أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
24362 102069

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر التاريخ و التراجم و الوثائق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #191  
قديم 05-23-2009, 11:29 PM
ابو الياس المختار ابو الياس المختار غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 547
افتراضي

جزاك الله خيرا وبارك فيك
__________________

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.



To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.



To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.


To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.



To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #192  
قديم 05-24-2009, 03:32 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow ترجمة الامام الجليل البربهاري


أبي محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري المتوفي سنة 329هـ

اولاً : اسمه ونسبه

هو شيخ الحنابة، القدوة الإمام ، الحافظ المتقن ، الثقة الفقيه أبو محمد الحسن بن على بن خلف البربهاري بفتح الباء الموحدة وسكون الراء المهملة وفتح الباء الثانية أيضاوالراء المهملة ايضاً بعد الهاء و الألف ، نسبة إلي بربهار وهي الأدوية التى تجلب من الهند

ثانياً : حياته :

نشا أبو محمد وسط بيئة علمية جيدة ، فقد صحب جماعة من أصحاب الإمام أحمد منهم الإمام أحمد بن محمد أبو بكر المروزي صاحب الإمام أحمد وأحد نجباء تلاميذه ، وصحب أيضاً سهل بن عبد الله التستري وروى عنه قوله ( إن الله خلق الدنيا ، وجعل فيها جًَُُهالاً وعلماء ، وأفضل العلم ما عُمل به ، والعلم كله حجة إلا ما عُمل به ، والعمل به هباء إلا ما صح فلست أقطع به إلا باستثناء ما شاء الله ) .
ثالثاً : هيبته ومكانته

كان الإمام البربهاري قوالاً بالحق ، داعية إلى الأثر ، لا يخاف في الله لومة لائم وكان شديد الأنكار على اهل البدع والأهواء ، شديد المباينة لهم باليد واللسان ، صاحب صيت عند السلطان ولقد ذكر المؤرخون قصة تبين عِظم مكانة هذا الإمام فقد سرق القرامطة الحُجاج فقام فقال : ياقوم من كان يحتاج إلى معاونة بمئة الف دينار ومئة ألف دينار ومئة الف دينار- خمس مرات - عاونته .
قال ابن بطة : لو أرادها معاونة لحصِلها من الناس .
ومما يدل على مكانته أن أبا عبد الله بن عرفة المعروف بنفطويه لما مات في صفر سنة ثلاثة وعشرين وثلاثمائة ( حضر جنازته أماثل أبناء الدنيا والدين فقدم البربهاري لإمامة الناس ، وفي هذه السنة ازدادت حشمة البربهاري وعلت كلمته وظهر أصحابه وأنشروا في الإنكار على المبتدعة فبلغنا أن البربهاري أجتاز بالجانب الغربي فعطس شمته أصحابه فارتفعت ضجتهم حتى سمعها الخليفة وهو في روشنة فسأل عن الحال؟ فأخبر بها فاستهولها .
رابعاً : زهده وورعه

أشتهر البربهاري بالزهد في متاع الدنيا ، زهد الدي يملك الدنيا ولكن يضعها في كفه ، أما حب الله ورسوله وإعلاء الحق ففي قلبه .
ولدا ذكر المترجمون له أنه رحمه الله تنزه من ميراث ابيه عن سبعين ألف درهم


خامساً : موقفه من أهل البدع
لعل أكبر وأجل صفة أشتهر بها الإمام البربهاري هي الإنكار الشديد على أهل البدع، ولقد كان عصره عصراً تموج فيه الأهواء والضلالات وتذهب بالناس مذاهب شتى فكان أبو الحسن من حاملي لواء السنة وقمع البدعة ولذلك لما دخل أبو الحسن الأشعري إلى بغداد وجآء إلى البربهاري فجعل يقول : رددت على الجبائي، وعلى أبي هاشم، ونقضت عليهم وعلى اليهود والنصارى والمجوس، وقلت لهم وقالوا، وأكثر الكلام في ذلك فلما سكت؛ قال البربهري : ما أدري مما قلت قليلاً ولا كثيراً ولا نعرف إلا ما قاله أبو عبد الله أحمد بن حنبل، فخرج الأشعري من عنده وصنف كتاب (( الإبانة)) فلم يقبله منه، ولم يظهر ببغداد إلى أن خرج منها .
وذكر ابن بطة أن بعض المحبين للبربهاري مما يحضر مجلسه من العوام مر وهو سكران على بدعي، فقال البدعي : هؤلاء الحنبلية، فرجع إليه وقال : الحنبلية على ثلاثة أصناف : صنف زهاد يصمون ويصلون، وصنف يكتبون و يتفقهون، وصنف يصفعون كل مخالف مثلك وصفعه وأوجعه .
ولكي يتضح موقف البربهاري من أهل البدع إليك بعض أقواله فيهم : سادساً بعض أقواله :

يقول البربهاري : مثل أصحاب البدع مثل العقارب يدفنون رؤوسهم وأيديهم في التراب ويخرجون أذنابهم فإذا تمكنوا لدغوا وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكنوا بلغوا ما أرادوا.
ومن قوله النافعة : المجالسة للمناصحة فتح باب الفائدة، و المجالس للمناظرة غلق باب الفائدة .
ومن شعره قوله :

من قنعت نفسه ببلغتهــــــــا أضحى عنيا وظل ممتنعـــــا
لله در القنوع من خلـــــــــــق كم من وضيع به قد أرتفعـا
تضيق نفس القتى إذا إفتقرت ولو تعزى بربه أتســــــعــا

سابعاَ : تلاميده :

لما كان البربهاري بهذه المكانة ورفعة المنزلة فقد أجتمع عليه طلاب العلم ينهلون من علمه ويقتدون به في خلقه وسمته. فممن روى عنه : ابو بكر محمد بن محمد بن عثمان، وأبن بطة العكبري، وابو الحسين بن سمعون، وغيرهم. .

ثامناً : محنته ووفاته

أمتحنه هذا الإمام كما أمتحن الصالحون من قبله، قد كانت المبتدعة تغيض قبل السلطان عليه، ففي سنة أحدى وعشرين وثلاثمائة في خلافة القاهر ووزيره ابن مقلة تقدم بالقبض على البربهاري فاستتر، وقبض على جماعة من كبار أصحابه وحملوا إلى البصرة، فعاقب الله ابن مقلة على فعله ذلك بأن أسخط الله عليه القاهر بالله، وهرب ابن مقلة وعزله القاهر عن وزارته وطرح في داره النار، فقبض على القاهر بالله سنة 322 هـ وحبس وخلع من الخلافة وسملت عيناه حتى سالتا جميعاً فعمى .
ثم جاء الخليفة الراضي فلم تزل الممتدعة توحش قلب الراضي حتى نودي في بغداد أن لا يجتمع من أصحاب البربهاري نفسان، فاستتروا وكان ينزل بالجانب الغربي بباب محول، فانتقل إلى الجانب الشرقي مستتراً فتوفي في الاستتار في رجب سنة 329 هـ وله ست وتسعون سنة. وقيل : بل عاش سبعاً وسبعين سنة وكان في أخر عمره قد تزوج بجارية .
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #193  
قديم 05-24-2009, 03:34 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow التعريف بالحافظ البغدادي رحمه الله /1/

التعريف بالحافظ البغدادي رحمه الله


الإمام الأوحد , العلامة المفتي , الحافظ الناقد , محدث الوقت أبو بكر ; أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي البغدادي , صاحب التصانيف , وخاتمة الحفاظ .

ولد سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة .

وكان أبوه أبو الحسن خطيبا بقرية درزيجان وممن تلا القرآن على أبي حفص الكتاني , فحض ولده أحمد على السماع والفقه , فسمع وهو ابن إحدى عشرة سنة , وارتحل إلى البصرة وهو ابن عشرين سنة , وإلى نيسابور وهو ابن ثلاث وعشرين سنة , وإلى الشام وهو كهل , وإلى مكة , وغير ذلك . وكتب الكثير , وتقدم في هذا الشأن , وبذّ الأقران , وجمع وصنف وصحح , وعلل وجرح , وعدل وأرخ وأوضح , وصارأحفظ أهل عصره على الإطلاق .

سمع أبا عمر بن مهدي الفارسي , وأحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي , وأبا الحسين بن المتيم , وحسين بن الحسن الجـواليقي ابن العريف يروي عن ابن مخلد العطار , وسعد بن محمد السيباني سمع من أبي علي الحصائري وعبد العزيز بن محمد الستوري حدثه عن إسماعيل الصفار وإبراهيم بن مخلد بن جعفر الباقرحي وأبا الفرج محمد بن فارس الغوري , وأبا الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي , وأبا بكر محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي ومحمد بن عمر بن عيسى الحطراني حدثه عن أحمد بن إبراهيم البلدي , وأبا نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي , وأبا القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر , والحسين بن عمر بن برهان , وأبا الحسن بن رزقويه , وأبا الفتح هلال بن محمد الحفار , وأبا الفتح بن أبي الفوارس , وأبا العلاء محمد بن الحسن الوراق , وأبا الحسين بن بشران . وينزل إلى أن يكتب عن عبد الصمد بن المأمون , وأبي الحسين بن النقور , بل نزل إلى أن روى عن تلامذته كنصر المقدسي , وابن ماكولا , والحميدي -وهذا شأن كل حافظ يروي عن الكبار والصغار - .

وسمع بعكبرا من الحسين بن محمد الصائغ حدثه عن نافلة علي بن حرب .

ولحق بالبصرة أبا عمر الهاشمي شيخه في "السنن" , وعلي بن القاسم الشاهد , والحسن بن علي السابوري وطائفة .

وسمع بنيسابور القاضي أبا بكر الحيري , وأبا سعيد الصيرفي , وأبا القاسم عبد الرحمن السراج , وعلي بن محمد الطرازي , والحافظ أبا حازم العبدوي , وخلقا .

وبأصبهان : أبا الحسن بن عبد كُويه , وأبا عبد الله الجمال , ومحمد بن عبد الله بن شهريار , وأبا نعيم الحافظ .

وبالدينور : أبا نصر الكسار .

وبهمذان : محمد بن عيسى , وطبقته .

وسمع بالري والكوفة وصور ودمشق ومكة .

وكان قدومه إلى دمشق في سنة خمس وأربعين , فسمع من محمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي , وطبقته واستوطنها , ومنها حج , وقرأ "صحيح" البخاري على كريمة في أيام الموسم .

وأعلى ما عنده حديث مالك , وحماد بن زيد , بينه وبين كل منهما ثلاثة أنفس .

حدث عنه : أبو بكر البرقاني ; وهو من شيوخه , وأبو نصر بن ماكولا , والفقيه نصر , والحميدي , وأبو الفضل بن خيرون , والمبارك بن الطيوري , وأبو بكر بن الخاضبة , وأبي النرسي , وعبد الله بن أحمد بن السمرقندي , والمرتضى محمد بن محمد الحسيني , ومحمد بن مرزوق الزعفراني , وأبو القاسم النسيب , وهبة الله بن الأكفاني , ومحمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي , وغيث بن علي الأرمنازي , وأحمد بن أحمد المتوكلي , وأحمد بن علي بن المجلي , وهبة الله بن عبد الله الشروطي , وأبو الحسن بن سعيد , وطاهر بن سهل الإسفراييني , وبركات النجاد , وعبد الكريم بن حمزة , وأبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس المالكي , وأبو الفتح نصر الله بن محمد المصيصي , وقاضي المارستان أبو بكر , وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي , وأبو بكر محمد بن الحسين المزرفي وأبو منصور الشيباني ; راوي "تاريخه" , وأبو منصور بن خيرون المقرئ , وبدر بن عبد الله الشيحي , والزاهد يوسف بن أيوب الهمذاني , وهبة الله بن علي المجلي , وأخوه أبو السعود أحمد وأبو الحسين بن أبي يعلى , وأبو الحسين بن بويه , وأبو البدر الكرخي , ومفلح الدومي , ويحيى بن الطراح , وأبو الفضل الأرموي , وعدد يطول ذكرهم .

وكان من كبار الشافعية , تفقه على أبي الحسن بن المحاملي والقاضي أبي الطيب الطبري .

قال أبو منصور بن خيرون حدثنا الخطيب أنه ولد في جمادى الآخرة سنة 392 وأول ما سمع في المحرم سنة ثلاث وأربع مائة .

قال أحمد بن صالح الجيلي : تفقه الخطيب , وقرأ بالقراءات , وارتحل وقرب من رئيس الرؤساء فلما قبض عليه البساسيري استتر الخطيب , وخرج إلى صور , وبها عز الدولة ; أحد الأجواد , فأعطاه مالا كثيرا . عمل نيفا وخمسين مصنفا , وانتهى إليه الحفظ , شيعه خلق عظيم , وتصدق بمائتي دينار , وأوقف كتبه , واحترق كثير منها بعده بخمسين سنة .

