أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
37570 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام > مقالات مشرفي كل السلفيين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-07-2013, 01:22 AM
مشرفو منتدى (كل السلفيين) مشرفو منتدى (كل السلفيين) غير متواجد حالياً
.
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 33
افتراضي الردود العلمية الهادية ؛ الكاشفة ظلمات (الحلقة المدخلية)-الثانية-الهاوية-!

الردود العلمية الهادية ؛
الكاشفة ظلمات (الحلقة المدخلية)-الثانية-الهاوية-!


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النّبيّين محمد الأمين، وعلى آله وصحبه –أجمعين- .
أما بعد :

فقد أخرج الدكتور ربيع المدخلي -أخيراً- (الحلقة الثانية) من مقاله المسْموم (!): (الحلبي من أشدِّ النَّاس شهادة بالزُّور ومن أكثرهم وأشدِّهم وقوعاً في التَّناقضات المخزية)!
فنظرنا فيه وتأمَّلنا مضامينه ؛ فما وجدنا فيه شيئاً يختلف عمّا اعتاد تكرارَه -جرياً منه على عادته-؛ مع بعضِ تشغيباتٍ جديدةٍ , بتهويلاتٍ كبيرةٍ !
وافتراءاتُه العديدة -تلك- : كبيرة في مضامينها؛ لكنَّها عارية عن أدلتها !
ممّا دفع (!) شيخنا الحلبي -وفقه الله-إلى كتابة ردّ سريع-لكنّه مُلجِم!-بعنوان:
"( كذبتَ ):كلمةٌ لها معنيان،لا مفرّ من أحدهما لرد ما افتراه (الدكتور ربيع) من البهتان!"!

ولولا خشية أنْ يغترَّ بها بعض إخواننا ؛ لاكتفينا (!) بما كتبه الشيخ الحلبي، ولما التفتنا إلى سائر كلامه -غفر الله له- ؛ احتراماً منّا لأوقات أنفسنا وإخواننا ، بأنْ نشغلهم بالردِّ على ما جاء في حلقة الشيخ المدخلي -الثانية- منْ تهم مكرَّرات تقدَّم منّا -ومنْ إخواننا- نقضها في هذا المنتدى المبارك -مراراً-!
وكذلك من باب الحرص على أن لا نضيِّع أوقاتهم وأوقاتنا بتعقُّب ترَّهات الاتِّهامات الباطلات التي رمى بها الشيخُ المدخليُّ الشيخَ الحلبيَّ , والتي إنَّما تُدلِّل –وللأسف الشَّديد- على مدى الفجور الذي وصل إليه الشيخ المدخلي في خصومته .
ومع هذا وذاك ؛ فإنَّنا ارتأينا لزومَ تعقُّب الشيخ المدخلي في (ثاني حلقاته)، والتي وجدنا مضامينها لا تخرج كثيراً –ولا قليلاً!- عن مضامين (الحلقة الأولى)؛ حيث إنَّ (حلقته الثانية)-هذه- اشتملت على جملة أمور يمكن تقسيمها إلى قسمين -كذلك- :

القسم الأول :
تهم وافتراءات، كان الشّيخ المدخلي قد أوردها في (حلقته الأولى) مكرّرةً من مقالاته السابقة، ثم هو دحرجها من (حلقته الأولى)-تلك-، إلى (حلقته الثانية)-هذه- !
وقد وفَّقنا الله -تعالى-إلى نقض هذه الترَّهات -جميعها- في مقالاتنا المتفرِّقة، مُحيلين في ذلك إلى ردِّنا على (حلقته السابقة) ؛ حيث قلنا :
(نسبةُ بعض الأصولِ والأقوالِ إلى شيخنَا الحلبيّ وتشغيبهِ عليه تبعًا لهذه النسبةِ , ومن تلك الأقوال زعمُه:
1- أنَّ التّبديع عند شيخنا لا يُقبل إلاَّ إذا قام عليه الإجماعُ .
2- وأنه يُشَكِّكُ في أخبار الثقات .
3- وأنّ أخبار الصّحابة عنده لابدّ من التثبّتِ منها .
4- وأنّه أصَّل: "لا يقْنعُني"، ولو جاء صاحب الحق أو أصحابه بالأدلة والبراهين.
5- وتارة يقول: "لا يلْزمُني"، رداً للحق الواضح.
6- وموقفه من (رسالة عمان) ...
7- وأنّه شهد لِمَنْ أيّدَ (رسالة عمان) من الروافض والخوارج والصوفية والعلمانيين وغيرهم؛ بأنهم : علماءٌ ثقاتٌ و ولاةٌ أمناءُ !
8- إضافةً إلى التهمةِ المدحرجة بصورة مكررة وهي : موقف شيخنا من لفظة (الغثائية) , وهل تعد سبا في حق صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- أو لا؟)!!
نقول :
وكل هذه التُّهم قد سبق للشيخ المدخليّ أنْ وجّهها إلى شيخنا -دفعةً واحدةً!- في أكثر منْ مقال ! كما قد سبق منّا الرَّد عليها -كلَّها- وأكثرَ منها في مقالنا (وضع النّقاط التصحيحية على حروف النصيحة المدخلية) ؛ فليُنظر .

ونبشِّر إخواننا -جميعاً- بقرب صدور كتاب :


«إعلاء الإعلان
في إجماع أهلِ السُّنَّة والإيمان
على كفر اعتقاد وحدة الأديان
مع:
البُرهان في الذبِّ عمَّن افتُري عليه القولُ بهذا البُهتان».


وهو في نحو(400 صفحة) ، ومن تأليف مشرفي هذا المنتدى المبارك –ولله الحمد- .
ويتضَمَّنُ هذا الكتاب الحافل نقضاً لكافَّة ادِّعاءاتِ الشيخِ المدخليِّ وأعوانهِ –الباطلة المنكرة المكذوبة- على شيخنا الحلبيّ بخصوصِ (رسالة عمّان) والموقف منْ (وحدة الأديان).
نقول :
9- ودحرج -كذلك- في (حلقته) –هذه- تهمةً فاته أنْ يذكرها في (حلقته الأولى)-وإنْ كان قد ذكرها قبلاً-غير مرَّة!- وهي:
دعواه أنَّ شيخنا الحلبي قد صرَّح (بأنَّ الجرح والتَّعديل ليس له أدلة منَ الكتاب والسنة) !
وهذا الافتراء -منَ الشيخ المدخلي- قد أجاد شيخنا الحلبي في الرَّد عليه في (الطبعة الثانية) من كتابه «منهج السلف الصالح» (ص133-140) فلينظر .

القسم الثاني :
تهم جديدة، وتشغيبات عديدة، وهي على صنفين :
* منها ما لا تعلُّق لها بمقالنا الأصل (تناقض الشيخ ربيع المدخلي في تأصيل موقفه من المخالفين، وكشف بُعده عن رسوخ المؤصَّلين) .
* ومنها ما هو متعلِّق بمقالنا هذا .
أما:
الصنف الأول :
وهو : ما لا تعلُّق له بمقالنا الأصل؛ فقد اشتمل على كثير منَ التَّشغيبات والاتِّهامات، نُجملها وننقضُها عبر الوقفات التّاليات :

الوقفة الأولى :
زعم الشيخ المدخلي قائلاً : (أيها الحلبي المتعالم أقصر عما أنت عليه من الضلال والفتن، فلقد طالت حربك الظالمة الباغية على المنهج السلفي وأهله، وامتدت طوال سنين) .
وكان قد قال في حلقته الأولى : (فما شعر السَّلفيون إلا بهجوم كاسحٍ على السلفيين وعلى السلفية وأصولها في عدد من المؤلفات والمقالات في شبكة الضَّلال، التي أنشأها لكلِّ خلفي محارب للمنهج السلفي وأهله، ماضياً قدماً في هذه الحرب الظالمة على امتداد سنواتٍ، سائراً فيها على منهج عرعور والمأربي، وعلى أصولهما الهدَّامة، بل زاد عليهما في إطالة هذه الحرب الضَّروس).

نقول :
أما الحرب التي يزعمها الشيخ المدخلي : فمعلومٌ -لكلِّ قاصٍ ودانٍ- حقيقة دور الشيخ المدخلي في قدح زنادها، ومدَدِ أسلحتها! بل وإشعال الفتن فيها !
وقد أوضحنا ذلك ودلَّلنا عليه في مقالنا : ( لأهل الإنصاف فقط: (من\ما) المسؤول الأبرز عن تفرُّق كلمة السلفيين في العالم !؟) .
وهذه الحرب –على ما وصف الشيخ المدخلي!- هو أوَّل مَن أشعلها !
وهذه المنتديات المباركة (كلّ السَّلفيين) –والتي يطعن فيها بكل ألفاظ الطَّعن وأنواعه!-: هو السَّبب الأول في افتتاحها ؛ كما أوضحه أخونا (أبو العباس) في مقاله (حقيقة دور الشيخ المدخلي في افتتاح منتديات كلِّ السلفيين) .
وأمَّا أنَّ هذه الحرب قد أطالها شيخنا الحلبي :
فنقولها -صراحة-: نعم!
و لكن؛ ضدَّ منهج الغلاة ، لا ضدَّ المنهج السلفي -كما زعم الشيخ ربيع وافترى- !!!
فشيخنا الحلبي ومشرفو هذا المنتدى المبارك كانوا قد تقدَّموا بالعديد منَ المبادرات العلمية المنهجية لوأد الفتنة التي أشعلها الشيخ المدخلي في حربه على شيخنا الحلبي وتلامذة الشيخ الألباني –ومنْ قبلُ على عدد من دعاة السلفية-.
لكنه قابل كل تلك المبادرات بالتَّجاهل التامّ، والإعراض الأتمّ !
وهو ما وثقناه -جميعه- بالدلائل والبراهين-في مقالنا: (-بالوثائق- جهود [مشرفي منتدى (كلِّ السلفيين)] لوأد، أو تحجيم فتنة التَّجريح ) .
ولما تيقّنّا أنَّ الشيخ المدخلي ماضٍ في غيه وبغيه؛ أرسلنا له رسالة شخصية -نشرناها لاحقا- تحت عنوان:
(فضيلة الشيخ (ربيع المدخلي): هذا نداؤنا (الأخير) إليكم , ورجاؤنا منكم) .
طرحنا فيها مبادرة أخرى –وأخيرة-، ختمناها بقولنا :
(وأمَّا إنْ لم نظفر منكم -وفقكم الله- بردٍّ إيجابي -إلى ما بعد انتهاء موسم الحج- ؛ فحسبنا أنَّنا سعينا في أنْ نُعذر أمام الله -أولاً-، ثمَّ أمام أهل العلم -ثانياً-، ثمَّ أمام عموم السلفيين -ثالثاً- فيما سيترتَّب عن عدم تجاوبكم بما يُحقِّق العدل والإنصاف ووحدة الكلمة؛ منْ بيان حقائق ووقائع؛ تُعرض وفق حدود العلم والأدب؛ ربَّما آن موعد بيانها -بالتي هي أحسن- تحقيقاً للعدل الذي طال انتظاره منْ كلّ السلفيين؛ وتماشياً مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ لصاحب الحق مقالاً)؛ والله منْ وراء القصد) .
وانتهت المهلة المحدَّدة مِنْ قِبَلِنا منْ غير أنْ نَظْفَرَ بردٍّ منَ الشيخ المدخلي، فكان هذا التَّجاهل منْه هو السَّبب الأساس في انطلاق (سلسلة مقالات المشرفين) في الرَّد على الشيخ المدخلي، والتي لنْ تتوقَّف-إن شاء الله- إلا بكسر شوكة الغلو، وسلامة المنهج السلفي من آثاره وأوضاره.
والشيخ المدخلي إنْ تيقَّن أنَّه قادرٌ على شنِّ الحروب على خصومه -متى شاء!-؛ فلتكن حربه معنا –هذه- دليلاً له ليَتيقَّن -أكثرَ- أنَّه لن يكون قادراً على إنهائها -متى أراد- !
فحربه معنا -على وصفه- ولا نقول: حربنا معه!-: ستبقى قائمةً مستمرةً؛ حتى يأذن الله –سبحانه- بزوال منهجه المسخ الغالي أمام ناظريه .
وبوادر ذلك قد أضحت ظاهرةً لكلِّ ذي عينين، والحمد لله رب العالمين .

