أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
4545 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-18-2021, 01:11 AM
سعيد النواصره سعيد النواصره غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 142
افتراضي سلفية الأردن .. ما الذي يحدث

سلفيو الأردن .. ما الذي يجري؟

ليس من الحكمة - غالباً - الخوض فيما يشجر بين الأخوة من خلافات - أو اختلافات ! - لا سيما وهم ينتسبون لدعوة فيها رحمة الخلق أصل قويم ، والصبر في تصويب الأخطاء والانحرافات مبدأ مستقيم ، في زمن غربة أهل الحق وانقطاع الناس عن السنة إلى طرائق المبطلين من دعاة البدع والخرافات والعقائد الفاسدة ، والمذاهب الفكرية المختلفة ، لكن الأمر بات اليوم مفضوحاً على مواقع التواصل الاجتماعي ،وتكلم فيه خصوم الدعوة بما يشفي صدورهم منها ..!

كتب الله - بفضله وكرمه - على أهلنا في الديار الأردنية أن جعل نشر الدعوة السنية على يد الإمام الألباني ، وهو واحد من أكبر المجددين في هذا العصر ، وعلم من أئمة الحديث والفقه ، فجرت بسببه قواعد دعوية خالصة في العدل والإنصاف والتوسط بين الشدة واللين بما يقتضيه الحال أو يلزم المقال ، ثم أورثه إلى تلاميذ نجباء حملوا الرسالة بكل ما استطاعوه من جهد وعلم وعمل فبلغوها الناس على فهم للواقع المحلي في بلادهم وبصيرة من الواجب الشرعي المطلوب ، فما قصروا من جهة بيان الحق في مسائل العقيدة والعبادات والمعاملات ، ولا تسلطوا على المسلمين بسيف الغلظة والغلو في الشدة ، مع الذب عن جناب التوحيد والسنة ومنهج السلف في وجه المتعرضين لها أو القاطعين على أهل الإسلام سبيل الوصول لها ، وقد يلزم لهذا - من باب الضرورة - نوعاً من الخشونة الزائدة دون مجاوزة الحد أو تعدياً على الحق ...

ربما كان التواصي بالحق والصبر بين دعاة السلفية الأردنية سمة انسجامية بارزة لسنوات طويلة خلت ، ساعدت - حقيقة - في ثبات منهجهم وبلوغ دعوتهم ٱفاقاً بعيدة عرّفت بالسنة وأصولها وأنوارها ،وكشفت البدع والضلالات وأوكارها والجماعات المنحرفة وأفكارها ، وكانت ركناً شديداً في حفظ بلادنا المباركة وأمنها وأمنها واستقرارها ...

اليوم - نقولها بمرارة المتأسف - قد تغير الحال كثيراً باتجاه هادم غريب و منكر ممنهج عجيب ، ونبت في جسد الدعوة السلفية طور مريب شوه نقاءها المعهود دون هوادة علم أو هدوء منهج ، ولا مراعاة فيه للعواقب المفسدة الراجحة التي يلزمها حُسٔن النظر وسلامة الفهم والتصور السليم لظروف العالم الإسلامي وتغيرات اجتماعية متسارعة ألقت بثقلها وشؤمها على تدين الناس وحالهم من التوحيد والسنة ...

عماد هذا الطور النابت قائم على أمرين :

الأول : تعلق نفسي مفرط لطائفة من المنتسبين للدعوة بعلم( الجرح والتعديل ) وأحكام دعاته وتقريراتهم ، حتى بلغ الأمر ببعضهم أن استباح لنفسه ٱلة هذا العلم العظيم فاستعملها مع شيوخ الدعوة وطلبة العلم ينقض عليهم بالثلب والطعن والإسقاط لخطأ أو زلة أو يظنه ميلاً عن المنهج ، دون رادع علمي أو أصول مقررة ، ولا دراية بقدر الجرح والتعديل وصورته الحقيقية .

قال الإمام المُعَلَّمي في مقدمة شرحه لكتاب الجرح والتعديل :
" ليس نقْد الرُّواة بالأمر الهيِّن؛ فإنَّ الناقد لا بدَّ أن يكون واسعَ الاطلاع على الأخبار المروية، عارفًا بأحوال السابقين وطُرق الرواية، خبيرًا بعوائد الرواة ومقاصدهم وأغراضهم، وبالأسباب الداعية إلى التساهل والكَذِب، والموقعة في الخطأ، ثم يحتاج إلى أن يعرفَ أحوال الرواي متى وُلِد؟ وبأيِّ بلد؟ وكيف هو في الدِّين والأمانة، والعقل والمروءة؟ ومع مَن سَمِع؟ وكيف كتابُه؟
ثم يعرِف أحوالَ الشيوخ الذين يُحدِّث عنهم، وبلدانهم، ووفياتهم، وأوقات تحديثهم، وعاداتهم في الحديث، ثم يعرف مروياتِ الناس عنهم، ويعرض عليها مرويات هذا الراوي ويعتبر بها، إلى غير ذلك مما يطول شرْحُه، ويكون مع ذلك متيقظًا مرهف الفَهْم، دقيق الفِطنة، مالكًا لنفسه، لا يستميله الهوى ولا يستفزُّه الغضب، ولا يستخفُّه بادر ظنّ، حتى يستوفيَ النظر، ويبلغ المقرّ، ثم يحسن التطبيق في حُكمه، فلا يجاوز ولا يقصِّر. وهذه مرتبة بعيدة المرام، عزيزة المنال، لم يبلغْها إلاَّ الأفذاذ "

ومن لا يعي هذا لا بد أن يسهل عليه التصدي لأخيه المسلم بالنقد الجارح والمقال الفاضح لأقل ما يصدر عنه من خطأ ولو بسلامة النية ، فيفسقه أو يبدّعه أو يكفره دون شعور منه !

فكيف إذا خالط هذا شيء من حظ النفس كشهوة الشهرة أو التشفي من الحسد والغيرة ، أو كان عن سوء طوية شريرة !

الثاني : التزام الشدة في كل حال ومقام واتخاذها وسيلة وحيدة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ودون إمعان علمي دقيق في مادة الإنكار وحيثيات النقد ، ولا تقصّ عملي متقن لأصول النصيحة الشرعية وضوابطها المقررة ، وهو الذي يخدم - حتماً - تحقيق المصلحة العليا على حساب كثير المفاسد المترتبة على العجلة والتهور في الإنكار والنقد أو الإصلاح ، فنكون قد وقعنا فيما ننكره على الجماعات والفرق التي تعاملت مع المخالفات الشرعية أو المعاصي أو الأخطاء بما عُراف عنهم من وسائل الإنكار على غير طريق أهل السنة ، ووقع بسببهم عظيم المصاعب والمحن وكبير النوائب والفتن ...!

وإلا فما نتيجة إسقاط علماء الدعوة وطلبة العلم في الديار الأردنية لمخالفات مظنونة أو أخطاء يسيرة مغفورة ، وقد يكون هذا الإسقاط باستجرار أحكام تبناها علماء بلاد أخرى تسود فيها أجواء سلفية أو حالة دينية مغايرة تماماً لما نحن فيه ، وربما كانت أحكاماً تشبعت نقداً ونقضاً بأضعاف ما تضمنته من كتابات وكلمات ومقالات ، فصارت بحكم المقبور شرعاً وعقلاً ولا طائل يُرجى من وراء نبٔشها !

إن الدعوة السلفية في الديار الأردنية ملاذ ومعاذ للناس ، دعوة متأطرة بالعلم والفهم والحق ، ومتعطرة بالسنة الزكية ورحمة الخلق ، وكل تنكب عنها بما ليس فيها أو منها مٱله إلى خراب وتباب ، لا يجني منهما أهلها إلا التعب والشتات وفقْد الثبات ، وواقعها - الٱن - لا يسر إلا المتربصين يمدهم بأسباب الشماتة ومعاول حربها ، والواجب إعادة النظر في أحوالها ، والرجوع إلى أوراقها القديمة قبل فوات الأوان فذلك خير وأبقى ...
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:34 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.