أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
45316 | 103720 |
#1
|
|||
|
|||
العَالِمُ لا يُتْبَعُ بزلَّته ولا يُؤْخَذُ بهفوتِهِ :
العَالِمُ لا يُتْبَعُ بزلَّته ولا يُؤْخَذُ بهفوتِهِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ** قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد ـ رحمه الله ـ في كتابه : التّعالمُ وأثرهُ على الفِكر والكِتابِ ـ : *ـ روى البخاريُّ في كتاب الشُّروطِ من ((صحيحهِ))، قصةَ الحُدَيْبِيَّةِ ومسيرَ النَّبيِّ ـ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ـ إليها ، وفيها . ( وسار النَّبيُّ ـ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ـ حتى إذا كان بالثَّنِيَّةِ التي يهبط عليهم منها برَكَت به راحلتُهُ ، فقال النَّاسُ : حَلْ حَلْ ، فألَحَّتْ فقالوا : خلأت القَصْوَاءُ . فقال النَّبِيُّ ـ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ـ : (( ما خَلأت القَصْواء وما ذاك لها بِخُلُقٍ ولكن حَبَسَهَا حابسُ الفيل )) .. الحديث . قال الحافظُ ابن حجر في فقهِ هذا الحديث : ( جواز الحكم على الشيء بما عُرِفَ من عادَتِهِ ، وإن جاز أن يطرأ عليه غيرُهُ ، فإذا وقع من شخصٍ هفوةٌ لا يُعْهَدُ منه مثلُها ، لا يُنسب إليها ، ويُردُّ على مَن نَسَبَهُ إليها ، ومعذرة مَن نَسَبَهُ إليها ممن لا يعرف صورة حاله ؛ لأن خلأ القصواء لولا خارِقُ العادة لكان ما ظَنَّهُ الصحابةُ : صحيحاً ، ولم يعاتبهم النَّبِيُّ ـ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ـ على ذلك لِعُذْرِهِم في ظنهم ) أهـ . فقد أعذرَ النَّبِيُّ ـ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ـ غير المكلَّف من الدَّوابِّ باستصحابِ الأصلِ ، ومِن قياس الأوْلى : إذا رأينا عالماً عاملاً ، ثم وقعتْ منه هِنَةٌ أو هفوةٌ ، فهو أوْلى بالإعذارِ ، وعدمِ نسبته إليها والتَّشْنِيعِ عليه بها ؛ استصحاباً للأصل ، وغَمْرِ ما بدر منه في بحرِ عِلْمِهِ وفضله ، وإلا كان المُعَنَّفُ قاطعاً للطريقِ ، ردءاً للنفسِ اللَّوامة ، وسبباً في حرمانِ العالمِ من عِلْمِهِ ، وقد نُهينا أن يكون أحدُنا عوناً للشيطان على أخيه . فما ألْطف هذا الاستدلال وأدقَّ هذا المَنزعَ ، وَرَحِمَ اللهُ الحافِظَ الكناني ابن حجر العسقلاني ، على شُفوف نظره ، وفِقْهِ نفسه ، وتعليقِهِ الحُكْمَ بمَدْركه . قال الصنعاني ـ رحمه الله تعالى ـ ( وليس أحدٌ من أفرادِ العُلماءِ إلا وله نَادِرَةٌ ينبغي أن تُغْمَرَ في جَنبِ فضلِهِ وَتُجْتَنَبَ ) أ هـ .
__________________
|
|
|