وقال الخطيب : استشرت البرقاني في الرحلة إلى أبي محمد بن النحاس بمصر , أو إلى نيسابور إلى أصحاب الأصم , فقال : إنك إن خرجت إلى مصر إنما تخرح إلى واحد , إن فاتك , ضاعت رحلتك , وإن خرجت إلى نيسابور , ففيها جماعة , إن فاتك واحد , أدركت من بقي . فخرجت إلى نيسابور .

قال الخطيب في "تاريخه" : كنت أذاكر أبا بكر البرقاني بالأحاديث , فيكتبها عني , ويضمنها جموعه . وحدث عني وأنا أسمع وفي غيبتي , ولقد حدثني عيسى بن أحمد الهمذاني , أخبرنا أبو بكر الخوارزمي سنة عشرين وأربع مائة , حدثنا أحمد بن علي بن ثابت , حدثنا محمد بن موسى الصيرفي , حدثنا الأصم . فذكر حديثا .

قال ابن ماكولا : كان أبو بكر آخر الأعيان , ممن شاهدناه معرفة , وحفظا , وإتقانا , وضبطا لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- , وتفننا في علله وأسانيده , وعلما بصحيحه وغريبة , وفرده ومنكره ومطروحه , ولم يكن للبغداديين -بعد أبي الحسن الدارقطني- مثله . سألت أبا عبد الله الصوري عن الخطيب وأبي نصر السجزي : أيهما أحفظ ؟ ففضل الخطيب تفضيلا بينا .

قال المؤتمن الساجي : ما أخرجت بغداد بعد الدارقطني أحفظ من أبي بكر الخطيب .

وقال أبو علي البرداني : لعل الخطيب لم ير مثل نفسه .

أنبأني بالقولين المسلم بن محمد , عن القاسم بن عساكر , حدثنا أبي , حدثنا أخي هبة الله , حدثنا أبو طاهر السلفي , عنهما .

وقال أبو إسحاق الشيرازي الفقيه : أبو بكر الخطيب يشبه بالدارقطني ونظرائه في معرفة الحديث وحفظه .

وقال أبو الفتيان الحافظ : كان الخطيب إمام هذه الصنعة , ما رأيت مثله .

قال أبو القاسم النسيب : سمعت الخطيب يقول : كتب معي أبو بكر البرقاني كتابا إلى أبي نعيم الحافظ يقول فيه : وقد رحل إلى ما عندك أخونا أبو بكر -أيده الله وسلمه- ليقتبس من علومك , وهو -بحمد الله- ممن له في هذا الشأن سابقة حسنة , وقدم ثابت , وقد رحل فيه وفي طلبه , وحصل له منه ما لم يحصل لكثير من أمثاله , وسيظهر لك منه عند الاجتماع من ذلك مع التورع والتحفظ ما يحسن لديك موقعه .

قال عبد العزيز بن أحمد الكتاني : سمع من الخطيب شيخه أبو القاسم عبيد الله الأزهري في سنة اثنتي عشرة وأربع مائة . وكتب عنه شيخه البرقاني , وروى عنه . وعلق الفقه عن أبي الطيب الطبري , وأبي نصر بن الصباغ , وكان يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري -رحمه الله .

قلت : صدق . فقد صرح الخطيب في أخبار الصفات أنها تمر كما جاءت بلا تأويل .

قال الحافظ أبو سعد السمعاني في "الذيل" : كان الخطيب مهيبا وقورا , ثقة متحريا , حجة , حسن الخط , كثير الضبط , فصيحا , ختم به الحفاظ , رحل إلى الشام حاجا , ولقي بصور أبا عبد الله القضاعي , وقرأ "الصحيح" في خمسة أيام على كريمة المروزية , ورجع إلى بغداد , ثم خرج منها بعد فتنة البساسيري لتشويش الوقت إلى الشام , سنة إحدى وخمسين , فأقام بها , وكان يزور بيت المقدس , ويعود إلى صور , إلى سنة اثنتين وستين , فتوجه إلى طرابلس , ثم منها إلى حلب , ثم إلى الرحبة , ثم إلى بغداد , فدخلها في ذي الحجة . وحدث بحلب وغيرها .

السمعاني : سمعت الخطيب مسعود بن محمد بمرو , سمعت الفضل بن عمر النسوي يقول : كنت بجامع صور عند أبي بكر الخطيب , فدخل علوي وفي كمه دنانير , فقال : هذا الذهب تصرفه في مهماتك . فقطب في وجهه , وقال : لا حاجة لي فيه , فقال : كأنك تستقله , وأرسله من كمه على سجادة الخطيب . وقال : هذه ثلاث مائة دينار . فقام الخطيب خجلا محمرا وجهه , وأخذ سجادته , ورمى الدنانير , وراح . فما أنى عزه وذل العلوي وهو يلتقط الدنانير من شقوق الحصير .

ابن ناصر : حدثنا أبو زكريا التبريزي اللغوي قال : دخلت دمشق , فكنت أقرأ على الخطيب بحلقته بالجامع كتب الأدب المسموعة , وكنت أسكن منارة الجامع , فصعد إليّ , وقال : أحببت أن أزورك في بيتك . فتحدثنا ساعة . ثم أخرج ورقة , وقال : الهدية مستحبة , تشتري بهذا أقلاما . ونهض , فإذا خمسة دنانير مصرية , ثم صعد مرة أخرى , ووضع نحوا من ذلك . وكان إذا قرأ الحديث في جامع دمشق يسمع صوته في آخر الجامع , وكان يقرأ معربا صحيحا .

قال السمعاني : سمعت من ستة عشر نفسا من أصحابه , وحدثنا عنه يحيى بن علي الخطيب , سمع منه بالأنبار , قرأت بخط أبي , سمعت أبا محمد بن الآبنوسي , سمعت الخطيب يقول : كلما ذكرت في التاريخ رجلا اختلفت فيه أقاويل الناس في الجرح والتعديل , فالتعويل على ما أخرت وختمت به الترجمة .

قال ابن شافع : خرج الخطيب إلى صور , وقصدها وبها عز الدولة , الموصوف بالكرم , فتقرب منه , فانتفع به , وأعطاه مالا كثيرا . قال : وانتهى إليه الحفظ والإتقان , والقيام بعلوم الحديث .

قال الحافظ ابن عساكر : سمعت الحسين بن محمد يحكي , عن ابن خيرون أو غيره , أن الخطيب ذكر أنه لما حج شرب من ماء زمزم ثلاث شربات , وسأل الله ثلاث حاجات , أن يحدث بـ "تاريخ بغداد" بها , وأن يملي الحديث بجامع المنصور , وأن يدفن عند بشر الحافي . فقضيت له الثلاث .

قال غيث بن علي : حدثنا أبو الفرح الإسفراييني قال : كان الخطيب معنا في الحج , فكان يختم كل يوم ختمة قراءة ترتيل , ثم يجتمع الناس عليه وهو راكب يقولون : حدثْنا , فيحدثهم . أو كما قال .

قال المؤتمن : سمعت عبد المحسن الشيحي يقول : كنت عديل أبي بكر الخطيب من دمشق إلى بغداد , فكان له في كل يوم وليلة ختمة .

قال الخطيب في ترجمة إسماعيل بن أحمد النيسابوري الضرير حج وحدث , ونعْم الشيخ كان , ولما حج , كان معه حمل كتب ليجاور , منه : "صحيح" البخاري ; سمعه من الكشميهني , فقرأت عليه جميعه في ثلاثة مجالس , فكان المجلس الثالث من أول النهار وإلى الليل , ففرغ طلوع الفجر .

قلت : هذه -والله- القراءة التي لم يُسمع قط بأسرع منها .

وفي "تاريخ" محمد بن عبد الملك الهمذاني : توفي الخطيب في كذا , ومات هذا العلم بوفاته . وقد كان رئيس الرؤساء تقدم إلى الخطباء والوعاظ أن لا يرووا حديثا حتى يعرضوه عليه , فما صححه أوردوه , وما رده لم يذكروه . وأظهر بعض اليهود كتابا ادعى أنه كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإسقاط الجزية عن أهل خيبر , وفيه شهادة الصحابة , وذكروا أن خط علي -رضي الله عنه - فيه . وحمل الكتاب إلى رئيس الرؤساء , فعرضه على الخطيب , فتأمله , وقال : هذا مزور , قيل : من أين قلت ؟ قال : فيه شهادة معاوية وهو أسلم عام الفتح , وفتحت خيبر سنة سبع , وفيه شهادة سعد بن معاذ ومات يوم بني قريظة قبل خيبر بسنتين . فاستحسن ذلك منه .

قال السمعاني : سمعت يوسف بن أيوب بمرو يقول : حضر الخطيب درس شيخنا أبي إسحاق , فروى أبو إسحاق حديثا من رواية بحر بن كنيز السقاء , ثم قال للخطيب : ما تقول فيه ؟ فقال : إن أذنت لي ذكرت حاله . فانحرف أبو إسحاق , وقعد كالتلميذ , وشرع الخطيب يقول , وشرح أحواله شرحا حسنا , فأثنى الشيخ عليه , وقال : هذا دارقطني عصرنا .

قال أبو علي البرداني : حدثنا حافظ وقته أبو بكر الخطيب , وما رأيت مثله , ولا أظنه رأى مثل نفسه .

وقال السلفي : سألت شجاعا الذهلي عن الخطيب , فقال : إمام مصنف حافظ , لم ندرك مثله .

وعن سعيد المؤدب قال : قلت لأبي بكر الخطيب عند قدومي : أنت الحافظ أبو بكر ؟ قال : انتهى الحفظ إلى الدارقطني .

قال ابن الآبنوسي : كان الحافظ الخطيب يمشي وفي يده جزء يطالعه .

وقال المؤتمن : كان الخطيب يقول : من صنف فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس .

محمد بن طاهر : حدثنا مكي بن عبد السلام الرميلي قال : كان سبب خروج الخطيب من دمشق إلى صور , أنه كان يختلف إليه صبي مليح , فتكلم الناس في ذلك , وكان أمير البلد رافضيا متعصبا , فبلغته القصة , فجعل ذلك سببا إلى الفتك به , فأمر صاحب شرطته أن يأخذ الخطيب بالليل , فيقتله , وكان صاحب الشرطة سُنِّيا , فقصده تلك الليلة في جماعة , ولم يمكنه أن يخالف الأمير , فأخذه , وقال : قد أمرت فيك بكذا وكذا , ولا أجد لك حيلة إلا أني أعبر بك عند دار الشريف ابن أبي الجن فإذا حاذيت الدار , اقفز وادخل , فإني لا أطلبك , وأرجع إلى الأمير , فأخبره بالقصة . ففعل ذلك , ودخل دار الشريف , فأرسل الأمير إلى الشريف أن يبعث به , فقال : أيها الأمير ! أنت تعرف اعتقادي فيه وفي أمثاله , وليس في قتله مصلحة , هذا مشهور بالعراق , إن قتلته , قتل به جماعة من الشيعة , وخربت المشاهد . قال : فما ترى ؟ قال : أرى أن ينزح من بلدك . فأمر بإخراجه , فراح إلى صور , وبقي بها مدة .

قال أبو القاسم بن عساكر : سعى بالخطيب حسين بن علي الدمنشي إلى أمير الجيوش , فقال : هو ناصبي يروي فضائل الصحابة وفضائل العباس في الجامع .

وروى ابن عساكر عمن ذكره أن الخطيب وقع إليه جزء فيه سماع القائم بأمر الله , فأخذه , وقصد دار الخلافة , وطلب الإذن , في قراءته , فقال الخليفة : هذا رجل كبير في الحديث , وليس له في السماع حاجة , فلعل له حاجة أراد أن يتوصل إليها بذلك , فسلوه ما حاجته ؟ فقال : حاجتي أن يؤذن لي أن أُملي بجامع المنصور . فأذن له , فأملى .

قال ابن طاهر : سألت هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي : هل كان الخطيب كتصانيفه في الحفظ ؟ قال : لا , كنا إذا سألناه عن شيء أجابنا بعد أيام , وإن ألححنا عليه , غضب , كانت له بادرة وَحشة , ولم يكن حفظه على قدر تصانيفه .
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #194  
قديم 05-24-2009, 03:36 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow التعريف بالحافظ البغدادي رحمه الله /2/

وقال أبو الحسين بن الطيوري : أكثر كتب الخطيب - سوى "تاريخ بغداد" - مستفادة من كتب الصوري كان الصوري ابتدأ بها , وكانت له أخت بصور , خلف أخوها عندها اثني عشر عدلا من الكتب , فحصل الخطيب من كتبه أشياء . وكان الصوري قد قسم أوقاته في نيف وثلاثين شيئا .

قلت : ما الخطيب بمفتقر إلى الصوري , هو أحفظ وأوسع رحلة وحديثا ومعرفة .

