هل من طلب الرقية (استرقى) خرج من السبعين الفا؟

[أَبُو صَفِيّ أَحمَد رَاغِب البَرمَشتِي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبي مالك أحمد الأزهري

فالسبعون الفا لا يطلبون الرقية - ومن يطلبها لا يلزم عدم توكله على الله ! ، بل وإن توكل! ، وهذا هو الأصل - (وأيضا) على ربهم يتوكلون

ومقصودي - الصواب - من هذه العبارة - لأني تأملتها بعد !- فقد تُوهِم : "فالسبعون الفا لا يطلبون الرقية ؛ ومن يطلبها لا يلزم - من حيث الواقع - أن يكون متوكلا على الله ! ، بل وإن توكل! "
فالناس في ذلك :
من لا يطلب الرقية ، وهو متوكل .
من يطلب الرقية ، وهو متوكل .
من لا يطلب الرقية ، وهو غير متوكل فقد يكون خوفا من السبب !.
من يطلب الرقية ، وهو غير متوكل .

فكما ترى أن الذي لا يطلب الرقية وهو متوكل له مزيّة على غيره ! ، بالصبر ، وعلو التوكل عنده عن غيره ...

فالسبعون الفا لا يطلبون الرقية وأيضا على ربهم يتوكلون
وهناك من يسترقون مع توكلهم ( وهو الأصل ، أي التوكل ) ، ومنهم من يفعل من غير توكل !

ولعلي أبنت عن المراد ، ونسأل الله السداد ، و الفهم السليم ، والبيان منّة من الله يجريها حيث شاء سبحانه .

[ابواسامة الأثري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابواسامة الأثري

هل من استرقى من ألم ألّم به خرج من السبعين الف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ،وقد ثبت في صحيح البخاري في باب رقية العين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : (أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أو أمر أن يسترقى من العين).
ومن حديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال ( استرقوا لها فإن بها النظرة ).
فهل النبي صلى الله عليه وسلم يدل أصحابه على أمر يخرجهم من السبعين الف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ؟

بعد أن ذكرت رد الحافظ على من قال أن الإسترقاء الممنوع هو الإسترقاء المنافي للتوكل ، أو هو الإسترقاء المجانب لإسترقاء الطبائعين ، فوردتني خاطرة بأن المقصود بحديث عائشة أن يسترتقى للمعيون (بمعنى يطلب له الرقية) ، فالمعيون في هذه الحالة لم يسترقي لنفسه (لم يطلب الرقية لنفسه) ، والذي طلب الرقية للمعيون طلبها لغيره ولم يطلبها لنفسه فليس في هذا حرج ، وهذا واضح في حديث أم سلمة حيث قال:(استرقوا لها فإن بها النظرة ) أي أطلبوا لها من يرقيها ، وبهذا يمكنني أن أقول ليس بين هذين الحديثين وحديث السبعين تعارض والله أعلم .

[أَبُو صَفِيّ أَحمَد رَاغِب البَرمَشتِي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابواسامة الأثري

المقصود بحديث عائشة أن يسترتقى للمعيون (بمعنى يطلب له الرقية) ، فالمعيون في هذه الحالة لم يسترقي لنفسه (لم يطلب الرقية لنفسه) ، والذي طلب الرقية للمعيون طلبها لغيره ولم يطلبها لنفسه ... وبهذا يمكنني أن أقول ليس بين هذين الحديثين وحديث السبعين تعارض والله أعلم .

وفقك المولى ، وأصبت فيما وصلت إليه وهذا واضح من الأحاديث بورك فيك.
و كما بينت في تعليقي السابق الاحتمالات الواردة على المسألة
وهنا فائدة للشيخ العثيمين - رحمه الله - قال : ( عمق علم السلف، لقوله: "قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، ولكن كذا وكذا"؛ فعلم أن الحديث الأول لا يخالف الثاني، لأن قوله: "لا رقية إلا من عينٍ أو حمة" لا يخالف الثاني؛ لأن الثاني إنما هو في الاسترقاء، والأول في الرقية ؛ فالإنسان إذا أتاه من يرقيه ولم يمنعه؛ فإنه لا ينافي قوله: "ولا يسترقون"، لأن هناك ثلاث مراتب: المرتبة الأولى: أن يطلب من يرقيه، وهذا قد فاته الكمال. المرتبة الثانية: أن لا يمنع من يرقيه، وهذا لم يفته الكمال؛ لأنه لم يسترق ولم يطلب. المرتبة الثالث: أن يمنع من يرقيه، وهذا خلاف السنة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمنع عائشة أن ترقيه، وكذلك الصحابة لم يمنعوا أحداً أن يرقيهم ؛ لأن هذا لا يؤثر في التوكل. )
[ القول المفيد\ باب " من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب " ]