العزيز { هو الأَوّل والآخر والظاهر والباطن } قال ابن الأَثير هو الذي ظهر فوق كل شيء وعلا عليه " ( لسان العرب : 4/520 ) .

وفي الشرع : هو الذي ليس فوقه شيء .

قال شيخ الإسلام – رحمه الله - : " وقَوْله - تَعَالَى - : { الظَّاهِرُ } ضُمِّنَ مَعْنَى الْعَالِي ، كَمَا قَالَ : { فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ } . وَيُقَالُ : ظَهَرَ الْخَطِيبُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَظَاهِرُ الثَّوْبِ أَعْلَاهُ بِخِلَافِ بِطَانَتِهِ . وَكَذَلِكَ ظَاهِرُ الْبَيْتِ أَعْلَاهُ وَظَاهِرُ الْقَوْلِ مَا ظَهَرَ مِنْهُ وَبَانَ وَظَاهِرُ الْإِنْسَانِ خِلَافُ بَاطِنِهِ فَكُلَّمَا عَلَا الشَّيْءُ ظَهَرَ ؛ وَلِهَذَا قَالَ : { أَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَك شَيْءٌ } فَأَثْبَتَ الظُّهُورَ وَجَعَلَ مُوجِبَ الظُّهُورِ أَنَّهُ لَيْسَ فَوْقَهُ شَيْءٌ وَلَمْ يَقُلْ لَيْسَ شَيْءٌ أَبْيَنَ مِنْك وَلَا أَعْرَفَ .

وَبِهَذَا تَبَيَّنَ خَطَأُ مَنْ فَسَّرَ ( الظَّاهِرَ ) بِأَنَّهُ الْمَعْرُوفُ كَمَا يَقُولُهُ مَنْ يَقُولُ الظَّاهِرُ بِالدَّلِيلِ الْبَاطِنِ بِالْحِجَابِ كَمَا فِي كَلَامِ أَبِي الْفَرَجِ وَغَيْرِهِ فَلَمْ يَذْكُرْ مُرَادَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ كَانَ الَّذِي ذَكَرَهُ لَهُ مَعْنًى صَحِيحٌ
" ( مجموع الفتاوى : 5/244 ) .

تنبيه : وصفة العلو والفوقية صفة ذاتية له ، فهو – سبحانه وتعالى – " استحق العلو بذاته لا لأمر منفصل عنه كما استحق الأزلية بنفسه لا لأمر منفصل عنه فقول القائل علوه تبع لعلو الجهة كقوله إنه قديم تبع لقدم الزمان وكل من الخيالات الفاسدة بل هو الأول بنفسه الذي ليس قبله شيء وهو الآخر بنفسه الذي ليس بعده شيء وهو الظاهر بنفسه الذي ليس فوقه شيء وهو الباطن بنفسه الذي ليس دونه شيء " ( بيان تلبيس الجهمية : 2/282 ) .

" وَالرَّبُّ تَعَالَى لَا يَكُونُ شَيْءٌ أَعْلَى مِنْهُ قَطُّ بَلْ هُوَ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى وَلَا يَزَالُ هُوَ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى مَعَ أَنَّهُ يَقْرُبُ إلَى عِبَادِهِ وَيَدْنُو مِنْهُمْ وَيَنْزِلُ إلَى حَيْثُ شَاءَ وَيَأْتِي كَمَا شَاءَ . وَهُوَ فِي ذَلِكَ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِي عَلِيٌّ فِي دُنُوِّهِ قَرِيبٌ فِي عُلُوِّهِ . فَهَذَا وَإِنْ لَمْ يَتَّصِفْ بِهِ غَيْرُهُ فَلِعَجْزِ الْمَخْلُوقِ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ هَذَا وَهَذَا . كَمَا يَعْجِزُ أَنْ يَكُونَ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ " ( بيان تلبيس الجهمية : 1/551 - 552) ، ( مجموع الفتاوى : 16 / 424 ) .

وقد دل على اسم الله ( الظاهر ) : الكتاب ، والسنة ، والإجماع ، والعقل ، والفطرة .

وقد ورد الاسم العلم المتضمن لصفة الفوقية في موضع واحد من القرآن ، وفي موضع واحد من السنة – أيضاً - .

فأما دلالة الفطرة والعقل فكما مر معنا في إثبات صفة العلو .

وكذلك الظاهر يدل على الفوقية بكل معانيها من فوقية الذات والقهر والقدر ، فكل ذلك ثابت له – جل في علاه - .

