أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
94961 | 89305 |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
تنزيه كلام سيِّد ولد عدنان مِن فُحش رسلان / للشيخ المتفنن مختار الطيباوي
، هيا بنا نُعلِّم رسلان الفرق بين فُحشه وقول النَّبيِّ فَأَعِضُّوهُ بهن أَبِيهِ
تنزيه كلام سيِّد (ولد عدنان) مِن فُحش رسلان بسم الله الرَّحمن الرَّحيم الحمد لله وحده، و الصَّلاة و السَّلام على من لا نبيَّ بعده. أمَّا بعد؛ فنعيق الغربان أدلُّ على معنى ما في عقلها من كلام الدكتور رسلان. و منذ بلغني كلامه فإنَّ السُّخرية ـ بمعنى الاستحقار و الاستهانة و التَّنبيه على عيوبه وبيان بُعده عن محجة العلماء ـ منه تراودني للطَّبيعة الآدميَّة، وفي بالي كلامٌ لو قلته له يمرض ويلازم الفراش، لكن قد جعلنا الله في منصبٍ لا نملك فيه حرية التَّفوُّه بالقاذورات أو سبِّ النَّاس،ثمَّ نتعلَّل بأنَّ الغضب تملَّكنا وكما قال أحد كتبة الإنجيل: نحن سفراء الرَّبِّ فلنظهر للنَّاس وجوهًا بسَّامة . فنحن قدوة ،من يستمع أو يقرأ لنا يتعلَّم حسن الخلق، وسعة الخاطر، وسلامة الصدر، ثمَّ الكلام بعلم نافع وحجَّة صحيحة، و لأنَّنا لسنا مثله علمًا وحالا فإنَّ الَّذي يهمُّني بالدَّرجة الأولى هو تنزيه الشَّريعة من جهل المنتسبين لها، و تقرير الحقِّ الَّذي يلزم جميع المسلمين، أمَّا أعراضنا فقد وهبناها للمسلمين، وجميع الدُّعاة إلى الله بحقٍّ في منزلة رفيعة و إن أصابتهم الوضيعة. وهنا الفرق بين أمثال الدكتور رسلان ممَّن يُعظِّم نفسه و يسعى في حظِّها فإن نصحه ناصحٌ أخذته العزَّة بالإثم ففجر في الخصومة، وبين الدُّعاة بحقٍّ الَّذين يُعظِّمون أمر الله في كلِّ شيء، و كلامهم دائما لتكون كلمة الله هي العليا، و ليطاع فلا يعصى ،و ليكون الدِّين كلُّه لله، فلا يخرج كلامهم عن هذا القصد في غضب أو رضا. لقد قلتُ في مقالي " وقفة مع الشَّيخ المفبرك رسلان" أنَّ هذا الرَّجل جاهل و فحَّاش،لا يصلح لمنصب الدَّعوة و التَّعليم ، و اليوم سأؤكد على ذلك بما تفوَّه به ، و إن كنتُ سأعرض عن كلِّ ما لا علاقة له بالعلم، و تقرير أحكام الشَّريعة كالسَّبِّ و الكذب ،و التَّقوُّل على النَّاس بالبهتان، و اكتفي ببيان جهله في مسألة واحدة أراد من خلالها أن يستحلَّ لنفسه الشَّتم و التَّفحُّش محتجًّا بحديث صحيح في غير موضعه كما هو صنيع الجهَّال، وغرضه في النِّهاية هو أن يقول لنا: الفحش و التَّفحُّش أمر مشروع، أمرت به الشَّريعة ،و ليس كما فهمتم أنَّ الله لا يحبُّ الفحش و التَّفحُّش!، فأقول: إنَّ من أفسد الدُّعاة و أجهلهم و أفجرهم و أخطرهم على المسلمين من يحتجُّ لما هو فجور، و نقصان فيه بنصِّ الكتاب و السُّنَّة بكلمات للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لم يفهما، فمِن حيث أراد تبرير فحشه و سوء خلقه نسب النَّقص و الانتقاص إلى خير البشر سيِّد ولد آدم، و أحسنهم خلقا ،لأنَّ ما لا يجوز أن يُقاس عليه ما لا يجمعه به علَّة صحيحة، وما يخرج عن إطاره الشَّرعيِّ و حدِّه الفطريِّ فيه انتقاص من هيبته صلَّى الله عليه وسلَّم في نفوس المسلمين، ومن انتقص النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ ولو من غير شعور منه ـ انتكس فتنزيه النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم من كلِّ ما لا ينبغي مع مقام النُّبوة واجبٌ على كلِّ مسلم. وهذا مثل من يعمل في مهنة حقيرة فيحتج لحقارتها و ليس لإباحتها بأنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يرعى الغنم،فتنزيه النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم من العبارات الَّتي توهم نقصا واجب، فما بالك بأن ننسب له الفحش و التَّفحُّش؟ وقد نهانا الله تعالى عن الخلق النَّاقص و أشدّ منه نهانا عن قبول قول من يأمر بالخلق النَّاقص لأنَّه أبلغ في الزَّجر من النَّهي عن التَّخلُّق به، فحيث قال: (و لا تطع) فإنَّ النَّهي أبلغ . فعندما يحتجُّ الدكتور رسلان على فحشه و تفحُّشه و سبِّه العلماء و الدُّعاة ،ووصفه النَّاس بالقردة و الاستهزاء بخلقتهم بقول النَّبيِّ صلَّى الله عليه و سلَّم : ((مَنْ تَعَزَّى بِعَزَاءِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ بهن أَبِيهِ وَلَا تَكْنُوا فَسَمِعَ أَبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رَجُلًا يَقُولُ: يَا لِفُلَانِ فَقَالَ: اعْضَضْ أَيْرَ أَبِيك فَقَالَ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ؛ مَا كُنْت فَاحِشًا. فَقَالَ بِهَذَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) ، فإنَّه يزعم أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم أمره بذلك، فيكون النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يأمر بالفحش و التَّفحُّش و الاستهزاء بالنَّاس بخلقتهم ! لأنَّه لو لم يفعل الدكتور رسلان فعل فجَّار أهل الأهواء من الغرق في القياس مع الفارق الشَّديد، و احتجَّ بهذا النَّصِّ على من تعزى بعزاء الجاهلية فأجابه بهذه العبارة لما كان عليه استدراك، ولكنَّه احتجَّ به على سوء الخلق، وعلى شتم النَّاس، و الاستهزاء بخلق الله، وما بين دلالة هذا النَّصِّ و بين صنيع رسلان كما بين النُّور و الظَّلام. وعليه أقول: هذا الاستدلال فيه استخفاف بدلالة النَّصِّ، و اجتراء على القياس الباطل، و سفاهة تنقص من حرمة النَّصِّ تجعل الإسلام دين التَّفحُّش، فهو بصورة أم بأخرى طعن في الأخلاق الَّتي وصى بها النَّبيُّ صلَّى الله عليه و سلَّم، لأنَّنا عرفنا يقينًا من القرآن و السُّنَّة و باتِّفاق المسلمين بل هو من المعلوم من الدِّين بالضَّرورة أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يأمر بالخلق الحسن، و ينهى عن التَّفحُّش ،فهذا هو الأصل العامُّ، فعن أبي عبد الله الجدلي قال: (( سَمِعْتُ عَائِشَةَ، وَسَأَلَهَا عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: " لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَلَا سَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ، أَوْ يَغْفِرُ)) شَكَّ أبو داود. وفي الصَّحيحين عن عبد الله بن عمرو: (( لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا)) وممَّا لا شكَّ فيه أن الإسلام قد حثَّ على الحياء حتَّى قال أبو سعيد الخدريُّ ـ رضي الله عنه: ((كانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، فَإِذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ)). رواه البخاري ومسلم ، و النُّصوص في الباب كثيرة جدًّا. قال ابن القيِّم في ( زاد المعاد): ((كَانَ يَتَخَيَّرُ فِي خِطَابِهِ وَيَخْتَارُ لِأُمَّتِهِ أَحْسَنَ الْأَلْفَاظِ وَأَجْمَلَهَا، وَأَلْطَفَهَا، وَأَبْعَدَهَا مِنْ أَلْفَاظِ أَهْلِ الْجَفَاءِ وَالْغِلْظَةِ وَالْفُحْشِ، فَلَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا صَخَّابًا وَلَا فَظًّا.)) ومن هنا كان استدلال الدكتور رسلان بهذا الحديث على فحش لسانه و قذارته مفسدًا للدِّين و الأخلاق ،وفي غير محلِّه من عدَّة أوجه: 1 ـ من يتتبَّع خطب الدكتور رسلان يجد السَّبَّ و الشَّتم و الاستهزاء هو الغالب عليه، ولا يقاس النَّادر على الغالب. 2 ـ المواضيع الَّتي تدفعه للتَّفحُّش ليست التَّعزي بعزاء الجاهلية ،و لكن الخلاف حول مسائل علميَّة ظنِّيَّة، و أحيانا مسائل دنيويَّة محضة تافهة . 3 ـ الأصل العامُّ الَّذي أمر به الله تعالى و رسله هو حسن الخلق و تحريم التَّفحُّش، و هذا الحديث استثناء إمَّا ننزله في الحالة المنصوصة فيها فقط، و هي علَّة الحكم ، فيبقى الأصل العامُّ محفوظا ، وهذا النَّصُّ معمولا به في موضعه المنصوص. و إمَّا نعمِّم هذا الاستثناء كما يصنع الدكتور رسلان، فنهدر الأصل العامَّ بآياته و أحاديثه الصَّحيحة الكثيرة المتواترة ،ونهمل دلالة القرآن العقليَّة و السَّمعيَّة عليه ،و نحدث دينًا جديدا ! 4 ـ هذا النَّصُّ لم يجعل هذه العبارة " اعْضَضْ أَيْرَ أَبِيك " من طيِّب الكلام، بل يؤكد أنَّها من الفحش ،و الدَّليل قول الرَّجل لأبي :" يَا أَبَا الْمُنْذِرِ؛ مَا كُنْت فَاحِشًا " فهي فحش في لغة العرب، وهذا لا يحتاج إلى دليل، وقد وجَّهها العلماء عدَّة توجيهات. فعند علماء الإسلام ـ و ليس عند الجهلة ـ الشَّارع لا يهمل بيِّنةً و دلالة تحفظ الأصل العامَّ الَّذي ظهر لكلِّ أحد، فتحول دون أن يظنَّ الجهال أنَّ الإسلام يُبيح الفحش و التَّفحش فالنَّاس على اختيارهم في التَّفحُّش حتَّى تُمكِّن للفاجر الظَّالم منهم ظلمه وفجوره يفعل في النَّاس ما يريد ،ويقول: ليس عليَّ حرجٌ فقد أجاز لنا النَّبيُّ صلَّى الله عليه و سلَّم التَّفحُّش بسبِّ النَّاس بفروج آبائهم و أمَّهاتهم ! فهذه حالات خاصَّة أجاز فيها الشَّارع مثل هذه العبارة لأنَّ انتن شيء و أخطره دعوى الجاهليَّة فصرَّحوا بآلة أبيه الَّتي كانت سببا في وجوده تأديبًا له على هذه الجريمة النتنة في حقِّ البشرية ألا وهي التَّعزي بعزاء الجاهليَّة من العصبية للجنس و القبيلة ، فهذا تأديب قوي على ذنب كبير هو التَّكبُّر بالأنساب. ومن باب التَّنزُّل مع الدكتور رسلان فإنَّ البذاء جائز على من يستحقُّ ذلك،وليس على أهل العلم و الدُّعاة، و النصوص بيَّنت مواضعه فما بال من يبدأ النَّاس به؟ بل قد قال السَّرخسيُّ في (شرح السير الكبير)(1/90): أراد به و الله أعلم أن امنعوه عن ذلك ولا تذكروه بسوءٍ. قال العلماء كما نقل عنهم ابن تيميَّة في ( منهاج السُّنَّة ): يجوز التَّصريح باسم العورة للحاجة والمصلحة. فنقول: هل من المصلحة أن يتفحَّش الدُّعاة و الوعَّاظ و الخطباء؟ وأين المصلحة في التَّفحُّش في الخلافات العلميَّة؟ و أين المصلحة وهي استثنائية في كلام رجل كلّه تفحُّش؟ لا يجوز القياس عليه. ومع هذا كلِّه نقول للدكتور رسلان :إنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كنَّى في هذا الحديث ولم يصرِّح، لأنَّ كلمة "هن" نفسها كناية عن الفرج، وليست تصريحا باسمه، فقد قال ابن الأثير في (النِّهاية):" والهن بالتَّخفيف والتَّشديد كناية عن الشَّيء ،لا تذكره باسمه". وحتَّى هذه الكلمة"أَيْر" تستعمل لغير الفرج كما في كتب اللُّغة و الأدب فتستعمل بهذا الوزن وغيره "إِيْرٌ، أَيِّرٌ" دلالة على ريح الصِّبا،وكذلك للسَّماء "إِيرٌ، وأَيْرٌ، وأَيِّرٌ، وأَوُورٌ" ،ومثل هذه العبارات المشتركة في الاستعمال لا يكون الحياء بها كالمختصَّة بمعنى واحد. و نحن قد نتحدَّث عن الجماع فنقول : الجماع ،و المعاشرة ،و الفراش و غير ذلك ، وهناك عبارات نجتنبها لأنَّها قبيحة في لغتنا ،و بها يتفحَّش النَّاس ،وكذلك الفروج نتكلَّم عنها بعبارات لا حياء منها، ولكنَّنا نجتنب أخرى وهي الَّتي يستعملها النَّاس عند السَّبِّ. 5ـ وهذه التَّوجيهات تخبرنا أنَّه لا يجوز القياس على هذا النَّصِّ في غير علَّته فإنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم لم يأمر أحدا بمثل هذا الكلام إلاَّ في التَّعزي بعزاء الجاهليَّة، و نقله إلى غيره تقوُّل عليه ، و لم نعلم عالما احتجَّ به في غير هذا، ولا وجدنا في كلامهم مثل هذه العبارات، فمن اليقين الضَّروريِّ لو كان الأمر كما لبَّس الدكتور رسلان لوجدناه في كتب أهل العلم، ولم يأت عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلاَّ هذا الحديث، و لا اشتهر الصَّحابة و العلماء بمثل هذا القول في خصوماتهم، ولا نعرف أنَّ العلماء عملوا به في نزاعتهم ،ولا يُهمل الأئمَّة مثل هذا المباح لو كان مشروعا في غير موضعه من النُّصوص. فما خُصَّت به تلك الأسباب لا يقاس بها غيرها،فما علمنا علَّته وعلمنا انتفاء الفارق ألحقنا به ما شاركه في العلَّة و إلاَّ فلا يجوز القياس سواء كان على وفق القياس أو خلافه. كما لا يلزم أن ما حسن وقبح من بعض الأشخاص أو في بعض المواطن يحسن ويقبح من غيرهم ،وفي كلِّ المواطن لاختلاف الأعراف و تغيُّر اللُّغات، فبعض العبارات في الشَّرق عيب وفي الغرب حسنٌ. 6 ـ ولهذا قال خبراء اللُّغة :كثير ما ينال معنى الكلمة نفسه تغييرا أو تحريفا عند انتقالها من عصر إلى عصر،أو من منطقة إلى منطقة فقد يخصَّص معناها العامّ, أويقصر على بعض ما يدلُّ عليه، وقد يعمَّم مدلولها الخاصّ، وقد تستعمل في غير ما وضعت له لعلاقة ما بين المعنيين، وقد تختلط إلى درجة وضيعة في الاستعمال؛ فتصبح من فحش الكلام وهجره، وقد تسمو إلى منزلة راقية فتعتبر من نبيل القول ومصطفاه. فقوله صلى الله عليه و سلم :" من تعزى بعزاء الجاهليَّة" لم ترد لها أخت في كلِّ النُّصوص المرفوعة فيجب علينا في مثل هذه الحال أن لا نهمل هذا الموضع و أنَّه محلُّ التَّحليل و التَّحريم فالاعتبار بالحقائق الشَّرعيَّة وليس بالأقيسة الباطلة. وفي الأخير أقول كما قال العلماء قبلي: رسول صلَّى الله عليه وسلَّم أكمل البشر في جميع أحواله فما تركه من القول والفعل فتركه أكمل من فعله، وما