أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
49957 | 103720 |
#1
|
|||
|
|||
عندما نظرت للألباني أول مرة.. ولم أكن قد عرفته بعد..
كان ذلك قبل ما يربو عن عشرين عاما، عندما بدأتُ أرتاد المساجدَ -بفضل الله تعالى-، ولم أَكُن يومَها أَعرف شيئا عن السلفيةِ، قال لي ابن عمي: سآخذك إلى مسجدٍ لنصليَ فيه الجُمُعةَ، وأَخذني إلى مسجدِ صلاحِ الدين، وهو ليس بعيداً من بيتي، فأَعجبتني الخُطبةُ، (أيامَ ما كانت خُطَبُه سلفية)، ثم صرتُ أَرتادُه كلَّ جمعةٍ، ومرةً وأنا جالسٌ بانتظار الخطبة حانت مني التفاتةٌ عن يساري، فإذا بي أَرى رجلا، لا أدري ما تَمالكني عندما رأَيتُه.. المسجدُ مليءٌ بالمُلْتَحين، من كبارِ السِّنِّ ومن الشبابِ، طلبةِ العلم وغيرِهم، لكن هذا الذي رأَيتُه كان شيئاً آخرَ، أحسستُ بأَنِّي أَرى رجلاً لم أَرَ مثلَه قطُّ في حياتي، رجلاً تُجَلِّلُه المَهابةُ، وتُحيطه هالةٌ من الوَقار، وتغشاه السكينةُ، في بديع سَمتٍ، ووضاءة وجهٍ، وإشراقةِ جبينٍ، يحاكي البدرَ في طلعتِه، هيئتُه تُنبِئُك بِرفعةِ منزلتِه، وتخبرُك عن عُلُوِّ درجتِه، وتَحكي سُموَّ رُتبتِه، وتُبين عن جلالة قدره، وفَخامةِ شأنِه، في سكينةٍ وتواضعٍ، وخَفضِ جناحٍ، قد ألقى برداءِ الكِبر عن منكبيه، تنظر إليه وتشعر أنك ما زلت متشوقاً إلى الاستزادة من التحديق به، عينُك لا تمل من إبصاره، قدماك تكاد تتبع بصرَك؛ لتنقلَ الخطى نحوَه؛ لالتزامِه واعتناقِه، نفسُك تتلهف لتعرف حالَه، حقاً لم أَكُن أعرفه من قبلُ، لكن قلتُ في نفسي: هذا الرجل لا بدَّ أن يكونَ شيئاً، بل شيئا كبيرا، ظللت أحدق به، كلما أَمَلتُ عيني عنه عاودني الشوقُ له، حتى شعرت أني ضايقته، عندها استحييت من كثرة نظري إليه، فكففت بصري عنه، وقلت في نفسي: لا بد أن أعرف خبرَه، فقيل لي بعدَها: هذا هو الألباني. من يرى صورتَه (الفوتوغرافية) الآن ولم يكن قد رآه في حياته، لن يدركَ ما وصفتُ من هيئتِه؛ لأن الصورةَ (الفوتوغرافية) تُخبرك عن رَسْمِه فقط، أما روحُه ونفسُه فلا.. نسأل الله أن يجمعنا به مع نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- في عليين.
|
#2
|
|||
|
|||
رحمه الله رحمة واسعة! أخي الحبيب هذه الأشياء يجب عليك أن تكتمها و لا تخبر بها أحد لكي لا تحسد عليها! (إبتسامة)
__________________
قال سفيان الثوري (ت161هـ): "استوصوا بأهل السنة خيرًا؛ فإنهم غرباء" |
#3
|
|||
|
|||
الحمد لله فقد رأته عيني، وسمعته أذني، عام 1412 هـ
عند زيارتي الأولى لعمان، ولي معه رحمه الله تعالى تسجيل صوتي لازلت أحتفظ به، وكذلك رأيت بها شيخنا على الحلبي، وكنت وقتذاك بصحبة أخينا أبي البراء رعد عبد العزيز البغدادي، والتي غابت عني أخباره. |
#4
|
|||
|
|||
أخي طارق
جزاك الله خيرا |
#5
|
|||
|
|||
جزاك الله خيراً، أفدنا بالمزيد أخي طارق !
__________________
. ((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) : https://telegram.me/Kunnash . |
#6
|
|||
|
|||
بوركت أخي طارق
أما أنا فقد هممت لزيارته والتمتع برؤيته ولكن يومها ........أُعلنت وفاته . وما زالت حسرات حرمان تلك النظرة لليوم في قلبي فرحمه الله وأسكنه الفردوس |
#7
|
|||
|
|||
وإياكم شيخنا الفاضل،
وحفظكم الله، ونفع بكم، وزادكم توفيقا... |
#8
|
|||
|
|||
وإياكم أخي الفاضل أبا معاوية..