وقد وقعت تفسيرات باطلة في بعض كتب التفسير لهذا الاسم الكريم ( الظاهر ) ، فمنها :

- ما رجحه ابن جزي في التسهيل ( ص/2314 ) " أي الظاهر للعقول بالأدلة ، والبراهين الدالة على الباطن ، الذي لا تدركه الأبصار ، أو الباطن الذي لا تصل العقول إلى معرفة كنة ذاته " . وهذا تفسير مخالف لما جاء في السنة ، وسيأتي رده في كلام العلامة الشيخ صالح الفوزان – وفقه الله - .

- ومنها : ما كتبه حسين مخلوف في كلمات القرآن عن معنى الظاهر والباطن ، كما قال الشيخ محمد غازي الدروبي : " فسر كلمة الظاهر : ( بوجوده في مصنوعاته وتدبيره ) وذلك بخلاف ما ورد في تفسير هذه الكلمة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم كما ورد في صحيح مسلم ( وأنت الظاهر وليس فوقك شيء ) ، وفسر حسين مخلوف كلمة الباطن بقوله ( بكنه ذاته في العقول ) !!! وذلك بخلاف ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وأنت الباطن فليس دونك شيء ) أي القريب من كل شيء - وكلام مخلوف كلام غير مفهوم حيث لا يفهم من يقرأ عبارته منها شيئاً فما معنى ( يكنه ذاته في العقول ) فإنها تحتاج إلى شرح ثم بعد ذلك لا يخرج منها بشيء !!! " (شرح الكلمات وما ترشد إليه الآيات ) .

- ومنها : ما جاء عن الصابوني في صفوة التفاسير ، كما قال العلامة الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله - : " في صفحة ( 318-320 ) سطر ( 11-12-17 ) : فسر اسم الله الظاهر والباطن تفسيرًا يخالف ما فسرهما به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , حيث قال : والظاهر بآثار مخلوقاته , والباطن الذي لا يعرف كنه حقيقته أحد , وقال : أي الظاهر للعقول بالأدلة والبراهين الدالة على وجوده، والباطن الذي لا تدركه الأبصار ولا تصل العقول إلى معرفة كنه ذاته , ثم علق على ذلك بقوله : هذا أرجح الأقوال في تفسير الظاهر والباطن , وقد اختاره أبو السعود والألوسي , ومن العجب أنه ساق بعده تفسير الرسول لهذين الاسمين الكريمين بما يبطل تفسيره هذا , وهو قوله - صلى الله عليه وسلم - : " وأنت الظاهر فليس فوقك شيء , وأنت الباطن فليس دونك شيء " , حيث فسر - صلى الله عليه وسلم - الظهور بظهور ذاته وعلوها فوق مخلوقاته , وفسر البطون بقربه من عباده , ولكن نعوذ بالله من عمى البصيرة , وذكر هذا التفسير الباطل أيضا في صفحة ( 219/س10 ) . " ( ملحوظات على تفسير الصابوني ) .

- ومنها : ما جاء سؤالاً إلى العلامة ابن باز – رحمه الله - ، كما في مجموع فتاواه ( 24/290 ) . " س : ما رأي سماحتكم فيمن قال في معنى اسم الله الظاهر : أي : الظاهر في كل شيء ، هل يدخل هذا في القول بالحلول أم لا ؟

ج: هذا باطل ؛ لأنه خلاف ما فسر به النبي - صلى الله عليه وسلم - الآية الكريمة ؛ فقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « اللهم أنت الأول ، فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، فاقض عني الدين وأغنني من الفقر » أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ، فالظاهر معناها : العالي فوق جميع الخلق . . . إلخ " .

( يتبع – إن شاء الله - ) .



رد مع اقتباس
  #74  
قديم 02-18-2014, 09:17 PM
أبو أحمد عمر الكنزي أبو أحمد عمر الكنزي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: السُّــودان
المشاركات: 380
Arrow

جَزاكَ اللهُ خيْراً أخانا أبا زيْدٍ ..
وبارَكَ اللهُ فيكَ ..
ونَفَعَ بِكَ ..
فوائدُ جَدُّ نافِعة ..
وبَذلُ الجُهْدِ في جَمْعِها ؛ ظاهِرٌ بَيَّنٌ
وفقَكَ اللهُ.

رد مع اقتباس
  #75  
قديم 02-18-2014, 10:39 PM
عبد المحسن الجيجلي عبد المحسن الجيجلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2013
الدولة: ولاية جِيجَلْ - الجزائر -
المشاركات: 589
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أحمد عمر الكنزي مشاهدة المشاركة
جَزاكَ اللهُ خيْراً أخانا أبا زيْدٍ ..
وبارَكَ اللهُ فيكَ ..
ونَفَعَ بِكَ ..
فوائدُ جَدُّ نافِعة ..
وبَذلُ الجُهْدِ في جَمْعِها ؛ ظاهِرٌ بَيَّنٌ
وفقَكَ اللهُ.


******************



__________________
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
****************************************************************************
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"*" الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا "*"

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
****************************************************************************
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رد مع اقتباس
  #76  
قديم 04-14-2014, 12:00 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


بوركتم جميعاً أيها الأحباب
وجزاكم الله خيراً
وأسأل الله لي ولكم التوفيق .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم

( القسم الثاني )

4 . [الْبَاطِنُ] : في اللغة : " البطن : خلاف الظهر " ( الصحاح : 5/357) .

" وأفرشَني فلان بطنَ أمره وظهره ، أي سرُّه وعلانيته. والباطن : خلاف الظاهر " ( جمهرة اللغة : 1/167 ) .

وفي الشرع : هو الذي ليس دونه شيء .

والباطن من الأسماء المختصة بالله – تعالى – لا تطلق على غيره – سبحانه - ولا يطلق عليه إلا مقترناً باسمه الظاهر ، وهو متضمن لصفة البطون وهي تشمل معنيين : كمال الإحاطة المقترنة بعلمه ، وكمال القرب المقترن بعلوه .

قال ابن القيم – رحمه الله - : " وبطونه سبحانه : إحاطته بكل شيء بحيث يكون أقرب إليه من نفسه " ( طريق الهجرتين : ص/ 47 ) .

قال ابن عثيمين – رحمه الله - : " فسره النبي - عليه الصلاة والسلام - قال : " الذي ليس دونه شيء " وهذا كناية عن إحاطته بكل شيء ، ولكن المعنى أنه مع علوه - عز وجل - ، فهو باطن ، فعلوه لا ينافي قربه - عز وجل - ، فالباطن قريب من معنى القريب " ( مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين : 8/148 ) .

وقال السعدي – رحمه الله - : " والباطن : يدل على اطلاعه على السرائر ، والضمائر ، والخبايا ، والخفايا ، ودقائق الأشياء ، كما يدل على كمال قربه ودنوه ، ولا يتنافى الظاهر ، والباطن لأن الله ليس كمثله شيء في كل النعوت فهو العلي في دنوه القريب في علوه " (الحق الواضح المبين، ص25 ) .

قال العلامة الهراس – رحمه الله - : " وَاسْمُهُ الْبَاطِنُ : دَالٌّ عَلَى قُرْبِهِ وَمَعِيَّتِهِ " ( شرح الواسطية :ص/ 77 ) .

وقد دل على اسم الله ( الباطن ) : الكتاب ، والسنة ، والإجماع ، والعقل ، والفطرة .

وقد ورد الاسم العلم المتضمن لصفة البطون في موضع واحد من القرآن ، وفي موضع واحد من السنة – أيضاً - .

ويستفاد من كلام أهل العلم عدة مسائل :

المسألة الأولى / إن دنوه من خلقه – تعالى – لا ينافي علوه . كما قال الحكمي – رحمه الله -:

وَذِكرُهُ لِلقُرْبِ وَالْمَعِيَّةْ ... لَمْ يَنْفِ لِلْعُلُوِّ وَالْفَوْقِيةْ
فَإِنَّهُ الْعليُّ في دُنُوِّهِ ... وَهُوَ الْقَريِبُ جَلَّ في عُلُوِّهِ


المسألة الثانية / إن دنوه – تعالى - لائق بجلاله ليس كما يدنو المخلوق من المخلوق ؛ فليس كمثله شيء ، كما قال – تعالى - : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} .

المسألة الثالثة / إن المقصود من بطونه – تعالى – ودنوه من خلقه كمال علمه وإحاطته بكل شيء وهو معنى المعية العامة . فهو " خبير عليم بكل شيء , لا يحول دونه جبال ولا أشجار ولا جدران ولا غير ذلك , ليس دونه شيء , لا دون بصره يرى كل شيء - عز وجل -, ولا دون سمعه يسمع كل شيء , ولا دون علمه يعلم كل شيء. " ( لقاء الباب المفتوح ) .

وأما القرب الخاص فهو القرب من أوليائه كما جاء عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - : أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : " أقْرَبُ مَا يَكُونُ العَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ " ( رواه مسلم ) .

