الفكرة المتلاشية من ذاتها :
من تدبر الأشياء بروية يعرف أن الفكرة التي ترفض الحوار، ومقارعة خصومها بالدليل و الحجة هي فكرة سائرة في طريق التلاشي، ولذلك تلجأ إلى الانزواء على نفسها، و تشبه على نفسها ذلك ببعض الحجج الشرعية تضعها في غير موضعها وقصدها تهميش الذات، و الإسلام و السنة دور المسلم نشرهم و الدعوة إليهم لا الحجر عليهم.
ومن يصدق مع نفسه يعرف أنه في تقلص و غيره في زيادة، وما فائدة أن احفظ نفسي و أصحابي و طائفتي ولا احفظ الأمة.
هذه المسألة كبيرة تحتاج إلى مساهمة من الكافة، من كافة أهل السنة و الجماعة، و الذي يظهر لي أن أهل السنة كل يوم في تفرق و تشتت، وكلما أصيب أحدهم مالت معه جماعة، فهم الآن جماعات متعادية متنافرة، يهجر بعضهم بعضا، هؤلاء مع الجارح، وهؤلاء مع المجروحين، وليس من علامات أهل السنة التفرق، بل علامتهم الائتلاف و الجماعة، هكذا ذكرت النصوص و ذكر أئمة السنة، فإن صار طابعهم التفرق و التشتت فهي علامة البدعة و مخالفة سبيل الأولين.
وقد يكذب بعضنا على نفسه، ولكن الواقع يكذبه و يفرض نفسه عليه، و الله المستعان.