الوقفة الثانية :
شنَّع الشيخ المدخلي على شيخنا الحلبي بما صدر منَ (اللجنة الدائمة) في التَّحذير منْ كتابيْ شيخنا : "التَّحذير من فتنة-الغلوّ- التكفير"، و"صيحة نذير"؛ حيث قال-هداه الله-:
(وقد أدانت اللَّجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء علياً الحلبي بأنَّ كتابيه "التَّحذير من فتنة التكفير"، و"صيحة نذير")..............
.................. ونقل قول اللجنة الدائمة : (وبالاطِّلاع على الرِّسالة الثانية ( صيحة نذير ) وُجد أنَّها كمساند لما في الكتاب المذكور- وحاله كما ذُكر-)!!
نقول :
هذا التَّشنيع يعتبر مِنْ أظهر الأدلة على تناقض الشيخ المدخلي واضطرابه في مواقفه -بل وعقيدته!-، وبيان ذلك بأن نقول :
أولاً : إنَّ موقف (اللجنة الدائمة) منْ كتابيْ شيخنا معلومٌ ظاهرٌ، وكذلك موقف شيخنا الحلبي منْ (فتوى اللجنة) معلومٌ مسطورٌ في أكثر منْ كتاب له، ومنها :
1-(الأجوبة المتلائمة على فتوى اللجنة الدائمة) .
2- وكذلك كتاب (التنبيهات المتوائمة في نصرة "الأجوبة المتلائمة") .
3- وكذلك كتاب (الحجة القائمة في نصرة اللجنة الدائمة)..
والمنصف (!) لنْ يعدو ما قاله –في هذا الموضوع- الشيخ عُبيد الجابري –قبل سنين عدداً- :
(الشيخ علي بن حسن منْ إخواننا السَّلفيين المعروفين بصحَّة المعتقد وسداد المنهج - إن شاء الله - وشيخه الألباني إمام - نحسبه كذلك والله حسيبه - إمامٌ في السُّنة وعقيدته صحيحة ومنهجه سديد بتزكية سماحة الوالد الإمام الأثري عبد العزيز بن باز - رحمه الله - وكذلك الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - وغيرهم منْ أهل العلم عندنا منَ المعروفين بالعلم والفضل والإمامة، والشَّيخ علي ردَّ ردًّا مؤدبًا قويًا دافع فيه عن نفسه فمن أراد أنْ يحكم للشيخ علي أو عليه أو يحكم للجنة أو عليها فليقارن بين ردِّ اللجنة وملحوظاتها ومحتوى الكتابين فإنْ وجد اللجنة مخطئة على الشيخ علي حكم له ولا يضرُّ اللجنة؛ خطأها منْ طبيعة البشر وأعتقد أنَّهم سيرجعون عن خطئِهم وإنْ كانوا الآن لم يردُّوا على الشيخ علي بشيء, و إنْ وجد أنَّ اللجنة مصيبة في ملحوظاتها على الكتابين حكم على الشيخ علي و إنْ كان أخانا وحبيبنا ولكنَّ الحقَّ أحبُّ، الحقُّ أحبُّ إلينا منَ اللجنة ومنَ الشيخ علي، الكلُّ حبيبنا ولكنّ الحقَّ أحبُّ إلينا) .
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=57051

ثانياً : إنَّ الشَّيخ المدخلي كان -طوال السَّنوات التي سبقت خلافه مع شيخنا الحلبي- يثني على عقيدته، ويزكِّيها، ويدفع عنه تهمةَ الإرجاء؛ حتى بعد صدور فتوى (اللجنة) في الكتابين , -كما صرح هو بنفسه- قائلا- : (
ما بدعت علي حسن كله حتى لا تكون فرقة ولكن أبى إلا الحرب ، إلا الحرب ، يعني هذه الأمور كلها وأنا صابر عليه وأنا أصبر أدانه العلماء شوف لأنه مرجيء وخائن في النقل ويجيني الناس وأنا ألطف الجو وأجي أدافع عنه وأقول كلهم سلفيون والحزبيون يطعنونني بخنجر ، أدانه العلماء أدانوه بالبدعة وقالوا عنه أنه صاحب فتنة وأنه خائن يسرق كلام غيره ومع هذا وأنا صابر عليه بارك الله فيك) .
لا بل إنَّ كتاب: "صيحة نذير بخطر التَّكفير" كان قد قرأه -قبل نشره- وأقرَّهُ عددٌ منَ المشايخ ومنهم: الشيخ ربيع بن هادي المدخلي-نفسُه- كما ذكر ذلك شيخنا الحلبي في حاشية كتابه هذا (ص\5) !
وهذه النٌِّسبة موجودة في الكتاب منذُ سنواتٍ طويلاتٍ، والشيخ المدخلي لم يتعقَّبها ولا تعقَّب الكتاب بشيءٍ !!!
بل أخبرنا شيخُنا الحلبيّ أنَّه استفاد منْ بعض النُّقول التي أوقفَه عليها الشيخ المدخلي-في هذا الباب- وذلك قبل طبع كتاب «صيحة نذير»-ثمَّ أثبتها فيه قبل الطَّبع!
وليس هذا -فحسب- بل إنَّ الشيخ ربيعاً -نفسَه- قد ردَّ على من انتصر لفتوى (اللجنة الدائمة) –مدافعاً عن الشيخ الحلبي-، -كما في المقطع الصوتي التَّالي- :
السَّائل: السُّؤال يا شيخ، وصلنا كتاب :"رفع اللائمة عن اللجنة الدائمة" للشيخ محمَّد بن سالم الدوسَري، تقديم مشايخ كبار مثل الشيخ الفوزان، والشيخ الراجحي، والشيخ سعدالحميد ـ حفظه الله ـ ؛ فما حال هذا الكتاب يا شيخ ؟.
الشيخ ربيع: والله عليه انتقادات للإخوان منَ الشَّباب السَّلفي، أنا ما قرأته لكنَّ بعض الشَّباب يقول عليه انتقادات.
السَّائل: هل تنصح بقراءة الكتاب ياشيخ ؟
الشيخ ربيع: كيف أنصح بالكتاب وأنا ما قرأته وعليه انتقادات".
وحكى أخونا فهير الإنصاري في مقاله: (كذا قال لي الشيخ ربيع _ سدَّده الإله _ عن الشيخ علي _ أيده الله _ قبل الفتنة بقليل !!) شهادته على الشيخ ربيع -قائلا- :
(ذات يوم _ كعادتي _ في بيت شيخنا ربيع _ سدده الله _ اتصفَّح مكتبته العلوية رأيتُ ( كرتوناً كبيراً ) فيه مجموعة كبيرة من الرَّسائل والكتب ، فزوَّرت في نفسي فتحها ، فإذا فيها كتب ورسائل في الرَّد على المرجئة _ زعموا !! _ وغالبها تحذيرٌ من كتب الشيخ الأريب الأديب علي بن حسن الحلبي _ أيده الله _.
فدخل الشيخ ربيع _ رفع الله قدره بالحقِّ البديع _ ، فقلت له : شيخنا أرى عندك مجموعة كبيرة في الرَّد على عقيدة الشيخ علي الحلبي !!.
فقال : لا إنَّها ليست لي ، ولكن إخواننا في السعودية ينشرونها تحذيراً من عقيدة علي حسن في باب الإيمان ، فجاءني بها أخ لينشرها بين الأخوة .فقلت لهم : أنا أنشرها لكم؛ لكن أخذتها وأخفيتها عن الإخوة، ثم وضعتها عندي هنا لكي لا يراها أحدٌ من الإخوة ، إذ أنَّ علي حسن الحلبي بريء من الإرجاء !!
وهذه الكتب تصنِّفه مع المرجئة، ولا أريد نشرها بين الإخوة !!
علي حسن من أفضل تلاميذ الألباني في علم الحديث في الشَّام أوصيك به وبلزومه !!) .
والسؤال -الآن- :
ما الذي تغيّر ؟!
أو:
من الذي تغيّر ؟!
هل غيّر شيخنا الحلبي عقيدته في الإيمان ؟!
أم أنَّ الشيخ المدخلي غيَّر عقيدته في هذا الباب ؟!
أم أنَّ الشيخ كان مخطئاً في تزكيته الأولى لشيخنا الحلبي ؟!
أم هو مخطئ في طعنه –تالياً- فيه ؟!
أم أنَّه الفجور في الخصومة الذي يجعله يُنكِر ما يعرف ؟!!
والأخير هو الرَّاجح -في هذا الموطن-والله أعلم-.
والدَّليل :

ثالثا: نقل الشيخ المدخلي فقراتٍ من فتوى (اللجنة) في الرَّد على شيخنا الحلبي ؛ جاء فيها قولهم :
(كما أن في كتابه التَّهوين منَ الحكم بغير ما أنزل الله، بدعوى أنَّ العناية بتحقيق التوحيد في هذه المسألة فيه مشابهة للشيعة -الرافضة-، وهذا غلطٌ شنيعٌ)!!
نقول :


ومَن يك ذا فمٍ مرٍّ مريضٍ ****** يجد مرّاً به العذبَ الزُّلالا




إنَّ هذا القول الذي شنَّع به الشيخ المدخلي على شيخنا الحلبي كان الشيخ المدخلي -نفسُه- قد أجاد وأبدع في تقريره له في كتابه: "منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله"- وذلك في ردِّه على المودودي- !!
ولا زال نقده له موجوداً في كتابه هذا المطبوع ضمن «مجموع الكتب والرَّسائل» , وتقريره لمعنى ما قرَّره شيخنا في كتابه موجوداً محفوظاً .
بل إنَّ شيخنا الحلبي –وفقه الله- قد عضَّد تقريره هذا بالنَّقل عن عددٍ منْ أهل العلم ؛ منهم: الشيخ المدخلي ؛ حيث قال عند تقريره لهذه المسألة في كتابه "صيحة نذير" - (ص\84) -بعد تقريره- :
"وبنحو هذا الكلام مع تفصيلٍ أوعب قال فضيلة الشيخ ربيع بن هادي -أيده الله- في كتابه النافع «منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله» (145-152) فلينظر"!
وقال في نفس المصدر (ص\88) -في حاشية بداية ردِّه على دعاة الحاكمية -بمعنى قصرها على الدعوة لإقامة الدولة الإسلامية!- :
"من هنا إلى أخر هذا البحث -سوى ما استثني تنصيصاً- منقول من كتاب: (منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل) (ص172-180) لفضيلة الأخ الكبير الدكتور ربيع بن هادي المدخلي)!
نقول :
فأوَّل منْ يُوجَّه له انتقادُ (اللّجنة الدائمة) هو الشيخ المدخلي -نفسه- ؛إذ هو صاحب التَّقرير الأصلي ! وهو منْ نقل عنه شيخنا , وأحال إلى كتابه !!
فالشيخ المدخلي -نفسُه- قد حكم على كلامه –هو!- الذي نقله عنه شيخنا بأنَّ فيه: (التهوين من الحكم بغير ما أنزل الله، بدعوى أنَّ العناية بتحقيق التوحيد في هذه المسألة فيه مشابهة للشيعة -الرافضة-) !
فخبِّرونا : أيّ اضطرابٍ وتناقضٍ أشدّ من هذا ؟؟!!
الوقفة الثالثة :
انتقل الشيخ المدخلي إلى التَّشنيع على شيخنا الحلبي في مقاله "قال الإمام البخاريُّ: (المَعْرِفَة فِعلُ القَلْبِ) ؛ فكيف يفهمُها السَّلفيُّ إذا صدرت من سلفي؟!".
حيث نقل الشيخ المدخلي قول شيخنا : " ذمَّ شيخ الإسلام ابن تيمية -في مواضعَ من كتبه-قولَ من يقول : (المَعْرِفَة فِعلُ القَلْبِ) ، وبيَّن -رحمه الله- أنَّها من أقوال أهل البدع -من المرجئة -ومَنْ لفَّ لفَّهم-...
وهو قوله-رحمه الله-بعد تأصيلٍ وبيانٍ-:
"وَبِالْجُمْلَةِ : فَلا يَسْتَرِيبُ مَنْ تَدَبَّرَ مَا يَقُولُ فِي أَنَّ الرَّجُلَ لا يَكُونُ مُؤْمِنًا بِمُجَرَّدِ تَصْدِيقٍ فِي الْقَلْبِ مَعَ بُغْضِهِ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَاسْتِكْبَارِهِ عَنْ عِبَادَتِهِ وَمُعَادَاته لَهُ وَلِرَسُولِهِ.
وَلِهَذَا كَانَ جَمَاهِيرُ الْمُرْجِئَةِ عَلَى أَنَّ عَمَلَ الْقَلْبِ دَاخِلٌ فِي الإيمَانِ كَمَا نَقَلَهُ أَهْلُ الْمَقَالاتِ عَنْهُمْ -مِنْهُمْ: الأشْعَرِيُّ ؛ فَإِنَّهُ قَالَ فِي كِتَابِهِ فِي " الْمَقَالاتِ ":
(اخْتَلَفَ الْمُرْجِئَةُ فِي الإيمَانِ مَا هُوَ؟ وَهُمْ اثْنَتَا عَشْرَةَ فِرْقَةً :
الْفِرْقَةُ الأولَى- مِنْهُمْ- : يَزْعُمُونَ أَنَّ الإيمَانَ بِاَللَّهِ هُوَ الْمَعْرِفَةُ بِاَللَّهِ وَبِرَسُولِهِ ، وَبِجَمِيعِ مَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ -فقَطْ- ، وَأَنَّ مَا سِوَى الْمَعْرِفَةِ مِنْ الإقْرَارِ بِاللِّسَانِ وَالْخُضُوعِ بِالْقَلْبِ وَالْمَحَبَّةِ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَالتَّعْظِيمِ لَهُمَا وَالْخَوْفِ وَالْعَمَلِ بِالْجَوَارِحِ فَلَيْسَ بِإِيمَانِ.
وَزَعَمُوا أَنَّ الْكُفْرَ بِاَللَّهِ هُوَ الْجَهْلُ بِهِ.... "-إلى آخر ما قاله-رحمه الله-".
ثم تعقَّبه الدُّكتور ربيع المدخلي بقوله :
(أ- هل كلام الإمام البخاري يتضمَّن بغضه لله ولرسوله واستكباره عن عبادته ومعاداته له ولرسوله حتى تستشهد بهذا الكلام عليه؟
نعوذ بالله من الجهل والهوى).
نقول :
يأبى الشيخ ربيع المدخلي إلا خلط الأوراق والتَّدليس على القرَّاء، لا لشيء إلا إرضاء غيظ قلبه، والتشفِّي بالطَّعن بمخالفيه، لكن أنَّى له ذلك !!!.
فهو في هذا الموطن قد أبعد النُّجْعة كثيراً ؛ وحلّق عن الحق بعيداً , وبيان ذلك :
أنَّ الكلمة الواحدة يقولها فريقان؛ يريد بها الأوَّل معنى صحيحاً، ويريد بها الثاني معنىً باطلاً، ومنْ ذلك القول بأنَّ : (المعرفة فعل القلب) :
فقد قاله طائفة منْ أهل البدع ممَّن قال بأنَّ الإيمان معرفة، والمعرفة فعل القلب؛ فخرجوا بنتيجة مفادها أنَّ: ( الإيمان فعل القلب بمعزل عن قول اللسان وأعمال الجوارح)، وقد استشهد شيخنا الحلبي في مقاله بكلام شيخ الإسلام على وجود هذا الصنف .
وقال البخاري في «صحيحه» : (بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ: «أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِالله»، وَأَنَّ المَعْرِفَةَ فِعلُ القَلْبِ) ؛ فكتب شيخنا الحلبي مقاله هذا موجِّها كلمة البخاري الوجهةَ الصحيحة المناسبة لمعتقده، لبيان أنَّ عبارة البخاري لا تصبُّ في خانة مقالات أهل البدع الذين ذمَّهم شيخ الإسلام، ونقل في هذا التَّوجيه كلامَ الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-، ومنْ هذا وذاك جاء عنوان مقال شيخنا-تنبيهاً لأهل الإنصاف-:
(قال الإمام البخاريُّ: (المَعْرِفَة فِعلُ القَلْبِ)؛ فكيف يفهمُها السلفيُّ إذا صدرت منْ سلفي؟؟) !!
لكن الشيخ المدخلي قفز على ذلك كله بقصد التَّشنيع على شيخنا –قائلاً-:
(هل كلام الإمام البخاري يتضمّن بغضه لله ولرسوله واستكباره عن عبادته ومعاداته له ولرسوله حتى تستشهد بهذا الكلام عليه؟
نعوذ بالله من الجهل والهوى).
نقول : نعم ...
نعوذ بالله من الجهل والهوى الطَّافحين من بين حروف كلام الشيخ المدخلي !!!
فغاية ما في مقال شيخنا هو ما تقدَّم بيانه وذِكره؛ فما علاقته بما قاله الشيخ المدخلي : (هل كلام الإمام البخاري يتضمَّن بغضه لله ولرسوله واستكباره عن عبادته ومعاداته له ولرسوله) !؟!
وأين وجدتَ -أيُّها الشيخ الطَّاعن في التِّسعين منْ عمرك-ختم الله لك على خير- أنَّ شيخنا استشهد على البخاري بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ؟!
فشيخنا يقرِّر في مقاله المذكور ذاك-بجلاء ووضوح- ما قاله الشيخ المدخلي –معترضاً!- في مقاله هذا –لكنَّها المخاصمة بالباطل!-وذلك قوله-نعني: الشيخ الحلبي-:
(هذا الكلام الذي نقلتُهُ عن شيخ الإسلام لا يتناول كلام البخاري من قريب ولا من بعيد، وحاشاه أن يقصد به الرَّد على مثل كلام البخاري، إنَّما يقصد شيخ الإسلام المرجئة الذين يقولون: "الإيمان هو المعرفة"، وينكرون أن تكون الأعمال من الإيمان) !!
فَلْيُجِبْنَا العُقَلاءُ ...
ما دافعُ انتقاد الشيخ المدخلي -بالباطل- لكلام شيخنا الحلبي -الحقّ-؛ إلا سوء الفهم لكلامه، أو التقوُّل على قصده، أو التَّشغيب بقصد التَّشنيع على الحقِّ و إذهاب نوره ؟؟!!

الوقفة الرابعة :
شنَّع الشيخ المدخلي على شيخنا الحلبي قوله في كتابه «حقُّ كلمة الإمام الألباني في سيِّد قطب» (ص19-26):
(موقفان واقعيان حدثا لي شخصياً؛ أحدهما قديمٌ جداً، والآخر حديثٌ نسبياً:
أمَّا الأوَّل: فمتعلِّق بحوار مع شيخنا الألباني-رحمه الله-نشرته مجلَّة (المجتمع) الكويتية-الإخوانيَّة!-قبل أكثر من عشرين عامًا...
وكان يتضمَّن عدة أسئلة عن سيِّد قطب، نقدًا لبعض أفكاره، وآرائه...
والعجيب-الذي لا يكاد يعرف اليوم!-أنَّ الذي أجرى هذا الحوار مع شيخنا-رحمه الله-هو (محمَّد سرور زين العابدين)-حيث كان إخوانيَّا يومذاك!-قبل أن يصبح رأس الفرقة (السروريَّة)، الحزبيَّة، التكفيريَّة-المعروفة-! المنطلقة (!) من لندن (!) لإقامة دولة الإسلام!!!
وهذا يدلُّنا (!)-قطعًا-على أنَّ (سيِّد!) أفكار هؤلاء-جميعًا-، و(قطب!) رحى أحزابهم (السياسية)-كلِّها-، هو: (سيِّد قطب)-هذا-، فعنه يدافعون، وفي تلميع صورته يتماوتون! ومنه يستمدُّون!! وعلى (تراثه!) يعشعشون!!!
فماذا-في الحقيقة-وراء ذلك؟!
الذَّكي الزَّكي-مرَّة أخرى-لا يخفى عليه ما هنالك([1]) !
وإنِّي لأتذكَّر جيِّدًا-أيَّام نشر ذلك الحوار-أنِّي كتبتُ ردًّا مطوَّلا، بيَّنت فيه ما عملته أيديهم من تحريفٍ، وتدليسٍ، وتلبيسٍ! وأرسلته إلى المجلَّة المذكورة!!
وكنت-قبلها-قد قرأت ردِّي-كاملًا-على شيخنا الألباني-تغمَّده الله برحمته-؛ فلم ينشروه، بل لَم يتكلَّفوا (!) بأن يشيروا إليه!!
بل أكَّدوا-أكثر وأكثر-تعصُّبهم، وتحزُّبهم: بنشر ردٍّ على شيخنا-آخر-كتبه الدكتور عبد الله عزَّام-غفر الله له-!
وكان-أيضًا-كمِثْلهم ينضح بالتَّعصُّب، ويقوِّل شيخنا ما لَم يقله!
وأما الموقف الثَّاني: وهو يكاد يكون سرّاً - أُسطِّره مكتوباً على الملأ للمرَّة الأولى في حياتي - وإنْ كنتُ قد ذكرتُه مشافهةً لعددٍ قليلٍ من الإخوة؛ وهو أنَّني إلى سنوات قليلة ماضية كنتُ متأثِّراً عاطفياً جداً بـ(سيد قطب) وأُسلوبه، بل أدلُّ على "ظلاله"، وأُرشد إلى "كلامه"، وأتلمَّس له المعاذير في القليل والكثير!!، إلى أن أوقفني بعض الإخوة الغيورين جزاهم الله خيراً، على كلام سيِّد قطب في كتابه "كتب وشخصيات ص282" حيث قال: "... وحين يركن معاوية وزميله (عمرو) إلى الكذب والغش والخديعة والنِّفاق والرِّشوة وشراء الذِّمم، لا يملك علي أن يتدلَّى إلى هذا الدَّرك الأسفل؛ فلا عجب أن ينجحا ويفشل، وإنَّه لفشلٌ أشرف من كل نجاح".
فوالله لقد جاءتني غضبة الحقُّ الكُبَّار، وحميّةُ النُّصرة للصَّحب الأخيار؛ أفاضل الخلق الأبرار.
فعمَّن يتكلَّم هذا؟!
ومَنْ هو ذا حتَّى يقول مثل هذا الكلام الفجِّ؟!.
أفأُتابعُ هواي، وأغضُّ طرفي، وأنصاع لعاطفتي؟!
أم أنَّ الحقَّ أحقُّ بالإتباع، وأجدرُ بالاقتناع؟!
هو هذا –والله-، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فكأنَّها شوكةٌ وانتقشت).
نقول :
فتعقَّبه الشيخ المدخلي بالقول : (انظر إلى هذا التَّقلُّب والتَّلوُّن والتَّناقض.
فهو في موقفه الأوَّل قبل عشرين سنة يؤيِّد الألباني في نقده لضلالات سيد قطب، ومنها وحدة الوجود.
ثم نكص على عقبيه، فأصبح ولياً حميماً لسيِّد قطب متأثراً بأسلوبه، ويرشد إلى ظلاله، ويدلُّ النَّاس على كلامه إلى عهد قريبٍ منْ تأليف كتابه: "حقُّ كلمة الإمام الألباني في سيِّد قطب" ذلكم الكتاب الذي ألَّفه في شهر صفر من عام (1426هـ)) .
ونقول :
أين التَّناقض والاضطراب أيُّها الشيخ ؟؟
فكلام شيخنا الحلبي الأوَّل يوضِّح أنَّه كان مؤيداً لكلام الشيخ الألباني في نقده لسيِّد قطب في بعض المسائل ومنها وحدة الوجود .
وفي كلامه الثَّاني يُصرِّح شيخنا أنَّه كان إلى قبل سنوات قليلة سابقة لتأليفه (حقُّ كلمة الألباني) متأثِّر (عاطفياً جداً)-لا اعتقادياً ولا منهجياً!- بـ(سيِّد قطب) وأُسلوبه، بل يدلُّ على "ظلاله"، ويرشد إلى "كلامه"، ويتلمَّس له المعاذير في القليل والكثير!!
وغاية ما في هذا التَّقرير منْ شيخنا أنَّه كان يُحسِّن الظن بسيِّد قطب، بقرينة التماس المعاذير له؛ ثمَّ لمَّا تبيَّن ما لم يظهر له سابقاً منَ السُّوء الغالب على معتقد سيِّد قطب: تراجع عن هذا الثَّناء؛ فهل يُعدُّ هذا التَّراجع في ميزان العقلاء تناقضاً ؟؟!
نعم؛ قد يَسْلَمُ لمنتقد شيخنا بالتَّناقض : فيما لو أنَّه هاجم سيِّد قطب في مقاله الذي أشار إليه وانتقده على مسائل؛ ثمَّ عاد بعدها ليدافع عن المسائل نفسها- فيها-، أو يستشهد بنصِّ كلامه المنتقد !
وهذا ما لم يحصل -ألبتّة-.
أما مجرد انتقاده في مسائل , ثمَّ الدِّلالة على كتبه والإرشاد إلى كلامه التي تضمَّنت حقا غالباً إلى جانب بعض الباطل بل وحتى الاقتباس منه -: فهذا ليس معناه تبنِّي كلَّ كلامه وسائر تقريراته ؛ فالواحد من أهل العلم قد يتبنّى مخالفة بعض أهل العلم في مسائل عقدية -كالحافظين ابن حجر والنووي- ؛ ومع ذلك فهو يرشد إلى الانتفاع من كتبهم التي تضمَّنت تلك المخالفات ؛ فهل يكون بذلك متناقضاً ؟!!!
فما أليقَ الشيخ المدخلي بكلامه الذي يقول فيه : (إنَّك لترمي غيرك بما فيك من الضَّلال والأدواء ! إنَّ منهجك هذا الذي تُعيِّر به ... لَيتناول كثيراً من أعلام الإسلام كالإمام ابن تيمية، الذي صرَّح بأنَّه كان مخدوعاً بابن عربي، ثم بصّره الله بإلحاد ابن عربي، فحاربه وعقيدته ومنهجه محاربةً شديدةً لا هوادة فيها، ولم يعيِّره بهذا الانخداع السَّابق أعتى أهل البدع، فهل تعيِّره بهذا؟ إنَّ منهجك الأرعن ليقتضي ذلك)!!
الوقفة الخامسة :
قال الشيخ المدخلي : (استمرَّ الحلبي متأثراً بسيد قطب وداعيةً إلى كلامه إلى عهدٍ قريبٍ من تأليف كتابه المذكور آنفاً.
ثمَّ غضب عليه أخيراً كما يزعم لطعنه في معاوية وعمرو بن العاص -رضي الله عنهما-، ولم يغضب عليه بسبب طعنه في نبيِّ الله موسى -عليه السلام- وطعنه في الصَّحابة، ولم يغضب عليه بسبب قوله بالحلول ووحدة الوجود وتعطيل صفات الله.
ثمَّ غضب على سيد قطب في قضية أخرى هي قضية التَّكفير.
أما بقية ضلالاته فلم تُحرِّك فيه ساكناً فيما أعلم).
نقول :
الغضب من الأعمال القلبية التي يظهر أثرها على الجوارح ؛ إمَّا بالقول أو بالفعل ؛ وعدم اطّلاع الإنسان –أيِّ إنسان- على هذا الأثر : لا يسوِّغُ له أن يدَّعي عدم وجوده ؛ لأنَّه قد يكون ظهر لغيره ، وهو لم يقف عليه ! وقد يكون جاهده وكتمه ولم يُظهره !
وعدم اطِّلاع الشيخ المدخلي على غضب شيخنا الحلبي لمخالفة سيد قطب للحقِّ في بعض الأمور , لا يسوِّغ له أن يتقوَّل على ما في قلبه إثباتاً ونفياً!!
ومع ذلك فلو قلّب الشيخ المدخلي الصَّفحاتِ التي تلت نقله هذا -مباشرة- لوجد أنَّ شيخنا الحلبي قرر التالي :
1- طريقة الإمام الألباني في الرد على سيد قطب ... 27
2_ سيد قطب ليس عالما ... 29
3_ كتب سيد قطب _ القديمة _ فيها كثير من الأخطاء ... 35
4_ سيد قطب ووحدة الوجود ... 37
5_ جهل (سيد قطب) ، وانحرافه عن الإسلام ... 39
6_ موقف الإمام الألباني من كتب سيد قطب ... 42
7_ مفارقة قول الإمام الألباني لقول سيد قطب في مسألة: (الحكم بغير ما أنزل الله) ... 44
8_ الإمام الألباني يمدح الشيخ ربيع بن هادي، ويثني على كتاباته، والتي منها ردوده على سيد قطب! ... 46
9_ التَّكفير عند سيد قطب {وشهد شاهد من أهلها} !! ... 48
10_ سيد قطب لا يعرف ربَّه _ كما عرفته _ بحقٍّ _ الجارية راعية الغنم! ... 51
ونقول :
وقد ملأ شيخنا رسالته هذه -(حقُّ كلمة)- بما يُدين سيد قطب , ويوضِّح باطله ، سواء كان هذا بطريق مجمل أو مفصَّل .
وعلى فرض أنَّ شيخنا الحلبي لم يبال بأخطاء سيد قطب وانحرافاته –على حسب الدَّعوى المدخلية!- : أفلا يكفي أنَّه أحال -في نفس الكتاب- إلى كتب الشيخ المدخلي في معرفة حال سيد قطب ؛ للدِّلالة على أنَّه مُوافق للشيخ المدخلي في معظم ما انتقده على سيد قطب !؟
بل وفي أكثر من موطن يقرُّ شيخنا ويعترف بفضل الشيخ ربيع في تعريفه بمفصَّل حال سيد قطب ؛ حيث كان قد قال أيضاً في حاشية كتاب (الأسئلة اليمنية) (ص\68): (وأقولها -صراحة-: قد كنت إلى فترة -ليست بعيدةً (جداً) -قبل سنوات!- متعاطفاً مع سيد قطب، و ملتمساً له المعاذير (!)، إلى أن ظهرت كتابات فضيلة الشيخ ربيع -حفظه الله -الفاحصة-، وتأمَّلتها، ورأيت حججه ضدَّه وردوده عليه...
و الحقُّ أحقُّ أن يتَّبع) .
ومع ذلك -كلِّه- فالشيخ المدخلي يصرُّ على القول : (أنَّ بقية ضلالات سيد قطب لم تحرِّك في شيخنا الحلبي ساكناً...) !!!
ألا قاتل الله الجهل والهوى والظُّلم .
لكنّ الشيخ المدخلي-بعد-وفي نفس المسألة!-تحفّظ!-قائلاً-:(فيما أعلم)!
ولكن؛ ما فائدة هذا التحفّظ-عنده-!؟
سبحانك اللهمّ.
مع التَّنبيه إلى أمرٍ مهم-جداً-ذي بال ، وهو:
أنَّ ردود الدكتور المدخلي على سيد قطب -خاصّةً- ، وتعقّبه إيّاها–ونبشَه لها-بكثيرٍ من الحقِّ- على الرَّغم من مخالفة الشيخ بكر أبو زيد، والشيخ عبد العزيز آل الشيخ...-وغيرهما-له!-: هي التي دفعت مثل الإمام الألباني –رحمه الله-لِيمدح الدكتور ربيعاً بما مدحه به-مما ظنَّه الشيخ ربيع تزكيةً أبديّةً!وثناءً مطلقاً!-:خَلَط فيه -وبسببه-جداً-بين ردوده على أهل السنة!وردوده على أهل البدع!!!
ولا يزال!
الوقفة السادسة :
دحرج الشيخ المدخلي –في(حلقته)-هذه- فرية أخرى ؛ و هي :
أنَّ شيخنا الحلبي من تلاميذ الشيخ شقرة فقال : ( معروف أنَّ الحلبي من تلاميذ محمد إبراهيم شقرة، لازمه سنوات، وهو إخواني قطبي، لازمه إلى أن مات الشيخ الألباني -رحمه الله-، وحصل بينهما خلاف، أعتقد أنَّ أكثره كان شخصياً، لا من أجل عقيدة ومنهج السلف.
ثم لعلَّه بعد حنين طويل من الحلبي عاد إلى شيخه الإخواني القطبي وارتمى في أحضانه).