قال ابن القيم – رحمه الله - : " وظاهريته سبحانه فوقيته وعلوه على كل شيءومعنى الظهور يقتضي العلو وظاهر الشيء هو ما علا منه وأحاط بباطنه وبطونه سبحانه إحاطته بكل شيء بحيث يكون أقرب إليه من نفسه وهذا قرب غير قرب المحب من حبيبه هذا لون وهذا لون " ( طريق الهجرتين : ص/ 47 ) .

المسألة الرابعة / يجب أن يفهم معنى : ( دونه ) باعتبار بطونه وهو علمه ؛ فلا شيء دونه لبطونه . فالدون ليس فيه معنى النقص وإنما المعية العامة وأصلها العلم والقدرة .

وكذلك يجب أن يفهم معنى : ( بطونه ) مقترنا بظهوره . فليس البطون فيه معنى السفول وإنما الإحاطة والعلم .


قال ابن زمنين – رحمه الله -: " والباطن بطن علمه بخلقه " .

قال شيخ الإسلام – رحمه الله - : " ولهذا لم يجئ هذا الاسم الباطن كقوله : (وأنت الباطن ، فليس دونك شيء) إلا مقروناً بالاسم الظاهر الذي فيه ظهوره ، وعلوه ، فلا يكون شيء فوقه ؛ لأن مجموع الاسمين يدلان على الإحاطة ، والسعة ، وأنه الظاهر، فلا شيء فوقه ، والباطن ، فلا شيء دونه " ( بيان تلبيس الجهمية : 2/220 ) .

" وليس معنى ذلك أنه في كل مكان تعالى الله وتقدس، فهذا مثل كونه جل وعلا على العرش وهو معنا، وهذا هو المقصود من قوله: ( ليس دونه شيء ) ، فهو باطن ليس دونه شيء، فكل الخلق في قبضته، وهو أقرب إلى الإنسان من نفسه، يتصرف فيه كيف يشاء، هذا معنى الباطن، وهذا الذي يجب أن يعلم " (الغنيمان الواسطية ) .

المسألة الخامسة/ قال ابن عثيمين – رحمه الله : " فإذا قال قائل : هل هذه الأسماء متلازمة ، بمعنى أنك إذا قلت : الأول ، فلا بد أن تقول : الآخر ، أو : يجوز فصل بعضها عن بعض؟!

فالظاهر أن المتقابل منها متلازم ، فإذا قلت : الأول ، فقل : الآخر ، وإذا قلت : الظاهر ، فقل : الباطن ، لئلا تفوت صفة المقابلة الدالة على الإحاطة
" ( مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين : 8/ 149 ) .

ويمكن أن يقال كما قال الشيخ صالح آل الشيخ – حفظه الله - : " واسم الظاهر يطلق منفرداً .
وأما اسم الباطن فلا يطلق على الله جل وعلا إلا على وجه الاقتران بالظاهر لأن الظاهر هو ذو العلو في ذاته وأسمائه وصفاته وفسره عليه الصلاة والسلام بقوله (فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ) والفوقية هي فوقية الذات وفوقية الصفات .

وأما الباطن ففسره عليه الصلاة والسلام بقوله (وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ) وقوله (لَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ) من حيث اللفظ يحتمل أن يكون ليس دون ذاته شيء أو ليس دون علمه وقدرته وقربه شيء .

الأول اللذي هو أنها تحتمل أن يكون المعنى ليس دون الذات - يعني ليس دون ذاته شيء - هذه تدل على أنه جل وعلا في كل مكان وعلى أنه مختلط بالخلق ولهذا استدل بهذا المعنى المعتزلة والأشاعرة فقالوا هو في كل مكان وهذا قول كل من ينفي الاستواء .

وأهل السنة قالوا هذا المعنى وإن احتمله لفظ (لَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ) فإنه ينفيه قوله (أَنْتَ الظَّاهِرُ) فإثبات ظهوره جل وعلا ، إثبات أنه الظاهر الذي ليس فوقه شيء ، إثبات أنه عال على عرشه مستو عليه وأنه عال على خلقه بذاته يُبْطِل أن يكون البطون بطون ذات بل هو جل وعلا باطن من جهة قربه وعلمه
" ( شرح الواسطية ) .

5. [ صفة الإحاطة ] .

الإحاطة في اللغة : قال ابن فارس – رحمه الله - : " الحاء والواو والطاء كلمةٌ واحدة، وهو الشيء يُطِيفُ بالشيء " ( معجم مقاييس اللغة : 2/96 ) .