أخبرنا أبو علي بن الخلال , أخبرنا أبو الفضل الهمداني , أخبرنا أبو طاهر السلفي , أخبرنا محمد بن مرزوق الزعفراني , حدثنا الحافظ أبو بكر الخطيب قال : أما الكلام في الصفات , فإن ما روي منها في السنن الصحاح , مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها , ونفي الكيفية والتشبيه عنها , وقد نفاها قوم , فأبطلوا ما أثبته الله , وحققها قوم من المثبتين , فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف , والقصد إنما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمرين , ودين الله -تعالى- بين الغالي فيه والمقصر عنه . والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع الكلام في الذات , ويُحتذى في ذلك حذوه ومثاله , فإذا كان معلوما أن إثبات رب العالمين إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية , فكذلك إثبات صفاته إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف .

فإذا قلنا : لله يد وسمع وبصر , فإنما هي صفات أثبتها الله لنفسه , ولا نقول : إن معنى اليد القدرة , ولا إن معنى السمع والبصر العلم , ولا نقول : إنها جوارح . ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار التي هي جوارح وأدوات للفعل , ونقول : إنما وجب إثباتها لأن التوقيف ورد بها , ووجب نفي التشبيه عنها لقوله : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ .

قال ابن النجار : ولد الخطيب بقرية من أعمال نهر الملك , وكان أبوه خطيبا بدرزيجان , ونشأ هو ببغداد , وقرأ القراءات بالروايات , وتفقه على الطبري , وعلق عنه شيئا من الخلاف , إلى أن قال : وروى عنه محمد بن عبد الملك بن خيرون , وأبو سعد أحمد بن محمد الزوزني , ومفلح بن أحمد الدومي , والقاضي محمد بن عمر الأرموي , وهو آخر من حدث عنه -يعني بالسماع .

وروى عنه بالإجازة طائفة عددتُ في "تاريخ الإسلام" , آخرهم مسعود بن الحسن الثقفي , ثم ظهرت إجازته له ضعيفة مطعونا فيها , فليعلم ذلك .

وكتابة الخطيب مليحة مفسرة , كاملة الضبط , بها أجزاء بدمشق رأيتها . وقرأت بخطه : أخبرنا علي بن محمد السمسار , أخبرنا ابن المظفر , حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحجاج , حدثنا جعفر بن نوح , حدثنا محمد بن عيسى , سمعت يزيد بن هارون يقول : ما عزَّت النية في الحديث إلا لشرفه .

قال أبو منصور علي بن علي الأمين : لما رجع الخطيب من الشام كانت له ثروة من الثياب والذهب , وما كان له عقب , فكتب إلى القائم بأمر الله : إن مالي يصير إلى بيت مال , فائذن لي حتى أفرقه فيمن شئت . فأذن له , ففرقها على المحدثين .

قال الحافظ ابن ناصر : أخبرتني أمي أن أبي حدثها قال : كنت أدخل على الخطيب , وأمرضه , فقلت له يوما : يا سيدي ! إن أبا الفضل بن خيرون لم يعطني شيئا من الذهب الذي أمرته أن يفرقه على أصحاب الحديث . فرفع الخطيب رأسه من المخدة , وقال : خذ هذه الخرقة , بارك الله لك فيها . فكان فيها أربعون دينارا , فأنفقتها مدة في طلب العلم .

وقال مكي الرميلي : مرض الخطيب في نصف رمضان , إلى أن اشتد الحال به في غرة ذي الحجة , وأوصى إلى ابن خيرون ووقف كتبه على يده , وفرق جميع ماله في وجوه البر وعلى المحدثين , وتوفي في رابع ساعة من يوم الاثنين سابع ذي الحجة من سنة ثلاث وستين ثم أخرج بكرة الثلاثاء , وعبروا به إلى الجانب الغربي , وحضره القضاة والأشراف والخلق . وتقدم في الإمامة أبو الحسين بن المهتدي بالله فكبر عليه أربعا , ودفن بجنب قبر بشر الحافي .

وقال ابن خيرون : مات ضحوة الاثنين , ودفن بباب حرب . وتصدق بماله وهو مائتا دينار , وأوصى بأن يتصدق بجميع ثيابه , ووقف جميع كتبه , وأخرجت جنازته من حجرة تلي النظامية , وشيعة الفقهاء والخلق , وحملوه إلى جامع المنصور , وكان بين يدي الجنازة جماعة ينادون : هذا الذي كان يذبّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الكذب , هذا الذي كان يحفظ حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم. وختم على قبره عدة ختمات .

وقال الكتاني في "الوفيات" : ورد كتاب جماعة أن الحافظ أبا بكر توفي في سابع ذي الحجة , وحمل جنازته الإمام أبو إسحاق الشيرازي . وكان ثقة حافظا , متقنا متحريا مصنفا .

قال أبو البركات إسماعيل ابن أبي سعد الصوفي : كان الشيخ أبو بكر بن زهراء الصوفي برباطنا , قد أعد لنفسه قبرا إلى جانب قبر بشر الحافي , وكان يمضي إليه كل أسبوع مرة , وينام فيه , ويتلو فيه القرآن كله , فلما مات أبو بكر الخطيب , كان قد أوصى أن يدفن إلى جنب قبر بشر , فجاء أصحاب الحديث إلى ابن زهراء , وسألوه أن يدفنوا الخطيب في قبره , وأن يؤثره به , فامتنع , وقال : موضع قد أعددته لنفسي يؤخذ مني ! . فجاءوا إلى والدي وذكروا له ذلك , فأحضر ابن زهراء وهو أبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي فقال : أنا لا أقول لك أعطهم القبر , ولكن أقول لك : لو أن بشرا الحافي في الأحياء وأنت إلى جانبه , فجاء أبو بكر الخطيب ليقعد دونك , أكان يحسن بك أن تقعد أعلى منه ؟ قال : لا , بل كنت أجلسه مكاني . قال : فهكذا ينبغي أن تكون الساعة . قال : فطاب قلبه , وأذن .

قال أبو الفضل بن خيرون : جاءني بعض الصالحين وأخبرني لما مات الخطيب أنه رآه في النوم , فقال له : كيف حالك ؟ قال : أنا في روح وريحان وجنة نعيم .

وقال أبو الحسن علي بن الحسين بن جدا : رأيت بعد موت الخطيب كأن شخصا قائما بحذائي , فأردت أن أسأله عن أبي بكر الخطيب , فقال لي ابتداء : أنزل وسط الجنة حيث يتعارف الأبرار . رواها البرداني في كتاب "المنامات" عنه .

قال غيث الأرمنازي : قال مكي الرميلي : كنت نائما ببغداد في ربيع الأول سنة ثلاث وستين وأربع مائه , فرأيت كأنا اجتمعنا عند أبي بكر الخطيب في منزله لقراءة "التاريخ" على العادة , فكأن الخطيب جالس , والشيخ أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي عن يمينه , وعن يمين نصر رجل لم أعرفه , فسألت عنه , فقيل : هذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاء ليسمع "التاريخ" فقلت في نفسي : هذه جلالة لأبي بكر إذ يحضر رسول الله مجلسه , وقلت : هذا رد لقول من يعيب "التاريخ" ويذكر أن فيه تحاملا على أقوام .

قال أبو الحسن محمد بن مرزوق الزعفراني : حدثني الفقيه الصالح حسن بن أحمد البصري قال : رأيت الخطيب في المنام وعليه ثياب بيض حسان وعمامة بيضاء , وهو فرحان يتبسم , فلا أدري قلت : ما فعل الله بك ؟ أو هو بدأني , فقال : غفر الله لي , أو رحمني , وكل من يجيء -فوقع لي أنه يعني بالتوحيد- إليه يرحمه , أو يغفر له , فأبشروا , وذلك بعد وفاته بأيام .

قال المؤتمن : تحاملت الحنابلة على الخطيب حتى مال إلى ما مال إليه .

قلت : تناكد ابن الجوزي -رحمه الله- وغض من الخطيب , ونسبه إلى أنه يتعصب على أصحابنا الحنابلة .

قلت: ليت الخطيب ترك بعض الحطّ على الكبار فلم يروه .

قال أبو سعد السمعاني : للخطيب ستة وخمسون مصنفا : "التاريخ" مائة جزء وستة أجزاء . "شرف أصحاب الحديث" ثلاثة أجزاء , "الجامع" خمسة عشر جزءا , "الكفاية" ثلاثة عشر جزءا , "السابق واللاحق" عشرة أجزاء "المتفق والمفترق" ثمانية عشر جزءا , "المكمل في المهمل" ستة أجزاء , "غنية المقتبس في تمييز الملتبس" , "من وافقت كنيته اسم أبيه" , "الأسماء المبهمة" مجلد , "الموضح" أربعة عشر جزءا , "من حدث ونسي" جزء , "التطفيل" ثلاثة أجزاء , "القنوت" ثلاثة أجزاء , "الرواة عن مالك" ستة أجزاء , "الفقيه والمتفقه" مجلد "تمييز متصل الأسانيد" مجلد , "الحيل" ثلاثة أجزاء , "الإنباء عن الأبناء" جزء , "الرحلة" جزء , "الاحتجاج بالشافعي" جزء , "البخلاء" في أربعة أجزاء , "المؤتنف في تكميل المؤتلف" , "كتاب البسملة وأنها من الفاتحة" "الجهر بالبسملة" جزآن , "مقلوب الأسماء والأنساب" مجلد , "جزء اليمين مع الشاهد" "أسماء المدلسين" "اقتضاء العلم العمل" "تقييد العلم" ثلاثة أجزاء , "القول في النجوم" جزء , "رواية الصحابة عن تابعي" جزء , "صلاة التسبيح" جزء , "مسند نعيم بن حماد" جزء , "النهي عن صوم يوم الشك" , "إجازة المعدوم والمجهول" جزء , "ما فيه ستة تابعيون" جزء .

وقد سرد ابن النجار أسماء تواليف الخطيب , وزاد أيضا له : "معجم الرواة عن شعبة" ثمانية أجزاء , "المؤتلف والمختلف" أربعة وعشرون جزءا , "حديث محمد بن سوقة" أربعة أجزاء , "المسلسلات" ثلاثة أجزاء , "الرباعيات" ثلاثة أجزاء , "طرق قبض العلم" ثلاثة أجزاء , "غسل الجمعة" ثلاثة أجزاء , "الإجازة للمجهول " .

أنشدني أبو الحسين الحافظ , أنشدنا جعفر بن منير , أنشدنا السلفي لنفسه . تصانيف ابـن ثـابت الخطيب



ألذ مـن الصبا الغض الـرطيب

يراهـا إذ رواهـا من حواها



رياضـا للفتـى اليقـظ اللبيـب

ويأخذ حسن ما قد صاغ منها



بقـلـب الحافـظ الفطن الأريب

فأية راحـة ونعيــم عيش



يـوازي كتبهـا بـل أي طيـب



رواها السمعاني في "تاريخه" , عن يحيى بن سعدون , عن السلفي .

أخبرنا أبو الغنائم المسلم بن محمد , ومؤمل بن محمد كتابة قالا : أخبرنا زيد بن الحسن , أخبرنا أبو منصور القزاز , أخبرنا أبو بكر الخطيب , أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الأهوازي , أخبرنا محمد بن جعفر المطيري , حدثنا الحسن بن عرفة , حدثنا زكريا بن يحيى بن أبي زائدة , عن عبيد الله بن عمر , عن أسامة بن زيد , عن عراك بن مالك , عن أبي هريرة , عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : ليس في الخيل الرقيق زكاة , إلا أن في الرقيق صدقة الفطر .

وبه : قال الخطيب : أخبرنا علي بن القاسم الشاهد من حفظه , حدثنا أبو روق الهزاني , حدثنا أبو حفص عمرو بن علي سنة سبع وأربعين ومائتين , حدثنا معتمر , عن أبيه , عن أنس قال : كانت أم سليم مع نسوة من نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر , وكان حاديهم يقال له : أنجشة , فناداه النبي -صلى الله عليه وسلم- : رويدا يا أنجشة سوقك بالقوارير .

