إذاعة القرآن الكريم والصّوفية -مرة أخرى- ج2

[أبو عثمان السلفي]

إذاعة القرآن الكريم والصّوفية -مرة أخرى- ج2
(9/ 2 /2020م)

«المذيع: أحسن الله إليكم، الصوفية -سماحتك- يسأل الأخ-.
المفتي –وفقه الله-: الصّوفية ليست مذهباً مِن مذاهب المسلمين، يعني: في صوفي حنفي، صوفي شافعي، صوفي حنبلي، في صوفي مالكي، الصوفية الحقة -ليست المبتدعة!- المتبعة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، هؤلاء نتبرك بهم.
يعني: الصوفية تربية، طُرق تربية، يقولون: نحن نربي؛ بمعنى الصوفي يقول لك: لما تقف بين يدي الله تقول: (الله أكبر). قد يقولها بلسانه! قلبه مش حاس فيها، يقولون: نحن نربيك، نبقى معك حتى نعلمك، أن تستحضر عظمة الله عندما تقول: الله أكبر. تشعر في قلبك أن الله أكبر مِن كل شيء، هذا جيد، الحمد لله، هذا هو لُبّ الدِّين، هؤلاء الصالحون مِن الصوفيون..
المذيع: نتحدث عن الفهم سماحتك.
المفتي –وفقه الله-: نعم؛ لكن كل صنعة من صنائع المسلمين دخلها شوائب، يعني، الأطباء يلاقوا فيهم شهادات مُزوّرة! الهندسة فيها شهادات مزورة!! فالصوفية دخل عليها كثير من الناس بحجة التخريب، حتى يخربوها.
المذيع: أحسن الله إليكم.
متصل جديد: بالنسبة للصوفية...في صوفية عنا -مثلاً- في المساجد بيكونوا يطبلوا وكذا.. هل التّطبيل في المسجد هو...
المذيع –مقاطعا-!: أخ إياد. أخ إياد -عفوًا- هو الموضوع هذا يطول، صعب سماحة الشيخ الآن في دقيقة -يعني يجيب-.
المتصل:...
المفتي–وفقه الله-: لكن نحن أعطينا كلمة الفصل.
المذيع: الموضوع المهم أجاب عنه سماحة الشيخ.
المتصل: الدكتور محمود الله يكرمك، والله إنك زلمة محترم..
المفتي–وفقه الله-: الصوفية بدها فقه، الإمام الغزالي عليه -رحمه الله- يقول: (من تصوف قبل أن يتفقه فقد تزندق). يعني سهل الشيطان يُحرفه وين ما بده، بصير يتلاعب فيه!
المتصل: أنا سؤالي كالآتي: هذيك المرة الدكتور علي [المناصير] -الله يجزيه الخير- جاب لنا حلقة كاملة عن الصوفية، ولكن كانت هي أول حلقة باسمعها على إذاعة القرآن الكريم عن الصوفية -يعني بالنسبة إلي- بجوز إنت جبتوها قبل.. .
المذيع -مقاطعا!-: نحن خلص بنوصِّل الملاحظة للدكتور علي، ويعني في برامج حوارية يتحدث عن هذه...
المفتي–وفقه الله-: أصل الصوفية هي اتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أن لا يخرج عن الكتاب والسُّنة».اهـ.


قلت: عوام الناس بفطرتهم السليمة لا يقبلون (دين الصوفية)، فإذا أُطلق مصطلح الصّوفية فسيتبادر للذهن: الطبل والرقص والغناء، والأضرحة، والتوسل، والتبرك.....إلخ.
فإن كان يوجد غير ذلك فأين هم؟! وهل هم على كوكب آخر؟!
* نسأل سماحة المفتي –وفقه الله- حسب تقسيمه:
- هل هذه أفعال الصوفية (المبتدعة =) أم (=الحقة)؟
* فإن كانت هذه الأفعال تصدر من الصوفية الحقة، فنسأل سماحة المفتي –وفقه الله- حسب فتواه:
- هل هذه الأفعال مأمور بها بالكتاب والسنة، أم خارجة عنهما وعليهما؟
- وهل قام الصحابة بهذه الأفعال -وهم أعبد العُبّاد، وأزهد الزهاد، وأفقه الفقهاء، وأتقى خلق الله، وأفضل البشر بعد الأنبياء-؟!
- فهل فَهِمَ الصحابة هذا الفَهْم –بما أن المسألة متعلقة بالفهم كما قال المذيع-؟!
- وإذا كانت هذه الأفعال صادرة عن الصوفية المبتدعة: فلم تَعَسَّرَ خروج فتوى للسائل وللمستمع الكريم: أن هذه الأفعال مخالفة للشريعة؟!