فعله ففعله أكمل من تركه،وما فعله لحاجة لا يجوز فعله لغير تلك الحاجة إلاَّ أن يرد دليل التَّعميم،و إذا وصَّانا بحسن الخلق، وترك التَّفحُّش إلاَّ في موضع لا يجوز لنا تجاوز ذاك الموضع فإنَّ العموم هنا محفوظ، وكلُّ استثناء يخرج عن موضعه يبطل أصلا من أصول الإسلام فهو استثناء باطل فما بلك إن كان يتضمَّن انتقاص أخلاق النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فحيث أجازت لنا الشَّريعة الرَّدَّ بالمثل ، لا يجوز لنا في غيرها من حالات ، ومن عمَّم خاصًّا لتبرير شرّ نفسه و سوء خلقه فهو أسوء من الجهَّال، و علمه بهذا النَّصِّ نقمة عليه، وعلى من يستمع إليه. و لا أظنُّ أنَّه يستمع لهذا الرَّجل شخص عنده عقل صحيح و نفس سويَّة، فإنَّه قد تعدَّى بهذا الاستدلال الشَّريعة تعدِّيا فاحشًا ،و غلطا على النَّبيِّ صلَّى الله عليه و سلَّم غلطا قبيحا، وهذا الاستدلال من جنس التَّبجُّح بتبرير معصية سوء الخلق، فالرَّجل فاحش بذي يحذر منه النَّاس و يتَّقون شرَّه ،وما كان هذا حال النَّبيِّ صلَّى الله عليه و سلَّم،ولا حال علماء المسلمين. كيف وهو صلَّى الله عليه و سلَّم القائل: ((إنَّمَا بُعِثْت لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ))،(( أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا)) قال ابن تيميَّة في ( مجموع الفتاوى): (( رَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِي والطَّبَرَانِي مِنْ حَدِيثِ أَسْمَاءِ بِنْتِ عميس قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(( بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ تَخَيَّلَ وَاخْتَالَ وَنَسِيَ الْكَبِيرَ الْمُتَعَالَّ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ تَجَبَّرَ وَاعْتَدَى وَنَسِيَ الْجَبَّارَ الْأَعْلَى بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ سهى ولهى وَنَسِيَ الْمَقَابِرَ وَالْبِلَى بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ بَغَى وَاعْتَدَى وَنَسِيَ الْمَبْدَأَ وَالْمُنْتَهَى بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَخْتِلُ الدُّنْيَا بِالدِّينِ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَخْتِلُ الدِّينَ بِالشُّبُهَاتِ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ رَغَبٌ يُذِلُّهُ وَيُزِيلُهُ عَنْ الْحَقِّ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ طَمَعٌ يَقُودُهُ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ هَوَى يُضِلُّهُ))قَالَ التِّرْمِذِيُّ غَرِيبٌ. وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الْمُتَقَدِّمِ مَا يُقَوِّيهِ.)) وهذا الاستدلال الباطل من المخاصمة في الباطل بالباطل وهو يعلم أنَّه ليس بحقٍّ. و في القادم ما يكشف عظيم جهله. أرزيو/ الجزائر في،01/02/2014م
مختار الأخضر طيباوي |
#2
|
|||
|
|||
ما أروعك يا شيخ مختار والله أمثاله بحاجة لعلم وحلم وأدب فضيلتكم
__________________
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.
|
#3
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ أبا هارون على ما كتبت وقدمت ..
وهكذا أهل العلمدائما يخرجون من عبث العابثين وجهل الجاهلين وفحش والمتفحشين علما ينفعون به الناس , وهمهم الأول ليس الانتصار للنفس وإنما تنزيه الشريعة من أن ينسب إليها ما ليس منها ... وفانظروا إلى الفرق بين شيوخنا حفظهم الله وبين هؤلاء الذين لا يحسنون إلا السب والشتم والفحش والتفحش ! ومع ذلك تجد من يصفق لهم نكاية في فلان وفلان ولا نيظرون إلى أن شريعة الله ينسب إليها ما ليس فيها ؛ بل ما يضادها وينافيها ! فيا ضيعة العلم والأخلاق عند هؤلاء ... أكرر جزاك الله خيرا أبا هارون ونفع بك ...
__________________
دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ . دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ . دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ . وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ . |
#4
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا
|
#5
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا يا شيخ مختار فقد ألقمته حجرا .
وكذلك من حماقته وفجوره وجهله ينتزع كلمة المراحيض من حديث النبي عليه الصلاة والسلام: ثمّ انطلقا بي؛فإذا بقومٍ أشدَّ شيءٍ انتفاخاً، وأنتنِهِ ريحاً، وأسودِهِ منطَراً، فقلت: من هؤلاء؟ فقال: هؤلاءِ قتلَى الكفار. ثم انطلقا بي، فإذا بقوم أشدَّ شيءٍ انتفاخاً، وأنتنِهِ ريحاً، كأن ريحَهم المراحيضُ، قلتُ: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الزّانُون والزّواني. انظروا كيف نزعها من سياقها والسياق واضح على أنها وصف لجثث الزناة،فإذا به يصف بها منتدى فيه مواضيع شرعية من آيات قرآنية وأحاديث نبوية.أناشدكم الله ما علاقة جثث الزناة بمنتدى شرعي؟؟
__________________
قال شيخ الإسلام بن تيمية: والعين تعرف من عَيْنَيْ محدِّثها إن كان من حزبها أو من أعاديها. |
#6
|
|||
|
|||
اقتباس:
جزاكم الله خيرا يا شيخ مختار و بارك فيكم . للأسف الشّيخ رسلان كبير في السّنّ و إلاّ لأَجْلَسْتَهُ -أثناء التّعليم- في حجرك ، كما يريد أن يُوصِّفَ هُوَ !.. |
#7
|
|||
|
|||
ألقمته حجرا يا شيخنا المفضال أبا هارون ! |
#8
|
|||
|
|||
في طليعته الأولى - وقل : فضيحته ! - نسب الفحش إلى كتاب الله تعالى ، حول ما يتعلق بأصل كلمة ( الدبر ) ليسوغ تعلقه بأدبار مخالفيه في كلامه الماجن القبيح !مما دل على مقدار جهله في :
__________________
قال ابن الجوزي _ رحمه الله _ في " صيد الخاطر " ( 43 ) : " ورأيت أقواماً من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحق عز وجل إليهم في الخلوات فمحا محاسن ذكرهم في الجلوات فكانوا موجودين كالمعدومين ، لا حلاوة لرؤيتهم، ولا قلب يحن إلى لقائهم " . وقال _ أيضا _ في " صيد الخاطر " ( 55 _ 56 ) : " إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة، كم من مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذراً من عقابه، أو رجاء لثوابه، أو إجلالاً له، فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هندياً على مجمر فيفوح طيبه فيستنشقه الخلائق ولا يدرون أين هو،وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبته، أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب، ويتفاوت تفاوت العود ، فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص وألسنتهم تمدحه ولا يعرفون لم ،ولا يقدرون على وصفه لبعدهم عن حقيقة معرفته ،وقد تمتد هذه الأرابيح بعد الموت على قدرها، فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة ثم ينسى ،ومنهم من يذكر مائة سنة ثم يخفي ذكره وقبره ،ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبداً ، وعلى عكس هذا من هاب الخلق، ولم يحترم خلوته بالحق ،فإنه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب، يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب ، فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير، وبقي مجرد تعظيمه ،وإن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه " . |
#9
|
|||
|
|||
يَقُولُ: (بِئْسَ الْعَبْدُ) : لَمْ يُقِلْ بِئْسَ الرَّجُلُ أَوِ الْمَرْءُ تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ الْأَوْصَافَ الْآتِيَةَ لَيْسَتْ مِنْ مُقْتَضَيَاتِ الْعَبْدِيَّةِ، وَلَا مِنْ نُعُوتِ الْعُبُودِيَّةِ
(عَبْدٌ تَخَيَّلَ) أَيْ: تَكَبَّرَ وَتَجَبَّرَ (وَاخْتَالَ) أَيْ: تَمَايَلَ وَتَبَخْتَرَ مِنَ الْخُيَلَاءِ وَهُوَ الْكِبَرُ وَالْعُجْبُ بِالْجَاهِ وَالْمَالِ وَالْجِمَالِ وَالْعُلُومِ وَالْأَعْمَالِ وَالْأَحْوَالِ. وَتَوَهَّمَ الْكَمَالَ، حَيْثُ يُخَيَّلُ لَهُ أَنَّهُ وَصَلَ إِلَى الْكَمَالِ. (وَنَسْيَ الْكَبِيرَ الْمُتَعَالِ) : بِحَذْفِ الْيَاءِ مُرَاعَاةً لِلْفَاصِلَةِ وَهُوَ لُغَةٌ فِي الْمَنْقُوصِ الْمُعَرَّفِ، وَعَلَيْهِ قِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} [الرعد: 9] وَأَثْبَتَهُ ابْنُ كَثِيرٍ فِي الْحَالَيْنِ، وَمَعْنَى الْكَبِيرِ عَلِيُّ الشَّأْنِ جَلِيُّ الْبُرْهَانِ، وَالْمُتَعَالِي أَيْ: عَنِ الْأَشْبَاهِ وَالْأَضْدَادِ وَالْأَنْدَادِ أَيْ: نَسِيَ أَنَّ الْكِبْرِيَاءَ وَالتَّعَالِي لَيْسَ إِلَّا لِلَّهِ تَعَالَى أَوْ نَسِيَ مُحَاسَبَتَهُ وَمُعَاتَبَتَهُ وَمُعَاقَبَتَهُ فِي الْعُقْبَى (بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ تَجَبَّرَ) أَيْ: قَهَرَ عَلَى الْمَظْلُومِينَ (وَاعْتَدَى) أَيْ: تَجَاوَزَ قَدْرَهُ (وَنَسِيَ الْجَبَّارَ الْأَعْلَى) أَيِ: الْقَهَّارَ الَّذِي فَوْقَ عِبَادِهِ الْغَالِبَ عَلَى أَمْرِهِ (بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ سَهَى وَلَهَى) :وَمَعْنَى سَهَا أَيْ: صَارَ غَافِلًا عَنِ الْحَقِّ وَالطَّاعَةِ وَلَهَا أَيِ: اشْتَغَلَ بِاللَّهْوِ وَاللَّعِبِ وَخُلَاصَتُهُمَا أَنَّهُ سَهَا عَنْ أُمُورِ الدِّينِ الرَّضِيَّةِ وَلَهَا بِأَمْرِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ (وَنَسِيَ الْمَقَابِرَ) أَيْ: أَهْلَهَا بِالتَّذَكُّرِ وَالْعِبْرَةِ بِهِمْ (وَالْبِلَى) : بِكَسْرِ الْمُوَحِّدَةِ وَهُوَ تَفَتُّتُ الْأَعْضَاءِ وَتَشَتُّتُ الْأَجْزَاءِ (بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ عَتَا) : مِنَ الْعُتُوِّ أَيْ: أَفْسَدَ (وَطَغَى) : مِنَ الطُّغْيَانِ أَيْ: تَجَاوَزَ عَنِ الْحَدِّ (وَنَسِيَ الْمُبْتَدَأَ وَالْمُنْتَهَى) :قَالَ الْأَشْرَفُ أَيْ: نَسِيَ ابْتِدَاءَ خَلَقِهِ وَهُوَ كَوْنُهُ نُطْفَةً وَانْتِهَاءَ حَالِهِ الَّذِي يَؤُولُ إِلَيْهِ (بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَخْتِلُ) : بِكَسْرِ التَّاءِ أَيْ: يَطْلُبُ (الدُّنْيَا بِالدِّينِ) أَيْ:وَالْمَعْنَى لَمْ يَخْدَعْ أَهْلَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الصُّلَحَاءِ لِيَعْتَقِدُوا فِيهِ، وَيَنَالَ مِنْهُمْ مَالًا أَوْ جَاهًا مِنْ خَتَلَ الذِّئْبُ لِصَيْدٍ خَدَعَهُ وَخَفَى لَهُ (بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَخْتِلُ الدَّيْنَ) أَيْ: يُفْسِدُهُ (بِالشُّبَهَاتِ) : بِضَمَّتَيْنِ وَبِفَتْحِ الثَّانِيَةِ (بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ طَمَعٌ) أَيْ: لَهُ طَمَعٌ أَوْ ذُو طَمَعٍ (يَقُودُهُ) أَيْ: يَسْحَبُهُ الطَّمَعُ عَنْ وُجْهَةِ الْمَوْلَى إِلَى جِهَةِ السَّوِيِّ (بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ رَغَبٌ) :قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: هُوَ بِضَمِّ الرَّاءِ وَسُكُونِ الْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ الشَّرَهُ وَالْحِرْصُ عَلَى الدُّنْيَا، وَقِيلَ: الرُّغْبُ سِعَةُ الْأَمَلِ وَطَلَبُ الْكَثِيرِ، وَيُرْوَى بِفَتْحِ الرَّاءِ بِمَعْنَى الرَّغْبَةِ فِي الدُّنْيَا وَقَوْلُهُ: (يُذِلُّهُ) أَيْ: يَجْعَلُهُ ذَلِيلًا. قَالَ التُّورِبِشْتِيُّ: رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِإِسْنَادٍ لَهُ عَنْ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدٍ الْكُوفِيِّ، وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي كِتَابِهِ وَقَالَ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ. قُلْتُ: قَدْ وُجِدَ لِهَذَا الْحَدِيثِ مُتَابِعٌ، فَإِنَّهُ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّازٍ، وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَيْضًا فِي مُسْتَدْرَكِهِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، وَلَا شَكَ أَنَّ كَثْرَةَ الطُّرُقِ تُقَوِّي الضَّعِيفَ وَتَجْعَلُهُ حَسَنًا لِغَيْرِهِ، وَبِهِ يُتْمُ الْمَقْصُودُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج8 ص 3194 باختصار قال الشيخ الالباني رحمه الله في ضعيف الترمذي (ضعيف - المشكاة 5115 / التحقيق الثاني، الضعيفة 2026، الظلال 9 و 10 (ضعيف الجامع الصغير 2350)) . هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي. نقلت هذا الشرح لان الفاظ الحديث اعجبتني
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 https://twitter.com/mourad_22_ قناتي على اليوتيوب https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg |
#10
|
|||
|
|||
__________________
قال ابن الجوزي _ رحمه الله _ في " صيد الخاطر " ( 43 ) : " ورأيت أقواماً من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحق عز وجل إليهم في الخلوات فمحا محاسن ذكرهم في الجلوات فكانوا موجودين كالمعدومين ، لا حلاوة لرؤيتهم، ولا قلب يحن إلى لقائهم " . وقال _ أيضا _ في " صيد الخاطر " ( 55 _ 56 ) : " إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة، كم من مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذراً من عقابه، أو رجاء لثوابه، أو إجلالاً له، فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هندياً على مجمر فيفوح طيبه فيستنشقه الخلائق ولا يدرون أين هو،وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبته، أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب، ويتفاوت تفاوت العود ، فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص وألسنتهم تمدحه ولا يعرفون لم ،ولا يقدرون على وصفه لبعدهم عن حقيقة معرفته ،وقد تمتد هذه الأرابيح بعد الموت على قدرها، فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة ثم ينسى ،ومنهم من يذكر مائة سنة ثم يخفي ذكره وقبره ،ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبداً ، وعلى عكس هذا من هاب الخلق، ولم يحترم خلوته بالحق ،فإنه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب، يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب ، فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير، وبقي مجرد تعظيمه ،وإن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه " . |
|
|