قال أبو الخطاب بن الجراح المقرئ يرثي الخطيب بأبيات منها فـاق الخطيب الورى صدقا ومعرفـة



وأعجـز الناس في تصنيفه الكتبا

حمى الشـريعة مـن غـاو يدنسهـا



بوضعـه ونفـى التدليس والكذبا

جـلى محاســن بغـداد فأودعهـا



تاريخـه مخلصـا للـه محتسبا

وقـال في الناس بالقسطاس منحـرفا



عن الهـوى وأزال الشك والريبا

سـقى ثـراك أبـا بكـر علـى ظمأ



جـوْنٌ ركام تسح الواكف السربا

ونلــت فـوزا ورضوانـا ومغفـرة



إذا تحـقق وعـد اللـه واقتربـا

يـا أحـمد بـن عليّ طبت مضطجعا



وبـاءَ شانيك بـالأوزار محتقبـا



وللخطيب نظم جيد , فروى المبارك بن الطيوري عنه لنفسه تغيّب الخلق عن عيني سوى قمر



حسبي من الخلق طرا ذلك القمر

محلة فـي فـؤادي قـد تملكـه



وحاز روحي فما لي عنه مصطبر

والشمس أقـرب منه في تناولها



وغايـة الحـظ منـه للورى نظر

وددت تقبيلـه يومـا مخالسـة



فصار مـن خـاطري في خده أثر

وكـم حــليم رآه ظنـه ملكـا



وردد الفكـر فيـه أنـه بشــر



قال غيث بن علي : أنشدنا الخطيب لنفسه : إن كنت تبغي الرشاد محضا



لأمــر دنيــاك والمعـاد

فخالف النفس فـي هواهـا



إن الهـوى جـامع الفسـاد



أبو القاسم النسيب : أنشدنا أبو بكر الخطيب لنفسه لا تغبطـن أخـا الدنيا لزخـرفها



ولا للـذة وقــت عجـلت فرحـا

فالدهر أسـرع شـيء في تقلبه



وفعلـه بيّـن للخـلق قـد وضحا

كـم شـارب عسلا فيـه منيتـه



وكـم تقلـد سـيفا مـن به ذبحا



ومات مع الخطيب حسان بن سعيد المنيعي وأبو الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن زيدون شاعر الأندلس وأبو سهل حمد بن ولكيز بأصبهان , وعبد الواحد بن أحمد المليحي وأبو الغنائم محمد بن علي الدجاجي وأبو بكر محمد بن أبي الهيثم الترابي بمرو , وأبو علي محمد بن وشاح الزينبي , والحافظ أبو عمر بن عبد البر وأبو طاهر أحمد بن محمد العكبري , عن ثلاث وسبعين سنة , وهو أخو أبي منصور النديم وشيخ الشيعة أبو يعلى محمد بن حسن بن حمزة الطالكي الجعفري ; صهر الشيخ المفيد
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #195  
قديم 05-24-2009, 03:38 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow ترجمة إمام الأئمة أبن خزيمة

ترجمة إمام الأئمة أبن خزيمة


اسمه :
قال الإمام الذهبي في تذكرة الحفاظ ج2ص72أبن خزيمة الحافظ الكبير إمام الأئمة شيخ الإسلام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي النيسابوري
وقال أبن الجوزي رحمه الله في المنتظم
محمد بن إسحاق بن خزيمة ابن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي مولى مجشر بن مزاحم أبو بكر طاف البلاد في طلب الحديث.

مولده:
قال الذهبي رحمه الله في تذكرة الحفاظ ج2ص72ولد سنة ثلاث وعشرين ومائتين.

طلبه للعلم :
ذكر الذهبي في تذكرة الحفاظ ج2ص72قال محمد بن الفضل ( وهو حفيد أبن خزيمة كما ذكر ذلك أبن حجر في لسان الميزان في ترجمة محمد بن الفضل ج5ص341 ) سمعت جدي يقول استأذنت أبي في الخروج إلى قتيبة فقال أقرء القرآن أولا حتى آذن لك فاستظهرت القرآن فقال لي امكث حتى تصلى بالختمة ففعلت فلما عيدنا أذن لي فخرجت إلى مرو وسمعت بمرو الروذ من محمد بن هشام يعنى صاحب هشيم )

ثناء العلماء عليه :
بعد أن رحل أبن خزيمة في طلب العلم من الله عليه بالعلم النافع حتى أصبح صاحب تأليف وشهرة و صار كما قال الذهبي : أكثر وجود وصنف واشتهر اسمه وانتهيت إليه الإمامة والحفظ في عصره بخراسان.
وأصبح علما شامخا في علم الحديث والفقه والعقيدة لذلك تواتر النقل عن معاصريه وعمن بعد في الثناء عليه وبيان مكانته العلمية .
وقد سئل رحمه الله كما نقل الذهبي وغيره : من أين أوتيت هذا العلم ؟ فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء زمزم لما شرب له واني لما شربت ماء زمزم سألت الله علما نافعا .
قال الذهبي عنه : هذا الإمام كان فريد عصره .
قال الإمام أبو حاتم محمد بن حبان : ما رأيت على وجه الأرض من يحسن صناعة السنن ويحفظ الفاظها الصحاح وزياداتها حتى كان السنن كلها بين عينيه الا محمد بن إسحاق بن خزيمة .
وقد سئل عبد الرحمن بن أبي حاتم عن بن خزيمة ؟؟ فقال ويحكم هو يسأل عنا ولا نسأل عنه هو إمام يقتدى به .
وقال الدارقطني : كان ابن خزيمة إماما ثبتا معدوم النظير .
قال الحاكم في كتاب علوم الحديث فضائل بن خزيمة مجموعة عندي في أوراق كثيرة ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا سوى المسائل والمسائل المصنفة مائة جزء وله فقه حديث بريرة في ثلاثة أجزاء .
وقال الذهبي في ترجمة أبن خزيمة في سير أعلام النبلاء ج14ص376قال الحاكم فضائل إمام الأئمة ابن خزيمة عندي مجموعة في أوراق كثيرة ومصنفاته تزيد على مئة وأربعين كتابا سوى المسائل والمسائل المصنفة أكثر من مئة جزء قال وله فقه حديث بريرة في ثلاثة أجزاء.

عقيدته :
كان أبن خزيمة رحمه الله على منهج السلف الصالح في العقيدة في كل الأبواب و له أقوالا مشهورة في بيان عقيدته وله صولات في الذب عن عقيدة السلف وألف فيها وأصبح إماما يشار إليه في هذا الباب وإليك بعض أقواله :

عقيدته في الأسماء والصفات :
قال أبن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى في ذك التأويل ص 18
(وقال الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة إن الأخبار في صفات الله موافقة لكتاب الله تعالى نقلها الخلف عن السلف قرنا بعد قرن من لدن الصحابة والتابعين إلى عصرنا هذا على سبيل الصفات لله تعالى والمعرفة والإيمان به والتسليم لما أخبر الله تعالى في تنزيله ونبيه الرسول عن كتابه مع اجتناب التأويل والجحود وترك التمثيل والتكييف )
وقال شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه الاستقامة ح1 ص108 :
(ذكر الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي في كتابه في ذم الكلام ما ذكر أيضا شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري فقال أخبرني ابن أحمد حدثنا محمد بن الحسين فقال رأيت بخط أبي عمرو بن مطر يقول سئل ابن خزيمة عن الكلام في الأسماء والصفات فقال بدعة ابتدعوها ولم يكن أئمة المسلمين وأرباب المذاهب وأئمة الدين مثل مالك وسفيان والأوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق ويحيى بن يحيى وابن المبارك ومحمد بن يحيى وأبي حنيفة ومحمد بن الحسن وأبي يوسف يتكلمون في ذلك وينهون عن الخوض فيه ويدلون أصحابهم على الكتاب والسنة فإياك والخوض فيه والنظر في كتبهم بحال )
ومن تأمل كتاب التوحيد لابن خزيمة يلحظ تمسكه بالآثار المروية في باب الصفات وكان شديدا رحمه الله عن من خالف عقيدة السلف في هذا الباب وقد تناقل العلماء
عبارات له كثيرة في ذم أهل البدع كما منها:
مانقله الذهبي العلو ص207
( قال الحافظ أبو عبد الله الحاكم سمعت محمد بن صالح بن هانيء يقول سمعت إمام الأئمة أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول من لم يقر بأن الله على عرشه استوى فوق سبع سمواته بائن من خلقه فهو كافر يستتاب فإن تاب و إلا ضربت عنقه وألقي على مزبلة لئلا يتأذى بريحته أهل القبلة وأهل الذمة كان ابن خزيمة رأسا في الحديث رأسا في الفقه من دعاة السنة وغلاة المثبتة له جلالة عظيمة بخراسان )


وقد ذكره أبن القيم في نونيته الشهرية حيث قال رحمه الله :

وهو الذي قد شجع أبن خــزيمة ... إذ سل سيف الحق والعرفان
وقــــضى بقتل المـــنكرين علوه ... بعد استتابتهم من الـكفران
وبأنهــم يلـقون بــعد القتـل فوق ...مزابل الميــــــتات والأنـتان
فشــفى الإمام العالم الحبر الذي ... يــدعى إمـام أئــمة الأزمان


فتنته :
وقد حصل له رحمه الله فتنة في مسألة خلق القرآن مع بعض الكلابية لكن الله أظفره عليهم وقد ذكرها الإمام الذهبي في تذكرت الحفاظ مطولة واختصرها شيخ الإسلام حيث قال أبن تيمية في درء تعارض العقل والنقل ج 1 ص 241
( ولما كان الإثبات هو المعروف عند أهل السنة والحديث ك البخاري و أبي زرعة و أبي حاتم و محمد بن يحيى الذهلي وغيرهم من العلماء الذين أدركهم الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة كان المستقر عنده ما تلقاه عن أئمته : من أن الله تعالى لم يزل متكلما إذا شاء وأنه يتكلم بالكلام الواحد مرة بعد مرة وكان له أصحاب ك أبي علي الثقفي وغيره تلقوا طريقة ابن كلاب فقام بعض المعتزلة وألقى إلى ابن خزيمة سر قول هؤلاء وهو أن الله لا يوصف بأنه يقدر على الكلام إذا شاء ولا يتعلق ذلك بمشيئته فوقع بين ابن خزيمة وغيره وبينهم في ذلك نزاع حتى أظهروا موافقتهم له فيما لا نزاع فيه وأمر ولاة الأمر بتأديبهم لمخالفتهم له وصار الناس حزبين فالجمهور من أهل السنة وأهل الحديث معه ومن وافق طريقة ابن كلاب معه حتى صار بعده علماء نيسابور وغيرهم حزبين ف الحاكم أبو عبد الله و أبو عبد الرحمن السلمي و أبو عثمان النيسابوري وغيرهم معه وكذلك يحيى بن عمار السجستاني و أبو عبد الله بن منده و أبو نصر السجزي و شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري و أبو القاسم سعد بن علي الزنجاني وغيرهم معه وأما أبو ذر الهروي و أبو بكر البيهقي وطائفة أخرى فهم مع ابن كلاب )
وقال شيخ الإسلام أبن تيمية كما في النبوات ج1ص65
( وجاءت طائفة فقالت لا يتكلم بعد ما تكلم فيكون كلامه حادثا قال وهذه أغلوطة أخرى في الدين غير واحدة فانتبه لها أبو بكر بن خزيمة وكانت نيسابور دار الآثار تمد إليها وتشد إليها الركائب ويجلب منها العلم فابن خزيمة في بيت ومحمد بن إسحاق يعنى السراج في بيت وأبو حامد ابن الشرقي في بيت قال فطار لتلك الفتنة الإمام أبو بكر فلم يزل يصيح بتشويهها وينصف في ردها كأنه منذر جيش حتى دون في الدفاتر وتمكن في السرائر وتفسير في الكتاتيب ونقش في المحاريب أن الله متكلم إن شاء تكلم وإن شاء سكت قال فجزى الله ذلك الإمام وأولئك النفر على نصر دينه وتوقير نبيه خيرا )

عقيدته في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم :
قال الإمام البيهقي في كتابه :
( الأعتقادات والهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب السلف وأصحاب الحديث ) : ص 375
( أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا بكر محمد بن جعفر المزكي وأبا الطيب محمد بن أحمد الكرابيسي وأبا أحمد بن أبي الحسن الدارمي يقولون سمعنا أبا بكر محمد بن إسحاق يقول وهو ابن خزيمة رحمه الله خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاهم بالخلافة أبو بكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذو النورين ثم علي بن أبي طالب رحمة الله ورضوانه عليهم أجمعين قال وكل من نازع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في إمارته فهو بـاغ على هذا عهـدت مـشايخنا وبه قال ابن إدريـس يعـني الشافعـي رحمه الله )

اتباعه للسنة :
تميز أبن خزيمة بتمسكه بما كان عليه الصدر الأول من أتباع الدليل والميل معه حيث دار فقد نقل الذهبي في تذكرة الحفاظ قول ( أبو بكر بن بالويه سمعت بن خزيمة يقول وقيل له لو حلقت شعرك في الحمام فقال لم يثبت عندي إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حماما قط ولا حلق شعره إنما تأخذ شعري جارية لي بالمقراض )
( وقال زكريا يحيى بن محمد العنبري سمعت بن خزيمة يقول ليس لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صح الخبر )
ونقل الذهبي أيضا ( قال أبو عثمان الحيري حدثنا بن خزيمة قال كنت إذا أردت أن أصنف الشيء دخلت في الصلاة مستخيرا حتى يقع لي فيها ثم ابتدىء ) .