نقول :
1- أمَّا أنَّ الشيخ إبراهيم شقرة كان إخوانياً قطبياً في الفترة التي لازمه فيها شيخنا الحلبي ؛ فهذا من الكذب الذي له قرون ؛ ولا يُستبعد مثله –بل أكثر-كما غَدَا معلوماً!- على الشيخ المدخلي !!
بل الشيخ محمد شقرة كان من رموز الدَّعوة السلفية في تلك المرحلة , وملازمته للشيخ الألباني وثناؤه عليه معلوم مشهور ؛ وحربه للإخوان , وحربهم عليه -في تلك الفترة- أمرٌ معلوم ، لا ينكره إلا جاهل أو مكابر.
ولو سلّمنا للدكتور المدخلي بفريته هذه: لرجعت بالطعن-أكثرَ ما ترجع على الشيخ الألباني-لو كان الدكتور ربيع يدري فقه المآلات!-!
ثم:
بعد تغيّر حال الشيخ شقرة –الذي كانت بوادرها في أواخر عمر الشيخ الألباني-وفي فترة مرضه- : ألّف شيخنا الحلبي العديد من الرَّسائل والمصنَّفات في الرَّدِّ عليه , وتكلَّم بخصوصه مع شيخه الألباني –في الفترة الأولى- .
بينما المدخلي –الطَّاعن في شيخنا الحلبي بما ليس فيه!- لم يُعرف له أيُّ تحذير من شقرة وهو يصفُه بـ( الإخواني القطبي) - لا في في حياة الإمام الألباني !ولا بعدها!-!
وهذا غشٌّ للسلفيين ؛ لأنّهم –كلَّهم- كانوا يعدونه سلفياً ؛ بل من شيوخهم تَبَعاً للإمام الألباني؛ فلماذا لم يناصح السلفيين بهذا !!
أم أنَّه الجُبن في ذلك الوقت (!) ؛ لأنَّه لو تكلَّم في شقرة لَسقط هو على أمِّ رأسه !؟
ثمَّ بعد وفاة الإمام الألباني-رحمه الله- وإظهار الشيخ شقرة المخالفة له ولاعتقاده -كذلك- : لم يُبيِّن المدخلي للنَّاس حاله ، ولا مخالفاته !
فلا يُعلم له ردٌّ واحدٌ على الشيخ شقرة -طوال تلك السنوات- !!
فعلى أصل الشيخ المدخلي (!) يكون هذا قادحاً فيه ؛ ذلك أنَّ الشيخ المدخلي يقدح في مخالفيه بدعوى عدم ردِّهم على بعض المخالفين -كما صنعه مع شيخنا الحلبي في (حلقتيه)-الأولى والثانية-؛ حيث انتقصه وشكَّك فيه لأنَّه لا يعرف عن شيخنا أنَّه ألَّف في الرَّدِّ على محمود الحداد ولا على الباشميل!
مع التَّنبيه على تلبيسٍ للشيخ المدخلي –في هذا الموضوع!-لعله يأتي -قريباً-!
2- وأمّا أنَّ شيخنا الحلبي كان من تلاميذ الشيخ شقرة ؛ فهذه قد أجاد شيخنا –حفظه الله- في نقدها وردِّها في مقاله (القول العدل الأمين في مُباحثة (الشيخ ربيع) في «جلسته مع الفلسطينيِّين») , وأوضح فيه شيخنا الحلبي : أنَّه إنْ كان تلميذاً للشيخ شقرة ؛ فالشيخ المدخلي أولى بهذا الوصف !! لأنَّه درَس عليه في الجامعة الإسلامية , بينما شيخنا الحلبي لم يدرس عليه شيئا –عل مذهب الشيخ المدخليّ-!!
وممّا قاله شيخنا في نقض هذه الفرية :
( قال الشيخُ ربيع: (هذا الرجلُ ما هو إلا تلميذٌ لشقرة)!
قلتُ: كذا قال -وفَّقَهُ اللهُ للخيرِ-! وهو يقصِدُني -أيضاً-!
أفلا يحقُّ لي أنْ أسألَ: كيفَ صِرتُ تلميذاً لشَقرَة (هُنا) وأنا لمْ أدرُس عليه شيئاً (!)، وما لازمتُهُ في (البخاري)، ولا (مُسلم)، ولا (الطحاوية)!!
فكيف أُثبِتَ هذا -هُنا- بما نُفِيَ به ذاك -هُناك-؟!
وبمُناسبةِ ذِكر (الطحاوية)؛ فقد كان شقرة -غير المأسوفِ عليه -يسمِّيها -ذمًّا وتعييراً-: (إنجيل السلفيِّين)!!
فما الذي جَعَلَنِي (!) تلميذاً لهذا الرجل! دون التلمذة على ذاك الإمام -والواقع واحدٌ-؟!
علماً أنَّ مَجالسِي ومُجالَسَتِي لشيخِنا الألباني- رحمهُ اللهُ- فضلاً عن الاستفادةِ العلميَّة منه -أضعافُ أضعافِ أضعاف ما كان لي مع شَقرَة -هداهُ الله-.
أمرٌ ثانٍ:
ألَمْ يبلُغْ فضيلةَ الشيخ ربيع أنَّنا خالَفْنَا شَقرَة، ونبذناهُ، ورَدَدْنا عليه، وتعقَّبْناه!
وأنَّهُ -هداهُ الله- آلَ قُطبيًّا، إخوانيًّا، تكفيريًّا، مُتَلَوِّناً!!!
فأيُّ تَلْمَذَة تلك -لو كانت!- قد بقيتْ؟!
أمْرٌ ثالثٌ:
الشيخ ربيع -وفَّقَهُ المولَى- يعتبرُ نفسَهُ تلميذاً لشيخِنا الألباني؛ لكونِهِ دَرَسَ عليه في مُحاضراتِ (الجامعة الإسلاميَّة)...
وهذا حَقُّه -ضِمن وُجوه البيان السَّابِق-!
أَفَلا يَعتبرُ نفسَهُ -أيضاً- تلميذاً لشَقْرَة الذي دَرَسَ عليه -أيضاً- في مُحاضرات (الجامعة الإسلاميَّة) -نفسها- سواءً بسواءٍ-؟! -وهذه ولا بُد مُفاجَأةٌ للكثيرين-!!!
فمَن هو (تلميذ شَقرة) -إذن- على الحقيقة-؟!
فإنْ قيل: الشيخ ربيع خالَفَهُ!
فنقولُ: فنحنُ خالَفْناه قَبلَه، وبأصرح وأقوَى منه -وفَّقَهُ اللهُ-.
بل قد سمعتُ مِن الشيخ ربيع -نفسه- قبلَ أكثرَ مِن عشرِ سنواتٍ أنَّهُ ارْتَأَى عدمَ الردِّ على شَقْرَة بعضَ باطلِهِ لكونِهِ -فقط- درَّسه في الجامعة! و(تتلمذَ) عليه) .
وهو كلامٌ كافٍ شاف في الرد على ذاك الإسفاف!
3- وأما أنَّ الخلاف الذي وقع بين تلاميذ الشيخ الألباني -من جهة- , وبين الشيخ شقرة -من جهة أخرى-؛ فقد صنَّف فيه الطَّرفان المصنَّفاتِ المستقلّةَ التي تدلِّل على أنَّ الخلاف كان لأجل المنهج والدِّين ؛ لا لأجل أمورٍ شخصية -في الأصل-.
وقد كانت بدايات الخلاف –كما تقدَّم- في أواخر حياة الشيخ -رحمه الله- ؛ ويقيناً دخل في النُّفوس شيءٌ من حظوظها !
لكنَّ أصل الخلاف -والظَّاهر منه- هو المنهج والدِّين ؛ لا ما زعمه الشيخ المدخلي بقوله : (أعتقد أنَّ أكثره كان شخصياً، لا من أجل عقيدة ومنهج السلف) فالظَّاهر من الطَّرفين ليكذِّب اعتقاده .
4- أمَّا الصُّلح الذي وقع بين المشايخ في الأردن من جهة والشيخ محمد إبراهيم شقرة من جهة أخرى ؛ فجاء نتيجة ظهور بوادر قد تدلّ-عندهم- على إمكانية رجوع الشيخ شقرة عن كثير من الأسباب التي أوجبت الخلاف والنزاع .
وكان محور هذا (الصُّلح) وأصله : بيانَ الموقف من الشيخ الألباني وعقيدته ومنهجه , ومجاهدة النَّفس على تَجاوُزِ الأمورِ الشَّخصيّةِ التي لا ينجو منها إنسان-مهما كان- , كما قاله شيخنا في كلمته التي كتبها –وألقاها- في (مجلس الصلح) مع الشيخ شقرة .
وقد جاء في ختامها :
(مُجاهَدةِ الأنفُسِ-ولا بُدّ-على تُجاوُزِ الأمورِ الشخصيّةِ التي لا ينجو منها إنسان-مهما كان-لا فيما نحن بصدَدِه ، ولا في غيرِه- ؛ إذ قد يَضيعُ الحقُّ -أو شيءٌ منه- عند التوقُّفِ عندها-قليلاً أو كثيراً-!
فالواجبُ-والحالةُ هذه- حتى يرجعَ الحقُّ إلى نِصابِه ، ويَعودَ الصوابُ إلى أبوابِه-: تجاوُزُ شَخصَنةِ المسائلِ ، وعدمُ الالتِفاتِ لها -تعظيماً لِمَا سِواها مِن مسائلَ علميةٍ أو منهجيةٍ-هي الأصلُ في كُلِّ لقاءٍ واجتماع، والأَساسُ في كلِّ فُرْقةٍ وامتناع-وبخاصّةٍ في موضوع سَلامةِ عقيدة شيخنا الإمام الألبانيِّ-رحمه الله- الصحيحة، وسَداد منهجِه العلميّ الحقّ الصواب-المبنيِّ ذلك-كلُّ-على الكتاب والسنة ، ومنهج سلف الأمة.
وكلُّها مسائلُ جليلة ؛ لا تَقْبَلُ تنازلاً ، ولا مُهادَنة هَزيلة..) .
فأين الدعوى المدخلية من الحقيقة العلمية الواقعيّة؟!
ونقول :
على هذا الأساس كان (الصُّلح) ؛ وكانت عودة العلاقة ؛ لا أنَّها كانت بدافع الحَنين الطويل من شيخنا الحلبي لأخيه الشيخ شقرة - كما افتراه الشيخ المدخلي متألِّيًا على المقاصد والنِّياتِ –كعادته!- !
الوقفة السابعة :
وجّه لنا الشيخ المدخلي سؤال جاء فيه :
(وأنا أسألكم هذا السؤال:
إذا تحقّقت أهدافكم بإسقاط المنهج السلفي وأهله الداعين إليه والذابين عنه ، فأي دين يتبعه الناس، وبأي الدعاة يثقون ويتبعون، أبدين وحدة الأديان ومساواة الأديان؟ وهل يثقون ويتبعون دعاتهما والذابين عنهما؟ أو بدين الروافض أو الخوارج أو غلاة الصوفية، أجيبوا أيها الهدامون للحق وأهله)!!
نقول :
الجواب على تساؤل الشيخ بأن نقول -ببساطة وسلاسة-:
أولا : أَقصِر على نفسك أيها الشيخ واعرِف منزلتك وحدّك !!
فلست ولا أتباعك تُمثِّلون المنهج السلفي ؛ فضلا عن الإسلام !
وليس الرَّد عليكم رداً على المنهج السلفي ؛ فضلا عن الإسلام !
وليس السَّعي في إسقاط باطلكم سعياً في إسقاط المنهج السلفي !
فمَعاذ الله أن تكون أنت وأتباعك (!) ممثِّلين للمنهج السلفي !
ومَعاذ الله أن يكون باطلك هو المنهج السلفي؛ فضلا عن الإسلام !