وفي الشرع : إحاطة الله تعالى بكل شيء زمنًا ومكانًا علماً وقدرةً .

وحقيقتها : الإدراك الكامل للأشياء أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً والعلم بكل شيء جملة وتفصيلاً .

وترجع هذه الصفة إلى أزلية الله وأبديته ، وعلوه ودنوه ، وشمول علمه .

ودليلها قوله – تعالى - : { الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ } ، قال ابن عثيمين – رحمه الله - : " هذه أربعة أسماء كلها متقابلة في الزمان والمكان ، تفيد إحاطة الله - سبحانه وتعالى - بكل شيء أولا وآخرًا ، وكذلك في المكان ففيه الإحاطة الزمانية والإحاطة المكانية " ( مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين : 8/ 147 ) .

وقال – أيضاً – : " واستفدنا من مجموع الأسماء : إحاطة الله تعالى بكل شيء زمنًا ومكانًا ، لأنه قد يحصل من اجتماع الأوصاف زيادة صفة " ( 8/ 149 ) .

وقال ابن القيم – رحمه الله - : " فمدار هذه الأسماء الأربعة على الإحاطة وهي إحاطتان زمانية ومكانية فإحاطة أوليته وآخريته بالقبل والبعد فكل سابق انتهى إلى أوليته وكل آخر انتهى إلى آخريته فأحاطت أوليته وآخريته بالأوائل والأواخر وأحاطت ظاهريته وباطنيته بكل ظاهر وباطن فما من ظاهر إلا والله فوقه وما من باطن إلا والله ودونه وما من أول إلا والله قبله وما من آخر إلا والله بعده فالأول قدمه والآخر دوامه وبقاؤه والظاهر علوه وعظمته والباطن قربه ودنوه فسبق كل شيء بأوليته وبقي بعد كل شيء بآخريته وعلا على كل شيء بظهوره ودنا من كل شيء ببطونه فلا توارى منه سماء سماء ولا أرض أرضا ولا يحجب عنه ظاهر باطنا بل الباطن له ظاهر والغيب عنده شهادة والبعيد منه قريب والسر عنده علانية فهذه الأسماء الأربعة تشتمل على أركان التوحيد فهو الأول في آخريته والآخر في أوليته والظاهر في بطونه والباطن في ظهوره لم يزل أولا وآخرا وظاهرا وباطناً " ( طريق الهجرتين : ص/ 47 ) .

6. صفة العلم الشامل " هذا إكمال لما سبق من الصفات الأربع ، يعني : ومع ذلك ، فهو بكل شيء عليم . وهذه من صيغ العموم التي لم يدخلها تخصيص أبدًا ، وهذا العموم يشمل أفعاله وأفعال العباد الكليات والجزئيات ، يعلم ما يقع وما سيقع ويشمل الواجب والممكن والمستحيل ، فعلم الله تعالى واسع شامل محيط لا يستثنى منه شيء ، فأما علمه بالواجب ، فكعلمه بنفسه وبما له من الصفات الكاملة ، وأما علمه بالمستحيل ، فمثل قوله تعالى : { لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا } [الأنبياء : 22] ، وقوله : { إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ } [الحج : 73] ، وأما علمه بالممكن ، فكل ما أخبر الله به عن المخلوقات ، فهو من الممكن : { يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } [النحل : 19] . إذًا ، فعلم الله تعالى محيط بكل شيء " ( مجموع فتاوى ورسائل : 8/149 - 150 ) .

وسيأتي مزيد بيان لمعنى العلم في موضعه – بإذن الله – تعالى - .



( يتبع – إن شاء الله - ) .




رد مع اقتباس
  #77  
قديم 06-13-2014, 10:30 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,046
افتراضي

شرح مبارك اللهم اجعل نصيب الشراح أجرا عظيما..
متابع ..
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #78  
قديم 06-15-2014, 06:22 PM
معز النيجيري معز النيجيري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
الدولة: دمام-سعودية || لاغوس-نيجيريا
المشاركات: 129
افتراضي

... متابع ان شاء الله ...
رد مع اقتباس
  #79  
قديم 08-06-2014, 08:16 PM
جمال العاصمي جمال العاصمي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 51
افتراضي

جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك‬‎
رد مع اقتباس
  #80  
قديم 09-14-2014, 02:47 PM
ابي بكر ابي بكر غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: العراق - الموصل
المشاركات: 5
افتراضي

ورد في حديث ابي هريرة رضي الله عنه (( كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء ))
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:56 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.