منهجه الفقهي :
لم يكن الإمام أبن خزيمة مقلدا لمذهب معين و كان إماما مجتهدا ومن تأمل كتابه الصحيح يرى تجرده للدليل وإتباعه للسنة
بل كان علما من أعلام الفقه كما الإمام أبو علي النيسابوري ( كان بن خزيمة يحفظ الفقهيات من حديثه كما يحفظ القارىء السورة )
و كان العلماء يطلبون منه الإجازة في تدريس الفقه كما ( قال أبو بكر القفال كتب أبو محمد بن صاعد الى بن خزيمة يستجيزه كتاب الجهاد فأجازه )
وقد ذكر العلماء أنه له أتباع لأقواله الفقهية ويؤيد هذا ما ذكره أبن القيم في إعلام الموقعين ج2ص283
( ذكر البهقي في مدخله عن يحيى بن محمد العنبري قال طبقات أصحاب الحديث خمسة المالكية والشافعية والحنبلية والراهوية والخزيمية أصحاب ابن خزيمة )
وأشتهر أبن خزيمة بمعرفته بمذهب الشافعي وتضلعه فيه رغم اجتهاده المطلق ذكر شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله في الفتاوى ج33ص179( وقال محمد بن اسحاق بن خزيمة الملقب إمام الأئمة وهو ممن يعرج أصحاب الشافعى بما ينصره من مذهبه ويكاد يقال ليس فيهم أعلم بذلك منه )
وقال الذهبي في تذكرت الحفاظ
( وقال الفقيه أبو بكر محمد بن علي الشاشي حضرت بن خزيمة فقال له أبو بكر النقاش المقرىء بلغني انه لما وقع بين المزني وابن عبد الحكم قيل للمزنى انه يرد على الشافعي فقال لا يمكنه إلا بمحمد بن إسحاق النيسابوري )
وله مصنفات فقهية منها ما نقله الإمام الذهبي حيث قال ( قال الحاكم في كتاب علوم الحديث فضائل بن خزيمة مجموعة عندي في أوراق كثيرة ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا سوى المسائل والمسائل المصنفة مائة جزء وله فقه حديث بريرة في ثلاثة أجزاء )
وقد سئل شيخ الإسلام أبن تيمية هذا السؤال :الفتاوى ج20ص40
( هل البخاري ومسـلم وأبو داود والترمذي والنسـائي وابن ماجة وأبو داود الطـيالـسي والدارمي والــبزار والدارقطني والبيهقي و ابن خزيمة وأبو يعلى الموصلي هل كان هؤلاء مجتهدين لم يقلدوا أحدا من الأئمة أم كانوا مقلدين......؟
وهذا جزء من السؤال فأجاب رحمه الله :
الحمد لله رب العالمين أما البخاري وأبو داود فإمامان في الفقه من أهل الاجتهاد
وأما مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة وأبو يعلى والبزار ونحوهم فهم على مذهب أهل الحديث ليسوا مقلدين لواحد بعينه من العلماء ولا هم من الأئمة المجتهدين على الإطلاق بل هم لا يميلون إلى قول أئمة الحديث كالشافعي وأحمد وإسحاق وأبى عبيد وأمثالهم ومنهم من له اختصاص ببعض الأئمة كاختصاص أبى داود ونحوه بأحمد بن حنبل وهم إلى مذاهب أهل الحجاز كمالك وأمثاله أميل منهم إلى مذاهب أهل العراق كأبي حنيفة والثوري.....)

شهرته بعلم الحديث والسنة :
وهذا العلم الشريف هو ميدان أبن خريمة فهو فارسه في عصره لذلك نقل الذهبي في التذكرة قول ( حاتم محمد بن حبان التميمي قال ما رأيت على وجه الأرض من يحسن صناعة السنن ويحفظ ألفاظها الصحاح وزياداتها حتى كان السنن كلها بين عينيه إلا محمد بن إسحاق بن خزيمة )
ولرفعة شأنه في هذا و سبره للسنة أصبح أبن خزيمة علما يسأله الحفاظ عن الحديث فقد ذكر الحافظ أبن كثير رحمه الله في البداية والنهاية بعد سياقه لحديث بيعة علي بن أبي طالب لأبي بكر الصديق خلافا لما يروجه أهل البدع من عدم البيعة نقل أبن كثير قول أبو علي الحافظ سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول جاءني مسلم بن الحجاج فسألني عن هذا الحديث فكتبته له في رقعة وقرأته عليه وهذا حديث يسوى بدنة بل يسوى بدرة )

ما جاء في زهده وورعه :
مما ميز علماء السنة الكبار زهدهم في العيش رغم تذلل الدنيا لهم فقد كان أبن خزيمة غنيا و ذو وجاهة في نيسابور و لم يصرفه ذلك عن التقلل من الدنيا قال الذهبي في التذكرة قال محمد بن الفضل كان جدي لا يدخر شيئا جهده بل ينفقه على أهل العلم ولا يعرف الشح ولا يميز بين العشرة والعشرين )

كرمه ومحبة الناس له :
وكما أشتهر أبن خزيمة بعلم الكتاب والسنة كان رحمه كريما منفقا في سبيل الله حتى أنه كان يكفل طلبة العلم قال أبن كثير في البداية والنهاية لإبن كثير ج11 ص 304
الحسين بن علي ابن محمد بن يحيى بن أحمد النيسابوري المعروف بحسنك كانت تربيته عند ابن خزيمة وتلميذا له وكان يقدمه على أولاده ويقر له ما لا يقر لغيره وإذا تخلف ابن خزيمة عن مجالس السلطان بعث حسنك مكانه ولما توفي ابن خزيمة كان عمر حسنك ثلاثا وعشرين سنة ثم عمر بعده دهرا طويلا وكان من أكثر الناس عبادة وقراءة للقرآن لا يترك قيام الليل حضرا ولا سفرا كثير الصدقات والصلات وكان يحكى وضوء ابن خزيمة وصلاته ولم يكن في الأغنياء أحسن صلاة منه رحمه الله وصلى عليه الحافظ أبو أحمد النيسابوري.)
وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ :
( قال الحاكم أن ابن خزيمة عمل دعوة عظيمة ببستان فمر في الأسواق يعزم على التجار فبادروا معه وخرجوا ونقل كل ما في البلد من المأكل والشواء والحلواء . وكان يوما مشهودا بكثرة الخلق لم يتهيأ مثله إلا لسلطان كبير )
ولما كان أبن خزيمة بهذه الأخلاق العالية أو قع الله محبة العوام له وكانوا ينصرونه على من خالفه وقد نقل الذهبي شيئا من هذا فقال ( وكان الإمام أبو علي الثقفي مع علمه وكما له قد خالف إمام الأئمة بن خزيمة في مسائل منها مسألة التوفيق والخـذلان ومسألة الإيمان ومسألة اللفـظ بالقرآن فقام عليه الجمهور والزم بالبيت أعنى الثقفي إلى أن مات وتمت له محن وكان الثقـفي كبير الشأن وما زال العلماء يختلفون في المسائل الصغار والكبار والمعصوم من عصمه الله بالتجاء إلى الكتاب والسنة وسكوت عن الحوض في ما لا يعنيه والله يهـدى من يشـاء إلى صـراط مستقيم ).


كراماته :
ساق أبن الجوزي رحمه الله في المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ج6ص184موقف يبن كرامة للإمام أبن خزيمة رحمه الله وساق إسنادا إلى أن قال محمد بن هارون الطبري ... كنت أنا ومحمد بن نصر المروزي ومحمد بن علويه الوزان ومحمد بن إسحاق ابن خزيمة على باب الربيع بن سليمان بمصر نسمع منه كتب الشافعي فبقينا ثلاثة أيام بلياليهن لم نطعم شيئا وفنيت أزوادنا فقلت الآن قد حلت لنا المسألة فمن يسأل فاستحيا كل واحد منا أن يسأل فقلنا نقترع فوقعت القرعة على محمد بن إسحاق ابن خزيمة فقال دعوني أصلي ركعتين وسجد يدعوا بدعاء الاستخارة إذ قرع علينا الباب فخرج واحد فإذا هو رجل خادم لأحمد بن طولون أمير مصر وبين يديه شمعة وخلفه شمعة فاستأذن فدخل ثم سلم وجلس وادخل يده في كمه فأخرج رقعة فقال من محمد بن نصر المروزي فقلنا هذا فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فأعطاه ثم قال إن الأمير احمد بن طولون يقرأ عليك ويقول لك استنفق هذا فإذا فني بعثنا إليك مثله قال من محمد بن علويه الوزان فقلنا هذا فأعطاه مثل ذلك ثم قال من محمد بن هارون الطبري فقلت أنا فأعطاني مثل ذلك ثم قال من محمد بن إسحاق بن خزيمة فقلنا هو ذاك الساجد فأمهله حتى رفع رأسه من السجدة فأعطاه مثل ذلك فقلنا لا نقبل هذا منك حتى تخبرنا بالقصة فقال إن الأمير احمد بن طولون كان قائلا نصف النهار اذ أتاه آت في منامه فقال يا احمد ما حجتك غدا عند الله إذا وقفت بين يديه فسألك عن أربعة من أهل العلم طووا منذ ثلاثة أيام لم يطعموا شيئا فانتبه فزعا مذعورا فكتب أسماءكم وصرر هذه الصرر وبعثني في طلبكم وكنت استخبر خبركم حتى وجدتكم الآن وقال المؤلف وقد رويت لنا هذه الحكاية على وجه آخر....ثم ساق السياق الآخر .

أدبه مع أهل العلم:
رغم جلالة أبن خزيمة رحمه الله إلا أنه يعرف قدر ومنزلة أهل الفضل فقد ذكر أبن الجوزي في المنتظم ج6ص135
( اخبرنا أبو بكر البيهقي اخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم قال سمعت أبا بكر محمد بن داود بن سليمان يقول كنا عند الحسن بن سفيان فدخل عليه أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبو عمر الحيرى وأبو بكر احمد بن على الحافظ فقال له أبو بكر بن على قد كتبت للأستاذ أبى بكر محمد بن إسحاق هذا الطبق من حديثك فقال هات واقرأ فأخذ يقرأ فلما قرأ أحاديث ادخل إسنادا منها في إسناد فرده الحسن إلى الصواب فلما كان بعد ساعة وقال له في الثالثة يا هذا لا تفعل فقد احتملتك مرتين وهذه الثالثة وأنا ابن تسعين سنة فاتق الله فى المشايخ فربما استجيب فيك دعوة فقال له أبو بكر بن إسحاق مه لا تؤذ الشيخ فقال أبو بكر بن على إنما أردت إن يعلم الأستاذ أن أبا العباس يعرف حديثه )
و كان رحمه الله يجل شيوخه ويتواضع لهم قال الذهبي في تاريخ الإسلام وقال يحيى العنبري : شهدت جنازة الحسين القباني فصلى عليه أبو عبد الله البوشنجي فلما أراد الانصراف قدمت دابته وأخذ أبو عمرو الخفاف بلجامه وأخذ ابن خزيمة بركابه وأبو بكر الجارودي وإبراهيم بن أبي طالب يسويان عليه ثيابه فمضى ولم يكلم واحدا منهم .
وقال ابن حمدان : سمعت ابن خزيمة يقول : لو لم يكن في أبي عبد الله من البخل بالعلم ما كان ما خرجت إلى مصر )
وقال منصور بن الهروي : صح عندي أن اليوم الذي توفي فيه البوشنجي سئل ابن خزيمة عن مسألة فقال : لا أفتي حتى يوارى أبو عبد الله لحده ).

وفاته :
قال الذهبي : وكانت وفاته في ثاني ذي القعدة سنة إحدى عشرة وثلاث مائة وهو في تسع وثمانين سنة .
وقال أبن حبان في الثقات : ومات محمد بن إسحاق ليلة السبت بعد العشاء الآخرة الخامس من ذي القعدة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة ودفن يوم السبت بعد الأولى وله ثمان وثمانون سنة وكان رحمه الله أحد أئمة الدنيا علما وفقها وحفظا وجمعا واستنباطا حتى تكلم في السنن بإسناد لا نعلم سبق إليها غيره من أئمتنا مع الإتقان الوافر والدين الشديد إلى أن توفى رحمه الله اعتل ليلة الأربعاء ومات ليلة السبت.
وقال أبن الجوزي في المنتظم : ودفن فى حجرة من داره ثم صيرت تلك الدار مقبرة.




رحم الله الإمام أبن خزيمة
هذا ما تيسر جمعه
من سيرته رحمه الله
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #196  
قديم 05-24-2009, 03:40 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow ترجمة العلاّمة عبد الحميد بن باديس

تقريظ

الشيخ أبي عبد المعزّ محمّد علي فركوس

حفظه الله لكتاب



عقيدة العلاّمة عبد الحميد بن باديس
-رحمه اللة- ويليه أضواء على ترجمة عبد القادر
الراشدي القسنطيني
لأبي عبد الله محمد حاج
عيسى الجزائري ( ١٤٢٤هـ / ٢٠٠٣م )

الحمد لله الذي جعل العلماء ورثة الأنبياء وأرسلهم جنوداً ذادة عن توحيده ودينه القيم، وعدولا ينفون عنه تأويل الجاهلين، وتحريف المغالين وانتحال المبطلين.




