قال ابن حزم الظاهري:
قال ابن حزم الظاهري -رحمه الله - : "وإن أعجبت بعلمك فاعلم أنه لا خصلة لك فيه ، وأنه موهبة من الله مجردة ، وهبك إياها ربك تعالى ، فلا تقابلها بما يسخطه ، فلعله ينسيك ذلك بعلة يمتحنك بها ، تولد عليك نسيان ما علمت وحفظت ولقد أخبرني عبدالملك بن طريف -وهو من أهل العلم والذكاء واعتدال الأحوال وصحة البحث- أنه كان ذا حظ من الحفظ عظيم ، لا يكاد يمر على سمعه شيء يحتاج إلى استعادته ، وأنه ركب البحر فمر به فيه هول شديد أنساه أكثر ما كان يحفظ وأخل بقوة حفظه إخلالاً شديداً لم يعاوده ذلك الذكاء بعد ، وأنا أصابتني علة فأفقت منها ، وقد ذهب ما كنت أحفظ ، إلا ما لا قدر له ، فما عاودته إلا بعد أعوام. واعلم أن كثيراً من أهل الحرص على العلم يجدون القراءة والإكباب على الدروس والطلب ، ثم لا يرزقون منه حظاً ، فليعلم ذو العلم أنه لو كان بالإكباب وحده لكان غيره فوقه ، فصح أنه موهبة من الله تعالى ، فأي مكان للعجب ها هنا ما هذا إلا موضع تواضع وشكر لله تعالى واستزادة من نعمه واستعاذة من سلبها." مداواة النفوس (68)
__________________
للسلفية رب يحميها
|