أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
73560 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-18-2021, 02:59 AM
أحمد سالم أحمد سالم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: جزائري مقيم في فرنسا
المشاركات: 2,425
افتراضي مماعقلته عن سيدي الوالد حفظه الله/ الدكتور عبد الله بن الشيخ عبد المالك الرمضاني

#مما_عقلته_عن_سيدي_الوالد_حفظه_الله

تعلَمتُ من والدي حفظه الله الكثير والكثير، ورأيتُ فيه الكثير من الصفات الجليلة والخلال الحميدة، وكان من أبرزها:
الشجاعة، وعزّة النّفس، والكرم.
فقد كان سيدي الوالد ولا يزال لا يخاف في الله لومة لائم؛ فعندما أتت فتنة التكفير في الجزائر كان أوّل من تصدّى لها، مقاومًا بذلك الجماهير الغاضبة والزحام الثائرة والكثرة الكاثرة والضغط الفائق، ولم يبال بمدح الناس ولا ذمّهم ولا حبّهم ولا بغضهم، بل كان الحقّ طلابه أيًا كان..
كذلك عندما أتت فتنة التبديع والتجريح كان سيدي حفظه الله واقفًا في وجه كبار متصدريها وزعمائها، ولم يهتم لا بالمكانة ولا بالرّفعة ولا بالشهرة ولا بقدحهم ولا بذمهم ولا بتبديعهم أو تجريهم مع علمه بطبيعة القوم ونفسيتهم؛ ورغم ذلك فقد كان قصارى همه نشر الدعوة السلفيّة ونصرة سنّة النبي ﷺ، والحفاظ على لُحمة أهل السنة وحمايتهم ممّن تسبّبوا في تشتيتهم وتقطيع أوصالهم، وسلّوا سيف التبديع على إخوانهم من أهل السنة ظلمًا وعدوانًا.

وممّا عهدته عن سيدي الوالد حفظه الله عزّة نفسه، وعفّته عمّا في أيدي النّاس، فكان لا يقبل أن يهين نفسه بالذهاب أو الوقوف عند مجلس أمير أو وزير، بل كان يأبى ويأنف أن يقترب من مجالسهم، حتى ولو دُعِيَ لذلك، وكان معظّمًا عند كبار العلماء محترمًا لديهم يرحبون به بحرارةٍ إذا قابلوه أو رأوه.
وقد وصل الأمر من عزّة نفسه وأنفته أنه كان يرفض أن يطلب واسطةً أو معرفةً لقضاء حوائجه أو تخليص أوراقه الخاصة وهو المعروف المشهور، فكان الله يقيّض له بتلك الجهة أو المؤسّسة من يخدمه ويقضي حوائجه، وكان يستعمل الواسطة لغيره من الطلاب الراغبين بالدراسة في الجامعة الإسلامية أو الباحثين عن عملٍ أو المتعثرين في دائرةٍ من الدوائر الحكوميّة، فكان يسعى ويبحث لقضاء حوائجهم ممّن يعرف في ذلك المكان.
ومع عزة نفسه وترفّعه عمّا في أيدي الخلق وتعفّفه عن أن يطلب منهم خدمةً أو طلبًا، كان مع ذلك كلّه متواضعًا ليّن الجانب مخفوض الجناح هادئ الصوت والحديث، يعلوه وقارٌ وابتسامةٌ لكلّ من يقابله، أو يسلّم عليه.

وكان بعض الطلبة الجدد يحضرون مجلسه فيبدؤون بتكلّف الكلام وتصنّع العبارة فتضطرهم بساطة الوالد في الكلام وعفويته في الحديث إلى ترك كلّ ذلك التكلّف الذي لا داعي له، فيتبدّل المجلس إلى حديثٍ حبّيٍّ ودّيٍّ مريح.
ومما عقلته عن سيدي الوالد حفظه الله كرهه للشهرة والأضواء، وبغضه للتنافس الذي يقع فيه بعض طلبة العلم مع بعضهم طلبًا للعلوّ أو السؤدد أو الرفعة أو الثناء والمديح، فقد كان يبحث عن الحقّ ويطلبه بدليله حيث كان، ولو كان هذا الحق مرًّا سيجلب له المتاعب، ومع ذلك يأخذ به دون تكلّف أو تصنّع أو استعراضٍ للعضلات كما يفعله كثيرٌ من المنتسبين للعلم في عصرنا الحاضر والله المستعان.

ومما عقلته عنه حفظه الله كرمه الباذخ لأضيافه، فقد كان ولا زال بيتنا القديم في الجزائر أو حين انتقل إلى مدينة رسول الله ﷺ يعجّ بالضيوف يوميًّا دون انقطاعٍ، وقد كان مجلسه قديمًا من بعد صلاة المغرب إلى العشاء ثم نقله من العصر إلى المغرب ليكسب أجر صلاتي المغرب والعشاء في المسجد النبوي الشريف، وكانت المسافرون القادمون في مواسم العمرة والحج والزيارة يشرّفون البيت في أي وقتٍ صباحًا وظهرًا ومساءً، وكان هذا الأمر من أسباب تراكم الأمراض والمتاعب على سيدتي الوالدة حفظها الله وشفاها وعافاها التي كانت تواصل الليل بالنهار طبخًا وتحضيرًا وتجهيزًا للأضياف الكرام.

ومما عقلته عن والدي الكريم حفظه الله أنّ ذكر الدار الآخرة كان حاضرًا دومًا في لسانه، سواءً معنا في خاصة بيته، أو مع عموم الناس، فإذا رأى منكرًا دومًا ما يذكر صاحبه بالآخرة والوقوف بين يدي الله ﷻ والعرض عليه سبحانه وتعالى.

هذا غيضٌ من فيضٍ كتبتُه على عُجالةٍ، وأسأل الله العليّ القدير أن يحفظ والدينا ويرحمهم ويطيل أعمارهم على طاعته ويجزيهم عنا خير الجزاء.
__________________
مجالس فضيلة الشيخ عبد المالك رمضاني – حفظه الله-
http://majaliss.com/forumdisplay.php?f=50
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:09 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.