وبعد: فلقد أسس الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله دعوته من منهجه الدقيق للعقيدة الإسلامية،
ووعيه العميق بطبيعة الشعب الجزائري وتفاعلات واقع بيئته،
والظروف التي وجهت مسار دعوته حيث كان رحمه الله تعالى يرمي في دعوته إلى محاربة الاحتلال الفرنسي والمحافظة على إسلام الجزائر وعروبتها بمجابهة سياسة الاستعمار الاستيطاني القائمة على أساس القضاء على الإسلام في البلاد، وتنصير أبناء الجزائر وطمس هويتهم العربية الإسلامية باتباع سياسة الإدماج وغيرها من الأساليب العدوانية،
معتمدا في دعوته على الجهود الذاتية تحت شعار: "الإسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا ". كما كان يهدف في دعوته إلى محاربة الدعوات والمناهج العقدية والسلوكية المسخرة في يد الاستعمار لتوسيع نفوذه وتحقيق سيطرته وخدمة مآربه الاستيطانية وفي طليعتها الطرق الصوفية التي كان ينشرها أرباب الطرقية والتصوف من الزوايا وأماكن الأضرحة والقبور، والتي أعطت صورة مشوهة ومتنافية تماما مع جمال الإسلام ونقائه وأصالته عن طريق نشر البدع والخرافات والضلالات التي تغلغل كثير منها في صفوف الدهماء والعوام وعند بعض الأوساط المثقفة،
وتجسد شعارها في عبارة اعتقد ولا تنتقد، كما نشروا التواكل والكل في نفوس الجزائريين بدعوى أن وجود فرنسا في الجزائر يدخل في باب القضاء والقدر المحتوم الذي يجب التسليم له والصبر عليه وترك كل مقاومة لمحاربته،

الأمر الذي أفضى إلى تثبيط الهمم عن الجهاد في سبيل الله لطرد العدوان الفرنسي الغاشم بهذه الدعوى، وبحجة وجوب طاعة ولي الأمر مؤولين مقتضى الآية في قوله تعالى: (ياأَيُّها الّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الأَمِْر مِنْكُم) [النساء ٥٩] على هذا المعنى الفاسد،

فكان رجال الطرق الصوفية بهذه المعتقدات والأفكار وغيرها عونا لفرنسا وسيفا قويا في يدها تقطع به كل محاولة إصلاحية تقدم في البلاد لتغيير أوضاعها الشاذة المزرية، وقريب من هذا المنحى الاعتقادي ما سلكه الأشاعرة في مسائل الإيمان والكفر التي جرتهم إلى معتقد غلاة المرجئة الذين أخرجوا الأعمال عن مسمى الإيمان،

فقد جعلوا الإيمان مجرد التصديق القلبي وإن كفر بلسانه وعمله، وسبّ الله ورسوله ووالى أعداء الله وعادى أولياء الله وأهان المصحف وفعل الأفاعيل بالمسليمن والمصلين فهو مؤمن كامل الإيمان، الأمر الذي أدى إلى ظهور الفسق وانتشار الفجور والمعاصي بدعوى أنّ الإيمان في القلب وأنّه لا يزيد ولا ينقص، وورثوا عقيدة الجبر والتواكل المنسجمة مع الفكر الصوفي وعقيدته الفاسدة؛ تلك هي ثمرة العقائد السائدة التي كانت تحت خدمة مآرب المستعمر الفرنسي الذي دأب على القضاء على الإسلام بيد أبنائه.
لذلك اضطر الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله إلى محاولة الجمع في منهجه الدعوي بين اتباع أسلوب البناء الإيماني على العقيدة السليمة ليجتمع الناس عليها مع سلوك أسس الأولين في دعوتهم إلى الله تعالى، وبين محاربة معاول الهدم التي حارب بها المستعمر الفرنسي وأعوانه هذه الأمة،

فعمل على إصلاح عقيدة الجزائريين وعقولهم وأخلاقهم واعتبر سبيل النجاة والنهوض يكمن في الرجوع إلى فقه الكتاب والسنة وعلى فهم السلف الصالح.
هذا، ومراعاة للجانب العقدي الذي خلفه الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله ضمن نصوص متناثرة من آثاره العلمية، فقد اعتنى أبوعبد الله محمد حاج عيسى بجمع نصوصه موثقة من عقيدة الإمام ابن باديس الواسطية، وبيّن من خلال تلك النصوص المجموعة موقف الشيخ ابن باديس رحمه الله من الأشاعرة، ورتب ما جمع وعلق على النصوص التي تحتاج إلى إيضاح، وأردفه بترجمة موجزة على الشيخ عبد القادر الراشدي القسنطيني فجزاه الله على عمله خير الجزاء، ووفقه لكل ما يحبه ويرضاه، والدعاء موصول غير مقطوع إليه وإلى ناشره وقارئه، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.


القبة في 12 من ذي الحجة 1423 هـ
13 فيفري 2003.
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #197  
قديم 05-24-2009, 03:43 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow الشيخ الفقيه العلامة أبا الخيل

هو الشيخ الفقيه العلامة علي بن صالح بن علي بن سليمان أبا الخيل وهو من المصاليح من قبيلة عنـزة ، ولد في البكيرية في شهر رمضان المبارك سنة 1381هـ.
وقد أخذ العلم من علماء عصره، وهم:
1/ سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله، وقد لازمه من عام 1400هـ إلى 1420هـ.
2/ سماحة الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله، وقد درس عليه من عام 1400هـ إلى 1402هـ.
3/ سماحة الشيخ صالح بن غصون رحمه الله ، وقد قرأ عليه متن الرحبية ومتن الروض المربع إلى كتاب الأطعمة، وذلك من عام 1405هـ إلى عام 1409هـ.
4/ سماحة الشيخ عبد الله بن جبرين، وقد درس عليه من عام 1404هـ إلى 1409هـ.
5/ سماحة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، وقد درس عليه من عام 1400هـ إلى 1406هـ.
6/ سماحة الشيخ صالح الناصر رحمه الله.
7/ سماحة الشيخ فهد الحمين رحمه الله ، وقد قرأ عليه جزء من كتاب الاستقامة.
8/ سماحة الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله وكانت دروس في العقيدة .
9/ سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي وقد قرأ عليه في أول صحيح مسلم من عام 1403هـ إلى 1407هـ.
وقد وهب الله الشيخ علي رغبة في العلم وحب التحصيل والاستزادة من العلوم والمعارف بشتى أنواعها وفنونها الشرعية والعربية فتأهل وبرز بين الأقران مما جعل الشيخ العلامة صالح بن غضون يثني عليه كثيرًا ويوصي بعض محبيه بالأخذ من الشيخ علي والطلب عنده.

وللشيخ جهود متميزة في التدريس مما جعل الطلبة حوله يكثرون؛ ففي كل يوم بعد صلاة العصر تعليقات على مختصر صحيح مسلم رحمه الله للمنذري وبعد صلاة المغرب من يومي السبت والأحد درسًا في مسجد عثمان بن عفان رضي الله عنه في حي الريان وهو عبارة عن شرح لصحيح البخاري رحمه الله ، وزاد المعاد ، ومنهاج السالكين فيهما بشتى العلوم ، وبعد صلاة العشاء من كل يوم سواء يومي الأحد والجمعة:
أ- التفسير (تفسير السعدي وابن كثير).
ب- الحديث (البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي ونيل الأوطار وبلوغ المرام وعمدة الأحكام).
جـ- العقيدة (الدرة السنية ، كتاب التوحيد ، الواسطية).
د- الفقه (زاد المستقنع، منهاج السالكين).
هـ- السيرة (زاد المعاد، السيرة النبوية لابن إسحاق).

والشيخ حفظه الله سهل الخلق متواضعًا جدًّا يحبه الصغير والكبير متبسطًا غير متكلف متحببًا للناس محبًّا لهم، يجيب دعوة من دعاء سواء من علية القوم أو من سطة الناس يسمح بالقراءة عليه من جميع الطلاب سواء كانوا مبتدئين أو منتهين ولا يانف من قول (لا أدري) إذا سئل عما لا يعرفه، وقد عُرف الشيخ بزهده في الدنيا وهو واضحٌ عليه، وعُرف بغزارة دمعته وذلك واضحٌ في دروسه وعرف باتباعه للدليل فهو لا يتعصب لمذهب معين:
طلابه:
1- الشيخ / خالد بن عبد الله الخليوي الداعية المعروف.
2- الشيخ / ماجد الصقعبي القاضي في الأحساء.
3 -الشيخ/ عبد الله العمر القاضي في البدع.
4- الشيخ / فهد العيبان.
5- الشيخ / محمد السريع دكتور في قسم القرآن في جامعة الإمام.
6- الشيخ/ علي القرني محاضر بقسم العقيدة في جامعة الإمام.
7- الشيخ/ سعيد بن غليفص الداعية المعروف.
8- الشيخ/ سليمان الفواز.
9- الشيخ/ عيد سالم الشمري.
10- الشيخ / محمد الشنقيطي الداعية المعروف.
11- الشخي/ سعد الموسى.
12- الشيخ / محمد بن حجاب بن بخيت.
13- الشيخ/ سلطان المنديل.
14- الشيخ/ سامي السعيد.
15- الشيخ/ سعود بن عبد العزيز الدخيل.
16- الشيخ/ عبد الرحمن النتيفي.
17- الشيخ/ تركي محيميد المفرجي.
18- الشيخ/ فهد عبد الله العتيبي.
19- الشيخ/ خالد الجاسر.
وغيرهم كثير جدًّا.




أملاه/
عبد الرحمن بن علي أبا الخيل
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #198  
قديم 05-24-2009, 03:45 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow ترجمة الشيخ العلاّمة محمد أحمد بن عبد القادر الغلاّوي (الشنقيطي)

العطيَّة الإلهية في الترجمة الغلاَّوية
هذا عنوان كتاب صدر قريباً في ترجمة الشيخ العلاّمة محمد أحمد بن عبد القادر الغلاّوي (الشنقيطي) المتوفَّى في 20 / 11/ 1418 بالمدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام .

والشيخ لمن لا يعرفه نموذج للعالم السلفي الورع الزاهد ، البعيد عن الدنيا وبهرجها ، مع التعمُّق والتدقيق والتحقيق في العلم ، ومع التفرُّغ التام للعلم والعبادة والتدريس . كان كثيراً ما يجلس في المبنى العثماني القديم في المسجد النبوي قريب من باب أبي بكر يُقرئ بعض طلابه عند أحد السواري إذ لم يكن مأذوناً له بالتدريس الرسمي في المسجد النبوي كونه غير سعودي الجنسية . ومن الطريف من أخباره أنه عرض عليه الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله الجنسيَّة وأن يُدرِّس بالمسجد النبوي فرفض الشيخ ، قال : وقلتُ له : أُريدُ أن أكون حُرَّاً أُبَلِّغُ ما علِمتُ من دين الله لمن سألني عنه ، لا أتَّبِعُ دولةً ولا أُخرى !!

وُلد الشيخ في موريتانيا عام 1904م كما هو مدوَّنٌ في جواز سفره ، ونشأ وتربى فيها ، وحفظ القرآن منذ نعومة أظفاره ، ونشأ عند والديه حتى بلغ العاشرة تقريباً ثم فارق قريته لما عليه أهلها ومنهم والده من التلبُّس ببدعة التيجانية ، فذهب إلى خاله الشيخ محمد أحمد بن عمر الصغير ولم يكن تيجانيا فمكث عنده قريباً من سنتين أو ثلاثة ، ثم عاد لبلدته فوجدها ازدادت تمسُّكاً بالبدعة وغلوَّاً فيها ، فمكث فيهم أربعة أشهر يفكِّرُ ماذا يصنع ، يقول : ولا بُلغة لي من زادٍ ولا راحلةٍ أستعين بها على الهجرة إلى بلد أرى فيها وأسمع من دين الله ما كُنتُ عليه فُطرت ، ومن خالي تعلمتُ . ثم حدَّث الشيخُ عن وسوسة الشيطان له بالبقاء في بلده ، وبانتصاره على الشيطان ، ثم رأى الشيخ رؤيا مضمونها أنه رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه جالساً في الموضع الذي هو فيه وامرأةٌ ملتفةٌ في ثوب أسود أمام وجهه ، وكأنها مُلفتة وجهها عن قُبالة وجهه . قال : فدنوتُ منه -من عمر- لأسأله ، وأستفتيه عن جواز أخذ طريقة التيجاني نصَّاً ، قال : فبدر والله عمر قبل أن أتكلم بكلمة قائلاً كأنه يخاطب تلك المرأة : يا سبيعة يا سبيعة -مرتين- مَن كان تيجانيَّاً عذّبه اللهُ بناره . قال الشيخ : وأشك هل ناداها ثلاثاً ؛ لأني في إخباري لكم بهذه الرؤيا وأنا كائن بالمدينة النبوية بين حديثين خطيرين يمنعان المُسلم أن يُخبر أنه رأى ما لم يَرَ ، وهُما قوله صلى الله عليه وسلم : (( من تحلَّم بما لم يَرَ كُلِّف أن يعقد بين شعيرتين وما هو بعاقد )) وقوله صلى الله عليه وسلم : (( المدينة حرم الله ما بين عير إلى ثور من أحدث فيها حدثاً أو آوى مُحدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً )) .

فانتبه الشيخ عازماً على الهجرة من بلد أولئك المبتدعة الفجرة ، يقول : وأبي على قيد الحياة ، وأبي غالٍ في التمسُّك بهذه الطريقة ، وأُمي ضدَّها على أنه ليس من الأمر شيءٌ بيدها .. فعزمتُ على الهجرة بلا توانٍ ولا تأخير وعلى أي حالة كانت ؛ ماشياً أو راكباً ، فما كان بعد الرؤيا إلا بيومٍ أو يومين إلا وقد تفضَّل الله سبحانه عليّ بجمل بازلٍ قوي ، ذي سنامٍ ورحل وأداةٍ وقِربةٍ ماسكة ، وزادٍ لا يحتاج إلى نار ..

ثم ارتحل إلى أقاصي موريتانيا ، وكان في سفره ورحلته هذه إذا أراد لينـزل ليستريح من عناء السفر ووعثائه ربما لم تقبل نفسه بعض الأماكن ، فيظهر فيما بعد أن فيها تيجانياً ، حتى وصل إلى الشيخ : يحظيه بن عبد الودود -رحمه الله- قال : فلما رآني أخذ يدي وقبَّلها ، ومسح برأسي وقال : مرحباً بيدٍ عنت بسُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كرَّرها مرَّتين أو ثلاثة . قال الشيخ : وأنا -والله- إذ ذاك لا أعرف الحديث ، وما هذا إلا فراسة من الشيخ .

وقد أخذ عن الشيخ يحظيه هذا فقه مالك ، والنحو والصرف وغيرها من الفنون . وكان الشيخ يحظيه رجلاً سنيا صِرفاً متمكناً في علوم العربية ومذهب مالك . قال الشيخ محمد أحمد : ولم أرَ أحسن منه سيرةً ، ولا نظير له في العربية ومعرفة الفقه عن ظهر غيب.

وقال الشيخ محمد أحمد : كان الشيخ يحظيه كثير الطلبة ، وكانت القراءة عليه على نوبات ودولات ، وذات مرة جاءني بعض الطلبة يتذاكرون معي مسألة فقهية ، وذكروا أن رأي الشافعي فيها كيت وكيت (نقلاً عن الشيخ يحظيه) . فقال الشيخ محمد أحمد : ليس هذا مذهب الشافعي . فغضب الطلبة ونقلوا ذلك للشيخ يحظيه ، فطلب حضور هذا التلميذ وسأله عن المسألة ، فحضر وأخبره بمستنده فيها ، فتعجَّب الشيخ من نباهته ، وازدادت مكانته عند شيخه . قال الشيخ : وبقيتُ عنده حتى مات وحملتُ نعشه على كتفي ، وورايتُهُ في قبره ...الخ وقرأ بعدها عند عدد من المشايخ والعلماء .

ورحل الشيخ محمد أحمد إلى السعودية رحلتان كلاهما في عهد الملك سعود : أولاهما كانت للحج ، وأما الأخرى فبعد عودته من الحج رجع إلى بلاده وباع أملاكه فيها وجاء إلى المدينة قاصداً المجاورة فيها .

وكان للشيخ مكانة كبيرة عند عدد من العلماء حتى كان شيخنا الشيخ محمد بن محمد المختار يقول : لو كان عندي وقتٌ لدرستُ عليه .

وكان الشيخ ابن باز يصفه بالفقيه المدني . وسماه : الشيخ العلامة ، لما قرَّظ له كتاب تنبيه الحذّاق .

واستدعاه مرةً الشيخ عبد العزيز الفالح رئيس إدارة شؤون المسجد النبوي لما ذُكر له من تدريسه بالمسجد النبوي ، وأن هذا الأمر ممنوع ، فلما حضر عند الشيخ ورآه ، وضع يده على رأسه ، وقال : تأتونني بهذا ، هذا رجلٌ معروف كنتُ أراه عند الشيخ عبد العزيز ابن باز . فاعتذر من الشيخ وأجلَّه وقدَّره وأكرمه .

وقال عنه الشيخ حماد الأنصاري -رحم الله الجميع- : ذلك عالمٌ في الحديث بلا نظير .

وكانت حياة الشيخ حياة عجيبة ملؤها العبادة والعلم ، يقول جيرانه : إن حياته غريبة جداً ، فليله للقرآن ، ونهاره للمطالعة ، وفي حركاته لا يمل ولا يتوقف عن قراءة القرآن .

وكان رحمه الله إذا صلى العشاء في المسجد النبوي عاد إلى بيته فتناول لقيمات ، ثم نام نومةً يسيرة جداً ثم قام يصلي حتى الفجر .

وسافر بعضهم مع الشيخ إلى مكة لأداء العمرة في رمضان ، فكان الشيخ طوال الطريق يتلو القرآن ، ولا يسكت حتى يسأله ، قال مرافق الشيخ : فإذا أجابني عاود التلاوة مرةً أخرى .

وكان الشيخ -رحمه الله- إذا سُئل عن مسألة لا يستحضر الجواب فيها ، أو كان لا علم له بها قال : لا أدري . فإذا ألحَّ عليه السائل ، قال له : أتريدُ أن تأخذ بيدي إلى سقر ؟

وفي عام 1413 خرج الشيخ من المسجد النبوي قاصِداً سيارته ومعه بعض طلابه ، فقال له الشيخ محمد فال : عندنا غداً اختبارٌ في مادة التاريخ .. وذكر قِصَّة مقتل عثمان رضي الله عنه . فبكى الشيخ ، وقال : يقتلون صاحبَ رسول الله ، وكتابَ الله بين يديه ، أو كلاماً نحو هذا .

وكان الشيخ رحمه الله منصفاً من نفسه شديداً في الحق ، ربما شاب ذلك عصبية وحِدَّةً زائدة حتى إن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (صاحب أضواء البيان) لما رأى علم الشيخ في الحديث قال له : نُعطيك جدولاً في الجامعة تدرِّس مادة الحديث ، فقال الشيخ : تعرف يا شيخ أني عصبي ، وإذا عصَّبتُ أدوخ ، ورُبما أضرب الطالب بالكُرسي .
ومن حدته في الحق أنه كان إذا سمع مقالة تُخالف الشرع صراحةً صرخ بأعلى صوته قائلاً : الله أكبر . وفي بعض الأحيان كان إذا سمع شيئاً من ذلك أو قُرئ عليه يوقف الدرس ولا يستطيع إتمامه !!

وكان مرة في مجلس الشيخ ابن باز يتغدى ، وبعد الغداء أخذ كثيرٌ من الحاضرين يمسح يده بالمنديل ، فقال الشيخ : يا شيخ -يعني ابن باز- بجوارك أناس لا يلعقون أصابعهم ، يُعرِضون عن السنة ويمسحون بالمنديل . قال : فنصح الشيخ عبد العزيز الحاضرين في هذا وبيَّن السُنَّة .

وكان الشيخ ابن باز يصطحبه معه للرياض في الإجازة الصيفية ، وكان الشيخ ابن باز على عادته يدرِّس بعد صلاة الفجر ، وكان الدرس في ذلك اليوم في كتاب التوحيد ، فمرَّ حديثٌ ضعيف سكت الشيخ ابن باز عن بيان حاله ، والشيخ محمد أحمد يذكر الله خلف سارية من سواري المسجد ، قال : فناديته بأعلى صوتي : يا شيخ هذا الحديث ضعيف كيف تسكت عنه ؟

فقال أحد الحاضرين : اخفض صوتك أنت بحضرة الشيخ ابن باز . فقال الشيخ : الذي حرَّم اللهُ رفع الأصوات بحضرتهم هم الأنبياء ، وهو شيخٌ وأنا شيخ .

قال الشيخ محمد أحمد : وكنا -هو وابن باز- نتذاكر العلم في هذا المسجد -المسجد النبوي- وأظهرُ عليه ، فيقول : اكتبوا ما يقول الشيخ .

وكان الشيخ ابن باز يرسل للشيخ ألفي ريال شهرياً عن طريق أحد المشايخ استمرَّ على هذا إلى عام 1411 فامتنع بعدها الشيخ محمد أحمد عن أخذ المال لأمرٍ ما .

وكان الشيخ محمد الأمين الشنقيطي يُجل الشيخ ويحترمه ، يقول الشيخ محمد أحمد : والله لا أنسى مِنَن الشيخ الأمين عليّ ؛ كنتُ إذا مررتُ بحلقته ورآني قال لطلبته وأشار إليَّ : ما قدم من موريتانيا رجلٌ أعلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا .

وقال الشيخ محمد أحمد : وكان الشيخ الأمين يقسم راتبه نصفين بيني وبينه ، وأخذ العهد عليَّ ألا أُخبر به أحداً .

واستشكل الشيخ مرة حديثاً ذكروه له ، فلمَّا تناقشوا في المسألة ذكروا له أنه في مسلم ، فقال : أشتهي النظر فيه بالإسناد . فجاؤوه بالإسناد ، فقال الشيخ من فوره : هذا الحديث معلول من أوجه ... وذكر ثلاثة أوجه . قال الراوي : وكان بجوارنا الشيخ ربيع بن هادي ، فَسَأَلَنا عمَّا استشكلَهُ الشيخ ، فأخبرناه . فقال الشيخ ربيع : هذا الحديث في مسلم . فقال الشيخ محمد أحمد : مَن هذا ؟ . فقلنا : الشيخ ربيع يسأل عن إشكالك . فقال الشيخ : نحن لم يقف في وجهنا مُسلم ، فَمَن هذا ربيع ؟!!

وقد كان الشيخ -رحمه الله- سلفي العقيدة ، مالكي المذهب ، متبحراً في علم الحديث ، وكان يقسم المسائل الفقهية إلى قسمين :
الأول : مسائل عليها أدلةٌ صحيحة ومنصوصة ، قال الشيخ : فهذه لا أتبع مالكاً ولا غيره فيها بل أتَّبع النص .
والثاني : مسائل لا أدلة عليها ، وهي من قبيل الاجتهاد ، قال الشيخ : فهذه -والله- رأيُ مالك فيها أحبُّ إليَّ من رأي غيره في الجُملة . وكان يقول : لم أرَ أحداً تكلَّم في مالك إلا وعاقبه الله في الدنيا .

ومع تمذهبه بمذهب مالك -في الجملة- إلا أنه كان مُنصفاً ، ويضع كل أمر في نصابه . وكان يقول : لا أُقدِّم في الحفظ والدين والورع على الثوري أحداً حتى مالكاً .
وكان يقول : أحسن الناس صلاةً الحنابلة .

وكان الشيخ مُكباً على الدرس والفائدة ، وكان يقول : كنت أيام شبابي أقرأ على ضوء القمر ، وعندما قدمت المدينة [صرتُ] آخذ كتابي وأذهب إلى البساتين وأقرأ حتى يأتي وقت الظهر فأُصلي في المسجد النبوي ثم أعود إلى بيتي .

وكان الشيخ يحفظ القرآن حفظاً جيداً ، ويحفظ ألفية ابن مالك ، والاحمرار ، والتسهيل ، وألفيَّتا العراقي والسيوطي في الحديث ، ومراقي السعود ، ومرتقى الوصول ، وتحفة الحكام . وكان يستحضر الصحيحين استحضاراً قوياً ، وكذا كان يحفظ كثيراً من أحاديث السنن الأربعة .

وسُئل مرةً عن استياك المرء بحضرة الناس ، فقال الشيخ : ترجم البخاري : باب استياك الإمام بحضرة رعيته . قال كاتب الترجمة (عبد الرحمن الصاعدي) : وبحثنا عن هذه الترجمة في صحيح البخاري ، فم نجد هذه الترجمة . وراجعنا الشيخ ، فقال : أنا متأكد أني حفظته من البخاري . قال الصاعدي : وسألتُ إذ ذاك كثيراً من طلبة العلم فلم يجد أحدٌ منهم هذه الترجمة . وبعد وفاة الشيخ كنتُ أقرأ في (هدي الساري) فإذا الحافظ رحمه الله يقول : وكثيراً ما يترجم -يعني البخاري- بأمرٍ مختصٍ ببعض الوقائع لا يظهر في بادي الرأي ، كقوله : باب استياك الإمام بحضرة رعيته ... فسبحان الله إلا أن النسخة المطبوعة مع الفتح لم نجد فيها هذه الترجمة .

وسمع سائقُ الشيخ الشيخَ مرةً وهو يقول : بفضل الله ليس هناك حديثٌ ولأهل العلم كلامٌ فيه إلا وأستحضر ما قالوه فيه من تعليل ، وإرسال ، وانقطاع ... وليس هناك من راوٍ للحديث إلا وأعرف اسمه ونسبه وولادته وشيوخه وتلامذته ، وما قاله فيه أهل العلم من جرحٍ وتعديل .