إنه من نِعم الله عليَّ أن جعلني أرى الشيخ العلامة الألباني؛ فإن رؤيةَ العلماء الأجلاء فيها من الخير ما الله به عليم، خصوصاً عندما ترى مُجددا لعصره؛ فهذا لا يتكرر إلا كلَّ مائة عام، وإن لم أكن من الملازمين له، وكانت رؤيتي له قليلة، والمجالس التي حضرتُها له محصورة؛ فلذلك ليس عندي من سيرتِه الكثير، غيرَ ما ذُكر ونُشِر، وأذكر من تواضعِه أني سمعته مرة في بيتِه، -وكان ذلك قبل وفاته بعام تقريبا- بعدما مدَحه أحدُهم، وبالغ في الثناء عليه، فأذكر أنه مما قاله - أو فيما معناه-: لأننا في زمنٍ ليس فيه أمثالُ مالك والثوري صار لنا صِيتٌ وذِكر، ولو كنا في زمانهم لما كان لنا شأن. قلت: بل ظننا بك يا شيخنَا أنك لو كنت في زمانِهم لجعل الله لك شأناً كما جعل لك في هذا الزمان شأناً، ولكن اللهَ بحكمتِه ادّخرك لعصرٍ أحوجَ ما يكونون لك من غيرِهم من العصور. وهذا من نِعم الله علينا وفضلِه. |
#9
|
|||
|
|||
نضَّر الله امرءًا
اقتباس:
قال العلَّامة الشيخ عبد المحسن العبَّاد في (شرحه على سنن أبي داود) : " فهذا الحديث المتواتر مشتمل على دعاء من النبي - عليه الصلاة السلام - لمن اشتغل بسُنَّته - عليه الصلاة والسلام - ، وبلَّغها ، وعمل بها ، أن يجعله ذا نضرة وبهجة ؛ بحيث يكون وجهه مشرقاً مضيئاً في الدنيا والآخرة ؛ فتكون عليه البهجة في الدنيا ، ويكون ذا نضرة وبهجة في الآخرة . وقد جاء في القرآن الكريم : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } [القيامة:22-23] ، فالأولى بالضاد أخت الصاد ، وهي من النضرة ، التي معناها : الإضاءة والإشراق ، والثانية بالظاء أخت الطاء ، من النظر بالعين ، وهي الرؤية ، وهي من أدلة أهل السنة والجماعة على إثبات رؤية الله في الدار الآخرة . والدعاء المذكور في الحديث سببه أن هذا المرء يقوم بهذه المهمة العظيمة ، فيتلقى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحفظه ويبلغه إلى غيره ؛ لأنه إذا حفظه وبلغه إلى غيره قد يستنبط غيره منه ما يخفى على ذلك الذي تحمَّل ، ولهذا قال : " ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه " ؛ لأنه بذلك حفظ السنن ، ومكن غيره من استنباط أحكامها " |
#10
|
|||
|
|||
أبكيتنا أخي الغالي
رحم الله الإمام الألباني
__________________
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : " إذا أصبح العبدُ وأمسى - وليس همُّهُ إلاّ اللهَ وحدَه - تحمَّلَ اللهُ سبحانه حوائجَه كلَّها ، وحَمَلَ عنه كلَّ ما أهمَّهُ ، وفرَّغَ قلبَه لمحبّتِهِ ، ولسانهِ لذكرِهِ ، وجوارحَهُ لطاعتِهِ ، وإنْ أَصبحَ وأَمسى - والدُّنيا همُّهُ - حمَّلَه اللهُ همومَها وغمومَها وأَنكادَها ، ووكلَه إِلى نفسِهِ ، فشغلَ قلبَه عن محبَّتِهِ بمحبّةِ الخلقِ ، ولسانَه عن ذكرِهِ بذكرِهم ، وجوارحَه عن طاعتِهِ بخدمتِهم وأَشغالِهم ، فهو يكدحُ كدحَ الوحشِ في خدمةِ غيرِهِ ، كالكيرِ ينفخُ بطنَه ويعصرُ أَضلاعَه في نفعِ غيرِهِ ! فكلُّ مَنْ أَعرضَ عن عبوديّةِ اللهِ وطاعتِهِ ومحبّتِهِ بُلِيَ بعبوديّةِ المخلوقِ ومحبّتِهِ وخدمتِه ، قال تعالى : { ومنْ يَعْشُ عن ذِكْرِ الرَّحمنِ نُقَيِّضْ له شيطاناً فهو له قرين } [الزخرف :36 ] " فوائد الفوائد ( ص 310 ) |
|
|