ثانياً: لا توجد أحزاب ولا فِرق ولا جماعات في الإسلام، ونحن مأمورون باتباع الإسلام كاملاً، قال -تعالى-: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}. قال مجاهد: يعني: «في الإسلام جميعًا».
فلا يجوز إنشاء حزب صلواتي، أو زكواتي، أو صيامي، أو زهدي، أو تعليمي، أو قطني، أو صوفي!!!
نسأل الله الإخلاص!
- فما فائدة الزهد –وهو مِن فروع الشريعة-، والعقيدة والمنهج –وهما الأصل- وفيهما خلل؟!
- وما علاقة ربط تعليم الناس بالصوفية؟! وهل هم وحدهم الذين تخصصوا بهذا التخصص؟!!


ثالثاً: إن كان يوجد صوفية حقة(!) فلن يكون السؤال عنها، وإنما السائل يسأل عما يراه منتشرًا في الفضائيات ، ويسمعه في الإذاعات، وما يصل إليه من مقاطع عبر شبكة الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي؛ من أفعال وأقوال الصوفية التي يجب التحذير منها؛ لمخالفتها الفطرة النقية والعقل السليم.
وقد سبق أنْ كتبتُ رداً على بعض ما نُشر في إذاعة القرآن الكريم في إحدى الحلقات عن الصوفية، والتي كانت بتاريخ (13/1/2020م)، ولعل الأخ السائل يقصد هذه الحلقة، بينتُ فيها الخلل العقدي في زعم أن البلاد ورقاب العباد محمية بسبب وجود الأضرحة –كما قال الضيف الصوفي الدكتور مصطفى الخضري!-، وبيّنتُ حكم زيارة الأضرحة...


رابعاً: من الملاحظ كثرة مقاطعة الأخ السائل! وعلى فرض أن الشيخ جاوب، فلا يضر إعادة الجواب مع زيادة بيان، لعل السامع لم يستوعب جميع الجواب، فيجب الترفق بالسائل.


خامساً: قول المذيع : (صعب سماحة الشيخ الآن في دقيقة -يعني يجيب-).


قلتُ: الأصل ترك الجواب لسماحة الشيخ، وهو الذي يقرر، وما زال وقت البرنامج فيه مجال للإجابة ولو بشكل مختصر جداً.
- وهل الجواب على سؤال: (هذا الطبل والرقص في المسجد)؟: بـ(جائز، أو مكروه، أو حرام، أو مستحب، أو سنة، أو واجب أو بدعة صوفية)؛ يحتاج إلى دقيقة؟!!
- ولماذا لا تمنع وزارة الأوقاف هذه الأفعال من بيوت الله، بدلاً من منع فضيلة الشيخ العلامة مشهور حسن؟!
- ولماذا لا توجد برامج إذاعية في التحذير من الصوفية المتفق عليها أنها مبتدعة، وبيان منهجها المنحرف عن الكتاب والسنة؛ نصيحة للعباد والبلاد؟!
- وهل ذُكْرُ الله بالاسم المفرد (الله. الله. الله) مع آلات اللهو مِن شعار الصوفية؟
- وهل تخصيص دعاء قبل الآذان، ودعاء آخر بعد الأذان –كما نسمع في إذاعتكم- مِن بدع الصوفية؟
هذه أسئلة موجهة لدار الإفتاء، لعلنا نجد الإجابة عليها قريبًا –بمشية الله-.


وختاماً...
يقول الشيخ البوطي حسب نظرته للصوفية(!): «...ولكنهم كانوا منضبطين بكتاب الله، منضبطين بسنة رسول الله ، يحاربون البدع، البدع في العقيدة، والبدع في السلوك أينما كانت، اليوم خلف من بعدهم خلف فيفاجئوننا بأمور لا نعلم لها أصلاً في دين الله –سبحانه وتعالى-، وكأن منهج التربية والتسليك أصبحت صناعة من الصناعات الدنيوية، يعني صناعة! صناعة التصوف!!
نعم؛ صناعة يُبتغى بها الدنيا! يُبتغى بها الشُّهرة، تُبتغى بها المكانة». [تفريغ من مقطع منتشر على اليوتيوب]

وكتب
محمد بن حسين آل حسن