وقال : مكثتُ أربع سنوات وأنا لا أقرأ إلا الموافقات للشاطبي .
وقال : مكثتُ سنةً وستة أشهر وأنا لا أقرأ إلا تاريخ بغداد ، وعندي فوائده في مجلدٍ أو مجلدين .
وقال : ختمتُ صحيح البخاري قراءة أكثر من سبع عشرة مرة ، وأما صحيح مسلم فلا أُحصي كثرةً ؛ يكاد أن يكون أكثر من عشرين مرة .
وقال : قرأتُ فتح الباري ثلاث مرات .
وقال : قرأت شرح القسطلاني على البخاري . وأثنى على هذا الشرح .
وقال : وقرأتُ من كُتُب أصول الفقه ما شاء الله ، ولم أفهم هذا الفن حق الفهم حتى قرأتُ كتاب إحكام الأحكام لابن دقيق العيد .
وقال : قرأت السلسلة الضعيفة والصحيحة للألباني ، وأعجبتني الأولى دون الثانية . وقال : إن عمل الشيخ وقوَّته في السلسلة الضعيفة ، والألباني في التضعيف أحسن منه في التصحيح .
وقال الشيخ : لم يدخل مكتبتي كتاب إلا وقد قرأته ورقة ورقة .
وكان أحب العلوم إليه علم الحديث ، ولا يقدِّم عليه شيئاً من العلوم الأُخرى .

ومن أقواله :
- كتاب الشيخ ناصر الدين الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم مفيد ، مفيد ، مفيد ، مفيد ، مفيد ، مفيد ، مفيد (سبع مرات).
- حرامٌ على مكتبتي أن يدخلها كتابٌ لابن حزم ، وذلك لسوء أدبه مع العلماء .
- لو لم يخلق الله البخاري لم تفقه هذه الأمة دينها !!
- يُسلَّط على من يذم أحد الأئمة أسباباً أقلُّها سوء الخاتمة .
- الذي يدعو للشيعة هُوَ مثلهم .
- قال الحنفية في الحافظ ابن حجر : إنه شاعرٌ مطبوعٌ ، مُحدِّثٌ صناعةً ، فقيهٌ تكلُّفاً . قال الشيخ : وعندي أنه حق .
وللشيخ أخبارٌ أخرى يطول الكلام بنقلها .

وبعدُ فهذه صفحة نيرة من سير علمائنا المعاصرين ، وهو نموذج لنوعٍ من العلماء نحتاج إليه ، ونسأل الله ألا ينقطع من الأُمَّة ، كما أننا بحاجة إلى نماذج أُخرى ، بشخصياتٍ مختلفة تسد بمجموعها حاجات الأمة ، وفروض الكفاية الواجبة عليها .

أسأل الله أن يغفر للشيخ ، وأن يرفع درجته في عليين .
وشكر الله للشيخ عبد الرحمن بن عمري بن عبد الله الصاعدي على ما أتحفنا به من هذه الترجمة العالية النفيسة .

وقد قرأ كاتب الترجمة وتلميذ المؤلف (الصاعدي) على الشيخ جُملة من الكتب الكبار والصغار ، منها :
• (فتح الباري) لابن حجر ، قرأه عليه كاملاً .
• الفصل السابع من (هدي الساري) ، وهو القسم المتعلِّق بالرجال المتكلَّم فيهم في صحيح البخاري .
• شرح النووي على صحيح مسلم .
• سنن أبي داود .
• سنن الترمذي .
• سنن ابن ماجه .
• مسند الإمام أحمد طبعة الأرناؤوط ، من أوله إلى المجلد 16 ، إذ كان هذا القدر هو المطبوع من هذه الطبعة في ذلك الوقت .
• شرح الزرقاني على موطأ مالك ، إلى نصفه تقريباً .
• (التمهيد) لابن عبد البر ، قرأ أكثره عليه الدكتور الأمين المبارك (الأستاذ بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن) ، ثم أتمَّه الصاعدي على الشيخ .
• (كتاب التمييز) للإمام مسلم .
• (معرفة علوم الحديث) لابن الصلاح .
• (الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث) لابن كثير .
• (النكت على ابن الصلاح) لابن حجر .
• (نزهة النظر) لابن حجر .
• (فتح المغيث) للسخاوي .
• (شرح علل الترمذي) لابن رجب الحنبلي .
• المجلَّد الأول من (التلخيص الحبير) لابن حجر .
• ثلاثة مجلدات من (تهذيب التهذيب) لابن حجر .
• المجلَّد الرابع من كتاب (الموافقات) للشاطبي .
• شرح الخرشي على خليل من أوله حتى نهاية كتاب الحج .
• التفريع لابن الجلاّب .
وغيرها من الكتب ، أو المواضع المتفرقة من كتب أخرى .


انتقى هذه الترجمة من الكتاب المنوَّه عنه سلفاً
حسن بن علي البار
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #199  
قديم 05-24-2009, 03:46 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow الدكتور خالد بن عبد الرحمن بن حمد الشايع

السيرة الذاتية للفقير لعفو ربه القدير
الدكتور خالد بن عبد الرحمن بن حمد الشايع
المملكة العربية السعودية ـ الرياض
غفر الله له ولوالديه والمسلمين وأصلح له أهله وذريته بمنه وكرمه
 درس على عدد من العلماء منهم :
1- سماحة الشيخ الوالد عبد العزيز بن باز –رحمه الله- منذ عام 1405هـ وحتى وفاته .
2- سماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ حفظه الله .
3- فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – خلال دروسه بالمسجد الحرام بمكة المكرمة.
4- فضيلة الشيخ عبدالله بن حسن بن قعود عضو اللجنة الدائمة للإفتاء رحمه الله .
5- فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء حفظه الله .
6- الشيخ د. عبد الله بن عبدالرحمن الجبرين عضو الإفتاء سابقاً حفظه الله .
7- الشيخ أ.د. صالح بن غانم السدلان الأستاذ بكلية الشريعة حفظه الله .
8- الشيخ د. صالح بن فوزان الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء حفظه الله .
9- سماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء حفظه الله .
10- الشيخ المحدِّث علي الهندي المدرس بالمسجد الحرام –رحمه لله –

 وفي كلية الشريعة درس على أساتذتها ، ومنهم :
1- الشيخ د. عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ وزير العدل حفظه الله .
2- الشيخ د. عبدالله الحديثي وكيل وزارة العدل حفظه الله .
3- الشيخ أ.د. محمد الأحمد الصالح أستاذ الفقه حفظه الله .
4- الشيخ أ. د. محمد بن عبدالله السمهري أستاذ العقيدة حفظه الله .
5- الشيخ أ. د. يعقوب الباحسين أستاذ أصول الفقه حفظه الله .
6- الشيخ د. عبدالرحمن الرسيني أستاذ الفقه حفظه الله .
7- الشيخ د. عبدالله الرسيني أستاذ أصول الفقه حفظه الله .
وغيرهم كثير ، نفع الله بالجميع .

ـ ومن مهامه وأعماله:
 مشرف تربوي بوزارة التربية.
 خطيب لجامع مستشفى الأمل بالرياض.
 محاضر متعاون بكلية الطب بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض في مقررات الثقافة الإسلامية .
 الأمين المساعد للبرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم.
 له مشاركات تربوية وشرعية ، محلية ودولية ، في المملكة وخارجها ، عبر المحاضرات والندوات والملتقيات والمؤتمرات.
 شارك محاضراً ومدرساً في عدد من المراكز الإسلامية ، في أوروبا وأمريكا واستراليا في دورات علمية متنوعة نظمتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ووزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وغيرهما من المراكز والجمعيات في خارج المملكة العربية السعودية .
 شارك في وفود رسمية لافتتاح ندوات ومؤتمرات جوامع ومساجد ومراكز إسلامية أسسها خادم الحرمين في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أوروبا وأستراليا وأمريكا الجنوبية .
 عضو في التوعية الإسلامية في الحج منذ عام 1415هـ .
 متعاون في معالجة الإدمان بمستشفى الأمل بالرياض منذ عام 1410هـ .
 عضو اللجنة العلمية بجمعية رعاية الأيتام بالرياض في دورتها الأولى .
 عضو في وحدة الإرشاد الاجتماعي بالمملكة التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية في دورتها الأولى .
 عضو لجنة الصلاة بإدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض في بعض دوراتها .
 أشرف على دار المناجاة النسائية لتحفيظ القرآن الكريم .
 وعضو فريق تأليف مناهج العلوم الشرعية بوزارة التربية والتعليم بالرياض.
 عضو الجمعية الدولية لتاريخ الطب الإسلامي .
 مستشار شرعي غير متفرغ للشئون الدينية بمجمع الأمل الطبي بالرياض 1424ـ 1425هـ .

المشاركات العامة العلمية والإعلامية:
من خلال إلقاء المحاضرات والندوات في مناطق المملكة ومحافظاتها وفي المؤسسات الحكومية والسجون ودور الرعاية والإصلاح والمهرجانات الصيفية وغيرها ضمن برامج مكاتب الدعوة ولجان التنشيط السياحي ، بالإضافة إلى الإجابة عن الاستشارات الشرعية والاجتماعية والتربوية والإعلامية الواردة عبر الهاتف وغيره من داخل المملكة وخارجها.
• إضافة إلى إلقاء أوراق العمل والمحاضرات المتخصصة في عدد من المناسبات المحلية والدولية.
• والمشاركة عبر وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة.
• له عدد من المؤلفات والتحقيقات العلمية المتنوعة في أبواب العلم في العقيدة والفقه والسيرة والآداب والسلوك وغير ذلك، ومنها الرسائل المختصرة والبحوث المطولة، تزيد على ستين عنواناً
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #200  
قديم 05-24-2009, 03:48 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن السعد حفظه الله

نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية
لفضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن السعد حفظه الله
>
أسمه ونشأته: عبدالله بن عبدالرحمن السعد.
بعد المرحلة الابتدائية والمتوسطة التحق بالمعهد العلمي بالرياض التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
ثم التحق بكلية أصول الدين بالرياض، وتخرج منها.
وقد مَنَّ الله (سبحانه وتعالى) على الشيخ عبدالله منذ نعومة أظفاره بالحفظ والضبط وحبه لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، فاشتغل بعلم الحديث والأثر وبرّز فيه.
وهو اول من عرف بالدعوة إلى منهج المتقدمين في الحديث في هذا العصر وقد واجه الشيخ كثيرا من المعاناة بسبب ذلك.
والشيخ (بارك الله في عمره) مشهور بجهوده الدعوية فله جولات متعددة في الدعوة والوعظ في مناطق متعددة.
والشيخ له دراية برجال الحديث وله فيهم تفصيل حسن قلما تجده عند غيره ممن يحكم على الرجال بحكم واحد بدون تفصيل.
وله دراية بعلل الحديث ومشكلاته على منهج االأئمة المتقدمين.

وللشيخ حفظه الله مقدمات مفيدة على كتب متعددة من ذلك:
تقديمه لكتاب (( منهج المتقدمين بالتدليس )) للشيخ ناصر الفهد.
وكتاب (( تيسير ذي الجلال والإكرام بشرح نوا قض الإسلام )) للشيخ سعـد بن محمد القحطاني.
وكتاب (( الإنابة )) للشيخ حمد بن عبد الله الحميدي.
وكتاب (( طبقات المكثرين من رواية الحديث )) عادل بن عبد الشكور الزرقي.
وكتاب (( شرح كتاب الصيام من العمدة )) لشيخ الإسلام ابن تيمية، وغيرها.

وللشيخ (حفظه الله) ثبت بمروياته عن شيوخه وقد اجاز به جمع من طلاب العلم.
شيوخه:
1) سماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز (رحمه الله تعالى).
2) سماحة الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله تعالى).
3) سماحة الشيخ/ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين (حفظه الله).
4) سماحة الشيخ/ عبدالله بن عبدالرحمن الغديان (حفظه الله).
5) فضيلة الشيخ/ عبدالله بن عبدالعزيز العقيل (حفظه الله).
6) فضيلة الشيخ/ إسماعيل الأنصاري (رحمه الله تعالى).
7) فضيلة الشيخ/ صالح المنصور (رحمه الله تعالى)، وغيرهم كثير.

دروسه: وقد اشتغل الشيخ عبدالله بتدريس كتب الحديث، وله من الشروح العديد من الأشرطة منها:
-) شرح جامع أبي عيسى الترمذي.
-) شرح سنن أبي داود.
-) شرح سنن النسائي.
-) شرح المنتقى لإبن الجارود.
-) شرح الموقظة للإمام الذهبي.
-) شرح نواقض الإسلام.
-) شرح الأصول الثلاثة.
-) شرح كتاب التوحيد.
وله العديد من الدروس العلمية في الكتب الحديثية ومنها:
-) صحيح الإمام مسلم.
-) وشرح علل الترمذي لابن رجب.
-) وشرح علل الخلال.
-) وشرح بلوغ المرام.
-) وشرح الاقتراح لابن دقيق العيد.
-) وشرح كتاب التمييز للإمام مسلم.
-) شرح كتاب الإلزامات للإمام الدارقطني.
-) وأصول دراسة الأسانيد.

وللشيخ عبدالله طلبة متعددون في مختلف مناطق المملكة ولله الحمد والمنة .
لقاء ملتقى أهل الحديث مع فضيلة الشيخ المحدّث: عبدالله بن عبدالرحمن السعد
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:35 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.