ونحن -كما يعلم الجميع - نردّ عليك باطلك وانحرافك وابتعادك عن جادة المنهج السلفي الحق , وطريقة الأكابر ؛ فإن كنت -لغلوك في نفسك- ترانا رادِّين على الإسلام في ردِّنا عليك فراجع إسلامك !!!.
ونقولها –صراحةً- :
نعم ؛ إن كنتَ ترى أنَّ الرَّدَّ عليك ردٌّ على الإسلام ؛ فراجع إسلامك!
وإن كنت ترى أنَّ الطَّعن فيك طعنٌ في الإسلام ؛ فراجع إسلامك !
فهل عرفتَ -إذن- لِمَ نردّ عليك نحن ؟!؟
لأنَّ تعظيم المدخلي نفسه وجعلَها هي السلفية : دفعه لاعتبار أنَّ الطَّاعن فيه طاعنٌ في الإسلام والسلفية !!
وهذا -كله-تصديقٌ عمليّ تطبيقيّ لمقال المشرفين ((5) السبب "الأساس" وراء إثارة الشيخ ربيع المدخلي للفتن بين السلفيين ... !) .
ثانيا : إن كنت -أيها الشيخ- على ثقة من أمرك ؛ فإنَّنا على استعداد أن ندعوك للمباهلة على افتراءاتك علينا وعلى شيخنا ؛ فهل أنت مستعد للإجابة ؟!
الجواب :
صمت , وتجاهل , وهروب نحو الأمام بتوجيه المزيد من الاتهامات !
كما يفعل الدكتور ربيع مع سائر خصومه الذين دعاه معظمهم للمباهلة ، لكنه يَفرُّ منهم بتوجيه المزيد من الاتهامات الباطلة!!
فقد:
دعاك العرعور للمباهلة : فهربت ؛ واستمررت بالكذب عليه والافتراء والطعن .
ودعاك المغراوي للمباهلة : فهربت ؛ واستمررت بالكذب عليه والافتراء والطعن .
ودعاك المأربي للمباهلة : فهربت ؛ واستمررت بالكذب عليه والافتراء والطعن .
وأخيراً:
دعاك الشيخ الحلبي للمباهلة : فهربت ؛ واستمررت بالكذب عليه والافتراء والطعن .
... وها نحن ندعوك للمباهلة -إن كنت مستعدا لقبولها- مع أنَّنا نؤكد أنَّك ستهرب وتستمر بالكذب والافتراء !
فعليك -عندها- من الله ما تستحق .
ونذكِّرك -بعد- بقولك :
(لا ينفعكم عند الله إلا أن تتوبوا إلى الله توبة نصوحاً من كل هذه الضلالات المهلكة باطناً وظاهراً، وتعلنوا هذه التوبة والبراءة من هذه الضلالات، وتحققوا قول الله تعالى: (إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا)، هذا وحده الذي ينفعكم عند الله، ثم عند المؤمنين الصادقين الواعين.
وأما ما عداه من التَّضليل والأكاذيب والتَّمويهات فلن تغني عنكم شيئاً، (ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)!
الوقفة الثامنة :
أنكر الشيخ المدخلي على شيخنا الحلبي موقفه من الشيخين (علي خشان , ومحمد عيد عبّاسي) فقال : (وموالاته لعلي خشان ومحمد عيد عباسي وأدعياء السلفية في مصر، وكلهم قد كشف الله حقيقتهم لكل سلفي صادق) .
نقول :
أمَّا هذه ؛ فجديدة -أيها الشيخ المدخلي- !!!
طعنٌ جديد من الشيخ المدخلي في اثنين من كبار تلاميذ الشيخ الألباني -وهما الشيخان الفاضلان : (علي خشان)-رحمه الله- , و(محمد عيد عباسي) -حفظه الله- .
والعجيب أنَّ هذا الطعن أظهره الشيخ المدخلي بعد وفاة الأول –دون إشهار الطَّعن في الثاني-قبل هذا المقال!- !
فمتى أقام عليهما الحجة-وكيف؟وأين- ؟!
وليضَف هذان العالمان الفاضلان إلى مقالنا : ( -موثقا- طعونات الشيخ ربيع المدخلي -وكبار أعوانه!- بالسلفيين -علماء ودعاة-) .
الوقفة التاسعة :
كنّا قلنا في مقالنا السابق : " وفي قول الشيخ المدخلي : (أليست هذه الشهادات الفاجرة مضادّةً للمنهج السلفي الذي يدّعيه، ومناقِضةً له أشدَّ المناقضة، بل مناقِضة للإسلام): تلميحٌ أقربُ إلى التَّصريحِ ، و هو اتّهامُ الشيخ المدخلي لشيخنا الحلبي بوقوعه فيما يوجب التَّكفيرَ ؛ وهذا قد تكرَّرَ منْهُ -من قبل-مراراً- !!.".
نقول :
والشيخ المدخلي -في هذا المقال- أعلن تكفيره لنا صريحاً (!) مدوِّيًا(!) -حيث قال- :
( لقد سلكتَ يا حلبي أنت وحزبك مسالك أشدَّ أهل الضلال في حرب المنهج السلفي وأهله، بل زدتَ عليهم، فلقد طالت حربك جداً، وبطرق لا تخطر على بال أعتى أهل الضَّلال.
فما تركتم سلفياً يرفع رأسه بالسنة وينصرها ويذبّ عنها إلا أهنتموه وشوهتموه ونفرتم النَّاس عنه وأسقطتموه أنت وحزبك.
وما تركتم وسيلة إجرامية تنالها أيديكم إلا استخدمتموها أسلحةً فتاكةً ضدَّ المنهج السلفي وأصوله وأهله.
ولا أجد فرقاً بينكم وبين الماسون المحاربين للإسلام باسم الإسلام، بل لقد فقتموهم بالتَّأصيل الهدَّام).
نقول :
إنَّ هذا التكفيرَ من الشيخ المدخلي لنا ولشيخنا ليس حادثاً في منهجه !!!
بل هو مترسِّب فيه -ومتجذّر- ؛ فتراه -كثيراً- يحوم حول تكفير بعض خصومه ومخالفيه!
فكم حام حول تكفير شيخنا الحلبي واتِّهامه بالنِّفاق القلبي !!
وكم حام حول تكفير الشيخ أبي الحسن المأربي -وكذا كثير من مخالفيه أفراداً وجماعات- !
وسيكون إثبات هذا النَّفَس التَّكفيري في نهج الشيخ المدخلي هو موضوع (مقالنا)- القادم -إن شاء الله- .
وهنا لا نملك إلا أن نذكِّر الشيخ المدخلي بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:«من قال لاخيه : يا كافر ؛ فقد باء بها أحدهما».
ولكنْ.. انتبه ؛ فنحن .. لا نكفِّرك!
الصِّنف الثاني : ما كان متعلقا بمقال المشرفين :
تطرَّق الشيخ المدخلي في (حلقته الأولى) لمناقشة مقالنا (تناقض الشيخ ربيع المدخلي في تأصيل موقفه من المخالفين,وكشف بعده عن رسوخ المؤصلين!) في ثلاثة أمثلة تحتها بعض الفروع , وهي :
الأول : تناقض موقفه بين كتابي الشيخ محمد الإمام والشيخ علي الحلبي .
الثاني : طعنه بطائفة من أهل العلم وإنكاره لذلك .
الثالث : تأريخه الإخواني .
وبهذا المثال ختم (الحلقة الأولى) من مقاله , وبه استأنف مناقشة مقالنا في (حلقته الثانية) , والتي استوعبت معظمَ مقاله !!
وزاد في (الحلقة الثانية) مثالاً رابعاً تعقَّبَنا فيه وهو : طلبه من محمود الحداد أن يردَّ على الشيخ الألباني -رحمه الله- , وإنكاره ذلك !
فمجموع الأمثلة التي تعقب بها الشيخ المدخلي مقالنا :(تناقض الشيخ ربيع المدخلي في تأصيل موقفه من المخالفين,وكشف بعده عن رسوخ المؤصلين!) هي أربعة أمثلة رئيسية ! تحتها بعض الفروع !!
بينما اشتمل مقالنا هذا على ضرب الكثير من الأمثلة والأدلة على تناقض الشيخ ربيع المدخلي في العديد من أصوله التي يعتمدها في منهجيته الغالية .
وهذه الأصول التي أثبتنا تناقض الشيخ المدخلي فيها هي :
1- موقفه من الرد على المخالف .
2- موقفه من التثبت من خبر المستفتي في معين .
3- موقفه من مسألة حَمل مُجمل كلام غير المعصوم -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على مُفصَّله، ومُطلَقه على مُقيَّده، وعامِّه على خاصِّه .
4- موقفه من تقديم الجرح المفسر مطلقا .
5- موقفه من مدح أهل البدع .
6- موقفه من أقوال النُّقَّاد في الرِّجال ؛ هل هي من قبيل أخبار الثقات أم أحكام المجتهدين ؟!
7- موقفه من مسالة الإلزام .
8- موقفه من الهجر المطلق لأهل الأهواء والبدع .
9- موقفه من التكثّر ببعض أهل العلم .
10- موقفه من غلوِّه في نفسه وطرحه .
ثم أضفنا إلى المقال-نفسِه- مسائل أخرى تؤكد تناقض الشيخ المدخلي واضطرابه , وهي :
11- تناقضه في موقفه من كِتابَيِ الشيخ الإمام والشيخ علي الحلبي .
12- طعنه ببعض أهل العلم في موطن ، وإنكاره لهذا الطعن في موطن آخر .
13- تناقضه في إخباره عن نفسه وتأريخه ؛ فهو تارة يثبت أنه كان إخوانيا وتارة ينفي .
14- طلبه من محمود الحداد أن يرد على الشيخ الألباني , ثم إنكاره لهذا الطلب .
15- قوله : (أبعِدوا الحجوري عن الكرسي وليكن البديل موجودًا)!!! ثم إنكاره لذلك .
فهذه خمسة عشر مثالا أوضحنا فيها تناقض الشيخ ربيع المدخلي واضطرابه , وتحت كل مثال منها مسائل عدة .
وقد تجاهَل الشيخ المدخلي معظم هذه الأمثلة ! ولم يتطرق في (حلقتيه) إلا لمناقشة أربعة أمثلة فقط وهي : (11,12,13,14) !
متجاهلاً أحد عشر مثالاً تحتها عشرات النقولات !!
ونحن في هذا المقال سنكرُّ على تشغيب الشيخ المدخلي في (حلقته الثانية)-هذه- , والتي افتتحها بما ختم به (حلقته الأولى) - وذلك بنفي أنَّه كان إخوانياً !- ؛ فنقول -بعد ردّنا في الحلقة السابقة على مثالَيه- وبالله التوفيق :

