أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
![]() |
![]() |
![]() |
|||||
|
![]() |
18131 | ![]() |
51502 |
#1
|
|||
|
|||
![]() تأمين المستقبل " بعض الناس يجمع المال, ويقول : أؤمن به مستقبلي ! يعني مستقبله الدنيوي ، وهو لا يدري هل يعيش مستقبلاً يتمتع فيه بهذا المال أو يموت ويتركه لغيره ، لكنه لا يفكر في تأمين مستقبله الذي لا بد له منه في الدار الآخرة ، بأن يقدم من ماله ما يجده مدخراً مضاعفاً أضعافاً كثيرة ، وهو أحوج ما يكون إليه ...)(1) فينبغي للمسلم العاقل الحازم أن يبادر إلى الأعمال الصالحة الباقية ، ومنها الإنفاق في وجوه الخير ، وأن يتفكر في هذه الحياة الدنيا وزوالها ، وقرب الأجل منه ، فذلك يحمل على العمل الصالح الذي يؤمن به مستقبله الأخروي ، لاسيما وهو لا يضره في الدنيا ولا يفقره ، بل إنه يبارك له في أمواله وحياته ، وتحببه لدى الناس ويشعره بالسعادة وانشراح الصدر ، ويدفع عنه الآفات والأمراض والشرور أو يقللها ويخففها. قال الله تعالى { وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }(2) وقال عز من قائل : { فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا{29} ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى{30}(3) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها, إلا ذكر الله وما والاه ,أو عالم ومتعلم". (4) وقال الحسن البصري : " إنما أنت أيام مجموعة كلما مضى يوم مضى بعضك ! " فهذه حال الدنيا ، سريعة الزوال ، عجلة الاضمحلال ، كم شيعنا من الأقارب والأحباب ، وكم صلينا على الأموات ، وها نحن ننتظر دورنا ، ولكن في غفلة عن أمرنا. دخلوا على بعض الصالحين ، فقلبوا بصرهم في بيته, فقالوا له : إنا نرى بيتك بيت رجل مرتحل . فقال : أمرتحل ؟! لا ولكن أطرد طرداً . ولهذا قال من قال : ما أحث السائق لو فطن الخلائق ! وكان ابن عمر – رضي الله عنهما – يقول :" إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك "(1). ويكفي اللبيب الحازم قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قومه فقال : يا قوم إني رأيت الجيش بعيني ,وأنا النذير العريان ؛فالنجاء ، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا ,وانطلقوا على مهلهم فنجوا ، وكذبته طائفة منهم فأصبحوا مكانهم, فصبحهم الجيش, مكانهم فأهلكهم واجتاحهم ، فذلك مثل من أطاعني, فاتبع ما جئت به ، ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق "(2) من كتاب فضل البذل والعطاء 40-42 للشيخ فالح جبر الظفيري |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
فالح . جبر . الظفيري |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |