أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
132143 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-09-2018, 12:03 PM
عمر الزهيري عمر الزهيري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 2,455
Arrow ( الصحيح المَرْضِي من آثار الإمام عبد الرحمن بن مهدي )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا جزء ( الصحيح المَرْضِي من آثار الإمام عبد الرحمن بن مهدي ) جمعت فيه آثار صحيحة عن الإمام عبد الرحمن بن مهدي.
وهو في الرابط التالي للتحميل: http://www.m5zn.com/d/?16901919
وهذا نص ما جاء فيه:


( الصحيح المَرْضِي من آثار الإمام عبد الرحمن بن مهدي )

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
أما بعد.
فهذه آثارٌ صحيحة عن الإمام عبد الرحمن بن مهدي خطر في البال جمعها وأنا أخرج أثرًا لعبد الرحمن بن مهدي في كتاب المقدمات الأساسية في علوم القرآن لعبد الله بن يوسف الجديع أن أجمعها في جزءٍ أسميته ( الصحيح المرضي من آثار عبد الرحمن بن مهدي ) فإني رأيت أنه قد اجتمع لدي شيءٌ كثير طيب منها زاد على خمسين أثرًا، ولم أقصد الإستقصاء لكل آثار ابن مهدي لكن قصد جمع ما اجتمع لدي بأسانيد متكررة لآثار مختلفة المتون، وآثار هذا الإمام هيمفخرةٌ بحقٍّ لأهل السنة يفتخر بها كل عاقل سني سلفي محب للحديث وأهله لأن ما فيها هو الفرق بين المتبع والمبتدع، فاحفظوها وانشروها.
وهذا سرد هذه الآثار الصحيحة مع تخريجها. - وإن كان ثمة ضعيف علَّقْتُ عليه - وهو نادر:

1- قال الإمام عبد الرّحمن بن مهديّ، قال: «لا يجوز أن يكون الرّجل إماما حتّى يعلم ما يصحّ ممّا لا يصحّ، وحتّى لا يحتجّ بكلّ شيء، وحتّى يعلم مخارج العلم» قلت: صحيح.
أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 3): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: «احْفَظْ، لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ إِمَامًا حَتَّى يَعْلَمَ مَا يَصِحُّ مِمَّا لَا يَصِحُّ، وَحَتَّى لَا يحْتَجُّ بِكُلِّ شَيْءٍ، وَحَتَّى يَعْلَمَ بِمَخَارِجِ الْعِلْمِ»
قلت: إسنادٌ صحيح، وسيأتي ذكر آثار أخرى من هذه الطريق.
وقائل الأثر عبد الرحمن بن مهدى هو الإمام عبد الرحمن بن مهدي بن حسان بن عبد الرحمن العنبري، أبو سعيد البصرى اللؤلؤى من الطبقة التاسعة من صغار أتباع التابعين وُلِدَ سنة 135 هـ وتوفي سنة 198 هـ بالبصرة أنظر تهذيب الكمال للإمام أبي الحجاج جمال االدين المزي (17/ 430 - 443 ت 3969) وتقريب التهذيب للحافظ ابن حجر (ص 351 ت 4018) وسير أعلام النبلاء للإمام الذهبي ط الرسالة (9/ 192 - 193 ت 56)، قال الحافظ ابن حجر في التقريب: ( ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال والحديث، قال ابن المدينى: ما رأيت أعلم منه. ) اهـ وقال الإمام الذهبي في الكاشف: ( الحافظ، الإمام العالم، كان أفقه من يحيى القطان، قال على ابن المدينى: أعلم الناس بالحديث عبد الرحمن. ) اهـ.
وعبيد الله بن سعيد هو أبو قدامة السرخسي ثقة مأمون سنى كما في التقريب.
ومحمد بن إسحاق هو محمد بن إسحاق بن خزيمة أبو بكر ثقة إمام قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ط الرسالة (14/ 365 ت 214): ( الحَافِظُ، الحُجَّةُ، الفَقِيْهُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، إِمَامُ الأَئِمَّةِ، أَبُو بَكْرٍ السُّلَمِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الشَّافِعِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. ) اهـ، وقد تُوبِع محمد بن إسحاق بن خزيمة كما في الطريق الآتي.
وإبراهيم بن عبد الله هو إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق الملقب بالقصَّار ثقة قال الذهبي: ( ثقة ) اهـ وقال مرة: ( صدوق ) اهـ ووصفه أبو عبد الله الحاكم بـ( المُعَدَّل ) وقال أبو الطيب في الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم (1/ 157 - 158 ت 12): ( قلت: [صدوق عابد]. ) اهـ ونقل توثيقه عن الذهبي وكلام الحاكم ونقل مصادر ذلك عن كتب الذهبي والحاكم وغيرها وأثنى عليه أبو عبد الله النيسابوري الحافظ قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ت بشار (7/ 44 ت 3112): ( قَالَ أبو عبد الله - يريد النيسابوري الحافظ الذي في الحديث قبله -: إبراهيم بن عبد الله معروف بالقصار، وإنما لقب به، لأنه كان يغسل الموتى لورعه وزهده واجتهاده في العبادة، ومتابعته السنة، حج معنا أبو إسحاق ومعه ابنه أبو سعيد، وحدثا جميعا ببغداد، ثم انصرفا، وتوفي أبو سعيد وبقي أبو إسحاق يحدث ويشهد ويغسل الموتى إلى أن توفي سنة ثلاث وسبعين وثلاث مائة، وهو ابن مائة سنة وثلاث سنين. ) اهـ وأورده أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان (1/ 243 - 244 ت 388): ( إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ زَكَرِيَّاءِ بْنِ يَحْيَى بْنِ شَهَمْرَدَانَ الْمُعَدِّلُ الْأَصْبَهَانِيُّ سَكَنَ نَيْسَابُورَ , سَمِعَ بأَصْبَهَانَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، وَنَيْسَابُورَ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَأَبِي الْعَبَّاسِ السَّرَّاجِ وَبِالْجَزِيرَةِ وَالسَّامِرَةِ مِنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَصْبَغِ وَطَبَقَتِهِ. ) اهـ ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا!، وقد تُوبِع إبراهيم بن عبد الله القصار كما في الطريق الآتي.
وقد توبع أبو نعيم عليه تابعه أبو عبد الله الحاكم أخرجه البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (ص: 179 رقم 188) أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ مُحَمَّدَ بْنَ شَاذَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا قُدَامَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: احْفَظْ: لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ إِمَامًا حَتَّى يَعْلَمَ مَا يَصِحُّ مِمَّا لَا يَصِحُّ , وَحَتَّى لَا يَحْتَجَّ بِكُلِّ شَيْءٍ , وَحَتَّى يَعْلَمَ مَخَارِجَ الْعِلْمِ
ومن هذه الطريق أخرجه البيهقي في رسالته للجويني المسماة ( رسالة البيهقي للجويني ص 100 رقم 10): وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا جعفر، [محمد بن] صالح بن هانئ يقول: سمعت أبا سعيد، محمد بن شاذان يقول: [سمعت] أبا قدامة يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ((احفظ: لا يجوز أن يكون الرجل إماماً: حتى يعلم ما يصح مما لا يصح، وحتى لا يحتج بكل شيء، وحتى يعلم مخارج العلم)) .
قلت: إسناد صحيح.
أبو سعيد محمد بن شاذان هو النيسابوري الأصم ثقة قال الذهبي تاريخ الإسلام ت بشار (6/ 806 ت 447): محمد بن شاذان، أَبُو سَعِيد النَّيْسَابُوري الأصمّ، شيخ عالم مُتقن. ) اهـ.
ومُحَمَّدَ بْنَ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ أبو جعفر الوراق النَّيْسابُوري الميداني، ثقة قال أبو الطيب في الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم (2/ 1040 - 1043 ت 900): ( قلت: [ثقة مكثر، زاهد له فهم وحفظ]. ) اهـ ونقل توثيقه هناك عن الحاكم وابن الصلاح وابن الجوزي وابن كثير ونقل مصادرها من كتبهم هناك ونقل عن الألباني في "الضعيفة" قوله: ( لم أعرفه. ) وقوله في "الصحيحة": ( لم أجد له ترجمته. ) وفي "الحاشية - أي حاشية الصحيحة أي هامشها -": ثم وجدت في بعض كتاباتي على "المستدرك" أنه مترجم في "الطبقات الكبرى" للسبكي (2/ 164)، وأن ابن كثير وثقه في "تاريخه" (11/ 225). نقل عن الدكتور الأحمدي قوله: ( لم أجد له ترجمته )، وقال أبو الطيب: ( كذا قال الندوي، وعبد العلي حامد. ) اهـ، قلت فهو ثقة أخطأ من ظنه لم يُتَرْجَم.
وأبو عبد الله الحافظ هو الإمام الحاكم وهو ثقة إمام شهير مر الكلام عليه في بعض تخريجاتي وذكره أبو الطيب في من روى عن محمد بن صالح بن هانيء هناك في ترجمته الآنفة الذكر في الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم (2/ 1041 ت 900).

2- الأثر الثاني:
أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله (3/ 218 رقم 4946): حَدثنِي بن خَلاد قَالَ سَمِعت عبد الرَّحْمَن بن مهْدي يَقُول لَا يكون إِمَامًا يحدث بِكُل مَا سمع وَلَا يكون إِمَامًا يحدث عَن كل أحد.
قلت: إسنادٌ صحيح.
بن خلاد هو محمد بن خلاد بن كثير أبو بكر البصري الباهلي ثقة كما في التقريب.
ومن هذه الطريق أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير (1/ 9): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: «لَا يَكُونُ إِمَامًا مَنْ يُحَدِّثُ بِكُلَّ مَا يَسْمَعُ , وَلَا يَكُونُ إِمَامًا مَنْ يُحَدِّثُ عَنْ كُلِّ أَحَدٍ»
وأخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 16): نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول لا يكون إماما أبدا رجل يحدث عن كل أحد.
قلت: وهذا إسناد صحيح.
أحمد بن سنان هو أبو جعفر القطان الوَاسِطِي، ثقة حافظ كما في التقريب.
ومن هذه الطريق أخرجه الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/ 90 رقم 1262) وأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْقَزْوِينِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحُلْوَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: «لَا يَكُونُ إِمَامًا مَنْ يُحَدِّثُ عَنْ كُلِّ أَحَدٍ»
وأخرجه الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/ 90 رقم 1263): أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنُ الدِّينَوَرِيُّ بِهَا أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السِّنِّيُّ الْحَافِظُ أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: «لَا يَكُونُ إِمَامًا أَبَدًا رَجُلٌ يُحَدِّثُ عَنْ كُلِّ أَحَدٍ وَلَا يَكُونُ إِمَامًا أَبَدًا رَجُلٌ لَا يُعْرَفُ مَخَارِجَ الْحَدِيثِ»
وأخرجه الخطيب البغدادي أيضا في تلخيص المتشابه في الرسم (1/ 343): أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْقَزْوِينِيُّ، قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحُلْوَانِيُّ، قَالَ: نَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: «لا يَكُونُ إِمَامًا مَنْ يُحَدِّثُ عَنْ كُلِّ أَحَدٍ»
وأخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 35 - 36): حدثني أبي نا يعقوب بن ابراهيم الدوروقى قال قال عبد الرحمن بن مهدي لا يكون الرجل إماما من يسمع من كل أحد، ولا يكون إماما في الحديث من يحدث بكل ما سمع، ولا يكون إماما في الحديث من يتبع شواذ الحديث، والحفظ هو الإتقان.
قلت: وهذا إسناد صحيح أيضا.
يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثقة، وكان من الحفاظ كما في التقريب، ووالد ابن أبي حاتم في الإسناد هو الإمام أبو حاتم الرازي إمام ثقة مشهور واسمه محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران الحنظلى ، أبو حاتم الرازى الحافظ قال الحافظ في التقريب: ( أحد الحفاظ ) اهـ وقال الذهبي في الكاشف: ( الحافظ، قال موسى بن إسحاق الأنصارى: ما رأيت أحفظ منه. ) اهـ
وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 424 ت 1360) في ترجمة فقال: أَيوب بن المتوكل، الأَنصاريّ، البصريّ، عَنْ عَبد الرَّحمَن بْن مهدي، رَوى عَنْهُ - أي روى عن عبد الرحمن بن مهدي - علي بْن عَبد اللهِ، عَنْ أَيوب، قَالَ - القائل هو عبد الرحمن بن مهدي -: لا يكون الرجلُ إِمامًا فِي الحديث، حتى لا يُحَدِّث، عَنْ كل أحدٍ، ولا يكونُ إماما فِي الحديث، حتى لا يُحَدِّث بكل شيء يسمع، والحفظ: الإتقان.
قلت: إسنادٌ صحيح أيضا، وهو من رواية البخاري عن علي بن عبد الله وهو المديني عن أيوب بن المتوكل عن عبد الرحمن بن مهدي كما ترى.
وعلي بن عبد الله هو الإمام الحافظ علي بن المديني أشهر من أن يُعْرَف وهو من شيوخ البخاري قال الحافظ في التقريب: ( ثقة ثبت إمام ، أعلم أهل عصره بالحديث و علله. ) اهـ وقال الذهبي في الكاشف: ( قال البخارى : ما استصغرت نفسى إلا بين يدى على ، و قال شيخه ابن مهدى : على ابن المدينى أعلم الناس بحديث رسول الله. ) اهـ
وأيوب بن المتوكل ثقة قال الذهبي في تاريخ الإسلام ت بشار (4/ 1078 ت 38): ( أيّوب بْن المتوكِّل البصْريّ الصَّيْدلانيّ، المقرئ الإِمَام ... قلت: وثّقه ابن المَدِينيّ. ) اهـ ونقل الخطيب البغدادي توثيق ابن المديني والدارقطني له أنظر تاريخ بغداد ت بشار (7/ 456 ت 3422)، وقال أبو داود: سمعت أحمد. قال: كان بالبصرة فتى، يقال له: أيوب بن المتوكل، كان به تطلب الحروف، ولا يأخذها إلا عن الثقات. أنظر ( سؤالاته أبي داود للإمام أحمد ص 348 ت 535) وموسوعة أقوال الإمام أحمد بن حنبل في رجال الحديث وعلله (1/ 141 ت 242).
ومن هذه الطريق أخرجه ابن أبي خيثمة في أخبار المكيين من تاريخ ابن بي خيثمة (ص: 315 ح 282): قَالَ: نَا أَيُّوب بن المتَوَكل عَن عبد الرَّحْمَن بن مهْدي قَالَ: " لَا يكون إِمَام فِي الْعلم من أَخذ بالشاذ من الْعلم، وَلَا يكون إِمَامًا فِي الْعلم من روى عَن كل أحد، وَلَا يكون إِمَام فِي الْعلم من روى كل مَا سمع، قَالَ وَالْحِفْظ الإتقان.
وأخرجه ابن أبي خيثمة أيضا في التاريخ الكبير في السفر الثالث (1/ 227 ح 691): حَدَّثَنا عليُّ بن الْمَدِيْنِيّ، قال: حدثنا أيوب بْن المتوكل, عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي؛ قَالَ: لا يكون إماما فِي العلم من أخذ بالشاذ من العلم، ولا يكون إماما فِي العلم من روى عَنْ كلِّ أحد، ولا يكون إماما فِي العلم من روى كلَّ ما سمع. قَالَ: والحفظ؛ الإتقان.
قلت: وهذا إسناد صحيح مر قبل قليل الكلام على رجاله.
وأخرجه الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/ 109 رقم 1325): أنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ، أنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، إِمْلَاءً نا فَضْلٌ يَعْنِي ابْنَ سَهْلٍ الْأَعْرَجَ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: «وَلَا يَكُونُ إِمَامًا مَنْ حَدَّثَ عَنْ كُلٍّ مَنْ رَأَى وَلَا حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»
وأخرجه عياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصبي السبتي، أبو الفضل في الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع (ص: 215): وَأَخْبَرَنَا رَحِمَهُ اللَّهُ - يريد الْقَاضِي أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيُّ - قَالَ أَخْبَرَنَا الْحُمَيْدِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن ابْن الْمُهْتَدِي أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينٍ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَدَقَةَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ حَدَّثَنى أَيُّوب ابْن الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ لَا يَكُونُ إِمَامًا أَبَدًا مِنْ أَخَذَ بِالشَّاذِ مِنَ الْعِلْمِ وَلَا يَكُونُ إِمَامًا فِي الْعِلْمِ مِنْ رَوَى عَنْ كُلِّ أَحَدٍ وَلَا يَكُونُ إِمَامًا فِي الْعِلْمِ مِنْ رَوَى عَنْ كُلِّ مَا سَمِعَ قَالَ وَالْحِفْظُ الْإِتْقَانُ.
وأخرجه السِّلَفي في الطيوريات تحقيق دسمان يحيى معالي وعباس صخر الحسن (1/ 76 رقم 59): أخبرنا أحمد، حدثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني، حدثنا القاسم ابن إسماعيل المَحَامِليّ (2) ، حدثنا الفضل بن سهل (3) ، حدثنا علي بن عبد الله (4) ، حدثني أيوب ابن المُتَوكِّل (5) ، [ل/11أ] عن عبد الرحمن بن مَهْدِي قال: ((الحِفْظُ الإِتْقَانُ، ولا يَكُونُ إمَاماً (6) مَنْ حدَّثَ عَنْ كُلِّ مَنْ رَأَى، وَلاَ يُحدِّثُ بِكُلِّ ما سَمِعَ))
وصححه محققاه وهذا نص كلامهما في الهوامش:
((2) هو المحدث الثقة أبو عبيد القاسم بن إسماعيل الضبي المحاملي، أخو القاضي الحسين بن إسماعيل المحاملي.
مات سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
انظر تاريخ بغداد (12/447-448) ، وسير أعلام النبلاء (15/263) ، وشذرات الذهب (2/300) .
(3) هو الأعرج البغدادي.
(4) هو ابن المديني.
(5) الأنصاري، القارئ البصري.
ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "وكان راوياً لعبد الرحمن بن مهدي، قديم الموت، روى عنه علي بن المديني".
انظر التاريخ الكبير (1/424) ، والجرح والتعديل (2/259) ، والثقات (8/126) .
(6) في المخطوط "إمام"، وما أثبته أولى.
(7) إسناده صحيح.
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/424) عن علي بن عبد الله به، ولفظه: ((ما يكون الرجل إماماً في الحديث حتى لا يحدث عن كل أحد، ولا يكون إماماً في الحديث حتى لا يحدث بكل شيء يسمع، والحفظ الإتقان)) .
وأخرجه ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" (1/270) من طريق أحمد بن أبي خيثمة عن علي بن عبد الله به، ومن طريقه القاضي عياض في "الإلماع" (ص215) ولفظه ((لايكون إماماً في العلم من أخذ بالشاذ، ولا يكون إماماً في العلم من روى كل ما سمع، والحفظ الإتقان)) .
وأخرجه الخطيب في "جامع أخلاق الراوي" (2/13) من طريق القاضي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ إسماعيل المحاملي، عن فضل بن سهل به قال: ((الحفظ الإتقان)) .
وأخرجه في (2/109) بالإسناد نفسه، وليس فيه قوله ((الحفظ الإتقان)) .
تنبيه: وقع في إسناد الخطيب أن الراوي عن الفضل بن سهل هو القاضي الحسين بن إسماعيل المحاملي وليس القاسم أخاه كما في إسناد المصنف، ولم أجد فيما رجعت إليه من المصادر لترجمة القاسم المحاملي والفضل بن سهل من ذكر الفضل في شيوخ القاسم، ولا القاسم في تلامذة الفضل أو أصحابه، وإنما وجدت روايات كثيرة جداً للقاضي الحسين المحاملي عن الفضل ابن سهل في غير ما مصدر ـ وهي مسجلة عندي في المسودة ـ، وإن كان ما ههنا محفوظاً فهو فائدة جيدة من فوائد هذا الكتاب، وعلى أيٍّ كان فهما ثقتان -ولله الحمد-. ) إنتهى كلام المحقِقَبن جزاهما الله خيرًا ومر تخريجي له وبيان صحته قبل نقل كلامهما.
وصح نحوه عن الإمام مالك بن أنس رحمه الله أخرجه مسلم في الصحيحم (1/ 11): وحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ لِي مَالِكٌ: «اعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ يَسْلَمُ رَجُلٌ حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ، وَلَا يَكُونُ إِمَامًا أَبَدًا وَهُوَ يُحَدِّثُ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»
وما مر من آثار هو غاية في النفع لمن تأملها.

3- الأثر الثالث:
علقه الرامهرمزي في المحدث الفاصل بين الراوي والواعي (ص: 205): قَالَ أَيُّوبُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: كَانَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، إِذَا لَقِيَ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي الْعِلْمِ، فَهُوَ يَوْمُ غُنَيْمَتِهِ، سَأَلَهُ وَتَعَلَّمَ مِنْهُ، وَإِذَا لَقِيَ مَنْ هُوَ دُونَهُ فِي الْعِلْمِ عَلَّمَهُ، وَتَوَاضَعَ لَهُ، وَإِذَا لَقِيَ مَنْ هُوَ مِثْلَهُ فِي الْعِلْمِ ذَاكَرَهُ وَدَارَسَهُ، وَقَالَ: لَا يَكُونُ إِمَامًا فِي الْعِلْمِ مَنْ أَخَذَ بِالشَّاذِّ مِنَ الْعِلْمِ، وَلَا يَكُونُ إِمَامًا فِي الْعِلْمِ مَنْ رَوَى كُلَّ مَا سَمِعَ، وَلَا يَكُونُ إِمَامًا فِي الْعِلْمِ مَنْ رَوَى عَنْ كُلِّ أَحَدٍ، وَالْحِفْظُ الْإِتْقَانُ.
قلت: وفيه زيادة على الأثر السابق بلفظ ( كَانَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، إِذَا لَقِيَ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي الْعِلْمِ، فَهُوَ يَوْمُ غُنَيْمَتِهِ، سَأَلَهُ وَتَعَلَّمَ مِنْهُ، وَإِذَا لَقِيَ مَنْ هُوَ دُونَهُ فِي الْعِلْمِ عَلَّمَهُ، وَتَوَاضَعَ لَهُ، وَإِذَا لَقِيَ مَنْ هُوَ مِثْلَهُ فِي الْعِلْمِ ذَاكَرَهُ وَدَارَسَهُ ) وهي زيادة صحيحة جائت من طريقين موصولين كما سيأتي، وهذا إسناد معلق فالرامهرمزي لم يدرك أيوب بن المتوكل فإن أيوبَ بن المتوكل مات سنة 200 هـ كما في ترجمته في تاريخ الإسلام للذهبي ت بشار (4/ 1077 ت 38) والرامهرمزي صاحب كتاب ( المحدث الفاصل ) عاش إلى قريب الـ( 360 ) هـ! واسمه الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد، أبو محمد الرامَهُرْمُزِي الحافظ القاضي أنظر ترجمته في تاريخ الإسلام للذهبي ت بشار (8/ 164 ت 376) و سير أعلام النبلاء للذهبي ط الرسالة (16/ 73 ت 55).
وعلقه ابن الجوزي في صفة الصفوة (2/ 227 ت 566) فقال: عبد الرحمن بن عمر قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كان يقال إذا لقي الرجل من فوقه في العلم: كان يوم غنيمة، وإذا لقي من هو مثله دارسه وتعلم منه، وإذا لقي من هو دونه تواضع له وعلمه. ولا يكون إماماً في العلم في العلم من يحدث بكل ما سمع ولا يكون إماماً في العلم من يحدث عن كل أحد، ولا يكون إماماً في العلم من يحدث بالشاذ من العلم والحفظ والإتقان.
لكن جاء موصولا من طريقيه المعلقين بإسنادَبن صحيحين.
الأول: أخرجه ابن أبي خيثمة في أخبار المكيين من تاريخ ابن بي خيثمة (ص: 433 رقم 470): حَدثنَا عَليّ بن الْمَدِينِيّ، قَالَ: نَا أَيُّوب بن المتَوَكل، عَن عبد الرَّحْمَن بن مهْدي قَالَ: " كَانَ الرجل من أهل الْعلم إِذا لَقِي من هُوَ فَوْقه فِي الْعلم فَهُوَ يَوْم غنيمته سَأَلَهُ وَتعلم مِنْهُ، وَإِذا لَقِي من هُوَ دونه فِي الْعلم علمه وتواضع لَهُ، وَإِذا لَقِي من هُوَ مثله ذاكره ودارسه ".
ومن هذه الطريق أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير ( وهو تاريخ ابن أبي خيثمة ) في السفر الثالث (1/ 293 رقم 1036): حَدَّثَنا عَلِيّ بْن الْمَدِيْنِيّ، قَالَ: حدثنا أيوب بْن المتوكل، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي, قَالَ: كَانَ الرجل من أهل العلم إذا لقي من هو فوقه فِي العلم فهو يوم غنيمته , سأله وتعلم منه، وإذا لقي من هو دونه فِي العلم علمه وتواضع له، وإذا لقي من هو مثله فِي العلم ذَاكَرَه وَدَارَسَه.
قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات مر الكلام على رجاله.
والثاني: أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 4): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: «كَانَ يقَالُ إِذَا لَقِيَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَوْقَهُ فِي الْعِلْمِ كَانَ يَوْمَ غَنِيمَةٍ، وَإِذَا لَقِيَ مِنْ هُوَ مِثْلَهُ دَارَسَهُ، وَتَعْلَمَ مِنْهُ، وَإِذَا لَقِيَ مِنْ هُوَ دُونَهُ تَوَاضَعَ لَهُ وَعَلَّمَهُ، وَلَا يَكُونُ إِمَامًا فِي الْعِلْمِ مَنْ يُحَدِّثُ بِكُلِّ مَا سَمِعَ، وَلَا يَكُونُ إِمَامًا فِي الْعِلْمِ مَنْ يُحَدِّثُ عَنْ كُلِّ أَحَدٍ، وَلَا يَكُونُ إِمَامًا فِي الْعِلْمِ مِنْ يُحَدِّثُ بِالشَّاذِّ مِنَ الْعِلْمِ، وَالْحِفْظُ الْإِتْقَانُ»
قلت: إسنادٌ صحيح.
عبد الرحمن بن عمر هو الملقب برستة ثقة له غرائب وتصانيف كما في التقريب قلت: وليس هذا من غرائبه كما هو ظاهر وقال الذهبي فيه في الكاشف: ( ثقة ) اهـ.
وعبد الرحمن بن محمد هو عبد الرحمن بن محمد بن سَلْم أبو يحيى الرازي الأصبهاني وقد صرح به أبو نعيم الأصبهاني باسم جده ( سَلْم ) في مواضع عديدة في حلية الأولياء ذكر فيها ابو نعيم الإسناد هكذا: ( حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ... ) أنظر مثلا حلية الأولياء (9 / 6) و(9 / 7) و(9 / 11)، وهو ثقة، قال أبو الطيب في إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني (ص 356 - 357 ت 537): ( قلت: (ثقة مكثر). ) اهـ ونقل هناك توثيقه عن الذهبي ونقل عن أبي الشيخ في كتابه طبقات المحدثين بأصبهان المعروف باسم ( طبقات أصبهان ) قوله: ( كان من محدثي أصبهان، وكان مقبول القول. ) اهـ ونقل عن الألباني قوله: ( ثقة ) اهـ ونقل قول الهيثمي: ( لم أعرفه ) اهـ! ونقل مصادر ذلك من كتبهم، وقال أبو نعيم الأصبهاني مثل قول أبي الشيخ حيث قال أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان (2/ 75 ت 1134): عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ الرَّازِيُّ سَكَنَ أَصْبَهَانَ، إِمَامُ جَامِعِهَا، تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، مَقْبُولُ الْقَوْلِ، حَدَّثَ عَنِ الْعِرَاقِيِّينَ وَغَيْرِهِمُ الْكَثِيرَ، صَاحِبُ التَّفْسِيرِ وَالْمُسْنَدِ عَنْ سَهْلِ بْنِ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَنْهُ الْقَاضِي وَالْجَمَاعَةَ. ) اهـ
وأحمد بن إسحاق هذا منسوبٌ إلى جده وإنما هو أحمد بن بندار بن إسحاق أبو عبد الله الأصبهاني الشَّعَار الفقيه الظاهري فقد صرح أبو نعيم أن اسمه ( أحمد بن بندار ) في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 35) ففيها هناك وقع الإسناد هكذا: ( حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُنْدَارٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ..) قلت: وهو ثقة قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ط الرسالة (16/ 61 ت 42): ( الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، البَارعُ، المُحَدِّثُ، مُسْنِدُ أَصْبَهَانَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ بُنْدَارَ بنِ إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ الشَّعَّارُ الظَّاهِرِيُّ ... قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: درسَ المَذْهَبَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي عَاصِمٍ، وَسَمِعَ كُتُبَهُ، وَكَانَ ثِقَةً، ظَاهِرِيَّ المَذْهَبِ. ) اهـ وقال الذهبي في تاريخ الإسلام ت بشار (8/ 132 ت 283): ( أحمد بن بُنْدار بن إسحاق، أبو عبد الله الأصبهاني الشعّار الفقيه...) وذكر كلام أبي نعيم الآنف، وقول أبي نعيم الذي ذكره الذهبي وجدته بنحوه قاله أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 187 - 188 ت 215): ( أَحْمَدُ بْنُ بُنْدَارِ بْنِ إِسْحَاقَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّعَارُ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، ثِقَةٌ ... سَمِعَ كُتُبَ ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ مِنْهُ، وَدَرَسَ عَلَيْهِ الْمَذَاهِبَ، وَبِمَذْهَبِهِ تَمَذْهَبَ. ) اهـ
فالأثر صحيح بهذا اللفظ والحمد لله.
وبهذا الإسناد الصحيح ( أعني برواية أبي نعيم عن أَحْمَدُ بْنُ بندار بن إِسْحَاقَ عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ بن سَلْم عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الملقب برستة عن عبد الرحمن بن مهدي ) جائت آثار صحيحة كثيرة عن عبد الرحمن بن مهدي وغيره في حلية الأولياء لأبي نعيم سأذكرها بعد قليل.
ونحو هذا الأثر صح عن أبي حازم أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (3/ 243): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: «إِنَّ الْعُلَمَاءَ كَانُوا فِيمَا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ إِذَا لَقِيَ الْعَالِمُ مِنْهُمْ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي الْعِلْمِ كَانَ يَوْمَ غَنِيمَةٍ، وَإِذَا لَقِيَ مَنْ هُوَ مِثْلُهُ ذَاكَرَهُ، وَإِذَا لَقِيَ مَنْ هُوَ دُونَهُ لَمْ يَزْهُ عَلَيْهِ حَتَّى إِذَا كَانَ هَذَا الزَّمَانُ فَهَلَكَ النَّاسُ»
قلت: إسناد صحيح.
قائل الأثر أبو حازم هو الإمام سلمة بن دينار الأعرج ثقة عابد كما في التقريب وقال الذهبي في الكاشف: الإمام، أحد الأعلام، قال ابن خزيمة: ثقة، لم يكن فى زمانه مثله. ) اهـ
وابنه عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ صدوق كما في التقريب.
وابن وهب هو عبد الله بن وهب المصري ثقة حافظ عابد كما في التقريب.
وأحمد بن سعيد هو الهمداني صدوق كما في التقريب وهو كما قال فقد وثقه زكريا الساجي فقال فيه: ( ثبت ) وقال فيه أحمد بن صالح: ( ما زلت أعرفه بالخير مذ عرفته . ) اهـ ووثقه العجلي وابن حبان وقال النسائي: ( ليس بالقوي ) اهـ قلت فمثله صدوق وكلام النسائي لا ينزله عن درجة الحسن لأن النسائي معروف بتشدده في الجرح فإذا اجتمع هذا مع توثيق من مر ذكرهم علمنا أنه صدوق حسن الحديث والحمد لله.
وابراهيم بن محمد بن الحسن هو إبراهيم بن محمد بن الحسن بن نصر بن عثمان أبو إسحاق الأصبهاني المعروف بـ( ابن متويه )، ثقة، قال أبو الطيب في إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني (ص: 72 - 74 ت 35): ( قلت: (ثقة، فقيه، عابد). ) اهـ ونقل هناك توثيق أبي الشيخ والذهبي والصفدي وثناء أبي نعيم والمقريزي ونقل مصادر كلامهم هناك،
وعبد الله بن محمد بن جعفر هو الإمام عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان أبو محمد المعروف بـ( أبي الشيخ ) ثقة وهو معروف بالرواية عن إبراهيم بن محمد بن الحسن الملقب بابن متويه وهو في هذا الإسناد فقد نقل ابن عساكر في تاريخ دمشق (7/ 134 - 135 ت 492 في ترجمة ابن متوية) عن أبي نصر بن ماكولا قوله: ( أما متوية بالتاء المعجمة باثنتين من فوقها وبعد الميم تاء فهو إبراهيم بن متوية أصبهاني حدث عنه أبو شيخ عبد الله بن محمد الاصبهاني. ) اهـ وجزم بذلك الذهبي فقال في سير أعلام النبلاء ط الرسالة (14/ 141 - 142 ت 76 في ترجمة ابن متوية): ( حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الشَّيْخِ بنُ حَيَّانَ ... ) اهـ، قلت وأبو الشبيخ هذا ثقة كما قلنا، قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ط الرسالة (16/ 276 ت 196): أَبُو الشَّيْخِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ حَيَّانَ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الصَّادِقُ، مُحَدِّثُ أَصْبَهَانَ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ حَيَّانَ، المَعْرُوفُ بِأَبِي الشَّيْخِ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. ) اهـ ونقل الذهبي هناك توثيقه عن ابن مردويه والخطيب البغدادي وأبي القاسم االسُّوذَرْجَانِيّ وأبي نعيم ونقل الذهبي أيضا ثناء أبو موسى المديني عليه، وانظر تاريخ الإسلام للذهبي ت بشار (8/ 305 ت 323) قلت: فمثله ثقة.
قلت: وهذه آثار أخرى من الطريق الصحيح للأثر الأول أعني من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عن مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ عن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، وهي عند أبي نعيم في الحلية وهي على التوالي - نبدأ بالأثر الرابع فقد مر ثلاث آثار -:

4- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (6/ 257): حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قُدَامَةَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْرَفَ بِالسُّنَّةِ مِنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ.

5- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (6/ 257): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، ثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قُدَامَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: مَنْ أَدْرَكْتُ مِنَ النَّاسِ كَانَ الْأَئِمَّةُ مِنْهُمْ أَرْبَعَةً: مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ وَذَكَرَ الرَّابِعَ وَنَسِيتُهُ إِنْ لَمْ يَكُنْ قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، فَلَا أَدْرِي مَنْ هُوَ.

وكرره حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (6/ 356): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قُدَامَةَ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: أَدْرَكْتُ مِنَ النَّاسِ الْأَئِمَّةَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ: مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، وَذَكَرَ الرَّابِعَ وَنَسِيتُهُ إِنْ لَمْ يَكُنِ ابْنُ الْمُبَارَكِ فَلَا أَدْرِي.
قلت: ولا يضر كونه مروي هنا عن محمد بن إسحاق السراج فإن ابراهيم بن عبد الله هو القصار وهو يروي عن محمد بن إسحاق بن خزيمة وعن محمد بن إسحاق السراج كما نص أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان (1/ 243 - 244 ت 388) وقد مر كلامه، والسراج ثقة هو مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مِهْرَانَ السراج الثقفي ثقة قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ط الرسالة (14/ 388 ت 216): ( الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، مُحَدِّثُ خُرَاسَانَ، أَبُو العَبَّاسِ الثَّقَفِيُّ مَوْلاَهُمُ، الخُرَاسَانِيُّ. ) اهـ
6- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (7/ 151): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قُدَامَةَ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: " مَرَرْتُ مَعَ شُعْبَةَ، بِرَجُلٍ - يَعْنِي يُحَدِّثُ - فَقَالَ: كَذَبَ وَاللهِ , لَوْلَا أَنَّهُ لَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَسْكُتَ عَنْهُ لَسَكَتُّ - أَوْ كَلِمَةً مَعْنَاهَا "
ومن طريقه أخرجه الخطيب البغدادي في الكفاية في علم الرواية (ص: 43): أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدِّلُ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قُدَامَةَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ , يَقُولُ: ( مَرَرْتُ مَعَ شُعْبَةَ بِرَجُلٍ - يَعْنِي يُحَدِّثُ - فَقَالَ: كَذَبَ وَاللَّهِ لَوْلَا أَنَّهُ لَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَسْكُتَ عَنْهُ لَسَكَتُّ - أَوْ كَلِمَةً مَعْنَاهَا. )

7- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (8/ 254): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ أَبَا قُدَامَةَ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: «كَانَ الْأَوْزَاعِيُّ وَالْفَزَارِيُّ إِمَامَيْنِ فِي السُّنَّةِ , إِذَا رَأَيْتَ الشَّامِيَّ يَذْكُرُ الْأَوْزَاعِيَّ وَالْفَزَارِيَّ فَاطْمَئِنَّ إِلَيْهِ , كَانَ هَؤُلَاءِ أَئِمَّةً فِي السُّنَّةِ»

8- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 3): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: " رُبَّمَا كُنْتُ أُمَاشِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ، فَأُذَاكِرُهُ بِالْحَدِيثِ، فَيَقُولُ: لَا تَبْرَحُ حَتَّى أَكْتُبَهُ "
وفي حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 3): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: «احْفَظْ، لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ إِمَامًا حَتَّى يَعْلَمَ مَا يَصِحُّ مِمَّا لَا يَصِحُّ، وَحَتَّى لَا يحْتَجُّ بِكُلِّ شَيْءٍ، وَحَتَّى يَعْلَمَ بِمَخَارِجِ الْعِلْمِ»
وهذا الأثر هو الأثر الأول في الآثار عن عبد الرحمن بن مهدي في سردنا ومر تخريجه.

9- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 32): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، يَقُولَانِ: سَمِعْنَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ أُدَاهِنْ إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ قَتَادَةُ، قَالَ أَنَسٌ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَوُّوا صُفُوفَكُمْ» فَكَرِهْتُ أَنْ يُفْسِدَ عَلِيَّ مِنْ جَوْدَةِ الْحَدِيثِ.
وهذا إسناد صحيح لا غبار عليه كالذي في طريق الاثر الأول وفيه متابعة يعقوب بن إبراهيم وهو الدورقي وهو ممن يروي عن محمد بن إسحاق بن خزيمة كما في كتب الرجال والدورقي ثقة مرت ترجمته.
قلت: وهذه آثار أخرى من الطريق الصحيح للأثر الثاني أعني من طريق محمد بن خلاد بن كثير عن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، وهي عند أحمد في العلل وهي على التوالي - ونبدأ بالأثر العاشر فقد مر تسعة آثار:
ومنها ما أخرجه أحمد في العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله (3/ 218 رقم 4946): حَدثنِي بن خَلاد قَالَ سَمِعت عبد الرَّحْمَن بن مهْدي يَقُول لَا يكون إِمَامًا يحدث بِكُل مَا سمع وَلَا يكون إِمَامًا يحدث عَن كل أحد.
قلت: وهذا هو الأثر الثاني وهو صحيح مر تخريجه.
والآن نبدأ بالأثر العاشر فقد مر تسعة:

10- العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله (3/ 218 رقم 4947): حَدثنِي بن خَلاد قَالَ سَمِعت عبد الرَّحْمَن يَقُول ثَلَاثَة لَا يحمل عَنْهُم الرجل الْمُتَّهم بِالْكَذِبِ وَالرجل كثيرا الْوَهم والغلط وَرجل صَاحب هوى يَدْعُو إِلَى بِدعَة.

11- العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله (3/ 224 رقم 4975): حَدثنِي بن خَلاد قَالَ حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن مهْدي قَالَ سَمِعت حَمَّاد بن زيد يَقُول سَمِعت أَيُّوب يَقُول إِنِّي لأقول أَحسب وَمَا أَشك مَخَافَة أَن يكْتب حَدِيثي.

12- العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله (3/ 228 رقم 4998): كتب إِلَيّ بن خَلاد سَمِعت عبد الرَّحْمَن بن مهْدي يَقُول حَمَّاد بن سَلمَة أروَى النَّاس عَن ثَلَاثَة ثَابت وَحميد وَهِشَام بن عُرْوَة الرَّأْي.

قلت: وهذه آثار أخرى من الطريق الصحيح الآخر للأثر الثاني أعني من طريق أحمد بن سنان عن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، وهي عند أبن أبي حاتم في الجرح والتعديل وهي على التوالي ونبدأ بالأثر الثالث عشر فقد مر اثنا عشر أثرًا:

13- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 35): نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول خصلتان لا يستقيم فيهما (4) (28 م) حسن الظن، الحكم والحديث يعني لا يستعمل حسن الظن في قبول الرواية عمن ليس بمرضى.
وكرره في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 35): نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول خصلتان لا يستقيم فيهما (28 م) حسن الظن، الحكم والحديث يعني لا يستعمل حسن الظن في قبول الرواية عمن ليس بمرضى.
وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 35): حدثني أبي نا يعقوب بن ابراهيم الدوروقى قال قال عبد الرحمن بن مهدي لا يكون الرجل إماما من يسمع من كل أحد، ولا يكون إماما في الحديث من يحدث بكل ما سمع، ولا يكون إماما في الحديث من يتبع شواذ الحديث، والحفظ هو الإتقان.
وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 16): نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول لا يكون إماما أبدا رجل يحدث عن كل أحد.
وهذا الأثر صحيح مر تخريجه وهو الطريق الآخر للأثر الثاني.

14- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 289): نا أحمد بن سنان قال سمعت على ابن المديني يقول: كان عبد الرحمن بن مهدي أعلم الناس قالها مرارا.
وكرره في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/ 251) [عبد الرحمن بن مهدي] ومن العلماء الجهابذة النقاد من أهل البصرة من الطبقة الثانية عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله، ( ما ذكر من علم عبد الرحمن بن مهدي بناقلة الآثار وصحيح الأخبار وسقيمها وفقهه ومعرفته. ): نا أحمد بن سنان الواسطي قال سمعت علي ابن المديني يقول: كان عبد الرحمن بن مهدي أعلم الناس -، قالها مِرَارًا.
وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 22): نا أحمد بن سنان قال سمعت علي ابن المديني يقول كان عبد الرحمن ابن مهدي أعلم الناس، قالها مرارا.
وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 289): نا أحمد بن سنان قال سمعت على ابن المديني يقول: كان عبد الرحمن بن مهدي أعلم الناس قالها مرارا.

15- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/ 18) ( باب ما ذكر من توقي مالك بن أنس عن الفتوى إلا ما يحسنه ويعلمه ): حدثنا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال: يا أبا عبد الله جئتك من مسيرة ستة أشهر، حملني أهل بلادي مسألة أسألك عنها.
قال فسل، قال فسأل الرجل عن أشياء فقال: لا أحسن، قال فقطع بالرجل كأنه قد جاء إلى من يعلم كل شئ قال: واي شئ أقول لأهل بلادي إذا رجعت إليهم؟ قال تقول لهم قال - 1] مالك بن انس: لا احسن. )

16- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/ 63): نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - يقول قدمت على سفيان بن عيينة فجعل يسألني عن المحدثين فقال: ما بالعراق أحد يحفظ الحديث إلا سفيان الثوري.

17- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/ 63): نا أحمد بن سنان الواسطي قال سمعت عبد الرحمن ابن مهدي يقول ما (3) رأيت سفيان لشئ من حديثه أحفظ منه لحديث الأعمش.

18- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/ 106): نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول سمعت سفيان يقول: لما أخذت بمكة وأدخلت على
المهدي قال قلت في نفسي قد وقعت يا نفس فاستمسكي، قال عبد الرحمن قد كنت أحب أن يقول غير هذا - يعني من التوكل وأشباهه - قال وإلى جنبه أبو عبيد الله فقال لي أبو عبيد الله: ألست سفيان؟ قلت: بلى، قال، إن كتبك لتأتينا أحيانا، قال قلت: ما كتبت إليك كتابا قط، قال: فأي شئ دخله.

19- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/ 140): نا أحمد بن سنان قال قلت لعبد الرحمن بن مهدي: لم تركت حديث حكيم بن جبير؟ فقال حدثني يحيى القطان قال سألت شعبة عن حديث حكيم بن جبير فقال: أخاف النار.
وكرره في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 22): نا أحمد بن سنان قال قلت (17 م) لعبد الرحمن ابن مهدي لم تركت حديث حكيم بن جبير؟ فقال حدثني يحيى القطان قال سألت شعبة عن حديث من حديث حكيم بن جبير فقال أخاف النار.
وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/ 201): [حدثنا أحمد بن سنان قال قلت لعبد الرحمن بن مهدي: لم ترك حديث حكيم بن جبير؟ فقال: حدثني يحيى القطان قال سألت شعبة عن حديث حكيم ابن جبير فقال: أخاف النار.

20- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/ 254): نا أحمد بن سنان الواسطي قال حدثوني عن يحيى بن سعيد القطان قال: ما قرأ عبد الرحمن بن مهدي على مالك أثبت مما سمع (3) الناس.
وكرره في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 289): نا أحمد بن سنان قال حدثوني عن يحيى بن سعيد القطان قال: ما قرأ عبد الرحمن بن مهدي على مالك أثبت مما سمع الناس.

21- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/ 256) ( باب ما ذكر من جلالة عبد الرحمن [بن مهدي - 1] عند العلماء ): نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: أفتى سفيان الثوري في مسألة فرآني كأني أنكرت فتياه قال: أنت ما تقول؟ قلت كذا وكذا خلاف ما يقول، قال فسكت ولم يقل شيئا.

22- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/ 257): نا أحمد بن سنان سمعت عبد الرحمن (71 ك) بن مهدي يقول: قدمت على سفيان بن عيينة فجعل يسألني عن الحديث.

23- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/ 257): ( باب ما ذكر من تبجيل عبد الرحمن بن مهدي للعلم وأهله ): نا أحمد بن سنان قال كان عبد الرحمن بن مهدي لا يتحدث في مجلسه ولا يبري قلم ولا يتبسم ولا يقوم أحد قائما كأن على رؤوسهم الطير أو كأنهم في صلاة فإن رأى أحدا منهم تبسم أو تحدث أو يضحك أو يبري قلمًا لبس نعله وخرج.
وأخرج نحوه أبو نعيم في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 6): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ، وَضَحِكَ رَجُلٌ فِي مَجْلِسِهِ وَسَمِعَهُ، فَقَالَ: «مَنْ الَّذِي يَضْحَكُ؟» فَأَعَادَ مِرَارًا، فَأَشَارُوا إِلَى رَجُلٍ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: «تَطْلُبُ الْعِلْمَ، وَأَنْتَ تَضْحَكُ؟ مَرَّتَيْنِ. لَا حَدَّثْتُكُمْ شَهْرَيْنِ». فَقَامَ النَّاسُ، فَانْصَرَفُوا، وَلَا أَعْلَمُ أَنِّي رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ضَاحِكًا شَدِيدًا بِقَهْقَهَةٍ إِلَّا التَّبَسُّمَ، فَإِنْ خَشِيَ عَلَيْهِ أَنْ يَغْلِبَهُ أَمْسَكَ عَلَى فَمَهِ.
هذا هو الطريق الثاني للأثر الثالث الذي سبق تخريجه وبيان صحته.
ونحوه صح عن وكيع بنفس هذا الإسناد أخرجه أبن أبي حاتم في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/ 232): ( باب ما ذكر من تبجيل وكيع للعلم ): نا أحمد بن سنان قال كان [وكيع - 1] لا يتحدث في مجلسه ولا يبري قلم ولا يتبسم ولا يقوم أحد قائما، كانوا في مجلسه كأنهم في صلاة فإن أنكر منهم شيئا انتعل ودخل. - كذا وقع فيه ( ودخل ) والظاهر أنه ذُهُولٌ من الراوي أو الناسخ لأن الصواب المناسب للمعنى أن يقال ( وخرج ) كما مر في أثر عبد الرحمن بن مهدي قبل قليل.

24- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/ 292): نا أحمد بن سنان الواسطي عن عبد الرحمن بن مهدي أنه رأى أحمد بن حنبل أقبل إليه او قام (143 م) من عنده فقال: هذا أعلم الناس بحديث سفيان الثوري.
وكرره في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 68): نا أحمد بن سنان عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ أنه رأى أحمد بن حنبل أقبل إليه أو قام (2) من عنده فقال هذا أعلم الناس بحديث سفيان الثوري.
ونحوه أخرج ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 289): نا ابي قال سألت على ابن المديني: من أوثق أصحاب الثوري؟ قال: يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدى ووكيع وأبو نعيم.
قلت: وهذا إسنادٌ صحيح رجالقه ثقات مر الكلام عليهم وهم أشهر من أن يُعرَفُوا!.

25- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/ 297): نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كان أحمد بن حنبل عندي فقال نظرنا فيما يخالفكم فيه وكيع أو فيما يخالف وكيع الناس فإذا هي نيف وستون حرفا.

26- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 16): نا أحمد بن سنان [الواسطي - 1] نا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - عن هشيم نا مغيرة عن إبراهيم قال كانوا إذا أرادوا أن يأخذوا عن الرجل نظروا إلى صلاته وإلى هيئته وإلى سمته.
قلت: هذا إسناد ضعيف عن إبراهيم النخعي لكن معناه صحيح كما هو ظاهر، والمغيرة هو ابن مقسم الضبي ثقة متقن إلا أنه كان يدلس ولا سيما عن إبراهيم كما في التقريب وهو هنا قد عنعن عن إبراهيم النخعي فالسند ضعيف، وهشيم هو ابن بشير ثقة ثبت كثير التدليس و الإرسال الخفى كما في التقريب وقد صرح بالتحديث فلا يضر تدليسه.

27- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 34): ( باب التيقظ في أخذ العلم والتثبت فيه ): نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى فَمِ قَتَادَةَ فَإِذَا قَالَ للشئ حدثنا عَنَيْتُ بِهِ فَوَقَفْتُهُ عَلَيْهِ وَإِذَا لَمْ يَقُلْ حدثنا لَمْ أُعْنَ بِهِ.
28- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 37): ( باب بيان درجات رواة الآثار ): نا أحمد بن سنان [الواسطي - 2] قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي وربما جرى ذكر رجل صدوق في حديثه ضعف فيقول رجل صالح، الحديث يغلبه، يعني أن شهوة الحديث تغلبه.

29- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 153): نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول إسماعيل بن علية أثبت من هشيم.

30- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 498): نا أحمد بن سنان قال ترك عبد الرحمن بن مهدي حديث جابر الجعفي.

31- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 40): نا أحمد بن سنان قال سمعت وكيعا يقول حدثنا سعيد بن عبد الرحمن أخو أبي حرة وكان ثقة.

32- نا أحمد بن سنان نا عبد الرحمن بن مهدي قال نا سعيد بن عبد الرحمن أخو (52 م 3) أبي حرة وكان أثبت من أبي حرة.

33- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 160): عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول أربعة بالكوفة لا يختلف في حديثهم فمن اختلف عليهم فهو يخطئ (3) (ليس هم - 1) منهم أبو حصين.
ونحوه في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/ 177): نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: أربعة بالكوفة لا يختلف في حديثهم فمن اختلف [عليهم - 2] فهو يخطئ ليس [هو - 3] هم، منهم منصور بن المعتمر.
34- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 333): نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول ليث بن ابى سليم وعطاء بن السائب ويزيد بن ابى زياد ليث احسنهم حالا عندي.
وكرره في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (7/ 178): نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول ليث بن ابى سليم وعطاء بن السائب ويزيد بن ابى زياد ليث احسنهم حالا عندي.

35- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/ 72): نا أحمد بن سنان الواسطي قال سمعت عبد الرحمن ابن مهدى يقول سمعت مالك بن أنس يقول حدث الزهري يوما حديثا (3) فلما قام قمت فأخذت بعنان دابته فاستفهمته قال تستفهمنى ما استفهمت عالما ولارددت على عالم قط قال فجعل عبد الرحمن بن مهدى يعجب فَذِيكَ الطوال؟ فتلك المَغَازي؟.
قلت: وهذا صحيح عن الزهري، ومالك بن أنس هو الأصبحي إمام دار الهجرة أحد الأئمة الأربعة مشهور.

36- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/ 361): نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول: حديث مجالد عند الاحداث يحيى بن سعيد وابى اسامة ليس بشئ، ولكن حديث شعبة وحماد بن زيد وهشيم وهؤلاء القدماء قال أبو محمد يعني أنه تغير حفظه في آخر عمره.

37- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (9/ 40): نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول: كتاب ابى عوانة اثبت من حفظ هشيم.

38- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (9/ 115): نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول حفظ هشيم اثبت من حفظ ابى عوانة

قلت: وهذه آثار أخرى من الطريق الثاني للأثر الثالث أعني من طريق أبي نعيم عن أَحْمَدُ بْنُ بندار بن إِسْحَاقَ عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ بن سَلْم عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الملقب برستة عن عبد الرحمن بن مهدي الذي مر تخريجه، وهي عند أبي نعيم في الحلية وهي على التوالي - نبدأ بالأثر 39 فقد مر 38 أثرًا:

39- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 3): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: «يَحْرُمُ عَلَى الرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ فِي أَمَرِ الدِّينِ إِلَّا شَيْئًا سَمِعَهُ مِنْ ثِقَةٍ» يَعْنِي: بِذَلِكَ أَصْحَابَ الرَّأْيِ.
هذا سقط من طبوع الحلية من إسناده ( عبد الرحمن بن محمد أبو يحيى الرازي ) بين أحمد بن بندار بن إسحاق وعبد الرحمن بن عمر وهذا ظاهر.
وفي حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 4): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: «كَانَ يقَالُ إِذَا لَقِيَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَوْقَهُ فِي الْعِلْمِ كَانَ يَوْمَ غَنِيمَةٍ، وَإِذَا لَقِيَ مِنْ هُوَ مِثْلَهُ دَارَسَهُ، وَتَعْلَمَ مِنْهُ، وَإِذَا لَقِيَ مِنْ هُوَ دُونَهُ تَوَاضَعَ لَهُ وَعَلَّمَهُ، وَلَا يَكُونُ إِمَامًا فِي الْعِلْمِ مَنْ يُحَدِّثُ بِكُلِّ مَا سَمِعَ، وَلَا يَكُونُ إِمَامًا فِي الْعِلْمِ مَنْ يُحَدِّثُ عَنْ كُلِّ أَحَدٍ، وَلَا يَكُونُ إِمَامًا فِي الْعِلْمِ مِنْ يُحَدِّثُ بِالشَّاذِّ مِنَ الْعِلْمِ، وَالْحِفْظُ الْإِتْقَانُ»
وهذا هو الطريق الثاني للأثر الثالث الذي سبق تخريجه وبيان صحته.

40- حلية الأولياء وطبقات الأولياء (9/ 4): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: «يَحْرُمُ عَلَى الرَّجُلِ أَنْ يَرْوِيَ حَدِيثًا فِي أَمَرِ الدِّينِ حَتَّى يُتْقِنَهُ وَيَحْفَظَهُ كَالَآيَةِ مِنَ الْقُرْآنِ، أَوْ كَاسْمِ الرَّجُلِ»
ومر أثرٌ من هذه الطريق في تخريج الأثر 23 فانظره.

41- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 6): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: «فِتْنَةُ الْحَدِيثِ أَشَدُّ مِنْ فِتْنَةِ الْمَالِ، وَفِتْنَةِ الْوَلَدِ تُشْبِهُ فِتْنَتَهُ، كَمْ مِنْ رَجُلٍ، يُظَنُّ بِهِ الْخَيْرُ قَدْ حَمَلَتْهُ فِتْنَةُ الْحَدِيثِ عَلَى الْكَذِبِ»

42- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 7): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، وَذَكَرَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مِنَ الْجَهْمِيَّةِ، أَنَّهُمْ ذَكَرُوا عِنْدَهُ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ، فَقَالَ: عَجَنَهُ بِيَدِهِ، وَحَرَّكَ بِيَدَيْهِ الْعَجِينَ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: «لَوِ اسْتَشَارَنِي هَذَا السُّلْطَانُ فِي الْجَهْمِيَّةِ، لَأَشَرْتُ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَتِيبَهُمْ، فَإِنْ تَابُوا، وَإِلَّا ضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ»
وهذا كما ترى صحيح وكل هذه الآثار صحيحة من الطريق الثاني للاثر الثالث السالف، وهو يدل على وجود الجهمية لأن عبد الرحمن بن مهدي ذكر إسمهم وذكر حكمه عليهم، ففيه الرد على بعض المبتدعة ممن ينكر وجود الجهمية!، فقد حصل أن أنكر وجودهم أحد المبتدعة من الأشاعرة في حوار دار بيني وبينه، فأثر عبد الرحمن بن مهدي هذا هو أثرٌ نفيس، وفي الباب أدلة أخرى على وجود فرقة الجهمية ككنب الرد على الجهمية لبعض العلماء ككتاب الرد على الزنادقة والجهمية لأحمد بن حنبل وغيره.

43- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 8): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ، وَاجْتِهَادُهُمْ فِي الْعِبَادَةِ فَقَالَ: «لَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا مَا كَانَ عَلَى الْأَمْرِ وَالسُّنَّةِ»، ثُمَّ قَرَأَ: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} [الحديد: 27] فَلَمْ يَقْبَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ، وَوَبَّخَهُمْ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «الْزَمِ الطَّرِيقَ وَالسُّنَّةَ»

44- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 10): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ قُلْتُ: نَأْخُذُ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، مَا يَأْثُرُهُ، وَمَا وَافَقَ الْحَقَّ؟ قَالَ: «لَا وَلَا كَرَامَةَ. جَاءَ إِلَى الْإِسْلَامِ يَنْقُضُهُ عُرْوَةً عُرْوَةً، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ شَيْءٌ»
قلت: وهذا من حديث الأقران بعضهم في بعض، وأبو حنيفة تراجع عن كثير مما خالف فيه الحق وما بقي ليس سوى زلة عالم وكما قيل لكل جوادٍ كبوة فيه أنظر كتابي ( التعليق على كتاب إعتقاد الأئمة الأربعة ) لمحمد بن عبد الرحمن الخميس. - وهو متوفر في قسم العقيدة من منتدى كل السلغيين -.

45- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 11): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، وَسَأَلَ، رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدِ، بَلَغَنِي أَنَّكَ قُلْتَ: مَالِكٌ أَعْلَمُ مِنْ أَبِي حَنِيفَةَ، قَالَ: " مَا قُلْتُ هَذَا، وَلَكِنْ أَقُولُ: كَانَ أَعْلَمَ مِنْ أُسْتَاذِ أَبِي حَنِيفَةَ، يَعْنِي حَمَّادَ بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ "

46- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 11): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: «لَوْلَا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ يُعْصَى اللَّهُ لَتَمَنَّيْتُ أَنْ لَا يَبْقَى فِي هَذَا الْمِصْرِ أَحَدٌ إِلَّا وَقَعَ فِيَّ وَاغْتَابَنِي، وَأَيُّ شَيْءٍ أَهْنَأُ مِنْ حَسَنَةٍ يَجِدُهَا الرَّجُلُ فِي صَحِيفَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَعْمَلُهَا، وَلَمْ يَعْلَمْ بِهَا»

47- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 11): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: وَأَرَادَ أَنْ يَبِيعَ، أَرْضًا لَهُ، فَقَالَ الدَّلَّالُ: أُعْطِيتُ بِالْجَرِيبِ خَمْسِينَ وَمِائَتَيْ دِينَارٍ فِيمَا أَحْفَظُ، وَلَكِنْ نَظَرَ إِلَى أَرْضٍ خَرَابٍ، وَنَخْلٍ بَادِيَةِ الْعِرْقِ فَلَوْ كَانَتْ مُسَمَّدَةً رَجَوْتُ أَنْ أَبِيعَ الْجَرِيبَ بِفَضْلِ خَمْسِينَ دِينَارًا، وَقَدْ كَثُرَ أَرْبَعَةُ آلَافِ دِينَارٍ يَكُونُ مِائَةَ أَلْفٍ دِرْهَمٍ أَذْهَبُ أَنَا وَغُلَامُكَ، نُسَمِّدُهَا وَنَبِيعُهَا، وَلَعَلَّكَ لَا تَنْظُرُ إِلَيْهَا وَلَا تَرَاهَا. فَغَضِبَ وَقَالَ: " أَرْبَعَةُ آلَافِ دِينَارٍ؟ أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: {لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطِّيبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ، فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [المائدة: 100] لَا، وَلَا كَذَا، وَأَظُنُّهُ قَالَ: وَلَا مِائَةَ أَلْفِ دِينَارٍ "

48- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 12): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: " كُنْتُ أَجْلِسُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي مَسْجِدِ الْجَامِعِ فَيَجْلِسُ إِلَيَّ النَّاسُ، فَإِذَا كَانُوا كَثِيرًا فَرِحْتُ، وَإِذَا قَلُّوا حَزِنْتُ، فَسَأَلْتُ بِشْرَ بْنَ مَنْصُورٍ فَقَالَ: هَذَا مَجْلِسُ سُوءٍ، لَا تَعُدْ إِلَيْهِ، قَالَ: فَمَا عُدْتُ إِلَيْهِ "
قلت: صحيح، وبشر بن منصور هو بشر بن منصور السليمى، أبو محمد الأزدى البصرى صدوق عابد زاهد كما في التقريب وقال الذهبي في الكاشف: ( ثقة ) اهـ ووثقه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وعلي بن نصر الجهضمي وابن حبان وأثنى عليه علي بن المديني وعبيد الله بن عمر القواريري وابنُ مهدي ويعقوب بن شيبة السدوسي كما في تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب لكن يعقوب بن أبي شيبة حيث قال: ( كان قد سمع ، و لم يكن له عناية بالحديث ) اهـ أنظر تهذيب التهذيب (1/ 460) قلت وهذا مردود بما سبق من كلام الأئمة الكثير في توثيقه والثناء عليه! فمثله ثقة.
وإنما أمر بشر بن منصور ابنَ مهدي بترك مجلسه لأنه خَشِيَ عليه من أن يدخلَه عُجْبٌ أو رياء.

49- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 12): ثنا أَحْمَدُ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: «مَا أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَّا قَدْ كَانَ مِنْهُ نَدَامَةٌ عَلَى مَنْ دُونَهُ، إِلَّا عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فَإِنَّهُ مَضَى عَلَى أَمَرِهِ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
هذا سقط من طبوع الحلية من إسناده ( عبد الرحمن بن محمد أبو يحيى الرازي ) بين أحمد بن بندار بن إسحاق وعبد الرحمن بن عمر وهذا ظاهر.

50- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 39): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ رَزَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى التَّوْبَةَ، فَقَالَ لَنَا: انْظُرُوا هَذَا الْحَدِيثَ مِمَّنْ تَأْخُذُونَهُ؟ أَوْ كَيْفَ تَأْخُذُونَهُ؟ فَإِنَّا كُلَّمَا رَأَيْنَا رَأَيًا جَعَلْنَاهُ حَدِيثًا "
قلت: صحيح عن ابن لهيعة لأنه من الطريق الثاني للأثر الثالث لابن مهدي كما مر بيانه، ولا يضر اختلاط ابن لهيعة لأنه من رواية أحد العبادلة وهو عبدُ الرحمانِ بنُ مَهدي عنِ ابنِ لَهيعَةَ فَهو من قديمِ حَديثهِ الصحيحِ وهذا ما حققه الألباني أنظر مثلًا الصحيحة ح 42، وقد فصلت الكلام في شأن ما صح وما ضعف من حديث أبن لهيعة ونقلت كلام الألباني والحويني وغيرهما في كتابي ( التعليق والتخريج على مقدمة في أصول التفسير لشيخ الإسلام في التعليق على ص 69 هامش (1))، والأثر مفيد في فهم حال أهل الأهواء وهم أهل البدع فإنهم كان بعضهم ينتصر لبدعته برواية ما ينصرها ولو كان ضعيفا أو كذبًا، ومن هنا كان التحقيق عدم قبول ما يرويه المبتدع في نصرة بدعته إن كانت نصرة بدعته صريحة فيما روى وبه قال الألباني في السلسلة الضعيفة ح 6575 في حديث الطير فإن له طريقًا فيها شيعي صدوق وبه ضعفه لأن فيه نصرا لبدعته أنظر كتابي التعليق على كتاب أخبار أبي العيناء اليمامي. - وهو متوفر في قسم علوم الحديث في منتدى كل السلفيين -.

51- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 51): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: «شَهِدْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ يَعْلَى عَلَى الْقَضَاءِ مَرُّوا بِشَاهِدِ زُورٍ، وَالَّذِي شَهِدَ لَهُ، فَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَّهُ أَمَرَ بِحَلْقِ نِصْفِ رُءُوسَهُمْ، وَحَمَّمَ وُجُوهَهُمْ، وَطَافَ بِهِمْ»
قلت: إسنادٌ حسن.
معاوية بن عبد الكريم صدوق كما في التقريب وقال الذهبي في الكاشف: ( علق له البخارى وفيه لين ما. ) اهـ ووثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو داود وابن أبي خيثمة حدَّثَ عن فضيل بن عبد الوهاب أنه قال: ( ثقة ) اهـ، وقال النسائي: ( لا بأس به ) اهـ وقال أبو حاتم: ( صالح الحديث، محله الصدق لا يحتج به. ) اهـ وقال الساجي: ( صدوق ) اهـ ووثقه ابن حبان، أنظر ترجمته في تهذيب الكمال للمزي وتهذيب التهذيب لابن حجر (10 / 214) قلت مثله صدوق حسن الحديث.

53- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 61): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنِ نَبِيذَيِ الْبُسْرِ، وَالتَّمْرِ، فَقَالَ: «أَهَرَقْنَاهُمَا مَعَ الْخَمْرِ يَوْمَ حُرِّمَ»
قلت: إسناد صحيح.
يزيد بن ابي صالح أبو حبيب الدباغ ثقة صح سماعه من أنس، قال البخاري في التاريخ الكبير (8/ 342 ت 3247): ( يَزِيد بْن أَبي صالح، أَبو حَبِيب، الدَّبّاغ، يُعَدُّ فِي البَصريين، سَمِعَ أَنَس بْن مالك ... ) اهـ وسيأتي بعد قليل في نقل ابن كثير أن أبا حاتم جعله من أصحاب أنس فهذا تصحيح لسماعه من أنس، وقال الذهبي في تاريخ الإسلام ت بشار (3/ 1014 ت 484): ( رَوَى عَنْ: أَنَسٍ ... وَقَدْ وُثِّقَ. ) اهـ، وترجمه الذهبي أيضا في موضعٍ آخر في تاريخ الإسلام ت بشار (4/ 253 ت 432) فقال: عَنْ: أَنَسٍ ... وثّقه الطيالسي، وقال: كَانَ شعبة يأتيه. ) اهـ، وقال ابن كثير في التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل (2/ 344 ت 1460): روى عن: أنس ... قال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: ليس بحديثه بأس، وكان أوثق من بقي بالبصرة من أصحاب أنس، وقال أبو زرعة: لا أعرفه. ) اهـ، وقال أحمد كما في موسوعة أقوال الإمام أحمد بن حنبل في رجال الحديث وعلله (4/ 152 ت 3544): قال وكيع، وذكر يزيد بن أبي صالح. فقال: كان دباغًا، وكان حسن الهيئة، عنده أربعة أحاديث. «العلل» (509 و1362)، وقال أيضًا أحمد بن حنبل: يزيد بن أبي صالح أبو حبيب، سمع أنسًا. «العلل» (1362). ) انتهى نقلا عن موسوعة أقوال الإمام أحمد.
قلت: ومرت آثار أخرى عن عبد الرحمن بن مهدي عند غير أبي نعيم وأبي الشيخ.

وفي الباب أثر مقطوع ضعيف جدًّا.
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 35): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُنْدَارٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثَنَا طُعْمَةُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: «رَأَيْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ يَشُدُّ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ»
قلت: ضعيف جدًّا.
طلحة بن عمرو هو طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمى، المكى، متروك ضعفه جميع الأئمة ولذلك قال الحافظ ابن حجر في التقريب: ( متروك ) اهـ وقال الذهبي في الكاشف: ( ضعفوه ) اهـ وقال الحافظ في تهذيب التهذيب (5 / 23): ( وقال على ابن المدينى عن ابن مهدى: قدم طلحة بن عمرو ـ يعنى البصرة ـ فقعد على مصطبة و اجتمع الناس، فخلوت به أنا وحسين بن عربى و ذكرنا له الأحاديث ـ يعنى المنكرة ـ فقال : أستغفر الله و أتوب ، فقلنا له : اقعد على مصطبة وأخبر الناس فقال : أخبروهم عنى. ) اهـ قلت: وهذا صريح في أن عبد الرحمن بن مهدي نفسه يضعفه بشدة والحمد لله، وبهذه القصة استدل الألباني في الضعيفة ح 104 على كونه متروك بعد أن نقل عن النسائي قوله: ( متروك الحديث ) اهـ.
وموسى بن طلحة هو موسى بن طلحة بن عبيد الله القرشى التيمى أبو عيسى من الطبقة الثانية من كبار التابعين ثقة جليل كما في التقريب.

والحمد لله من قبل ومن بعد.
وكتب أبو جعفر الزهيري بعد شروق يوم الرابع والعشرين من شهر رمضان سنة 1439 من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وكان ذلك في في بلاد الكفر بريطانا أخرجنا الله منها.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:56 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.