المثال الثالث : نفي الشيخ المدخلي أنَّه كان إخوانياً .
كنّا قلنا في مقالنا السابق : (رجع الشّيخ المدخليّ للرّد المجمل على مقالنا «العبرة بنهاية الشَّيخ ربيع المدخلي (السلفية)! لا بنقص بدايته (الإخوانية)=(البدعية) !!! » ليقول :
(أنني لم أكن في يوم من الأيام إخوانياً -قط-) !
ويكرِّر النَّفي بقوله : (لم أكن إخوانياً قط، وما مشيتُ معهم إلا بشروط)!
ثم يقول : (فإنْ حَكَمْتَ عليَّ بالتناقض، فاحْكُمْ على الشيخ الألباني الذي مشى معهم طويلاً لإصلاحهم، فلم يتركهم حتى تركوه) .
نقول :
وهذا النّفيُ من الشّيخ المدخليّ يؤكّد تناقضه واضطرابه في إخباره (هو) عن نفسه ؛ فنحن في مقالنا (العبرة بنهاية الشيخ ربيع المدخلي السلفية) قد أوردنا العديد من النُّقولاتِ عن الشيخ ربيع -نفسِه- تدُلُّ –صراحةً- على أنَّه كان إخوانياً!
وأوردنا -كذلك- شهاداتِ الموافقينَ والمخالفينَ -عليه- بأنَّهُ كان إخوانياًّ !
وذكرناَ من القرائن والأدلةِ من أقوالهِ وأحوالهِ المؤكِّدَةِ على أنَّهُ كانَ إخوانياًّ !
ثم هو-سدّده الله- ضربَ كلَّ تلك النُّقولاتِ والشهادات والقرائن عُرضَ الحائطِ! ولم يلتفتْ إليها وكأنَّها عدمٌ ؛ ليُؤَكِّدَ -مُصِرّاً- على أنَّه لم يكن إخوانياًّ ! وأنَّهُ في نفيه هذا لم يقع في التناقُضِ !!!
فبربِّكم : أي مُكابَرَةٍ أشدُّ من هذه ؟!
فلو سلّمنا –جدلاً- بأنَّك –يا دكتور ربيع- لم تكن إخوانياًّ ؛ فتسليمنا هذا مناقضٌ -في عقولنا التي نحترمها- لدعواك السَّابقة أنَّك كنتَ إخوانياًّ ؛ فأيُّ ادِّعاءيْكَ هو الحقُّ؟! وأيُّهما الباطل ؟!) !
ونقول :
الشيخ المدخلي -في هذا المقال- قد أعاد إنكاره أن يكون إخوانياً في سابق عهده , وزاد عليه أمرين :
الأمر الأول : تشكيكه بصحة نقولاتنا عنه , حيث أكثر من تعقبنا بهذا التَّشكيك , فمن ذلك قوله :
(لم يسند هذه الأقوال التي نسبها إليَّ إلى أي مصدر من المصادر، فإن قال إنه سمعها بنفسه مني، فلا يقبل قوله لأنه غير ثقة)!
وقوله : (هات المصدر أو المصادر التي نقلتَ عنها هذه الأقوال، فإنا لا نأمن من تحريفاتك وزياداتك ونقصانك من الكلام، بل لا نأمن من اختراعاتك)!
وقوله : (هات المصدر الذي نقلتَ منه هذا الكلام) !
وقوله : (إن صدقتَ في نقل هذا الكلام) !
نقول :
إنَّ تشكيك الشيخ المدخلي بالثَّوابت التي تُدينه معلوم عنه , وهذا التَّشكيك يأخذ صوراً شتى ؛ منها :
الصُّورة الأولى : إن كان النَّقل خبراً مجرداً ؛ ردَّه الشيخ المدخلي من خلال التَّشكيك في ثقة النَّاقل ؛ فيُغلق باب الانتقاص منه من خلال الطَّعن في النَّقَلة !
وهذا قد صنعه مع معظم مخالفيه ، وأولهم : محمود الحداد ؛ الذي رفض قبولَ خبره ونقله متذرِّعاً بالقول : (فلا يُصدِّق هذا الحداد إلا أمثاله ومن هو أسوأ منه) -كما قاله في مقاله الأخير- .
وأخيراً -وليس آخِراً- شيخنا الحلبي ؛ حيث خاطبه بالقول : (فإن قال إنه سمعها بنفسه مني، فلا يقبل قوله لأنه غير ثقة) .
الصُّورة الثانية : إن كان النَّقل عنه موثقاً عنه بصوته ردَّه الشيخ المدخلي بالزَّعم أنَّ الصَّوت مدبلج عليه !
كما قاله في مقاله الأخير -بخصوص طعنه بالشيخ ابن باز -رحمه الله-!
وكذلك نقل عنه أحمد بازمول بخصوص تهييجه على ولاة الأمر في ليبيا !
الصُّورة الثالثة : إن كان النَّقل موثقاً عنه مِن كتبه , ردّه الشيخ بدعوى أنه مجرّد عن سياقه , كما تجد أمثلته في مقاله الأخير , حيث قال : (إنّا لا نأمن من تحريفاتك وزياداتك ونقصانك من الكلام، بل لا نأمن من اختراعاتك)!
وقال : (إن صدقتَ في نقل هذا الكلام، ولم تحذف من سياقه ولا من سباقه شيئاً)!
نقول :
والشيخ المدخلي بتشكيكاته هذه قد فضح نفسه في إثبات أنَّ حاله مع أتباعه كحال من قال الله فيهم {فاستخف قومه فأطاعوه} -مع الفارق في الحكم والنَّتيجة- (!!!).
فكلُّ ما شكّك فيه فهو مقتبَس من مقالنا (العبرة بنهاية الشيخ ربيع المدخلي السلفية لا بنقص بدايته الإخوانية) , ونحن في مقالنا الذي ردّ عليه الشيخ المدخلي كنّا قد قلنا : (بل تناقُض الشَّيخ ربيع المدخلي لم يقف عند هذا الحد!! بل تعدَّاه -كذلك- ليقع في إخبارِه عن حال نفسه وتأريخه!
ومن أمثلة ذلك ما قرَّرناه في مقالنا: «(2) العبرة بنهاية الشَّيخ ربيع المدخلي (السلفية)! لا بنقص بدايته (الإخوانية)=(البدعية) !!! ».
حيث قلنا:..........) -إلخ-.
فنحن قد اقتبسنا من مقالنا الأصل , وأحلنا إليه بتضمين الرَّابط تحت العنوان ؛ فلو كان الشيخ المدخلي منصفاً من نفسه , ومحترماً لعقول قرَّائه : لكلَّف نفسه عناء الكبس على الرابط المرفق –أو حتى أن يُكبَس له!- والنَّظر في مقالنا الأصل ، ليجد أنَّ كلَّ ما نسبناه إليه من أقواله فهو موثَّق عنه من كتبه أو بصوته !
وأما التَّشكيك هكذا-(خبط لزق!)- مع ذكرنا الصَّريح لمصادر نقولاتنا، لهو من أظهر الأدلة على أنَّ الشيخ المدخلي قد استخفَّ قومه –إلى حدٍّ بعيدٍ- فأطاعوه –بما (قد) يُخلُّ بالتَّوحيد-!
فكيف لو أضفنا إلى ذلك شهادات الموافقين والمخالفين عليه بأنَّه كان إخوانياً ؟!
وليُنظر كلُّ ذلك في مقالنا الأصل.
الأمر الثاني : تشكيكه في دلالة نقولاتنا على ما خرَجنا به من نتيجةٍ مفادُها : أن الشيخ المدخلي نشأ نشاةً إخوانيةً ؛ ومن ذلك قوله :
(ليس في هذه الأقوال ما يفيد أنني كنتُ إخوانياً)!
وقوله : (ليس في كل ما نَقلتَهُ عني ما يدل على أنني كنتُ إخوانياً) !
نقول :
إن النقولات التي شكك الشيخ المدخلي في دلالتها على أنه كان إخوانياً لا تحتمل التشكيك في دلالتها -عند من يحترم عقله-بوجه من الوجوه- ومن ذلك-بألفاظ كلامه-حرفياً- :
قوله : (كنت مع الإخوان المسلمين هذه المدة أو دونها)!
وقوله : (دخلت معهم) !
وقوله : (فمشيت معهم) !
وقوله : (دخلت فيهم لله وخرجت لله ) !
وقوله : (المدة التي قضيتها فيهم) !
وقوله : (أنا قلت : أدخل معكم بشروط) !
وقوله : (والله عشر سنوات معهم قتلت زهرة حياتي) !
وقوله : (كان واحد من الإخوان المسلمين يقرأ علينا من كتاب مصطفى السباعي (الاشتراكية) كتاب ضخم ، قال الله ، قال رسول الله ، والله بدأنا نصدق إن الإسلام اشتراكي!)!
وقوله : (فكر الخوارج والروافض ، وفكر البنا ، وفكر الشرق والغرب كنت أراها في التصور الأول آية من الآيات!!)!
نقول :
إن كان الشيخ المدخلي لا يحترم عقول قرائه من المصفِّقين له على هرائه -هذا- ؛ فليحترم عقله!!
ونقول لهؤلاء المتعصبين-مخاطبين ما فيهم من بقايا الحق-:
توبوا إلى ربكم..
ولن ينفعكم لا ربيع ولا غير ربيع!
وإنما النَّافعكم مَن هو للسَّماوات والأرض بديع..
فبربِّكم:
ماذا هو –أو أنتم!- قائلون بهذه النُّقولات الصَّريحات –من ألفاظه- بأنه كان مع الإخوان ! ودخل فيهم ! وقتل عشر سنوات من حياته معهم ! وأنه خرج منهم !
ثم يعود ليقول : أنه لم يكن معهم !وأنه لم يدخل فيهم !!
ثم يريد من العقلاء-وانظروا إلى أنفسكم:أين أنتم من هذا الوصف!-أن يصدّقوا أنه غير متناقض!!!!؟؟
ومع ذلك -فمن باب الإنصاف- نكرر ما كنّا قلناه في مقالنا (العبرة بنهاية الشيخ ربيع...) :
(الشيخ ربيع -كسائرِ البَشَر، وأهل العلم- لا بُدَّ أنْ يتناقض؛ وإلا فهو .... !!
فـ"التَّناقض واقع من كلِّ عالم غير النبيِّين" -كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (29\42) :
ومن ذلك : تناقض أقوال الشيخ ربيع السَّابقة ، وشهادة أهل العلم عليه مع قوله في هامش كتاب «انقضاض الشهب السلفية» -المنقول سابقاً- : "ربيع لم يكن إخوانيًّا قط (!)، وإنما مشى معهم(!) مدة بشرط أن يخرجوا أهل البدع من صفوفهم (!)، وبشرط أن يربُّوا شبابهم على المنهج السلفي!! وكان (يمشي مع من ينتسبون إلى المنهج السلفي)، لا مع أهل البدع منهم ، وقد فعل مثل هذا بعض السلفيين ، ومنهم الشيخ الألباني (!)، فهل تقول يا عدنان: إن الألباني كان إخوانيًّا أو في الإخوان؟! وهل تطالبه بالتراجع؟! "!!
نقول :
لم نستطع (!) التوفيق (!) بين نفي الشيخ ربيع أنه كان إخوانيًّا، وبين إثباته (هو) -بنفسِهِ- لذلك -كما مرّ معنا سابقاً- بأدلَّة قويَّةٍ مُتعدِّدَة- مِنْها:
1- تصريحه بأنه قد عُرض عليه (الدخول) في الإخوان المسلمين فقبله بشروط .
2- تصريحه بأنه كان (مع) الإخوان المسلمين ، وأنه كان يسير في (تنظيم الإخوان المسلمين)!!
3- تصريحه بأنه كان خلال مدة (بقائه مع الإخوان) -بقصد إصلاحهم!- مقصّراً؛ لأنها شغلته عن خدمة الدعوة السلفية خدمةً (كاملةً!)، وأنه نادم أشدَّ النَّدم على تلك السنوات التي أضاعها من حياته وهو (بين الإخوان المسلمين)!!
4- تصريحه بأنه (دخل في الإخوان المسلمين) قريباً من ثلاثة عشر عاماً -مع أنّ الواقعَ الذي ما له مِن دافع -باعترافِه (هو)!- أكثر مِن ذلك!-، ولما أصرُّوا على انحرافاتهم، وظهر له المزيد منها: رأى أنه لا يجوز له البقاء (فيهم)؛ (فخرج منهم)!
فهو : كان (في الإخوان)، و(خرج منهم)!!
5- تصريحه بأنه كان قد ابتلي بقراءة كتب الإخوان منذ زمن طويل ، فقد قرأ «الظلال» وهو في الثانوية لكنه -كما يقول- كان (يستطيع أن يميز أخطاء) سيد قطب في الصفات وفي العلوم الكونية وفي النواحي السياسية والاقتصادية (!!!!) !
كل ذلك (!) عرفه وهو في الثانوي –كما يقول!-مع اعترافِهِ -في مقامٍ آخر -بقصوره العلميّ-و أنّ كتب الإخوان أثّرت عليه!!!
وهذه مُعضِلَة أُخرَى!!
ولا ندري-وقد ندري!-: متى ألف الدكتور ربيع كتابه«منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله» ؛ الذي وصف –في طبعته الأولى!-بعضَ كلام سيد قطب بأنه:(أصاب عين منهج الأنبياء!)!!!!
هل كان ذلك قبل الثانوية!أم أثناءها!أم بعدها!؟
فإذا كان(منهج الأنبياء)-في أيٍّ من هذه الفترات-ثانوية!أو دكتوراة!-مجهولاً عند الشيخ المدخلي؛ فكيف نأمن أحكامه التي وصفه بعضها بأنها:(غير اجتهادية)!!
أهي-إذن-(عصمة وكمال!)،أم(تقليد وجهل!)!؟
6- تصريحه بأنه كان منبهرًا بكتابات الإخوان! لدرجة أنه بدأ يصدّق بأن الإسلام اشتراكي!
ولا نعلم لحدّ الساعة كيفية التَّوفيق بين هذه التَّصريحات -المُنبئةِ عن بلايا وطامّات-، وبين ادِّعائه تمييزَه لأخطاء سيد قطب السِّياسية والاقتصادية والعقائدية -وهو في المرحلة الثَّانوية-كما تقدم-!!
أيُّها المتعصِّبون: تفكّروا..وتأمَّلوا..وتدبَّروا..
فهل من ذكيٍّ فطنٍ (!) يدلُّنا على حلٍّ لهذه العُقدة؟!
لا بُدَّ-أنّنا- سنجد ؛ ولكنْ على طريقة مقلّدة الحنفية -القدماء- مِن (غُلاة السلفيَّة)-الحدثاء-!!
7- تصريحه بأنه كان يقرأ عند بعض الإخوان المسلمين كتاب مصطفى السباعي «الاشتراكية»! وأنه تأثّر بهذا الكتاب!
8- تصريحه بأنه كان كثيرَ الإعجاب بطروحات الإخوان المسلمين حتى درّس كتبهم!!!
فاللهم اغفر للشيخ ربيع؛ فإنه قد ضلَّل الكثير من المسلمين -وقتذاك- على حين-لا ندري(غفلة!)-أو شيء آخر!- مِنه ومنهم!
9- تصريحه بأن علاقته بالإخوان أثرّت -سلبًا- في استفادتِهِ وانتفاعِهِ - ولا نقول: علاقاته!- بالمشايخ السلفيين الكبار؛ كالشيخ محمد بن إبراهيم، وابن باز، والمُعَلِّمي، والهاشمي، وعبد الرزاق حمزة -وغيرهم-؛ فلم يحرص على مجالستهم! ولا الاستفادة منهم! أو حضور دروسهم ؛ فضلاً عن أن يأخذ عنهم الإجازات العلمية!!
10- تصريحه بأن الله -تعالى- قد خلّصه من علاقته السابقة بالإخوان وبكتبهم! وبتأثّره بفكرة أن الإسلام إشتراكي!!
ولا ندري(!):هل كانت هذه(الفكرة!)قبل سيطرة الوهم على عقله باتهام كثيرٍ مما لم يفهمه من كلام أنه : (وحدة أديان)!!؟؟
أم أن (الاشتراكية) خارجة عن هذا الافتراء!؟
11- تصريحه بأنه كان (معهم!)، وأنه تلقّن (منهم) بعض طروحاتهم وأفكارهم!
12- مدحه لجماعة الإخوان المسلمين، وشكره جهودَهم التي قدّموها لخدمة الإسلام، وأن عيبهم (الوحيد!) هو تقصيرهم في جانب العقيدة! ولو صحَّحَتْ هذه الجماعة توجُّهَها في هذا الجانب لكانتْ -حقًّا!- (على منهج الأنبياء)!!!
... فيالها من (مُوازنة) لم يسبق إليها الشيخ ربيع -مِن أيِّ أحدٍ مِن (فُضلاء) السلفيَّة -عُلماءَ وطلبةَ عِلم-؛ فما عسى أتباعه ومُقلِّدُوه أن يقولوا -بعد كُلِّ هذا-؟!
أم أن هذا التقرير(!) كان قبل اكتشافه (!) ضلالة (منهج الموازنات!)-على الوجه الذي فهمه!وأدركه!-!؟
13- إقراره بأنه من القرَّاء الكُثر لنتاج جماعة الإخوان المسلمين!
14- مدحه وتوقيره لعمر التلمساني ولسيد قطب -حيناً مِن الدَّهر-، واعتبارهما ممن أقرّوا منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله!
بل مَدْحُه لغيرهما ممن تلبَّس ببدع، وكلّ ذلك بسبب عدم اطلاعه (!) على ما وصفه بالأصل الأصيل المجمَع عليه (!!)عند أهل السنة والجماعة!!
ثُمَّ إنَّنا نقولُ :
هل الشيخ ربيع -الآن!- يُراعي هذا (الأصل الأصيل المُجمَع عليه (!) عند أهل السُّنَّة والجماعة) في مسائل الخلاف (الاجتهادية = السائغة) بين (أهل السنة والجماعة) -فيما (وقع) بينه وبين خُصومه-؟!
أمْ أنَّهُ يُغفل ذلك -جدًّا-، ويُدير معاركَه، و(فِتَنه!) على (اجتهاداتِهِ) -الخاصَّة- والتي -إلى الآن- لا يقرُّ -أصلاً- بأنّها (اجتهاديَّة)؟!!!
فإنْ لمْ تكن (اجتهاديَّةً!)؛ فبربِّكُم: ما هي؟! وكيف هي -إذَن-؟!!
أهي-إذن-(عصمة وكمال!)،أم(تقليد وجهل!)!؟
وقد نَعَى شيخُ الإسلام في» الاستقامة» (1/60) على مَن "لا يُميِّز بين (المسائل القطعيَّة) -المنصوصة، والمُجمع عليها-، وبين مفاريده، أو ما شاع فيه (الاجتهاد)؛ فنجده يُفتِي بمسائل (النُّصوص والإجماع) مِن جِنس فُتياه بمسائل الاجتهاد والنِّزاع!".
فاعتبرُوا يا أُولي الأبصار!
ويُمكننا أن نقولَ -بلغة سهلة-وبأريَحيّة تامّة-:
إن الشيخ ربيعاً (كان) -إلى بُلوغِهِ السِّتِّين مِن عُمره !-نسألُ اللهَ لنا وله حُسن الخِتام- يجهلُ أهمَّ الأصول السلفية!
15- وصفه لسيد قطب أنه (بحسن نيته!)-(!)- توصّل إلى أن المنهج السلفي هو المنهج الصحيح الذي يجب أن يأخذ به الشباب، وأن يتربّوا عليه ، وأنه عرض على الإخوان أنه لا بد أن يُربى الشباب على العقيدة الصحيحة قبل كل شيء، والأخلاق، فوافقه بعضهم!!!
16- تصريحه أنه حتى العام (1406) كان لا يزال كثيرٌ من الغبش يغبّش تصوره حول جماعة الإخوان!
وقد زال كثير من هذا الغبش -لاحقاً-، فتبيَّن له أنَّ أكثر ما قدَّموه فيه أضرار وأخطار -والحمد لله على البصيرة-!
لكن؛ هل زال هذا (الغبش) الذي غبّش (تصوُّره) بالكلية، أمْ أنَّهُ ذهب (به) إلى اتِّجاهٍ آخر؟! ؟؟!!
17- أنه -حفظه الله- كان يرى -وذلك إلى ما بعد سنة (1410هـ)-: أن لا فرق بين السرورية ولا الإخوانية، فالجميع أهل حديث!!!
فكيف يجتمع النَّقِيضان -مِن هذا وما قبله- والشيخ ربيع -يومئذٍ- في السِّتِّين مِن عُمره -أحسن الله خاتمتنا وإيَّاه-...؟!!
18- ثناؤه على سفر الحوالي القطبي! ومشاركته إياه في بعض تحرُّكاتِهِ ومُعارضاتِه لوليِّ الأمر -خادم الحرمين الشريفَين-!! فضلاً عن عدم تبديعه له- إلى الآن-!!
أم أن له كلاماً جديداً يُفهَم من غمزه منه في (حلقته الثانية)-المردود عليها-هنا-!؟
وهل وصله-ليبدِّعهما!-كلامٌ من (كبار العلماء) في تبديعهما-كما كان هو يشترط على نفسه-!؟
19- إعلانه عن مُفاصلته للإخوان بُعيد حرب الخليج -مع بقاء ترسُّبات فكريَّة (!) قويَّة عنده -كما تقدَّم-!!!.
نقول:
فإما أن يكون كلُّ ما تقدَّم يكفي في الدِّلالة على إخوانية الشيخ ربيع-السَّابقة-!! أو أن يكون الشيخ ربيع المدخلي -حفظه الله- له مفهوم خاص عن الإخوانية يختلف عن مفهوم : الدخول فيها تنظيمياً! ومخالطة أعضاء التَّنظيم والمتأثرين بفكر الجماعة الباطل! أو التأثُّر ببعض أفكارهم المنحرفة!!!
فعند ذلك نخرج من بعض التَّناقض -مع بقاء بعض آخَرَ!!-!
وسوف يكون هذا المفهوم -بَعْدُ- كفيلاً بالرَّد على كلِّ (!) من اتَّهم شيخاً من مشايخ الدعوة السلفية -أو دُعاتها- بأنه إخواني! أو كان إخوانيًّا!!
لأن كل ما سوف يُذكر لا يوجب إدخالَه في مفهوم الإخوانية (المدخليّ)! كما أنه لم يوجب إدخال الشيخ ربيع المدخليّ -نفسِهِ- في مفهوم الإخوانية -سواءً بسواء-!!
فهل سيوجد إخواني بعد هذا(!!!)؟!
طبعًا لا(!)....
ولكنّ الواقعَ سيقول لك -بلسانِ مدلوع! وصوت مسموع!!-:
(كفاك كذبًا!!)!
أو-بحسب تعبير شيخنا الحلبي-:
(ك ذ ب ت)!!
المثال الرابع : مناقشة النَّقل عن محمود الحداد .
تطرَّق الشيخ المدخلي في هذا المثال لمناقشة نقلنا عن محمود الحداد في حكايته عن الشيخ ربيع المدخلي أن الشيخ ربيعاً كان وافقه على طعنه ببعض الأعلام ، ومنهم الإمام أبو حنيفة ثم أنكر ذلك , وأن الشيخ المدخلي كان قد طلب من الحداد الرَّد على الشيخ الألباني ، ثم أنكر ذلك .
فتعقبه الشيخ المدخلي بقوله :
(قوله عمّا يدّعي من تناقضات ربيع: " قد عمَّت وطمَّت":(من أشد أنواع الكذب والفجور في الخصومة).
ولهذا لم يستطع أن يُمثِّل إلا بمثالين، أحدهما عن الحداد الخصم اللدود الذي أبطلتُ دعاواه في كتابي "مجازفات الحداد"، فلا يُصدِّق هذا الحداد إلا أمثاله ومن هو أسوأ منه، ومنهم الحلبي.
ولا أذكر أنني طلبتُ من الحداد رداً على الألباني، فعلى فرض صحة ذلك، فالرد على الألباني وغيره من العلماء ليس بحرام؛ إذا كان بأدب أهل العلم الأفاضل النبلاء.
فإن صحت دعوى الحداد فأنا أردتُ بالرد على الألباني -رحمه الله- على هذا الوجه ... ؛ فلا يتعلَّق بكلام الحداد ويعده من التَّناقض إلا فاجر بعيد عن العدل وعن منهج السلف)!!!
نقول :
وفي كلام الشيخ المدخلي مغالطات كثيرة توجب الوقوف معها وقفات تتلوها وقفات :
الوقفة الأولى :
قوله : (قوله عمّا يدّعي من تناقضات ربيع: " قد عمَّت وطمَّت" , من أشدِّ أنواع الكذب والفجور في الخصومة , ولهذا لم يستطع أن يُمثِّل إلا بمثالين) .
نقول :
أما أننا لم نستطع أن نمثِّل إلا بمثالين فمما يضحك الثكالى !!
ألم تنتبه أيها الشيخ إلى قولنا -زيادة على ما تقدم- .
ألم تطّلع -أيها الشيخ- على العديد من الأمثلة التي أوردناها -قبل هذين المثالين-؟!
ومن أمثلها وأوضحها :
- أثباتك لإخوانيَّتِكَ في مواطن , ونفيك لذلك في مواطن أخرى!
- وطعنك بالشيخ ابن باز في موطن , ونفيك له في موطن آخر!
- وطعنك بالشيخ الألباني بأن سلفيتك أقوى من سلفيته , ونفيك لذلك في موطن آخر!
- وطعنك بالشيخ ابن عثيمين بأن رايات الشِّرك تخرج من نجد بسبب تقصير طلبته في التحذير من التصوُّف , ونفيك لذلك في موطن آخر!!!
وإليك -على عجالة- زيادة مثالين على ما تقدم مما يؤكد تناقضك في أخبارك -في أحسن أحوالك!!!- :
المثال الأول : قولك عن كتاب الشيخ محمد الإمام أنه: (يلغى) , ثم نفيك أنك قلت هذا!
ثم إقرارك أن الشيخ الإمام وافق الشيخ الحلبي في تأصيلاته !!
المثال الثاني : طعنك بولاة الأمر في ليبيا -كما هو موثَّق عنك بصوتك- , ثم إنكارك لهذا الطعن الثَّابت عنك بصوتك بدعوى أنه مدبلج !!!
فهل تقبل(!) -أو يقبل المتعصِّبون لك !-بأن تُساق نفس حجتك- لو صدرت من الشيخ الحلبي –أو غيره ممن بدعتَهم!-تهرّباً من حجة لزمته!أو تناقض تلبّس به!؟
بأن يقول واحدهم: (هذا مدبلج)!؟
أم أنه تناقض تاسع.. وعاشر.. وخامس عشر!؟
الوقفة الثانية:
قوله : (الحداد الخصم اللدود الذي أبطلتُ دعاواه في كتابي "مجازفات الحداد"، فلا يُصدِّق هذا الحداد إلا أمثاله ومن هو أسوأ منه، ومنهم الحلبي).
وقوله : (فلا يتعلق بكلام الحداد ويعده من التناقض إلا فاجر بعيد عن العدل وعن منهج السلف) .
نقول :
1- أما أن الشيخ المدخلي قد أبطل دعاوى الحداد في كتابه (مجازفات الحداد) فمجازفة مدخلية !!
فكتاب الشيخ المدخلي غير منشور نشراً مكتبياً! ولا مشهور عنكبوتياً!
بل لم ينشر منه –هنا أو هناك- إلا بضعة فصول -فقط- ؛ نُشرت بعد أن خفتت فتنة محمود الحداد –أو زالت-!!
وقد تقدم في مقالنا السابق بيان شيء من حال هذا الكتاب ومضمونه ؛ فلينظر !
وإننا لنتمنى على الدكتور ربيع-أو المتعصِّبين له-من الذين لا يكادون يفوّتون أنفاسَه!-أن ينشروا هذا الكتابَ-«مجازفات الحداد»- من جديد-بدلاً من دفنه!وإماتته-!
ولئن فعلوا ؛ فلا ينسوا (!) أن يغيّروا عنوانه من«مجازفات الحداد» ! إلى : «مجازفات ربيع المدخلي» ! أو : «رد ربيع على ربيع»!!
2- وأما أن الحداد لا يؤخذ بنقله ولا بخبره المتضمِّن للقدح بالشيخ المدخلي ؛ فنقبل , ولكن: من باب (أن كلام الأقران بعضهم في بعض يطوى ولا يروى) !!
وليس هذا معناه أنه لا يصدق خبره , أو أن يطعن في خبره !
3- إن القرائن الكثيرة تدلل على صدق الحداد في أخباره المتعلقة بالشيخ ربيع المدخلي , وقد نقل الأخ (أبو العباس) (شهادة (محمود الحداد) على (التاريخ المخفي) لعلاقته بـ(الشيخ ربيع المدخلي) !!!) !
وهي من الشهادات التي لو قورنت بما نقلناه -موثقا- عن الشيخ المدخلي في (سلسلة مقالاتنا ): لوجدنا أن إثبات محمود الحداد أقرب -بكثير- إلى التصديق من نفي الشيخ المدخلي !
4- لا يوجد ما يشير-فضلاً عن أن يدلِّل!- على كذب محمود الحداد في أخباره إلا طعن خصومه فيه !
وطعنهم فيه -في هذا الباب- جاء بمجرَّد اتِّهامه في عدالته وصدقه ؛ بمعزل عن إيراد الأدلة الموجبة لقبول هذا الطَّعن ؛ بخلاف حال الشيخ المدخلي ؛ فالأدلة التي أوردناها في مقالنا للتَّناقض ترجح أن يكون الحداد أصدق من الشيخ المدخلي –في هذا الباب –على الأقلّ-.
الوقفة الثالثة :
قوله : (لا أذكر أنني طلبتُ من الحداد رداً على الألباني، فعلى فرض صحة ذلك، فالرد على الألباني وغيره من العلماء ليس بحرام؛ إذا كان بأدب أهل العلم الأفاضل النبلاء).
نقول :
ما أكثرَ ما يقول الدكتور ربيع:(لا أذكر!)!!!!
وعدم تذكّر(!) الشيخ ربيع المدخلي لهذا الطلب –على فرض أنه صادق في عدم تذكُّره!- ليس دليلاً على كذب الحداد عليه !
بل الشيخ المدخلي نفسه لا يستبعد وقوع ذلك –منه-نفسه!- بقرينة قوله :
(فعلى فرض صحة ذلك، فالرد على الألباني وغيره من العلماء ليس بحرام؛ إذا كان بأدب أهل العلم الأفاضل النبلاء ؛ فإن صحت دعوى الحداد فأنا أردتُ بالرد على الألباني -رحمه الله- على هذا الوجه)!!!
مع أن نقدنا لم يكن متوجها إلى طلب الشيخ المدخلي من محمود الحداد أن يردَّ على الشيخ الألباني , وإنما كان نقدنا متوجهاً : لتناقض الشيخ المدخلي في طلبه -سراً- من الحداد أن يردَّ على الشيخ الألباني ! ثم إنكاره في العلن أن يكون قد توجَّه له بهذا الطلب !

وأخيراً :
ختم الشيخ المدخلي حلقته -بالاسطوانة المشروخة التي يكثر من تكرارها وهي- قوله :
(أيَّد أهل العلم والحق والدين وهم كثر، وعلى رأسهم أئمة الإسلام والسنة كتابات ربيع، وهذا أمر واضح يعلمه أهل الحق وأهل الضلال... , لقد رددتُ في حياة العلماء ولا سيما الكبار على من هم أقل منك ومن حزبك ضلالاً وفتناً، فأيدوا كتاباتي، ولا سيما العلامة الألباني -رحمه الله).

فنقول :
أرفق بنفسك -أيها الشيخ المدخلي- :
فإن تعلُّقك -الدائم- بثناء العلامة الشيخ الألباني عليك وعلى كتاباتك , أو ثناء العلماء عليك وتأييدهم لكتاباتك كان قبل نحو عشرين عاما!
وهذا لا يلزم منه دوام الثَّناء عليك , لا سيما مع تغيُّر حالك وأحوالك- !!
كما أنه لا يلزم من تأييدهم لبعض كتاباتك -قبل نحو العشرين عاما- أنهم يؤيدون سائر كتاباتك -لا سيما التي خالفت فيها منهجهم وطريقتهم -!!

وهذا التَّشبث البالي من الشيخ المدخلي بعبارة الألباني قد نقضناه -مفصلا- في مقالنا (الموقف العلمي من ثناء العلماء على الشيخ ربيع المدخلي وفق قواعد الجرح والتعديل) فلينظر .
وفي الختام نقول :
إنَّ ما جاء في (حلقتَي) الشيخ المدخلي إنما يؤكِّد بجلاء جملة أمور :
الأول : إن الشيخ المدخلي قد أفلس من أن يأتي بالجديد ؛ فلهذا هو يُكرِّر الاتهامات ! وينفخ في المؤاخذات !, ويهوِّل في العبارات !!!
وهو في ذلك كلِّه لا يعدو أن يكون مغيراً للشكل من أجل الأكل !!
ثانياً : إنَّ قديم مؤاخذات الشيخ المدخلي على شيخنا الحلبي قد سبق من شيخنا ومنّا ومن كثير من إخواننا نقضها مرات عديدات ... ولم يصدر من الشيخ المدخلي أي تعقُّب على نقضها لنا !
بل تراه يتعامل معها بتجاهل تام ؛ مع إصراره على تكرار نفس الاتهامات !!
وهذا إنما يؤكد إفلاساً آخر على إفلاسه السابق .
ثالثاً : إن معظم ما اتهم به الشيخ المدخلي شيخنا الحلبي ؛ لم يدلِّل عليه بما يؤيِّده من صريح كلام شيخنا ؛ إلا أن يكون نقلاً مبتوراً , أو فهماً معكوساً , أو قولاً قديماً , تشبَّث به الشيخ المدخلي وجعله دليلاً ردَّ به جميع أقوال شيخنا الثَّابتة عنه -صراحةً-
وكلُّ هذا من الشيخ المدخلي على عكس(!) مسالك عدول أئمة أهل السنة ؛ الذي هم أعلم النَّاس بالحقِّ ، وأرحمهم بالخَلق...
فلا رحمة!ولا علم!!
وإنما ذُبالاتٌ من هنا وهناك ؛ يتطاول بها على خلق الله من الدعاة إلى الكتاب والسنة-في كثير من البلدان-؛ ليعلو فوق ما يظنُّه ركاماً لهم !
فلا وجود له بوجودهم!!
وذاك سعيه الحثيث-قبلاً وبعداً-!!
فتأمَّلوا-بالله عليكم-!
رابعاً : مكابرة الشيخ المدخلي في نفي الحقائق الثابتة , ومكابرته في إثبات التُّهم الفاضحة , بما يؤكِّد استخفافه بعقول مقلِّديه-وما أوفرَهم-وللأسف الشَّديد- .
خامساً : استمرارية الشيخ المدخلي في الوقوع في الاضطراب والتَّناقض اللذين يكابر في نفيهما عنه , مع انغماسه فيهما .
سادساً : استمرارية الشيخ المدخلي في غلوِّه في نفسه ؛ حتى أن غلوَّه فيها أوصله الى اعتبار أن الرَّد عليه ردٌّ على الإسلام ! وبالتالي تكفير (!) الرَّادين عليه !
سابعاً : اعتماد أسلوب خلط الأوراق , والتَّدليس على القرَّاء , بتنزيل كلام مخالفه على غير مقصوده الذي يوضِّحه سياق كلامه بسباقه ولحاقه .
ثامناً : فجور الشيخ المدخلي في الخصومة , يدفعه إلى التَّشكيك في النِّيات , والطَّعن في الدِّيانات , والرَّمي بالموبقات .
تاسعاً : استعداد الشيخ المدخلي لأن يُغيّرَ موقفه من مخالفيه , ولو كان على حساب المسائل العقدية , كما غيَّر موقفَه من عقيدة شيخنا الحلبي في مسائل الإيمان والتكفير والحكم بغير ما أنزل تبَعا لخلافه معه في(أحكامه)-غير الاجتهادية- !!!
عاشراً :بقاء الشيخ المدخلي على عادته في الطَّعن في كثير من دعاة الدَّعوة السَّلفية المعاصرة , كما قد أضاف في حلقته الأخيرة هذه طعناً بعالمين جليلين من علماء الدَّعوة السَّلفية , ومن كبار تلاميذ الإمام الألباني, وهما الشيخان (محمد عيد عباسي , وعلي خشان) !
وبعد هذا العرض والتلخيص نقول :
إن كل ما تقدَّم لَيدفعنا إلى المضي –قُدُماً- في محاربة نهج الغلو في الحكم على المخالفين من السلفيين .
ويدفعنا -كذلك- إلى الكشف عن المزيد المزيد من انحرافات الشيخ المدخلي , وبيان بُعْدِ طريقته عن نهج الراسخين , ومفارقته لطريقة العلماء المؤصَّلين .
وفي الحلقات القادمة –إن شاء الله- من (سلسلة مقالات المشرفين) مزيد حقائق , وكثير وثائق ، كلُّها تُبيِّن لكل ذي عينين (!) مدى بُعد المنهجية المدخليّة عن الطَّريقة السلفية.
وإن كان لنا من نصيحة أخيرة-في هذا المقال-طبعاً!-؛ فهي أن نقول للدكتور ربيع:
أَمَا آن لك التقاعد..
والرَّاحة..
والإراحة..
فلقد تعبتَ ..وأتعبتَ:
تعبتَ في هذا التِّكرار البغيض الذي ليس له لون!ولاطعم!ولا رائحة!
وأتعبتَ في أنَّنا (لن نسكت) عن باطلك..ولو كرَّرتَ..فسنكرِّر..
وإن كان تكرارنا ليس كتكرارك!
يا شيخ:
آن لك الأوان أن تكفَّ عن الدعوة السلفية تمزيقها!
آن لك الأوان أن تُنهيَ المحنة باجتهاداتك الباطل أكثرها-والتي يزيّن الشيطان لك : أنها دين الله الذي لا متحوّل لك عنه-!
فإن رفضتَ وأصررتَ:
فنحن ناصروك بالحقِّ ؛ وناقضون لبواطيلك بالصِّدق.
فـ
متى (الحلقة الثالثة)-يا دكتور-؟!
__________________
المواضيع المنشورة تحت هذا المعرف تعبر عّما اتفق عليه (طلبة العلم) -هيئة الإشراف في (منتدى كل السلفيين)-.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-07-2013, 01:32 AM
ابورزان الهلالي ابورزان الهلالي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: أفلو - الجزائر
المشاركات: 104
افتراضي

نصركم الله على الباطل
بوركتم اخواني ........
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-07-2013, 02:04 AM
أبو متعب فتحي العلي أبو متعب فتحي العلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الزرقاء - الأردن
المشاركات: 2,322
افتراضي

بارك الله فيكم
ونريد نسخة من الكتاب
الجديد
حفظكم الله
ونصركم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-07-2013, 02:15 AM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,046
افتراضي

اقتباس:
والله بدأنا نصدق إن الإسلام اشتراكي!)!

وقد صدقنا أنكَ صدّقت ....
وصدّقنا من أول وهلة تناقضك وتطاولك على السلفيين
تحت زعم نصرة منهج السلف (بفهم ربيع المدخليّ)
لا بفهم الألباني وابن باز وابن عثيمين وهيئة كبار العلماء(ومنهم ابن جبرين الذي رميته بالإخوانية والتكفير)
والعباد
والاثيوبي ووصي الله عبّاس
والسحيمي والعبيلان والرمضاني والعيد شريفي
والحلبي وبلعيد الجزائري..
والرحيلي والمفتي وصالح آل الشيخ
والمغراوي والمأربي(..).والغرياني....

ففرقت السلفيين باليمن والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان والمغرب بل وروسيا(موسكو)...

فاربأ بنفسك أيها الشيخ فأنت (و الجميع) على عتبة الموت ..

فعلى من تلبّسـ(ــون)
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-07-2013, 04:13 AM
رضوان بن غلاب أبوسارية رضوان بن غلاب أبوسارية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر.العاصمة.الأبيار
المشاركات: 2,896
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله


يقولون إن الحق في الخلق قوة تذل لها الأعناق وتندق
فما باله يمسي ويصبح شاكيا ولا يتحاشى عن ظلامته الخلق
إلى الله نشكو المر من مدنية تعارض في أوصافها الكذب والصدق
وكم قد سمعنا ساسة الغرب تدعي أشياء من بطلانها ضحك الحق

معروف الرصافي

أخوكم أبوسارية
__________________
((وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ))
عن إبراهيم النخعي قوله هذه الأهواء المختلفة والتباغض فهو الإِغراء ..
قال قتادة إن القوم لما تركوا كتاب الله وعصوا رسله وضيّعوا فرائضه وعطّلوا حدوده ألقى بينهم العدواة والبغضاء إلى يوم القيامة بأعمالهم أعمال السوء ولو أخذ القوم كتاب الله وأمره ما افترقوا.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06-07-2013, 05:27 AM
رأفت صالح رأفت صالح غير متواجد حالياً
توفي-رحمه الله-.
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 1,378
افتراضي


يظن د ربيع المدخلي أن السلفيين سوف تنطلي عليهم تناقضاته!

يا شيخ ربيع إحترم عقول النّاس!
أوتظن أنّ الكل رعاع -كالذين يحفّونَك-
أوتظن أن الكل حمقى!


__________________
قال ابن القيم: ( وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ودينه يُترك وسنة رسول الله صلّى الله عليه وسلم يُرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان! شيطان أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق، وهل بَليّة الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين! وخيارهم المتحزن المتلمظ، ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه ,أو ماله بذل وتبذل وجد واجتهد، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه. وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله، ومقت الله لهم قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون، وهو موت القلوب، فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل. وقد ذكر الإمام أحمد رحمه الله وغيره أثرا: أن الله سبحانه أوحى إلى ملك من الملائكة أن اخسف بقرية كذا وكذا، فقال: يارب كيف وفيهم فلان العابد! فقال: به فابدأ فإنه لم يتمعر وجهه في يوما قط) (إعلام الموقعين 2\157).
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06-07-2013, 01:49 PM
محمد عارف المدني محمد عارف المدني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 1,060
افتراضي

بارك الله فيكم
مقال موفق
بين حقيقة ماآلت إليه ردود الدكتور ربيع
أرجو ألا تطول المدة لإخراج حلقته الثالثة لنستفيد من هذه المقالات المحكمة

__________________
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : " كُونُوا يَنَابِيعَ الْعِلْمِ مَصَابِيحَ الْهُدَى أَحْلاسَ الْبُيُوتِ سُرُجَ اللَّيْلِ ، جُدُدَ الْقُلُوبِ خُلْقَانَ الثِّيَابِ ، تُعْرَفُونَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَتَخْفَوْنَ فِي أَهْلِ الأَرْضِ "
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 06-07-2013, 03:36 PM
أبو عبيدة يوسف أبو عبيدة يوسف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 1,345
افتراضي

ردود قوية وتعقبات واضحة جلية من سماتها بعد حسن سبكها اللغوي الحجج الدامغة والبراهين الساطعة والهدوء في النقاش مع الحكمة في بيان المعتقد .
بوركتم جميعا فهل من عائد إلى الحق .
الحمد لله على العافية .
__________________
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى :
" إذا أصبح العبدُ وأمسى - وليس همُّهُ إلاّ اللهَ وحدَه - تحمَّلَ اللهُ سبحانه حوائجَه كلَّها ، وحَمَلَ عنه كلَّ ما أهمَّهُ ، وفرَّغَ قلبَه لمحبّتِهِ ، ولسانهِ لذكرِهِ ، وجوارحَهُ لطاعتِهِ ، وإنْ أَصبحَ وأَمسى - والدُّنيا همُّهُ - حمَّلَه اللهُ همومَها وغمومَها وأَنكادَها ، ووكلَه إِلى نفسِهِ ، فشغلَ قلبَه عن محبَّتِهِ بمحبّةِ الخلقِ ، ولسانَه عن ذكرِهِ بذكرِهم ، وجوارحَه عن طاعتِهِ بخدمتِهم وأَشغالِهم ، فهو يكدحُ كدحَ الوحشِ في خدمةِ غيرِهِ ، كالكيرِ ينفخُ بطنَه ويعصرُ أَضلاعَه في نفعِ غيرِهِ !
فكلُّ مَنْ أَعرضَ عن عبوديّةِ اللهِ وطاعتِهِ ومحبّتِهِ بُلِيَ بعبوديّةِ المخلوقِ ومحبّتِهِ وخدمتِه ، قال تعالى : { ومنْ يَعْشُ عن ذِكْرِ الرَّحمنِ نُقَيِّضْ له شيطاناً فهو له قرين } [الزخرف :36 ] "
فوائد الفوائد ( ص 310 )
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 06-07-2013, 03:46 PM
أحمد جمال أبوسيف أحمد جمال أبوسيف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,209
افتراضي

وفقكم الله وبارك الله فيكم
مقال محكم قوي
__________________
{من خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع}
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 06-07-2013, 06:03 PM
احمد الإسكندرانى احمد الإسكندرانى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الإسكندرية - مصر
المشاركات: 1,183
افتراضي

سدد الله رميكم...

أفلا من قلب يوجل؟!!

وألا من وجه يخجل؟!!

لقد انتشرت رائحتهم في البقاع، وعرف خوائهم في شتى الأصقاع!

ولكنهم لا يشعرون!!

.
__________________
عن أم المؤمنين أم سلمة -رضى الله عنها- قالت: "برئ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ممن فرق دينه واحتزب" [العلل ومعرفة الرجال] <3597>

للتواصل:


To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.




To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:14 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.